jeudi 23 juillet 2020

ناصر عزيز- فضل العشر ذي الحجة مع دعاء ختم القرآن الكريم



فضل العشر
من ذي الحجة
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده، ورسوله
نبينا محمد، وعلى اله، وأصحابه أجمعين.
          أما
بعد :
افتتحوا
شهركم بهذا الدعاء
: اللهم إنى
أسألك بفضلك وعظمتك وجلالك وهيبتك وجبروتك وقوتك وباسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تفرج
عنا ما نحن فيه وأن تقدر لنا الخير فيما نريده وننويه .. وأن ترزقنا من رزقك وأن
تظلنا بظلك يوم لاظل إلاظلك اللهم لاتطوي صفحة هذه الايام الفضيلة إلا وقد سترت
عوراتنا ومحوت سيئاتنا وقبلت توبتنا وفرجت همومنا واستجبت لدعواتنا وأصلحت ابنائنا
وبناتنا وأزواجنا وغفرت لموتانا
.. اللهم
أجعل ايام ذي الحجة نصر وعز وخير وفلاح ونجاح لنا ولأحبتنا ولجميع المسلمين..
اللهم آمين
🌸 ...
فأننا على
أبواب أيام مباركة، هي أيام عشر ذي الحجة التي فضلها الله سبحانه وتعالى، وأودع
فيها من الخيرات الشيء الكثير لعباده، ولاشك أن حياة المسلم كلها خير إذا اغتنمها
في عبادة الله والعمل الصالح، وكلها خير من حين يبلغ سن الرشد إلى يتوفاه الله،
إذا وفقه الله لاغتنام أيام حياته في الأعمال الصالحة التي يعمر بها آخرته، فمن
حفظ دنياه بطاعة الله حفظ الله له آخرته، ووجد ما قدمه مدخرا عند الله عز وجل ومضاعفاً،
ومن ضيع ديناه ضاعت آخرته، خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين، فكل حياة
المسلم خير، و لكن من فضل الله عز وجل أن جعل أوقاتاً فضلها على غيرها من الأيام،
ليزداد فيها المسلم أعمالا صالحة، ويحصل على أجور مضاعفة، فهناك شهر رمضان
المبارك، وما فيه من الخيرات، والأعمال الصالحة والمضاعفة للأجور، وفي شهر رمضان
ليلة خير من ألف شهر، وهي ليلة القدر.
وهناك هذه العشر، عشر ذي الحجة التي اقسم الله جل وعلا
في محكم التنزيل، وقال سبحانه وتعالى
بسم الله الرحمن الرحيم: (وَالْفَجْرِ
وَلَيَالٍ عَشْرٍ
)، هذه الليالي العشر هي عشر ذي الحجة على
المشهور عند أهل العلم، والله اقسم بها لشرفها وفضلها، لأنه سبحانه وتعالى يقسم
بما يشاء من خلقه، ولا يقسم الا بشئ له شأن، يلفت العباد أليه، وهو اقسم بهذه
لشرفها وفضلها، لأجل أن يتنبه العباد لها، وقيل أنها هي العشر التي أيضا أكملها الله
لموسى -عليه السلام-: (
وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً
وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ
)، و قال الله سبحانه وتعالي فيها: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ
عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ
)، الأيام
المعلومات،
ومن فضائل هذه العشر أنها تشتمل على يوم عرفة، اليوم
التاسع منها، الذي قال -صلى الله عليه وسلم- فيه، في صيامه: 
احتسب على الله أن يكفر السنة الماضية، والسنة المستقبلة ، وفيه أداء الركن الأعظم من أركان الحج، وهو الوقوف بعرفة، هذا
اليوم العظيم الذي يجتمع فيه المسلون من مشارق الأرض ومغاربها في صعيد واحد، هو
صعيد عرفة، ليوأدوا الركن الأعظم من أركان حجهم في هذا اليوم، والذي اخبر النبي
-صلى الله عليه وسلم- أن الله ينزل في عشيته إلى سماء الدنيا فيباهي الملائكة بأهل
عرفة، فيقول: 
انظروا إلى عبادي شعثا غبرا أتوني من كل
فج عميق، يرجون رحمتي، ويخافون عذابي، أشهدكم أني قد غفرت لهم
 ، وفي اليوم
العاشر من هذه العشر يوم الحج الأكبر
، وهو يوم
عيد النحر الذي يؤدي المسلمون فيه مناسك الحج من
طواف وسعي
وذبح للهدي وحلق أو تقصير
، هذه المناسك الأربعة يبدأ أداؤها في هذا
اليوم، ولذلك سمى الله هذا اليوم يوم الحج الأكبر، لأنه تؤدي فيه معظم مناسك الحج،
وهناك الحج الأصغر وهو العمرة، فهذا
اليوم اختصه الله سبحانه وتعالى بهذا الفضل، فالحجاج يؤدون فيه المناسك، وغير
الحجاج يصلون صلاة العيد
فيه الأضاحي، يتقربون بها إلى الله سبحانه وتعالى، فهذه
العشر المباركة تشتمل على هذه الفضائل، قد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، الحديث
الذي رواه البخاري وغيره، قال: 
ما من
أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من الأيام العشر
 -
يعني عشر ذي الحجة –
 قالوا:
ولا الجهاد في سبيل الله قال: 
ولا
الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشي
 ، فهذه الأيام العشر يكون العمل فيها أحب إلى الله
من العمل في غيرها، حتى الجهاد في سبيل الله، الذي هو أفضل الأعمال، العمل في هذه
العشر خير من الجهاد في سبيل الله
فهذه الأيام لها فضائل عظيمة، ويشرع فيها أعمال كثيرة:
صيام هذه الأيام ويستحب
صيامها، صيام تسعة أيام لغير الحجاج، وأما الحجاج فلا يصومون اليوم التاسع، لأجل
أن يتقووا على الوقوف بعرفة،
وأما غير الحجاج فصيام هذا اليوم في حقهم يكفر
الله به السنة الماضية
والسنة الآتية، وهذا فضل عظيم من الله
سبحانه وتعالى، وفي حديث حفصة: 
(أن رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم هذه العشرة)
،
ومن الأعمال التي تؤدى في هذه الأيام العشر التكبير، ويبدأ
من أول دخول الشهر، حينما يثبت دخول الشهر يبدأ التكبير في أيام هذه العشر ولياليها،
ويكثر المسلم من التكبير فيقول :الله اكبر، الله اكبر، لا اله الا الله، الله
اكبر، ولله الحمد، يكرر هذا ويرفع به صوته، كان الصحابة يرفون أصواتهم بالتكبير في
هذه الأيام العشر، وهذه ما اختصت به هذه الأيام العشر، ويسمي هذا بالتكبير المطلق
بالليل والنهار.

وكذلك يشرع في هذه العشر الإكثار من
الطاعات من صدقات
على المحتاجين، وصدقات في سبيل الله،
 وكذلك من صلوات النوافل في غير
أوقات النهي،
ولاسيما صلاة الليل،
وكذلك لا يفتر المسلم عن ذكر الله فيها بتلاوة القران والتسبيح والتهليل،
فيشغل هذا الوقت بالطاعات القولية، والطاعات الفعلية،
يغتنمها ويكتسب ما فيها من خير فلا تضيع عليه، يكون فيها صائما في النهار، وقائما
في الليل، وتاليا للقران، مكبرا ومهللا ومسبحا، فيشغل
لسانه بذكر
الله
، ويشغل بدنه بالصيام والقيام، وهذا
خير كثير في هذه الأيام العشر التي العمل الصالح فيها أحب إلى الله من العمل في
غيرها، وان كان العمل الصالح محبوبا عند الله جلا وعلا في سائر الأوقات، ولكن الله
يفضل بعض مخلوقاته على بعض، ففضل هذه العشر على غيرها من أيام الزمان،
 وكذلك مما يشرع
في
هذه العشر أن من أراد إن يضحي عن نفسه، أو عن نفسه
وغيره، فانه إذا دخل في العشر لا يأخذ من شعره، ولا من أظفاره شيئا حتى يذبح
أضحيته،
لان النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بذلك في الحديث
الصحيح.
يشرع في يوم النحر ذبح الهدي أو الأضاحي، تقربا إلي الله
سبحانه وتعالى، وسنة نبوية سنها أبونا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- وأحياها
نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، والأضحية قربان عظيم يتقرب بها المسلم إلى الله وهي
 سنة مؤكدة، وليس بواجب؛ وعلى كل حال فذبح
الأضاحي والهدي في هذا اليوم وما بعده يدل على فضل هذا اليوم؛ قالوا: وهو المراد
بقوله تعالى: (
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)، صل
صلاة العيد، وأنحر هديك، وأنحر أضحيتك في هذا اليوم،
فهذا اليوم كما أسلفنا تؤدى فيه مناسك الحج، طواف
الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمرة، جمرة العقبة، ذبح الأضاحي، ومن
فضل الله سبحانه انه مدد أيام الذبح إلى ثلاثة أيام بعد العيد، فأيام الذبح أربعة
أيام، يوم العيد وثلاثة أيام بعده، قال -صلى الله عليه وسلم- أيام التشريق أيام
أكل وشرب وذكر لله عز وجل، فهذه عشر مباركة، تقدم على المسلمين بخيراتها وبركاتها
من الله، على المسلمين من حجاج، وغير حجاج،
 وفيها هذه
الأعمال الجليلة، وبالنسبة للهدي والأضاحي فلها أحكام ذكرها أهل العلم من ناحية
السن، ومن ناحية السلامة من العيوب، ففي الأضاحي والهدي لا يجزي إلا ما بلغ السن
المحددة شرعاً،
فالضأن يجزء فيه بان ستة أشهر، والماعز ما تم له سنة، هذا من حيث السن في الأضاحي وفي
الهدي،
كذلك السلامة من العيوب، من العور والعرج والمرض والهزال
ونقص الخلقة بقطع أو بتر أو غير ذلك، فتكون سليمة من العيوب التي تنقصها من غيرها،
وأما ما يفعل بلحم الهدي، لحم الأضاحي: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ
وَالْمُعْتَرَّ)، (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)، ويستحب
أن يقسمها ثلاثة أقسام، ثلاثة أثلاث: ثلث يأكله هو وأهل بيته، وثلث يتصدق به على
المحتاجين، وثلث يهديه لأصدقائه وجيرانه، مع العلم بأنه لا يجوز أن يبيع منها
شيئا، لا يجوز إن يبيع منها شيئا حتى الجلد لا يبيعه، وكذلك لا يعطي الجزار أجرته
من لحم الهدي والأضاحي، بل يتركها لما شرع الله سبحانه وتعالى من الأكل منها،
والتصدق والإهداء، وهذه شعائر قال تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ
اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)،
ولا يقدم شيئا من كسب حرام، قال -صلى الله عليه
وسلم-: 
إن الله طيب ولا يقبل الا طيبا ، ،
(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ
طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا
تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ

الخبيث: هو الردي، المراد هنا الردي، لا تتصدق بالردي من الطعام من الملابس، من
سائر ما ينتفع به، لا تقدم الردي، ولا تتصدق من كسب حرام، بل تصدق من كسب طيب، لان
الله سبحانه طيب لا يقبل إلا طيب، والطيبات لله سبحانه وتعالى.
الحاصل، أن هذه
العشر المباركة لها شأن عظيم، فينبغي للمسلم أن يستقبلها بالبشر والفرح والسرور
بمقدمها، وان يستغلها فيما شرع الله فيها، حتى تكون كسبا له عند الله سبحانه
وتعالى، يجده يوم يقدم على الله سبحانه وتعالى، وكما ذكرنا أن كل حياة المسلم فيها
خير إذا استغلها في طاعة الله، ولكن تخصص الأيام والأوقات التي فضلها الله سبحانه
وتعالى بمزيد اهتمام، ومزيد اجتهاد، ولكن مع الأسف أن كثير من الناس تمر عليهم
أعمارهم، وتمر عليه الأيام الفاضلة، والأوقات الشريفة، ولا يستفيدون منها، تذهب
عليهم سدى،
: الحاصل، أن المسلم يتنبه لنفسه ويتنبه لأوقات الفضائل، قبل أن
يقول: (يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ
لَمِنَ السَّاخِرِينَ)، قبل أن يواجه ما ذكره الله وتعالى عن أصحاب النار، إذا
القوا فيها، قالوا ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل، قال الله جلا وعلا:
(أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ
النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِير)، فمن ضيع وقته وحياته
فهذا مصيره، ولا حول وقوة إلا بالله.
 فلنتنبه لأنفسنا، وننبه غيرنا ولنحفظ وقتنا
ولنغتنم أوقات الفضائل قبل فواتها، فان ذلك هو رأس المال الذي تخرج به من هذه الدنيا
:
إذا أنت لم ترحل بزاد من
التــقى  *  ولاقيت يوم العرض من قد تزودا
ندمت على ألا تكون
كمثلـــــه   *  وانك لم ترصد كما كان ارصــدا
لابد من هذا المصير، إذا لم
تقدم لآخرتك فلابد أن تندم في حين لا ينفع الندم، فعلينا أن نتنبه وننبه إخواننا،
ونعظم هذه الأيام بطاعة الله سبحانه وتعالى، ونصونها عن الضياع، ونصونها على ان
نشغلها بشئ يضرنا ونأثم به.
 وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل النافع، انه
سميع قريب مجيب، وصلى الله علي نبينا محمد، وعلى اله، وأصحابه أجمعين

الدعاء : اللهم إنى
أسألك بفضلك وعظمتك وجلالك وهيبتك وجبروتك وقوتك وباسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن
تفرج عنا ما نحن فيه وأن تقدر لنا الخير فيما نريده وننويه .. وأن ترزقنا من رزقك
وأن تظلنا بظلك يوم لاظل إلاظلك اللهم لاتطوي صفحة هذه الايام الفضيلة إلا وقد
سترت عوراتنا ومحوت سيئاتنا وقبلت توبتنا وفرجت همومنا واستجبت لدعواتنا وأصلحت
ابنائنا وبناتنا وأزواجنا وغفرت لموتانا
.. اللهم أجعل ايام ذي الحجة نصر وعز وخير وفلاح ونجاح لنا
ولأحبتنا ولجميع المسلمين.. اللهم آمين
🌸 ...
ورد عن النبي ﷺ أن أفضل الدعاء
دعاء يوم عرفة في العشر الاوائل من ذي الحجة (اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي
الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً كبيراً،


وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت،
فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني رحمة أسعد بها في الدارين


وتُب علي توبة نصوحاً لا أنكثها
أبداً وألزمني سبيل الاستقامة لا أزيغ عنها أبداً
).

(
اللهم انقلني من ذل المعصية إلى عز
الطاعة، واكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفضلك عمن سواك،


ونور قلبي وقبري، واغفر لي من الشر
كله، واجمع لي الخير
).

(
اللهم إني أسألك الهدى والتقى
والعفاف والغنى
).

(
اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على
الخلق أحيني ما علمتَ الحياة خيراً لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي،


اللهم وأسألك خشيتك في الغيب
والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب،


وأسألك القصد في الفقر والغنى،
وأسألك نعيماً لا ينفد، وأسألك قرة عين لا تنقطع،


وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك
بَرْد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك والشوق


إلى لقائك في غير ضراء مضرة، ولا
فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين
).
دعاء ختم القرآن

اللَّهُمَّ
ارْحَمْنِي بالقُرْءَانِ وَاجْعَلهُ لِي إِمَاماً وَنُوراً وَهُدًى
وَرَحْمَةً 
*
اللَّهُمَّ
ذَكِّرْنِي مِنْهُ مَانَسِيتُ وَعَلِّمْنِي مِنْهُ مَاجَهِلْتُ وَارْزُقْنِي
تِلاَوَتَهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ وَاجْعَلْهُ لِي حُجَّةً
يَارَبَّ العَالَمِينَ 
*
اللَّهُمَّ
أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ
الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي،
وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً
لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ 
*
اللَّهُمَّ
اجْعَلْ خَيْرَ عُمْرِي آخِرَهُ وَخَيْرَ عَمَلِي خَوَاتِمَهُ وَخَيْرَ أَيَّامِي
يَوْمَ أَلْقَاكَ فِيهِ 
*
اللَّهُمَّ
إِنِّي أَسْأَلُكَ عِيشَةً هَنِيَّةً وَمِيتَةً سَوِيَّةً وَمَرَدًّا غَيْرَ
مُخْزٍ وَلاَ فَاضِحٍ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ المَسْأَلةِ وَخَيْرَ
الدُّعَاءِ وَخَيْرَ النَّجَاحِ وَخَيْرَ العِلْمِ وَخَيْرَ العَمَلِ وَخَيْرَ
الثَّوَابِ وَخَيْرَ الحَيَاةِ وَخيْرَ المَمَاتِ وَثَبِّتْنِي وَثَقِّلْ
مَوَازِينِي وَحَقِّقْ إِيمَانِي وَارْفَعْ دَرَجَتِي وَتَقَبَّلْ صَلاَتِي
وَاغْفِرْ خَطِيئَاتِي وَأَسْأَلُكَ العُلَا مِنَ الجَنَّةِ 
*
اللَّهُمَّ
إِنِّي أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمِ مَغْفِرَتِكَ وَالسَّلاَمَةَ
مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ
وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ 
*
اللَّهُمَّ
أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، وَأجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا
وَعَذَابِ الآخِرَةِ 
*
اللَّهُمَّ
اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَاتَحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ
وَمِنْ طَاعَتِكَ مَاتُبَلِّغُنَا بِهَا جَنَّتَكَ وَمِنَ اليَقِينِ مَاتُهَوِّنُ
بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا
وَقُوَّتِنَا مَاأَحْيَيْتَنَا وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا
عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا وَلاَ تجْعَلْ
مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا
مَبْلَغَ عِلْمِنَا وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا 
*
اللَّهُمَّ
لَا تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ وَلَا هَمَّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ
وَلَا دَيْنًا إِلَّا قَضَيْتَهُ وَلَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ إِلَّا قَضَيْتَهَا يَاأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ 
*رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا
حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ وَصَلَّى اللهُ عَلَى
سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ
وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيراً
.







vendredi 17 juillet 2020

ناصر عزيز خطبة 17جويلية 2020 الحقد والغل من أخطر أمراض القلوب



من أمراض القلوب : الحقد
الخطبة الأولى
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه
ونستغفره ونستهديه ونتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد
أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن سار على
طريقته ونهجه، وعنا معهم بمنك وعفوك وكرمك
.
أما بعد:فيا عباد الله: اتَّقُوا اللَّهَ
حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
.
 واعلموا -يا رعاكم الله- أن القلوب تمرض، وأنواع الأمراض كثيرة،
أوصلها بعض أهل العلم إلى أربعين مرضا، قد يصاب الإنسان بشيء منها وهو لا يشعر، قد
يصاب بقسوة القلب ومرضه وهو لا يشعر، والله -جل وعلا- يقول
:
(
يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا
بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
)
الشعراء: 88 – 89، وجاء في
سنن ابن ماجة بسند صحيح قالوا: “يا رسول الله أي الناس أفضل؟ قال
: “كل
مخموم القلب، صدوق اللسان
قالوا: يا رسول الله صدوق اللسان
نعرفه فما مخموم القلب؟ قال
: “هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا
غل ولا حسد
“. 
حديثنا اليوم -أيها المؤمنون- عن
أمراض القلوب عن الحقد والغل الذي أصيب به بعض الناس، وأصبح يقع في محاذير كثيرة
من هذه المحاذير: أنه يحرم نفسه مغفرة الذنوب
.
الحقد شعور إنساني تجاه شخص
أو مجموعة لسبب معين يدفع صاحبه إلى الرغبة في 
الانتقام.123
لحقد لغة: قال ابن منظور: الحقد إمساك العداوة في القلب والتربص لفرصتها.
اصطلاحاً: طلب الانتقام وتحقيقه.
وقيل: هو سوء الظن في القلب على الخلائق لأجل العداوة
.
قال الغزالي: "إن من آذاه شخص بسبب من الأسباب وخالفه في غرضه
بوجه من الوجوه، أبغضه قلبه وغضب عليه ورسخ في قلبه الحقد عليه، والحقد يقتضي
التشفي والانتقام، وقد يحدث الحقد بسبب خبث النفس وشحها بالخير لِعِبادِ الله
".
وأخطر أنواع الحقد الحقد
المذهبي أو الفكري أو السياسي أو الحزبي
يمزق الأمة ينشر العداوة يجعل
الانسان لا يفكر إلا في الانتقام يفقد المرء عقله
ينشر الكراهية فيضيع أمر الامة وتتشتت

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا
لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ
تُفْلَحُونَ
 }

وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُوۤاْ إِنَّ
ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ
 }

وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ
خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَراً وَرِئَآءَ ٱلنَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ
ٱللَّهِ وَٱللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ
 }


يتكون الحقد من عدم القدرة
على الانتقام أو تفشل النفس في الدفاع عن نفسها مما يحفزها على الانتقام والذي
يصبح أسلوبًا في حفظ الكراهية ورغبة الانتقام حتى فترة طويلة ورغم تغير الظروف
وتغير الأحداث فينمو في النفس كالحياة في الروح
ذم الحقد في القرآن:
- قال تعالى (في سورة البقرة): Ra bracket.png وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ
  وَإِذَا
تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ
وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ
 Aya-205.png La bracket.png
- وقال
سبحانه (في 
سورة الأعراف): Ra bracket.png وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا
وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ
رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا
كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
  La bracket.png
- وقال عز
وجل (في 
سورة الحجر): Ra bracket.png وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى
سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ
  لَا
يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ
  La bracket.png
- وقال
تعالى (في 
سورة الحشر): Ra bracket.png وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ
لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي
قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
  La bracket.png
ذم الحقد في السنة
:















عن جابر  قال:
((تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فمن مستغفر فيغفر له، ومن تائب فيتاب عليه،
ويرد أهل الضغائن بضغائنهم حتى يتوبوا))
.
قال المنذري: الضغائن: هي الأحقاد5وقال
صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا
تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؛ أفشوا السلام بينكم))
رواه الترمذي، 2510
.
ذم الحقد عند
العلماء :
 قال:
عثمان رضي الله عنه
: (ما أسرَّ
أحد سريرة إلا أظهرها الله- عز وجل- على صفحات وجهه وفلتات لسانه
)6.
- وقال زيد بن أسلم رضي الله عنه: (دخل على أبي دجانة وهو مريض، وكان وجهه يتهلل، فقيل
له: ما لوجهك يتهلل؟ فقال: ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنتين: كنت لا أتكلم فيما
لا يعنيني، أما الأخرى فكان قلبي للمسلمين سليمًا
)7.
- وقال أبو حاتم: (الحقد
أصل الشرِّ، ومن أضمر الشر في قلبه أنبت له نباتًا مرًّا مذاقه، نماؤه الغيظ،
وثمرته الندم)
8.
آثار
الحقد:
1- يُضعِف
الإيمان
:
قال صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى
تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؛ أفشوا السلام
بينكم
))9 .
2- منعه من
حقه من قضاء دين، أو صلة رحم، أو رد مظلمة
.10.
3- الحقد من
مظاهر دنو الهمة، فهو لا يصدر من النبلاء، ولا يليق بالعقلاء
11.
4- الإعراض
عنه استصغارًا له
.
5- الهجران
والمقاطعة
.
6- الحقد
ينبت سوء الظن، وتتبع العورات، والهمز واللمز، والغيبة والنَّمِيمَة
.
7- الشقاق
بين المسلمين
.
حكم
الحقد:
له قسمان، منه ما هو محرم، ومنه ما هو
مباح
.
الحقد المحرم
أورد ابن حجر الهيتمي في كتابه (الزواجر): أن
من الكبائر الغضب بالباطل والحقد والحسد،
الحقد المباح
الحقد على اليهودي الذي يقتل المسلمين في
فلسطين، والنصراني الحاقد على المسلمين، والهندوسي الذين يحرق مساجد المسلمين
ويقتلهم، أو أي فئة تعتدي على الحق والإسلام والمسلمين، فالحقد في حقهم محمود
مطلوب، بدليل قوله تعالى (في سورة التوبة)
Ra bracket.png قَاتِلُوهُمْ
يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ
وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ
  وَيُذْهِبْ غَيْظَ
قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
  La bracket.png.
أكثر
مخلوق حاقد على الانسان :








وقديمًا رأى إبليس أن الحظوة
التي يتشهاها قد ذهبت إلى آدم، فآل ألا يترك أحدًا يستمتع بها بعد ما حرمها. قال
تعالى على لسان إبليس
Ra bracket.png قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ
صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ
  ثُمَّ
لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ
وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ
  La bracket.png -الأعراف-.









كيف تطهر
قلبك من الحقد؟
هذه
الفرصة أمامك يا صاحب القلب المريض المبتلى بالحقد : 10 أيام ذي الحجة ما من عمل
أفضل من العمل الخير في هذه الأيام القادمة المباركات
فضل العشر الأُوَل من ذي
الحجة: أيام عشر ذي الحجة ولياليها أيام شريفة ومفضلة، يضاعف العمل فيها، ويستحب
فيها الاجتهاد في العبادة، وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه، فالعمل الصالح في
هذه الأيام أفضل من العمل الصالح فيما سواها من باقي أيام السنة، فقد روى ابن عباس
رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍ
الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ»
يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا الْجِهَادُ فِي
سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: «وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ
بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ» أخرجه أبو داود وابن
ماجه وغيرهما
.
1- الدعاء:
قال تعالى (في سورة الحشر)Ra bracket.png وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ
لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي
قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
  La bracket.png.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم
يدعو ويقول
: ((رب أعني
ولا تعن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكر لي ولا تمكر عليَّ، واهدني ويسر
الهدى لي، وانصرني على من بغى عليَّ، رب اجعلني لك شاكرًا، لك ذاكرًا، لك راهبًا،
لك مطواعًا، إليك مخبتًا أو منيبًا، تقبل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت
حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة قلبي
))16.
والسخيمة هي الحقْدُ في النفس17.
2- الوصل
والسلام
:
عن الزبير بن
العوام
 رضي الله
عنه، قال: قال صلى الله عليه وسلم
: ((دبَّ
إليكم داء الأُمم قبلكم:... البغضاء، والبغضاء هي الحالقة، حالقة الدين لا حالقة
الشعر، والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا،
أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؛ أفشوا السلام بينكم
)) رواه
الترمذي، 2510
.
3- تقوية
رابط الأخوة الإيمانية
:
إ(ن الأخوة الإيمانية والغل لا
يجتمعان في قلب واحد، إن عاطفة المؤمن نحو إخوانه المؤمنين تتدفق بالمحبة، فكيف
يجد الغل إلى هذه العاطفة الكريمة سبيلًا؟! إنهما أمران لا يجتمعان)
18.
قال تعالى (في سورة الحشر)Ra bracket.png لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ
دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
  وَالَّذِينَ
تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ
إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ
عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ
فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
 Aya-9.png La bracket.png
4- التواضع:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد
على أحد، ولا يبغي أحد على أحد
))19.
وقال أبو حاتم: (التواضع يكسب
السلامة، ويورث الألفة، ويرفع الحقد، ويذهب الصد)
20.
5- اعتذار
المرء لأخيه
:
قال أبو حاتم: (الاعتذار يذهب
الهموم، ويجلي الأحزان، ويدفع الحقد، ويذهب الصدَّ...
6- تقديم
الهدية
:
قال صلى الله عليه وسلم: ((تهادوا تحابوا))22.
(وذلك لأن
الهدية خلق من أخلاق الإسلام دلت عليه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وحث عليه
خلفاؤهم الأولياء، تؤلف القلوب، وتنفي سخائم الصدور
)23.
7- الإخلاص
والمناصحة ولزوم الجماعة
:
فعن عبد الله بن
مسعود
 عن
النبي 
، قال: ((ثلاث لا
يغلُّ عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم،
فلنحذر من أسباب الغل والحقد، ويسعى
المسلم -يا عباد الله- إلى طهارة قلبه ونقاوته؛ لأنه محل نظر الرب، إن الله لا
ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم
.
فلنحذر -يا عباد الله-؛ لأن ذنوب
القلوب لا يراها إلا الله، ولا يعلم عنها إلا الله، فنعنى بها أكثر من عنايتنا
بمعاصي الجوارح
.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم،
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات الذكر والحكيم
.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي
ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله
.
أما بعد






Aya-16.pngفيا عباد الله: لقد امتدح الله -جل
وعلا- أقواما يدعون الله بأن يطهر قلوبهم من الغل
:
(
وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ
بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ
سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ
آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
)
الحشر:10، ويقول سبحانه: (مُحَمَّدٌ
رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ
بَيْنَهُمْ
) الفتح:29.
نعم، أذلة على المؤمنين أعزة على
الكافرين، هذه هي حال المؤمن، إنما المؤمنون إخوة، يبادر المسلم بطهارة قلبه تجاه
إخوانه المسلمين، ولا يستسلم للشيطان
: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ
لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا
) الإسراء: 35.
فيختار المسلم أحسن الحديث، وإذا رأى
من أخيه تقصيرا في حقه، أو تفريطا؛ فعليه إن كان يرى هذا خطأ مناقشته ومناصحته حتى
تسعد القلوب، وتطيب النفوس في الدنيا والآخرة؛ لأن -يا عباد الله- من أسباب الشقاء
والعناء: الحقد والغل، فلا يمكن أن تجد شخصا
امتلأ قلبه بالأحقاد والضغائن ينام
قرير العين، بل يفكر بالإساءة والانتقام من ذلك الشخص الذي حقد عليه، ويزيد الأمر
مرارة وأسى إذا كان بين الأقارب، ولا حول ولا قوة إلا بالله
.
اللهم طهر قلوبنا من الغل والحقد
والحسد والكبر والعجب وسائر الأمراض، اللهم طهر قلوبنا من الغل والحقد والحسد
والكبر والعجب وسائر الأمراض يا رب العالمين
.
اللهم طهرها من النفاق والرياء،
اللهم املأ قلوبنا صدقا وإخلاصا وتوكلا ومحبة وإجلالا لك يا الله
.
اللهم أصلح أحوال المسلمين يا رب
العالمين، اللهم أصلح ذات بينهم واجمع كلمتهم على الكتاب والسنة يا رب العالمين،
اللهم فرج هم المهمومين، اللهم فرج هم المهمومين
.
نسألك في هذه الساعة، نسألك ونحن في
بيت من بيوتك أن ترضى عنا وأن ترضينا يا رب العالمين، وأن تصلح أحوالنا وأحوال
المسلمين، وأن تثبت قلوبنا وأن تجعلنا ممن يطول عمره ويحسن عمله وتحسن خاتمته يا
رب العالمين
اللهم اعصمنا يا رب من فتن الشبهات
والشهوات، اللهم اعصمنا يا رب من فتن الشبهات والشهوات
اللهم أصلح يا رب أحوال المسلمين في
اليمن والعراق والشام وفي كل بلدان المسلمين يا رب العالمين
اللهم احفظ علينا عقيدتنا وأمننا يا
رب العالمين، اللهم احفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين يا حي يا قيوم، من أرادنا أو
أحدا من المسلمين بسوء اللهم فاشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره في
تدميره يا قوي يا عزيز
.
اللهم وفق ولاة أمرنا، وارزقهم
الجلساء الصالحين، سدد أقوالهم وسدد أعمالهم، وبارك في جهودهم يا حي يا قيوم
.
اللهم اشف كل مريض، اللهم اشف كل
مريض يا حي يا قيوم
.
اللهم اهد شباب المسلمين، اللهم نور
بصائرهم، اللهم أرهم الحق حقا وارزقهم اتباعه، والباطل باطلا وارزقهم اجتنابه، يا
حي يا قيوم
اللهم أحسن لنا الختام، واجعل آخر
كلامنا من الدنيا شهادة التوحيد
اللهم صل على محمدٍ وعلى آل محمد كما
صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد
كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
.