dimanche 4 février 2018

تفسير سورة الكوثر

تفسير سورة الكوثر



هذه السورة خالصة لرسول
الله
 Mohamed peace be upon him.svg كسورة
الضحى
، وسورة
الشرح
. يسري عنه ربه فيها، ويعده بالخير، ويوعد أعداءه بالبتر، ويوجهه
إلى طريق الشكر. كذلك تمثل حقيقة الهدى والخير والإيمان. وحقيقة الضلال والشر
والكفران.. الأولى كثرة وفيض وامتداد. والثانية قلة وانحسار وانبتار. (إن شانئك هو
الأبتر)
·      
 ابن عباس : « نزلت في العاص بن وائل وذلك أنه رأى رسول الله يخرج من المسجد وهو يدخل فالتقيا عند
باب بني سهم وتحدثا وأناس من صناديد قريش في المسجد جلوس فلما دخل العاص قالوا له
من الذي كنت تحدث قال ذاك الأبتر يعني النبي 
Mohamed peace be upon him.svg وكان قد توفي قبل ذلك عبد الله ابن رسول الله وكان من خديجة وكانوا يسمون من ليس له ابن أبتر
فانزل الله تعالى هذه السورة
»
.
·      
حدثني يزيد بن رومان
قال :« كان 
العاص بن وائل السهمي اذا ذكر رسول الله قال دعوه فإنما هو رجل أبتر لا عقب له
لو هلك انقطع ذكره واسترحتم منه فأنزل الله تعالى في ذلك
·      
عن أنس بن مالك قال :


بينا رسولُ اللهِ Mohamed peace be upon him.svg ذاتَ يومٍ بين أَظْهُرِنَا ، إذ
أَغْفَى إغفاءةً ، ثم رفَعَ رأسَه مُتَبَسِّمًا! فقُلْنَا : ما أضْحَكَكَ
يا رسولَ اللهِ ؟ ! قال : أُنْزِلَتْ عليَّ آنفًا سورةٌ. فقرأ بسم
الله الرحمن الرحيم . إنا أعطيناك الكوثر . فصل لربك وانحر . إن شانئك هو الأبتر
ثم قال: أَتَدْرون ما الكوثرُ ؟ فقلنا : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال: فإنه
نهرٌ وعَدْنِيه ربي عزَّ وجَلَّ ، عليه خيرٌ كثيرٌ ، و حوضٌ تَرِدُ عليه أمتي
يومَ القيامةِ ، آنيتُه عددُ النجومِ ،
.[4]
وأصل كلمة الكوثر يدل على
الكثرة والزيادة، ففيه إشارة إلى كمال الخيرات التي ينعم الله بها على نبيه 
Mohamed peace be upon him.svg في الدنيا
والآخرة، ولا تقل صفات ماء 
نهر
الكوثر
 جمالا وجلالا عن النهر نفسه، فقد ثبت في أحاديث للنبي أن ماء نهر
الكوثر
 أشد بياضا من اللبن، وأحلى مذاقا من العسل، وأطيب ريحا من المسك، حتى إن عمر
بن الخطاب
 لما استمع إلى تلك الأوصاف، قال للنبيإنها لناعمة يا رسول الله، فقال النبي : (آكلوها أنعم منها)، وجاء الوصف النبوي
لماء 
نهر
الكوثر
 بأن من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا، ولم يسود وجهه أبدا.
ويحظى بشرف السبق في ورود حوض النبي من أمته
فقراء المهاجرين، فعن ثوبان مولى رسول الله - - أنه قال : (أول الناس ورودا
على الحوض فقراء المهاجرين، الشعث رؤوسا، الدنس ثيابا، الذين لا ينكحون
المنعَّمات، ولا تفتح لهم أبواب السدد)، والسدد هي القصور الخاصة بالمترفين، فكما
أنهم كانوا أفقر الناس في الدنيا، وأقلهم منصبا، وأدناهم شأنا، مع ما كانوا عليه
من قوة اليقين، وصدق الإيمان، وعظيم البذل والتضحية في سبيل الله، فقد نالوا
كرامتهم في أرض المحشر، بورودهم أول الناس على حوض النبي
.
في
الآية الأولى قرر أنه ليس أبتر بل هو صاحب كوثر وفي هذه الآية يرد الكيد على
كائديه ،ويؤكد- الله – أن الأبتر ليس هو محمد، إنما هم ِشانئوه وكارهوه
.
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) أي اجعل صلاتك لربك وحده، وانحر
ذبيحتك وما هو نُسُك لك لله أيضا، فإنه هو الذي رباك وأسبغ عليك نعمه دون سواه كما
قال: تعالى آمرا له: « قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي
لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ. لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ
الْمُسْلِمِينَ ».
وبعد أن بشر رسوله بأعظم البشارة، وطالبه بشكره على ذلك، وكان
من تمام النعمة أن يصبح عدوه مقهورا ذليلا، أعقبه بقوله: (إِنَّ شانِئَكَ هُوَ
الْأَبْتَرُ) أي إن مبغضك كائنا من كان هو المقطوع ذكره من خيري الدنيا والآخرة،
وأما أنت فستبقى ذريتك، ويبقى حسن صيتك، وآثار فضلك إلى يوم القيامة.
وشانئوه ما كانوا يبغضونه لشخصه، لأنه كان محبّبا إلى نفوسهم،
بل كانوا يمقتون ما جاء به من الهدى والحكمة، لأنه سفّه أحلامهم، وعاب معبوداتهم،
ونادى بفراق ما ألفوه ونشئوا عليه. وقد حقق الله في شانئيه من العرب وغيرهم في
زمنه ما يستحقونه من الخذلان والخسران، ولم يبق لهم إلا سوء الذكر أما النبي ، ومن
اهتدى بهديه فإن الله رفع منزلتهم فوق كل منزلة، وجعل كلمتهم هي العليا.
إن الدعوة إلى الله والحق والخير لايمكن أن
تكون بتراء ولا أن يكون صاحبها أبتر، وكيف وهي موصولة بالله الحي الباقي الأزلي
الخالد  ؟إنما يبتر الكفر والباطل والشر
ويبتر أهله، مهما بدا في لحظة من اللحظات أنه طويل الأجل ممتد الجدور
.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire