إسلام أبي بكر ودعوته وابتلاؤه و دفاعه عن المسلمين
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره
ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .. من يهده الله فلا مضل
له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن
محمدًا عبد الله ورسوله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102 سورة آل عمران)
وَالسَّابِقُونَ
الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ
بِإِحْسَانٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أبداً ذَلِكَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ
وقد نشرت هذه
الوثيقة بتصريح من المعهد
الدولي لحقوق الإنسان بجامعة دي بول شيكاغو.
"أما بعد أيها الناس فإني قد وليت
عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب
خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف
حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله
بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله
ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم".
هو صاحب رسول الله صلى الله
عليه وسلم يعرفه قبل البعثة بدماثة خلقه،
وكريم سجاياه، كما يعرف أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم بصدقه، وأمانته وأخلاقه
التي تمنعه من الكذب على الناس، فكيف يكذب على الله فعندما نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم
وأخذ يدعو الأفراد إلى الله، وقع أول اختياره على الصديق
فعندما فاتحه رسول الله
صلى الله عليه وسلم بدعوة الله وقال له: «...إني رسول
الله ونبيه، بعثني لأبلغ رسالته، وأدعوك إلى الله بالحق، فوالله إنه للحق، أدعوك
يا أبا بكر إلى الله وحده لا شريك له، ولا تعبد غيره، والموالاة على طاعته» .
فأسلم الصديق ولم
يتلعثم وتقدم ولم يتأخر، وعاهد رسول الله على نصرته، فقام بما تعهد، ولهذا قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقه: «إن الله بعثني
إليكم فقلتم: كذبت وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركون لي
صاحبي؟» مرتين .
أول من
أسلم من الرجال الأحرار، قال ابن عباس وأسماء بنت أبي بكر: أول من أسلم أبو بكر،
ومن النساء خديجة، ومن الموالي زيد بن حارثة، ومن الغلمان علي بن أبي طالب، رضي
الله عنهم ، وأول من أسلم من
الرجال الأحرار أبو بكر الصديق، وإسلامه كان أنفع من إسلام من تقدم ذكرهم؛ كان
رئيسًا في قريش مكرمًا،
وصاحب مال ،
وبإسلام أبي بكر عمَّ
السرور قلب النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث تقول أم المؤمنين عائشة -رضي الله
عنها-: فلما فرغ من كلامه أي النبي صلى الله عليه وسلم أسلم أبو بكر، فانطلق رسول
الله صلى الله عليه وسلم من عنده، وما بين الأخشبين أحد أكثر سرورا منه بإسلام أبي
بكر . لقد كان أبو بكر كنزًا من الكنوز
ادخره الله تعالى لنبيه، وكان من أحب قريش لقريش، فذلك الخلق السمح الذي وهبه الله
تعالى إياه جعله ، من الذين يألفون ويؤلفون، والخلق السمح وحده عنصر كاف لألفة
القوم، وهو الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام: «أرحم
أمتي بأمتي أبو بكر» .
وقريش تعترف للصديق
بأنه أعلمها بأنسابها وأعلمها بتاريخها، فالطبقة المثقفة ترتاد مجلس أبي بكر لتنهل
منه علمًا لا تجده عند غيره غزارة ووفرة وسعة، ومن أجل هذا كان الشباب النابهون
والفتيان الأذكياء يرتادون مجلسه دائمًا، إنهم الصفوة الفكرية المثقفة التي تود أن
تلقى عنده هذه العلوم، وهذا جانب آخر من جوانب عظمته.وعلم الأنساب عند العرب، وعلم التاريخ هما أهم العلوم
عندهم،
وطبقة رجال الأعمال
ورجال المال في مكة، هي كذلك من رواد مجلس الصديق؛ فهو إن لم يكن التاجر الأول في
مكة، فهو من أشهر تجارها، فأرباب المصالح هم كذلك قُصَّاده،
كان رصيده الأدبي
والعلمي والاجتماعي في المجتمع المكي عظيمًا، ولذلك عندما تحرك في دعوته للإسلام
استجاب له صفوة من خيرة الخلق .
ثانيًا:
دعوته.
وقد كان نموذجًا حيًّا في
تطبيقه لقول الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ
بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ
بِالْمُهْتَدِينَ" النحل: 125وحمل الدعوة مع النبي صلى الله عليه وسلم،
وتعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإسلام دين العمل والدعوة والجهاد، وأن
الإيمان لا يكمل حتى يهب المسلم نفسه وما يملك لله رب العالمين ، قال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي
وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
دعوة الصديق إلى الله بوضوح تمثل صورة من صور الإيمان بهذا الدين، والاستجابة لله
ورسوله، صورة المؤمن الذي لا يقر له قرار، ولا يهدأ له بال حتى يحقق في دنيا الناس
ما آمن به، وقد بقي نشاط أبي بكر وحماسته للإسلام إلى أن توفاه الله -عز وجل- لم
يفتر أو يضعف أو يمل أو يعجز .
كانت أول ثمار الصديق
الدعوية دخول صفوة من خيرة الخلق في الإسلام، وهم: الزبير
بن العوام، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعثمان بن
مظعون، وأبو عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة بن عبد الأسد،
والأرقم ابن أبي الأرقم رضي الله عنهم. وجاء بهؤلاء الصحابة الكرام فرادى
فأسلموا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا الدعامات الأولى التي قام
عليها صرح الدعوة،
اهتم الصديق بأسرته
فأسلمت أسماء وعائشة وعبد الله وزوجته أم رومان
وخادمه عامر بن فهيرة،
إن هذه الأخلاق والصفات
الحميدة لا بد منها للدعاة إلى الله، وإلا أصبحت دعوتهم للناس صيحة في واد ، وسيرة
الصديق وهي تفسر لنا فهمه للإسلام وكيف عاش به في حياته حرى بالدعاة أن يتأسوا بها
في دعوة الأفراد إلى الله تعالى.
ثالثًا:
ابتلاؤه:
إن سنة الابتلاء ماضية في الأفراد والجماعات والشعوب والأمم والدول، وقد مضت هذه السنة في الصحابة الكرام، وتحملوا -رضوان الله عليهم- من البلاء ما تنوء به الرواسي الشامخات، وبذلوا أموالهم ودماءهم في سبيل الله، وبلغ بهم الجهد ما شاء الله أن يبلغ، ولم يسلم أشراف المسلمين من هذا الابتلاء، فلقد أوذي أبو بكر صلى الله عليه وسلم وحثي على رأسه التراب، وضُرِبَ في المسجد الحرام بالنعال، حتى ما يعرف وجهه من أنفه، وحمل إلى بيته في ثوبه وهو ما بين الحياة والموت( ، فقد روت عائشة -رضي الله تعالى عنها- أنه لما اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا ثمانية وثلاثين رجلاً ألح أبو بكر صلى الله عليه وسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهور، فقال: يا أبا بكر إنا قليل، فلم يزل أبو بكر يلح حتى ظهر رسول الله، وقام أبو بكر في الناس خطيبًا ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فكان أول خطيب دعا إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين، فضربوه في نواحي المسجد ضربًا شديدًا، ووُطِئ أبو بكر وضرب ضربًا شديدًا، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين ويُحرفهما لوجهه ، حتى ما يعرف وجهه من أنفه، وجاءت بنو تيم يتعادون، فأجْلَتِ المشركين عن أبي بكر، وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله ولا يشكون في موته، ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد وقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة، فرجعوا إلى أبي بكر فجعل أبو قحافة «والده» وبنو تيم يكلمون أبا بكر حتى أجاب، فتكلم آخر النهار فقال: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ققالوا لأمه أم الخير: انظري أن تطعميه شيئًا أو تسقيه إياه، فلما خلت به ألحت عليه، وجعل يقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: والله ما لي علم بصاحبك، فقال: اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه، فخرجت حتى جاءت أم جميل، فقالت: إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله، فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعًا ، فدنت أم جميل، وأعلنت بالصياح وقالت: والله إن قومًا نالوا منك لأهل فسق وكفر، إنني لأرجو أن ينتقم الله لك منهم، قال: فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: هذه أمك تسمع، قال: فلا شيء عليك منها، قالت: سَالِم صَالِح، قال: أين هو؟ قالت: في دار الأرقم، قال: فإن لله عليَّ أن لا أذوق طعاما ولا أشرب شرابا أو آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمهلتا حتى إذا هدأت الرِّجْلُ وسكن الناس، خرجتا به يتكئ عليهما، حتى أدخلتاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: فأكب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبَّله، وأكب عليه المسلمون، ورقَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم رقة شديدة، فقال أبو بكر: بأبي وأمي يا رسول الله، ليس بي بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي برة بولدها وأنت مبارك فادعها إلى الله، وادع الله لها عسى الله أن يستنقذها بك من النار، قال: فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعاها إلى الله فأسلمت.
إن سنة الابتلاء ماضية في الأفراد والجماعات والشعوب والأمم والدول، وقد مضت هذه السنة في الصحابة الكرام، وتحملوا -رضوان الله عليهم- من البلاء ما تنوء به الرواسي الشامخات، وبذلوا أموالهم ودماءهم في سبيل الله، وبلغ بهم الجهد ما شاء الله أن يبلغ، ولم يسلم أشراف المسلمين من هذا الابتلاء، فلقد أوذي أبو بكر صلى الله عليه وسلم وحثي على رأسه التراب، وضُرِبَ في المسجد الحرام بالنعال، حتى ما يعرف وجهه من أنفه، وحمل إلى بيته في ثوبه وهو ما بين الحياة والموت( ، فقد روت عائشة -رضي الله تعالى عنها- أنه لما اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا ثمانية وثلاثين رجلاً ألح أبو بكر صلى الله عليه وسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهور، فقال: يا أبا بكر إنا قليل، فلم يزل أبو بكر يلح حتى ظهر رسول الله، وقام أبو بكر في الناس خطيبًا ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فكان أول خطيب دعا إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين، فضربوه في نواحي المسجد ضربًا شديدًا، ووُطِئ أبو بكر وضرب ضربًا شديدًا، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين ويُحرفهما لوجهه ، حتى ما يعرف وجهه من أنفه، وجاءت بنو تيم يتعادون، فأجْلَتِ المشركين عن أبي بكر، وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله ولا يشكون في موته، ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد وقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة، فرجعوا إلى أبي بكر فجعل أبو قحافة «والده» وبنو تيم يكلمون أبا بكر حتى أجاب، فتكلم آخر النهار فقال: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ققالوا لأمه أم الخير: انظري أن تطعميه شيئًا أو تسقيه إياه، فلما خلت به ألحت عليه، وجعل يقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: والله ما لي علم بصاحبك، فقال: اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه، فخرجت حتى جاءت أم جميل، فقالت: إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله، فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعًا ، فدنت أم جميل، وأعلنت بالصياح وقالت: والله إن قومًا نالوا منك لأهل فسق وكفر، إنني لأرجو أن ينتقم الله لك منهم، قال: فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: هذه أمك تسمع، قال: فلا شيء عليك منها، قالت: سَالِم صَالِح، قال: أين هو؟ قالت: في دار الأرقم، قال: فإن لله عليَّ أن لا أذوق طعاما ولا أشرب شرابا أو آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمهلتا حتى إذا هدأت الرِّجْلُ وسكن الناس، خرجتا به يتكئ عليهما، حتى أدخلتاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: فأكب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبَّله، وأكب عليه المسلمون، ورقَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم رقة شديدة، فقال أبو بكر: بأبي وأمي يا رسول الله، ليس بي بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي برة بولدها وأنت مبارك فادعها إلى الله، وادع الله لها عسى الله أن يستنقذها بك من النار، قال: فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعاها إلى الله فأسلمت.
إن هذا الحدث العظيم في
طياته دروس وعبر لكل مسلم حريص على الاقتداء بهؤلاء الصحب الكرام، ونحاول أن
نستخرج بعض هذه الدروس التي منها:
1- حرص الصديق على إعلان الإسلام وإظهاره أمام الكفار، وهذا يدل على قوة إيمانه وشجاعته،
وقد تحمل الأذى العظيم، حتى إن قومه كانوا لا يشكون في موته. لقد أُشْرب قلبه حب
الله ورسوله أكثر من نفسه، ولم يعد يهمه بعد إسلامه إلا أن تعلو راية التوحيد،
ويرتفع النداء: لا إله إلا اله محمد رسول الله في أرجاء مكة حتى لو كان الثمن
حياته، وكاد أبو بكر فعلا أن يدفع حياته ثمنًا لعقيدته وإسلامه.
2- حب الله ورسوله
تغلغل في قلب أبي بكر وتغلب على حبه لنفسه، بدليل أنه رغم ما ألَمَّ به كان أول ما
سأل عنه: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قبل أن يطعم أو يشرب، وأقسم أنه لن
يفعل حتى يأتي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا يجب أن يكون حب الله ورسوله صلى
الله عليه وسلم عند كل مسلم؛ أحب إليه مما سواهما حتى لو كلفه ذلك نفسه وماله .
3- يظهر بر الصديق بأمه وحرصه على هدايتها في قوله لرسول الله صلى الله عليه
وسلم: هذه أمي برة بولدها وأنت مبارك فادعها إلى الله وادع الله لها عسى أن يستنقذها
بك من النار. إنه الخوف من عذاب الله والرغبة في رضاه وجنته، ولقد دعا رسول الله صلى
الله عليه وسلم لأم أبي بكر بالهداية فاستجاب الله له، وأسلمت أم أبي بكر وأصبحت
من ضمن الجماعة المؤمنة المباركة التي تسعى لنشر دين الله تعالى. ونلمس رحمة الله
بعباده ونلحظ من خلال الحدث قانون المنحة بعد المحنة.
إن من أكثر الصحابة
الذين تعرضوا لمحنة الأذى والفتنة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر
الصديق
4: دفاعه عن
النبي صلى الله عليه وسلم:
من صفات الصديق التي
تميز بها الجرأة والشجاعة، فقد كان لا يهاب أحدًا في الحق، ولا تأخذه لومة لائم في
نصرة دين الله والعمل له والدفاع عن رسوله صلى الله عليه وسلم، فعن عروة بن الزبير
قال: سألت ابن عمرو بن العاص بأن يخبرني بأشد شيء صنعه المشركون بالنبي صلى الله
عليه وسلم فقال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجر الكعبة، إذ أقبل عقبة
بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقًا شديدًا، فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبيه
ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ" [غافر: 28
5: إنفاقه
الأموال لتحرير المعذبين في الله:
تعرض بلال لابتلاء شديد ولم يكن له ظهر يسنده، ولا عشيرة
تحميه، ولا سيوف تذود عنه، ومثل هذا الإنسان في المجتمع الجاهلي المكي ليس له دور
في الحياة إلا أن يخدم ويطيع ويباع ويشترى كالسائمة، أما أن يكون له رأي أو يكون
صاحب فكر، أو صاحب دعوة أو صاحب قضية، فهذه جريمة شنعاء في المجتمع الجاهلي المكي
تهز أركانه، وتزلزل أقدامه،
عن ابن عباس قال: " عَذَّب المشركون بلالاً، وبلال يقول أَحَد أَحَد؛ فمرّ به النبيّ صلى الله
عليه وسلم فقال: «أحد ـ يعني الله تعالى ـ ينجيك» ثم قال لأبي بكر: «يا أبا بكر
إنّ بلالاً يعذب في الله» فعرف أبو بكر الذي يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فانصرف إلى منزله، فأخذ رطلاً من ذهب، ومضى به إلى أمية بن خلف، فقال له: أتبيعني
بلالاً؟ قال: نعم، فاشتراه فأعتقه. فقال المشركون: ما أعتقه أبو بكر إلا ليدٍ كانت
له عنده " ؛ فنزلت {
وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ } أي عند أبي بكر { مِن نِّعْمَةٍ } ، أي من يدٍ ومِنَّة، {
تُجْزَىٰ } بل { ٱبْتِغَآءَ } بما فعل { وَجْهِ رَبِّهِ ٱلأَعْلَىٰ }. وقيل: اشترى
أبو بكر من أمية وأبيّ بن خلف بِلالاً، ببردة وعشر أواق، فأعتقه لله،فأنزل تعالى : فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىٰ لاَ يَصْلَٰهَآ إِلاَّ ٱلأَشْقَى ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى ٱلَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ ٱلأَعْلَىٰ وَلَسَوْفَ يَرْضَى
اللهم أعز الإسلام
والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعدائك أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين،
واحمي حوزة الدين.
اللهم انصر دينك وانصر من نصر دينك واجعلنا من أنصار دينك يا رب العالمين.
اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين.
اللهم انصر دينك وانصر من نصر دينك واجعلنا من أنصار دينك يا رب العالمين.
اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين.
ربنا آتنا في الدنيا
حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم اغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا ولأولادنا ولأزواجنا. ولجميع المسلمين والمسلمات. والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
اللهم نور على أهل القبور من المسلمين والمسلمات قبورهم اللهم واغفر للأحياء ويسر لهم أمورهم.
اللهم اغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا ولأولادنا ولأزواجنا. ولجميع المسلمين والمسلمات. والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
اللهم نور على أهل القبور من المسلمين والمسلمات قبورهم اللهم واغفر للأحياء ويسر لهم أمورهم.
.............
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ*
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ*
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire