jeudi 1 mars 2018

سورة الفلق.. والاستعاذة من شرور المخلوقات




سورة الفلق.. والاستعاذة من شرور المخلوقات
الحمد لله رب العالمين الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا أشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وأسوتنا وقدوتنا وإمامنا محمد بن عبد الله المجتبى ورسوله المصطفى أدى الأمانة وبلغ الرسالة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يضل عنها إلا فاسق ولا يزيغ عنها إلا هالك اللهم آت سيدنا محمد الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد. اللهم اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما وانتشارنا من بعده انتشارا آمنا معصوما ولا تجعل فينا ولا معنا ولا منا شقيا عاصيا محروما اللهم لك الحمد على الغيث النافع اللهم نسألك غيثا نافعا مدرارا تعم به البلاد يا أرحم الراحمين تسقي به الزرع وتروي به الأشجار والحيوانات العطشى.

سورة الفلق مكية، وآياتها خمس، نزلت بعد سورة الفيل. تسمى هي وسورة الناس التي تليها بالمعوذتين، نزلتا فأخذ بهما النبي وترك ما سواهما من التعاويذ، وقراءتهما صباحاً ومساءً ثلاث مرات تكفي من كل شر. وسورة الفلق نستعيذ بالله ليحمينا من شرور خارجة عن نطاقنا ولا طاقة لنا لدفعها بل تتسلط علينا دون أن نعلم بها وسورة الناس نستعيذ بالله ليحمينا من شرور داخل أنفسنا توسوس لنا لارتكاب المعاصي .فسورة الفلق وقاية من شر خارجي وسورة الناس وقاية من شر داخلي .فبتلاوتهما تتحصن ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلوهما مع سورة الإخلاص كل ليلة قبل النوم وكل صباح ويمسح بكفيه كامل جسده.
«قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ. مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ. وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ. وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ. وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ». (سورة الفلق) وفي الآيتين الأولى والثانية منها أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم وكل فرد من أمته أن يتعوَّذ ويتحصَّن بربِّ الفلق، من شرِّ ما خلق. وفي الآيات الثلاث التالية خصَّ اللهُ تعالى بالذكر ثلاثة أنواع مما خلق جديرة بأن تخصَّ بالتعوُّذ منها، لكثرة شَرِّها، وعجز الإنسان في الغالب عن اتقاء ضررها. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ. أعوذ: أي أتحصَّن وأحتمي، ومثلها أتعوَّذ وأستعيذ، والفلق هو الصبح، وسمي الصبح بالفلق لأنه يفلق أي: يشق ظلام الليل،
والله هو الفالق فكل فلق يتم بأمره وتقديره هو. "إِنَّ ٱللَّهَ فَالِقُ ٱلْحَبِّ وَٱلنَّوَىٰ يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ ٱلْمَيِّتِ مِنَ ٱلْحَيِّ ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ
" فَالِقُ ٱلإِصْبَاحِ وَجَعَلَ ٱلْلَّيْلَ سَكَناً وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ حُسْبَاناً ذٰلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ
فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ
والانفلاق والانفتاح ظاهرة كونية في كل ما خلق الله بحسبان وتقدير فبيضة الدجاجة تنفلق لتعطي الحياة بعد 21 يوما من تلقيحها وبيضة البط 36 يوما وبيضة الحمام 19 يوما وبيضة الثعبان 60 يوما .والانفتاح والفلق في الثدييات ظاهرة لا تنقطع أبدا فجنين القطة يغادر الرحم بعد 67 يوما وجنين الفأر بعد 20يوما وجنين الانسان بعد 9 أشهر .
وظاهرة الفلق في الكون عجيبة جدا فبدأ خلق السماوات والأرض حدث إثر انفلاق عظيم بعدما كان غازا متجمعا هز أركان الكون نتج عنه تكون المجموعات الفلكية التي تحتوي بدورها على النجوم والشموس والأقمار وتشتتها في الفضاء الواسع وهو ما يعبر عنه علميا بنظرية "بيق بان " »Big Ban « وأكد القرآن الكريم هذه النظرية بقوله تعالى :" أَوَلَمْ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَنَّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ " سورة المؤمنون
En date de 2009, les meilleures mesures suggèrent que les évènements initiaux remontent à entre 13,3 et 13,9 milliards d’années
ورب الفلق أي: مُدبِّره ومسيِّره على نظام واحد ثابت مُتَّسق «لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ القَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ» (يس:40). أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم، وأمرُه لرسوله أمر لكل مسلم أن يتعوَّذ برب الفلق، أي: يحتمي ويتحصَّن برب هذه الآية الكونيَّة العجيبة
وربُّ هذه الآية العجيبة قادر على أن يحميَ المستعيذ به من كل شر، وحقيق بأن يُستعاذ به وحدَه، ولا يستعاذ بأحد سواه. «مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ». كل ما خلقه الله تعالى من حيوان ونبات وجماد في الأرض وفي السماء، وفي الماء وفي الهواء، فيه خير وفيه شر، أي: فيه منافع ومصالح، وفيه مضارُّ ومفاسد، والأصل الخير، والكائن الواحد قد يكون في الوقت الواحد خيراً لبعض الأفراد، وشراً لبعضهم. فالله سبحانه أمر رسوله وكل مسلم أن يتعوَّذ ويحتمي به من الشرور التي تصدر عما خلق، فتصيب من نالته بأنواع الأذى والضرر، ومن وقاه الله وحصَّنه من شر خلقه، يتمتع بما في خلق الله من خير، ويوقى ما فيهم من شر، ونظرة في خلق الله تعالى ترى الإنسان أنَّ كل كائن فيه خير وفيه شر. هذا الماء هو حياة كل كائن حي، ولكنه قد يطغى فيغرق ويهلك الحرث والنسل. وهذه الشمس مضيئة الكون ومنظمة الزرع ومصلحة كل شيء قد تضرب الرؤوس وتحرق الزروع والثمار. وهذا الإنسان مصدر التفكير والتدبير، والاستكشافات والاختراعات بعقله وحواسه، قد تتغلب عليه أنانيَّته وحرصه، فيبغي ويظلم، ويشعل الحروب ويسفك الدماء، ويفسد في الأرض
ومن شر غاسق إذا وقب
«وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ» (الغسق) هو الظلام في أول الليل، قال تعالى: «أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ» (الإسراء:78). والغاسق هو الليل المظلم، ووقب أي: دخل واشتدَّ ظلامه، والمراد: ومن شرِّ ليل مُظلم إذا اشتدَّ ظلامه. وهذا أول الأنواع الثلاثة التي خصَّها الله بالذكر، وهي داخلة في عموم ما خلق في قوله تعالى: «مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ» وشرور الظلام والليل المظلم لا تخفى على أحد، خاصَّة سكان الصحاري والقرى، ففي الظلام لا يَهتدي السائرُ إلى طريقه، وكم اغتنمت اللصوص فرصة الظلام للسرقة، وكم رُوع الإنسان في الظلام من أعدائه وخصومه، وكم أحدث الظلام في النفس وحشة، وفي الصدر انقباضاً. والمثل السائر: الليل مجمع الويل، من أجل هذا كان الليل المظلم إذا اشتدَّ ظلامُه جديراً بأن يخصَّ بالاستعاذة بالله من شره، لأنَّه سبحانه هو القادر على دفع شروره عن الإنسان. والإنسان في الغالب يكون في ظلام الليل نائماً غير مُستعدٍّ للدفاع عن نفسه، وفي أشدِّ الحاجة إلى أن يحميه الله تعالى ويُعيذه من الشر،.

«وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي العُقَدِ»
النَّفْثُ في العُقَد: النفخ الخفيف فيها أو مع شيء من الريق، وخص النساء بالنفث في العقد لكثرة وجود هذا الأمر عند النساء التي تنفث في العقد لتفكَّ روابط الناس. والله سبحانه أرشد المسلم إلى أن يَستعيذ به من شر من ينفثون فيما بين الناس من روابط ليقطعوها، المشتغلون بالسحر والشعوذة والدجل، فهؤلاء السحرة المشعوذون الدجالون أكثر جهودهم تتجه إلى الضرر والأذى، فيتوسَّلون بوسائلهم الخفيَّة على التفريق بين المرء وزوجه، وإلى التأثير في أعصاب بعض الناس، وإلى المنع من الخير: «وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ» (البقرة:102)، وشرورهم خفيَّة، ووسائلها خفيَّة، فما أحوج الإنسان إلى أن يعيذه الله تعالى منها ويكفيه شرهم.
والسحر ايهام بشيء غير حقيقي : قَالُواْ يٰمُوسَىٰ إِمَّآ أَن تُلْقِيَ وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَىٰ } * { قَالَ بَلْ أَلْقُواْ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَىٰ } * { قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلأَعْلَىٰ } * { وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوۤاْ إِنَّمَا صَنَعُواْ كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ.
اتفق علماء المسلمين أن تعلم السحر وتعليمه وممارسته حرام، ونقل ابن قدامه والنووي الإجماع على ذلك
ورغم اتفاق هؤلاء العلماء على حرمة تعلم السحر وتعليمه وممارسته إلا أنهم اختلفوا في تكفير فاعله، فذهب جمهور العلماء ومنهم أئمة المذاهب الفقهية المشهورة: مالك وأبو حنيفة وأصحاب أحمد وغيرهم إلى تكفيره..
الحسد رذيلة ممقوتة
«وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ» الحاسد: هو من يتمنَّى زوال النعمة عن غيره، ، والحسد رذيلة ممقوتة،. وما أحوج الإنسان إلى أن يُعيذه الله تعالى من شَرِّه. شر الحاسد شران: شر لنفسه، وشر لمن يحسده، فأما شره لنفسه، فهو أن حسده ينمُّ عن عدم رضاه بما قسم الله تعالى وبما قدَّر، فهو يتمنَّى أن تزول النعمة عمن أنعم الله عليه، وحسده ينغِّص عيشَه، لأنَّه دائماً ساخط على كل ذي نعمة، مُتمنٍّ زوالها، وهذا يملأ قلبه غيظاً وحقداً، وينكِّد عيشه، وحسده يأكل حسناتِه، ويحبطُ ثواب أعماله، وقد جاء في الحديث: إنَّ الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.
وقال سابقا الشاعر : اصبر على كيد الحاسد فإن صبرك قاتله فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
وأما شر الحاسد لمن يحسده، فللعلماء في بيانه مذهبان: أحدهما: أنَّ شر الحاسد لمن يحسده هو ما يُدبِّره له من المكايد، وما يُصيبه به من الأذى، وما يتقوَّله عليه من الأقاويل التي يقصد بها تغيير قلوبِ الناس منه وحرمانه من معونتهم وحدهم، فيؤدي هذا إلى زوال النعمة عنه، فشر الحاسد هو أفعاله وأقواله التي تلحق الأذى والضرر بمن يحسده. وثانيهما: أنَّ شر الحاسد هو أثر نفسه الخبيثة فيمن يحسده، فالحاسد لخبث نفسه وقوة شره ينفُثُ سموماً تصيب المحسود فتؤذيه في بدنه، أو في ماله، أو في أي شيء يعزُّ عليه، وكما أنَّ النفوس الطاهرة الخيِّرة تؤثر في غيرها، وأثرها هدى وخير، فالنفوس الخبيثة الشريرة تؤثر في غيرها وأثرها أذى وضرر
خلاصة القول : الله سبحانه محنها وقاية لنا من أخطار خارجية ليس لنا عليها سلطة أو علم ومن أهمها الليل وخطره والسحر والحسد ودلنا على طرق الحماية منها وهي طلب الحماية من رب الفلق القوي العزيز فلنقبل على تطبيق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي قبل النوم قراءة سورة الإخلاص ثلاثا حتى تنام على التوحيد ثم سورة الفلق ثم سورة الناس وتمسح كامل جسدك بكفيك وتسلم أمرك لله الحامي وتنام مطمئنا
أسألك اللهم أن تتولانا بولايتك وأن تهدينا بهدايتك ,ان تنزع عنا غمامة الحزبية الضيقة وأن تجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن ترينا الحق حقا وأن ترزقنا اتباعه وأن ترينا الباطل باطلا وأن ترزقنا اجتنابه وحسبنا الله ونعم الوكيل وحسبنا الله ونعم الوكيل وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم إن الله يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون
اذكروا الله يذكركم وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire