وقال الأعمش ، عن عمرو بن
مرة ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله قال : لما كان يوم بدر قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - : ما تقولون في هؤلاء الأسارى ؟ قال : فقال أبو بكر : يا رسول الله ،
قومك وأهلك ، استبقهم واستتبهم ، لعل الله أن يتوب عليهم . قال : وقال عمر : يا
رسول الله ، أخرجوك ، وكذبوك ، فقدمهم فاضرب أعناقهم . قال : وقال عبد الله بن
رواحة : يا رسول الله ، أنت في واد كثير الحطب ، فأضرم الوادي عليهم نارا ، ثم
ألقهم فيه . [ قال : فقال العباس : قطعت رحمك ] قال : فسكت رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - فلم يرد عليهم شيئا ، ثم قام فدخل ، فقال ناس : يأخذ بقول أبي بكر .
وقال ناس : يأخذ بقول عمر . وقال ناس : يأخذ بقول عبد الله بن رواحة . ثم خرج
عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : إن الله ليلين قلوب رجال حتى تكون
ألين من اللبن ، وإن الله ليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون أشد من الحجارة ، وإن مثلك
يا أبا بكر كمثل إبراهيم ، عليه السلام ، قال : ( فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني
فإنك غفور رحيم ) [ إبراهيم : 36 ] ، وإن مثلك يا أبا بكر كمثل عيسى ، عليه السلام
، قال : ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) [ المائدة
: 118 ] ، وإن مثلك يا عمر مثل موسى [ ص: 89 ] عليه السلام ، قال : ( ربنا اطمس
على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم ) [ يونس : 88 ]
، وإن مثلك يا عمر كمثل نوح عليه السلام ، قال : ( رب لا تذر على الأرض من
الكافرين ديارا ) [ نوح : 26 ] ، أنتم عالة فلا ينفلتن أحد منهم إلا بفداء أو ضربة
عنق . قال ابن مسعود : قلت : يا رسول الله ، إلا سهيل بن بيضاء ، فإنه يذكر
الإسلام ، فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما رأيتني في يوم أخوف أن تقع
علي حجارة من السماء مني في ذلك اليوم ، حتى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
: إلا
خطبة 25ماي 2018: أهديكم 18 عبرة من حياة يوسف عليه
السلام
الحمد لله
رب العالمين جعل لنا من قصص الأنبياء عبرا ودروسا " إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ
ٱلْقَصَصُ ٱلْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ ٱللَّهُ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ
ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
وأشهد أن
لا إلاه إلا الله ولي الصالحين يقص علينا القصص ليثبت به أفئدتنا على الحق فقال :
وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ
فُؤَادَكَ وَجَآءَكَ فِي هَـٰذِهِ ٱلْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ
لِلْمُؤْمِنِينَ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق والنور المبين فبلغ
الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
يقول تعالى
نحن نقص
عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هـذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين}..
ويقول أيضا
: "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ مَا كَانَ
حَدِيثاً يُفْتَرَىٰ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ
كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" فما هي العبر من قصة
يوسف عليه السلام؟
وقصة يوسف
عليه الصلاة والسلام من أروع القصص وأكثرها دروسا وعبرا تضيء حياتنا لو كشفناها
وعلمناها وحاولنا تطبيقها في حياتنا وفي سلوكنا
أول درس
نتعلمه من حياة يوسف عليه السلام أن الدنيا دار ابتلاء وأن الحرب مستمرة بين الحق
والباطل لا تهدأ إلى قيام الساعة العباد فقط يتغيرون .فصراعه مع امرأة العزيز
"قَالَتْ فَذَٰلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ ۖ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ
عَن نَّفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ ۖ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ
وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ
مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ
إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ هو صراع كل امرئ شريف وعفيف ضد الغواية
والانحراف الجنسي والخلقي صراع الشرف ضد الرذيلة صراع العفة ضد الفساد وصراعه مع
إخوته "قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ
فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ
مُّبِينٌ"هو صراع البغض والحقد والحسد ضد الحب والطيبة في كل عصر
ثاني درس
نتعلمه أن هناك من الناس من يكرههك لمزاياك وليس لعيوبك يكرهونك لأنك جميل وطيب لا
تشبهههم والناس المنحرفون لا يريدون رؤية من بذكرهم بنقصهم.رموه في البئر"
اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ
وَتَكُونُوا مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ " لأنه لا يشبههم وأودعوه السجن
لأنه لا يشبههم
ثالث درس
أن الطعنة تأتي أحيانا من حيث لا نحتسب من جهة لا تنتظرها فيوسف سلم في الغابة من
الذئب ولم يسلم من إخوته
رابع درس
أن المجرمين يلبسون أحيانا ثياب الناصحين فقد قال ابليس لآدم "هل أدلك على
شجرة الخلد وملك لا يبلى؟"وقال إخوة يوسف لأبيهم يعقوب : قَالُوا يَا
أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11)
أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
خامس درس :
من قوله تعالى : قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي
غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ أن
بعض الشر أهون من بعض وأن الناس يتفاوتون في شرهم كما يتفاوتون في صلاحهم
سادس درس :
من قوله تعالى : وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ أن المجرم للتمويه يختار
وقت الظلمة ليخبر بجريمته حتى لا يفضح ضوء النهار ملامح وجهه وأن البكاء لا يعني
براءة المجرم
سابع درس :
من قوله تعالى : وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ أن المجرمين يستعملون
أدلة مزيفة مركبة للايقاع بالأبرياء واتهانهم بالباطل وخاصة في عصرنا حيث سهلت
الإعلامية والوسائل التقنية تركيب الصور وتقليد الصوت فليس كل ما تراه عينك حقيقة
ثامن درس :
من قوله تعالى : ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ
لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّىٰ حِينٍ أن ليس كل مسجون ارتكب جريمة أو خطأ بل هناك العديد
من المساجين أبرياء إما عن خطإ في الحكم أو عبر تلفيق تهم باطلة
الكرامة
قبل الحرية ليخرج عزيزا نظيفا من تهمة قذرة ألصقت به
درس11 : من
قوله تعالى : قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا
رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ أن الحق يعلو ولا يعلى
عليه
درس 12 :
قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ أن المناصب
تكليف لا تشريف وما طلب خزائن مصر ليملكها وإنما ليحسن توزيعها ولو علم من هو أقدر
منه ما طلبها
وعد الله
حق ولو بدا في الظاهر أن الأحداث تسير عكس وعد الله
وقد وعد
الله المسلمين بفتح بيت المقدس وكنس الصهاينة منها :
درس 17 العدل
بين الأبناء ويجب أن نحذر حين نحب المشاعر تبقى في القلب ولا يجب أن تتحول سلوكا
درس 18
العبرة الكبرى من القصة بكاملها تدور حول هذا الشرط :في قوله تعالى على لسان يوسف
: قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ
مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
ومن
السنة أن نستفتح دعاءنا بالحمد لله ، فقد سمع الله لمن حمده ، اللهمّ صلّ وسلّم
على سيدنا محمّد...............اللهم
إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض يا ذا الجلال
والإكراميا حي يا قيوم , أن
تتقبّل منّا صالحات أعمالنا، وأن تغفر لنا سائر ذنوبنا ، ما علمنا منها وما لم
نعلم
اللهمإنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة
الحق في الغضب والرضى،. اللهم
إنا نسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك
ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما
تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب .اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك
والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين.
.
اللهم
نجِّ المستضعفين من المؤمنين، اللهم ارفع البلاء عن المستضعفين من المؤمنين ،
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح ولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة يا رب
العالمين اللهم ردنا إليك رداً جميلاً. اللهم
احفظ بلادنا من كيد الكائدين وعدوان المعتدين وارفع عنها البلاء والوباء والغلاء وعن
سائر بلاد المسلمين. ربنا
اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم
والأموات إنك قريب مجيب الدعوات ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا
عذاب النار .سبحان ربنا رب العزة عما يصفون وسلام على
المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين
نعتذر عن عدم توفر التسجيل بالفيديو تعطبت
آلة التسجيل.
كلّ شيءٍ يستعدُّ لرمضانَ، وحتى السماءُ تستعدُّ لاستقبال هذا الشهر الكريم؛
يقول النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا كانَ أول ليلةٍ من شهْر رمضانَ،
صُفِّدتِ الشياطين ومَرَدة الجنِّ، وغُلِّقتْ أبواب النار، فلم يُفْتَحْ منها
بابٌ، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنة، فلم يُغْلَقْ منها بابٌ، وينادي منادٍ: يا باغي
الخير أقْبِلْ، ويا باغي الشرِّ أقْصِرْ، ولله عُتَقَاء من النار، وذلك كلَّ
ليلة)).
أخي الحبيب، أمامَك أيامٌ ويبدأ شهر رمضان المبارك، فتجهَّزْ له، وكُنْ
على استعداد، واعْقِدْ نِيَّة أكيدة على جَعْل رمضانَ أيام تغييرٍ للأحْسن، ولا
تنتظرْ وتقول: سأبدأُ مع أول يومٍ، ثُمَّ تسوِّف وتُسوِّف؛ حتى تُفَاجَأ بانقضاء
رمضانَ، ولم تفزْ منه بشيءٍ.
كُنْ عَمَليًّا:
♦ اعْقِدْ نِيَّة من أول ليلة على اغْتنام كلِّ لحظة في رمضان، دون
كَلَلٍ أو مَلَلٍ.
♦ إظهارُ الفرحِ والسرور بقدومِ رمضانَ، فلَطَالَما أساءَ كثيرون في
استقباله، فاشْمَأزَّتْ نفوسُهم، فأحْسِنوا استقبالَه، كما تستقبلون ضيفًا عزيزًا
عليكم، وحَرِيّ بكم وهو أكرمُ ضيوف العام.
♦ توثيقُ العلاقة بالقرآن، فهو رسالة الله التي أنْزَلها إلى البشريَّة،
وهَدِيَّة من ربِّكم، فاقْبَلوا هَدِيَّته، وحافِظوا عليها ولا تُضَيّعوها.(مجموعة
من أفراد العائلة و الأصدقاء كل يوم كل واحد يقرا حزبين)
♦ إتقانُ أعمالكم، وعدم الكسلِ بحُجة الصيام، فرمضانُ يدفعُ نحو العملِ
لا إلى الفتور والكسل.
♦ استشعارُ خيريَّة الأمة؛ فتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر.
♦ الأخوَّةَ الأخوَّة، اللهَ اللهَ في أُخُوَّتِكم؛ فحافِظوا عليها،
ووثِّقُوا علاقتكم ببعضكم، وكونوا كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له
سائرُ الجسد بالسهر والحُمَّى.
جَدِّدِ العهْدَ مع الله، كتَبَ الله علينا أنْ نعصي ونُذْنِبُ، وكَتَبَ
علينا الخطأَ والنسيان؛ لأنه وحدَه - جلَّ شأنُه - الذي لا يغفلُ ولا يُخْطِئ ولا
يسهو، لكنَّ المولى - سبحانه وتعالى - كما كَتَبَ علينا الذنبَ، فقد أوجب علينا
التوبةَ؛ فإنْ أذْنَبَ الفردُ، عَادَ إلى ربِّه تائبًا مُسْتغفرًا نادمًا.
يقول الله - تعالى -: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا
الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إلاه إلا الله ولي
الصالحين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدى الأمانة والصلاة والسلام
على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت
العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً ،
وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا
ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
مع الآية الثانية والأربعين بعد المئة وهي قوله تعالى :
مافتئ سبحانه
وتعالى يبتلي الجماعة المسلمة ويختبر ايمانها وتعلقها بربها
ابتلاهم بالأذى
والعذاب في مكة فصبروا
ابتلاهم بالهجرة
وفراق الأهل والمال فصبروا
ابتلاهم بالدعاية
المهولة والضخمة التي لجأت أليها قريش للتشكيك في قيادة رسول الله بوصفه بالمجنون
وخاصة في حادثة الاسراء والمعراج فصبروا
والآن ووسط كيد
المشركين في مكة و نفاق المنافقين في المدينة وكيد اليهود في المدينة للتشكيك في
قيادة الرسول وفك التعلق به يأمر الله سبحانه في امتحان جديد للمسلمين رسول الله
بالاتجاه في الصلاة تجاه بيت المقدس في فلسطين عوض الاتجاه إلى بيت الله الحرام في
مكة
أمر لم يكن قرآنيا
بل وحيا من الله والهدف منه : وَمَا جَعَلْنَا
ٱلْقِبْلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيْهَآ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ
مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى
ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ
واتجه المسلمون نحو بيت المقدس تاركين قبلة آبائهم
وأجدادهم قبلة تاريخهم ومجدهم ملبين لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك
وانطلقت أبواق الدعاية للمشركين في مكة للتشكيك في القيادة محمد ترك دين آبائه وأجداده
تنكر لمجده وتاريخه واتبع قبلة اليهود
وانطلقت أبواق الدعاية اليهودية لما استقبل رسول الله
بيت المقدس : مادام محمد قد ترك قبلة آبائه وأجداده واتبع قبلتنا فالأولى أن يتبع
ديننا فديننا الحق ودينه الباطل
والمسلمون تطرق آذانهم هذه الكلمات صباحا مساء وفي كل
مكان وهم صابرون ثابتون مدة 16 عشر شهرا
وكان رسول الله يقلب وجهه في السماء راغبا في الاتجاه
الى بيت الله الحرام قلبه معلق به ولكن التعلق بأمر الله أولى وارضاء الله أولى
ولا يجرؤ أن يسأل الله العليم بما في قلوب العباد وأحاسيسهم
عندما
كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يزور أم بشر بن معرور بعد موت بشر، فلما حان وقت
صلاة العصر صلى بأصحابه باتجاه الكعبة، كانت في مسجد بني سلمة. والرجل الذي نقل
الخبر قيل: اسمه عبَّاد بن بشر بن قَيْظِي “
والناس
الذين أخبرهم هم بنو حارثة وكانوا يُصلُّون العصر. وعلى القوْل بأن الصلاة التي
كان يصليها الرسول وحُوِّل فيها هي العصر يمكن أن يُنقل خبرها بسرعة إلى جماعة
آخرين هم بنو حارثة ما زالوا في الصلاة، فتحولوا في ركوع الركعة الثالثة، وسمي هذا
المسجد مسجد القبلتين؛سواء أكان عبَّاد بن بشر ناقل الخبر صلَّى مع النبي ـ وهو
الغالب ـ أم لم يصلِّ ورأى حاله فأبلغها إلى غيره.
وانتشر الخبر في المدينة وفي مكة انتشار البرق :محمد
يتجه من جديد نوع بيت الله الحرام
قالت قريش كيف نستغل الخبر للطعن في قيادة محمد ؟
أعلنت أبواق قريش أن محمدا عاد إلى رشده واتجه إلى قبلة
آبائه وأجداده وقريبا سيعود إلى دين آبائه الذي تخلى عنه
أما اليهود الذين كانوا يعاشرون المسلمين في المدينة
ويسكنون بينهم ثارت ثائرتهم واشتد غضبهم محاولين التشكيك في قيادة رسول الله
فقالوا :صلاة نبيكم باطلة وصلاتكم وراءه باطلة ونبي
صلاته باطله فهو ليس نبيا ولا رسولا
والدليل : إن كانت الصلاة نحو بيت المقدس صحيحة فصلاتكم
الآن باطلة
وإن كانت صلاتكم الآن نحو المسجد الحرام صحيحة فصلاتكم
طيلة 16 شهرا نحو بيت المقدس باطلة
إنها حرب إعلامية بامتياز قادها رسول الله صلى الله عليه
وسلم
يسانده الوحي
علما أن هذه الحرب ما زالت متواصلة من اليهود ومن العرب
نحو الإسلام للطعن فيه وفي قيادة رسول الله ولم تهدأ ولن تهدأ ولكنها تجد دائما
رجالا يقفون أمامها بأقلامهم وبصدورهم يدافعون عن الإسلام وعن رسول الله صلى الله
عليه وسلم
الخطبة الثانية
في كلمات وجيزة ولكنها مليئة بالمعاني يحدد الله تعالى
صفة الأمة المسلمة ودورها بين أمم الأرض:
تحتاج الأمة الرائدة إلى التميز والاستقلال، وأن تكون
متبوعة لا تابعة؛ لأن التبعية تشعر بالحقارة والدونية، فلا تستطيع الأمة التابعة
أن تقود أو ترشد، فلابد للأمة من الاستقلال والتميز في كل شيء، في العقائد
والتشريعات، والأخلاق والمعاملات؛ ولهذا أراد الله لأمة الإسلام أن تكون متيمزة عن
غيرها من الأمم في قبلتها، فلا تتبع قبلة أحد من الأمم السابقة؛ لأنها الأمة
الشاهدة (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم
شهيدا).
وقد حرص الرسول على أن يغرس في الأمة روح التميز والاستقلال؛ فنهاها عن التشبه
بغيرها حتى في أبسط الأمور وأقلها
روى أبو سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: 'لتتبعن سنن من كان
قبلكم ، شبرا بشبر وذراعا بذراع ، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم ' . قلنا : يا
رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال : فمن'.(صحيح رواه البخاري)
وعن عبادة بن الصامت أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم في الجنازة
حتى توضع في اللحد ، فمر حبر من اليهود ، فقال : هكذا نفعل ، فجلس النبي صلى الله
عليه وسلم ، قال : اجلسوا وخالفوهم' (البخاري)
وعن أبى هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:' إن اليهود والنصارى لا
يصبغون ، فخالفوهم ' (صحيح).
أرأيتم حرص الرسول - صلى الله عليه وسلم - على أن يظل المسلمون معتزين بقيمهم
وأخلاقهم وعاداتهم ومظهرهم دون اللجوء إلى تقليد أحد أو التشبه به، ولو في أبسط
الأمور.
وبعد : فالأمة الرائدة تحتاج إلى أن تكون متجردة لله، طائعة مستسلمة له، تحسن
التعامل مع الابتلاءات، تشعر بالتميز والاستقلال عن غيرها، وهذا ما لابد أن تتعلمه
الأمة من تحويل القبلة.