vendredi 4 janvier 2019

ناصر عزيز - الغش في المعاملات نحن نعيش أزمة أخلاق بامتياز



الغش
في المعاملات نحن نعيش أزمة أخلاق بامتياز
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ذم الغش
وأهله وتوعدهم بالويل قال تعالى وهو أصدق القائلين  : ( ويل للمطففين – الذين إذا اكتالوا على الناس
يستوفون – وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ) وأشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شريك
له بعث نبيا ورسولا إلى أهل بلدة يأكلون أموال الناس بالباطل ويتلاعبون بالميزان
. وَإِلَى
مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ
إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ
بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ﴾
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى
الأمانة نزع عن كل غاش صفة الإسلام وأخرجه من أمة الإسلام فقال قولة شهيرة : من
غشنا فليس منا ...نعيش هذه السنوات العجاف أزمة أخلاق بامتياز
فقدت الثقة وضاعت الأمانة وأكل القوي منا الضعيف بل
أكل الضعيف الضعيف وإذا ضاعت الأمانة وفقدت الثقة فانتظر الساعة
الكل يغش أخبار عن عمليات غش تستهدف صحتنا وصحة
أبنائنا تصلنا كل يوم وأخيرا في سوسة ذبح بقر مصاب بالسل لنأكله نحن وفي صفاقس ذبح
بقر ميت لبيعه وهذا ما تم كشفه ومحاسبة المجرمين ولكن كم ذبح وبيع ولم يتم كشفه؟
إنها أزمة اخلاق
سيدنا شعيب لما أمر قومه بأن وَلَا تَنْقُصُوا
الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ قالوا له :
﴿قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ
أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا
نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ﴾ لأن الصلاة هي المفتاح الذي ينهى
عن الفحشاء والمنكر وهو قد أضاعوا الصلاة وشعبنا أضاع الصلاة التي ستنهاه عن
الفحشاء والمنكر وهذه هي النتيجة..
وكذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغش
وتوعد فاعله ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم مر
على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً ، فقال : ( ما هذا يا صاح
بالطعام ؟ ) قال : أصابته السماء يا رسول الله ، قال : ( أفلا جعلته فوق الطعام كي
يراه الناس ؟ من غش فليس مني )
وفي رواية ( من غشنا فليس منا ) وفي رواية (
ليس منا من غشنا ) رواه مسلم
.
فكفى باللفظ النبوي : " ليس منا "
زاجراً عن الغش ،
إننا يا أخي في حاجة شديدة إلى عرض هذا الوعيد
على القلوب لتحيا به الضمائر ، فتراقب الله عز وجل في أعمالها ، دون أن يكون عليها
رقيب من البشر
.
وصدق من قال :
ولا ترجع الأنفس عن غيها    ما لم
يكن منها لها زاجر
يتساهل كثيرٌ من
المسلمين بموضوع الغش، سواء كان في التجارة، أو الزواج، أو الامتحانات، وهذا
التهاون سببه ضعف الإيمان، والبعد عن الله تعالى، وورد بشأنه تحذير شديد في الكتاب
والسنة، حتى الأنبياء السابقون كانوا يحذرون من الغش؛
عن عبدالله بن
مسعود:   
  أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ
قسَم بينَكم أخلاقَكم كما قسَم بينَكم أرزاقَكم وأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُعطِي
الدُّنيا مَن يُحِبُّ ومَن لا يُحِبُّ ولا يُعطِي الدِّينَ إلَّا مَن أحبَّ فمَن
أعطاه الدِّينَ فقد أحبَّه والَّذي نفسي بيدِه لا يُسلِمُ عبدٌ حتَّى يُسلِمَ
قلبُه ولسانُه ولا يُؤمِنُ حتَّى يأمَنَ جارُه بوائقَه قُلْتُ: وما بوائقُه يا
نبيَّ اللهِ قال
غشُّه وظلمُه ولا يكسِبُ مالًا من
حرامٍ فيُنفِقُ منه فيُبارَكَ له فيه ولا يتصدَّق منه فيُقبَلَ منه ولا يترُكُه
خلفَ ظهرِه إلَّا كان زادَه إلى النَّارِ إنَّ اللهَ لا يمحو السَّيِّئَ
بالسَّيِّئَ ولكنَّه يمحو السَّيِّئَ بالحسنِ إنَّ الخبيثَ لا يمحو الخبيثَ
تعريف الغش في
الإسلام لغةً: ضدّ النُّصح، مأخوذ من الغَشَش، أي المشوب بالكَدَر. شرعاً: عرفه
المناوي: خلط الجيّد بالرديء.
عرفه ابن حجر
الهيثمي بقوله: الغشُّ المحرّم أن يعلم ذو السلعة من نحو بائعٍ أو مشترٍ فيها
شيئاً لو اطّلع عليه مريدُ أخذِها ما أخذ بذلك المقابل.
 نماذج من الغش
الغش في الزواج:
أن تخفي الفتاة شيئاً من العيوب عن الخاطب ليقبل بها، أو العكس، كذلك يمكن أن يدعي
أحد الطرفين امتلاكه للمال أو الجاه بهدف الترغيب.
غش الطالب في
الامتحان: إمّا بالاتفاق مع زميله بالغش المتبادل، أو باختلاس المعلومة من ورقة
زميله دون أن يدري، وهذا كله لا يجوز، ففيه ظلمٌ للطالب الذي تعب في دراسته وسهر
الليل، ثمّ يجد نتيجة الطالب الكسول كنتيجته، ومن ناحية أخرى هو ضررٌ للطالب الذي
غشّ؛ لأنّ درجته سترتفع دون أن يكون أهلاً لها، وبالتالي ستؤثر على مستقبله.
غش المعلِّم:
وذلك عندما يُقصّر المعلم في شرح الدروس للطلاب؛ إمّا تساهلاً منه لعدم وجود رقابة
عليه، أو لإلجائهم لأخذ الدروس الخصوصيّة عنده.
غش الموظف: وذلك
بالتوقيع خلسةً على دفتر الحضور رغم غيابه وتقصيره في الحضور، أو بإهمال عمله،
وعدم إتقانه، وإنهائه كما ينبغي، أو بأخذ الرشوة من الزبائن مقابل تسيير
معاملاتهم، فهذا كله سيجعل راتبه مشوباً بالحرام.
غش التاجر: وذلك
أن يضيف تاجر الخضار والفواكه مواد غريبة إلى البضاعة ليثقل وزنها ويزيد ثمنها، أو
يبيع تاجر الألبسة قطعاً فيها عيوبٌ دون إخبار المشتري بذلك.
يعمد بعض البائعين في مزاد السيارات إلى وضع زيت
ثقيل في محرك السيارة حتى يظن المشتري أنها بحالة جيدة
.
11-وبعضهم
يعمد إلى عداد الكيلو في السيارة الذي يدل على أنها سارت كثيراً فينقصه بحيلة حتى
يوهم المشتري بذلك أنها لم تسر إلا قليلاً
.
12-وبعضهم
إذا كان معه سيارة يريد بيعها ، ويعلم فيها خللاً خفياً ، قال لمن يريد شراءها :
هذه السيارة أمامك جربها إن أردتها ، ولا يخبره بشيء عنها ... ولعمر الله إنه لغش
وخداع
.
 15-وبعضهم يتفق مع صاحب له ليزيد في ثمن السلعة فيقع
فيها غيره ، وهذا هو النجش الذي نهي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
.
سرقة العلم:
وذلك بأن يسرق شخص بحثاً علمياً، أو مقالاً أدبياً، أو معلومة ما، فيُزيل اسم
صاحبها، وينشرها باسمه، ويدّعي أنّه هو الذي كتب أو اكتشف
.
غش الطبيب :
تسليم رخص مرض لغير المرضى
غش النائب في
البرلمان : يغش ناخبيه ويتم شراؤه
غش وسائل
الإعلام بتزيين الباطل وكتم الحق وتنظيف السارق وتشويه النظيف حسب المصالح وخدمة
لمن يدفع أكثر
غش صاحب السلطة
رعيته  : يخون الأمانة ويدخل البلاد في حرب
أهلية أو مع الأعداء تحقيقا لمصلحته الخاصة
عن معقل بن يسار المزني رضي الله عنه أنه قال في
مرضه الذي مات فيه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من عبد
يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عيه الجنة "
رواه البخاري ومسلم واللفظ له ، وأحد لفظي البخاري : " ما من مسلم يسترعيه
الله رعية فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة

" .
فهذا وعيد شديد يدخل فيه كل من استرعاه الله رعية
سواء كانت صغيرة أم كبيرة ، ابتداء من أفراد الأسرة الحاكمة ، فيجب على الكل النصح
لرعيته وعدم غشه
.
غش الإمام وعالم
الدين  عندما يكذب ويفتي بغير ما يرضي الله
وهو يعلم أنه يكذب
عن عبدالله بن
مسعود
: بينما نحن مع رسولِ الله ﷺ بمكَّةَ وهو في نفَرٍ مِن أصحابِه، إذ قال:
لِيَقُم معي رجلٌ منكم، ولا يقومَنَّ معي رجلٌ في قلبِه مِن 
الغِشِّ مثقالُ ذَرَّة، قال: فقمتُ
معه 
وفي حديث طويل
رواه ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
ومَن غَشَّ مُسلمًا في
بَيعٍ أو شِراءٍ فليس مِنَّا، ويُحْشَرُ يومَ القيامةِ مع اليهودِ؛ لأنَّهم أغَشُّ
النَّاسِ للمُسلمينَ
.
عن أنس بن مالك: من غشَّ أمَّتي فعليه لعنةُ اللهِ والملائكةِ والنَّاسِ أجمعين، قيل يا
رسولَ اللهِ: وما 
غِشُّ أمَّتِك؟ قال أن يبتدِعَ بِدعةً يحمِلُ النَّاسَ عليها .
عن أبي هريرة: أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ، مر برجل يبيع طعاما، فسأله: كيف تبيع؟ فأخبره،
فأوحى إليه: أن أدخل يدك فيه، فأدخل يده فيه، فإذا هو مبلول؛ فقال رسول اللهِ ﷺ:
ليس منا من 
غش
 عن سليمان بن موسى: مرّ َرسولُ اللهِ ﷺ على رجلٍ يبيعُ طعامًا مغلوثًا فيه شعيرٌ، فقال:
اعزِلْ هذا من هذا وهذا من هذا، ثم بِعْ ذا كيف شئتَ فإنه ليس في دِينِنا 
غِشٌّ
عن عبدالله بن
عمر
: أنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ مرَّ بسوقِ المدينةِ على طعامٍ أعجبَهُ حسنُهُ
فأدخلَ يدَهُ في جوف الطعام فأخرجَ شيئًا ليسَ كالظَّاهرِ قال فأفَّفَ رسولُ
اللَّهِ ﷺ بصاحبِ الطَّعامِ ثمَّ نادى يا أيها الناس لا 
غشَّ بينَ المسلمينَ من غشَّنا فليسَ
منَّا
 مَنْ غشَّ أُمَّتي فعليهِ لعنةُ اللهِ
عن عبدالله بن
عمر
: قيل يا رسولَ اللهِ: من خيرُ الناسِ؟ فقال: كلُّ مؤمنٍ مخمومُ القلبِ
فقيل وما مخمومُ القلبِ؟ فقال: هو التقيُّ النقيُّ الذي لا 
غشَّ فيه ولا بغيَ ولا غدرَ ولا
غِلَّ ولا حسد

.
الخطبة 2أضرار
الغش
 الخروج من أمة الإسلام
البعد عن الله
تعالى، وفقدان حلاوة القرب.
التسبُّب في
دخول النار.
ذهاب البركة في
العمر والرزق.
سببٌ لمنع
استجابة الدعاء
.
-الغش
طريق موصل إلى النار
2-دليل على
دناءة النفس وخبثها ، فلا يفعله إلا كل دنيء نفس هانت عليه فأوردها مورد الهلاك
والعطب
.
3-البعد عن
الله وعن الناس
.
4-أنه طريق
لحرمان إجابة الدعاء
.
5-أنه طريق
لحرمان البركة في المال والعمر
.
6-أنه دليل
على نقص الإيمان
.
7-أنه سبب
في تسلط الظلمة والكفار ، قال ابن حجر الهيثيمي : " ولهذه القبائح – أي الغش
– التي ارتكبها التجار والمتسببون وأرباب الحرف والبضائع سلط الله عليهم الظلمة
فأخذوا أموالهم ، وهتكوا حريمهم ، وبل وسلط عليهم الكفار فأسروهم واستعبدوهم ،
وأذاقوهم العذاب والهوان ألواناً
.

وإلى كل من وقع في
صورة من صور الغش ذُكرت أو لم تُذكر نقول له : اتق الله يا أخي واستشعر رقابة علام
الغيوب ، وتذكر عقابه وعذابه ( إن ربك لبالمرصاد ) الفجر/14 واعلم أن الدنيا فانية
وأن الحساب واقع على النقير والفتيل والقطمير ، وأن العمل الصالح ينفع الذرية ،
والعمل السيئ يؤثر في الذرية ، قال تعالى : ( وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية
ضعافاً خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً ) النساء/9 ، فمن تأمل هذه
الآية خشي على ذريته من أعماله السيئة
اسأل الله أن يحفظ
أسرنا جميعاً،اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبنا ، ورحمتك أرجى عندنا من عملنا، اللهم
اغفر لنا ذنوبنا وتجاوز عن سيئاتنا ، اللهم اشف مرضنا وارحم موتانا ، وخذ بيد
ضعفائنا


هذا وصلوا
وسلمواعلى النبي المختار فقد أمركم الله بذلك في محكم التنزيل فقال: إن الله
وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صل
على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى
آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اللهم
اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أعلم أعلم به منا أنت
المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير اللهم اغفر لنا وارحمنا اللهم لا تؤاخذنا
بما يفعله السفهاء منا اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين اللهم ارشدنا إلى طريق
الهدى والتقى اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين اللهم أبعدنا عن السيئات والذنوب
إنك رحيم ودود يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم إن الله
يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم
لعلكم تذكرون اذكروا الله يذكركم وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire