الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف
إن الحمد لله نحمده
ونستعينه ونستغفره الرزاق المتين بيده ملك السماوات والأرض "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا
لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا
فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " [الأعراف: 96].
وأشهد أن لا إلاه إلا
الله ضرب الأمثال لذلك في القرآن؛ قال
تعالى: "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً
يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ
فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا
يَصْنَعُونَ" [النحل: 112].
ونستعينه ونستغفره الرزاق المتين بيده ملك السماوات والأرض "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا
لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا
فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " [الأعراف: 96].
وأشهد أن لا إلاه إلا
الله ضرب الأمثال لذلك في القرآن؛ قال
تعالى: "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً
يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ
فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا
يَصْنَعُونَ" [النحل: 112].
وأشهد أن حبيبنا ورسولنا
وقدوتنا أشرف الخلق عند الله حثنا على طلب الرزق والعمل والكد والإنتاج فقال : لو
قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلة فليغرسها" . [أخرجه الإمام مسلم]
وقدوتنا أشرف الخلق عند الله حثنا على طلب الرزق والعمل والكد والإنتاج فقال : لو
قامت القيامة وبيد أحدكم فسيلة فليغرسها" . [أخرجه الإمام مسلم]
منذ الفجر الأول
لنزول الوحي على قلب الرسول عليه الصلاة والسلام، تأكد أن الأمن الاقتصادي والأمن
النفسي ركيزتان أساسيتان في استقرار الدول والمجتمعات. ففي سورة قريش من الله
تعالى على قوم مكة بإطعامهم من الجوع وأمنهم من الخوف (الذي أطعمهم من
جوع وآمنهم من خوف) قاعدة عظيمة جدا لاستقرار الدول
لنزول الوحي على قلب الرسول عليه الصلاة والسلام، تأكد أن الأمن الاقتصادي والأمن
النفسي ركيزتان أساسيتان في استقرار الدول والمجتمعات. ففي سورة قريش من الله
تعالى على قوم مكة بإطعامهم من الجوع وأمنهم من الخوف (الذي أطعمهم من
جوع وآمنهم من خوف) قاعدة عظيمة جدا لاستقرار الدول
لذلك إذا أراد
عدو أن يزعزع استقرار بلد ما فإنه يلجأ للحصار
الاقتصادي وبث الرعب والخوف داخل ذاك المجتمع المتماسك الآمن
عدو أن يزعزع استقرار بلد ما فإنه يلجأ للحصار
الاقتصادي وبث الرعب والخوف داخل ذاك المجتمع المتماسك الآمن
لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ
إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ أي فلتعبد قريش ربها شكرا له على أن
جعلهم قوما تجارا ذوي أسفار في بلاد غير ذات زرع ولا ضرع، لهم رحلتان رحلة إلى
اليمن شتاء لجلب الأعطار والملابس التي تأتي من بلاد الهند والخليج العربي إلى تلك
البلاد ورحلة في الصيف إلى بلاد الشام لجلب الحاصلات الزراعية إلى بلادهم المحرومة
منها. وقد كان العرب يحترمونهم
في أسفارهم، لأنهم جيران بيت الله وسكان حرمه، وولاة الكعبة، فيذهبون آمنين،
ويعودون سالمين، لا يمسهم أحد بسوء على كثرة ما كان بين العرب من السلب والنهب
والغارات التي لا تنقطع. فكان احترام البيت ضربا
من القوة المعنوية التي تحتمي بها قريش في الأسفار، ولهذا ألفتها نفوسهم، وتعلقت
بالرحيل، استدرارا للرزق. وهذا الإجلال الذي ملك
نفوس العرب من البيت الحرام، إنما هو من تسخيررب البيت سبحانه، وقد حفظ حرمته،
وزادها في نفوس العرب ردّ الحبشة عنه حين أرادوا هدمه، وإهلاكهم قبل أن ينقضوا منه
حجرا، بل قبل أن يدنوا منه. ولو نزلت مكانة البيت من
نفوس العرب، ونقصت حرمته عندهم، واستطالت الأيدي على سفّارهم لنفروا من تلك
الرحلات، فقلّت وسائل الكسب بينهم، لأن أرضهم ليست بذات زرع ولا ضرع، وما هم بأهل
صناعة مشهورة يحتاج إليها الناس فيأتوهم وهم في عقر ديارهم ليأخذوا منها، فكانت
تضيق عليهم مسالك الأرزاق وتنقطع عنهم ينابيع الخيرات. فَلْيَعْبُدُوا
رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الذي حماه من الحبشة وغيرهم، ومكّن منزلته في النفوس، وكان
من الحق أن يفردوه بالتعظيم والإجلال. ثم وصف
رب هذا البيت بقوله: (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ
مِنْ جُوعٍ) أي إنه هو الذي أوسع لهم
الرزق، ومهد لهم سبله، ولولاه لكانوا في جوع وضنك عيش. (وَآمَنَهُمْ
مِنْ خَوْفٍ) أي وآمن طريقهم، وأورثهم
القبول عند الناس، ومنع عنهم التعدي والتطاول إلى أموالهم وأنفسهم، ولولاه لأخذهم
الخوف من كل مكان فعاشوا في ضنك وجهد شديد.
إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ أي فلتعبد قريش ربها شكرا له على أن
جعلهم قوما تجارا ذوي أسفار في بلاد غير ذات زرع ولا ضرع، لهم رحلتان رحلة إلى
اليمن شتاء لجلب الأعطار والملابس التي تأتي من بلاد الهند والخليج العربي إلى تلك
البلاد ورحلة في الصيف إلى بلاد الشام لجلب الحاصلات الزراعية إلى بلادهم المحرومة
منها. وقد كان العرب يحترمونهم
في أسفارهم، لأنهم جيران بيت الله وسكان حرمه، وولاة الكعبة، فيذهبون آمنين،
ويعودون سالمين، لا يمسهم أحد بسوء على كثرة ما كان بين العرب من السلب والنهب
والغارات التي لا تنقطع. فكان احترام البيت ضربا
من القوة المعنوية التي تحتمي بها قريش في الأسفار، ولهذا ألفتها نفوسهم، وتعلقت
بالرحيل، استدرارا للرزق. وهذا الإجلال الذي ملك
نفوس العرب من البيت الحرام، إنما هو من تسخيررب البيت سبحانه، وقد حفظ حرمته،
وزادها في نفوس العرب ردّ الحبشة عنه حين أرادوا هدمه، وإهلاكهم قبل أن ينقضوا منه
حجرا، بل قبل أن يدنوا منه. ولو نزلت مكانة البيت من
نفوس العرب، ونقصت حرمته عندهم، واستطالت الأيدي على سفّارهم لنفروا من تلك
الرحلات، فقلّت وسائل الكسب بينهم، لأن أرضهم ليست بذات زرع ولا ضرع، وما هم بأهل
صناعة مشهورة يحتاج إليها الناس فيأتوهم وهم في عقر ديارهم ليأخذوا منها، فكانت
تضيق عليهم مسالك الأرزاق وتنقطع عنهم ينابيع الخيرات. فَلْيَعْبُدُوا
رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الذي حماه من الحبشة وغيرهم، ومكّن منزلته في النفوس، وكان
من الحق أن يفردوه بالتعظيم والإجلال. ثم وصف
رب هذا البيت بقوله: (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ
مِنْ جُوعٍ) أي إنه هو الذي أوسع لهم
الرزق، ومهد لهم سبله، ولولاه لكانوا في جوع وضنك عيش. (وَآمَنَهُمْ
مِنْ خَوْفٍ) أي وآمن طريقهم، وأورثهم
القبول عند الناس، ومنع عنهم التعدي والتطاول إلى أموالهم وأنفسهم، ولولاه لأخذهم
الخوف من كل مكان فعاشوا في ضنك وجهد شديد.
وإذا كانوا يعرفون أن هذا
كله بفضل رب هذا البيت، فلم يتوسلون إليه بتعظيم غيره، وتوسيط سواه عنده؟ مع أنه
لا فضل لأحد ممن يوسطونه في شيء من النعمة التي هم فيها، نعمة الأمن ونعمة الرزق: وكفاية الحاجة. اللهم ألهم قلوبنا الشكر
على نعمك التي تترى علينا، وزدنا بسطة في العلم والرزق.
كله بفضل رب هذا البيت، فلم يتوسلون إليه بتعظيم غيره، وتوسيط سواه عنده؟ مع أنه
لا فضل لأحد ممن يوسطونه في شيء من النعمة التي هم فيها، نعمة الأمن ونعمة الرزق: وكفاية الحاجة. اللهم ألهم قلوبنا الشكر
على نعمك التي تترى علينا، وزدنا بسطة في العلم والرزق.
العبر 1) الاعتراف بنعم الله وشكره
2) قيمة الأمن النفسي 3) قيمة الأمن الغذائي
استجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام
استجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام
:" وَضَرَبَ
ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا
رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ
لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ"
ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا
رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَاقَهَا ٱللَّهُ
لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ"
وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ
لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ
لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ
فالاستقرار لايبنى
إلا بتحقيق هذين الشرطين، وتخلف أحدها يجعل الجماعات والأفراد على شفا حفرة من
الانزلاق والانهيار. أما الأمن الاقتصادي فلا يصل إليه الواصلون إلا بتوزيع عادل
للثروات واقتسام للأموال وتحريك لها في دورة اقتصادية واسعة ينتفع بها القريب
والبعيد، وتجريم كنزها واحتكارها (مافيات
إجرامية احتكرت الحليب والدواء والبيض هدفها الربح الحرام هدفها زيادة احتقان
الشعب )ودليل تحريم الاحتكار ما
أخرجه مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحتكر إلا خاطئ.. وفي المستدرك وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى: أن يحتكر الطعام. وفي المسند
وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من احتكر طعاماً أربعين ليلة فقد برئ من الله تعالى، وبرئ الله تعالى
منه
إلا بتحقيق هذين الشرطين، وتخلف أحدها يجعل الجماعات والأفراد على شفا حفرة من
الانزلاق والانهيار. أما الأمن الاقتصادي فلا يصل إليه الواصلون إلا بتوزيع عادل
للثروات واقتسام للأموال وتحريك لها في دورة اقتصادية واسعة ينتفع بها القريب
والبعيد، وتجريم كنزها واحتكارها (مافيات
إجرامية احتكرت الحليب والدواء والبيض هدفها الربح الحرام هدفها زيادة احتقان
الشعب )ودليل تحريم الاحتكار ما
أخرجه مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحتكر إلا خاطئ.. وفي المستدرك وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى: أن يحتكر الطعام. وفي المسند
وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من احتكر طعاماً أربعين ليلة فقد برئ من الله تعالى، وبرئ الله تعالى
منه
وأخيراً ننبه إلى أن التجار إذا
احتكروا ما يحرم احتكاره فإن على الحاكم أن يأمرهم بإخراج ما احتكروه وبيعه للناس،
فإن لم يمتثلوا ذلك أجبرهم على البيع إذا خيف الضرر على العامة، أو أخذه منهم
وباعه هو ورد عليهم الثمن.
احتكروا ما يحرم احتكاره فإن على الحاكم أن يأمرهم بإخراج ما احتكروه وبيعه للناس،
فإن لم يمتثلوا ذلك أجبرهم على البيع إذا خيف الضرر على العامة، أو أخذه منهم
وباعه هو ورد عليهم الثمن.
كي لاتكون دولة بين
الأغنياء من الناس. وأما الأمن النفسي فلامذاق له إلا بالمساواة التامة في
الإنسانية والكرامة البشرية وتحريم العنف والإكراه وتوفير أجواء الحريات وتوسيعها،
وضمان المحاكمات العادلة ،ومحاسبة الغشاشين ولو كانوا من الكبار، ونزاهة في
الأجهزة القضائية والأمنية، ومعاقبة المجرمين الحقيقيين، وإبعاد اللوبيات من
المراكز الحساسة..
وعندما يتحقق هذان
الشرطان الكبيران، تنعم جميع الفئات بالاستقرار التام، وتنشأ دولة السعادة بعد
دولة الحق والقانون.
فهل تتوفر بلادنا
على هذين الشرطين الكبيرين؟ الجواب يعرفه الخاص والعام، والقريب والبعيد. ولذلك
فإننا في حال كهذا ليس مستبعدا أن تظهر من حين لآخر حركات الاحتجاج العنيفة
والسلمية. بل من الطبيعي أن تظهر وقد أسلمنا الأمر والنهي لعواصم خارج الحدود تفعل
فينا ما تشاء، وقدمنا اقتصادنا الوطني كله رهينة لغيرنا (البنك العالمي وصندوق
النقد الدولي سببا الخراب في البلدان الفقيرة )، واستحوذ على ثرواتنا حفنة صغيرة
من إخواننا الأغنياء دون أن يتقوا الله في المال والناس، وخربنا أخلاقنا بأيدينا
وأيدي أعدائنا، وحيثما وليت وجهك لاترى إلا منكرا وفسوقا وفجورا. ظهور ممثّـل
عاريا تماما على خشبة المسرح حلقة جديدة من مسلسل الحرب على الإسلام واستفزاز
الشعب المسلم في دينه وأخلاقه. وهو أيضا تتويج لثقافة العُري والدّعارة وإتلاف
أموال الشعب ومت نرى من إهانة لعلماء الزيتونة الاجلاء ولرجال التربية من طرف شبه
صحفي سليط اللسان قليل الحياء مرتزق فمن
أين سيأتي الأمن الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والحال كما نرى ونسمع.
وغير بعيد عن سورة
قريش وصورتهم، فإن الوحي الرباني دعا أهل الحواضر والتجمعات إلى عبادة دائمة لله
للحفاظ على الاستقرار التام والسعادة الدائمة (فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم
من جوع وآمنهم من خوف).
فلن نحصل على الأمن
الاقتصادي والسياسي والاجتماعي من باريس أو من واشنطن أو من غيرهما، ولن تستقر أحوالنا بالاستيراد، ولكنها
ستستقيم وتدوم استقامتها عندما نتوب من المعاصي السياسية والاقتصادية والاجتماعية
ومن الكبائر الدبلوماسية والأخلاقية..
وقديما تخوف أهل
قريش من القوى العظمى المحيطة بهم وقالوا للرسول عليه الصلاة والسلام ( إن نتبع
الهدى معك نتخطف من أرضنا) فقال لهم الله تعالى ( أولم نمكن لهم حرما آمنا تجبى
إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا، ولكن أكثرهم لايعلمون). ولم يقتصر التخوف على
القرشيين الجاهليين، بل إن صحابة الرسول الكريم وهم بشر ممن خلق أصابهم التخوف
فأخرجهم الله من من حال إلى حال (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون
أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون)
الأغنياء من الناس. وأما الأمن النفسي فلامذاق له إلا بالمساواة التامة في
الإنسانية والكرامة البشرية وتحريم العنف والإكراه وتوفير أجواء الحريات وتوسيعها،
وضمان المحاكمات العادلة ،ومحاسبة الغشاشين ولو كانوا من الكبار، ونزاهة في
الأجهزة القضائية والأمنية، ومعاقبة المجرمين الحقيقيين، وإبعاد اللوبيات من
المراكز الحساسة..
وعندما يتحقق هذان
الشرطان الكبيران، تنعم جميع الفئات بالاستقرار التام، وتنشأ دولة السعادة بعد
دولة الحق والقانون.
فهل تتوفر بلادنا
على هذين الشرطين الكبيرين؟ الجواب يعرفه الخاص والعام، والقريب والبعيد. ولذلك
فإننا في حال كهذا ليس مستبعدا أن تظهر من حين لآخر حركات الاحتجاج العنيفة
والسلمية. بل من الطبيعي أن تظهر وقد أسلمنا الأمر والنهي لعواصم خارج الحدود تفعل
فينا ما تشاء، وقدمنا اقتصادنا الوطني كله رهينة لغيرنا (البنك العالمي وصندوق
النقد الدولي سببا الخراب في البلدان الفقيرة )، واستحوذ على ثرواتنا حفنة صغيرة
من إخواننا الأغنياء دون أن يتقوا الله في المال والناس، وخربنا أخلاقنا بأيدينا
وأيدي أعدائنا، وحيثما وليت وجهك لاترى إلا منكرا وفسوقا وفجورا. ظهور ممثّـل
عاريا تماما على خشبة المسرح حلقة جديدة من مسلسل الحرب على الإسلام واستفزاز
الشعب المسلم في دينه وأخلاقه. وهو أيضا تتويج لثقافة العُري والدّعارة وإتلاف
أموال الشعب ومت نرى من إهانة لعلماء الزيتونة الاجلاء ولرجال التربية من طرف شبه
صحفي سليط اللسان قليل الحياء مرتزق فمن
أين سيأتي الأمن الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والحال كما نرى ونسمع.
وغير بعيد عن سورة
قريش وصورتهم، فإن الوحي الرباني دعا أهل الحواضر والتجمعات إلى عبادة دائمة لله
للحفاظ على الاستقرار التام والسعادة الدائمة (فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم
من جوع وآمنهم من خوف).
فلن نحصل على الأمن
الاقتصادي والسياسي والاجتماعي من باريس أو من واشنطن أو من غيرهما، ولن تستقر أحوالنا بالاستيراد، ولكنها
ستستقيم وتدوم استقامتها عندما نتوب من المعاصي السياسية والاقتصادية والاجتماعية
ومن الكبائر الدبلوماسية والأخلاقية..
وقديما تخوف أهل
قريش من القوى العظمى المحيطة بهم وقالوا للرسول عليه الصلاة والسلام ( إن نتبع
الهدى معك نتخطف من أرضنا) فقال لهم الله تعالى ( أولم نمكن لهم حرما آمنا تجبى
إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا، ولكن أكثرهم لايعلمون). ولم يقتصر التخوف على
القرشيين الجاهليين، بل إن صحابة الرسول الكريم وهم بشر ممن خلق أصابهم التخوف
فأخرجهم الله من من حال إلى حال (واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون
أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون)
الخطبة 2
في القصرين شاب صحفي أحرق نفسه أو أحرقوه و
في جبنيانية شاب أحرق نفسه فحاول شرطي إنقاذه فاحترق
معه ....
معه ....
مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِيۤ
إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي
ٱلأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا
أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِٱلّبَيِّنَٰتِ ثُمَّ
إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ فِي ٱلأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ
إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي
ٱلأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا
أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِٱلّبَيِّنَٰتِ ثُمَّ
إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ فِي ٱلأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ
الانتحار من كبائر الذنوب ، وقد بيَّن النبي صلى
الله عليه وسلم أن المنتحر يعاقب بمثل ما قتل نفسه به .
الله عليه وسلم أن المنتحر يعاقب بمثل ما قتل نفسه به .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : ( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً
مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار
جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في
بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) رواه البخاري ( 5442 ) ومسلم ( 109 ) .
عليه وسلم قال : ( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً
مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار
جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في
بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) رواه البخاري ( 5442 ) ومسلم ( 109 ) .
وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة )
رواه البخاري ( 5700 ) ومسلم ( 110 ) .
صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة )
رواه البخاري ( 5700 ) ومسلم ( 110 ) .
وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً
فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات . قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه
الجنة ) رواه البخاري ( 3276 ) ومسلم ( 113 )
رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكيناً
فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات . قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه
الجنة ) رواه البخاري ( 3276 ) ومسلم ( 113 )