vendredi 15 avril 2016

العبر من خطبتي ابي بكر الصديق لما تولى الخلافة

العبر من خطبة أبي بكر المدنية لما تولى الخلافة والعبر من خطبته العسكرية عند توديع جيش أسامة


العبر من خطبة أبي بكر المدنية لما تولى الخلافة والعبر من خطبته العسكرية  15أفريل2016 بجامع السيدة عائشة
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين
خطبة أبو بكر الصديق عند توليه الخلافة 11 هجرية نشرت هذه الوثيقة بتصريح من المعهد الدولي لحقوق الإنسان بجامعة دي بول شيكاغو.
لما بويع أبو بكر بالخلافة بعد بيعة السقيفة تكلم أبو بكر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم".
.والموضوع اليوم: أن هذا الصحابي الجليل الذي صار خليفة المسلمين ألقى خطبة يسميها بعض المؤرخين "خطبة الخلافة ", فلو دققنا في كلمات هذه الخطبة لوجدنا أنه قرر فيها مبادئ تبهر العقل، وتأخذ بالألباب، فأول كلمة قالها: " أيها الناس، فإني وليت عليكم و لست بخيركم" انطلق مِن أنه واحد من المسلمين، ليس فوق المسلمين بل هو واحد منهم، انطلق من أن الخلافة ليست تشريفاً ولكنها تكليفاً، ليس الخليفة أفضل من أي مسلم, ولكنه أثقل المسلمين حملاً، من هنا انطلق، والمؤمن هكذا أيها الأخوة، المؤمن أَدبه ربه، حينما سئل عليه الصلاة و السلام عن هذا الأدب الرفيع الذي يتحلّى به، فقال عليه الصلاة و السلام:"أدبني ربي فأحسن تأديبي
أيها الأخوة, الإنسان حينما يرتفع شأنه، قد يرتفع بماله، وقد يرتفع بقوته، وقد يرتفع بحسبه، وقد يرتفع بعلمه، وقد يرتفع بذكائه، سيدنا الصديق من هؤلاء القلة المعدودين على أصابع اليد، حينما أصبحوا في قمة المجتمع الإسلامي ما تغيروا، ولا تبدلوا، ولا رأوا أنفسهم فوق المجتمع، فلذلك هذه الخطبة تعني أنّ كل إنسان إذا كان لا شأن له، أو من عامة الناس، أو في الدرجات الدنيا في المجتمع، فقد يكون متواضعاً، لأنه فعلاً من درجة دنيا، فأنى له أن يتكبر، لكن حينما يصعد الإنسان, هل يبقى ثابتًا على عبوديته لله عز وجل؟ أم هل يبدل هذا المنصب أخلاقَه؟ وهل يجعله يقسو على أعدائه؟ وهل يجعله يتيه على عباد الله؟ 
 "
أيّها الناس وُلِّيتُ عليكم، ولستُ بخيركم" ولذلك فالمؤمن ينطلق من أنه واحد من الناس، إذا انطلقت من أنك واحد من الناس أحبك الناس، التفوا حولك، وأقبلوا عليك، أما إذا انطلقت مِن أنك فوقهم، فأنت شيء عظيم، وهم لا شيء انفضوا من حولك، " أيها الناس وليت عليكم و لست بخيركم" وأنتم أيها الناس لكم دور، هو دور إيجابي مع الخليفة
العبرة :الذي رزقه الله حظا في الدنياعدم الاستعلاء على الناس 
قال: " إن أحسنت فأعينوني، و إن أسأت فقوموني" ما أروعها من كلمة لو طبقها المسلمون فيما بينهم، لك أخ تفوق، تحسده وتتمنى أن تزول هذه النعمة عنه، فهذا هو النفاق، لكن لك أخ تفوق، فإن كان على حق فعليك أن تدعمه، وإن كان على باطل فعليك أن تنصحه ، وليس هناك حل ثالث، أخوك، أستاذك، أي إنسان، إن كان على حق فعليك أن تعينه، وإن زلت قدمه، أو ضل رأيه فعليك أن تنصحه، وفي الحالتين لا ينبغي أن تعاديه، بهذه الطريقة ينمو المجتمع الإسلامي، و يقوى، ولا يتفتت .
 
الإنسان حينما يضعف إيمانُه بدل النصيحة يفضح، وبدل أن ينصح يشهر به، و بدل أن يعينه يحسده، فالحسد و الفضيحة هما من لوازم المنافقين، لكن المؤمن بين حالتين، معين أو ناصح، قال: " أما أنتم، إن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني" و كل إنسان ولاه الله منصبًا, ينبغي أن يفهم من حوله أن النصيحة أمانة، وأن ترك النصيحة خيانة للأمانة، أن المعاونة أمانة, و أن ترك المعاونة خيانة، هكذا المجتمع المسلم، البديل عند المنافقين, الحسد إذا أحسن, و الفضيحة إذا أساء، هذا مجتمع المنافقين، " إن أحسنت فأعينوني, وإن أسأت فقوموني " .
العبرة : قبول النصيحة والتوجيه والنقد لصالح المسلمين
ثم تناول رضي الله عنه القيم الثابتة ليؤكد أنها المبادئ التي يتبناها، فقال:" ألا إن الضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ الحق له " بمجتمع الغاب الذي ينتصر هو القوي، بمجتمع الحق الذي ينتصر هو صاحب الحق، قيم نفسه، وكلف مَن حوله بمهماتهم، ثم بين أن هذا المجتمع تسوده قيم ثابتة، تسوده نظم جاء بها عليه الصلاة والسلام، " لكن جبلة بن الأيهم ملك الغساسنة طاف حول الكعبة، وكان قد قدِم إلى مكة مسلمًا، وطاف إلى جانبه بدوي من فزارة، فداس البدوي طرف إزاره، فخلع الإزار عن كتفه، فالتفت إلى هذا البدوي، وضربه ضربة هشمت أنفه، جاء البدوي إلى عمر بن الخطاب يشكو جبلة الملك، فسأله: هل صحيح ما ادّعى هذا الفزاري الجريح؟ قال بعنجهية واستعلاء و كبر: لست ممن ينكر شيئًا، أنا أدبت الفتى، وأدركت حقي بيدي، قال له: أرضِ الفتى، لا بد من إرضائه، فما زال ظفرك عالق بدمائه، أو ليهشمن الآن أنفك، وتنال ما فعلته كفك، قال: كيف ذلك يا أمير, هو سوقة من عامة الناس، وأنا عرش وتاج؟ كيف ترضى أن يخر النجم أرضاً؟ قال: نزوات الجاهلية، ورياح العنجهية قد دفناها، وأقمنا فوقها صرحاً جديداً، وتساوى الناس أحراراً لدينا وعبيداً، قال جبلة: كان وهماً ما جرى في خلدي أنني عندك أقوى و أعز، أنا مرتد إذا أكرهتني، قال له: عنق المرتد بالسيف تحز، عالم نبنيه، كل صدع فيه بشبا السيف يداوَى، وأعز الناس بالعبد بالصعلوك تساوى " .
 إن خطبة الخلافة لتُكتَب فيها مجلدات، كلمات قليلة يمكن إلقاؤها في خمس دقائق، لكنه أعطى كل شيء حقه،
" وليت عليكم ولست بخيركم" ، " لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى"
العبرة : العدالة والمساواة
الخطبة الثانية عسكرية: فيروى أن النبي عليه الصلاة والسلام قبيل وفاته أمر أن يجيش جيش لحرب الروم، وأمر أن يكون على رأسه شاب يسمى أسامة بن زيد لا تزيد سنه عن سبعة عشر عاماً،سيدنا الصديق كان خليفة المسلمين نفذ أمر رسول الله وأرسل سيدنا أسامة بن زيد قائداً لجيش الجيش فيه جنود كسيدنا عمر، وسيدنا عثمان، وسيدنا علي، هؤلاء كبار الصحابة، العمالقة، القمم، خرج الصديق يودع أسامة بن زيد
أوصى أبو بكر جيش أسامة فقال:يا أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني:لا تخونوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلا صغيرا أو شيخا كبيرا ولا امرأة، ولا تعقروا نحلا ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام فإذا أكلتم منها شيئا فاذكروا اسم الله عليها
1معاملة العدو بأخلاق حسنة 
2
النهي عن التمثيل بقتلى العدو(مثلا تمزيق أعضائهم بعد قتلهم أو أكل الكبد أو الرقص فوق الجثث أو في عصرنا أخذ صور مع الموتى
3
احترام حياة الطفل والمرأة والشيخ (أي لا تقاتل إلا من قاتلك فقط)
4
المحافظة على البيئة أثناء الحرب (لا تعقر لا تحرق لا تقطع شجرة)
5
المحافظة على الثروة الحيوانية (لا تذبح إلا لأكل
6
ضمان حرية العبادة لمن خالف المسلمين
7
التقرب للناس والتودد إليهم بأكل طعامهم 
بهذا السلوك تمكن المسلمون من نشر الاسلام في مئات البلدان في أقل من 20سنة
وبعد هذا يقسم جاهل أو عدو حقود أن : الاسلام دين ارهاب؟؟؟؟


vendredi 8 avril 2016

خطبة جمعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه

أنوار من سيرة أبي بكرالصديق في المدينة بعد الهجرة

أنوار من سيرة أبي بكرالصديق في المدينة بعد الهجرة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102 سورة آل عمران)
وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أبداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
                  
1غزوة بدر:حلمه ورأفته بأسرى قريش
وصل المشركون إلى بدر ونزلوا العدوة القصوى ، أما المسلمون فنزلوا بالعدوة الدنيا . وقام المسلمون ببناء عريش للرسول على ربوة ، وأخذ لسانه يلهج بالدعاء قائلا : " اللهم هذه قريش قد أتت بخيلائها تكذب رسولك ، اللهم فنصرك الذي وعدتني ؟ اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم فلن تعبد في الأرض " . وسقط ردائه عن منكبيه ، فقال له أبو بكر : " يا رسول الله ، إن الله منجز ما وعدك ".
ولقد أمد الله المسلمين بالملائكة تقاتل معهم .: (( بلى إن تصبروا و تتقوا و يأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ))وهكذا انتهت المعركة بنصر المسلمين وهزيمة المشركين ، حيث قتل من المشركين سبعون وأسر منهم سبعون آخرون . أما شهداء المسلمين فكانوا أربعة عشر شهيدا . ولقد رمى المسلمون جثث المشركين في البئر ، أما الأسرى لما كان يوم بدر وجيء بالأسارى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تقولون في هؤلاء الأسرى؟
فقال أبو بكر: يا رسول الله قومك وأهلك، استبقهم ، لعل الله عزّ وجلّ [أن] يتوب عليهم.
وقال عمر: كذّبوك وأخرجوك، فقدِّمهم فاضرب أعناقهم.
وقال عبد الله بن رَوَاحَة: يا رسول الله انظر وادياً كثيرَ الحطب فأدخلهم فيه، ثم أضرم عليهم نارا.
فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يجبهم ثم دخل، فقال ناس: يأخذ بقول أبي بكر، وقال ناس: يأخذ بقول عمر، وقال ناس: يأخذ بقول عبد الله، ثم خرج عليهم فقال:
إن الله عز وجل لَيُلِينُ قلوبَ رجال فيه حتى تكون ألينَ من اللَّبَن، وإن الله عز وجل لَيُشَدِّدُ قلوبَ رجال فيه حتى تكون أشدَّ من الحجارة، وإن مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم، قال: {فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} وإن مثلك يا ابا بكر كمثل عيسى، قال: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ}.
وإن مثلك يا عمر كمثل موسى، قال: {رَبَّنَا ٱطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَٱشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ} ومثلك يا عمر كمثل نوح، قال: {رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً}.
حدَّثني ابن عباس، قال: حدَّثني عمر بن الخطاب، قال:
لما كان يوم بدر والتقوا، فهزم الله المشركين وقُتِلَ منهم سبعون رجلاً وأسر [منهم] سبعون رجلاً - استشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعمر وعلياً، فقال أبو بكر: يا نبي الله، هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان، وإني أرى أن تأخذ منهم الفِدْية، فيكونَ ما أخذنا منهم قُوّةَ لنا على الكفار، وعسى الله أن يَهْدِيَهُمْ [للإسلام]، فيكونوا لنا عضداً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترى يا ابن الخطاب؟ قال: قلت والله ما أرى ما رأى أبو بكر ولكن أرى أن تمكنني من فلان - قريب لعمر - فأضرب عنقه، وتمكن علياً من عَقِيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان - أخيه - فيضرب عنقه، حتى يعلم الله عز وجل أنه ليس في قلوبنا هَوَادَة للمشركين، هؤلاء صَنَادِيدهُم وأئمتهم وقادتهم. فَهَوِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت، فأخذ منهم الفداء.
أما الأسرى فقد قبل الرسول الفداء عن كل أسير امتثالا لمشورة أبي بكر ، أما من كان لا يملك الفداء فقد أعطاه عشرة من غلمان المسلمين يعلمهم القراءة والكتابة   . وأنزل الله عز وجل:  مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي ٱلأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }


2دفاعه وغيرته على الاسلام في حواره مع الحبر اليهودي
قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق : دخل أَبُو بكر الصديق بيت المدراس عَلَى يهود ، فوجد منهم ناس كثير قد اجتمعوا إِلَى رجل منهم ، يقال له : فنحاص ، كَانَ من علمائهم وأحبارهم ، فَقَالَ أَبُو بكر لفنحاص : ويحك يَا فنحاص ، اتق اللَّه وأسلم ، فوالله إنك لتعلم أن مُحَمَّدا لرسول اللَّه ، جاءكم بالحق من عنده تجدونه مكتوبا عندكم فِي التوراة والإنجيل ، فَقَالَ فنحاص لأبي بكر : والله يَا أبا بكر مَا بنا إِلَى اللَّه من فقر ، وإنه إلينا لفقير ، وما نتضرع إِلَيْهِ كما يتضرع إلينا ، وإنا عنه لأغنياء ، وما هُوَ بغني مَا استقرضنا أموالنا ، كما يزعم صاحبكم ، وينهاكم عَنِ الربا ويعطيناه ، ولو كَانَ عنا غنيا مَا أعطانا الربا . مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَٰعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَٱللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ قَالَ : فَغَضِبَ أَبُو بَكْرٍ فَضَرَبَ وَجْهَ فِنْحَاصَ ضَرْبًا شَدِيدًا ، وَقَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوْلا الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ لَضَرَبْتُ رَأْسَكَ ، أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ ،. فَذَهَبَ فِنْحَاصُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : انْظُرْ يَا مُحَمَّدُ مَا صَنَعَ صَاحِبُكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لأَبِي بَكْرٍ : " مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ ؟ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ قَالَ قَوْلًا عَظِيمًا ، إِنَّهُ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ ، وَأَنَّهُمْ عَنْهُ أَغْنِيَاءُ ، فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ غَضِبْتُ لِلَّهِ ، قَالَ : فَجَحَدَ ذَلِكَ فِنْحَاصُ ، وَقَالَ : وَاللَّهِ مَا قُلْتُ ذَلِكَ . فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيمَا قَالَ فِنْحَاصُ ، رَدًّا عَلَيْهِ ، وَتَصْدِيقًا لأَبِي بَكْرٍ ،  لَّقَدْ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوْلَ ٱلَّذِينَ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ ٱلأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ } * { ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ
وَنَزَلَ فِي أَبِي بَكْرٍ ، وَمَا بَلَغَهُ فِي ذَلِكَ مِنَ الْغَضَبِ : وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ سورة آل عمران آية 186 
برلماني يهودي:لا تلد زوجتي بجانب امراة مسلمة يقتل ابنها ابني بعد 20سنة وفي الحقيقة ابنها يقصف بالطائرات ابن المسلمة
يهدمون بيوت المسلمين ويشتكون للعالم هؤلاء يبنون دون ترخيص
يجهزون على فلسطيني ملقى على الأرض مصاب بعدة خراطيش مغمى عليه ويقولون دفاع عن النفس
3حديث الأفك وانفاقه على مسطح
كان مسطح رجلا مسلما فقير الحال له قرابة بابي بكر فكان أبو بكر يعطف عليه وينفق عليه ويكرمه ولما قذف عبد الله بن ابي راس المنافقين السيدة عائشة أم المؤمنين بدا مسطح يردد ما قاله رأس المنافقين  في حين أن أبا أيوب وزوجه قالوا  ما نقول إلا خيرا قالت ‏:‏ فلما نزل القرآن بذكر من قال من أهل الفاحشة ما قال من أهل الإفك ، فقال تعالى ‏:‏ ‏إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم ، لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ، لكل امرىء منهم ما اكتسب من الإثم ، والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ‏
قال ابن هشام ‏:‏ والذي تولى كبره عبدالله بن أبي ، ‏.‏ ثم قال تعالى ‏:‏ ‏‏ لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا ‏‏ ‏:‏ أي فقالوا كما قال أبو أيوب وصاحبته ، ثم قال ‏:‏ ‏ إذ تلقَّونه بألسنتكم ، وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم ، وتحسبونه هينا ، وهو عند الله عظيم ‏(إشارة إلى مسطح)‏ ‏.‏فلما نزل هذا في عائشة ، وفيمن قال لها ما قال ، قال أبو بكر ، وكان ينفق على مسطح لقرابته وحاجته ‏:‏ والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا ، ولا أنفعه بنفع أبدا بعد الذي قال لعائشة ، وأدخل علينا ؛ قالت ‏:‏ فأنزل الله في ذلك ‏ وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ ٱلْفَضْلِ مِنكُمْ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤْتُوۤاْ أُوْلِي ٱلْقُرْبَىٰ وَٱلْمَسَاكِينَ وَٱلْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوۤاْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
4مسابقته في الخيرات
في رهط من الصحابة جلس الرسول صلى الله عليه وسلم فسألهم: من أصبح منكم صائما؟فقال ابو بكر أنا يا رسول الله
ثم سأل من تبع منكم جنازة؟
فقال أبو بكر : أنا يا رسول الله
ثم سأل الرسول صلى الله عليه وسلم : من اطعم منكم اليوم مسكينا؟
فقال أبو بكر : أنا يا رسول الله
ثم سأل : من عاد منكم اليوم مريضا؟
فقال أبو بكر : أنا يا رسول الله
فقال صلى الله عليه وسلم :وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا جَمَعَهُنَّ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ إِلا مُؤْمِنٌ، وَإِلا دَخَلَ بِهِنَّ الْجَنَّةَ» .رواه مسلم
خطبة الجمعة القادمة ان شاء الله : تحليل خطبة أبي بكر لجيش أسامة
الاسلام والعنف:
أوصى أبو بكر جيش أسامة فقال:
يا أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني:
لا تخونوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلا صغيرا أو شيخا كبيرا ولا امرأة، ولا تعقروا نحلا ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له، وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام فإذا أكلتم منها شيئا فاذكروا اسم الله عليها،
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعدائك أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، واحمي حوزة الدين.
اللهم انصر دينك وانصر من نصر دينك واجعلنا من أنصار دينك يا رب العالمين.
اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم اغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا ولأولادنا ولأزواجنا. ولجميع المسلمين والمسلمات. والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
اللهم نور على أهل القبور من المسلمين والمسلمات قبورهم اللهم واغفر للأحياء ويسر لهم أمورهم
عباد اللهإِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ*



vendredi 1 avril 2016

ابو بكرالصديق اسلامه ودعوته وابتلاؤه وانفاق ماله في سبيل الله

إسلام أبي بكر ودعوته وابتلاؤه و دفاعه عن المسلمين




إسلام أبي بكر ودعوته وابتلاؤه و دفاعه عن المسلمين

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102 سورة آل عمران)
وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أبداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
وقد نشرت هذه الوثيقة بتصريح من المعهد الدولي لحقوق الإنسان بجامعة دي بول شيكاغو.
"أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم".

هو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم  يعرفه قبل البعثة بدماثة خلقه، وكريم سجاياه، كما يعرف أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم بصدقه، وأمانته وأخلاقه التي تمنعه من الكذب على الناس، فكيف يكذب على الله  فعندما نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ يدعو الأفراد إلى الله، وقع أول اختياره على الصديق
فعندما فاتحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوة الله وقال له: «...إني رسول الله ونبيه، بعثني لأبلغ رسالته، وأدعوك إلى الله بالحق، فوالله إنه للحق، أدعوك يا أبا بكر إلى الله وحده لا شريك له، ولا تعبد غيره، والموالاة على طاعته» .
فأسلم الصديق ولم يتلعثم وتقدم ولم يتأخر، وعاهد رسول الله على نصرته، فقام بما تعهد، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقه: «إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركون لي صاحبي؟» مرتين .
 أول من أسلم من الرجال الأحرار، قال ابن عباس وأسماء بنت أبي بكر: أول من أسلم أبو بكر، ومن النساء خديجة، ومن الموالي زيد بن حارثة، ومن الغلمان علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم ، وأول من أسلم من الرجال الأحرار أبو بكر الصديق، وإسلامه كان أنفع من إسلام من تقدم ذكرهم؛ كان رئيسًا في قريش مكرمًا، وصاحب مال ،  
وبإسلام أبي بكر عمَّ السرور قلب النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث تقول أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: فلما فرغ من كلامه أي النبي صلى الله عليه وسلم أسلم أبو بكر، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده، وما بين الأخشبين أحد أكثر سرورا منه بإسلام أبي بكر  . لقد كان أبو بكر كنزًا من الكنوز ادخره الله تعالى لنبيه، وكان من أحب قريش لقريش، فذلك الخلق السمح الذي وهبه الله تعالى إياه جعله ، من الذين يألفون ويؤلفون، والخلق السمح وحده عنصر كاف لألفة القوم، وهو الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر»  .
 وقريش تعترف للصديق بأنه أعلمها بأنسابها وأعلمها بتاريخها، فالطبقة المثقفة ترتاد مجلس أبي بكر لتنهل منه علمًا لا تجده عند غيره غزارة ووفرة وسعة، ومن أجل هذا كان الشباب النابهون والفتيان الأذكياء يرتادون مجلسه دائمًا، إنهم الصفوة الفكرية المثقفة التي تود أن تلقى عنده هذه العلوم، وهذا جانب آخر من جوانب عظمته.وعلم الأنساب عند العرب، وعلم التاريخ هما أهم العلوم عندهم،
وطبقة رجال الأعمال ورجال المال في مكة، هي كذلك من رواد مجلس الصديق؛ فهو إن لم يكن التاجر الأول في مكة، فهو من أشهر تجارها، فأرباب المصالح هم كذلك قُصَّاده،
كان رصيده الأدبي والعلمي والاجتماعي في المجتمع المكي عظيمًا، ولذلك عندما تحرك في دعوته للإسلام استجاب له صفوة من خيرة الخلق .
ثانيًا: دعوته.
  وقد كان نموذجًا حيًّا في تطبيقه لقول الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" النحل: 125وحمل الدعوة مع النبي صلى الله عليه وسلم، وتعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإسلام دين العمل والدعوة والجهاد، وأن الإيمان لا يكمل حتى يهب المسلم نفسه وما يملك لله رب العالمين  ، قال تعالى: قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
دعوة الصديق  إلى الله بوضوح تمثل  صورة من صور الإيمان بهذا الدين، والاستجابة لله ورسوله، صورة المؤمن الذي لا يقر له قرار، ولا يهدأ له بال حتى يحقق في دنيا الناس ما آمن به، وقد بقي نشاط أبي بكر وحماسته للإسلام إلى أن توفاه الله -عز وجل- لم يفتر أو يضعف أو يمل أو يعجز  .
كانت أول ثمار الصديق الدعوية دخول صفوة من خيرة الخلق في الإسلام، وهم: الزبير بن العوام، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعثمان بن مظعون، وأبو عبيدة بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو سلمة بن عبد الأسد، والأرقم ابن أبي الأرقم رضي الله عنهم. وجاء بهؤلاء الصحابة الكرام فرادى فأسلموا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا الدعامات الأولى التي قام عليها صرح الدعوة،
اهتم الصديق بأسرته فأسلمت أسماء وعائشة وعبد الله وزوجته أم رومان وخادمه عامر بن فهيرة،
إن هذه الأخلاق والصفات الحميدة لا بد منها للدعاة إلى الله، وإلا أصبحت دعوتهم للناس صيحة في واد ، وسيرة الصديق وهي تفسر لنا فهمه للإسلام وكيف عاش به في حياته حرى بالدعاة أن يتأسوا بها في دعوة الأفراد إلى الله تعالى.
ثالثًا: ابتلاؤه:
إن سنة الابتلاء ماضية في الأفراد والجماعات والشعوب والأمم والدول، وقد مضت هذه السنة في الصحابة الكرام، وتحملوا -رضوان الله عليهم- من البلاء ما تنوء به الرواسي الشامخات، وبذلوا أموالهم ودماءهم في سبيل الله، وبلغ بهم الجهد ما شاء الله أن يبلغ، ولم يسلم أشراف المسلمين من هذا الابتلاء، فلقد أوذي أبو بكر صلى الله عليه وسلم وحثي على رأسه التراب، وضُرِبَ في المسجد الحرام بالنعال، حتى ما يعرف وجهه من أنفه، وحمل إلى بيته في ثوبه وهو ما بين الحياة والموت( ، فقد روت عائشة -رضي الله تعالى عنها- أنه لما اجتمع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا ثمانية وثلاثين رجلاً ألح أبو بكر صلى الله عليه وسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهور، فقال: يا أبا بكر إنا قليل، فلم يزل أبو بكر يلح حتى ظهر رسول الله، وقام أبو بكر في الناس خطيبًا ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فكان أول خطيب دعا إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين، فضربوه في نواحي المسجد ضربًا شديدًا، ووُطِئ أبو بكر وضرب ضربًا شديدًا، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين ويُحرفهما لوجهه ، حتى ما يعرف وجهه من أنفه، وجاءت بنو تيم يتعادون، فأجْلَتِ المشركين عن أبي بكر، وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله ولا يشكون في موته، ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد وقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة، فرجعوا إلى أبي بكر فجعل أبو قحافة «والده» وبنو تيم يكلمون أبا بكر حتى أجاب، فتكلم آخر النهار فقال: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟  ققالوا لأمه أم الخير: انظري أن تطعميه شيئًا أو تسقيه إياه، فلما خلت به ألحت عليه، وجعل يقول: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: والله ما لي علم بصاحبك، فقال: اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه، فخرجت حتى جاءت أم جميل، فقالت: إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله، فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعًا ، فدنت أم جميل، وأعلنت بالصياح وقالت: والله إن قومًا نالوا منك لأهل فسق وكفر، إنني لأرجو أن ينتقم الله  لك منهم، قال: فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: هذه أمك تسمع، قال: فلا شيء عليك منها، قالت: سَالِم صَالِح، قال: أين هو؟ قالت: في دار الأرقم، قال: فإن لله عليَّ أن لا أذوق طعاما ولا أشرب شرابا أو آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمهلتا حتى إذا هدأت الرِّجْلُ وسكن الناس، خرجتا به يتكئ عليهما، حتى أدخلتاه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: فأكب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبَّله، وأكب عليه المسلمون، ورقَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم رقة شديدة، فقال أبو بكر: بأبي وأمي يا رسول الله، ليس بي بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي برة بولدها وأنت مبارك فادعها إلى الله، وادع الله لها عسى الله أن يستنقذها بك من النار، قال: فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعاها إلى الله فأسلمت


إن هذا الحدث العظيم في طياته دروس وعبر لكل مسلم حريص على الاقتداء بهؤلاء الصحب الكرام، ونحاول أن نستخرج بعض هذه الدروس التي منها:
1- حرص الصديق على إعلان الإسلام وإظهاره أمام الكفار، وهذا يدل على قوة إيمانه وشجاعته، وقد تحمل الأذى العظيم، حتى إن قومه كانوا لا يشكون في موته. لقد أُشْرب قلبه حب الله ورسوله أكثر من نفسه، ولم يعد يهمه بعد إسلامه إلا أن تعلو راية التوحيد، ويرتفع النداء: لا إله إلا اله محمد رسول الله في أرجاء مكة حتى لو كان الثمن حياته، وكاد أبو بكر فعلا أن يدفع حياته ثمنًا لعقيدته وإسلامه.
2- حب الله ورسوله تغلغل في قلب أبي بكر وتغلب على حبه لنفسه، بدليل أنه رغم ما ألَمَّ به كان أول ما سأل عنه: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قبل أن يطعم أو يشرب، وأقسم أنه لن يفعل حتى يأتي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا يجب أن يكون حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عند كل مسلم؛ أحب إليه مما سواهما حتى لو كلفه ذلك نفسه وماله .
3- يظهر بر الصديق بأمه وحرصه على هدايتها في قوله لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هذه أمي برة بولدها وأنت مبارك فادعها إلى الله وادع الله لها عسى أن يستنقذها بك من النار. إنه الخوف من عذاب الله والرغبة في رضاه وجنته، ولقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم أبي بكر بالهداية فاستجاب الله له، وأسلمت أم أبي بكر وأصبحت من ضمن الجماعة المؤمنة المباركة التي تسعى لنشر دين الله تعالى. ونلمس رحمة الله بعباده ونلحظ من خلال الحدث قانون المنحة بعد المحنة.
إن من أكثر الصحابة الذين تعرضوا لمحنة الأذى والفتنة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق 
4: دفاعه عن النبي صلى الله عليه وسلم:
من صفات الصديق التي تميز بها الجرأة والشجاعة، فقد كان لا يهاب أحدًا في الحق، ولا تأخذه لومة لائم في نصرة دين الله والعمل له والدفاع عن رسوله صلى الله عليه وسلم، فعن عروة بن الزبير قال: سألت ابن عمرو بن العاص بأن يخبرني بأشد شيء صنعه المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في حجر الكعبة، إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقًا شديدًا، فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبيه ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم   وقال: أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ" [غافر: 28
5: إنفاقه الأموال لتحرير المعذبين في الله:
تعرض بلال لابتلاء شديد ولم يكن له ظهر يسنده، ولا عشيرة تحميه، ولا سيوف تذود عنه، ومثل هذا الإنسان في المجتمع الجاهلي المكي ليس له دور في الحياة إلا أن يخدم ويطيع ويباع ويشترى كالسائمة، أما أن يكون له رأي أو يكون صاحب فكر، أو صاحب دعوة أو صاحب قضية، فهذه جريمة شنعاء في المجتمع الجاهلي المكي تهز أركانه، وتزلزل أقدامه،
عن ابن عباس قال: " عَذَّب المشركون بلالاً، وبلال يقول أَحَد أَحَد؛ فمرّ به النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: «أحد ـ يعني الله تعالى ـ ينجيك» ثم قال لأبي بكر: «يا أبا بكر إنّ بلالاً يعذب في الله» فعرف أبو بكر الذي يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانصرف إلى منزله، فأخذ رطلاً من ذهب، ومضى به إلى أمية بن خلف، فقال له: أتبيعني بلالاً؟ قال: نعم، فاشتراه فأعتقه. فقال المشركون: ما أعتقه أبو بكر إلا ليدٍ كانت له عنده؛ فنزلت { وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ } أي عند أبي بكر { مِن نِّعْمَةٍ } ، أي من يدٍ ومِنَّة، { تُجْزَىٰ } بل { ٱبْتِغَآءَ } بما فعل { وَجْهِ رَبِّهِ ٱلأَعْلَىٰ }. وقيل: اشترى أبو بكر من أمية وأبيّ بن خلف بِلالاً، ببردة وعشر أواق، فأعتقه لله،فأنزل تعالى :  فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىٰ لاَ يَصْلَٰهَآ إِلاَّ ٱلأَشْقَى ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى  ٱلَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ  وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ  إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ ٱلأَعْلَىٰ   وَلَسَوْفَ يَرْضَى 
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعدائك أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، واحمي حوزة الدين.
اللهم انصر دينك وانصر من نصر دينك واجعلنا من أنصار دينك يا رب العالمين.
اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
اللهم اغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا ولأولادنا ولأزواجنا. ولجميع المسلمين والمسلمات. والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
اللهم نور على أهل القبور من المسلمين والمسلمات قبورهم اللهم واغفر للأحياء ويسر لهم أمورهم
.............
عباد اللهإِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ*