mardi 20 août 2019

سلسلة تفسير سورة البروج مع الآية إنه هو يبدئ ويعيد





﴿ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ
وَيُعِيدُ ﴾سورة البروج
ينكر الكفار البعث ليفعلوا بالمؤمنين ما يشاؤون
وَهُوَ
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ
عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ
مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا
إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ 
 وَإِنْ
تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ
جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ
فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾
[الرعد: 5].
﴿ وَأَقْسَمُوا
بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى
وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ 
لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ
كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ ﴾
[النحل: 38، 39].
﴿ وَقَالُوا
أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا
جَدِيدًا 
قُلْ كُونُوا حِجَارَةً
أَوْ حَدِيدًا 
أَوْ خَلْقًا مِمَّا
يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ
أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ
قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا 
يَوْمَ
يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا
قَلِيلًا ﴾
[الإسراء: 49 - 52].
 وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ
أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا 
أَوَلَا
يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا 
*فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ
حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا ﴾
[مريم: 66 - 68].


القرطبي
: { إِنَّهُ هُوَ يُبْدِىءُ وَيُعِيدُ } يعني الخَلْق ـ عن أكثر العلماء ـ يخلُقهم
ابتداء، ثم يعيدهم عند البعث. وروى عكرمة قال: عَجِب الكفار من إحياء الله جلّ
ثناؤه الأموات، وقال ابن عباس: يبدىء لهم عذاب الحريق في الدنيا، ثم يعيده عليهم
في الآخرة. وهذا اختيار الطبريّ
:
 إنه الذي يبطش
البطش الشديد هو نفسه الخالق الذي يبدئ ويعيد، أي يبدأ الخلق ثم يعيده هذا الطفل
يكبر، يكون جنيناً، أصبح رضيعاً، ثم طفلاً، ثم صبيّاً، ثم شاباً فرجلاً فكهلاً
فشيخاً، ثم توفي، ابنه يكبر وهكذا.. فكل واحد منا له دورة، جاء ابنه مكانه
:
من عذب وحرق سيموت ويعيده
حيا ليحرقه خالدا في النار وكم نعذب واحترق من أجل دينه فسيموت ويعيدده الله لينعم
بالجنة والفوز العظيم
كما يجب الايمان
بالابتداء يجب الايمان بالعودة وانظروا إلى الكون والمخلوقات كل شيء ناتج عن البدء
والإعادة
﴿
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ﴾
دورة الكائنات : الحيوانات كذلك:
﴿
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ﴾
 والنبات كذلك، فمن
عنده بستان، هذه الشجرة حطب يابس جاء الربيع فأزهرت وأورقت، ثم أثمرت وأينعت
وقطفت، ثم أوراقها سقطت وعادت حطباً، ثمَّ أزهرت، فأورقت، فأثمرت ثم أينعت، فقطفت،
فسقطت أوراقها
:
﴿
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ﴾
 هذا الورق
المتساقط يدخل في التراب ويتحلل ويصبح غذاءً للتراب، كل شيء تنتجه النباتات يتحلل
ويصبح في خدمة نمو النباتات
:
﴿
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ﴾
 الدورة المائية
﴿
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ﴾
 دورة، الإنسان له
دورة إذ يولد ووزنه ثلاثة كيلوغرام، والآن وزنه اثنان وسبعون، أربعة وسبعون، أو
ستة وسبعون أو ثمانية وسبعون، اطرح ثلاثة من ثلاثة وثمانين فيصبح وزنك ثمانين كيلو
من أين جاءت هذه الزيادة؟ من الغذاء، من الطعام والشراب، يموت ويوضع في التراب
فتفتح القبر فتجد عظاماً، فأين بقية الجسم؟ غدت تراباً
:
﴿
إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire