vendredi 27 décembre 2019

وما قصة الثلاثة الذين خلفوا ونزل فيهم قرآن؟خطبة 27/12/2019



وما قصة
الثلاثة
 الذين خلفوا ونزل فيهم
قرآن؟
خطبة
27/12/2019

إن الحمد لله، نحمده، نستعينه، ونستغفره، ونستهديه،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن
يضللْ فلا هادي له. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده
ورسوله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه
والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
.
أما بعد:فاتقوا الله أيها المسلمون، فتقوى الله جماع الخيرات، ومعدن البركات
وما قصة الثلاثة  الذين خلفوا ونزل فيهم قرآن؟
وَعَلَى ٱلثَّلاَثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ
عَلَيْهِمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوۤاْ
أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ
لِيَتُوبُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ
هم كلهم من الأنصار: هلال بن أمية، ومرارة بن ربيعة، وكعب بن مالك
 قال كعب: لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قطّ إلا في غزوة تبوك، غير أني قد تخلفت في غزوة
بدر ولم يعاتب أحدا تخلف عنها إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون
يريدون عير قريش، حتى جمع الله بينهم وبين عدوّهم على غير ميعاد
. ولقد شهدت مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام، فكان من خبري حين
تخلفت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك أني لم أكن قطّ أقوى ولا أيسر
مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة، والله ما جمعت قبلها راحلتين قطّ حتى جمعتهما في
تلك الغزوة. فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرّ شديد،"وقالوا لا
تنفروا في الحر..." واستقبل سفرا بعيدا وصحاري ، واستقبل عدوًّا كثيرا، فجلّى
للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم، فأخبرهم بوجهه الذي يريد، والمسلمون مع
النبيّ صلى الله عليه وسلم كثير. وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة
حين طابت الثمار والظلال. فتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه،
وطفقت أغدو لكي أتجهز معهم، فلم أقض من جهازي شيئا، ثم غدوت فرجعت ولم أقض شيئا.(
عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال هلك المتسوفون.) فلم يزل ذلك
يتمادى حتى أسرعوا ، وهممت أن أرتحل فأدركهم، فيا ليتني فعلت، فلم يقدرّ ذلك لي،
فطفقت إذا خرجت في الناس بعد خروج النبيّ صلى الله عليه وسلم يحزنني أني لا أرى لي
أسوة إلا رجلاً مغموصا عليه في النفاق أو رجلاً ممن عذر الله من الضعفاء.(تذكير
بوقت الصلاة يوم الجمعة من تجد  في
المقاهي؟ يجب أن يجدك الله حيثما أمرك)  ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
بلغ تبوك، فقال وهو جالس في القوم بتبوك
: " ما فَعَلَ كَعْبُ بْنُ مالكٍ؟ "(تربية تفقد أصحابك حين يغيبون عن صلاة الصبح مثلا) فقال رجل من بني سلمة:
يا رسول الله حبسه بُرْداه والنظر في عطفيه.فقال له سيدنا معاذ بن جبل : بئس ما
قلت والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرا ..(.درس في حماية عرض الأخ والبحث
عن عذر للصادق هناك من ضعاف الايمان من يتلذذ بالطعن في ظهر أخيه...) فسكت رسول
الله صلى الله عليه وسلم.
قال
كعب: فلما بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه قافلاً من تبوك حضرني
همي، فطفقت أتذكر الكذب وأقول بم أخرج من سخطه غدا؟ وأستعين على ذلك بكلّ ذي رأي
من أهلي. (حجته حاضرة الأحنف بن قيس كان في مجلس معاوية لأخذ البيعة لابنه يزيد
أمام أبيه كل الحاضرين مدحوا يزيد  إلا
الأحنف بقي صامتا فقال له معاوية تكلم يا أحنف فقال أخاف الله إن كذبت وأخافكم إن
صدقت) عن أُمِّ سَلَمةَ رضي اللَّه عنها: أَنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ
إِنَّمَا أَنَا بشَرٌ،
وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ
بحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ؛ فأَقْضِي لَهُ بِنحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ
لَهُ بحَقِّ أَخِيهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ
 مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
هذه
القدرة يفقدها الانسان يوم القيامة لأن الحواس ستتكلم وتشهد "
 ٱلْيَوْمَ نَخْتِمُ
عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَآ أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا
كَانُواْ يَكْسِبُونَ) فلما قيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أظلّ قادما
زاح عني الباطل، حتى عرفت أني لن أنجو منه بشيء أبداً، فأجمعت صدقه. وأصبح رسول
الله صلى الله عليه وسلم قادما، وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين
ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاءه المتخلفون، فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له،
وكانوا بضعة وثمانين رجلاً، فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم
وبايعهم واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى الله حتى جئت، فلما سلمت تبسمَّ تبسمُّ المُغضَب،
ثم قال
:  تَعَالَفجئت أمشي حتى جلست بين يديه، فقال لي: " ما خَلَّفَكَ، ألَمْ تَكُنْ قَدِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ؟قال: قلت (كلمات صدق من
ذهب) يا رسول الله إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سَخَطه
 بعذر لقد أُعطيت جدلاً،  ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب
ترضى به عني ليوشكنّ الله أن يُسَخِطك عليّ، ولئن حدّثتك حديث صدق تجد عليّ فيه
إني لأرجو فيه عفو الله والله ما كان لي عذر، والله ما كنت قَطّ أقوى ولا أيسر مني
حين تخلفت عنك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

" أمَّا
هَذَا فَقَدْ صَدَقَ، (إشارة إلى أن 84 واحد كذبوا لما اعتذروا)  قُمْ حتى يَقْضِيَ اللَّهُ فِيكَ
 فقمت، وثار رجال من بني سلمة، فاتبعوني وقالوا: والله ما علمناك
أذنبت ذنباً قبل هذا، لقد عَجَزتَ أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم بما اعتذر به المتخلفون، فقد كان كافيك ذنبَك استغفار رسول الله صلى الله
عليه وسلم لك. قال: فوالله ما زالوا يؤنبونني، حتى أردت أن أرجع إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم فأكذّب نفسي. قال: ثم قلت لهم: هل لقي هذا معي أحد؟ قالوا: نعم
لقيه معك رجلان قالا مثل ما قلت وقيل لهما مثل ما قيل لك. قال: قلت من هما؟ قالوا:
مُرارة بن الربيع العامري وهلال بن أمية الواقفي. قال: فذكروا لي رجلين صالحين قد
شهدا بدراً لي فيهما أسوة.

ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين
عن كلامنا نحن الثلاثة من بين من تخلف عنه، قال: فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى
تنكرت لي في نفسي الأرض فما هي بالأرض التي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة. فأما
صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان، وأما أنا فكنت أشبَّ القوم وأجْلَدَهُم،
فكنت أخرج وأشهد الصلاة وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد،(انضباط) وآتي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة، فأقول في نفسي هل حرّك
شفتيه بردّ السلام أم لا؟ ثم أصلي معه وأسارقه النظر، فإذا أقبلت على صلاتي نظر
إليّ وإذا التفت نحوه أعرض عني. حتى إذا طال ذلك عليّ من جفوة المسلمين، مشيت حتى وصلت
الى دار جاري  أبي قتادة وهو ابن عمي وأحبّ
الناس إليّ، فسلمت عليه، فوالله ما ر دّ عليّ السلام، فقلت: يا أبا قتادة أنشدك
بالله هل تعلم أني أحبّ الله ورسوله؟ فسكت، قال: فعدت فناشدته فسكت، فعدت فنا شدته
فقال: الله ورسوله أعلم ففاضت عيناي، وتوليت
. فبينا أنا أمشي في سوق المدينة، إذا بنبطي
من نبط أهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة، يقول: من يدلّ على كعب بن مالك؟
قال: فطفق الناس يشيرون له حتى جاءني، فدفع إليّ كتابا من ملك غسان عرب في شمال
الجزيرة موالي لهرقل ، وكنت كاتباً، فقرأته فإذا فيه: أما بعد فإنه قد بلغنا أن
صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك قال: فقلت
حين قرأته: وهذا أيضا من البلاء. فتأممت به التنّور فسجرته به. حتى إذا مضت أربعون
من الخمسين وأنا أنتظر الوحي إذا رسول رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم يأتيني
فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تعتزل امرأتك، قال: فقلت: أطلقها
أم ماذا أفعل؟ قال: لا بل اعتزلها فلا تقربها قال: وأرسل إلى صاحبيّ بذلك، قال:
فقلت لامرأتي: الحقي بأهلك تكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر قال: فجاءت
امرأة هلال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن هلال بن أمية شيخ
ضائع ليس له خادم، فهل تكره أن أخدمه؟ فقال
: "
لا، وَلَكِنْ لا يَقْرُبَنَّكِقالت: فقلت: إنه والله ما به حركة إلى شيء، ووالله ما زال
يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يوم هذا قال: فقال لي بعض أهلي: لو استأذنت رسول
الله صلى الله عليه وسلم في امرأتك فقد أذن لامرأة هلال أن تخدمه قال: فقلت لا
أستأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يدريني ماذا يقول لي إذا استأذنته
فيها وأنا رجل شاب. فلبثت بعد ذلك عشر ليال، فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن كلامنا. قال: ثم صليت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة على
ظهر بيت من بيوتنا، فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله عنا قد ضاقت عليّ نفسي
وضاقت عليّ الأرض بما رحبت، سمعت صوت صارخ يقول بأعلى صوته: يا كعب بن مالك أبشر
قال: فخررت ساجدا، وعرفت أن قد جاء فرج. قال: وأعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين
بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر، فذهب الناس يبشروننا، فذهب قِبَل صاحبي
مبشرون، وركض رجل إليّ فرساً، وكان الصوت أسرع من الفرس. فلما جاءني الذي سمعت
صوته يبشرني نزعت له ثوبيّ، فكسوتهما إياه ببشارته، والله ما أملك غيرهما يومئذ،
واستعرت ثوبين فلبستهما. وانطلقت أتأمم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلقاني
الناس فوجا فوجا يهنئوني بالتوبة، ويقولون: هنيئا لك  توبة الله عليك حتى دخلت المسجد، فإذا رسول الله
صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد حوله الناس، فقام إليّ طلحة بن عبيد الله يهرول
حتى صافحني وهنأني، قال كعب: فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو
يبرق وجهه من السرور
:
"
أبْشرْ بِخَيْرِ يَوْمَّ مَرَّ عَلَيْكَ
مُنْذُ وَلَدتْكَ أُمُّكَ

فقلت: أمن عندك يا رسول الله، أم من عند
الله؟ قال
: " لا بَلْ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ". وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سرّ استنار وجهه حتى
كأن وجهه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه. قال: فلما جلست بين يديه قلت: يا رسول الله
إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم
: " أمْسِكْ بَعْضَ مالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ .
وقلت: يا رسول الله إن الله إنما أنجاني بالصدق، وإن من توبتي أن لا أحدّث إلا
صدقاً ما بقيت قال: فوالله ما علمت أحداً من المسلمين ابتلاه الله في صدق الحديث
منذ ذكرت ذلك لرسول الله عليه الصلاة والسلام أحسن مما ابتلاني، والله ما تعمدت
كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا، وإني أرجو أن
يحفظني الله فيما بقى. قال: فأنزل الله:
 لَقَدْ تَابَ الله عَلَىٰ ٱلنَّبِيِّ
وَٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ ٱلْعُسْرَةِ
مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ
إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ وَعَلَى ٱلثَّلاَثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ
حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ
أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوۤاْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ
تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ
يَـٰأيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ
ٱلصَّادِقِينَ
 }
.

 قال كعب: والله ما أنعم الله عليّ من نعمة قطّ
بعد أن هداني للإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا
أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوه، فإن الله قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي
شرّ ما قال لأحد
:{ سَيَحْلِفُونَ
باللَّهِ لَكُمْ إذَا انْقَلَبْتُمْ إلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأعْرِضُوا
عَنْهُمْ أنَّهُمْ رِجْسٌ وَمأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كانُوا
يَكْسِبُونَ
 .
لو
ألقينا عشرات المحاضرات في الصدق لن تكون أبلغ من هذه القصة .المؤمن إذا صدق أكرمه
الله وجعل كل الأمور في صالحه.
يا مالك السماوات والأرض، يا عظيم السماوات
والأرض، يا عالم السماوات والأرض


يا قيّوم السماوات
والأرض، يا رحمن الدّنيا ورحيم الآخرة
”. نسألك صلاة على رسول الله صلى
الله عليه وسلم اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد صلى
الله عليه وسلم
·  
اللّهم يا حي يا قيوم يا ذو الجلال والإكرام
اهدنا في من هديت


وعافِنا في من
عافيت واقض عنّا برحمتك شرّ ما قضيت، إنّك تقضي بالحق ولا يقضى عليك


آمنّا بكتابك الذي
أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فاغفر لنا ما قدمنا وما أخّرنا وما أسررنا وما أعلنّا الله أكبر
ليس كمثله شيء في الأرض ولا في السّماء وهو السميع  البصير


اللهمّ إنّي أسألك
في صلاتي ودعائي بركة تطهّر بها قلبي


وتكشف بها كربي،
وتغفر بها ذنبي، وتصلح بها أمري، وتغني بها فقري


وتذهب بها شرّي،
وتكشف بها همّي وغمّي، وتشفي بها سقمي


وتقضي بها ديني،
وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتبيّض بها وجهي يا أرحم الرّاحمين
”. اللهم انصر
المسلمين المجاهدين في شتى أنحاء الأرض وانصر أهل فلسطين على الصهاينة الغاصبين
اللهم آمنْ خوفهم وفُكَّ أسرهم ووحد صفوفهم وحقق آمالنا
وآمالهم، اللهم احفظ دينهم ودماءهم، وانصرهم على عدوك وعدوِّهم. اللهم فرج همَّ
المهمومين، وفُك أسَر المأسورين، وكنْ للأرامل واليتامى والمساكين، واشف مرضانا
ومرضى المسلمين، اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة
.أقول قولي هذا
وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة. فاستغفروه إنه هو الغفور
الرحيم
.


vendredi 20 décembre 2019

غزوة تبوك



غزوة تبوك خطبة 20ديسمبر 2019
إن الحمد لله، نحمده، نستعينه، ونستغفره، ونستهديه،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن
يضللْ فلا هادي له. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده
ورسوله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه
والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
.
أما بعد:فاتقوا الله أيها المسلمون، فتقوى الله جماع الخيرات، ومعدن البركات
نحن الآن في المدينة المنورة سنة التاسعة للهجرة
صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم . الزمن صيف حار وطقس ساخن خبر خطير يصل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم : الأنباطُ الذي
يقدمون إلى المدينة من الشام يبيعون الزيت وغيره يُحدثون أن هرقل قد هيأ جيشاً
عظيماً قوامه أربعون ألف مقاتل، وأجلب معه قبائل من مُتنَصِّرةِ العرب ورزق جنده
رزق سنة أي صرف لهم مرتبات سنة كاملة يستعد لغزو المدينة المنورة والقضاء على هذه
الدولة الإسلامية الصغيرة التي ولدت في الجزيرة العربية. والخبر صحيح ففي سنة 630
ميلادي الموافق سنة 9 هجري قرر الامبراطور البيزنطي هرقليوس  الزحف على الجزيرة العربية والقضاء على الدولة
الإسلامية التي نشأت وجمع أربعين ألف مقاتل ومعه قبائل عربية من الغساسنة موالين
له وتحت سيطرته.
بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الاستعداداتُ
والجموع فأمر بالخروج إليهم، ولم ينتظرْ حتى يداهموا المدينة. فندب عليه الصلاة
والسلام أصحابه، وكان الوقتُ صيفاً بلغ فيه الحرُّ مداه، والناس في عسرٍ من العيش.
وقد طابت ثمارُ المدينة، ولم يكنْ من عادته صلى الله عليه وسلم إذا همَّ بغزوة إلا
ورّى بغيرها إلا ما كان من هذه الغزوة، فقد أعلنها وبين وجهتها ليتأهبُّوا أُهبتهم
ويأخذوا عُدّتهم. فإنهم يستقبلون سفراً بعيداً  وعدوّا كثيراً
.
لقد كان فيها من مظاهر الابتلاء والامتحان ما كشف سوءات
المنافقين، وتجلى به صدق الصادقين، وإيمان المؤمنين. تنزلتْ في ذلك سورةٌ كاملة من
طوال السور تفضح المخلفين والقاعدين وتُشيدُ بجهاد المجاهدين وفوز الطائعين
.
ومنهم
من سخر من المؤمنين الفقراء الذين تصدقوا بالقليل القليل  :
(الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي
الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ
سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
[التوبة:79].
ومنهم من قال : ائذن لي بالبقاء ولا تفتني نزلت في نزلت
في جَدّ بن قَيْس المنافق، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمَا تجهز لغزوة
تبوك قال له: يا أبا وَهْب، هل لك في جِلاَدِ بني الأصْفَر ؟ فقال: يا رسول الله
لقد عرف قومي أني رجل مغرم بالنساء، وإني أخشى إن رأيت بنات [بني] الأصفر أن لا
أصبر عنهن، فلا تفتني بهن، وائذن لي في القعود عنك فأعينك بمالي؛ فأعرض عنه النبي
صلى الله عليه وسلم، وقال: قد أذنت لك. فأنزل الله تعالى هذه الآية
{ وَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ ٱئْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلا
فِي ٱلْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِٱلْكَافِرِينَ 
}

وجاء المنافقون يستأذنون رسول الله في البقاء في بيوتهم
"
فضحهم الله وكشف حالهم إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَآءُ
رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوَالِفِ وَطَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ
فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ
 }يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل
لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا ٱللَّهُ مِنْ
أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ
عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
 }
سَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ لَكُمْ إِذَا ٱنْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ
لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ
جَهَنَّمُ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ
 } { يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ
فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَرْضَىٰ عَنِ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ
 . لقد استجاب المؤمنون لنداء رسولهم صلى الله عليه وسلم، فجاء ذوو اليسار
منهم بكثير مما عندهم، فعثمان رضي الله عنه جاء بثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها
وبألف دينارٍ حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: "ما ضرُّ عثمان ما عملَ بعد اليوم". (20 دينار هو نصاب الزكاة 
=11مليون كم ماله ب1000 دينار؟ وجاء أبو بكرٍ بماله كلّه، وكان أربعة آلاف
درهم، وجاء عمر بنصف ماله، وجاء عبد الرحمن بن عوفٍ بمئتي أوقيةٍ فضة، وجاء العباس
بمال كثير، وتتابع الناس بصدقاتهم قليلها وكثيرها حتى كان منهم من يأتي بالمدَّ
والمدَّين من الطعام لا يستطيع غيرها،  فقال المنافقون إن الله لغني عن صدقة هذا وجاء
آخر وتصدق بكل ماله فقال المنافقون ما فعل هذا إلا رياء فأنزل الله فيهم :"
ٱلَّذِينَ يَلْمِزُونَ
ٱلْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ
إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ
 } ٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ
تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ
ٱللَّهُ لَهُمْ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱللَّهُ لاَ
يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ
 }

وجاء النساء بما قدِرْن عليه من صدقات وحُليٍّ
وخلاخلٍ وقُرُطٍ وخواتِم فأنزل فيهم تعالى "َ
:

(
انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا
بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ
كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
) [التوبة:41].

وجاء البكَّاءون من المؤمنين يطلبون من رسول
الله صلى الله عليه وسلم ظهوراً يركبونها فقال لهم
: (لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ فأنزل فيهم
تعالى "تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلّا
يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ
) [التوبة: 92].

لقد عانى المسلمون في هذه الرحلةِ جهوداً
شاقة، وأتعاباً جسيمةً حتى كان الثلاثةُ يتعاقبون على بعيرٍ واحدٍ.. أصابهم عطشٌ
شديدٌ حتى نحروا بعض إبِلهِم ليشربوا مما في بطونها وربما أكلوا أوراقَ الشجر حتى
تورَّمتْ شفاههم
.
روى الأمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال: لما كانتْ غزوة تبوكَ أصابَ الناسَ مجاعةٌ وعسرة في الطريق الطقس شديد
الحر والزاد قليل عسرة في الحر وعسرة في الماء وعسرة في الطعام فأنزل تعالى فيهم
" "
 لَقَدْ تَابَ الله عَلَىٰ ٱلنَّبِيِّ
وَٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنصَارِ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ ٱلْعُسْرَةِ
مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ
إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ "فقالوا يا رسول الله لو أذنتْ لنا فنحرنا
نواضحنا فأكلنا وادَّهنَّا فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم
: "افعلوا". فجاء
عمرُ فقال يا رسولَ الله: إنهم إنْ فعلوا قلّ الظهرُ، ولكن ادعوهم بفضْلِ أزوادهم،
ثم ادعُ لهم بالبركة لعل الله يجعل فيه ذلك. فدعا عليه الصلاة والسلام بِنطْعٍ (أي
بجلد) فبسطه، ثم دعاهم بفضل أزوادهم فجعل الرجل يجيء بكفٍّ من الذرة والآخر بكفِّ
تمر والآخر بالكسرةِ حتى اجتمع على النَّطعْ من ذلك شيءٌ يسير، ثم دعا عليه
بالبركة ثم قال لهم
: "خذوا في أوعيتكمقال فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا من المعسكر
وعاءً إلا ملأوا وأكلوا حتى شبعوا وفضلت منه فضلةٌ. فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم
: "أشهدُ ألا إله إلا اللهُ وأني رسولُ الله لا يَلْقى
الله بها عبدٌ غيرُ شاكٍّ فتُحجبُ عنه الجنةُ
".
ووصلَ النبيُّ تبوك بعد قطع مسافة قيس طولها  623 كم ومعه ثلاثون ألفاً من المسلمين ولكنَّه
لم يلقَ أحدا . واندحرَ الرومُ إلى داخل ديارهم خوفا من ملاقاة المسلمين
.
انتهت 
المعركة بلا
صدام أو قتال لأن الجيش الروماني تشتت وتبدد في البلاد خوفًا من المواجهة؛ مما رسم
تغيرات عسكرية في المنطقة، جعلت حلفاء 
الروم يتخلون عنها ويحالفونالمسلمين  كقوة
أولى في المنطقة. لذلك، حققت هذه الغزوة الغرض المرجو منها بالرغم من عدم الاشتباك
الحربي مع 
الروم الذين آثروا الفرار شمالًا فحققوا انتصارًا
للمسلمين دون قتال، حيث أخلوا مواقعهم للدولة الإسلامية، وعاد المسلمون منتصرين
إلى المدينة ..الآن ما قصة أبي خيثمة ؟
وشهد أبو خيثمةَ أُحُدًا والمشاهدَ كلها، وتخلف عن
الخروج مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم إلى تَبُوك عَشرةَ أيام، فدخل يومًا
على امرأتين له في يوم حَارٍّ فوجدهما في عريشين لهما في بستانه قد رَشَّتْ كل
واحدة منهما عريشها، وبرَّدت له ماءً، وهيأت له طعامًا؛ فقال: سبحان الله! رسول
الله صَلَّى الله عليه وسلم قد غُفر لهُ ما تقدم من ذنبه وما تأخَّر في الضِّحّ
والريح والحرِّ يحملُ سلاحَهُ على عُنُقهِ وأبو خيثمةَ في ظلالٍ باردةٍ، وطعامٍ
مهيّأ، وامرأتين حَسناوينِ، ما هذا بالنَّصَفِ؛ والله لا أدخلُ عريش واحدة منكما
ولا أكلمكما حتى ألحق برسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فخرج وانطلق نحو تبوك
قاطعا في الصحراء مسافة 623 كم حتى دنا من رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وهو
نازلٌ بتَبُوك، قال الناسُ: هذا راكبٌ على الطريق، فقال رسول الله صَلَّى الله
عليه وسلم: "كن أبا خيثمةَ"، فقال الناسُ: هذا أبو خيثمةَ، فأناخ ثم
أقبل فسلّم على رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: فقال رسول الله صَلَّى الله عليه
وسلم: "أَوْلَى لَكَ ياأبا خَيْثَمةَ"، فأَخْبَرَ رسولَ الله صَلَّى
الله عليه وسلم خبرَهُ، فقال له رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم خيرًا ودعا لهُ.
وما قصة الثلاثة  الذين
خلفوا ونزل فيهم قرآن؟
وَعَلَى ٱلثَّلاَثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰ
إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ
أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوۤاْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ
تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ "هم
كلهم من الأنصار: هلال بن أمية، ومرارة بن ربيعة، وكعب بن مالك الأسبوع القادم
باذن الله
يا مالك السماوات والأرض، يا عظيم السماوات
والأرض، يا عالم السماوات والأرض


يا قيّوم السماوات
والأرض، يا رحمن الدّنيا ورحيم الآخرة
”. نسألك صلاة على رسول الله صلى
الله عليه وسلم اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد صلى
الله عليه وسلم
·  
اللّهم يا حي يا قيوم يا ذو الجلال والإكرام
اهدنا في من هديت


وعافِنا في من
عافيت واقض عنّا برحمتك شرّ ما قضيت، إنّك تقضي بالحق ولا يقضى عليك


آمنّا بكتابك الذي
أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فاغفر لنا ما قدمنا وما أخّرنا وما أسررنا وما أعلنّا الله أكبر
ليس كمثله شيء في الأرض ولا في السّماء وهو السميع  البصير


اللهمّ إنّي أسألك
في صلاتي ودعائي بركة تطهّر بها قلبي


وتكشف بها كربي،
وتغفر بها ذنبي، وتصلح بها أمري، وتغني بها فقري


وتذهب بها شرّي،
وتكشف بها همّي وغمّي، وتشفي بها سقمي


وتقضي بها ديني،
وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتبيّض بها وجهي يا أرحم الرّاحمين
”. اللهم انصر
المسلمين المجاهدين في شتى أنحاء الأرض وانصر أهل فلسطين على الصهاينة الغاصبين
اللهم آمنْ خوفهم وفُكَّ أسرهم ووحد صفوفهم وحقق آمالنا
وآمالهم، اللهم احفظ دينهم ودماءهم، وانصرهم على عدوك وعدوِّهم. اللهم فرج همَّ
المهمومين، وفُك أسَر المأسورين، وكنْ للأرامل واليتامى والمساكين، واشف مرضانا
ومرضى المسلمين، اللهم هذا الدعاء ومنك الإجابة
.أقول قولي هذا
وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة. فاستغفروه إنه هو الغفور
الرحيم
.

mercredi 18 décembre 2019

سورة المطففين





سورة المطففين
الجزء3

كَلاَّ
إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ
 } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ }
* { كِتَابٌ
مَّرْقُومٌ
 } * { يَشْهَدُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ }{ إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ }
* { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } * { تَعْرِفُ فِي
وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ
 } * { يُسْقَوْنَ
مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ
 } * { خِتَامُهُ
مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ
 }
* { وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ } * { عَيْناً
يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ
 
.

 

ابن عاشور  فإن هذه الجملة بحذافرها
تشبه جملة
إن
كتاب الفجار لفي سجين
 } المطففين 7 الخ أسلوباً ومقابلةً. فالوجه أن يكون مضمونها
قسيماً لمضمون شبيهها فتحصلُ مقابلة وعيد الفجار بوعد الأبرار ومن عادة القرآن
تعقيب الإنذار بالتبشير والعكس لأن الناس راهب وراغب فالتعرضُ لنعيم الأبرار إدماج
اقتضته المناسبة وإن كان المقام من أول السورة مقام إنذار. ويكون المتكلم بالوعد
والوعيد واحداً وجَّه كلامه للفجار الذين لا يظنون أنهم مبعوثون، وأعقبه بتوجيه
كلام للأبرار الذين هم بضد ذلك، فتكون هذه الآيات معترضة متصلة بحرف الردع على
أوضح الوجهين المتقدمين فيه
.
«إن الملائكة لتصعد بعمل العبد فيستقلونه، فإذا انتهوا به إلى ما
شاء الله من سلطانة أوحى إليهم إنكم الحفظة على عبدي وأنا الرقيب على ما في قلبه،
وأنه أخلص عمله فاجعلوه في عليين، فقد غفرت له وإنها لتصعد بعمل العبد فيزكونه،
فإذا انتهوا به إلى ما شاء الله أوحي إليهم أنتم الحفظة على عبدي وأنا الرقيب على
ما في قلبه، وإنه لم يخلص لي عمله فاجعلوه في سجين
»
قال ٱبن عباس: أي في
الجنة. وعنه أيضاً قال: أعمالهم في كتاب الله في السماء. وقال الضحاك ومجاهد
وقتادة: يعني السماء السابعة فيها أرواح المؤمنين. ورَوَي ٱبن الأجلح عن الضحاك
قال: هي سِدْرة المنتهى، ينتهي إليها كل شيء من أمر الله لا يعدوها، فيقولون: رب!
عبدك فلان، وهو أعلم به منهم، فيأتيه كتاب من الله عز وجل مختوم بأمانه من العذاب.
فذلك قوله تعالى: { كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ }. وعن كعب الأحبار قال: إن
روح المؤمن إذا قبضت صُعد بها إلى السماء، وفُتحت لها أبواب السماء، وتلقَّتها
الملائكة بالبشرى، ثم يخرجون معها حتى ينتهوا إلى العرش، فيخرج لهم من تحت العرش،
رَقّ فيرقم ويختم فيه النجاة من الحساب يوم القيامة ويشهده المقربون. وقال
البَرَاء بن عازِب قال النبي صلى الله عليه وسلم
: " عِلِّيون في السماء السابعة تحت العرشوعن ٱبن عباس أيضاً: هو لوح من زبرجدة خضراء معلق بالعرش،
أعمالهم مكتوبة فيه

إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } * { عَلَى
ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ
 } * { تَعْرِفُ فِي
وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ
 } * { يُسْقَوْنَ
مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ
 } * { خِتَامُهُ
مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ
 }
* { وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ } * { عَيْناً
يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ
 

والذي في الخبر من حديث
ٱبن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: " إن أهل عِليين لينظرون إلى الجنة من كذا، فإذا أشرف رجل من أهل
عِليين أشرقت الجنة لضياء وجهه، فيقولون: ما هذا النور؟ فيقال أشرف رجل من أهل
عِليين الأبرار أهل الطاعة والصدق

والتقدير ينظرون إلى ربهم، وإما لقصد
التعميم، أي ينظرون كل ما يبهج نفوسهم ويسرهم بقرينة مقام الوعد والتكريم

 والنضْرة البهجة والحُسن، وإضافة { نضرة }
إلى { النعيم } من إضافة المسبب إلى السبب، أي النضرة والبهجة التي تكون لوجه
المسرور الراضي إذ تبدو على وجهه ملامح السرور. وجملة { يُسقون من رحيق } خبر رابع
عن الأبرار أو حال ثالثة منه. وعبر بــــ { يُسقون } دون يشربون، للدلالة على أنهم
مخدُومون يخدمهم مخلوقات لأجل ذلك في الجنة. وذلك من تمام الترفه ولذة الراحة.
والرحيق اسم للخمر الصافية الطيبة. { يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ } أي من شراب لا غِش
فيه. قاله الأخفش والزجّاج. وقيل، الرحيق الخمر الصافية. وفي الصحاح: الرحيق صفوة
الخمر. والمعنى واحد. الخليل: أصفى الخمر وأجودها. وقال مقاتل وغيره: هي الخمر
العتيقة البيضاء الصافية من الغش النيرة،والمختوم المسدود إناؤه،والختام بوزن كتاب
اسم للطين الذي يُختم به كانوا يجعلون طين الختام على محل السداد من القارورة أو
الباطية أو الدن للخمر لمنع تخلل الهواء إليها وذلك أصلح لاختمارها وزيادةِ صفائها
وحفظ رائحتها. وجُعل ختام خمر الجنة بعجين المسك عوضاً عن طين الخَتم. والمِسك
مادة حيوانية ذاتُ عَرْف طيب مشهور طيبه وقوة رائحته منذ العصور القديمة، وهذه
المادة تتكون في غُدّة مملوءةٍ دَماً تخرج في عنق صنف من الغزال في بلاد التيبيت
من أرض الصين وفُسر { ختامه مسك } بأن المعنى ختام شُربه، أي آخر شربه مسك،
أي طعم المسك بمعنى نكهته،
 وفي ذلك الرحِيقِ فليتنافس الناس لا في رحيق
الدنيا الذي يتنافس فيه أهل البذخ ويجلبونه من أقاصي البلاد وينفقون فيه الأموال
.

و { تسنيم } علم لعين في الجنة منقول من
مصدر سنَّم الشيءَ إذا جعله كهيئة السِّنام. ووجهوا هذه التسمية بأن هذه العين
تصبّ على جنانهم من علوّ فكأنها سَنام. وهذا العلم عربي المادة والصِّيغة ولكنه لم
يكن معروفاً عند العرب فهو مما أخبر به القرآن، ولذا قال ابن عباس لمَّا سئل عنه
«هذا مما قال الله تعالى
فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين } السجدة 17، يريد لا يعلمون الأشياء ولا أسماءها إلا ما أخبر
الله به. ولغرابة ذلك احتيج إلى تبيينه بقوله { عيناً يشرب بها المقربون } ، أي
حال كون التسنيم عيناً يشرب منها المقرّبون. و { المقرَّبون } هم الأبرار، أي
فالشاربون من هذا الماء مقربون
.

 




سورة المطففين





سورة المطففين
الجزء3

كَلاَّ
إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ
 } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ }
* { كِتَابٌ
مَّرْقُومٌ
 } * { يَشْهَدُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ }{ إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ }
* { عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } * { تَعْرِفُ فِي
وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ
 } * { يُسْقَوْنَ
مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ
 } * { خِتَامُهُ
مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ
 }
* { وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ } * { عَيْناً
يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ
 
.

 

ابن عاشور  فإن هذه الجملة بحذافرها
تشبه جملة
إن
كتاب الفجار لفي سجين
 } المطففين 7 الخ أسلوباً ومقابلةً. فالوجه أن يكون مضمونها
قسيماً لمضمون شبيهها فتحصلُ مقابلة وعيد الفجار بوعد الأبرار ومن عادة القرآن
تعقيب الإنذار بالتبشير والعكس لأن الناس راهب وراغب فالتعرضُ لنعيم الأبرار إدماج
اقتضته المناسبة وإن كان المقام من أول السورة مقام إنذار. ويكون المتكلم بالوعد
والوعيد واحداً وجَّه كلامه للفجار الذين لا يظنون أنهم مبعوثون، وأعقبه بتوجيه
كلام للأبرار الذين هم بضد ذلك، فتكون هذه الآيات معترضة متصلة بحرف الردع على
أوضح الوجهين المتقدمين فيه
.
«إن الملائكة لتصعد بعمل العبد فيستقلونه، فإذا انتهوا به إلى ما
شاء الله من سلطانة أوحى إليهم إنكم الحفظة على عبدي وأنا الرقيب على ما في قلبه،
وأنه أخلص عمله فاجعلوه في عليين، فقد غفرت له وإنها لتصعد بعمل العبد فيزكونه،
فإذا انتهوا به إلى ما شاء الله أوحي إليهم أنتم الحفظة على عبدي وأنا الرقيب على
ما في قلبه، وإنه لم يخلص لي عمله فاجعلوه في سجين
»
قال ٱبن عباس: أي في
الجنة. وعنه أيضاً قال: أعمالهم في كتاب الله في السماء. وقال الضحاك ومجاهد
وقتادة: يعني السماء السابعة فيها أرواح المؤمنين. ورَوَي ٱبن الأجلح عن الضحاك
قال: هي سِدْرة المنتهى، ينتهي إليها كل شيء من أمر الله لا يعدوها، فيقولون: رب!
عبدك فلان، وهو أعلم به منهم، فيأتيه كتاب من الله عز وجل مختوم بأمانه من العذاب.
فذلك قوله تعالى: { كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ ٱلأَبْرَارِ }. وعن كعب الأحبار قال: إن
روح المؤمن إذا قبضت صُعد بها إلى السماء، وفُتحت لها أبواب السماء، وتلقَّتها
الملائكة بالبشرى، ثم يخرجون معها حتى ينتهوا إلى العرش، فيخرج لهم من تحت العرش،
رَقّ فيرقم ويختم فيه النجاة من الحساب يوم القيامة ويشهده المقربون. وقال
البَرَاء بن عازِب قال النبي صلى الله عليه وسلم
: " عِلِّيون في السماء السابعة تحت العرشوعن ٱبن عباس أيضاً: هو لوح من زبرجدة خضراء معلق بالعرش،
أعمالهم مكتوبة فيه

إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } * { عَلَى
ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ
 } * { تَعْرِفُ فِي
وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ
 } * { يُسْقَوْنَ
مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ
 } * { خِتَامُهُ
مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ
 }
* { وَمِزَاجُهُ مِن تَسْنِيمٍ } * { عَيْناً
يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ
 

والذي في الخبر من حديث
ٱبن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: " إن أهل عِليين لينظرون إلى الجنة من كذا، فإذا أشرف رجل من أهل
عِليين أشرقت الجنة لضياء وجهه، فيقولون: ما هذا النور؟ فيقال أشرف رجل من أهل
عِليين الأبرار أهل الطاعة والصدق

والتقدير ينظرون إلى ربهم، وإما لقصد
التعميم، أي ينظرون كل ما يبهج نفوسهم ويسرهم بقرينة مقام الوعد والتكريم

 والنضْرة البهجة والحُسن، وإضافة { نضرة }
إلى { النعيم } من إضافة المسبب إلى السبب، أي النضرة والبهجة التي تكون لوجه
المسرور الراضي إذ تبدو على وجهه ملامح السرور. وجملة { يُسقون من رحيق } خبر رابع
عن الأبرار أو حال ثالثة منه. وعبر بــــ { يُسقون } دون يشربون، للدلالة على أنهم
مخدُومون يخدمهم مخلوقات لأجل ذلك في الجنة. وذلك من تمام الترفه ولذة الراحة.
والرحيق اسم للخمر الصافية الطيبة. { يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ } أي من شراب لا غِش
فيه. قاله الأخفش والزجّاج. وقيل، الرحيق الخمر الصافية. وفي الصحاح: الرحيق صفوة
الخمر. والمعنى واحد. الخليل: أصفى الخمر وأجودها. وقال مقاتل وغيره: هي الخمر
العتيقة البيضاء الصافية من الغش النيرة،والمختوم المسدود إناؤه،والختام بوزن كتاب
اسم للطين الذي يُختم به كانوا يجعلون طين الختام على محل السداد من القارورة أو
الباطية أو الدن للخمر لمنع تخلل الهواء إليها وذلك أصلح لاختمارها وزيادةِ صفائها
وحفظ رائحتها. وجُعل ختام خمر الجنة بعجين المسك عوضاً عن طين الخَتم. والمِسك
مادة حيوانية ذاتُ عَرْف طيب مشهور طيبه وقوة رائحته منذ العصور القديمة، وهذه
المادة تتكون في غُدّة مملوءةٍ دَماً تخرج في عنق صنف من الغزال في بلاد التيبيت
من أرض الصين وفُسر { ختامه مسك } بأن المعنى ختام شُربه، أي آخر شربه مسك،
أي طعم المسك بمعنى نكهته،
 وفي ذلك الرحِيقِ فليتنافس الناس لا في رحيق
الدنيا الذي يتنافس فيه أهل البذخ ويجلبونه من أقاصي البلاد وينفقون فيه الأموال
.

و { تسنيم } علم لعين في الجنة منقول من
مصدر سنَّم الشيءَ إذا جعله كهيئة السِّنام. ووجهوا هذه التسمية بأن هذه العين
تصبّ على جنانهم من علوّ فكأنها سَنام. وهذا العلم عربي المادة والصِّيغة ولكنه لم
يكن معروفاً عند العرب فهو مما أخبر به القرآن، ولذا قال ابن عباس لمَّا سئل عنه
«هذا مما قال الله تعالى
فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين } السجدة 17، يريد لا يعلمون الأشياء ولا أسماءها إلا ما أخبر
الله به. ولغرابة ذلك احتيج إلى تبيينه بقوله { عيناً يشرب بها المقربون } ، أي
حال كون التسنيم عيناً يشرب منها المقرّبون. و { المقرَّبون } هم الأبرار، أي
فالشاربون من هذا الماء مقربون
.