samedi 24 juillet 2021
خطبة الايمان بيوم القيامة وأثره في اصلاح المجتمع
سورة القيامة لأ اقسم بيوم القيامة
إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنلا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدً عبده ورسوله.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَآل عمران:102. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباًالنساء:1. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماًالأحزاب:70-71.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
{ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } * { وَلاَ أُقْسِمُ بِٱلنَّفْسِ ٱللَّوَّامَةِ } * { أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ } * { بَلَىٰ قَادِرِينَ عَلَىٰ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ } * { بَلْ يُرِيدُ ٱلإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ } * { يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلْقِيَامَةِ } *
إخواني: جعل الله اليوم الآخر لعقابه وثوابه نهاية لهذا العالم الذي نعيش فيه، والله حكم عدل، لا يظلم أحدا،ً جعل الجنة أهلاً لمن أطاعه، وجعل النار عقاباً لمن عصاه، وأخذ الله العهد على نفسه، أن يثيب من أطاعه، وأن لا يظلمه شيء، وأخذ العهد على نفسه أن يجعل الكفار المشركين في النار خالدين مخلدين، فقال : فَحَقَّ وَعِيدِق:14.
واليوم الآخر -أيها الإخوة- نعمة عظيمة من نعم الله، والإيمان به ركن من أركان الإيمان، وأن تؤمن بالله، واليوم الآخر، وبالرسل، والكتب والنبيين، وبالقدر خيره وشره، والذي لا يؤمن باليوم الآخر عاقبته سوداء، ومصيره إلى جهنم، والعياذ بالله،
وقد كابر في هذه المسألة المشركون ، وناقشوا رسول الله ﷺ فيها ، وكان أحدهم يأتي بالعظم البالي فيفته بين يدي النبي ﷺ ويقول: أتزعم أن ربك يعيد هذا، وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُالجاثية:24. وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَالأنعام:29. فأنكر الكفار اليوم الآخر.
إن الكفرة العصاة -أيها الإخوة - لا يستطيعون أن يتحملوا التفكير في أن هناك يوم آخر، وأن هذه الأعمال التي تعمل في الدنيا لابد من الجزاء والحساب عليها، وأهل الشهوات لا يستطيعون أن يتحملوا في أدمغتهم وأذهانهم شيئاً اسمه اليوم الآخر؛ ولذلك فهم يسارعون إلى نفيه، ويتكبرون، ويستكبرون في الاعتراف به، وبعضهم يتناساه ويتغافل عنه،
هذا اليوم الذي يبدأ بانقلابات في هذا الكون إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْالتكوير:1، إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْْالانشقاق:1، وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ التكوير:6 وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْالتكوير:3، وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاًطه:105،فَإِذَا انشَقَّتْ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ الرحمن:37. كَلاَّ إِذَا دُكَّتْ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاًالفجر:21. ولما تقع الواقعة لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ إِذَا رُجَّتْ الأَرْضُ رَجّاً وَبُسَّتْ الْجِبَالُ بَسّاً فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثّاًالواقعة:2-6.
وفي ذلك اليوم وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاًالفجر:22، فيقدم الله ، ويجيء مجيئاً يليق بجلاله وعظمته، للفصل بين العباد، فيحاكمون بين يدي الجبار، والملائكة صفوفاً صفوفاً في عظم خلقتهم التي خلقهم الله عليها، فيكون الموقف عظيما، ويكون المشهد جسيما، وتكون العاقبة هناك فعلاً لأهل الإيمان، وأهل الكفران.
الإيمان باليوم الآخر -أيها الإخوة- له فوائد عظيمة جداً، له نتائج باهرة، فمن فوائده: أن النفس عندما تعلم ضخامة العوض، وعندما تعلم بأن طاعة الله عاقبتها جنة عرضها السماوات والأرض، نعيمها لا يفنى، وعيشها دائم، وأكلها وظلها دائمان، وما فيها من أنواع النعيم فإن هذا الجزاء العظيم ينسي المسلم تعب العمل، وكده لله ؛ لأنه يتطلع إلى الأمام، يتطلع إلى الآخرة، فإذا نعيم الجنة ينسيه ما في طاعة الله من المشقة، والتعب، والعبادة لله تكاليف فيها مشقة على العبد في الصيام، أو في الحج، وحتى في إخراج المال بالزكاة، فيها تكاليف شاقة لكن العباد يستطيعونها، والله لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا البقرة:286.
والكفار على النقيض من المؤمنين لا يفكرون في اليوم الآخر مطلقاً، ولا يحسبون له أي حساب إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَالإنسان:27 الآن الدنيا، ولكنهم وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً الإنسان:27، ثقيلاً عليهم بطوله، كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍسورة المعارج: 4. ثقيلاً عليهم بتبعاته؛ لأنهم سيحملون أوزارهم على ظهورهم، وينتظرون في ذلك الموقف العظيم تحت الشمس الدانئة من رؤوسهم، والعطش الكبير، ثم يقولون: عطشنا ربنا فاسقنا فيقول لهم: ألا تردون؟ فإذا جهنم يحطم بعضها بعضا، فيساقون بالسلاسل، والأغلال إلى النار في الحميم، ثم في النار يسجرون.
فهو يوم وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاًالإنسان:27، هؤلاء الكفرة الذين لم يفكروا في هذا اليوم، سيصبح هذا النسيان وبالا عليهم يوم القيامة.
ومن أعظم فوائد هذا اليوم: ظهور آثار أسماء الله وصفاته، فإن الله رحيم، غفور، شديد العقاب، جبار، يوم القيامة ينادي الجبار في السماوات، عندما يقبضها بيمينه، والأرض معها، فيقول: أنا الجبار أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ فلا يجيبه أحد، فيظهر عند ذلك أثر عظيم من آثار أسماء الله وصفاته، عندما يفنى كل شيء، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ سورة الرحمن:27، فيظهر ذلك الأثر، ويعلن في السماوات والأرض أن لا إله إلا الله، وأن كل من عليها فان، وأن الباقي وجه ربك .
ويظهر أثر اسم الله الرحيم؛ عندما يدخل الجنة أناساً برحمته، وعندما يستر على المؤمنين ذنوباً كانوا يخافونها، ويتوقعون أن يشاهدوها في سجلات أعمالهم، ويظهر أثر صفة الله بأنه شديد العقاب، عندما يلقى الكفار، والعصاة في النار، فيحترقون فيها، فيكونوا لهن حطب جهنم هم وقود النار، ويظهر كذلك أثر اسم الله الجبار المتكبر عندما: يحشر المتكبرون كأمثال الذر مثل النمل يطؤهم الناس بأقدامهم ، وفي هذا اليوم من فوائده: شفاء صدور المظلومين، يأتي المقتول يجر القاتل فيقول: يا رب انظر هذا فيما قتلني، يأتي الذين قد عذبوا في الدنيا من المؤمنين؛ فينتقم الله لهم من الكفرة الذين عذبوهم: فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَالمطففين:34-36، وهذا اليوم يقام فيه ميزان العدل: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاًالأنبياء:47، وتوزن أعمال العباد بالدقة بالشعرة لا يخفى شيء، ولا يفوت منه شيء، فيكون العدل الحقيقي، الآن في الدنيا المحاكم أكثرها على شريعة لم ينزلها الله ، ولم يأذن بها، فهي تحكم بغير ما أنزل الله، وقد يوجد محاكم على الشريعة، ولكن القاضي جائر لا يحكم بما أنزل الله، ويأتيه الهوى والرشاوي، فتجعله يحيد عن شرع الله، هؤلاء هذه المجموعة يوم القيامة سيعاد الحق إلى نصابه، وسيقام العدل في أرض المحشر، في أرض الحساب، فلا يفوت شيء أبدا، وتظهر عزة المؤمنين، وذلة الكفار، في الدنيا قد يسام المؤمنون أنواع العذاب، وقد يظهر المتمسكون بالدين في أعين العامة أنهم أذلاء، وأن السيطرة والقوة للجبابرة العتاة المسيئين.
حرص المؤمن على الخير، ويوم القيامة يوم تبيض فيه وجوه، وتسود فيه وجوه، تبيض فيه وجوه أهل السنة، وتسود فيه وجوه أهل البدع، فيرى الناس جميعاً أهل المعاصي، والكفر، والشرك، والبدعة، والظلم، وجوههم قد أسودت، فينادى على رؤوس الأشهاد: أن لعنة على الظالمين، فيظهر عند ذلك العز الحقيقي، والذل الحقيقي، في ذلك اللون الذي يكسي الله به وجوه أهل السنة، ووجوه أهل البدعة، وإن كان المسلمون المؤمنون الصادقون في الدنيا فقراء محتاجون، لكن قد لا يعطف عليهم أحد، فإن الله يجعل الكفار في الآخرة يمدون أيديهم يناشدون المؤمنين أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنْ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَالأعراف:50،
هذا من فوائد اليوم الآخر، ومن فوائده أن المسلم العامل لدين الله لا يندم على كل عمل عمله، ولو لم ير ثمرة عمله في الدنيا، إن الذين يريدون إقامة منهج الله في الأرض، ويشتغلون بالدعوة إلى الله، والتربية على منهج رسول الله ﷺ، هؤلاء الناس الذين اصطفاهم الله من بين البشر للقيام بهذه المهمة، قد لا يأتي فيه اليوم الذين لا يرون فيه ثمرات أعمالهم يانعة، أو يرون فيه قيام المنهج الصحيح كما أراده رب العالمين على الأرض، وقد لا يأتي عليهم اليوم الذين لا يرون فيه سراج الدين وهاجا، وقد لا يأتي عليهم اليوم الذين يرون الناس يدخلون في دين الله أفواجا، ولكنهم ؛ بسبب إيمانهم أن هذه الأعمال لن تضيع، وإن أجرها عند رب العالمين،
.
صدق الله العليّ العظيم والحمد لله ربّ العالمين حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه حمدا عدد خلقه ورضا نفسه وزينة عرشه ومداد كلماته وأصلّي وأسلّم على المبعوث رحمة للعالمين اللهمّ صلّ وسلّم وبارك عليه كما تحبّ وترضى صلاة دائمة طيّبة مباركة
اللّهمّ يا من لا يضيع لديه أجر المحسنين ويا من هو منتهى خوف العابدين ويا من هو غاية خشية المتّقين نحن عبيدك بين يديك كبّلتنا الذّنوب وأثقلتنا المعاصي وليس لنا رجاء إلاّ فيك جئناك ونحن نرجو رحمتك ونخشى عذابك ونطلب مغفرتك فلا تردّنا يا ربّنا ويا مولانا و ياخالقنا خائبين اللهمّ كما أقررنا بقدرتك فامنحنا مغفرتك وارفعنا عن الذّنوب وكما سلّمنا أنفسنا بين يديك فاكنفنا برعايتك وسترك في الدّنيا والآخرة اللّهمّ وثبّت في طاعتك نيّتنا وأحكم في عبادتك بصيرتنا ووفّقنا إلى صالح الأقوال والأعمال وجنّبنا دنس الخطايا اللّهمّ إنّا نتوب إليك ونحن في مقامنا هذا ونحن نعلم أنّك تحبّ التوّابين ونستغفرك ونحن نعلم أنّك تحبّ المستغفرين اللّهمّ فامح عنّا السيّئات كبيرها وصغيرها ظاهرها وباطنها ما علمنا منها وما لم نعلم
اللّهمّ لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلاّ غفرته ولا همّا إلاّ فرّجته ولا دينا إلاّ قضيته ولا مريضا إلاّ شفيته ولا مظلوما إلاّ أنصفته ولا ضالاّ إلاّ هديته ولا فقيرا إلاّ أغنيته اللهمّ أقبل حجّ الحاجّين وعمرة المعتمرين وصدقة المتصدّقين ، اللهمّ لك الحمد أن أنعمت علينا بالغيث النّافع فزدنا ولا تنقصنا وأغثنا ولا تجعلنا من عبادك القانطين إنّك رؤوف رحيم
اللّهم ألّف بين قلوبنا واحفظنا بما تحفظ به عبادك الصّالحين يا قويّ يا متين اللهم انصر من نصر الدّين واخذل أعداء الدّين واجعل كيدهم في نحرهم وانشر السلم والأمن في بلادنا وفي جميع بلاد المسلمين واجعلنا إخوة متحابين متراحمين يا قويّ يا متين
اللهم لا تترك لنا مرسضا إلا شفيته ولا ضالا إلا أهديته
وارحم والدينا ومن علّمنا وعلّمناه واجعلنا ممّن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه اللهمّ فكما أمرت بالتّوبة وضمنت بالقبول وحثثت على الدّعاء ووعدت بالإجابة فصلّ على سيّدنا محمّد وآله واقبل توبتنا إنّك أنت التّواب الرّحيم
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire