ليلة القدر خطبة 21
رمضان 1438
الحمدُ للهِ الذي خلقَ كلَّ
شيءٍ فقدَّرَه تقديراً وجعلَ الليلَ والنهَّارَ خِلْفَةً لِمَنْ أرادَ أنْ
يذَّكَّرَ أوْ أرادَ شُكوراً، أحمَدُهُ سبحانَه وتعالَى حمداً كثيراً، وأشهدُ أنْ
لا إِلهَ إلاَّ الله ُوحدَهُ لا شريكَ له وعَدَ المتقينَ جنَّةً وحريراً، وتوعَّدَ
الفاجرينَ ناراً وسعيراً. وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُهُ، أرسلَهُ إلى الناسِ
كافةً بشيراً ونذيراً وداعِياً إلى اللهِ بإذنِهِ وسِراجاً منيراً، صلَّى اللهُ
عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليماً كثيراً.
سورة القدر
لليلة القدر
مكانة عظيمة وفضل عظيم عند المسلين، وهو أمر ورد في الحديث الشّريف عن الرّسول
عليه السّلام: (مَن صامَ رمضانَ، وفي لفظٍ، مَن قامَ شَهْرَ رمضانَ إيمانًا
واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القَدرِ إيمانًا
واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذَنبِهِ)،[١] وقد حرص المسلمون على تحرّي
هذه الليلة من العشر الأواخر من رمضان طمعاً بالأجر والثواب المضاعف.
فضائل ليلة القدر امتازت ليلة
القدر دون غيرها من ليالي شهر رمضان بالعديد من الفضائل، أهمّها ما يأتي:
[1] فضّل الله
تعالى هذه الليلة بأن أنزل القرآن الكريم فيها، وهو الأمر الوارد في القرآن الكريم
نفسه حين قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ).
[2] عدم قدرة
العقل البشري على إدراك أهميّة ليلة القدر واحدة من مميّزاتها، فيعلم المسلم أنها
ليلة قديرة يتضاعف فيها الأجر والثواب، وتُغفر الخطايا، إلا أنّ القدر الصحيح لهذه
الليلة يعجز عن وصفه المسلم، وهو لما ورد في كتاب الله العزيز إذ قال: (وَمَا
أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ)،
[3] وقال الرّازي
رحمه الله في هذه الآية: (يعني ولم تبلغ درايتك غاية فضلها، ومنتهى علو قدرها). تفوق
هذه الليلة بأهميّتها على ألف شهر، فيرتفع فضلها، ويعلو شأنها، ويتضاعف الأجر فيها
بما يزيد على الألف شهر، وهو ما ورد في القرآن الكريم حين قال تعالى: (لَيْلَةُ
الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
[4] تتنزّل
الملائكة في هذه الليلة لتحفّ المسلمين، قال تعالى في القرآن الكريم: (تَنَزَّلُ
الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ).
[5]، قال ابن
كثير في تفسير هذه الآية: (أي يكثر تنزّل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها،
والملائكة يتنزّلون مع تنزّل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن،
ويحيطون بحلق الذّكر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق؛ تعظيماً له، وأما الرّوح
فقيل المراد به ها هنا جبريل عليه السّلام.
6]هي ليلة سلام حتى مطلع الفجر ، وهي كما ورد في
الآية الكريمة: (سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ).[٨]
لماذا سميت ليلة
القدر بهذا الاسم
تعدّدت آراء العلماء حول سبب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم، منها :
نزل في هذه الليلة كتاب قدير، يحمله مَلَك
قدير إلى رسول قدير، لأمّة ذات قدر عظيم. قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي
لَيْلَةِ الْقَدْرِ).
ليلة القدر تعني التقدير، ففيها يُكتب
قدر كل الناس بغض النظر عن مكانتهم ومستواهم، من مطر، ورزق، وحياة، وممات، وغيرها،
قال تعالى في كتابه العزيز: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ
إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ).
في ليلة القدر يكثر عمل المسلم، فيصير ذا قدر
ومكانة عالية عند الله تعالى.
وقت ليلة القدر تحتل ليلة القدر
مكانة عظيمة، في شهر رمضان المبارك، فهي الليلة التي نزل فيها القرآن، وهو الأمر
الظاهر في الآية الكريمة: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ
هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)،
أمّا وقتها تحديداً فهي إحدى ليالي العشر
الأواخر من شهر رمضان، لما ورد في الحديث الشريف عن الرّسول عليه السّلام: (كان
رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يجاور في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ، ويقول:
تَحَرَّوْا ليلة القدرِ في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ)،
وفي الحديث الشريف: (التمِسوها في العشرِ
الأواخِرِ (يعْنِي ليلَةَ القدْرِ) فإِنَّ ضَعُفَ أحدُكم أوْ عَجَزَ، فلا
يُغْلَبَنَّ علَى السبْعِ البواقِي).
أما عن سبب جهل وقتها، فالله صاحب
الحكمة من هذا الأمر، فلو علم المسلمون وقت ليلة القدر تحديداً لخفّت عزائمهم طوال
شهر رمضان، واقتصر جهدهم وقيامهم بإحياء هذه الليلة، وعليه، فإنّ إخفاء وقتها
تحديداً يُعتبر حافزاً مُشجّعاً لقيام الليل والمداومة على العمل الصالح طوال الشهر
كله، ومن ثمّ مضاعفة هذا العمل في الليالي العشر الأواخر، وبهذا يعود الخير على
المسلمين أفراداً وجماعات. ونرى الأمر يتكرّر بإخفاء وقت ليلة القدر، كما هو الأمر
في ساعة الاستجابة يوم الجمعة.
أحاديث ثابتة عن ليلة القدر من الأحاديث
الصحيحة الثابتة عن الرّسول عليه السّلام في سنّته الشريفة حول ليلة القدر ما
يأتي: (دخلَ رمضانُ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: إنَّ هذا
الشَّهرَ قَد حضرَكُم وفيهِ ليلةٌ خيرٌ مِن ألفِ شَهْر، من حُرِمَها فقد حُرِمَ
الخيرَ كُلَّهُ، ولا يُحرَمُ خيرَها إلَّا محرومٌ).[٢٠]
علامات ليلة
القدر تُقسم علامات
ليلة القدر إلى نوعين: علامات مقارنة، وعلامات لاحقة، وهي كما يأتي:[٣]
العلامات المقارنة وهي العلامات التي تكونُ مقارنةً (أي مُصاحبة)
لليلة القدر، وهي: تميّز هذه الليلة بقوة النور، وهي علامة من الصّعب تمييزها في
الوقت الحاضر بسبب الجوّ المدينة في المناطق المختلفة، إلا أنّ من في البرّ يكونون
قادرين على تمييزها بوضوح لبعدهم عن الأنوار.. خلو هذه الليلة من الرّياح، فلا
عواصف، ولا زوابع ولا غيرها، ويكون الجوّ معتدلاً لطيفاً قريباً إلى النّفس.
العلامات اللاحقة تُختصر العلامات
اللاحقة بشكل الشّمس في صبيحة اليوم التالي، فتُشرق صافية دون شعاع، بيضاء اللون
باردة، وهو لما ورد في الحديث الشريف عن الرّسول عليه السّلام: (عن النَّبيِّ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في فضلِ قيامِ ليلةِ القدرِ، ثمَّ قال: ومن أماراتِها
أنَّها ليلةٌ بلجةٌ صافيةٌ ساكنةٌ، لا حارَّةٌ ولا باردةٌ، كأنَّ فيها قمرًا،
وأنَّ الشَّمسَ تطلُعُ في صبيحتِها مستويةٌ لا شُعاعَ لها).
أعمال مُستحبّة
في ليلة القدر من الأعمال
المُسحبّة في ليلة القدر ما يأتي:
القيام: وهو أفضل
الأعمال، وقد ورد القيام في ليلة القدر في الحديث الشريف عن الرسول عليه السّلام:
(مَن قام ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه، ومَن
صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ له ما تقدَّمَ من ذنبِه).
الدعاء: فالله يسمع من
عباده، وينظر في دعائهم ليستجيب لهم، وهو امر مُستحبّ في ليلة القدر، كما في
غيرها، لما ورد عن الرّسول علي السّلام في الحديث الشّريف: (قلتُ يا رسولَ
اللَّهِ أرأيتَ إن عَلِمْتُ أيُّ لَيلةٍ لَيلةُ القَدرِ ما أقولُ فيها؟ قالَ:
قولي: اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ كَريمُ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي).
أداء الفرائض: لأنّ الفرائض أولى أن يقوم بها المسلم، ومن ثمّ
يتّجه للنوافل والسّنن وغيرها، فللنّوافل فضل عظيم
الاجتهاد في
العبادة: في ليلة القدر
تزداد العبادات عن دون الليالي، وهو أمر قام به الرّسول عليه السّلام كما ورد في
الحديث الشريف: (كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا دخل العشرُ شدَّ
مِئْزَرَهُ، وأحيا ليلهُ، وأيقظَ أهله).[١٥]
الاعتكاف: وبه يشدّ المسلم
أزره بالعبادات التي كان يقوم بها طوال الشهر، ويضاعفها قدر الإمكان بمعزل عن
النّاس، وفيه ورد الحديث الشريف عن الرّسول عليه السّلام: (كان رسولُ اللهِ صلى
الله عليه وسلم يعتكفُ في كلِّ رمضانَ
- ليلة تكتب فيها الأقدار تستجاب فيه الدعوات.- - يجتمع المسلمون موحدون قانتون يصلون يدعون يبكون، باقين عل هذا الحال حتى تشرق الشمس، تعطيهم بريق أمل مع اطمئنان، ومضة إيمان وغفران. تنزاح كل الدمعات آملة من الله الغفران، آملة أن تحيا ليلة القدر عامًا بعد عام.- قال الطبري رحمه الله : ""عمل في ليلة القدر خير من عمل ألف شهر ليس فيها ليلة القدر" ."
- ليلة تكتب فيها الأقدار تستجاب فيه الدعوات.- - يجتمع المسلمون موحدون قانتون يصلون يدعون يبكون، باقين عل هذا الحال حتى تشرق الشمس، تعطيهم بريق أمل مع اطمئنان، ومضة إيمان وغفران. تنزاح كل الدمعات آملة من الله الغفران، آملة أن تحيا ليلة القدر عامًا بعد عام.- قال الطبري رحمه الله : ""عمل في ليلة القدر خير من عمل ألف شهر ليس فيها ليلة القدر" ."
اللّهمّ صلِّ وسلم وزد
وبارك على عبدك ورسولك محمد – صلى الله عليه وسلم – صاحب الوجه الأنور والجبين
الأزهر وعلى آله وأصحابه وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم
بعفوك وجودك وكرمك يا أرحم الراحمين
اللّهمّ لك الحمد حتّى
ترضى ولك الحمد على الرّضا ولك الحمد في الأولى والآخرة لك الحمد على نعمة الإسلام
وعلى نعمة الإيمان وعلى ان جعلتنا من اتباع هذا النبيّ الكريم صلّى الله عليه
وسلّم اللّهم فاجعلنا في شفاعته يوم الدّين واسقنا من يده الكريمة شربة لا نظمأ من
بعدها أبدا . اللهم أعز الإسلام والمسلمين واخذل الشرك
والمشركين ، الله انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين .
اللهم فرِّج هم
المهمومين من المسلمين ، ونفِّس كرب المكروبين ، واقضِ الدين عن المدينين ، واشفِ
مرضانا ومرضى المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين اللهمّ ارحم موتانا أجمعين
واجعلهم من الشّهداء ومن ورثة جنّات النعيم وأفرغ صبرا على أهليهم وارزقهم جميل
الصّبر والسّلوان
اللهم آمنا في أوطاننا
،وأحفظنا من كلّ بلاء ووباء ومن الغلاء ومن الفتن ما ظهر منها وما بطن
وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب
العالمين ،
اللهم أنت الله لا إله
إلا أنت .. أنت الغني ونحن الفقراء .. اللهمّ أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا
من القانطين ، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت .. أنت الغني ونحن الفقراء .. أنزل
علينا رحمة من عندك لا نشقى بعدها أبدا ، اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بشر ما
عندنا يا ذا الجلال والإكرام ، اللهم إنا خلقٌ من خلقك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك
يا حي يا قيوم .
ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا
عذاب النار، سبحان ربنا رب العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين، وآخر دعوانا أن
الحمد لله رب العالمين.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire