vendredi 17 décembre 2021

ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم

التآلف والاجتماع من مقاصد الشريعة خطبة 17/12/2021 إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102]. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1]. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71].أما بعـد:فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار إصلاح ذات البين من العبادات الجليلة التي رغب عنها الكثير من الناس، مع ما فيها من الأجر الجزيل والخير العميم؛ فإن من مقاصد التشريع تحقيق المودة والألفة بين الناس، وقد أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن إصلاح ذات البين أعلى درجة من الصلاة والصيام والصدقة.وقد كثرت النزاعات على مستوى المجتمع بين عامة الناس وعلى مستوى الزوجين، ومما يمكن أن يساعد في تقليل الخلاف ورأب الصدع إحياء هذه العبادة الجليلة. قامت بين القبائل العربية في الجاهلية حروب كثيرة طاحنة أشهرها حرب البسوس وحرب الفجار وحرب بعاث وحرب داحس والغبراءبين فريقين من قبيلة عطفان .داحس حصان لا يشق له غبار لعبس والغبراء فرس لا يشق لها غبار لذبيان في سباق للفروسية جمع من الشباب راوا أن داحس متقدم على الغبراء فعطلوه حتى تسبقه الغبراء وفازت فلما انكشف الأمر اشتعلت الحرب بين عبس وذبيان دامت 40 سنة مات فيه الكثير حرب البسوس دامت 40 سنة أيضا من أجل ناقة في المدينة المنورة قامت حرب بين ألأاوس والخزرج طيلة 120 سنة وهما يتقاتلان آخرها حرب يوم بعاث حرب دامية أججها اليهود قبل الهجرة ب5 سنوات . جاء الإسلام فأصبح الأوس والخزرج إخوة وزالت الأحقاد فهل يرضى اليهود بهذا؟ إليكم القصة لان التاريخ يعيد نفسه مر رجل من اليهود بملأ من الأوس والخزرج ، فساءه ما هم عليه من الاتفاق والأُلفة ، فبعث رجلاً معه وأمره أن يجلس بينهم ويذكرهم ما كان من حروبهم يوم بُعاث وتلك الحروب ، ففعل ، فلم يزل ذلك دأبه حتى حميت نفوسُ القوم وغضب بعضهم على بعض ، وتثاوروا ، ونادوا بشعارهم ، وطلبوا أسلحتهم ، وتواعدوا إلى الحرة ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاهم فجعل يُسكنهم ويقول : ( أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم ؟ ) وتلا عليهم ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ) [آل عمران: 103] . فندموا على ما كان منهم ،واصطلحوا وتعانقوا وألقوا السلاح رضي الله عنهم جميعاً · ومجاله حل القضايا القبلية المستعصية . فهي ركيزة الأخوة الأخوة في الله على منهج الله لتحقيق منهج الله واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون فهي أخوة إذن تنبثق من التقوى والإسلام من الركيزة الأولى أساسها الاعتصام بحبل الله أي عهده ونهجه ودينه واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا هذه الأخوة المعتصمة بحبل الله نعمة يمتن الله بها على الجماعة المسلمة الأولى وهي نعمة يهبها الله لمن يحبهم من عباده دائما وهو هنا يذكرهم هذه النعمة يذكرهم كيف كانوا في الجاهلية أعداء وما كان أعدى من الأوس والخزرج في المدينة أحد وهما الحيان العربيان في يثرب يجاورهما اليهود الذين كانوا يوقدون حول هذه العداوة وينفخون في نارها حتى تأكل روابط الحيين جميعا ومن ثم تجد يهود مجالها الصالح الذي لا تعمل إلا فيه ولا تعيش إلا معه فألف الله بين قلوب الحيين من العرب بالإسلام وما كان إلا الإسلام وحده يجمع هذه القلوب المتنافرة وما كان إلا حبل الله الذي يعتصم به الجميع فيصبحون بنعمة الله إخوانا وما يمكن أن يجمع القلوب إلا أخوة في الله تصغر إلى جانبها الأحقاد التاريخية والثارات القبلية والأطماع الشخصية والرايات العنصرية ويتجمع الصف تحت لواء الله الكبير المتعال واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم ينعمته إخوانا ويذكرهم كذلك نعمته عليهم في إنقاذهم من النار التي كانوا على وشك أن يقعوا فيها إنقاذهم من النار بهدايتهم إلى الاعتصام بحبل الله الركيزة الأولى وبالتأليف بين قلوبهم فأصبحوا بنعمة الله إخوانا مشهد مثير كأن الناس سقطوا في بئر عميقة ويبحثون عن مخرج للنجاة فألقي إليهم حبل فاعتصموا به جميعا فنجوا جميعا هذا حبل الله كتابة وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعلنا بحبلك معتصمين وبه متمسكين إخوة يدا واحدة وانشر السلم والأمن بيننا وابعد عنا الشقاق والخلاف والنزاع وانشر المودة والمحبة والألفة والتعاون والرحمة بين أبناء وطننا وبين المسلمين في كافة أرجاء الأرض إنك سميع مجيب وعلى كل شيئ قدير الخطبة 2 { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ } آية 46 الأنفال تبين الآيةى بوضوح أن التنازع يؤدي بأبناء البلد إلى الفشل بجميع معانيه والفشل يؤدي إلى ذهاب الريح أي القوة فيتشتت الشمل ويتفرق أبناء البلد جراء التنازع وتضيع البلاد وتصبح لقمة سائغة للاعداء فاللهم ربنا يا علي يا قدير يا سميع يا مجيب اجمع شملنا ووحد صفوفنا وأزل التنازع والخلاف بيننا اللهم اجعلنا إخوة متحابين متضامنين يدا واحدة على أعدائنا اللهم نسألك بكل اسم هو لك إذا دعيت به استجبت أن تنشر السلم والأمن في بلادنا وأن تجمع شملنا وتزيل أسباب الشقاق والنزاع بيننا اللهم انشر السلم والأمن بيننا وجنب بلادنا وبلاد المسلمين شر الحروب الأهلية التي يخسر فيه الجميع ولا يربح فيها إلا أعداء المسلمين اللهم أطفئ نار الحرب في اليمن وسوريا والعراق وليبيا وفي كل بلد اللهم نسألك النصر لإخوتنا في فلسطين الجريحة وحرر المسجد الأقصى من اليهود والصهاينة الغاصبين اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين واعل بفضلك وكرمك كلمة الحق والدين اللهم لا تترك لنا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا دينا إلا قضيته

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire