حرمة التلاعب بشرع الله

ففي حديث لي سنة 2005 مع مسؤول في مؤسسة الصندوق التأمين على المرض في مدينة
ليون سألني عن سبب موت عدد كبير من الفرنسيين بسبب شدة
الحرارة في الصيف نقصا في كمية الماء في الجسم بينما عدد موتى التونسيين
والجزائريين والأتراك والمغاربة عادي جدا؟ فقلت له : هذا بسبب تماسك العائلة عند
المسلمين فديننا يفرض علينا أن يبلغ الكبر آباؤنا عندنا مع العائلة وليس وحيدا في
شقة في عمارة لا أح من عائلته يهتم به فيعطش دون أن يشعر بينما عندنا نعطية الماء
ونسقيه العصير والشاي ونهتم به ثم سألته :

قلت له : لقد رأيت في محطة المترو اعلانا للتبرع بالمني فهل هذا معقول؟ كيف تحمل
امرأة من رجل غير زوجها؟ فقال لي : ممكن تعرف من زوجها عبر تحليل adn وما المهم في معرفة من أبوه؟ قلت له الإسلام يفرض على
المرأة فترة العدة للمطلقة تدوم 3 أشهر وللمتوفى زوجها 4أشهر و10 أيام  لحكم عديدة نعلم بعضها فقط منها الحفاظ على
النسب تسوية الإرث مراعاة مشاعر أهل الميت وغيرها

فأجاب ليس هناك مشكل عندنا بل تستطيع الأم أن تعطيه
لقبها

 قلت له نحن
ديننا يدعونا أن يحمل المولود لقب أبيه فأجاب كنا مثلكم سابقا

وقلت له من شروط الزواج المهر للمرأة فقال نعم كانت
هذه العادة عندنا وحذفناها نسميها dot

قلت له وصغيرنا نفرح بولادته ونقوم بختانه وسط فرحة
العائلة فقال مثل اليهود .؟ قلت نعم فأجاب : هل تعلم أن قانون فرنسا يمنع ذلك
ويعتبره تعذيبا للأطفال وأن المسلمين هنا خوفا من المحاكمة يلجؤون لاستخراج شهادة
طبية تقول أن الطفل مريض ويجب ختانه كعلاج؟

قلت له باستغراب شديد : وكيف تسمحون في بلادكم بزواج
الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة ؟

فقال كنا سابقا نحرم ذلك ونعتبره شذوذا لما كنا أقرب
لديننا المسيحي فلما ابتعدنا عنه اعتبرنا الأمر حرية شخصية لا دخل لنا فيها

فقلت له : والآن ألا ترى أنهم يطالبون بحق التبني ؟
أمن المعقول تسليم رضيع ذكر أو أنثى 
لرجلين  شاذين يتربى عندهما؟ أين
مراعاة الطفولة ؟

قلت له وفي ديننا العائلة متماسكة كالسفينة يقودها
ربان واحد مع استشارة وزيرته مثل أي دولة يقودها رئيس الكلمة الأخيرة له بعد
الاستشارة 

فقال نحن حذفنا القوامة منذ زمان العائلة لها رئيسان
يتصرفان كما يريدان وفي صورة الخلاف يلجآن للمحاكم .

فالزوج يفعل ما يريد والمرأة والبنت إذا بلغت سن
الرشد  تصاحب من تشاء وتسهر كما تشاء وليس
لزوجها ولا لها ولا لأخيها حق في منعه أو الاعتداء عليه

قلت له ومن تماسك العائلة نظم الإسلام الميراث فجعل
للزوج نصيبا حسب درجة انفاقه وللزوجة نصيبا وأعطى نصيبا للأب والأم وللابناء فقال
نحن غيرنا كل ذلك فالزوجة والأبناء يرثان فقط ولا دخل للأبوين

وفي الأخير قال : ما كنت أعلم أن الإسلام نظم كل شيء
لتبقى الاسرة متماسكة  ولكن تأكد أن رياح
التغيير ستصلكم .

أجبته ضاحكا : لا لن يكون ذلك ففرنسا بقيت في تونس
وفي الجزائر أكثر من 100 مائة ولم تستطع تغيير أي حكم من أحكام القرآن فنحن
متمسكون بديينا معتزون به ولا نرضى عنه بديلا ..

فقال لي بخبث : ومجلة الأحوال الشخصية ؟

قلت له متعجبا هي فخر لنا . هي اجتهاد فقهاء لم
يؤلفها جهلة بالدين علمانيون بل هي اجتهاد في ما قاله الفقهاء تتماشى مع روح
الإسلام لذلك فرح بها أبناء بلدي وقبلوها وطبقوها غير حكم واحد وهو التبني فهو
مخالف تماما للشرع ولكن المجلة فتحت باب الكفالة لليتيم أي الإبقاء على لقبه
العائلي الأصلي .

واتفاقية سيداو التي فرضتها عليكم الأمم المتحدة؟

فقلت له : نعم فرضتها علينا سنة 1985 ورئيسنا وقتها
رفض جميع بنودها المعارضة للاسلام ثم فرضتها علينا سنة 1987 لكن الرئيس الجديد
وقتها رفض امضاء ما رفضه  الرئيس السابق
.وكذلك فعل مجلس النواب باجماع رغم اختلاف الاتجاهات السياسية للأحزاب فكلهم
مسلمون يعتزون بانتمائهم للاسلام.

فأجاب بخبث نعم قولك صحيح ولكن التغيير سيكون عبر بعض
مثقفيكم المبهورين بحضارتنا وبنمط عيشنا والذين يجهلون الإسلام أكثر مما أجهله أنا
سيفرضون عليكم نمط حياتنا  أحببتم أم كرهتم
.

قلت له لا فلنا مجلس نيابي منتخب من الشعب والشعب
مسلم سيرفض أي مشروع قانون يعارض حكم الله ولا تنس أن في دستورنا  في فصله الأول :الإسلام دينها

فقال بخبث  :
الأيام بيننا

فأجته ضاحكا : الأيام بيننا ..

كان هذا الحوار الافتراضي صيف 2005