jeudi 20 mars 2014

كيف ترتقي بنفسك من نفس لوامة إلى نفس مطمئنة؟


 النفس المطمئنة خطبة 21مارس14 الشيخ الناصر عزيز

هذه هي أحوال نفسك التي تتردد عليك: تكون تارة أمارة وتارة لوامة وتارة مطمئنة، بل في اليوم الواحد والساعة الواحدة يحصل منها هذا وهذا وها هنا موضع مجاهدة النفس وتزكيتها فمجاهدة النفس تعني أن تنقل نفسك من حمأة النفس الأمارة إلى إفاقة النفس اللوامة ثم إلى نقاء وطهارة النفس المطمئنة والثبات على ذلك وحتى تعرف أين موقع نفسك أمام هذه الدرجات وأين يقف المؤشر فأنظر إلى الصفة الغالبة.

أو أعلى مرتبة يمكن أن تصل إليها نفسك وترقى هي النفس المطمئنة، وهي تلك النفس التي أحبت الله وعشقته فأحبها الله : كثيرة هي الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تؤصلها في وعي المؤمن، ومنها قوله تعالى: "والذين آمنوا أشدُّ حبا لله"(7)، وقوله كذلك "فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه"(8)، "وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً للَّهِ  " "وَأَحْسِنُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ "  "إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ ٱلْمُتَطَهِّرِينَ "  "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
ومنه أيضا دعاؤه صلى الله عليه وسلم: "أسألك حبك، وحب عمل يقربني إلى حبك"(9)، وكذلك حديث الرجل الذي سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الساعة، فقال له: "ما أعددت لها؟" قال: "ما أعددت لها من كثير عمل، إلا أني أُحب الله ورسوله", قال: "المرء مع من أحب
سكنت إلى الله تعالى واطمأنت بذكره وأنابت إليه وأطاعت أمره واستسلمت لشرعه واشتاقت إلى لقائه، كرهت كل معصية وأحبت كل طاعة وتخلصت من الصفات الخبيثة من الشح والأنانية واللؤم والخيانة واستقرت على ذلك فهي مطمئنة، وهذه النفس هي التي يقال لها عند الوفاة يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي
وهي النفس التي استوعبت قدرة الله وتبلور فيها الإيمان العميق والثقة بالغيب لا يستفزها خوف ولا حزن، لأنها سكنت إلى الله واطمأنت بذآت الله وأنست بقرب الله، فهي آمنة مطمئنة، تحس بالاستقرار النفسي والصحة النفسية، والشعورالإيجابي بالسعادة، ذلك في أن "حقيقة المحبة أن تهب كُلَّك لمن أحببت، فلا يبقى منك شيء" فحق لها أن يخاطبها رب العالمين بقوله﴿ يا أيتها النفس المطمئنةارجعي إلى ربك راضية مرضيةفادخلي في عباديوادخلي جنتي)
وكما أن النفس الأمارة هي مستقر الشر، فان النفس المطمئنة هي مستقر الإيمان ومستقر الأنوار، وهذه النفس اعز على الله واحب إلى الله من الكعبة، لأنها مستقر الإيمان في الأرض،فهي نفس خاشعة، نفس متوكلة على الله، نفس واثقة في الله، نفس محبة لله، تأنس بالله وتشتاق إلى الله…والله تعالى يكرمها يوم القيامة وذلك كما اخبرنا ربنا في القرآن،يقول تعالى يايتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضيةفادخلي في عبادي وادخلي جنتي)فلو اطمئن القلب تماماً، و أصبحت عادته الاطمئنان صارت نفسه نفساً مطمئنة.
ربي أنت تريد وأنا أريد ولا يكون إلا ما تريد هي نفس ترى يد الله في كل شيء فاطمأنت لا تجزع ولا تفرح ترى الله يسير الأحداث حسب مشيئته لا مكان للصدفة  في كل أمر

أمثلة من النفوس المطمئنة
ابراهيم واسماعيل وأمه :يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين :              
 وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ *  فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ
وروي أن أيوب عليه السلام كان رجلاً من الروم ذا مال عظيم، وكان براً تقياً رحيماً بالمساكين، يكفل الأيتام والأرامل، ويكرم الضيف، ويبلغ ابن السبيل، شاكراً لأنعم الله تعالى، وأنه دخل مع قومه على جبار عظيم فخاطبوه في أمر، فجعل أيوب يلين له في القول من أجل زرع كان له فامتحنه الله بذهاب ماله وأهله، وبالضر في جسمه حتى تناثر لحمه وتدوّد جسمه، حتى أخرجه أهل قريته إلى خارج القرية، وكانت امرأته تخدمه. قال الحسن: مكث بذلك تسع سنين وستة أشهر. فلما أراد الله أن يفرّج عنه قال الله تعالى لهٱرْكُضْ بِرِجْلِكَ هَـٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ
 فيه شفاؤك، وقد وهبت لك أهلك ومالك وولدك ومثلهم معهم
 فقال أحدهما: لو علم الله في أيوب خيراً ما ابتلاه بهذا البلاء؛ فلم يسمع شيئاً أشد عليه من هذه الكلمة؛ فعند ذلك قال: «مَسَّنِيَ الضُّرُّ» 
سيدنا يونس
 وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَاتِ أَن لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّالِمِينَ  فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ ٱلْغَمِّ وَكَذٰلِكَ نُنجِـي ٱلْمُؤْمِنِينَ

 فَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوۤاْ آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ ءَاذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَآ أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَىٰ  قَالُواْ لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَآءَنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَاتِ وَٱلَّذِي فَطَرَنَا فَٱقْضِ مَآ أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَآ  إِنَّآ آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ ٱلسِّحْرِ وَٱللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ

 فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ  فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعْيَ قَالَ يٰبُنَيَّ إِنِّيۤ أَرَىٰ فِي ٱلْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّابِرِينَ 
يعقوب
 وَجَآءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَٱللَّهُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ 
امرأة فرعون : وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأة فرعون إذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين
 محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي ٱلْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلْعُلْيَا وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
إذ يقول رسول الله لصاحبه أبي بكر: لا تَحْزَنْ  وذلك أنه خاف من الطلب أن يعلموا بمكانهما، فجزع من ذلك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لاَ تَحْزَنْ لأنَّ اللَّهَ مَعَنا، واللَّهُ ناصِرُنا، فَلَنِ يَعْلَمَ المُشْرِكُونَ بِنا، وَلَنْ يَصِلُوا إلَيْنَا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلميا عم ، والله لو وضعوا الشمس في يميني ، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله ، أو أهلك فيه ، ما تركته قال : ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبكى ثم قام 

أم موسى : وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي ٱليَمِّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِيۤ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ
أمثلة من مناجاة الله والاحساس بالقرب منه:
قال أبو زيد: غَلِطت في أربعة أشياء: في الابتداء مع الله تعالى، ظننت أني أُحبّه فإذا هو أحبّني؛ قال الله تعالى: يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ  وظننت أني أرضى عنه فإذا هو قد رضِي عني؛ قال الله تعالى: رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ  وظننت أني أذكره فإذا هو يذكرني؛ قال الله تعالى: وَلَذِكْرُ ٱللَّهِ أَكْبَرُوظننت أني أتوب فإذا هو قد تاب عليّ؛ قال الله تعالى: ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوۤاْ
رابعة العدوية ويقال أنها لأبي فراس الحمداني :
فليتــك تحـلو والحياة مريـرة **** وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر**** وبينـي وبين العالمين خـراب
إذا صح منك الود فالكل هين*** وكل الذي فوق التراب تراب.
عرفتُ الهوى مُذ عرفتُ هواك..  وأغلقت قلبي على من عداك
وقمت أناجيكَ يا من..ترى       خفايا القلوب ولسنا نراك
أحبّك حبين حب الهوى..       وحباً لأنّك أهلٌ لذاك
فأمّا الذي هو حب الهوى.     .فشغلي بذكرك عمّا سواك
وأما الذي أنت أهلٌ له..          فلستُ أرى الكون حتى أراك

يا سروري

يا سروري ومنيتي وعمــــــادي وأنيسي وعدتــــــي ومــرادي
أنت روح الفؤاد أنت رجائـــــي أنت لي مؤنسي وشوقك زادي
كم بدت منة وكم لك عنـدي من عطاء ونعمــــــــة وأيـادي
حبك الآن بغيـــتي ونعيمــــي وجلاء لعين قلـبي الصـــــــادي 

 وسائل الوصول إلى درجة الاطمئنان:   ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ٱللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ
الذكر :    ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
الصلاة:   فَإِذَا قَضَيْتُمُ ٱلصَّلَٰوةَ فَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ فَإِذَا ٱطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَٰوةَ إِنَّ ٱلصَّلَٰوةَ كَانَتْ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ كِتَٰباً مَّوْقُوتاً

تلاوة القرآن: ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ ذَلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَآءُ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ
الصدقة
يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي ٱللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاۤئِمٍ ذٰلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلصَّابِرِينَ
فَآتَاهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ
فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ

الإمام الشافعي              : 
تعاظمني ذنبي فلما قرنْته بعفوك ربي كان عفوك أعظما 
وما زلتَ ذا عفوٍ عن الذنب، لم تزلْ تجود وتعفو منّةً وتكرما 
أحمدالبدوي: 
إلهي ثوب جسمي دنَّستْهُ ذنوبٌ حِملُها أبداً ثقيلُ 
إلهي جُد بعفوك لي فإنى على الأبواب منكسر ذليلُ 
ابن الجيّاب الأندلسي: 
محبته شرطُ القبولِ، فمن خلتْ صحيفتُه منها، فقد زاغَ واشتطَّا 
به الحقُّ وضّاحٌ، به الإفك زاهقٌ به الفوزُ مرجوٌّ، به الذنبُ قد حُطَّا 
كل القــلوب إلي الحبيب تميل *** ومعي بذلك شاهد ودلــيل
أما الدلـــيل إذا ذكرت محمداً*** صارت دموع العاشقين تسيل
يا سيدالكونين يا عــلم الهدى***هذا المتيم في حمـاك نزيـل
لو صــادفتني من لدنك عناية*** لأزور طيبة و النخـيل جميل
هذا رســول الله هذا المصطفى*** هذا لرب العالمين رســول
هذا الذي رد العــــيون بكفه *** لما بدت فوق الخدودتسـيل
هذا الغمـــامة ظللته إذا مشى *** كانت تقيل إذا الحبـيب يقيل
هذا الذي شرف الضريح بجسمه *** منهاجه للسالكين ســـبيل
يـارب إني قـد مدحـت محمداً*** فيه ثوابي وللمديــح جزيل
صلى عليك الله يا عــلم الهدى *** ما حن مشتاق وسـاردليل

اللهمّ اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيْت، وتولَّنا فيمن تولّيْت، وبارك اللّهم لنا فيما أعْطيت، وقنا واصْرف عنَّا شرّ ما قضَيْت، فإنَّك تقضي ولا يُقضى عليك، إنَّه لا يذلّ من واليْت، ولا يعزّ من عادَيْت، تباركْت ربّنا وتعاليْت، ولك الحمد على ما قضيْت.. نستغفرك اللهمّ ونتوب إليك.. 
 
اللهمّ أعنا على الصيام والقيام وغضّ البصر وحفظ اللّسان..
 
اللهمّ هب لنا عملاً صالحًا يقرّبنـا إليـك.. 
 
اللهمّ أعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا ولا تهنّا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضِنا وارضَ عنـَّا.. 
 
أصْلح لنا ديننـا الذي هو عصمة أمرنا، وأصْلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصْلح لنا آخرتنا التي إليها مردُّنا، واجْعل الحياة زادًا لنا من كلّ خير، واجعل الموت راحةً لنا من كلّ شرّ، مولانا ربّ العالمين.. 
 
اللهمّ اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمَّن سواك..
 
اللهمّ لا تؤمنَّا مكرك، ولا تهتِك عنَّا سترَك، ولا تنسنا ذكرك، يا رب العالمين..
 
اللهمّ إنَّا نعوذ بك من الداء، ومن شماتة الأعداء، ومن السَّلْب بعد العطاء، يا أكرم الأكرمين.. 
 
نعوذ بك من الخوف إلا منك، ومن الذلّ إلا لك، ومن الفقر إلا إليك.. 
 
اللهمّ بفضلك ورحمتك أعلِ كلمة الحقّ والدِّين، وانصر الإسلام وأعزّ المسلمين، وخُذ بيَدِ وُلاتهم إلى ما تحبّ وترضى، إنّك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير. 






mercredi 12 mars 2014

النفس الأمارة بالسوء والحذر منها خطبة 7مارس14

النفس الأمارة بالسوء والحذر منها خطبة 7مارس14
ملف سمعي :
http://youtu.be/Ve6VOF9ok1c

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خصنا بخير كتاب أنزل، وأكرمنا بخير نبي أرسل، وأتم علينا النعمة بأعظم منهاج شرع (منهاج الإسلام) (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)،وأشهد أن سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا محمداً عبد الله ورسوله أدى الأمانة وبلّغ الرسالة ونصح للأمة وعلمها من جهالة وهداها من ضلالة، وأخرجها من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، اللهم صل وسلم وبارك على هذا الرسول الكريم، وارض اللهم عن آله وصحابته، وأحينا اللهم على سنته، وأمتنا على ملته، واحشرنا في زمرته مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، أما بعد،،،،
فيا أيّها الأخوة المسلمون..إنّ  إصلاح المجتمعات وإصلاح الأمم لا يتم إلا بصلاح الأفراد، وصلاح الأفراد يبدأ بصلاح الأنفس،وإصلاح الإنسان يكون من داخله، من باطنه لا من ظاهره، وهذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما أراد أن ينشئ أمة مؤمنة، ماذا فعل بها؟، إنه بدأ بإصلاح أنفسها، إصلاح عقولها ،إصلاح وجدانها، إصلاح نواياها وبواعثها وأهدافها، هكذا ظل صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر عاماً في مكة يعمل ويجتهد لهذا الإصلاح، ولذلك يجب أن نبدأ بإصلاح الأنفس، أصلح نفسك يصلح المجتمع، غيّر ما بنفسك يتغير التاريخ، (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، لهذا سنتحدّث في هذه  الخطبة بعون الله عن تزكية الأنفس، كيف نزكي أنفسنا ليزكّينا الله عزّ وجلّ؟، كيف نصل إلى الفلاح؟ .. والفلاح هو أن تسلم مما تكره وتفوز بما تحب، الفلاح يبدأ أول ما يبدأ بتزكية نفسك التي بين جنبيك، (ونفس وما سوّاها، فألهما فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دسّاها)، قد أفلح في الآخرة وأفلح في الدنيا، حتى الفلاح في الدنيا لا يمكن أن يتم إلا بتزكية الأنفس.ونحن نحتاج اليوم أكثر من أيّ وقت مضى إلى الفلاح في زحمة الاختلافات الفكريّ والمذهبيّة والحزبيّة ،نحتاج إلى الفلاح الموصول بالله
أهمية معرفة النفس‏

خصائص هذه النفس، قواها التي أودعها الله تعالى فيها، سبل إصلاحها
إنا لنفـرحُ بالأيـامِ نقطعُـها *** وكـلَّ يومٍ يُدني من الأجـلِ
فاعمل لنفسِكَ قبلَ الموتِ مجتهداً *** فإنما الربحُ والخسرانُ في العملِ
قال الله تعالى﴿ونَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها
. إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً } * { إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً } * { وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً } * { إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ 
  وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ * { إِذْ يَتَلَقَّى ٱلْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٌ } * { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }
وعندما نطالع الآيات القرآنية التي تحدثت عن النفس نراها قد تحدثت عن ثلاثة حالات من حالات النفس كما أنها وصفتها بصفات مختلفة منها:النفس الأمارة بالسوء النفس اللوامة والنفس المطمئنة
الصفة الأولى : النفس الأمارة بالسوء
يقودها ابليس يحركها يوجهها يوحي لها :

{ قَالَ فَٱهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّاغِرِينَ } * { قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} * { قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ } * { قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } * { ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } * {قَالَ ٱخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ } 

وهي التي تأمر صاحبها بما تهواه من شهوة وظلم أو حقد أو فخر إلى آخره، فإن أطاعها العبد قادته لكل قبيح ومكروه قال تعالى: إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي فأخبر سبحانه وتعالى عن تلك النفس أنها أمارة وليست آمرة لكثرة ما تأمر بالسوء، ولأن ميلها للشهوات والمطامع صار عادة فيها إلا إن رحمها الله عز وجل وهداها رشدها.

الحذر من النفس الأمارة نكشف أساليبها لنحذرها:أول جريمة
تزيين القتل : { وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَيْ ءَادَمَ بِٱلْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ ٱلآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ } * { لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَآ أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّيۤ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ } * { إِنِّيۤ أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ وَذَلِكَ جَزَآءُ ٱلظَّالِمِينَ } * { فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } 
الحسد والاجرام : قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ ٱلسَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ
النقمة : { إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ } * { وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ } * { وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ }
الظلم :   { فَلَمَّا جَآءَهُمْ بِٱلْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ ٱقْتُلُوۤاْ أَبْنَآءَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ وَٱسْتَحْيُواْ نِسَآءَهُمْ وَمَا كَـيْدُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ } * { وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِيۤ أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّيۤ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُـمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي ٱلأَرْضِ ٱلْفَسَادَ 
الدعوة للفاحشة : وَرَاوَدَتْهُ ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ ٱلأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِ إِنَّهُ رَبِّيۤ أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّالِمُونَ
الاعجاب بالنفس:
 وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَداً } * { وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً 
{ فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا يٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ٱلصَّابِرُونَ }
حرمان الفقراء ومنع الزكاة : { إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ } * { وَلاَ يَسْتَثْنُونَ } { فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَآئِمُونَ } * {فَأَصْبَحَتْ كَٱلصَّرِيمِ } * { فَتَنَادَوْاْ مُصْبِحِينَ } * { أَنِ ٱغْدُواْ عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ } * {فَٱنطَلَقُواْ وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ } * { أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا ٱلْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِّسْكِينٌ } * { وَغَدَوْاْ عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ
أكل أموال بالباطل : إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلْيَتَٰمَىٰ ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً
الخداع :    يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ
التناقض:    أَتَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ ٱلْكِتَٰبَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
النفاق : إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ
يعطيك من طرف اللسان حلاوة       ويروغ منك كما يروغ الثعلب

، فالنفس الأمارة بالسوء هي التي تتبع هواها بحيث لا ترى أمامها سوى ما تتمنى الحصول عليه من الشهوات بدون أي التفات للشريعة أو للمفاسد الدنيوية والأخروية، ولذا فإن إتباع النفس الأمارة بالسوء يجلب الظلم والضلال، يقول الله تعالى﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاهُمْ وَمَنْ أَضَلّ‏ُ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنّ‏َ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾7. قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها
كل نفس بما كسبت رهينة
أمّا بعد : أيّها المؤمنون اعلموا أنّ النفس أمارة بالسوء ولا بد من جهادها حتى ترتاض للحق، لابدّ من جهاد هذه النفس والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "المجاهد من جاهد هواه"، المجاهد من جاهد نفسه في ذات الله، الكيّس من جاهد نفسه حاسبها وحاكمها وعمل لما بعد الموت، لابد أن تجاهد هواك وتجاهد نفسك حتى تنتقل من نفس أمارة بالسوء إلى نفس لوامة، وهي التي ذكرها الله تعالى في قوله (لا أقسم بيوم القيامة، ولا أقسم بالنفس اللوامة) 



النفس اللوامة خطبة 14مارس2014

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خصنا بخير كتاب أنزل، وأكرمنا بخير نبي أرسل، وأتم علينا النعمة بأعظم منهاج شرع (منهاج الإسلام. (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا.،وأشهد أن سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا محمداً عبد الله ورسوله أدى الأمانة وبلّغ الرسالة ونصح للأمة وعلمها من جهالة وهداها من ضلالة، وأخرجها من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد، اللهم صل وسلم وبارك على هذا الرسول الكريم، وارض اللهم عن آله وصحابته، وأحينا اللهم على سنته، وأمتنا على ملته، واحشرنا في زمرته مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، أما بعد

يقول الله تعالى في محكم آياته﴿لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ﴾8.ابن عربي الصوفي:جمع بين القيامة والنفس اللوَّامة في القَسم بهما تعظيماً لشأنهما وتناسباً بينهما، إذ النفس اللوَّامة هي المصدّقة بها، المقرّة بوقوعها، المهيئة لأسبابها لأنها تلوم نفسها أبداً في التقصير والتقاعد عن الخيرات وإن أحسنت لحرصها على الزيادة في الخير وأعمال البرّ تيقناً بالجزاء فكيف بها إن أخطأت وفرطت وبدرت منها بادرة غفلة ونسياناً
أمّا بعد : أيّها المؤمنون اعلموا أنّ النفس أمارة بالسوء ولا بد من جهادها حتى ترتاض للحق، لابدّ من جهاد هذه النفس والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "المجاهد من جاهد هواه"، المجاهد من جاهد نفسه في ذات الله، الكيّس من جاهد نفسه حاسبها وحاكمها وعمل لما بعد الموت، لابد أن تجاهد هواك وتجاهد نفسك حتى تنتقل من نفس أمارة بالسوء إلى نفس لوامة، وهي التي ذكرها الله تعالى في قوله (لا أقسم بيوم القيامة، ولا أقسم بالنفس اللوامة. النفس اللوامة هي التي تكثر اللوم لصاحبها إذا قصّر في فعل واجب أو وقع في فعل شرّ، تلومه، تؤنبه، تقول له لماذا فعلت كذا ولماذا لم تفعل كذا،لماذا تأخّرت عن صلاتك؟ لماذا لا تقوم لصلاة الصّبح ؟ وفيها من الفضائل ما فيها  وكأنّ هذه النّفس المتيقّظة  تلذعه بسوط يلهب ظهره، هذا التأنيب الداخلي، هذه المحاسبة هذا اللوم هذا الذي يسمونه الآن الضمير الحي، هو النفس اللوامة،ولا يصدر هذا اللّوم إلاّ من نفس مؤمنة، أمّا ضعاف الإيمان والمنافقين والملحدين، ففي النّوم يغطّون ،وفي الضّلالة يعمهون، والأخطر أنّهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا ، بل بالمؤمنين يسخرون، وإذا مرّوا بهم يتغامزون ، إذا النّفس  اللوامة لا ينشئها ، ولا يؤسّسها إلاّ   الإيمان، الإيمان بالله والإيمان بالدار الآخرة والإيمان بالحساب والثواب والعقاب هو الذي يحيي هذا الضمير، ينشئ هذه النفس اللوامة التي تلوم صاحبها دائماً ولا تتركه يهنأ بعيش أو يلتذّ بنوم لأنه قصّر في حق من حقوق الله،أو حقّ من حقوق عباده، إذا ارتقت النفس الأمارة إلى هذه المرتبة، مرتبة النفس اللوامة ما زال صاحبها يجاهدها ويرقيها ويرقى بها حتى تصل إلى مرتبة أعلى وأسمى هي مرتبة النفس المطمئنة (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي.،
 إذا النّفس نفس واحدة ليست نفوساً ثلاثة، ولكن كل واحدة منها تمثّل مرتبة من مراتب النفس، ترقى إليها، وإنما ترقى إليها بالمجاهدة، كما قال تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين.، جهاد النفس ليس بالأمر السهل ولا بالشيء الهيّن، إنه يحتاج إلى يقظة ويحتاج إلى عمل مستمر وإلى رقابة، محاسبة ذاتيّة في داخل الإنسان يراقب أعماله دون أن يكون عليه تفتيش من الخارج ولا رقابة من دولة ولا من إدارة،ولا من مسئول ولا من بوليس بل هو الذي يراقب نفسه، هذا هو الذي يرقى بالنفس، هذه الرقابة ليست بالأمر السهل لذلك أثنى الله تعالى على الذين يخشونه بالغيب ، حيث لا يراه النّاس ، يصلّي باللّيل والنّاس نيام ، تدمع العين من خشية الله فيخفيها عن أعين النّاس ، يتصدّق بالصّدقة فلا تعلم شماله ما أعطت يمينه ، يذكر الله في نفسه ، دون كلل أو ملل فيذكره الله في نفسه ،ومع الدّوام على العبادة بأصنافها وإن قلّت ، تطمئنّ النّفس ، فترقى إلى بارئها ، وتصغر الدّنيا في عين صاحبها ، وحينها يقول للموت مرحى ، فدونك ألقى الإله الرّحيم ، ودونك ألقى  محمّدا وصحبه ، اللهمّ إنّا نسألك عيشة هنيّة وميتة سويّة ومردّا غير مخز ولا فاضح .
اللوم على القتل
. . فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ. 
 فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي ٱلأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـٰذَا ٱلْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلنَّادِمِينَ

اللوم على منع حق الفقراء ومنع الزكاة
: إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ. . . وَلاَ يَسْتَثْنُونَ. . فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَآئِمُونَ. .فَأَصْبَحَتْ كَٱلصَّرِيمِ. . . فَتَنَادَوْاْ مُصْبِحِينَ. . . أَنِ ٱغْدُواْ عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ. .فَٱنطَلَقُواْ وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ. . . أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا ٱلْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِّسْكِينٌ. . . وَغَدَوْاْ عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ  فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوۤاْ إِنَّا لَضَآلُّونَ. . . بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ. . . قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ. . . قَالُواْ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ. . . فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلاَوَمُونَ} . . قَالُواْ يٰوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ. . . عَسَىٰ رَبُّنَآ أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَآ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ. .. كَذَلِكَ ٱلْعَذَابُ وَلَعَذَابُ ٱلآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ 
وهذه نفس  لا تثبت على حال فهي كثيرة التقلب والتلون، فتذكر مرة وتغفل مرة، تقاوم الصفات الخبيثة مرة، وتنقاد لها مرة، ترضي شهواتها تارة، وتوقفها عند الحد الشرعي تارة.
: . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ..
وكتبَ عمرُ بن الخطابِ إلى بعضِ عمُّالِهِ :
 
حاسب نفسكَ في الرخاء قبلَ حسابِ الشدة ، فإن من حاسبَ نفسهُ في الرخاءِ قبلَ حساب الشدة ، عادَ أمرُه إلى الرضا والغبطة ، ومن ألهته حياته وشغلتْـهُ أهواؤه عادَ أمرُه إلى الندامةٍ والخسارة .. .
وكان الأحنفُ بن قيسٍ يجيءُ إلى المصباحِ فيضعُ إصبَعهُ فيه ثم
يقول : يا حُنيف ، ما حمَلَكَ على ما صنعتَ يومَ كذا ؟ ما حمَلَكَ على ما صنعتَ يومَ كذا ؟

وقال الحسن – رحمه الله - : " إن المؤمنَ واللهِ ما تراهُ إلا يلومُ نفسهُ على كلِّ حالاته ، يستقصرها في كل ما يفعل ، فيندمُ ويلومُ نفسَهُ ، وإنّ الفاجرَ ليمضي قُدُمـاً لا يعاتبُ نفسَه " .
أن يُحاسبَ الإنسانُ نفسَه على أمرٍ مباح أو معتاد : لـمَ فعله ؟ وهل أرادَ به الله والدارَ الآخرة فيربح ، أم أرادَ به الناسَ والدنيا فيخسر ذلك الربح ويفوتَهُ الظَفَرُ به
إذا أوصى الإنسانُ نفسَهُ وشَرَطَ عليها ، لم يبقَ إلا المراقبة لها وملاحظتها وفي الحديثِ الصحيح في تفسيرِ الإحسان ، لما سُئِلَ عنهُ رسولُ اللهِ  صلى الله عليه وسلم  قال : (( أنْ تعبدَ الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراهُ فإنه يراك .. . فمراقبة العبد نفسَه في الطاعة هو أن يكونُ مخلصاً فيه! ا ، ومراقبته في المعصيةِ تكونُ بالتوبةِ والندمِ والإقلاع ، ومراقبته في المباح تكونُ بمراعاةِ الأدب والشكرِ على النعيم ، وكلُّ ذلك لا يخلو من المراقبة . .
اللوم على التكبر والتفاخر
. فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا يٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ. . . وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلاَ يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ٱلصَّابِرُونَ. . . فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ ٱلأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُنتَصِرِينَ. . . وَأَصْبَحَ ٱلَّذِينَ تَمَنَّوْاْ مَكَانَهُ بِٱلأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلاۤ أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلْكَافِرُونَ. . . تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ. 
وقال الفراء: ليس من نفس محسنة أو مسيئة إلا وهي تلوم نفسها؛ فالمحسن يلوم نفسه أن لو كان ٱزداد إحساناً والمسيء يلوم نفسه ألا يكون ٱرعوى عن إساءته.
اللوم على الكفر بنعم الله
. وَٱضْرِبْ لهُمْ مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً. . . كِلْتَا ٱلْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً. . . وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً. . . وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَداً. . . وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً. . . قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً. . . لَّٰكِنَّاْ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً. . . وَلَوْلاۤ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِٱللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً. . . فعسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً. . . أَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً. . . وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً. .. وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً.
اللوم عن التخلف عن الجهاد ونصرة المسلمين ودعم قضاياهم:
كعب بن مالك و مُرارة ابن ربيعة العامِريّ وهلال بن أُمية الواقفيّ في غزوة تبوك
. وَعَلَى ٱلثَّلاَثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ ٱلأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوۤاْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ.
اللوم على العلاقة الحرام ونشر الفاحشة
قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين  وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم
اللوم على الكيد والحسد:
قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون قالوا أئنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين
قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين

الخطبة2
النفس الأمارة بالسوء يوم القيامة ينتهي دورها لكن تبقى النفس اللوامة تواصل نشاطها والنفس المطمئة  والنفس المؤمنة اللوامة تلوم صاحبها في الدنيا، والنفس الكافرة اللوامة تلوم صاحبها في العقبى.
مثال :وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَٰبِيَهْ} . . وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ. . . يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ. . . مَآ أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ. . . هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ. . . خُذُوهُ فَغُلُّوهُ. . . ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ صَلُّوهُ. . . ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ. . . إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ. . . وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ. .فَلَيْسَ لَهُ ٱلْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ. . . وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ. . . لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ ٱلْخَاطِئُونَ. 

  إِنَّآ أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ ٱلْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ ٱلْكَافِرُ يٰلَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً
 أَن تَقُولَ نَفْسٌ يٰحَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطَتُ فِي جَنبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّاخِرِينَ. . . أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ ٱللَّهَ هَدَانِي لَكُـنتُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ. . . أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى ٱلْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَـرَّةً فَأَكُونَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ. . . بَلَىٰ قَدْ جَآءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَٱسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ 
  وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
ابن القيم : وأشرف النفوس من لامت نفسها في طاعة الله واحتملت ملام اللائمين في مرضاته فلا تأخذها فيه لومة لائم فهذه قد تخلصت من لوم الله وأما من رضيت بأعمالها ولم تلم نفسها ولم تحتمل في الله ملام اللوام فهي التي يلومها الله عز وجل
  وقد امتحن الله سبحانه الإنسان بهاتين النفسين الأمارة واللوامة كما أكرمه بالمطمئنة فهي نفس واحدة تكون أمارة ثم لوامة مطمئنة وهي غاية كمالها وصلاحها وأيد المطمئنة بجنود عديدة نراها في الخطبة القادمة ان شاء الله

اللهمّ لك الحمد أنت قيّوم السّماوات والأرض فلك الحمد ، لك الحمد انت ربّ السّماوات والأرض فلك الحمد ، أنت حقّ وكتابك حقّ والنبيّون حقّ والجنّة حقّ والنّار حقّ ،،،اللهمّ صلّ وسلّم على نبيّك المصطفى ورسولك المجتبى وعلى آله وأصحابه أجمعين ، اللهمّ إنّا نسألك أن تقوّي فيك يقيننا ، وان تنير طريقنا ، وأن ترينا الحقّ حقّا وترزقنا إتباعه وأن ترنا الباطل باطلا وتجنّبنا إتباعه ،اللهمّ احرسنا بعينك التي لا تنام ، ، اللهمّ افتح لنا فتحا مبينا ، واهدنا صراطك المستقيم وانصرنا نصرا عزيزا  وأتم علينا نعمتك وأنزل في قلوبنا سكينتك وانشر علينا فضلك ورحمتك، اللهم عليك باليهود الغادرين الغاصبين ، وعليك بالمجرمين المضطهدين الظالمين ، اللهم خذهم ومن ناصرهم أخذ عزيز مقتدر، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم أذهب ريحهم وأزل دولتهم وأذهب عن أرضك سلطانهم ولا تدع لهم سبيلاً على أحد من عبادك المؤمنين، اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم، ربنا لا تهلكنا بما فعل السفهاء منا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاء رخاء وسائر بلاد الإسلام، اللهم أكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارض عنا وأرضنا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.اللهمّ انزل علينا الغيث ولا تجعلنا من عبادك القانطين ، وجازي المحسنين والمتصدّقين والمحبّسين وارحم الوالدين واشف مرضانا وارحم موتانا  واجعل الجنّة مأواهم ومأوانا  وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين  .