غزوة الأحزاب
}
الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ،
ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبدهورسوله ، صلى الله
عليه، وعلى آله وأصحابه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً وبعد .
وَلَمَّا رَأَى ٱلْمُؤْمِنُونَ
ٱلأَحْزَابَ قَالُواْ هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ ٱللَّهُ
وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً } * { مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ
فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ
تَبْدِيلاً } * { لِّيَجْزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّادِقِينَ
بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ إِن شَآءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ
إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } * {
المكان
المدينة المنورة السنة الخامسة بعد الهجرة بداية شوال السنة الخامسة للهجرة مارس 627م
خبر
عاجل يصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إن حي بن أخطب زعيم بني النضير يصل مكة
ويتصل برؤوس الكفرة ويعرض عليهم محاربة المسلمين يدا واحدة في وقت واحد في مكان
واحد بسيف واحد
عن عكرمة : أن كعب بن الأشرف انطلق إلى المشركين من
كفار قريش
، فاستجاشهم
على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمرهم أن] يغزوه ، وقال : إنا معكم
نقاتله . فقالوا : إنكم أهل كتاب ، وهو صاحب كتاب ، ولا نأمن أن يكون هذا مكرا
منكم ، فإن أردت أن نخرج معك فاسجد لهذين الصنمين وآمن بهما . ففعل . ثم قالوا :
نحن أهدى أم محمد
؟ قال : بل أنتم خير وأهدى ، فنزلت فيه : ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون
للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا " .
خبر ثان أن قريش
أعدت 4000مقاتل و300جواد و1500بعير
خبر ثالث حيي بن
أخطب مع وفد من قريش يتصلون بالقبائل العربية ويقنعونها بالمشاركة أشجع جمعت
400مقاتل بنو مرة 400 بنو سليم 700 بنو سعد بنو أسد
استشار رسول الله
أصحابه فقال سلمان: يا رسول الله إن
القليل لا يقاوم الكثير، قال: ماذا نصنع؟ قال: نحفر خندقاً يكون بينك وبينهم
حجاباً فيمكنك منعهم المطاولة ولا يمكنهم أن يأتونا من كل وجه فإنا كنا معاشر
العجم في بلاد فارس إذا دهمتنا دهماء
من عدونا نحفر الخنادق فتكون الحرب من مواضع معروفة فنزل جبريل على رسول الله
فقال: أشار سلمان بالصواب فأمر الرسول بمسحه من ناحية أحد إلى رانج وجعل على كل
عشرين خطوة وثلاثين خطوة قوماً من المهاجرين والأنصار يحفرونه فأمر وحملت المساحي
والمعاول وبدأ رسول الله بنفسه وأخذ معولاً فحفر في موضع المهاجرين وعلي ينقل
التراب من الحفرة حتى عرق رسول الله وقال: لا عيش إلاَّ عيش الآخرة، اللهم اغفر
للأنصار والمهاجرين.
فهناك القبيلة الخطيرة بنو قريظة، التي ما زالت تقبع في الجنوب
الشرقي للمدينة المنورة، وهي قبيلة ذات حصون وقلاع وسلاح ورجال.
وهي وإن كانت تعاهد المسلمين معاهدة دفاع مشترك عن المدينة وحسن
جوار، إلا أنهم كعامَّة اليهود لا أمان ولا عهد فوعدوا رسول الله بعدم الخيانة
كانت
روحه ـ صلى الله عليه وسلم ـ تستشرف النصر من بعيد، وتراه رأي العين في ومضات
الصخور على ضرب المعاول؛ فيحدث بها المسلمين، ويبث فيهم الثقة واليقين.
قال
ابن إسحاق: " وحدثت عن سلمان الفارسي أنه قال: ضربت في ناحية من الخندق،
فغلظت عليّ صخرة، ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قريب مني. فلما رآني أضرب،
ورأى شدة المكان عليّ، نزل فأخذ المعول من يدي، فضرب به ضربة لمعت تحت المعول
برقة. قال: ثم ضرب به ضربة أخرى، فلمعت تحته برقة أخرى. قال: ثم ضرب به الثالثة،
فلمعت تحته برقة أخرى. قال: قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! ما هذا الذي رأيت،
لمع المعول وأنت تضرب؟ قال: " أوَ قد رأيت ذلك يا سلمان "؟ قال: قلت.
نعم: قال: أما الأولى فإن الله فتح عليّ بها اليمن. وأما الثانية فإن الله فتح
عليّ بها الشام والمغرب. وأما الثالثة فإن الله فتح عليّ بها المشرق فلمّا نظر الناس إلى رسول الله يحفر اجتهدوا في الحفر ونقل
التراب فلما كمل الخندق أمر رسول الله بحماية النساء والأطفال داخل البيوت والحصون
وجمع 3000مقاتل لكن أقبلت قريش ومعهم اليهود في 10آلاف مقاتل مدججين بالسلاح،وارتج
المسلمون وزلزلوا:
} * { إِذْ
جَآءُوكُمْ مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ ٱلأَبْصَارُ
وَبَلَغَتِ ٱلْقُلُوبُ ٱلْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَاْ } * { هُنَالِكَ ٱبْتُلِيَ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالاً شَدِيداً } * { وَإِذْ يَقُولُ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا
وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً
فوجئ
الجميع بالخندق وحاولوا اجتيازه لكن نبال المسلمين منعتهم ليس هناك إلا حل وحيد:
اقناع بني قريظة بفتح الحصون من غرب المدينة
وصل على جناح السرعة
لرسول الله هذا الخبر المفزع: جاء حي بن أخطب إلى بني
قريظة في جوف الليل وكان لهم حصن قد أغلقوه وتمسكوا بعهد رسول الله فدق باب الحصن
فسمع كعب بن أسيد فقال
له: من أنت؟ قال: حي بن أخطب قد
جئتك بعز الدهر، فقال كعب: بل جئتني بذل الدهر، فقال: يا كعب هذه قريش في قادتها
وسادتها وهذه سليم وغيرهم ولا يفلت محمد وأصحابه من هذا الجمع أبداً فافتح الباب
وانقض العهد بينك وبين محمد فطال بينهما الجدال حتى أمر كعب بفتح باب الحصن فدخل
حي بن أخطب، فقال: ويلك يا كعب انقض العهد الذي بينك وبين محمد ولا ترد رأيي فإن
محمداً لا يفلت من هذا الجمع أبداً فإن فاتك هذا الوقت لم تدرك مثله أبداً، واجتمع
كل من كان في الحصن من رؤساء اليهود فقال لهم كعب: ما ترون؟ قالوا: أنت المطاع
فينا
المنافقون : كان محمد يعدنا أن نأكل من كنوز كسرى وقيصر وأحدا
لا يأمن على نفسه أن يذهب للغائط
خبر خطير :هجم يهود بني قريظة على النساء في البيوت لارهابهن
فقتلت صفية بنت عبد المطلب أحدهم بعمود
ومما يصور هذه الحالة
أبلغ تصوير خبر حذيفة. " والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يحس حالة أصحابه، ويرى نفوسهم
من داخلها، فيقول: من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع. يشرط له رسول الله
ـ صلى الله عليه وسلم ـ الرجعة. أسأل الله تعالى أن يكون رفيقي في الجنة " . ومع هذا الشرط بالرجعة، ومع الدعاء المضمون بالرفقة مع رسول
الله في الجنة، فإن أحداً لا يلبي النداء. فإذا عين بالاسم حذيفة قال: فلم يكن لي
بد من القيام حين دعاني!
المنفاقون ينزل القرآن يفضحهم: } * { وَإِذْ قَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ يٰأَهْلَ
يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَٱرْجِعُواْ وَيَسْتَئْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ
ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن
يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً
موقف المؤمنين: }
* { وَلَمَّا رَأَى ٱلْمُؤْمِنُونَ
ٱلأَحْزَابَ قَالُواْ هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ ٱللَّهُ
وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً } * { مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ
صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ
وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً } * { لِّيَجْزِيَ ٱللَّهُ ٱلصَّادِقِينَ
بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ إِن شَآءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ
إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً
وجاء نصر الله نعيم بن
مسعود أحد عقلاء العرب وله صداقة متينة مع قريش ومع اليهود يدرك أن محمدا على حق
فيمثل بين يديه معلنا اسلامه فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم ك إنما أنت
فينا رجل واحد فخذل عنا ان استطعت فإن الحرب خدعة
فاتصل ببني قريظة وقال
لليهود : قريش ملت الحصار والبقاء وقد ترتحل وتترككم لمحمد فلا تقاتلوا مع القوم
حتى تأخذوا رهنا من زعمائهاوذهب إلى قريش قائلا: بنو قريظة ندموا على ما فعلوا من
نكث العهد وأنهم اتصلوا بمحمد طالبين أن يسامحهم ويقدموا له مقابل ذلك عددا من
اشراف قريش يضرب رؤوسهم فإني أنصحكم إذا بعثت اليهود تطلب رهائن من رجالكم فلا
تبعثوا أحدا
وبعثت اليهود تطلب رهائن
فخافت قريش وايقنت غدرهم وبدا شمل الكفار يتشتت
ولما جن الليل عصفت ريح
شديدة ومطر ورعد اقتلعت الخيام وكفأت القدور وهربت الخيل وخيل إليهم أن المسلمين
هجموا عليهم فجمعوا ما استطاعوا وتفرقوا راجعين فلما طلع الفجر لم يجد المسلمون
منهم أحدا فرفعوا أكف الضراعة إلى الله شاكرين نعمته : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ
ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَآءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا
عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ
بَصِيراً
العبرة المسلمون طرف في المعركة وليسوا وحده بل الله معهم
وجنوده وكل ما في الكون : إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله لما رجع يوم الخندق ووضع
السلاح واغتسل أتاه جبريل عليه السلام وقد عصب راسه الغبار فقال : وضعت السلاح فو
الله ما وضعته قال فأين : قال ها هنا وأومأ إلى بني قريظة فأمر رسول الله أصحابه
أن لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة فخرج في 3000 من المسلمين وحاصروهم وسمع
منهم قبيح الكلام وبعد 25ليلة من الحصار طلبوا من رسول الله أن يحكم فيهم سيدنا سعد بن معاذ سيد الأوس وكانت بينه وبينهم
علاقة قبل اسلامه فحكم بقتل مقاتليهم فعوقبوا بنفس العقاب الذي أعدوه للمسلمين
فضربت أعناقهم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire