سورة المطففين
الجزء3
{ كَلاَّ
إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ }
* { كِتَابٌ
مَّرْقُومٌ } * { يَشْهَدُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ }{ إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ }
* { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } * { تَعْرِفُ فِي
وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ } * { يُسْقَوْنَ
مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ } * { خِتَامُهُ
مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ }
* { وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ } * { عَيْناً
يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ .
ابن عاشور فإن هذه الجملة بحذافرها
تشبه جملة{ إن
كتاب الفجار لفي سجين } المطففين 7 الخ أسلوباً ومقابلةً. فالوجه أن يكون مضمونها
قسيماً لمضمون شبيهها فتحصلُ مقابلة وعيد الفجار بوعد الأبرار ومن عادة القرآن
تعقيب الإنذار بالتبشير والعكس لأن الناس راهب وراغب فالتعرضُ لنعيم الأبرار إدماج
اقتضته المناسبة وإن كان المقام من أول السورة مقام إنذار. ويكون المتكلم بالوعد
والوعيد واحداً وجَّه كلامه للفجار الذين لا يظنون أنهم مبعوثون، وأعقبه بتوجيه
كلام للأبرار الذين هم بضد ذلك، فتكون هذه الآيات معترضة متصلة بحرف الردع على
أوضح الوجهين المتقدمين فيه.
تشبه جملة{ إن
كتاب الفجار لفي سجين } المطففين 7 الخ أسلوباً ومقابلةً. فالوجه أن يكون مضمونها
قسيماً لمضمون شبيهها فتحصلُ مقابلة وعيد الفجار بوعد الأبرار ومن عادة القرآن
تعقيب الإنذار بالتبشير والعكس لأن الناس راهب وراغب فالتعرضُ لنعيم الأبرار إدماج
اقتضته المناسبة وإن كان المقام من أول السورة مقام إنذار. ويكون المتكلم بالوعد
والوعيد واحداً وجَّه كلامه للفجار الذين لا يظنون أنهم مبعوثون، وأعقبه بتوجيه
كلام للأبرار الذين هم بضد ذلك، فتكون هذه الآيات معترضة متصلة بحرف الردع على
أوضح الوجهين المتقدمين فيه.
«إن الملائكة لتصعد بعمل العبد فيستقلونه، فإذا انتهوا به إلى ما
شاء الله من سلطانة أوحى إليهم إنكم الحفظة على عبدي وأنا الرقيب على ما في قلبه،
وأنه أخلص عمله فاجعلوه في عليين، فقد غفرت له وإنها لتصعد بعمل العبد فيزكونه،
فإذا انتهوا به إلى ما شاء الله أوحي إليهم أنتم الحفظة على عبدي وأنا الرقيب على
ما في قلبه، وإنه لم يخلص لي عمله فاجعلوه في سجين»
شاء الله من سلطانة أوحى إليهم إنكم الحفظة على عبدي وأنا الرقيب على ما في قلبه،
وأنه أخلص عمله فاجعلوه في عليين، فقد غفرت له وإنها لتصعد بعمل العبد فيزكونه،
فإذا انتهوا به إلى ما شاء الله أوحي إليهم أنتم الحفظة على عبدي وأنا الرقيب على
ما في قلبه، وإنه لم يخلص لي عمله فاجعلوه في سجين»
قال ٱبن عباس: أي في
الجنة. وعنه أيضاً قال: أعمالهم في كتاب الله في السماء. وقال الضحاك ومجاهد
وقتادة: يعني السماء السابعة فيها أرواح المؤمنين. ورَوَي ٱبن الأجلح عن الضحاك
قال: هي سِدْرة المنتهى، ينتهي إليها كل شيء من أمر الله لا يعدوها، فيقولون: رب!
عبدك فلان، وهو أعلم به منهم، فيأتيه كتاب من الله عز وجل مختوم بأمانه من العذاب.
فذلك قوله تعالى: { كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ }. وعن كعب الأحبار قال: إن
روح المؤمن إذا قبضت صُعد بها إلى السماء، وفُتحت لها أبواب السماء، وتلقَّتها
الملائكة بالبشرى، ثم يخرجون معها حتى ينتهوا إلى العرش، فيخرج لهم من تحت العرش،
رَقّ فيرقم ويختم فيه النجاة من الحساب يوم القيامة ويشهده المقربون. وقال
البَرَاء بن عازِب قال النبي صلى الله عليه وسلم: " عِلِّيون في السماء السابعة تحت العرش " وعن ٱبن عباس أيضاً: هو لوح من زبرجدة خضراء معلق بالعرش،
أعمالهم مكتوبة فيه
الجنة. وعنه أيضاً قال: أعمالهم في كتاب الله في السماء. وقال الضحاك ومجاهد
وقتادة: يعني السماء السابعة فيها أرواح المؤمنين. ورَوَي ٱبن الأجلح عن الضحاك
قال: هي سِدْرة المنتهى، ينتهي إليها كل شيء من أمر الله لا يعدوها، فيقولون: رب!
عبدك فلان، وهو أعلم به منهم، فيأتيه كتاب من الله عز وجل مختوم بأمانه من العذاب.
فذلك قوله تعالى: { كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ }. وعن كعب الأحبار قال: إن
روح المؤمن إذا قبضت صُعد بها إلى السماء، وفُتحت لها أبواب السماء، وتلقَّتها
الملائكة بالبشرى، ثم يخرجون معها حتى ينتهوا إلى العرش، فيخرج لهم من تحت العرش،
رَقّ فيرقم ويختم فيه النجاة من الحساب يوم القيامة ويشهده المقربون. وقال
البَرَاء بن عازِب قال النبي صلى الله عليه وسلم: " عِلِّيون في السماء السابعة تحت العرش " وعن ٱبن عباس أيضاً: هو لوح من زبرجدة خضراء معلق بالعرش،
أعمالهم مكتوبة فيه
{ إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } * { عَلَى
ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } * { تَعْرِفُ فِي
وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ } * { يُسْقَوْنَ
مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ } * { خِتَامُهُ
مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ }
* { وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ } * { عَيْناً
يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ
والذي في الخبر من حديث
ٱبن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن أهل عِليين لينظرون إلى الجنة من كذا، فإذا أشرف رجل من أهل
عِليين أشرقت الجنة لضياء وجهه، فيقولون: ما هذا النور؟ فيقال أشرف رجل من أهل
عِليين الأبرار أهل الطاعة والصدق
ٱبن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن أهل عِليين لينظرون إلى الجنة من كذا، فإذا أشرف رجل من أهل
عِليين أشرقت الجنة لضياء وجهه، فيقولون: ما هذا النور؟ فيقال أشرف رجل من أهل
عِليين الأبرار أهل الطاعة والصدق
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire