mardi 17 avril 2018

ناصر عزيز - في ظلال سورة الزلزلة



سورة
الزلزلة
قال العلماء وهذه السورة فضلها كثير وتحتوي على عظيم،
روى 
الترمذي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله: من قرأ إذا زلزلت عدلت له بنصف القرآن ومن قرأ قل يا أيها
الكافرون عدلت له بربع القرآن ومن قرأ قل هو الله أحد عدلت له بثلث القرآن،
وروى 
عبد الله بن عمرو بن العاص قال: لما نزلت إذا زلزلت بكى أبو بكر فقال النبي: لولا
أنكم تخطئون وتذنبون ويغفر الله لكم لخلق أمة يخطئون ويذنبون ويغفر لهم إنه هو
الغفور الرحيم 
[2].
يقول سيد قطب عن هذه السورة: "إنها هزة عنيفة للقلوب
الغافلة. هزة يشترك فيها الموضوع والمشهد والإيقاع اللفظي، وصيحة قوية مزلزلة
للأرض ومن عليها، فما يكادون يفيقون حتى يواجههم الحساب والوزن والجزاء في بضع
فقرات قصار
 !".

سبب النزول
روى عبد الله بن عمر قال: نزلت إِذا زلزلت الأرض
زلزالها 
وأبو بكر الصديق رضي الله عنه قاعد فبكى أبو بكر فقال
له رسول الله: ما يبكيك يا أبا بكر قال: أبكاني هذه السورة فقال رسول الله: لو
أنكم لا تخطئون ولا تذنبون لخلق الله أمة من بعدكم يخطئون.
 أما قوله تعالى (فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ
خَيراً يَرَهُ وَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) قال مقاتل: نزلت في
رجلين كان أحدهما يأتيه السائل فيستقل أن يعطيه التمرة والكسرة والجوزة ويقول: ما
هذا شيء وإنما نؤجر على ما نعطي ونحن نحبه وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير الكذبة
والغيبة والنظرة ويقول: ليس علي من هذا شيء إنما أوعد الله بالنار على الكبائر
فأنزل الله عز وجل يرغبهم في القليل من الخير فإنه يوشك أن يكثر ويحذرهم اليسير من
الذنب فإنه يوشك أن يكثر (فَمَن يَعمَل مِثقالَ ذَرَّةٍ خَيراً يَرَهُ) إلى آخرها 
.
إذا زلزلت الأرض أي
حركت لقيام الساعة،
أي حرّكت من أصلها. كذا رَوى عِكرْمة عن ابن عباس،
وكان يقول: في النفخة الأولى يزلزلها ـ وقاله مجاهد ـ؛ لقوله تعالى
:

يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ *
تَتْبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ
 }

[النازعات: 6 ـ 7] ثم تزلزل ثانية، فتُخرج
موتاها وهي الأثقال
.زلزالها تحريكها الشديد المناسب لعظمتها، وأخرجت الأرض أثقالها:
كنوزها وموتاها فألقتها على ظهرها،
قال أبو عبيدة والأخفش: إذا كان الميت في بطن الأرض، فهو
ثِقل لها. وإذا كان فوقها، فهو ثِقل عليها. وقال ابن عباس ومجاهد: «أثقالها»:
موتاها، تُخرجهم في النفخة الثانية، ومنه قيل للجن والإنس: الثَّقَلان
وقال الإنسان:
الكافر بالبعث، ما لها: إنكارا لتلك الحالة، يومئذ: بدل من إذا وجوابها، تحدث
أخبارها: تخبر بما عمل عليها من خير وشر، بأن: بسبب أن، ربك أوحى لها: أي أمرها
بذلك في الحديث تشهد على كل عبد أو أمة بكل ما عمل على ظهرها،
عن أبي هريرة قال: " قرأ رسول الله صلى الله
عليه وسلم هذه الآية { يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا } قال: «أَتدرُون ما أخبارُها ـ قالوا الله ورسوله أعلم، قال:
فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أَمَة بما عَمِل على ظهرها، تقول عمل يوم كذا،
كذا وكذا» قال: «فَهَذِهِ أَخْبارُها
» " قال: هذا
حديث حسن صحيح
.
 يومئذ يصدر الناس: يتصرفون من موقف الحساب،
أشتاتا: متفرقين فآخذ ذات اليمين إلى الجنة وآخذ ذات الشمال إلى النار، ليروا
أعمالهم: أي جزاءها من الجنة أو النار، فمن يعمل مثقال ذرة: زنة نملة صغيرة، خيرا
يره: ير ثوابه، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره: ير جزاءه 
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire