محاضرة
الشيخ الناصر
عزيز
خصائص القرآن الكريم
الحمدُ
للهِ الذي خلقَ كلَّ شيءٍ فقدَّرَه تقديراً وجعلَ الليلَ والنهَّارَ خِلْفَةً
لِمَنْ أرادَ أنْ يذَّكَّرَ أوْ أرادَ شُكوراً، أحمَدُهُ سبحانَه وتعالَى حمداً
كثيراً، وأشهدُ أنْ لا إِلهَ إلاَّ الله ُوحدَهُ لا شريكَ له وعَدَ المتقينَ
جنَّةً وحريراً، وتوعَّدَ الفاجرينَ ناراً وسعيراً. وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ
ورسولُهُ، أرسلَهُ إلى الناسِ كافةً بشيراً ونذيراً وداعِياً إلى اللهِ بإذنِهِ
وسِراجاً منيراً، صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليماً كثيراً.
أمَّا بعدُ: فأوصِيكُم – أيُّها الناسُ- ونفسِي بتقْوَى اللهِ تعالَى، فإنَّها سببٌ لِتحقيقِ المرغوبِ، وبَسْطِ الأرزاقِ ودخُولِ جنَّةِ الكريمِ الرزَّاقِ:" وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ"الطلاق2-3
أمَّا بعدُ: فأوصِيكُم – أيُّها الناسُ- ونفسِي بتقْوَى اللهِ تعالَى، فإنَّها سببٌ لِتحقيقِ المرغوبِ، وبَسْطِ الأرزاقِ ودخُولِ جنَّةِ الكريمِ الرزَّاقِ:" وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ"الطلاق2-3
القرآن هو الكلام المعجز المنزّل على الرسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم
المكتوب في المصاحف المنقول بالتواتر المتعبّد بتلاوته
القرآن هو الكلام المعجز: اخراجه عن بقية الكلام غير المعجز
المنزل على الرسول محمد:إخراجه
عما سوى ذلك من الكتب المنزلة عن الرسل السابقين
المكتوب في المصاحف أي المصاحف العثمانية المنقول بالتواتر :اخراجه عن القرأآت الشاذة
المتعبد بتلاوته : اخراجه عن
الحديث القدسي والحديث النبوي
والأصوليون يطلقون القرآن على الكلّ وعلى أبعاضه ، فيقال لمن قرأ اللفظ
المنزّل كلّه إنّه قرأ قرآنا ، كما يقال لمن قرأ بعض الآيات منه إنّه قرأ قرآنا
وقد ثبت أنّ أوّل ما نزل على الإطلاق قوله تعالى " اقرأ
باسم ربّك الذي خلق " إلى قوله تعالى " علّم الإنسان ما لم يعلم "
واستمرّ
نزول القرآن يتتابع إلى أن نزل قوله تعالى " واتّقوا يوما ترجعون فيه
إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفس ما كسبت وهم لا يظلمون " وعاش النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد
نزولها تسع ليال ، ثمّ انتقل إلى الرفيق الأعلى
فكان نزول
القرآن منجّما ومفرّقا على مدى أكثر من عشرين سنة ، وهي المدّة الفاصلة بين
مبتدأ التنزيل ومختتمه ، وفي ذلك يقول الحقّ تبارك وتعالى " وقرآنا فرقناه
... "
ولتنجيم القرأن
أسرار وحِكم كثيرة : منها ما صرّح بها القرآن ومنها ما نبّه إليها
العلماء والمفسّرون
فأمّا ما جاء في القرآن :
- 1 -
من ذلك قول الله جلّت
حكمته : " وقال الذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملة واحدة كذلك
لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلا "
فالله تعالى لم يُكذب الكفّار حين عابوا على الرسول الأكرم تنزّل القرآن
مفرّقا ، وإنّما أجابهم ببيان الحكمة في نزوله على هذه الكيفيّة ، وهي تثبيت فؤاد الرسول صلّى الله
عليه وسلّم على الحقّ وتقوية قلبه وشحذ عزيمته ، ذلك أنّ في تجدّد نزول
الوحي على الرسول وتكرار تنزّله عليه تسلية لقلبه وتأييدا له للمضيّ قدما ،
واستشعارا للعناية الإلهيّة المتواصلة
- 2 – ومن ذلك قوله تعالى مخاطبا رسوله
الكريم" لتقرأه على الناس على مكث
ونزلناه تنزيلا " وفي ذلك من التيسير على المسلمين في حفظه وتدبّر معانيه والنظر في أحكامه
وحِكمه ممّا لا يخفى عن كلّ ذي عقل سليم
وأمّا ما أشار إليه العلماء ، فمن ذلك
:
- 3 - أنّ في نزول القرآن مفرّقا ما
يساعد على تكرار التحدّي به
وتحقيق الإعجاز ، فقد ثبت أنّ القرآن الكريم قد تحدّى العرب على مراحل
متدرّجة ، تحدّاهم بأن يأتوا بمثل هذا القرآن ولو ساعد بعضهم بعضا
فقال تعالى : " قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون
بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا "
وقال أيضا : " فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين "
ثمّ تحدّاهم بأن يأتوا بعشر سور مثله ، قال تعالى : " أم يقولون
افتراه قل فاتوا بعشر سور
مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين "
ثمّ تحدّاهم بأن يأتوا بسورة واحدة منه ، قال تعالى : " وإن كنتم
في ريب مما نزلنا على عبدنا
فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين "
فثبت بذلك الإعجاز وظهرت قدرة المعجز
- 4 – وفي نزول القرآن منجّما مسايرة للحوادث ومواكبة للوقائع
المستجدّة ، فتكون الآيات المنزّلة أوقع في النفس
وأبلغ
- 5 – كما أنّ
في نزول القرآن مفرّقا من التدرّج
بالتشريع ما يدعو إلى تجنّب المفاجآت الداعية إلى الإعراض ، فلا تشقّ على الأنفس
التكاليف ولا تنفر القلوب عن قبول الأحكام المنزّلة وما فيها من أوامر
ونواه ملزمة السيدة عائشة رضي الله عنها قالت لو نزل أول ما نزل لا
تشربوا الخمرلقالت العرب لا ندع الخمر أبدا
هكذا كان ينزل القرآن منجّما ومفرّقا ، شيئا فشيئا ، فربّما نزلت آية واحدة
أو حتّى جزء من آية أحيانا ، كما في قوله تعالى " لا يستوي القاعدون من
المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم " فعن
زيد بن ثابت قال : كنت إلى جنب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فغشيته
السكينة فوقعت فخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على فخذي فما وجدت ثقل
شيء أثقل من فخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ثمّ سرّي عنه فقال : اكتب
فكتبت في كتف " لا يستوي القاعدون
من المؤمنين " " والمجاهدون في سبيل الله " إلى آخر
الآية
فقام ابن أمّ مكتوم – وكان رجلا أعمى –
لمّا سمع فضيلة المجاهدين فقال : يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد من
المؤمنين ؟ فلمّا قضى كلامه غشيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم السكينة
فوقعت فخذه على فخذي ووجدت من ثقلها في المرّة الثانية كما وجدت في المرّة الأولى
ثمّ سرّي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقــال : اقــرأ يـا زيـد ،
فقـرأت " لا يستوي القـاعدون مـن المـؤمنين " فقـال رسول الله صلّى
الله عليه وسلّم " غير أولي الضرر " الآية كلّها ، قال زيد : فأنزلها الله وحدها فألحقتها ،
(أخرجه أبو داود في سننه من كتاب الجهاد واللفظ له ، والإمام أحمد في مسنده من
مسند الأنصار)
وربّما نزلت بضع آيات في غالب الأحيان كما في سورة اقرأ ، فأوّل ما نزل منها مفتتح السورة إلى قوله
تعالى " علّم الإنسان ما لم يعلم " وكما في سورة الضحى ، فأوّل ما نزل منها مفتتح
السورة إلى قوله تعالى " ولسوف يعطيك ربك فترضى "
وربّما تنزل
أحيانا سورة كاملة كما هو الحال بالنسبة لسورة المرسلات فعن عبد الله بن مسعود قال
: كنّا مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في غار حراء فنزلت عليه والمرسلات
عرفا فأخذتها من فيه وإنّ فاه رطب بها فلا أدري بأيّها ختم " فبأيّ حديث
بعده يؤمنون " ، " وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون
"
وكذلك بالنسبة لسورة الأنعام فعن عبد الله بن
عباس قال : نزلت سورة الأنعام بمكّة ليلا جملة وحولها سبعون ألف ملك ، وعن عبد
الله بن عمر قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نزلت عليّ سورة
الأنعام جملة واحدة يشيّعها سبعون ألف ملك
وكان كلّما نزل على
رسول الله نجم من القرآن طلب إلى أصحابه أن يحفظوه ، فقد كان التعويل على
الحفظ في الصدور في ذلك العصر يفوق التعويل على الحفظ بين السطور على عادة العرب
يومئذ من جعل صدورهم أناجيلهم
ورغم بساطة وسائل الكتابة وأدواتها لديهم فإنّ ذلك لم يصرف بعض من كان يحسن الكتابة من الصحابة من تدوين
آيات القرآن الكريم زيادة منهم في التوثّق والحفظ حتّى تظاهر الكتابة الحفظ
، ويعاضد ما دوّن بين السطور ما حصّل في الصدور
فكان لرسول الله كتّاب وحي يكتبون ما يملي عليهم من آيات الله ،
يدوّنونها في العسب – جريدة النخل – واللخاف – حجارة بيض رقيقة – وفي الرقاع وقطع
الأديم وعظام الأكتاف والأضلاع
وكان هؤلاء الكتّاب
من خيرة صحابة رسول الله ، ففيهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطّاب وعثمان بن عفّان
وعليّ بن أبي طالب وخالد بن الوليد وأبيّ بن كعب وزيد بن ثابت
وقد جمع القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الحفّاظ
فضلا عن هؤلاء معاذ بن جبل وعبادة بن الصامت وأبو الدرداء وأبو أيّوب
الأنصاري
وكان جمع القرآن
وترتيب آياته يتمّ حسب إرشاد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، وكان هذا
الترتيب بتوقيف من جبريل عليه السلام
وقد توفّي الرسول صلّى الله عليه وسلّم والقرآن كلّه محفوظ في صدور
الحفّاظ من الصحابة مدوّن بين السطور بما تيسّر من وسائل الكتابة آنذاك فبلغت سوره مائة وأربع عشرة سورة ،
وبلغت آياته نحو ستّة آلاف ومائتين وستّا وثلاثين آية
وكان نزول القرآن قد انقسم إلى مدّتين متمايزتين ، مدّة مكّية ومدّة مدنيّة ، فما نزل قبل
هجرة الرسول صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة المنوّرة اصطلح عليه بالقرآن المكّي ولو كان نزوله
بغير مكّة ، وأمّا ما نزل بعد الهجرة فاصطلح عليه بالقرآن المدني ولو كان نزوله
بمكّة
وهذا التقسيم هو المشهور ، وقد اعتمده العلماء واشتهر بينهم
ومن خصائص القرآن المكّي :
أنّ التشريع فيه قد اتّجه إلى إصلاح
العقيدة وتعميق أبعادها
في نفوس المؤمنين والحفاظ على نقائها وصفائها ، فحمل على أهل الشرك والوثنيّة وأتاهم بكلّ حجّة
وحكّمهم إلى الحسّ وضرب لهم أبلغ الأمثال وفتح عيونهم على ما في أنفسهم من شواهد
الحقّ وقاضاهم إلى الأوّليات والمشاهدات يقودهم بذلك إلى الاعتراف بوحدانية الله
والتسليم بمضامين الوحي
وتحدّث عن عادات أهل
مكّة القبيحة ولفت أنظارهم إلى ما في ذلك من دناءة ومساوىء وما زال بهم
حتّى طهّرهم منها تطهيرا
وشرح لهم أصول
الأخلاق وحقوق الاجتماع فكرّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان وحبّب إليهم
الإيمان وزيّنه في قلوبهم ، وقصّ
عليهم من أنباء الرسل وأقوامهم ما فيه أبلغ المواعظ والعبر
وسلك في خطابه القرآني
سبيل الإيجاز حتّى جاءت السور المكيّة قصيرة الآيات ، صغيرة السور ، إذ كانوا أهل
فصاحة يناسبهم الإيجاز والإقلال
وأمّا القرآن المدني فمن خصائصه :
أنّ التشريع فيه قد اتّجه
إلى التفصيل في شتّى جوانب القوانين المدنيّة والجنائيّة والحربيّة والاجتماعيّة
والدوليّة ، وكذلك الحقوق الشخصيّة وسائر ضروب العبادات والمعاملات ومختلف
التشريعات العمليّة التي تقام عليها أمور المجتمع وتساس بمقتضاها شؤون الدولة
كما دعا أهل الكتاب إلى
الإسلام وناقشهم في عقائدهم الباطلة وسلك في ذلك كلّه طريق الإطناب
والإسهاب في الآيات والسور
على أنّه وإن انفصل التشريع المدني عن التشريع المكّي من حيث الزمن وكذلك
من حيث الخصائص والمميّزات فلا يعني ذلك أنّ بين التشريعين خطّا فاصلا يزيل ما
بينها من ارتباط وامتداد ، إذ
ما بني التشريع المدني إلاّ على أصول التوحيد وقواعد الإيمان التي نزل بها الوحي
في مكّة
ولقد كانت طريقة تشريع الأحكام في هذا العصر –
سواء منها المكّي أو المدني – تجري على أحد وجوه ثلاثة :
الوجه
الأوّل : أن تنزل مناسبة لحوادث وقعت في زمن الرسول صلّى الله عليه وسلّم
، فتتنزّل الآية أو الآيات ببيان ما يتّصل بتلك الحادثة
وهذه الحوادث يمكن أن تكون :
- 1 – بسبب حصول خلاف :
كالخلاف الذي نشب بين جماعة من الأوس وجماعة من الخزرج حتّى كادوا أن يقتتلوا ،
وذلك أنّ الأوس والخزرج كانوا في الجاهليّة قد تخاذلوا وتحاربوا حتّى تفانوا وكانت
بينهم حروب وآخرها يوم بعاث التي انتهت قبل الهجرة بثلاث سنين ، فلمّا اجتمعوا على
الإسلام زالت تلك الأحقاد من بينهم وأصبحوا عدّة للإسلام ، فساء ذلك يهود يثرب
فقام شاس بن قيس اليهودي – وهو شيخ قديم منهم –
فجلس إلى الأوس والخزرج أو دسّ عليهم من يذكّرهم حروب بعاث ، فكادوا أن
يقتتلوا ونادى كلّ فريق : يا للأوس ، يا للخزرج ، واجتمعوا وأخذوا السلاح واصطفّوا
للقتال ، فنزل على النبيّ صلّى
الله عليه وسلّم قول الله تعالى " يا أيّها الذين آمنوا إن تطيعوا
فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردّوكم بعد إيمانكم كافرين " فجاء عليه الصلاة والسلام حتّى وقف بين الصفّين
وقال : أتدعون الجاهليّة وأنا بين أظهركم ؟ وفي رواية : أبدعوى الجاهليّة ؟ – أي
تدعون بدعوى الجاهليّة – و قرأ الآية ورفع صوته ، فمـا فرغ منها حتّى عرفوا
أنّها نزغة من الشيطان وكيد من عدوّهم ،
فألقوا السلاح وعانق بعضهم بعضا وجعلوا يبكون ، ثمّ انصرفوا مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سامعين مطيعين
- 2 – أو بسبب ارتكاب خطإ عظيم
: كقرب الصلاة في حالة سكر– قبل تحريم
الخمر على المسلمين – وذلك أنّ الخمر كانت حلالا لم يحرّمها الله تعالى أوّل الأمر
فبقيت على الإباحة الأصليّة وفي المسلمين من يشربها ، وقد أبقى الله إباحتها رحمة
للمسلمين في معتادهم مع تهئية النفوس إلى قبول تحريمها
فعليّ بن أبي طالب كرّم
الله وجهه قال : صنع لنا عبد الرحمان بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر ، فأخذت
الخمر منّا ، وحضرت الصلاة فقدّموني فقرأت : " قل يا أيّها الكافرون لا أعبد
ما تعبدون ، ونحن نعبد ما تعبدون فأنزل الله " يا أيّها الذين آمنوا لا
تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتّى تعلموا ما تقولون "
- 3 – أو بسبب رغبة من الرغبات :
كموافقات عمر بن الخطّاب ، فقد أخرج
الإمام البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب قال : وافقت ربّي في ثلاث ، فقلت يـا رسول الله لو اتّخذنا مـن
مـقام إبراهيم مصلّى فنزلت " واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلّى " وآيــة الحجـاب ، قلت يــا رســول الله : لو
أمرت نساءك أن يحتجبن فإنّه يكلّمهنّ البرّ والفاجر فنزلت آية الحجاب واجتمع نسـاء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في
الغيرة عليه فقلت لهنّ : " عسى ربّه إن طلقكنّ أن يبدله أزواجا خيرا منكنّ
" فنزلت الآية – أي كما نطق بها عمر بن الخطاب –
وفي صحيح مسلم قال عمر بن الخطاب : وافقت ربّي في ثلاث ، في مقام إبراهيم
وفي الحجاب وفي أسارى بدر
وليس في رواية مسلم ذكر لاجتماع نساء النبيّ في الغيرة عليه ، فتكون موافقة
عمر في أربع
- 4 - أو من
أجل النهي عن القيام بعمل ما : مثل ما ورد عن عبد الله بن
عبّاس أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعث مرثدا الغنوي – واسمه كنّاز
بن حصين الغنوي – وكان
حليفا لبني هاشم فبعثه إلى مكّة سرّا ليخرج رجلا أو ناسا من المسلمين بها أسرى ،
فسمعت بقدومه امرأة يقال لها " عناق " وكانت خليلة له في الجاهليّة ،
فلمّا أسلم أعرض عنهـا فأتته فقــالت : ويحك يا مرثد ألا تخلو ؟ فقـال لهـا : إنّ
الإسلام قد حال بيني وبينك وحرّمه علينا ، فقالت : فتزوّجني ، قال : حتّى أستأذن
رسول الله ، فأتى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فاستأذنه فنزل قول الله عزّ
وجلّ " ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن " فنهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
مرثد عن التزوّج بها لأنّها مشركة
- 5 – أو من أجل ردّ حقّ لأصحابه :
من ذلك ماورد عن جابر بن عبد الله قال : جاءت امرأة سعد بن الربيع بابنتيها من سعد
إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالت : يا رسول الله هاتان ابنتا سعد بن الربيع قُتل أبوهما معك
في أُحد شهيدا ، وإنّ عمّهما أخذ مالهما فلم يدع لهما مالا ، ولا تنكحان إلاّ
ولهما مال ، فقال رسول الله يقضي الله في ذلك ، فنزلت آية الميراث فبعث رسول الله إلى عمّهما وقــــال له : اعط
ابنتي سعد الثلثين ، واعط أمّهما الثمن ومـا بقي فهو لك
الوجه الثاني :
أن تنزل الآيات متضمّنة لأحكام وقع سؤال الرسول صلّى الله عليه وسلّم عنها –
وجميعها افتتحت بـكلمة " يسألونك
" – وهذه الأسئلة الموجّهة إلى الرسول منها ما كانت صادرة عن المسلمين ومنها
ما كانت صادرة عن غيرهم :
* النوع الأوّل : ما كان صادرا عن غير
المسلمين : وهذا النوع إمّا أن يكون
- 1 – بإغراء من
اليهود لتعجيز النبيّ : من ذلك ما كان من المشركين بمكّة الذين سألوا
الرسول صلّى الله عليه وسلّم بإغراء من أحبار اليهود في يثرب – وقد كان بين
قريش وبين أهل يثرب صِلات كثيرة من صهر وتجارة وصحبة حتّى أنّه كان لكلّ يثربيّ
صاحب بمكّة ينزل عنده إذا قدم الآخـر بلده– فسألوه عن ذي
القرنين فنزل قوله تعالى " ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلوا عليكم منه
ذكرا "
ومن ذلك أيضا ما ورد عن ابن عباس قال : قالت قريش ليهود أعطونا شيئا نسأل
هذا الرجل عنه فقالوا : سلوه عن الروح ، قال : فسألوه عن
الروح ، فأنزل الله تعالى " ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربّي وما
أوتيتم من العلم إلاّ قليلا
وعن عبد الله بن عباس قال : بينا أنا مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في
حرث وهو متّكىء علـى عسيب إذ مرّ اليهود ، فقال بعضهم لبعض : سلوه عن الروح ، فقال
: ما رابكم إليه وقال بعضهم : لا يستقبلكم
بشيء تكرهونه ، فقالوا : سلوه ، فسألوه عن الروح فأمسك النبيّ صلّى الله عليه
وسلّم فلم يردّ عليهم شيئــا ،
فعلمت أنّه يوحى إليــه فقمت مقامي
فلمّا نزل الوحـي قـال : " ويسألونك عن الروح قل
الروح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلا "
ووجه الجمع بين الحديثين أنّ اليهود لمّا سألوا النبيّ صلّى الله عليه
وسلّم قد ظنّ النبيّ أنّهم أقرب من قريش إلـى فهم معنى الروح فانتظر أن ينزل
عليـه الوحـي بما يجيبهم بـه أبين ممّا أجاب به قريشا ، فكرّرالله تعالى إنزال
الآية التي نزلت بمكّة أو أمره أن يتلوها عليهم ليعلم أنّهم وقريشا سواء في
العجزعن إدراك هذه الحقيقة أو أنّ الجواب لا يتغيّر
هذا ، ولا مانع من أن يتكرّر السؤال في مناسبات وذلك شأن الذين معارفهم
محدودة فهم يلقونها في كلّ مجلس
ومن ذلك أيضا أنّ المشركين أرادوا امتحان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وذلك لفرط إنكارهم
فجعلوا يسألونه عن الساعة ووقتها تعجيزا له، فنزل قوله
تعالى يسألونك عن الساعة أيّان مرساها قل إنّما علمها عند ربّي لا يجلّيها
لوقتها إلاّ هو
وقيل أنّ اليهود هم الذين كانوا يقولون للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم إن كنت نبيّا فاخبرنا عن الساعة متى تقوم
ومن ذلك أيضا ما رواه الواحدي أنّ أحد اليهود سأل أنصاريّا عن الأهلّة
وأحوالها في الدقّة إلى أن تصير بدرا ثمّ تتناقص حتّى تختفي فسأل الأنصاري رسول
الله صلّى الله عليه وسلّم فنزل قولــه تعالـــى " يسألونك عن الأهلّة قل هي مواقيت للناس والحجّ "
وقيل هذا ممّا سأل عنه اليهود واعترضوا به على التبيّ ، فقال معاذ : يا
رسول الله إنّ اليهود تغشانا ويكثرون مسألتنا عن الأهلّة فما بال الهلال يبدو
دقيقا ثمّ يزيد حتى يستوي ويستدير ثمّ ينتقض حتّى يعود كما كان ؟ فأنزل الله هذه
الآية
- 2 – أو سؤال استهزاء واستخفاف لا سؤال استهداء
واسترشاد : من ذلك أنّهم كانوا يحيلون
انقضاء هذا العالم ويقولون فأين تكون هذه الجبال التي نراها ، فقد روي أنّ رجلا من
ثقيف سأل النبي صلّى الله عليه وسلّم عن ذلك ، وهم أهـل جبال لأنّ موطنهم
الطائف، فأنبأهم الله بمصيرهـا وأنزل قوـه تعالى " ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربّي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا
ترى فيها عوجا ولا أمتا " إبطالا لشبهتهم وتعليما للمؤمنين
ومن ذلك ما روي عن ابن عباس أنّه
قال : سأل مشركو مكّة رسول الله متى تكون الساعة استهزاءً ، وقد عقدوا قلوبهم على
استحالة وقوعها فأنزل الله عزّ وجلّ " يسألونك عن الساعة أيّان مرساها فيم
أنت من ذكراها إلى ربّك منتهاها "
* النوع الثاني : ما كان
صادرا عن المسلمين : وهذا النوع
-
1 – منه ما كانت الحال فيه مظنّة حيرة المسلمين : مثل
سؤالهم عن قربان النساء في المحيض ، وذلك أنّ المشركين كانوا لا يقربون نساءهم إذا
كنّ حيّضا ، وكانوا يفرطون في الابتعاد منهنّ مدّة الحيض وكان العرب في المدينة
وما والاها قد اعتادوا عوائد بني إسرائيل في تجنّب مؤاكلة الحائض ومساكنتها بل إنّ من قبائل العرب من كانت الحائض عندهم
مبغوضة ، فإن حاضت المرأة أخرجوها إلى الربض حتّى تطهر، فكانت الحال مظنّة حيرة
المسلمين في هذا الأمر تبعث على السؤال عنه ، ولذلك تساءل المسلمون عن أحقّ
المناهج في هذا الشأن ، وقد روي أنّ السائل عن هذا هو أبو الدحداح ثابت بن الدحداح
الأنصاري ، وروي أنّ السائل أسيد بن حضير وروي أنّه عبّاد بن بشر
وعن أنس : أنّ اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها ولم
يجامعوهنّ في البيوت ، فسأل أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم النبيّ ، فأنزل الله تعالى " ويسألونك
عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض " إلى آخر الآية ،
فقال النبي : اصنعوا كلّ شيء إلاّ النكاح ، فبلغ ذلك اليهود فقالوا : ما يريد هذا
الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلاّ خالفنا فيه ، فجاء أسيد بن حضير وعبّاد بن بشر
فقالا : يا رسول الله إنّ اليهود تقول كذا وكذا أفلا نجامعهنّ ؟ فتغيّر وجه رسول
الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى ظننّا أن قد وجد عليهما ، فخرجا فاستقبلهما
رجل يحمل هديّة من لبن إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأرسل في أثرهما
فسقاهما فعرفا أن لم يجد عليهما
- 2 - ومنه ما كان السؤال عمّا أحلّ بعد أن نزل أو بعد أن سمعوا ما حرّم
عليهم :
من ذلك أنّ عديّ بن حاتم وزيد بن مهلهل وهو
زيد الخيل الذي سمّاه رسول الله زيد الخير قالا : يا رسول الله إنّا قوم نصيد
بالكلاب والبزاة وإنّ الكلاب تأخذ البقر والحمر والظبّاء فمنه ما ندرك ذكاته ومنه
ما تقتله فلا ندرك ذكاته ، وقد حرّم الله الميتة فماذا يحلّ لنا ؟ فنزل قوله تبارك
وتعالى " يسألونك ماذا أحلّ لهم قل أحلّ لكم
الطيّبات وما علّمتم من الجوارح مكلّبين تعلّمونهنّ ممّا علّمكم الله فكلوا ممّا
أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه "
ومن ذلك ما روي عن ابن عباس قال :
لمّا أنزل الله عزّ وجلّ قوله " ولا تقربوا مال اليتيم إلاّ بالتي
هي أحسن و" إنّ الذين يأكلون
أموال اليتامى ظلما " انطلق من كان عنده يتيم فعزل طعامه من طعامه
وشرابه من شرابه فجعل يفضل من طعامه فيحبس له حتّى يأكله أو يفسد فاشتدّ ذلك عليهم
فذكروا ذلك لرسول الله فأنزل الله تعالى : " ويسألونك
عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم " فخلطوا طعامهم بطعامه وشرابهم بشرابه وقد روي أنّ السائل عن اليتامى هو عبد الله بن
رواحة
-
3 – ومنه ما كان السؤال متعلّقا بالوجوه التي ينفقون فيها وأين يضعون ما لزم
إنفاقه :
من ذلك ما رواه الواحدي عن ابن عباس أنّ عمرو بن الجموح الأنصاري وكان ذا
مال سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بماذا يتصدّق وعلى من ينفق فأنزل
الله تعالى " يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين
واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإنّ الله به عليم
-
4 - ومنه ما يكون السؤال بعد اختلاف في أمر وتنازع في استحقاق شيء ما :
من ذلك أنّ العرب قد كانت لهم عوائد متّبعة في الجاهليّة في الغنائم
والأنفال أرادوا العمل بها وتخالفوا في شأنها ، وذلك أنّه لمّا كان يوم بدر حاور
المسلمون الرسول في الغنائم فمنهم من كان يتكلّم بصريح السؤال ومنهم من كان يخاصم
أو يجادل غيره بما يؤذن حاله بأنّه يتطلّب فهما في هذا الشأن وقد تكرّرت الحوادث
في هذا الشأن يومئذ حتّى أنزل الله تعالى
" يسألونك
عن الأنفال قل الأنفال للّه والرسول "
-
5 – ومنه ما يكون السؤال ممّا يرجع إلى إصلاح الأحوال التي كان عليها الناس في
الجاهليّة :
مثل ما كان من شيوع شرب الخمر في الجاهليّة ، وذلك أمر معلوم لمن علم أدبهم
وتاريخهم ، فقد كانت الخمر قوام أود حياتهم وقصارى لذّاتهم ومسرّة زمانهم وملهى
أوقاتهم ولم يكن للعرب عيش أعجب منها ، ولكنّ الله لم يهمل رحمته بالناس حتّى في
حملهم على مصالحهم فلذلك جاءهم في تحريمها بطريقة التدريج فأقرّ حقبة إباحة
شربها ، ثمّ هيّأ ومهّد لتحريمها حتّى
تساءل الصحابة عن حكمها وسألوا الرسول قولا فصلا في شأنها ، من ذلك ما رواه
الواحدي من أنّ عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل ونفر من الأنصار أتوا رسول الله صلًى
الله عليه وسلّم فقالوا يا رسول الله أفتنا في الخمر فإنها مذهبة للعقل متلفة
للمال
فنزل قول تبارك وتعالى " يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع
للناس وإثمهما أكبر من نفعهما
* الوجه الثالث : أن
تنزل الآيات ابتداءً من غير سبب ، بحيث تكون غير مسبوقة بسؤال ولا
بحادثة معيّنة ، ولكنّ الخالق سبحانه وتعالى العليم بأمور عباده ، الخبير بشؤون
خلقه ، رأى أنّه قد آن أوان إبلاغها فيوحي بها إلى عبده ، وهذا الوجه من الآيات
موجود بكثرة في القرآن
ومن طبيعة النصوص القرآنيّة أنّها قطعيّة الورود باعتبار أنّها
نصوص منقولة بطريق التواتر كتابة ومشافهة ، وأمّا من ناحية دلالتها على الأحكام
فهي على نوعين :
فمنها ما هو قطعي :
بحيث يدلّ النصّ على معناه دون احتمال التأويل ، وهذا النوع من النصوص لا مجال
للاجتهاد فيه وذلك مثل آيات وجوب الصلاة والصوم والزكاة ومثل آيات المواريث التي
حدّدت أنصبة الوارثين ومثل آيات حرمة الزنا وشرب الخمر وحرمة أكل أموال الناس
بالباطل ، وغيرها من الأحكام التي أخذت حكم المعلوم من الدين بالضرورة
ومنها ما هو ظنّي
: بمعنى أنّها تحتمل التأويل ، وهذه النصوص مجال الاجتهاد
، والنظر فيها مفتوح ، وذلك مثل قوله تعالى " والمطلّقات يتربّصن بأنفسهنّ
ثلاثة قروء " فلفظ القرء من
الألفاظ المشتركة التي تجمع معنيين مختلفين متضادّين : هما الحيض والطهر ، ولذلك
كانت دلالة الآية ظنّية لا قطعيّة ، ومثل قوله تعالى " إنّما جزاء الذين
يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطّع أيديهم
وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض "
و" أو " ههنا قد
تفيد التخيير فيكون المعنى المستفاد من الآية أنّ السلطان مخيّر في هذه العقوبات
يفعل بقاطع السبيل أيّها شاء ، وقد تفيد التفصيل والتبعيض فمن حارب وقتل
وأخذ المال صُلب ، ومن قتل ولم يأخذ المال قُتل ، ومن أخذ المال ولم يقتل قُطعت
والفرق بين ما هو قطعي في دلالته وما هم ظنّي في دلالته من النصوص ، هو أنّ
القطعي واجب الاتّباع فهو بمنزلة العقائد في الملّة ، وأمّا الظنّي فهو منبع
الخلاف وتعدّد الأفهام والاجتهادات في الأحكام
اللّهمّ صلِّ وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد – صلى
الله عليه وسلم – صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر وعلى آله وأصحابه وعن التابعين
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بعفوك وجودك وكرمك يا أرحم الراحمين
اللّهمّ لك الحمد حتّى ترضى ولك الحمد على الرّضا ولك
الحمد في الأولى والآخرة لك الحمد على نعمة الإسلام وعلى نعمة الإيمان وعلى ان
جعلتنا من اتباع هذا النبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم اللّهم فاجعلنا في شفاعته
يوم الدّين واسقنا من يده الكريمة شربة لا نظمأ من بعدها أبدا . اللهم
أعز الإسلام والمسلمين واخذل الشرك والمشركين ، الله انصر دينك وكتابك وسنة
نبيك وعبادك المؤمنين .
اللهم فرِّج هم المهمومين من المسلمين ، ونفِّس كرب
المكروبين ، واقضِ الدين عن المدينين ، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين برحمتك يا
أرحم الراحمين اللهمّ ارحم موتانا أجمعين واجعلهم من الشّهداء ومن ورثة
جنّات النعيم وأفرغ صبرا على أهليهم وارزقهم جميل الصّبر والسّلوان
اللهم آمنا في أوطاننا ،وأحفظنا من كلّ بلاء ووباء
ومن الغلاء ومن الفتن ما ظهر منها وما بطن وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ،
واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين ،
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت .. أنت الغني ونحن
الفقراء .. اللهمّ أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم أنت
الله لا إله إلا أنت .. أنت الغني ونحن الفقراء .. أنزل علينا رحمة من عندك لا
نشقى بعدها أبدا ، اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا يا ذا الجلال
والإكرام ، اللهم إنا خلقٌ من خلقك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك يا حي يا قيوم .
ربنا
آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار، سبحان ربنا رب العزة عما
يصفون وسلامٌ على المرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire