ثمرات ركعتين في جوف الليل
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما
كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وأشهد أن
لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده
الخير وهو على كل شيء قدير وأشهد أن سيدنا وحبيبنا واسوتنا وقدوتنا محمد بن عبد
الله رسوله المصطفى أدى الأمانة وبلغ الرسالة اللهم آت سيدنا محمدا الوسيلة
والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه الله المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف
الميعاد
وَعِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَىٰ
ٱلأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً } { وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً } * { وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ
جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } * { إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً }
والذين
يبتون لربهم سجدا وقياما : قيام الليل شرف يمنحه الله سبحانه وتعالى كوسام لمن
يعبد الله بصدق يوقظه الله تشريفا ليقف بين يديه ساجدا راكعا منيبا باكيا لله
سبحانه وتعالى
عطاء بن أبي رباح العالم
المحدث وتلميذ عبد الله بن عباس كان يقسم
الليل ثلاث أقسام ثلث يقومه هو ثم يوقظ زوجته لتقوم الثلث الثاني وينام وتوقظ
زوجته حماتها لتقوم الثلث الأخير وتنام
لماذا؟
لأنهم أدركوا أن البيت الذي يصلي فيه أهله تراه الملائكة مضيئا و منيرا بنور الله
وبذكر الله كامل الليل كما نرى نحن النجوم
المضيئة
وقد حكى ابن رجب الحنبلي: أن كعبا قال: إن الملائكة ينظرون من السماء إلى
الذين يتهجدون بالليل كما تنظرون أنتم إلى نجوم السماء
لماذا
قيام الليل؟ لأن الدعاء مستجاب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَنْزِلُ اللهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ
حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا
الْمَلِكُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي
يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟
فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ.
وأما
الحديث الثاني: فقد روى أبو داود عن أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ، أَنَّهُ
قَالَ: قُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ اللَّيْلِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: جَوْفُ اللَّيْلِ
الْآخِرُ، فَصَلِّ مَا شِئْتَ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَكْتُوبَةٌ،
حَتَّى تُصَلِّيَ الصُّبْحَ. الحديث..
وأما
الرواية المذكورة في السؤال: فهي إحدى روايات الحديث، وهي عند الترمذي من طريق مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ ضَمْرَةَ
بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
أَبَا أُمَامَةَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: أَقْرَبُ مَا يَكُونُ
الرَّبُّ مِنَ العَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ
تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ.
قا ل تعالى :
أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ ٱلَّيلِ سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ
ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ
يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ
ٱلأَلْبَابِ
قال ابن عباس في رواية عطاء: نزلت في
أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وقال ابن عمر: نزلت في عثمان بن عفان.
وقال مقاتل: نزلت في عمار بن ياسر.
وقال ابن عمر: نزلت في عثمان بن عفان.
وقال مقاتل: نزلت في عمار بن ياسر.
الهجود: هو النوم، وتهجَّد: أي أزاح النوم والهجود عن نفسه، وهذه خصوصية لرسول
الله وزيادة على ما فرض على أمته، أنْ يتهجَّد لله في الليل، كما قال له ربه
تعالى:
{ يٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ * قُمِ ٱلَّيلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِّصْفَهُ أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ ٱلْقُرْآنَ تَرْتِيلاً }
فهذه الخصوصية لرسول الله وإنْ كانت فَرْضاً عليه ، المهم أن يقوم لله تعالى جزءاً من الليل، لكن ما عِلَّة هذه الزيادة في حَقِّ رسول الله؟ العلة في قوله تعالى:
{ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً }
[المزمل: 5].
وكأن التهجُّد ليلاً، والوقوف بين يدي الله في هذا الوقت سيعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم القوة والطاقة اللازمة للقيام بهذه المسئولية الملقاة على عاتقه، ألاَ وهي مسئولية حَمْل المنهج وتبليغه للناس.
وفي الحديث الشريف " أن رسول الله كان كلما حزبه أمر قام إلى الصلاة " ، ومعنى حَزَبه أَمْر: أي: ضاقت أسبابه عنه، ولم يَعُد له فيه منفذ، فإنْ ضاقت عليه الأسباب فليس أمامه إلا المسبِّب سبحانه يلجأ إليه ويُهْرع إلى نجدته
{ إِنَّ نَاشِئَةَ ٱللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً }
[المزمل: 6].
لأنك في الوقت الذي ينام فيه الناس ويخلدون إلى الراحة وتتثاقل رؤوسهم عن العبادة، تقوم بين يدي ربك مناجياً مُتضرِّعاً، فتتنزل عليك منه الرحمات والفيوضات، فَمَنْ قام من الناس في هذا الوقت واقتدى بك فَلَهُ نصيب من هذه الرحمات، وحَظٌّ من هذه الفيوضات. ومَنْ تثاقلتْ رأسه عن القيام فلا حَظَّ له.
إذن: في قيام الليل قوة إيمانية وطاقة روحية، ولما كانت مهمة الرسول فوق مهمة الخَلْق كان حظّه من قيام الليل أزيد من حظهم، فأعباء الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة، والعِبْءُ الثقيل يحتاج الاتصال بالحق الأحد القيوم، حتى يستعين بلقاء ربه على قضاء مصالحه.
ومن العجيب أن ينصرف المسلمون عن هذه السُّنة، ويتغافلون عنها، فإذا حزبهم أمر لا يُهْرَعون إلى الصلاة، بل يتعللون، يقول أحدهم: أنا مشغول. وهل شغل الدنيا مبرر للتهاون في هذه الفريضة؟ ومَنْ يدريك لعلك بالصلاة تُفتح لك الأبواب، وتقضى في ساعة ما لا تقضيه في عدة أيام.
ونقول لهؤلاء الذين يتهاونون في الصلاة وتشغلهم الدنيا عنها، فإنْ صَلُّوا صَلُّوا قضاءً، فإن سألتَهم قالوا: المشاغل كثيرة والوقت لا يكفي، فهل إذا أراد أحدهم الذهاب لقضاء حاجته، هل سيجد وقتاً لهذا؟ إنه لا شكَّ واجدٌ الوقت لمثل هذا الأمر، حتى وإنْ تكالبتْ عليه مشاغل الدنيا، فلماذا الصلاة هي التي لا تجد لها وقتاً؟!
وقوله تعالى: { نَافِلَةً لَّكَ.
{ يٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ * قُمِ ٱلَّيلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِّصْفَهُ أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ ٱلْقُرْآنَ تَرْتِيلاً }
فهذه الخصوصية لرسول الله وإنْ كانت فَرْضاً عليه ، المهم أن يقوم لله تعالى جزءاً من الليل، لكن ما عِلَّة هذه الزيادة في حَقِّ رسول الله؟ العلة في قوله تعالى:
{ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً }
[المزمل: 5].
وكأن التهجُّد ليلاً، والوقوف بين يدي الله في هذا الوقت سيعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم القوة والطاقة اللازمة للقيام بهذه المسئولية الملقاة على عاتقه، ألاَ وهي مسئولية حَمْل المنهج وتبليغه للناس.
وفي الحديث الشريف " أن رسول الله كان كلما حزبه أمر قام إلى الصلاة " ، ومعنى حَزَبه أَمْر: أي: ضاقت أسبابه عنه، ولم يَعُد له فيه منفذ، فإنْ ضاقت عليه الأسباب فليس أمامه إلا المسبِّب سبحانه يلجأ إليه ويُهْرع إلى نجدته
{ إِنَّ نَاشِئَةَ ٱللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً }
[المزمل: 6].
لأنك في الوقت الذي ينام فيه الناس ويخلدون إلى الراحة وتتثاقل رؤوسهم عن العبادة، تقوم بين يدي ربك مناجياً مُتضرِّعاً، فتتنزل عليك منه الرحمات والفيوضات، فَمَنْ قام من الناس في هذا الوقت واقتدى بك فَلَهُ نصيب من هذه الرحمات، وحَظٌّ من هذه الفيوضات. ومَنْ تثاقلتْ رأسه عن القيام فلا حَظَّ له.
إذن: في قيام الليل قوة إيمانية وطاقة روحية، ولما كانت مهمة الرسول فوق مهمة الخَلْق كان حظّه من قيام الليل أزيد من حظهم، فأعباء الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة، والعِبْءُ الثقيل يحتاج الاتصال بالحق الأحد القيوم، حتى يستعين بلقاء ربه على قضاء مصالحه.
ومن العجيب أن ينصرف المسلمون عن هذه السُّنة، ويتغافلون عنها، فإذا حزبهم أمر لا يُهْرَعون إلى الصلاة، بل يتعللون، يقول أحدهم: أنا مشغول. وهل شغل الدنيا مبرر للتهاون في هذه الفريضة؟ ومَنْ يدريك لعلك بالصلاة تُفتح لك الأبواب، وتقضى في ساعة ما لا تقضيه في عدة أيام.
ونقول لهؤلاء الذين يتهاونون في الصلاة وتشغلهم الدنيا عنها، فإنْ صَلُّوا صَلُّوا قضاءً، فإن سألتَهم قالوا: المشاغل كثيرة والوقت لا يكفي، فهل إذا أراد أحدهم الذهاب لقضاء حاجته، هل سيجد وقتاً لهذا؟ إنه لا شكَّ واجدٌ الوقت لمثل هذا الأمر، حتى وإنْ تكالبتْ عليه مشاغل الدنيا، فلماذا الصلاة هي التي لا تجد لها وقتاً؟!
وقوله تعالى: { نَافِلَةً لَّكَ.
قيامُ
الليل قُربةٌ من أجل القربات وطاعةٌ من أنفس الطاعات، لا يحافظُ عليها إلا
الموفقون, ولا ينافسُ فيها إلا السابقون، فإن قيام الليل سنة مؤكدة ، ووقته يبدأ
من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر. وقد مدح الله أهله القائمين القانتين وأثنى
عليهم ووعدهم على ذلك أعظم موعدة ، فقال سبحانه: (
تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون* فلا تعلم
نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون). [ السجدة: 16-17].
وأخبر عن صفوة عباده أنهم استحقوا الجنة ، لأن
من صفاتهم أنهم : ( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون*وبالأسحار
هم يستغفرون ) [الذاريات 17، 18]. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب في
قيام الليل ولو بقدر حلب الناقة رواه أبو يعلى. أي في وقت يساوي الوقت الذي تحلب
فيه الناقة وأقله ركعة يصليها المسلم وتراً . وقيام الليل هو دأب الصالحين وهديهم
. والأفضل أن يختم الإنسان قيامه بالوتر ، امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم
:" اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا" رواه البخاري ومسلم.
نسأل الله أن يحيي قلوبنا بطاعته.
نسأل الله أن يحيي قلوبنا بطاعته.
أسال الله لي ولكم
التوفيق والسداد والرشاد والعفو والعافية والمغفرة والنجاة أقول قولي هذا وأستغفر
الله لي ولكم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الخطبة الثانية
الحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبالله ثقتي و أستعين ولا حول ولا قوة
إلا بالله العلي العظيم
:وأما
فوائده وثمراته التي تعود على العبد في الدنيا والآخرة فكثيرةٌ تستعصي على الحصر،
ولكننا نسوقُ إليك طرفاً منها لعل الله أن ينفعكَ بها وإخواننا القراء.
1-
أنه سببٌ لنيلِ الجنة، وناهيكَ بها من فائدة، قال تعالى: قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ
جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ
مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ الَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا
عَذَابَ النَّارِ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ
وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ. {آل عمران: 15-17}.
وقال
تعالى : تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ
الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ
أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {السجدة :16-17}،
التجافي
يعني الترك، لكن الترك قد يكون معه شوق ويصاحبه ألم، كما تودع حبيباً وتتركه وأنت
غير زاهد فيه ، ، فهؤلاء المؤمنون الذين يتركون مضاجعهم كأن جنوبهم تكره المضجع
وتجفوه؛ لأنها تتركه إلى لذة أبقى وأعظم هي لذة الاتصال بالله ومناجاته.
ومع ذلك
شوق المؤمنين إلى ربهم ورغبتهم في الوقوف بين يديه سبحانه يُنسيهم هذه الراحة،
ويُزهِّدهم فيها، فيجفونها ليقفوا بين يدي الله.
وفي موضع آخر قال تعالى عنهم:
{ كَانُواْ قَلِيلاً مِّن ٱللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ }[الذاريات: 17] ثم يقول سبحانه: { يَدْعُونَ رَبَّهُمْ.. } [السجدة: 16] أي: يدعون ربهم وهم على حال التعب، كأن الدعاء مجرد الدعاء يريحهم، لماذا ولم يُجَابوا بعد؟
وفي موضع آخر قال تعالى عنهم:
{ كَانُواْ قَلِيلاً مِّن ٱللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ }[الذاريات: 17] ثم يقول سبحانه: { يَدْعُونَ رَبَّهُمْ.. } [السجدة: 16] أي: يدعون ربهم وهم على حال التعب، كأن الدعاء مجرد الدعاء يريحهم، لماذا ولم يُجَابوا بعد؟
يجيب الشيخ العالم محمد متولي الشعراوي فيقول قالوا:
لأنهم وضعوا حاجاتهم وطلبهم عند قادر على الإنفاذ، ثم إن حلاوة لقائهم بربهم في
الصلاة تُنسيهم التعب الذي يعانون.
والمؤمنون يدعون ربهم { خَوْفاً وَطَمَعاً.. } [السجدة: 16] أي: خوفاً مما حدث منهم من تقصير في حق الله، وأنهم لم يُقدِّموا لله تعالى ما يستحق من التقوى ومن الطاعة { وَطَمَعاً.. } [السجدة: 16] أي: في المغفرة {
والمؤمنون يدعون ربهم { خَوْفاً وَطَمَعاً.. } [السجدة: 16] أي: خوفاً مما حدث منهم من تقصير في حق الله، وأنهم لم يُقدِّموا لله تعالى ما يستحق من التقوى ومن الطاعة { وَطَمَعاً.. } [السجدة: 16] أي: في المغفرة {
وقال صلى
الله عليه وسلم: أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس
نيام، تدخلوا الجنة بسلام. رواه الترمذي، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
2- أنه
سبيلٌ إلى القيام بشكر نعمة الله على العبد، والشاكرون قد وعدهم الله بالزيادة
وَإِذْ تَأَذَّنَ
رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي
لَشَدِيدٌ
وقالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله علية وسلم يقوم من
الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً؟.متفق عليه.
3- أنه
يقربُ إلى الله عز وجل، وهو سببٌ في تكفير سيئات العبد ومغفرةِ ذنوبه، فعن عمرو بن عنبسة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: أقرب ما يكون الرب عز وجل من العبد في جوف الليل، فإن
استطعت أن تكون ممن يذكر الله في
تلك الساعة فكن. رواه أبو
داود والترمذي واللفظ له، وقال
حديث حسن صحيح، والحاكم على شرط مسلم.
4- أنه
ينهى صاحبه عن الإثم والفساد بل قيام الليل
هو أكبر مقاوم للفساد قال
تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ
اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ. {العنكبوت:45}.
5-
أنه مطردة للداء عن الجسد فهو سبب لذهاب الأسقام وإبعاد الآلام فقد قال صلى الله
عليه وسلم: عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم, وقربة إلى الله تعالى,
ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات،
ومطردة للداء عن الجسد. أخرجه الترمذي.
6- أنه
يكسو وجه صاحبه نورا فإن الجزاء من جنس العمل فإنهم لما احتملوا ظلمة الليل وهانت
عليهم مكابدتها جازاهم الله بأن نور وجوههم، فقد قال سعيد بن المسيب رحمه الله : إن الرجل ليصلي بالليل، فيجعل الله في
وجهه نورا يحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قط فيقول: إني لأحبُ هذا الرجل.
وقيل للحسن البصري رحمه
الله: ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها ؟ فقال لأنهم خلوا بالرحمن
فألبسهم من نوره.
7- أنه
سبب فى زيادة الرزق قال تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ
بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ
وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى.{طه: 132}.
8- أنه
يعرض صاحبه للنفحات الإلهيه ويكون سببا لإجابة دعائه وإعطائه سؤله وقت نزول الرب
عز وجل إلى سماء الدنيا، فعن أبي
هريرة رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربنا
تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني
فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له. رواه البخاري ومالك ومسلم والترمذي وغيرهم.
يقول الدكتور محمد راتب النابلسي : حديث
عجيب كلما جاءني مهموم أغلقت في وجهه الدنيا أعرض عليه هذا الحديث وعديد منهم
أخبرني بكرامات حدثت لهم كجلب الرزق والشفاء من مرض مستعص وفتح للابواب الموصدة
أمامهم
9- أنه
يُحصّل لصاحبه الثواب المضاعف فقليله يُزيلُ عنه اسم الغفلة، ومتوسطه يكسوه اسمَ
القنوت، وكثيره يجلبُ له قناطير الأجر، فعن عبد
الله بن عمرو بن العاص رضي الله
عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من
قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من
المقنطرين. رواه أبو داود.
10- {الحصول
على الزيادة لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ وَلاَ
يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ
هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } وفي حديث خرّجه النسائي عن
صُهيب قال: " قيل
لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هذه الآية: { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ
وَزِيَادَةٌ } قال: «إذا دخل أهلُ الجنة الجنةَ وأهلُ
النار النارَ نادى منادٍ يا أهل الجنة إن لكم موعداً عند الله يريد أن
يُنْجِزكُموه قالوا ألم يبيّض وجوهنا ويُثقل موازينَنا ويُجِرْنا من النار قال
فيكشِف الحجابَ فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحب إليهم من النظر ولا
أقَرّ لأعينهم» "
هذا وصلوا
وسلمواعلى النبي المختار فقد أمركم الله بذلك في محكم التنزيل فقال: إن الله
وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صل
على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى
آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اللهم
اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أعلم أعلم به منا أنت
المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير اللهم اغفر لنا وارحمنا اللهم لا تؤاخذنا
بما يفعله السفهاء منا اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين اللهم ارشدنا إلى طريق
الهدى والتقى اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين اللهم أبعدنا عن السيئات والذنوب
إنك رحيم ودود يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم إن الله يأمر
بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم
تذكرون اذكروا الله يذكركم وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire