lundi 15 janvier 2018

تفسير سورة الإخلاص

تُسمى السُورة بِعدة أسماء، ومِنها:



·      
‏سورة ‏الإخلاص، وهو أشهر الأسماء، وقد سُميت
بذلك لأمرين الأمر الأول أن الله أخلصها لنفسه فليس فيها إلا الكلام عن الله
سبحانه وتعالى وصفاته والثاني أنها تُخلص قائلها من الشرك إذا قرأها معتقداً ما
دلت عليه وأيضاً كونها مشتملة على أنواع التوحيد الثلاثة وهي 
توحيد
الربوبية
 وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.
·      
سورة الصمد؛ لأنها مختصة بِذكر الله تعالى.
·      
سورة النجاة؛ لأنها تنجي عن التشبيه
والكفر في الدنيا، وعن النار في الآخرة
.
·      
سورة الولاية؛ لأن من قرأها صار من
أولياء الله؛ ولأن من عرف الله على هذا الوجه فقد والاه
.

·      
سورة المانعة، فقد روى ابن عباس أنه
تعالى قال 
لنبيه حين عرج به: (أعطيتك سورة الإخلاص وهي من ذخائر
كنوز عرشي، وهي المانعة تمنع عذاب القبر ولفحات النيران
).

·      
سورة الأمان، فقد قال النبي: (إذا قال العبد لا إله إلا الله دخل
حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي
).

·      
روى الضحاك أن المشركين أرسلوا إلى رسول الله عامر بن الطفيل فقال له عنهمشققت عصانا
(فرّقت كلمتنا)، وسببت آلهتنا، وخالفت دين آبائك، فإن كنت فقيرا أغنيناك، وإن كنت
مجنونا داويناك، وإن كنت قد هويت امرأة زوجناكها
 فقال رسول اللهلست بفقير ولا مجنون، ولا هويت امرأة،
أنا 
رسول الله، أدعوكم من عبادة الأصنام إلى عبادته، فأرسلوه ثانية وقالوا: قل
له
بيّن لنا جنس
معبودك، أم من 
ذهب أم من فضة؟ فأنزل الله هذه السورة.

·      
توجب الجنة: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أقبلت
مع 
رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد
الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، فقال 
رسول الله صلى الله عليه وسلموجبت، فسألته: ماذا يا رسول الله؟ فقالالجنة، فأردت أن أذهب إلى الرجل فأبشره ثم
فرقت أن يفوتني الغداء مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب."[6]
سبب لقبول الدعاء سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً
يقول : "اللهم ! إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت
، الأحد الصمد،الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفؤا أحد" فقال عليه الصلاة
والسلام : "لقد سأل الله باسمه الذي إذا سئل به أعطي وإذا دعي به
أجاب" سبب للشفاء مرضت فعادني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
"بسم الله الرحمن الرحيم أعيذك بالله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولدولم
يكن له كفواً أحد من شر ما تجد" قالها مرارا
.
·      
ثلث القرآن: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة
ثلث 
القرآن؟ قالوا: وكيف يقرأ ثلثالقرآن؟ قالقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن. وفي رواية قالإن الله عز وجل جزأ القرآن بثلاثة أجزاء فجعل قل هو الله أحد
جزءا من أجزاء 
القرآن"[7].
·      
حب الله لمحبها: عن عائشة رضي
الله عنها
:
أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه
في صلاتهم فيختم بـ قل هو الله أحد، فلما رجعوا ذكروا ذلك 
للنبي صلى الله عليه وسلم، فقالسلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه،
فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال 
النبي صلى الله عليه وسلمأخبروه أن الله يحبه.[8]
  • أحد: أي واحد لا كثرة في ذاته، فهو ليس بمركب من جواهر
    مختلفة مادية ولا من أصول متعدّدة غير مادية
    .
  • والصمد: الذي يقصد في الحاجات كفؤا: الكفء والمكافئ النظير في العمل
    والقدرة
    .
  • يدور محور السورة حول صفات
    الله
     جل وعلا الواحد الأحد، الجامع لصفات الكمال،
    المقصود على الدوام، الغني عن كل ما سواه، المتنزه عن صفات النقص، وعن
    المجانسة والمماثلة وردت على 
    النصارى القائلين
    بالتثليث،
    وعلى 
    المشركين الذين
    جعلوا لله الذرية والبنين
    .
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ Aya-1.png La bracket.png أي قل
    لمن سألك عن صفة ربك
    الله هو
    الواحد المنزه عن التركيب والتعدّد، لأن التعدد في الذات مستلزم لافتقار
    المجموع إلى تلك الأجزاء
    والله لا
    يفتقر إلى شيء
    .
  • Ra bracket.png اللَّهُ الصَّمَدُ Aya-2.png La bracket.png أي
    هو 
    الله الذي يقصده العباد ويتوجهون
    إليه، لقضاء ما أهمهم
  • Ra bracket.png لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ Aya-3.png La bracket.png (لم يلد) أي تنزه
    ربنا عن أن يكون له ولد، وفي هذا ردّ لمزاعم 
    مشركي العرب الذين
    زعموا أن 
    الملائكة بنات الله،
    ولمزاعم 
    النصارى الذين
    قالوا
    المسيح ابن الله، :  لَّقَدْ
    كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ
    إِلَـٰهٍ إِلاَّ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ
    لَيَمَسَّنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
  • إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ
    ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ
  •  يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ
    وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ إِنَّمَا ٱلْمَسِيحُ عِيسَى
    ٱبْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ
    وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ
    ٱنتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ
    أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ
    وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً
  •  وَإِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ
    أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ
    ٱللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي
    بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي
    وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ
  •  
  • اقرأ إن شئت قوله تعالىRa bracket.png فَاسْتَفْتِهِمْ
    أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ
     Aya-149.png أَمْ
    خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ
     Aya-150.png أَلَا
    إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ
     Aya-151.png وَلَدَ
    اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ
     Aya-152.png La bracket.png.
  • Ra bracket.png لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ Aya-3.png La bracket.png (ولم
    يولد وهو ردّ على 
    النصارى الذين
    قالوا 
    المسيح ابن الله،
    وعلى 
    اليهود الذين
    قالوا
    عزير ابن الله).
  • Ra bracket.png وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا
    أَحَدٌ
     Aya-4.png La bracket.png أي ليس
    له ندّ ولا مماثل، وفي هذا نفى لما يعتقده بعض المبطلين من أن لله ندّا في
    أفعاله كما ذهب إلى ذلك مشركو العرب حيث جعلوا الملائكة شركاء لله
    .
والخلاصة - إن السورة تضمنت نفى الشرك بجميع أنواعه، فقد نفى الله عن نفسه أنواع الكثرة بقوله: « الله أحد » ونفى عن نفسه أنواع الاحتياج بقوله: « الله الصَّمَدُ » ونفى عن نفسه المجانسة والمشابهة لشيء
بقوله
:
« 
لَمْ يَلِدْ » ونفى عن نفسه الحدوث والأوّلية بقوله: « وَلَمْ يُولَدْ » ونفى عن نفسه الأنداد والأشباه بقوله: « وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ » تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.[10]

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire