lundi 30 avril 2018
dimanche 29 avril 2018
vendredi 27 avril 2018
ناصر عزيز - فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة -خطبةحول الإعلام
خطبة جمعية حول الخبر وكيفية التثبت فيه
فتبينوا
إن الحمد لله نحمده ونستعينه وأشهد أن لا إلاه إلا الله
وحده لا شريك له " يُثَبِّتُ
ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا
وَفِي ٱلآخِرَةِ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ"
و يعلم الجهر من القول ويعلم ما نخفي " إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَيَعْلَمُ
مَا تَكْتُمُونَ" و اشهد أن سيدنا
محمدا عبده ورسوله أدى الرسالة وبلغ الأمانة وجاهد في الله حق جهاده "وهدانا
بفضل الله إلى الطيب من القول " وَهُدُوۤاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلْقَوْلِ
وَهُدُوۤاْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْحَمِيدِ"
وحده لا شريك له " يُثَبِّتُ
ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا
وَفِي ٱلآخِرَةِ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ"
و يعلم الجهر من القول ويعلم ما نخفي " إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَيَعْلَمُ
مَا تَكْتُمُونَ" و اشهد أن سيدنا
محمدا عبده ورسوله أدى الرسالة وبلغ الأمانة وجاهد في الله حق جهاده "وهدانا
بفضل الله إلى الطيب من القول " وَهُدُوۤاْ إِلَى ٱلطَّيِّبِ مِنَ ٱلْقَوْلِ
وَهُدُوۤاْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْحَمِيدِ"
قال تعالى :
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ
بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوۤاْ أَن تُصِيبُواْ قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ
عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ
بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوۤاْ أَن تُصِيبُواْ قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ
عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ
نزلت في الوليد بن عُقْبَة بن أبي مُعَيْط، بعثه رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى بني المُصْطَلِق لجمع أموال الزكاة وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية، فلما سمع
القوم [به] تلقوه تعظيماً لله تعالى ولرسوله، فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله،
فهابهم فرجع من الطريق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن بني المُصْطَلِق
قد منعوا صدقاتهم وأرادوا قتلي. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهمَّ أن
يغزوهم، فبلغ القومَ رجوعه، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: سمعنا
برسولك فخرجنا نتلقاه ونكرمه ونؤدي إليه
الله صلى الله عليه وسلم إلى بني المُصْطَلِق لجمع أموال الزكاة وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية، فلما سمع
القوم [به] تلقوه تعظيماً لله تعالى ولرسوله، فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله،
فهابهم فرجع من الطريق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن بني المُصْطَلِق
قد منعوا صدقاتهم وأرادوا قتلي. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهمَّ أن
يغزوهم، فبلغ القومَ رجوعه، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: سمعنا
برسولك فخرجنا نتلقاه ونكرمه ونؤدي إليه
حقِّ الله تعالى، فبدا له في الرجوع، فخشينا أن يكون
إنما رده من الطريق كتاب جاءه منك بغضب غضبته علينا، وإنا نعوذ بالله من غضبه وغضب
رسوله فأنزل الله تعالى: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ
بِنَبَإٍ}
إنما رده من الطريق كتاب جاءه منك بغضب غضبته علينا، وإنا نعوذ بالله من غضبه وغضب
رسوله فأنزل الله تعالى: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ
بِنَبَإٍ}
نص الخبر : رفض إعطاء الزكاة لرسول رسول الله صلى الله
عليه وسلم الأمر خطير فيه ردة وانكار لركن من أركان الإسلام
عليه وسلم الأمر خطير فيه ردة وانكار لركن من أركان الإسلام
المخبر :الوليد بن عقبة
المخبر عنه : بنو المصطلق
العلاقة بينهما : عداوة سابقة
الهدف من الخبر الكاذب : مصلحة شخصية وهي النجاة من القتل
خطر الخبر الكاذب : قتال قبيلة أو جماعة من المسلمين
وانتشار الفتنة بين المسلمين وتمزق صفهم في فترة مازالت الدولة في بداية نشأتها
وانتشار الفتنة بين المسلمين وتمزق صفهم في فترة مازالت الدولة في بداية نشأتها
من أنقذ الموقف : العناية الإلاهية
فهل نحن أيضا نثبت من الخبر ونبحث عن من نشره من منا يقف
موقف سيدنا سليمان؟
موقف سيدنا سليمان؟
وَتَفَقَّدَ ٱلطَّيْرَ فَقَالَ مَالِيَ لاَ أَرَى
ٱلْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ ٱلْغَآئِبِينَ } * { لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ
لأَاْذبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ
تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ } * { إِنِّي وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ
مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ } *{ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن
دُونِ ٱللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ
ٱلسَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ }
ٱلْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ ٱلْغَآئِبِينَ } * { لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ
لأَاْذبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ
تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ } * { إِنِّي وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ
مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ } *{ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن
دُونِ ٱللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ
ٱلسَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ }
ونقل الأخبار أو الأنباء جعل من الإعلام سلطة رابعة ذات تأثير على
الناس في تعميم المعرفة والتوعية والتنوير ،و في تشكيل الرأي، وتوجيه الرأي العام،
والإفصاح عن المعلومات، وخلق القضايا، وتمثيل الحكومة لدى الشعب، وتمثيل الشعب لدى
الحكومة، وتمثيل الأمم لدى بعضها البعض.فهل وسائل إعلامنا خاصة القنوات والجرائد
الخاصة تقوم بهذا الدور ؟
الناس في تعميم المعرفة والتوعية والتنوير ،و في تشكيل الرأي، وتوجيه الرأي العام،
والإفصاح عن المعلومات، وخلق القضايا، وتمثيل الحكومة لدى الشعب، وتمثيل الشعب لدى
الحكومة، وتمثيل الأمم لدى بعضها البعض.فهل وسائل إعلامنا خاصة القنوات والجرائد
الخاصة تقوم بهذا الدور ؟
بعض الصحافيين هدفهم خلال الفترة الأخيرة من نشر الخبر
افشال الاتفاق بين الوزارة والاتحاد والتمديد في أزمة التعليم .
افشال الاتفاق بين الوزارة والاتحاد والتمديد في أزمة التعليم .
بعض الصحافيين هدفهم نزع روح الاعتزاز بالانتماء للدين الإسلامي
عبر تقزيم الهوية الإسلامية بهدف التقرب للصهيونية "الدين اليهودي أحسن دين
موش اللي يجي يدخل فيه "
عبر تقزيم الهوية الإسلامية بهدف التقرب للصهيونية "الدين اليهودي أحسن دين
موش اللي يجي يدخل فيه "
بعض الصحافيين هدفهم التشنيع بكل من يريد أن يعلن توبته
وصلحه مع الله "مغنية تركت الغناء الشعبي وقالت أنها تريد الاقبال على الصلاة
والحج وملاقاة الله تائبة
وصلحه مع الله "مغنية تركت الغناء الشعبي وقالت أنها تريد الاقبال على الصلاة
والحج وملاقاة الله تائبة
بعض الصحافيين هدفهم نشر الفاحشة والميوعة والرذيلة عبر برامج
ترفيهية تجاوزت في انحلالها برامج مماثلة في القنوات الغربية
ترفيهية تجاوزت في انحلالها برامج مماثلة في القنوات الغربية
بعض الصحافيين هدفهم نشر ثقافة الكسل وترك العمل والبحث
عن الربح السهل عبر برامج القمار "صندوق وغيره وتجهيز منزل وإصلاح سيارة الخ
عن الربح السهل عبر برامج القمار "صندوق وغيره وتجهيز منزل وإصلاح سيارة الخ
بعض الصحافيين هدفهم يبث الفتنة بين أفراد الشعب بين
الزوج وزوجته وبين الأب وابنه وبين الأخ وأخته عبر طرح قضايا وفضائح كانت مستورة
داخل البيوت إعلام يصدق فيه قول الله تعالى : " إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ
أَن تَشِيعَ ٱلْفَاحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي
ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ"
الزوج وزوجته وبين الأب وابنه وبين الأخ وأخته عبر طرح قضايا وفضائح كانت مستورة
داخل البيوت إعلام يصدق فيه قول الله تعالى : " إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ
أَن تَشِيعَ ٱلْفَاحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي
ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ"
ويكمن التردي في مستوى إعلامنا إلى الحضيض الترخيص
لشركات تجارية بانشاء قنوات تلفزية وإذاعية خاصة يملكها خواص يبحثون عن الربح
السهل عبرنشر الرذيلة ونشر الفاحشة همهم كسب المال على حساب القيم والأخلاق ولا
رقيب وإذا قيل لهم كفوا عن نشر الفاحشة قالوا :" وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً
قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَآ آبَاءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ
ٱللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ
تَعْلَمُونَ "
لشركات تجارية بانشاء قنوات تلفزية وإذاعية خاصة يملكها خواص يبحثون عن الربح
السهل عبرنشر الرذيلة ونشر الفاحشة همهم كسب المال على حساب القيم والأخلاق ولا
رقيب وإذا قيل لهم كفوا عن نشر الفاحشة قالوا :" وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً
قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَآ آبَاءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ
ٱللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِٱلْفَحْشَآءِ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ
تَعْلَمُونَ "
ويكمن الخطر الأكبر في احتمال شراء ذمة بعض الصحفيين من طرف وكالات إعلامية
أجنبية تابعة لدول عدوة لبلادنا وللعرب وللمسلمين لبث الفتنة والفوضى داخل المجتمع
وزرع بذور الشك في كل مسؤول مخلص لخدمة بلاده ومدينته وقريته بتشويه سمعته واتهامه
بشتى النعوت قصد اقصاء النخبة القادرة التي لا تخدم مصالحهم .
أجنبية تابعة لدول عدوة لبلادنا وللعرب وللمسلمين لبث الفتنة والفوضى داخل المجتمع
وزرع بذور الشك في كل مسؤول مخلص لخدمة بلاده ومدينته وقريته بتشويه سمعته واتهامه
بشتى النعوت قصد اقصاء النخبة القادرة التي لا تخدم مصالحهم .
كما اتخذ بعض الصحافيين المرتزقة من الدين الإسلامي هدفا لتشويه أحكامه خدمة
لست أدري لأي جهة فبثوا برامج متعددة تشكك
المسلمين في شريعة الإسلام فجلب أشباه دارسين للاسلام فبعضهم جعل الخمر حلالا
وبعضهم جعل الدعارة حلالا والزنا مباحا وبعضهم خوف الناس من تعليم أبنائهم القرآن
والبعض الآخر تهكم على أحكام الميراث فاشتروا بآيات الله ثمنا قليلا
لست أدري لأي جهة فبثوا برامج متعددة تشكك
المسلمين في شريعة الإسلام فجلب أشباه دارسين للاسلام فبعضهم جعل الخمر حلالا
وبعضهم جعل الدعارة حلالا والزنا مباحا وبعضهم خوف الناس من تعليم أبنائهم القرآن
والبعض الآخر تهكم على أحكام الميراث فاشتروا بآيات الله ثمنا قليلا
Ò وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَٰتِي ثَمَناً قَلِيلاً
وَإِيَّٰيَ فَٱتَّقُونِ }
وَإِيَّٰيَ فَٱتَّقُونِ }
Ò وألبسوا الحق بالباطل وكتموا الحق عن قصد وسوء نية
{ وَلاَ تَلْبِسُواْ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَٰطِلِ
وَتَكْتُمُواْ ٱلْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
وَتَكْتُمُواْ ٱلْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
والقرآن الكريم مليء بأمثال هؤلاء كشف مكائدهم وعلمنا
كيف نحتاط منهم بالتثبت في الخبر وعدم التصديق من أول وهلة خاصة في عصرنا حيث
توفرت تقنيات تزييف الخبر بالصورة والفيديو
كيف نحتاط منهم بالتثبت في الخبر وعدم التصديق من أول وهلة خاصة في عصرنا حيث
توفرت تقنيات تزييف الخبر بالصورة والفيديو
فمن أمثلة التشويه بالخبر الكاذب اختيار زمن نشره والتمثيل للظهور بمظهر البريء وهو
القاتل المجرم :
القاتل المجرم :
Ò وَجَآءُوۤا أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ } * { قَالُواْ
يَٰأَبَانَآ إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا
فَأَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِين
يَٰأَبَانَآ إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا
فَأَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِين
وجاؤوا على قميصه بدم كذب قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ
أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَٱللَّهُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا
تَصِفُونَ . خبر كاذب مدعم بدليل كاذب +ظلمة الليل
أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَٱللَّهُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا
تَصِفُونَ . خبر كاذب مدعم بدليل كاذب +ظلمة الليل
Ò ابن عاشور: وبعض المتظلمين بالباطل يفعلون ذلك، وفطنة
الحاكم لا تنخدع لمثل هذه الحيل ولا تنوط بها حكماً، وإنما يناط الحكم بالبينة.
الحاكم لا تنخدع لمثل هذه الحيل ولا تنوط بها حكماً، وإنما يناط الحكم بالبينة.
جاءت امرأة إلى شريح تخاصم في شيء وكانت مبطلة فجعلت
تبكي، وأظهر شريح عدم الاطمئنان لدعواها، فقيل له: أما تراها تبكي؟ فقال: قد جاء
إخوة يوسف عليه السّلام أباهم عشاء يبكون وهم ظلَمة كَذبَة، لا ينبغي لأحد أن يقضي
إلا بالحق. قال ابن العربي: قال علماؤنا: هذا يدلّ على أن بكاء المرء لا يدل على
صدق مقاله لاحتمال أن يكون تصنّعاً. ومن الخلق من لا يقدر على ذلك ومنهم من يقدر.
تبكي، وأظهر شريح عدم الاطمئنان لدعواها، فقيل له: أما تراها تبكي؟ فقال: قد جاء
إخوة يوسف عليه السّلام أباهم عشاء يبكون وهم ظلَمة كَذبَة، لا ينبغي لأحد أن يقضي
إلا بالحق. قال ابن العربي: قال علماؤنا: هذا يدلّ على أن بكاء المرء لا يدل على
صدق مقاله لاحتمال أن يكون تصنّعاً. ومن الخلق من لا يقدر على ذلك ومنهم من يقدر.
الشعراوي: هذا هو الانفعال النفسي الذي لا تستطيع أن
تخفيه ؛ فقالوا: نؤخر اللقاء لأبينا إلى العشاء: والعشاء مَحَلُّ الظلمة، وهو ستر
للانفعالات التي توجد على الوجوه من الاضطراب؛ ومن مناقضة كذب ألسنتهم؛ لأنهم لن
يخبروا الأب بالواقع الذي حدث؛ بل بحديثــ مُخْتلق.وقد تخدعهم حركاتهم، ويفضحهم
تلجلجهم، وتنكشف سيماهم الكاذبة أمام أبيهم؛ فقالوا: الليل أخْفَى للوجه من
النهار، وأستَر للفضائح؛ وحين ندخل على أبينا عِشَاءً؛ فلن تكشفنا انفعالاتنا.
تخفيه ؛ فقالوا: نؤخر اللقاء لأبينا إلى العشاء: والعشاء مَحَلُّ الظلمة، وهو ستر
للانفعالات التي توجد على الوجوه من الاضطراب؛ ومن مناقضة كذب ألسنتهم؛ لأنهم لن
يخبروا الأب بالواقع الذي حدث؛ بل بحديثــ مُخْتلق.وقد تخدعهم حركاتهم، ويفضحهم
تلجلجهم، وتنكشف سيماهم الكاذبة أمام أبيهم؛ فقالوا: الليل أخْفَى للوجه من
النهار، وأستَر للفضائح؛ وحين ندخل على أبينا عِشَاءً؛ فلن تكشفنا انفعالاتنا.
وكذلك فرعون وما أكثر فراعنة هذا العصر استعمل إعلامه
لتشويه رسول كريم سيدنا موسى أرسله تعالى لرفع الظلم المسلط على شعب مقهور فاتهمه
بأنه مفسد وأنه ومن آمن معه شرذمة فقال : وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِيۤ أَقْتُلْ
مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُـمْ أَوْ أَن
يُظْهِرَ فِي ٱلأَرْضِ ٱلْفَسَادَ
لتشويه رسول كريم سيدنا موسى أرسله تعالى لرفع الظلم المسلط على شعب مقهور فاتهمه
بأنه مفسد وأنه ومن آمن معه شرذمة فقال : وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِيۤ أَقْتُلْ
مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُـمْ أَوْ أَن
يُظْهِرَ فِي ٱلأَرْضِ ٱلْفَسَادَ
فَأَرْسَلَ فِرْعَونُ فِي ٱلْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ } * {
إِنَّ هَـٰؤُلاۤءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ } * { وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَآئِظُونَ
} * { وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ } *
إِنَّ هَـٰؤُلاۤءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ } * { وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَآئِظُونَ
} * { وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ } *
نبأ كاذب لدفع تهمة
وَٱسْتَبَقَا ٱلْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ
وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى ٱلْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَآءُ مَنْ أَرَادَ
بِأَهْلِكَ سُوۤءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ يوسف25
وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى ٱلْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَآءُ مَنْ أَرَادَ
بِأَهْلِكَ سُوۤءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ يوسف25
نبأ كاذب للتشويه
{ قَالُوۤاْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن
قَبْلُ
قَبْلُ
لكن السؤال الأهم : كم يدوم الخبر الكاذب ؟ تأكدوا أنه لا بد أن يعلو
الحق وأن يزهق الباطل ولو طال الزمان والتاريخ لا يرحم الكاذبين المتملقين
المنافقين المرتزقة الذين لا دين لهم ولا قيم ولا خلق
الحق وأن يزهق الباطل ولو طال الزمان والتاريخ لا يرحم الكاذبين المتملقين
المنافقين المرتزقة الذين لا دين لهم ولا قيم ولا خلق
لذلك يكتب التاريخ ثم بعد فترة تعاد قراءته ويكتب من
جديد ثم تعاد قراءته ويكتب نهائيا
جديد ثم تعاد قراءته ويكتب نهائيا
صورة من نفاق الشعراء المرتزقة وهذا حال بعض أشباه الصحافيين المرتزقة في بلادنا
المتنبي يمدح كافور الأخشيدي (أسود اللون ومن العبيد )
حاكم مصر طامعا في منصب :يمدح ثم يذم حسب المصلحة
حاكم مصر طامعا في منصب :يمدح ثم يذم حسب المصلحة
أبا المسك ذا الوجه الذي كنت تائقا ****إليه وذا الوقت
الذي كنت راجيا
الذي كنت راجيا
المتنبي يهجو كافور الأخشيدي لما يئس من كافور:
جودُ الرِجالِ مِنَ الأَيدي وَجودُهُمُ" =
"مِنَ اللِسانِ فَلا كانوا وَلا الجودُ
"مِنَ اللِسانِ فَلا كانوا وَلا الجودُ
ما يَقبِضُ المَوتُ نَفسًا مِن نُفوسِهِمُ" =
"إِلّا وَفي يَدِهِ مِن نَتنِها عودُ
"إِلّا وَفي يَدِهِ مِن نَتنِها عودُ
لا تَشتَرِ العَبدَ إِلّا وَالعَصا مَعَهُ" =
"إِنَّ العَبيدَ لَأَنجاسٌ مَناكيدُ
"إِنَّ العَبيدَ لَأَنجاسٌ مَناكيدُ
ما كُنتُ أَحسَبُني أبقى إِلى زَمَنٍ" =
"يُسيءُ بي فيهِ كَلبٌ وَهوَ مَحمودُ
"يُسيءُ بي فيهِ كَلبٌ وَهوَ مَحمودُ
الكذب على الله تعالى
لَّقَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ
إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ
ٱلأَنبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ
إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ
ٱلأَنبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ
وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ يَدُ ٱللَّهِ مَغْلُولَةٌ
أكبر الظلم: الكذب على الله
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ
كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ
سَأُنزِلُ مِثْلَ مَآ أَنَزلَ ٱللَّهُ
كَذِباً أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ
سَأُنزِلُ مِثْلَ مَآ أَنَزلَ ٱللَّهُ
جزاء الكاذب على الله
وَلَوْ تَرَىۤ إِذِ ٱلظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ
ٱلْمَوْتِ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ بَاسِطُوۤاْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوۤاْ أَنْفُسَكُمُ
ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ
غَيْرَ ٱلْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ
ٱلْمَوْتِ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ بَاسِطُوۤاْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوۤاْ أَنْفُسَكُمُ
ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ
غَيْرَ ٱلْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ
نبأ صادق لمصلحة معينة
قَالُواْ سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ
إِبْرَاهِيم: الزلفى تحقيق
منفعة مادية أو معنوية
إِبْرَاهِيم: الزلفى تحقيق
منفعة مادية أو معنوية
النبأ الصادق للأمانة
وَجَآءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَا ٱلْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ
قَالَ يٰمُوسَىٰ إِنَّ ٱلْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَٱخْرُجْ
إِنِّي لَكَ مِنَ ٱلنَّاصِحِينَ القصص20
قَالَ يٰمُوسَىٰ إِنَّ ٱلْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَٱخْرُجْ
إِنِّي لَكَ مِنَ ٱلنَّاصِحِينَ القصص20
نبأ صادق للأمانة
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ
تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ
تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ
إِنِّي وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن
كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ } * { وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ
لِلشَّمْسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ
فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ }
كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ } * { وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ
لِلشَّمْسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ
فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ }
اسلام مدينة كاملة
قِيلَ لَهَا ٱدْخُلِي ٱلصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ
حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ
مِّن قَوارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ
سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ
مِّن قَوارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ
سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
ماذا أعد الله للصادقين
Ò قَالَ ٱللَّهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ ٱلصَّادِقِينَ
صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ
أَبَداً رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ
أَبَداً رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
هذه بعض الأمثلة لنحتاط من كل خبر أو نبإ نسمعه أو
نشاهده بتحليل الخبر لنصل إلى الخبر اليقين عوض ترويج الاخبار دون تثبت فكل قول
سنحاسب عليه يوم القيامة وهو مسجل لا يضيع "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب
عتيد"
نشاهده بتحليل الخبر لنصل إلى الخبر اليقين عوض ترويج الاخبار دون تثبت فكل قول
سنحاسب عليه يوم القيامة وهو مسجل لا يضيع "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب
عتيد"
1) نص الخبر 2)
من المخبر؟ 3)من المخبر عنه ؟ علاقته المخبر بالمخبر عنه؟ لنصل إلى الخبر اليقين
من المخبر؟ 3)من المخبر عنه ؟ علاقته المخبر بالمخبر عنه؟ لنصل إلى الخبر اليقين
lundi 23 avril 2018
ناصر عزيز -سورة البينة جزء1
والسورة تعرض عدة حقائق تاريخية وإيمانية في أسلوب
تقريري هو الذي يرجح أنها مدنية إلى جانب الروايات القائلة بهذا.
والحقيقة الأولى هي أن بعثة الرسول ـ صلى الله عليه
وسلم ـ كانت ضرورية لتحويل الذين كفروا من أهل الكتاب ومن المشركين عما كانوا قد
انتهوا إليه من الضلال والاختلاف، وما كانوا ليتحولوا عنه بغير هذه البعثة:
{لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين
حتى تأتيهم البينة: رسول من الله يتلو صحفاً مطهرة، فيها كتب قيمة}..
والحقيقة الثانية: أن أهل الكتاب لم يختلفوا في دينهم
عن جهالة ولا عن غموض فيه، إنما اختلفوا من بعد ما جاءهم العلم وجاءتهم البينة:
{وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة}.
والحقيقة الثالثة: أن الدين في أصله واحد، وقواعده
بسيطة واضحة، لا تدعو إلى التفرق والاختلاف في ذاتها وطبيعتها البسيطة اليسيرة:
{وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء، ويقيموا الصلاة ويؤتوا
الزكاة، وذلك دين القيمة}.
والحقيقة الرابعة: أن الذين كفروا بعد ما جاءتهم
البينة هم شر البرية، وأن الذين آمنوا وعملوا الصالحات هم خير البرية. ومن ثم
يختلف جزاء هؤلاء عن هؤلاء اختلافاً بيناً:
{إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم
خالدين فيهآ. أولـئك هم شر البرية. إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولـئك هم خير
البرية، جزآؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا، رضى
الله عنهم ورضوا عنه، ذلك لمن خشي ربه}..
وهذه الحقائق الأربع ذات قيمة في إدراك دور العقيدة
الإسلامية ودور الرسالة الأخيرة. وفي التصور الإيماني كذلك. نفصلها فيما يلي:
{لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين
حتى تأتيهم البينة: رسول من الله يتلو صحفاً مطهرة، فيها كتب قيمة}.
لقد كانت الأرض في حاجة ماسة إلى رسالة جديدة. كان
الفساد قد عم أرجاءها كلها بحيث لا يرتجى لها صلاح إلا برسالة جديدة، ومنهج جديد،
وحركة جديدة. وكان الكفر قد تطرق إلى عقائد أهلها جميعاً سواء أهل الكتاب الذين
عرفوا الديانات السماوية من قبل ثم حرفوها، أو المشركين في الجزيرة العربية وفي خارجها
سواء.
وما كانوا لينفكوا ويتحولوا عن هذا الكفر الذي صاروا
إليه إلا بهذه الرسالة الجديدة، وإلا على يد رسول يكون هو ذاته بينة واضحة فارقة
فاصلة: {رسول من الله يتلو صحفاً مطهرة}.. مطهرة من الشرك والكفر {فيها كتب
قيمة}.. والكتاب يطلق على الموضوع، كما يقال كتاب الطهارة وكتاب الصلاة، وكتاب
القدر، وكتاب القيامة، وهذه الصحف المطهرة ـ وهي هذا القرآن ـ فيها كتب قيمة أي
موضوعات وحقائق قيمة..
ومن ثم جاءت هذه الرسالة في إبانها، وجاء هذا الرسول
في وقته، وجاءت هذه الصحف وما فيها من كتب وحقائق وموضوعات لتحدث في الأرض كلها
حدثاً لا تصلح الأرض إلا بهجاء في الفصل الأول من الباب الأول:
كان القرن السادس والسابع لميلاد المسيح من أحط أدوار
التاريخ بلا خلاف. فكانت الإنسانية متدلية منحدرة منذ قرون وكان الإنسان في هذا
القرن قد نسي خالقه، فنسي نفسه ومصيره، وفقد رشده، وقوة التمييز بين الخير والشر،
والحسن والقبيح. وقد خفتت دعوة الأنبياء من زمن،
"أصبحت الديانات العظيمة فريسة العابثين
والمتلاعبين؛ ولعبة المجرمين والمنافقين، حتى فقدت روحها وشكلها،
وقد أشار القرآن إلى مظاهر الكفر الذي شمل أهل الكتاب
والمشركين في مواضع شتى..
من ذلك قوله عن اليهود والنصارى: {وقالت
اليهود عزير ابن الله. وقالت النصارى المسيح ابن الله}{وقالت
اليهود ليست النصارى على شيء، وقالت النصارى ليست اليهود على شيء}
وقوله عن اليهود: {وقالت
اليهود: يد الله مغلولة. غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا. بل يداه مبسوطتان ينفق كيف
يشاء}
وقوله عن النصارى: {لقد
كفر الذين قالوا: إن الله هو المسيح ابن مريم} {لقد
كفر الذين قالوا: إن الله ثالث ثلاثة}
ومن ثم اقتضت رحمة الله بالبشرية إرسال رسول من عنده
يتلو صحفاً مطهرة فيها كتب قيمة. وما كان الذين كفروا من المشركين ومن الذين أوتوا
الكتاب ليتحولوا عن ذلك الشر والفساد إلا ببعثة هذا الرسول المنقذ الهادي المبين..
ولما قرر هذه الحقيقة في مطلع السورة عاد يقرر أن أهل
الكتاب خاصة لم يتفرقوا ويختلفوا في دينهم عن جهل أو عن غموض في الدين أو تعقيد.
إنما هم تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم العلم ومن بعد ما جاءتهم البينة من دينهم
على أيدي رسلهم:
{وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم
البينة}..
وكان أول التفرق والاختلاف ما وقع بين طوائف اليهود
قبل بعثة عيسى ـ عليه السلام ـ فقد انقسموا شعباً وأحزاباً. مع أن رسولهم هو موسى
ـ عليه السلام ـ وكتابهم هو التوراة. فكانوا طوائف. ولكل طائفة سمة واتجاه. ثم كان
التفرق بين اليهود والنصارى، مع أن المسيح ـ عليه السلام ـ هو أحد أنبياء بني
إسرائيل وآخرهم، وقد جاء مصدقاً لما بين يديه من التوراة، ومع هذا فقد بلغ الخلاف
والشقاق بين اليهود والمسيحيين حد العداء العنيف والحقد الذميم. وحفظ التاريخ من
المجازر بين الفريقين ما تقشعر له الأبدان.
" ثم كان التفرق والاختلاف بين النصارى أنفسهم، مع
أن كتابهم واحد ونبيهم واحد. تفرقوا واختلفوا أولاً في العقيدة. ثم تفرقوا
واختلفوا طوائف متعادية متنافرة متقابلة. وقد دارت الخلافات حول طبيعة المسيح ـ
عليه السلام ـ وحكى القرآن قولين منها أو ثلاثة في قوله: {لقد كفر الذين قالوا: إن
الله هو المسيح ابن مريم } {لقد
كفر الذين قالوا: إن الله ثالث ثلاثة} {وإذ
قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس: اتخذوني وأمي إلهين من دون الله؟}
"
وكان هذا الخلاف كله بين أهل الكتاب جميعاً {من بعد ما
جاءتهم البينة}.. فلم يكن ينقصهم العلم والبيان؛ إنما كان يجرفهم الهوى والانحراف.
على أن الدين في أصله واضح والعقيدة في ذاتها بسيطة:
{وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين
حنفاء، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} وهذه هي قاعدة دين الله على
الإطلاق:
عبادة الله وحده، وإخلاص الدين له، والميل عن الشرك
وأهله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة: {وذلك دين القيمة}.. عقيدة خالصة في الضمير،
وعبادة لله، تترجم عن هذه العقيدة، وإنفاق للمال في سبيل الله، وهو الزكاة.. فمن
حقق هذه القواعد، فقد حقق الإيمان كما أمر به أهل الكتاب، وكما هو في دين الله على
الإطلاق. دين واحد. وعقيدة واحدة، تتوالى بها الرسالات، ويتوافى عليها الرسل.. دين
لا غموض فيه ولا تعقيد. وعقيدة لا تدعو إلى تفرق ولا خلاف، وهي بهذه النصاعة، وبهذه
البساطة، وبهذا التيسير. فأين هذا من تلك التصورات المعقدة، وذلك الجدل الكثير؟
فأما وقد جاءتهم البينة من قبل في دياناتهم على أيدي
رسلهم؛ ثم جاءتهم البينة، حية في صورة رسول من الله يتلو صحفاً مطهرة؛ ويقدم لهم
عقيدة، واضحة بسيطة ميسرة، فقد تبين الطريق. ووضح مصير الذين يكفرون والذين يؤمنون:
{إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم
خالدين فيها أولـئك هم شر البرية. إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولـئك هم خير
البرية. جزآؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا. رضى
الله عنهم ورضوا عنه، ذلك لمن خشي ربه}..
إن محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الرسول الأخير؛
وإن الإسلام الذي جاء به هو الرسالة الأخيرة. وقد كانت الرسل تتوالى كلما فسدت
الأرض لترد الناس إلى الصلاح. وكانت هناك فرصة بعد فرصة ومهلة بعد مهلة، لمن
ينحرفون عن الطريق فأما وقد شاء الله أن يختم الرسالات إلى الأرض بهذه الرسالة
الأخيرة الجامعة الشاملة الكاملة، فقد تحددت الفرصة الأخيرة، فإما إيمان فنجاة،
وإما كفر فهلاك. ذلك أن الكفر حينئذ دلالة على الشر الذي لا حد له، وأن الإيمان
دلالة على الخير البالغ أمده.
{إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في
نار جهنم خالدين فيها. أولئك هم شر البرية} حكم قاطع لا جدال فيه ولا محال. مهما
يكن من صلاح بعض أعمالهم وآدابهم ونظمهم ما دامت تقوم على غير إيمان، بهذه الرسالة
الأخيرة، وبهذا الرسول الأخير. لا نستريب في هذا الحكم لأي مظهر مظاهر الصلاح، المقطوعة
الاتصال بمنهج الله الثابت القويم.
{إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات، أولئك هم خير البرية}.
حكم كذلك قاطع لا جدال فيه ولا محال. ولكن شرطه كذلك
واضح لا غموض فيه ولا احتيال. إنه الإيمان. لا مجرد مولد في أرض تدعى الإسلام، أو
في بيت يقول: إنه من المسلمين. ولا بمجرد كلمات يتشدق بها الإنسان! إنه الإيمان
الذي ينشئ آثاره في واقع الحياة: {وعملوا الصالحات}. وليس هو الكلام الذي لا يتعدى
الشفاه! والصالحات هي كل ما أمر الله بفعله من عبادة وخلق وعمل وتعامل. وفي أولها
إقامة شريعة الله في الأرض، والحكم بين الناس بما شرع الله. فمن كانوا كذلك فهم
خير البرية.
{جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار
خالدين فيها أبداً}..
جنات للإقامة الدائمة في نعيمها الذي يمثله هنا الأمن
من الفناء والفوات. والطمأنينة من القلق الذي يعكر وينغص كل طيبات الأرض.. كما
يمثله جريان الأنهار من تحتها، وهو يلقي ظلال النداوة والحياة والجمال!
ثم يرتقي السياق درجة أو درجات في تصوير هذا النعيم
المقيم:
{رضي الله عنهم ورضوا عنه}..
هذا الرضا من الله وهو أعلى وأندى من كل نعيم.. وهذا
الرضا في نفوسهم عن ربهم. الرضا عن قدره فيهم. والرضا عن إنعامه عليهم. والرضا
بهذه الصلة بينه وبينهم. الرضا الذي يغمر النفس بالهدوء والطمأنينة والفرح الخالص
العميق..
إنه تعبير يلقي ظلاله بذاته.. {رضي الله عنهم ورضوا
عنه} حيث يعجز أي تعبير آخر عن إلقاء مثل هذه الظلال!
ذلك لمن خشي ربه}.
وذلك هو التوكيد الأخير. التوكيد على أن هذا كله متوقف
على صلة القلب بالله، ونوع هذه الصلة، والشعور بخشيته خشية تدفع إلى كل صلاح،
وتنهى عن انحراف.. فالذي يخشى ربه حقاً لا يملك أن يُخطر في قلبه ظلاً لغيره من
خلقه. وهو يعلم أن الله يرد كل عمل ينظر فيه العبد إلى غيره معه، فهو أغنى الشركاء
عن الشرك. فإما عمل خالص له، وإلا لم يقبله.
تلك الحقائق الأربعة الكبيرة هي مقررات هذه السورة
الصغيرة، يعرضها القرآن بأسلوبه الخاص، الذي يتجلى بصفة خاصة في هذه السور القصار..
تقريري هو الذي يرجح أنها مدنية إلى جانب الروايات القائلة بهذا.
والحقيقة الأولى هي أن بعثة الرسول ـ صلى الله عليه
وسلم ـ كانت ضرورية لتحويل الذين كفروا من أهل الكتاب ومن المشركين عما كانوا قد
انتهوا إليه من الضلال والاختلاف، وما كانوا ليتحولوا عنه بغير هذه البعثة:
{لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين
حتى تأتيهم البينة: رسول من الله يتلو صحفاً مطهرة، فيها كتب قيمة}..
والحقيقة الثانية: أن أهل الكتاب لم يختلفوا في دينهم
عن جهالة ولا عن غموض فيه، إنما اختلفوا من بعد ما جاءهم العلم وجاءتهم البينة:
{وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة}.
والحقيقة الثالثة: أن الدين في أصله واحد، وقواعده
بسيطة واضحة، لا تدعو إلى التفرق والاختلاف في ذاتها وطبيعتها البسيطة اليسيرة:
{وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء، ويقيموا الصلاة ويؤتوا
الزكاة، وذلك دين القيمة}.
والحقيقة الرابعة: أن الذين كفروا بعد ما جاءتهم
البينة هم شر البرية، وأن الذين آمنوا وعملوا الصالحات هم خير البرية. ومن ثم
يختلف جزاء هؤلاء عن هؤلاء اختلافاً بيناً:
{إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم
خالدين فيهآ. أولـئك هم شر البرية. إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولـئك هم خير
البرية، جزآؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا، رضى
الله عنهم ورضوا عنه، ذلك لمن خشي ربه}..
وهذه الحقائق الأربع ذات قيمة في إدراك دور العقيدة
الإسلامية ودور الرسالة الأخيرة. وفي التصور الإيماني كذلك. نفصلها فيما يلي:
{لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين
حتى تأتيهم البينة: رسول من الله يتلو صحفاً مطهرة، فيها كتب قيمة}.
لقد كانت الأرض في حاجة ماسة إلى رسالة جديدة. كان
الفساد قد عم أرجاءها كلها بحيث لا يرتجى لها صلاح إلا برسالة جديدة، ومنهج جديد،
وحركة جديدة. وكان الكفر قد تطرق إلى عقائد أهلها جميعاً سواء أهل الكتاب الذين
عرفوا الديانات السماوية من قبل ثم حرفوها، أو المشركين في الجزيرة العربية وفي خارجها
سواء.
وما كانوا لينفكوا ويتحولوا عن هذا الكفر الذي صاروا
إليه إلا بهذه الرسالة الجديدة، وإلا على يد رسول يكون هو ذاته بينة واضحة فارقة
فاصلة: {رسول من الله يتلو صحفاً مطهرة}.. مطهرة من الشرك والكفر {فيها كتب
قيمة}.. والكتاب يطلق على الموضوع، كما يقال كتاب الطهارة وكتاب الصلاة، وكتاب
القدر، وكتاب القيامة، وهذه الصحف المطهرة ـ وهي هذا القرآن ـ فيها كتب قيمة أي
موضوعات وحقائق قيمة..
ومن ثم جاءت هذه الرسالة في إبانها، وجاء هذا الرسول
في وقته، وجاءت هذه الصحف وما فيها من كتب وحقائق وموضوعات لتحدث في الأرض كلها
حدثاً لا تصلح الأرض إلا بهجاء في الفصل الأول من الباب الأول:
كان القرن السادس والسابع لميلاد المسيح من أحط أدوار
التاريخ بلا خلاف. فكانت الإنسانية متدلية منحدرة منذ قرون وكان الإنسان في هذا
القرن قد نسي خالقه، فنسي نفسه ومصيره، وفقد رشده، وقوة التمييز بين الخير والشر،
والحسن والقبيح. وقد خفتت دعوة الأنبياء من زمن،
"أصبحت الديانات العظيمة فريسة العابثين
والمتلاعبين؛ ولعبة المجرمين والمنافقين، حتى فقدت روحها وشكلها،
وقد أشار القرآن إلى مظاهر الكفر الذي شمل أهل الكتاب
والمشركين في مواضع شتى..
من ذلك قوله عن اليهود والنصارى: {وقالت
اليهود عزير ابن الله. وقالت النصارى المسيح ابن الله}{وقالت
اليهود ليست النصارى على شيء، وقالت النصارى ليست اليهود على شيء}
وقوله عن اليهود: {وقالت
اليهود: يد الله مغلولة. غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا. بل يداه مبسوطتان ينفق كيف
يشاء}
وقوله عن النصارى: {لقد
كفر الذين قالوا: إن الله هو المسيح ابن مريم} {لقد
كفر الذين قالوا: إن الله ثالث ثلاثة}
ومن ثم اقتضت رحمة الله بالبشرية إرسال رسول من عنده
يتلو صحفاً مطهرة فيها كتب قيمة. وما كان الذين كفروا من المشركين ومن الذين أوتوا
الكتاب ليتحولوا عن ذلك الشر والفساد إلا ببعثة هذا الرسول المنقذ الهادي المبين..
ولما قرر هذه الحقيقة في مطلع السورة عاد يقرر أن أهل
الكتاب خاصة لم يتفرقوا ويختلفوا في دينهم عن جهل أو عن غموض في الدين أو تعقيد.
إنما هم تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم العلم ومن بعد ما جاءتهم البينة من دينهم
على أيدي رسلهم:
{وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم
البينة}..
وكان أول التفرق والاختلاف ما وقع بين طوائف اليهود
قبل بعثة عيسى ـ عليه السلام ـ فقد انقسموا شعباً وأحزاباً. مع أن رسولهم هو موسى
ـ عليه السلام ـ وكتابهم هو التوراة. فكانوا طوائف. ولكل طائفة سمة واتجاه. ثم كان
التفرق بين اليهود والنصارى، مع أن المسيح ـ عليه السلام ـ هو أحد أنبياء بني
إسرائيل وآخرهم، وقد جاء مصدقاً لما بين يديه من التوراة، ومع هذا فقد بلغ الخلاف
والشقاق بين اليهود والمسيحيين حد العداء العنيف والحقد الذميم. وحفظ التاريخ من
المجازر بين الفريقين ما تقشعر له الأبدان.
" ثم كان التفرق والاختلاف بين النصارى أنفسهم، مع
أن كتابهم واحد ونبيهم واحد. تفرقوا واختلفوا أولاً في العقيدة. ثم تفرقوا
واختلفوا طوائف متعادية متنافرة متقابلة. وقد دارت الخلافات حول طبيعة المسيح ـ
عليه السلام ـ وحكى القرآن قولين منها أو ثلاثة في قوله: {لقد كفر الذين قالوا: إن
الله هو المسيح ابن مريم } {لقد
كفر الذين قالوا: إن الله ثالث ثلاثة} {وإذ
قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس: اتخذوني وأمي إلهين من دون الله؟}
"
وكان هذا الخلاف كله بين أهل الكتاب جميعاً {من بعد ما
جاءتهم البينة}.. فلم يكن ينقصهم العلم والبيان؛ إنما كان يجرفهم الهوى والانحراف.
على أن الدين في أصله واضح والعقيدة في ذاتها بسيطة:
{وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين
حنفاء، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} وهذه هي قاعدة دين الله على
الإطلاق:
عبادة الله وحده، وإخلاص الدين له، والميل عن الشرك
وأهله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة: {وذلك دين القيمة}.. عقيدة خالصة في الضمير،
وعبادة لله، تترجم عن هذه العقيدة، وإنفاق للمال في سبيل الله، وهو الزكاة.. فمن
حقق هذه القواعد، فقد حقق الإيمان كما أمر به أهل الكتاب، وكما هو في دين الله على
الإطلاق. دين واحد. وعقيدة واحدة، تتوالى بها الرسالات، ويتوافى عليها الرسل.. دين
لا غموض فيه ولا تعقيد. وعقيدة لا تدعو إلى تفرق ولا خلاف، وهي بهذه النصاعة، وبهذه
البساطة، وبهذا التيسير. فأين هذا من تلك التصورات المعقدة، وذلك الجدل الكثير؟
فأما وقد جاءتهم البينة من قبل في دياناتهم على أيدي
رسلهم؛ ثم جاءتهم البينة، حية في صورة رسول من الله يتلو صحفاً مطهرة؛ ويقدم لهم
عقيدة، واضحة بسيطة ميسرة، فقد تبين الطريق. ووضح مصير الذين يكفرون والذين يؤمنون:
{إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم
خالدين فيها أولـئك هم شر البرية. إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولـئك هم خير
البرية. جزآؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا. رضى
الله عنهم ورضوا عنه، ذلك لمن خشي ربه}..
إن محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الرسول الأخير؛
وإن الإسلام الذي جاء به هو الرسالة الأخيرة. وقد كانت الرسل تتوالى كلما فسدت
الأرض لترد الناس إلى الصلاح. وكانت هناك فرصة بعد فرصة ومهلة بعد مهلة، لمن
ينحرفون عن الطريق فأما وقد شاء الله أن يختم الرسالات إلى الأرض بهذه الرسالة
الأخيرة الجامعة الشاملة الكاملة، فقد تحددت الفرصة الأخيرة، فإما إيمان فنجاة،
وإما كفر فهلاك. ذلك أن الكفر حينئذ دلالة على الشر الذي لا حد له، وأن الإيمان
دلالة على الخير البالغ أمده.
{إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في
نار جهنم خالدين فيها. أولئك هم شر البرية} حكم قاطع لا جدال فيه ولا محال. مهما
يكن من صلاح بعض أعمالهم وآدابهم ونظمهم ما دامت تقوم على غير إيمان، بهذه الرسالة
الأخيرة، وبهذا الرسول الأخير. لا نستريب في هذا الحكم لأي مظهر مظاهر الصلاح، المقطوعة
الاتصال بمنهج الله الثابت القويم.
{إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات، أولئك هم خير البرية}.
حكم كذلك قاطع لا جدال فيه ولا محال. ولكن شرطه كذلك
واضح لا غموض فيه ولا احتيال. إنه الإيمان. لا مجرد مولد في أرض تدعى الإسلام، أو
في بيت يقول: إنه من المسلمين. ولا بمجرد كلمات يتشدق بها الإنسان! إنه الإيمان
الذي ينشئ آثاره في واقع الحياة: {وعملوا الصالحات}. وليس هو الكلام الذي لا يتعدى
الشفاه! والصالحات هي كل ما أمر الله بفعله من عبادة وخلق وعمل وتعامل. وفي أولها
إقامة شريعة الله في الأرض، والحكم بين الناس بما شرع الله. فمن كانوا كذلك فهم
خير البرية.
{جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار
خالدين فيها أبداً}..
جنات للإقامة الدائمة في نعيمها الذي يمثله هنا الأمن
من الفناء والفوات. والطمأنينة من القلق الذي يعكر وينغص كل طيبات الأرض.. كما
يمثله جريان الأنهار من تحتها، وهو يلقي ظلال النداوة والحياة والجمال!
ثم يرتقي السياق درجة أو درجات في تصوير هذا النعيم
المقيم:
{رضي الله عنهم ورضوا عنه}..
هذا الرضا من الله وهو أعلى وأندى من كل نعيم.. وهذا
الرضا في نفوسهم عن ربهم. الرضا عن قدره فيهم. والرضا عن إنعامه عليهم. والرضا
بهذه الصلة بينه وبينهم. الرضا الذي يغمر النفس بالهدوء والطمأنينة والفرح الخالص
العميق..
إنه تعبير يلقي ظلاله بذاته.. {رضي الله عنهم ورضوا
عنه} حيث يعجز أي تعبير آخر عن إلقاء مثل هذه الظلال!
ذلك لمن خشي ربه}.
وذلك هو التوكيد الأخير. التوكيد على أن هذا كله متوقف
على صلة القلب بالله، ونوع هذه الصلة، والشعور بخشيته خشية تدفع إلى كل صلاح،
وتنهى عن انحراف.. فالذي يخشى ربه حقاً لا يملك أن يُخطر في قلبه ظلاً لغيره من
خلقه. وهو يعلم أن الله يرد كل عمل ينظر فيه العبد إلى غيره معه، فهو أغنى الشركاء
عن الشرك. فإما عمل خالص له، وإلا لم يقبله.
تلك الحقائق الأربعة الكبيرة هي مقررات هذه السورة
الصغيرة، يعرضها القرآن بأسلوبه الخاص، الذي يتجلى بصفة خاصة في هذه السور القصار..
Inscription à :
Articles (Atom)