الحمد لله،
نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن
سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خصنا بخير كتاب أنزل، وأكرمنا بخير نبي
أرسل، وأتم علينا النعمة بأعظم منهاج شرع (منهاج الإسلام. (اليوم أكملت
لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا.،وأشهد أن سيدنا وإمامنا
وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا محمداً عبد الله ورسوله أدى الأمانة
وبلّغ الرسالة ونصح للأمة وعلمها من جهالة وهداها من ضلالة، وأخرجها من الظلمات
إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، اللهم صل وسلم وبارك
على هذا الرسول الكريم، وارض اللهم عن آله وصحابته، وأحينا اللهم
على سنته، وأمتنا على ملته، واحشرنا في زمرته مع الذين أنعمت عليهم من
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، أما بعد
يقول الله تعالى في محكم آياته: ﴿لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ﴾8.ابن عربي الصوفي:جمع بين القيامة والنفس اللوَّامة في القَسم بهما تعظيماً لشأنهما وتناسباً بينهما، إذ النفس اللوَّامة هي المصدّقة بها، المقرّة بوقوعها، المهيئة لأسبابها لأنها تلوم نفسها أبداً في التقصير والتقاعد عن الخيرات وإن أحسنت لحرصها على الزيادة في الخير وأعمال البرّ تيقناً بالجزاء فكيف بها إن أخطأت وفرطت وبدرت منها بادرة غفلة ونسياناً.
يقول الله تعالى في محكم آياته: ﴿لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ﴾8.ابن عربي الصوفي:جمع بين القيامة والنفس اللوَّامة في القَسم بهما تعظيماً لشأنهما وتناسباً بينهما، إذ النفس اللوَّامة هي المصدّقة بها، المقرّة بوقوعها، المهيئة لأسبابها لأنها تلوم نفسها أبداً في التقصير والتقاعد عن الخيرات وإن أحسنت لحرصها على الزيادة في الخير وأعمال البرّ تيقناً بالجزاء فكيف بها إن أخطأت وفرطت وبدرت منها بادرة غفلة ونسياناً.
أمّا بعد :
أيّها المؤمنون اعلموا أنّ النفس أمارة بالسوء ولا بد من جهادها حتى ترتاض للحق،
لابدّ من جهاد هذه النفس والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "المجاهد من
جاهد هواه"، المجاهد من جاهد نفسه في ذات الله، الكيّس من جاهد نفسه حاسبها
وحاكمها وعمل لما بعد الموت، لابد أن تجاهد هواك وتجاهد نفسك حتى تنتقل من نفس
أمارة بالسوء إلى نفس لوامة، وهي التي ذكرها الله تعالى في قوله (لا أقسم
بيوم القيامة، ولا أقسم بالنفس اللوامة. النفس اللوامة هي التي تكثر اللوم
لصاحبها إذا قصّر في فعل واجب أو وقع في فعل شرّ، تلومه، تؤنبه، تقول له لماذا
فعلت كذا ولماذا لم تفعل كذا،لماذا تأخّرت عن صلاتك؟ لماذا لا تقوم لصلاة الصّبح ؟
وفيها من الفضائل ما فيها وكأنّ هذه النّفس المتيقّظة تلذعه بسوط يلهب
ظهره، هذا التأنيب الداخلي، هذه المحاسبة هذا اللوم هذا الذي يسمونه الآن الضمير
الحي، هو النفس اللوامة،ولا يصدر هذا اللّوم إلاّ من نفس مؤمنة، أمّا ضعاف الإيمان
والمنافقين والملحدين، ففي النّوم يغطّون ،وفي الضّلالة يعمهون، والأخطر أنّهم
يحسبون أنّهم يحسنون صنعا ، بل بالمؤمنين يسخرون، وإذا مرّوا بهم يتغامزون ، إذا
النّفس اللوامة لا ينشئها ، ولا يؤسّسها إلاّ الإيمان، الإيمان
بالله والإيمان بالدار الآخرة والإيمان بالحساب والثواب والعقاب هو الذي يحيي هذا
الضمير، ينشئ هذه النفس اللوامة التي تلوم صاحبها دائماً ولا تتركه يهنأ بعيش أو
يلتذّ بنوم لأنه قصّر في حق من حقوق الله،أو حقّ من حقوق عباده، إذا ارتقت النفس
الأمارة إلى هذه المرتبة، مرتبة النفس اللوامة ما زال صاحبها يجاهدها ويرقيها
ويرقى بها حتى تصل إلى مرتبة أعلى وأسمى هي مرتبة النفس المطمئنة (يا أيتها
النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي.،
إذا النّفس نفس
واحدة ليست نفوساً ثلاثة، ولكن كل واحدة منها تمثّل مرتبة من مراتب النفس، ترقى
إليها، وإنما ترقى إليها بالمجاهدة، كما قال تعالى (والذين جاهدوا فينا
لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين.، جهاد النفس ليس بالأمر السهل ولا بالشيء
الهيّن، إنه يحتاج إلى يقظة ويحتاج إلى عمل مستمر وإلى رقابة، محاسبة ذاتيّة في
داخل الإنسان يراقب أعماله دون أن يكون عليه تفتيش من الخارج ولا رقابة من دولة
ولا من إدارة،ولا من مسئول ولا من بوليس بل هو الذي يراقب نفسه، هذا هو الذي يرقى
بالنفس، هذه الرقابة ليست بالأمر السهل لذلك أثنى الله تعالى على الذين يخشونه
بالغيب ، حيث لا يراه النّاس ، يصلّي باللّيل والنّاس نيام ، تدمع العين من خشية
الله فيخفيها عن أعين النّاس ، يتصدّق بالصّدقة فلا تعلم شماله ما أعطت يمينه ،
يذكر الله في نفسه ، دون كلل أو ملل فيذكره الله في نفسه ،ومع الدّوام على العبادة
بأصنافها وإن قلّت ، تطمئنّ النّفس ، فترقى إلى بارئها ، وتصغر الدّنيا في عين
صاحبها ، وحينها يقول للموت مرحى ، فدونك ألقى الإله الرّحيم ، ودونك ألقى
محمّدا وصحبه ، اللهمّ إنّا نسألك عيشة هنيّة وميتة سويّة ومردّا غير مخز ولا فاضح .
اللوم على
القتل
. . فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ
فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ.
فَبَعَثَ
ٱللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي ٱلأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ
أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـٰذَا ٱلْغُرَابِ
فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلنَّادِمِينَ
اللوم على منع
حق الفقراء ومنع الزكاة
:
. إِنَّا
بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ
لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ. . . وَلاَ يَسْتَثْنُونَ. . فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ
نَآئِمُونَ.
. .فَأَصْبَحَتْ كَٱلصَّرِيمِ. . . فَتَنَادَوْاْ مُصْبِحِينَ. . . أَنِ ٱغْدُواْ عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ
صَارِمِينَ.
. .فَٱنطَلَقُواْ وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ. . . أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا ٱلْيَوْمَ عَلَيْكُمْ
مِّسْكِينٌ.
. . وَغَدَوْاْ
عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ
فَلَمَّا
رَأَوْهَا قَالُوۤاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ. . . بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ. . . قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ
تُسَبِّحُونَ.
. . قَالُواْ
سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ. . . فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ
يَتَلاَوَمُونَ} . . قَالُواْ
يٰوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ. . . عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَآ
إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ. .. كَذَلِكَ ٱلْعَذَابُ وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ
أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ
وهذه نفس لا تثبت على حال فهي كثيرة التقلب والتلون،
فتذكر مرة وتغفل مرة، تقاوم الصفات الخبيثة مرة، وتنقاد لها مرة، ترضي شهواتها
تارة، وتوقفها عند الحد الشرعي تارة.
: . يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ..
وكتبَ عمرُ بن
الخطابِ إلى بعضِ
عمُّالِهِ :
حاسب نفسكَ في الرخاء قبلَ حسابِ الشدة ، فإن من حاسبَ نفسهُ في الرخاءِ قبلَ حساب الشدة ، عادَ أمرُه إلى الرضا والغبطة ، ومن ألهته حياته وشغلتْـهُ أهواؤه عادَ أمرُه إلى الندامةٍ والخسارة .. .
حاسب نفسكَ في الرخاء قبلَ حسابِ الشدة ، فإن من حاسبَ نفسهُ في الرخاءِ قبلَ حساب الشدة ، عادَ أمرُه إلى الرضا والغبطة ، ومن ألهته حياته وشغلتْـهُ أهواؤه عادَ أمرُه إلى الندامةٍ والخسارة .. .
وكان الأحنفُ
بن قيسٍ يجيءُ إلى المصباحِ فيضعُ إصبَعهُ فيه ثم
يقول : يا حُنيف ، ما حمَلَكَ على ما صنعتَ يومَ كذا ؟ ما حمَلَكَ على ما صنعتَ يومَ كذا ؟
وقال الحسن – رحمه الله - : " إن المؤمنَ واللهِ ما تراهُ إلا يلومُ نفسهُ على كلِّ حالاته ، يستقصرها في كل ما يفعل ، فيندمُ ويلومُ نفسَهُ ، وإنّ الفاجرَ ليمضي قُدُمـاً لا يعاتبُ نفسَه " .
يقول : يا حُنيف ، ما حمَلَكَ على ما صنعتَ يومَ كذا ؟ ما حمَلَكَ على ما صنعتَ يومَ كذا ؟
وقال الحسن – رحمه الله - : " إن المؤمنَ واللهِ ما تراهُ إلا يلومُ نفسهُ على كلِّ حالاته ، يستقصرها في كل ما يفعل ، فيندمُ ويلومُ نفسَهُ ، وإنّ الفاجرَ ليمضي قُدُمـاً لا يعاتبُ نفسَه " .
أن يُحاسبَ
الإنسانُ نفسَه على أمرٍ مباح أو معتاد : لـمَ فعله ؟ وهل أرادَ به الله والدارَ
الآخرة فيربح ، أم أرادَ به الناسَ والدنيا فيخسر ذلك الربح ويفوتَهُ الظَفَرُ به
إذا أوصى
الإنسانُ نفسَهُ وشَرَطَ عليها ، لم يبقَ إلا المراقبة لها وملاحظتها وفي الحديثِ
الصحيح في تفسيرِ الإحسان ، لما سُئِلَ عنهُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه
وسلم قال : (( أنْ تعبدَ الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراهُ فإنه يراك .. .
فمراقبة العبد نفسَه في الطاعة هو أن يكونُ مخلصاً فيه! ا ، ومراقبته في المعصيةِ
تكونُ بالتوبةِ والندمِ والإقلاع ، ومراقبته في المباح تكونُ بمراعاةِ الأدب
والشكرِ على النعيم ، وكلُّ ذلك لا يخلو من المراقبة . .
اللوم على
التكبر والتفاخر
. فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ
ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا يٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ
قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ. . . وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَيْلَكُمْ
ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقَّاهَآ إِلاَّ
ٱلصَّابِرُونَ.
. . فَخَسَفْنَا
بِهِ وَبِدَارِهِ ٱلأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ
ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُنتَصِرِينَ. . . وَأَصْبَحَ ٱلَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ
بِٱلأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ
عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلاۤ أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا
وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ. . . تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ
لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَاقِبَةُ
لِلْمُتَّقِينَ.
وقال الفراء: ليس من نفس محسنة أو مسيئة إلا وهي
تلوم نفسها؛ فالمحسن يلوم نفسه أن لو كان ٱزداد إحساناً والمسيء يلوم نفسه ألا
يكون ٱرعوى عن إساءته.
اللوم على
الكفر بنعم الله
. وَٱضْرِبْ لهُمْ مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا
لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا
بَيْنَهُمَا زَرْعاً.
. . كِلْتَا
ٱلْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا
خِلالَهُمَا نَهَراً.
. . وَكَانَ لَهُ
ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً
وَأَعَزُّ نَفَراً.
. . وَدَخَلَ
جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ
أَبَداً. . . وَمَآ أَظُنُّ
ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً
مِّنْهَا مُنْقَلَباً.
. . قَالَ لَهُ
صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ
مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً. . . لَّٰكِنَّاْ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ
بِرَبِّي أَحَداً.
. . وَلَوْلاۤ إِذْ
دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ إِن
تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً. . . فعسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن
جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً
زَلَقاً. . . أَوْ يُصْبِحَ
مَآؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً. . . وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ
كَفَّيْهِ عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا
وَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً. .. وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ
ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً.
اللوم عن
التخلف عن الجهاد ونصرة المسلمين ودعم قضاياهم:
كعب بن مالك و
مُرارة ابن ربيعة العامِريّ وهلال بن أُمية الواقفيّ في غزوة تبوك
. وَعَلَى ٱلثَّلاَثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰ
إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ
أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوۤاْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ
تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ.
اللوم على
العلاقة الحرام ونشر الفاحشة
قال ما خطبكن
إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن
حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن
الله لا يهدي كيد الخائنين وما أبرئ نفسي
إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم
اللوم على
الكيد والحسد:
قال هل علمتم
ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قالوا أئنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي
قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين
قالوا تالله
لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين
الخطبة2
النفس الأمارة
بالسوء يوم القيامة ينتهي دورها لكن تبقى النفس اللوامة تواصل نشاطها والنفس
المطمئة والنفس المؤمنة اللوامة تلوم
صاحبها في الدنيا، والنفس الكافرة اللوامة تلوم صاحبها في العقبى.
مثال :وَأَمَّا
مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَٰبِيَهْ} . . وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ. . . يٰلَيْتَهَا
كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ.
. . مَآ أَغْنَىٰ
عَنِّي مَالِيَهْ.
. . هَّلَكَ عَنِّي
سُلْطَانِيَهْ.
. . خُذُوهُ
فَغُلُّوهُ.
. . ثُمَّ
ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ.
. . ثُمَّ فِي
سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ. . . إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ. . . وَلاَ يَحُضُّ
عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ. . .فَلَيْسَ
لَهُ ٱلْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ. . . وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ. . . لاَّ
يَأْكُلُهُ إِلاَّ ٱلْخَاطِئُونَ.
إِنَّآ أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ
يَنظُرُ ٱلْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ ٱلْكَافِرُ يٰلَيْتَنِي كُنتُ
تُرَاباً
أَن تَقُولَ نَفْسٌ يٰحَسْرَتَا عَلَىٰ مَا
فَرَّطَتُ فِي جَنبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّاخِرِينَ. . . أَوْ تَقُولَ
لَوْ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَانِي لَكُـنتُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ. . . أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلْعَذَابَ لَوْ أَنَّ
لِي كَـرَّةً فَأَكُونَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ. . . بَلَىٰ قَدْ جَآءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا
وَٱسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ
وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ
عَلَيْنَا قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ
خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
ابن القيم :
وأشرف النفوس من لامت نفسها في طاعة الله واحتملت ملام اللائمين في مرضاته فلا
تأخذها فيه لومة لائم فهذه قد تخلصت من لوم الله وأما من رضيت بأعمالها ولم تلم
نفسها ولم تحتمل في الله ملام اللوام فهي التي يلومها الله عز وجل
وقد
امتحن الله سبحانه الإنسان بهاتين النفسين الأمارة واللوامة كما أكرمه بالمطمئنة
فهي نفس واحدة تكون أمارة ثم لوامة مطمئنة وهي غاية كمالها وصلاحها وأيد المطمئنة
بجنود عديدة نراها في الخطبة القادمة ان شاء الله
اللهمّ لك
الحمد أنت قيّوم السّماوات والأرض فلك الحمد ، لك الحمد انت ربّ السّماوات والأرض
فلك الحمد ، أنت حقّ وكتابك حقّ والنبيّون حقّ والجنّة حقّ والنّار حقّ ،،،اللهمّ
صلّ وسلّم على نبيّك المصطفى ورسولك المجتبى وعلى آله وأصحابه أجمعين ، اللهمّ
إنّا نسألك أن تقوّي فيك يقيننا ، وان تنير طريقنا ، وأن ترينا الحقّ حقّا وترزقنا
إتباعه وأن ترنا الباطل باطلا وتجنّبنا إتباعه ،اللهمّ احرسنا بعينك التي لا تنام
، ، اللهمّ افتح لنا فتحا مبينا ، واهدنا صراطك المستقيم وانصرنا نصرا عزيزا
وأتم علينا نعمتك وأنزل في قلوبنا سكينتك وانشر علينا فضلك ورحمتك، اللهم
عليك باليهود الغادرين الغاصبين ، وعليك بالمجرمين المضطهدين الظالمين ، اللهم
خذهم ومن ناصرهم أخذ عزيز مقتدر، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم
المجرمين، اللهم أذهب ريحهم وأزل دولتهم وأذهب عن أرضك سلطانهم ولا تدع لهم سبيلاً
على أحد من عبادك المؤمنين، اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم
وانصرنا عليهم، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على
القوم الكافرين، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في
قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم، ربنا لا تهلكنا بما فعل السفهاء منا
ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً
سخاء رخاء وسائر بلاد الإسلام، اللهم أكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا، وزدنا
ولا تنقصنا وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارض عنا وأرضنا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي
الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.اللهمّ انزل علينا الغيث ولا تجعلنا من عبادك
القانطين ، وجازي المحسنين والمتصدّقين والمحبّسين وارحم الوالدين واشف مرضانا
وارحم موتانا واجعل الجنّة مأواهم ومأوانا وآخر دعوانا أن الحمد لله
رب العالمين .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire