mardi 28 février 2017
lundi 27 février 2017
dimanche 26 février 2017
vendredi 24 février 2017
ثمرات ركعتين في جوف الليل
ثمرات ركعتين في جوف الليل
الحمد لله الذي هدانا لهذا وما
كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وأشهد أن
لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده
الخير وهو على كل شيء قدير وأشهد أن سيدنا وحبيبنا واسوتنا وقدوتنا محمد بن عبد
الله رسوله المصطفى أدى الأمانة وبلغ الرسالة اللهم آت سيدنا محمدا الوسيلة
والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه الله المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف
الميعاد
وَعِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَىٰ
ٱلأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً } { وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً } * { وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ
جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } * { إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً }
والذين
يبتون لربهم سجدا وقياما : قيام الليل شرف يمنحه الله سبحانه وتعالى كوسام لمن
يعبد الله بصدق يوقظه الله تشريفا ليقف بين يديه ساجدا راكعا منيبا باكيا لله
سبحانه وتعالى
عطاء بن أبي رباح العالم
المحدث وتلميذ عبد الله بن عباس كان يقسم
الليل ثلاث أقسام ثلث يقومه هو ثم يوقظ زوجته لتقوم الثلث الثاني وينام وتوقظ
زوجته حماتها لتقوم الثلث الأخير وتنام
لماذا؟
لأنهم أدركوا أن البيت الذي يصلي فيه أهله تراه الملائكة مضيئا و منيرا بنور الله
وبذكر الله كامل الليل كما نرى نحن النجوم
المضيئة
وقد حكى ابن رجب الحنبلي: أن كعبا قال: إن الملائكة ينظرون من السماء إلى
الذين يتهجدون بالليل كما تنظرون أنتم إلى نجوم السماء
لماذا
قيام الليل؟ لأن الدعاء مستجاب عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: يَنْزِلُ اللهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ
حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ، فَيَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا
الْمَلِكُ، مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي
يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟
فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ.
وأما
الحديث الثاني: فقد روى أبو داود عن أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ عَبَسَةَ السُّلَمِيِّ، أَنَّهُ
قَالَ: قُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ اللَّيْلِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: جَوْفُ اللَّيْلِ
الْآخِرُ، فَصَلِّ مَا شِئْتَ، فَإِنَّ الصَّلَاةَ مَشْهُودَةٌ مَكْتُوبَةٌ،
حَتَّى تُصَلِّيَ الصُّبْحَ. الحديث..
وأما
الرواية المذكورة في السؤال: فهي إحدى روايات الحديث، وهي عند الترمذي من طريق مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ ضَمْرَةَ
بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ
أَبَا أُمَامَةَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: أَقْرَبُ مَا يَكُونُ
الرَّبُّ مِنَ العَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ
تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ.
قا ل تعالى :
أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَآءَ ٱلَّيلِ سَاجِداً وَقَآئِماً يَحْذَرُ
ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلَّذِينَ
يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ
ٱلأَلْبَابِ
قال ابن عباس في رواية عطاء: نزلت في
أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
وقال ابن عمر: نزلت في عثمان بن عفان.
وقال مقاتل: نزلت في عمار بن ياسر.
وقال ابن عمر: نزلت في عثمان بن عفان.
وقال مقاتل: نزلت في عمار بن ياسر.
الهجود: هو النوم، وتهجَّد: أي أزاح النوم والهجود عن نفسه، وهذه خصوصية لرسول
الله وزيادة على ما فرض على أمته، أنْ يتهجَّد لله في الليل، كما قال له ربه
تعالى:
{ يٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ * قُمِ ٱلَّيلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِّصْفَهُ أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ ٱلْقُرْآنَ تَرْتِيلاً }
فهذه الخصوصية لرسول الله وإنْ كانت فَرْضاً عليه ، المهم أن يقوم لله تعالى جزءاً من الليل، لكن ما عِلَّة هذه الزيادة في حَقِّ رسول الله؟ العلة في قوله تعالى:
{ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً }
[المزمل: 5].
وكأن التهجُّد ليلاً، والوقوف بين يدي الله في هذا الوقت سيعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم القوة والطاقة اللازمة للقيام بهذه المسئولية الملقاة على عاتقه، ألاَ وهي مسئولية حَمْل المنهج وتبليغه للناس.
وفي الحديث الشريف " أن رسول الله كان كلما حزبه أمر قام إلى الصلاة " ، ومعنى حَزَبه أَمْر: أي: ضاقت أسبابه عنه، ولم يَعُد له فيه منفذ، فإنْ ضاقت عليه الأسباب فليس أمامه إلا المسبِّب سبحانه يلجأ إليه ويُهْرع إلى نجدته
{ إِنَّ نَاشِئَةَ ٱللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً }
[المزمل: 6].
لأنك في الوقت الذي ينام فيه الناس ويخلدون إلى الراحة وتتثاقل رؤوسهم عن العبادة، تقوم بين يدي ربك مناجياً مُتضرِّعاً، فتتنزل عليك منه الرحمات والفيوضات، فَمَنْ قام من الناس في هذا الوقت واقتدى بك فَلَهُ نصيب من هذه الرحمات، وحَظٌّ من هذه الفيوضات. ومَنْ تثاقلتْ رأسه عن القيام فلا حَظَّ له.
إذن: في قيام الليل قوة إيمانية وطاقة روحية، ولما كانت مهمة الرسول فوق مهمة الخَلْق كان حظّه من قيام الليل أزيد من حظهم، فأعباء الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة، والعِبْءُ الثقيل يحتاج الاتصال بالحق الأحد القيوم، حتى يستعين بلقاء ربه على قضاء مصالحه.
ومن العجيب أن ينصرف المسلمون عن هذه السُّنة، ويتغافلون عنها، فإذا حزبهم أمر لا يُهْرَعون إلى الصلاة، بل يتعللون، يقول أحدهم: أنا مشغول. وهل شغل الدنيا مبرر للتهاون في هذه الفريضة؟ ومَنْ يدريك لعلك بالصلاة تُفتح لك الأبواب، وتقضى في ساعة ما لا تقضيه في عدة أيام.
ونقول لهؤلاء الذين يتهاونون في الصلاة وتشغلهم الدنيا عنها، فإنْ صَلُّوا صَلُّوا قضاءً، فإن سألتَهم قالوا: المشاغل كثيرة والوقت لا يكفي، فهل إذا أراد أحدهم الذهاب لقضاء حاجته، هل سيجد وقتاً لهذا؟ إنه لا شكَّ واجدٌ الوقت لمثل هذا الأمر، حتى وإنْ تكالبتْ عليه مشاغل الدنيا، فلماذا الصلاة هي التي لا تجد لها وقتاً؟!
وقوله تعالى: { نَافِلَةً لَّكَ.
{ يٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ * قُمِ ٱلَّيلَ إِلاَّ قَلِيلاً * نِّصْفَهُ أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ ٱلْقُرْآنَ تَرْتِيلاً }
فهذه الخصوصية لرسول الله وإنْ كانت فَرْضاً عليه ، المهم أن يقوم لله تعالى جزءاً من الليل، لكن ما عِلَّة هذه الزيادة في حَقِّ رسول الله؟ العلة في قوله تعالى:
{ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً }
[المزمل: 5].
وكأن التهجُّد ليلاً، والوقوف بين يدي الله في هذا الوقت سيعطي رسول الله صلى الله عليه وسلم القوة والطاقة اللازمة للقيام بهذه المسئولية الملقاة على عاتقه، ألاَ وهي مسئولية حَمْل المنهج وتبليغه للناس.
وفي الحديث الشريف " أن رسول الله كان كلما حزبه أمر قام إلى الصلاة " ، ومعنى حَزَبه أَمْر: أي: ضاقت أسبابه عنه، ولم يَعُد له فيه منفذ، فإنْ ضاقت عليه الأسباب فليس أمامه إلا المسبِّب سبحانه يلجأ إليه ويُهْرع إلى نجدته
{ إِنَّ نَاشِئَةَ ٱللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً }
[المزمل: 6].
لأنك في الوقت الذي ينام فيه الناس ويخلدون إلى الراحة وتتثاقل رؤوسهم عن العبادة، تقوم بين يدي ربك مناجياً مُتضرِّعاً، فتتنزل عليك منه الرحمات والفيوضات، فَمَنْ قام من الناس في هذا الوقت واقتدى بك فَلَهُ نصيب من هذه الرحمات، وحَظٌّ من هذه الفيوضات. ومَنْ تثاقلتْ رأسه عن القيام فلا حَظَّ له.
إذن: في قيام الليل قوة إيمانية وطاقة روحية، ولما كانت مهمة الرسول فوق مهمة الخَلْق كان حظّه من قيام الليل أزيد من حظهم، فأعباء الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة، والعِبْءُ الثقيل يحتاج الاتصال بالحق الأحد القيوم، حتى يستعين بلقاء ربه على قضاء مصالحه.
ومن العجيب أن ينصرف المسلمون عن هذه السُّنة، ويتغافلون عنها، فإذا حزبهم أمر لا يُهْرَعون إلى الصلاة، بل يتعللون، يقول أحدهم: أنا مشغول. وهل شغل الدنيا مبرر للتهاون في هذه الفريضة؟ ومَنْ يدريك لعلك بالصلاة تُفتح لك الأبواب، وتقضى في ساعة ما لا تقضيه في عدة أيام.
ونقول لهؤلاء الذين يتهاونون في الصلاة وتشغلهم الدنيا عنها، فإنْ صَلُّوا صَلُّوا قضاءً، فإن سألتَهم قالوا: المشاغل كثيرة والوقت لا يكفي، فهل إذا أراد أحدهم الذهاب لقضاء حاجته، هل سيجد وقتاً لهذا؟ إنه لا شكَّ واجدٌ الوقت لمثل هذا الأمر، حتى وإنْ تكالبتْ عليه مشاغل الدنيا، فلماذا الصلاة هي التي لا تجد لها وقتاً؟!
وقوله تعالى: { نَافِلَةً لَّكَ.
قيامُ
الليل قُربةٌ من أجل القربات وطاعةٌ من أنفس الطاعات، لا يحافظُ عليها إلا
الموفقون, ولا ينافسُ فيها إلا السابقون، فإن قيام الليل سنة مؤكدة ، ووقته يبدأ
من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر. وقد مدح الله أهله القائمين القانتين وأثنى
عليهم ووعدهم على ذلك أعظم موعدة ، فقال سبحانه: (
تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون* فلا تعلم
نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون). [ السجدة: 16-17].
وأخبر عن صفوة عباده أنهم استحقوا الجنة ، لأن
من صفاتهم أنهم : ( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون*وبالأسحار
هم يستغفرون ) [الذاريات 17، 18]. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرغب في
قيام الليل ولو بقدر حلب الناقة رواه أبو يعلى. أي في وقت يساوي الوقت الذي تحلب
فيه الناقة وأقله ركعة يصليها المسلم وتراً . وقيام الليل هو دأب الصالحين وهديهم
. والأفضل أن يختم الإنسان قيامه بالوتر ، امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم
:" اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا" رواه البخاري ومسلم.
نسأل الله أن يحيي قلوبنا بطاعته.
نسأل الله أن يحيي قلوبنا بطاعته.
أسال الله لي ولكم
التوفيق والسداد والرشاد والعفو والعافية والمغفرة والنجاة أقول قولي هذا وأستغفر
الله لي ولكم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الخطبة الثانية
الحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبالله ثقتي و أستعين ولا حول ولا قوة
إلا بالله العلي العظيم
:وأما
فوائده وثمراته التي تعود على العبد في الدنيا والآخرة فكثيرةٌ تستعصي على الحصر،
ولكننا نسوقُ إليك طرفاً منها لعل الله أن ينفعكَ بها وإخواننا القراء.
1-
أنه سببٌ لنيلِ الجنة، وناهيكَ بها من فائدة، قال تعالى: قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ
جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ
مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ الَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا
عَذَابَ النَّارِ الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ
وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ. {آل عمران: 15-17}.
وقال
تعالى : تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ
الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ
يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ
أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {السجدة :16-17}،
التجافي
يعني الترك، لكن الترك قد يكون معه شوق ويصاحبه ألم، كما تودع حبيباً وتتركه وأنت
غير زاهد فيه ، ، فهؤلاء المؤمنون الذين يتركون مضاجعهم كأن جنوبهم تكره المضجع
وتجفوه؛ لأنها تتركه إلى لذة أبقى وأعظم هي لذة الاتصال بالله ومناجاته.
ومع ذلك
شوق المؤمنين إلى ربهم ورغبتهم في الوقوف بين يديه سبحانه يُنسيهم هذه الراحة،
ويُزهِّدهم فيها، فيجفونها ليقفوا بين يدي الله.
وفي موضع آخر قال تعالى عنهم:
{ كَانُواْ قَلِيلاً مِّن ٱللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ }[الذاريات: 17] ثم يقول سبحانه: { يَدْعُونَ رَبَّهُمْ.. } [السجدة: 16] أي: يدعون ربهم وهم على حال التعب، كأن الدعاء مجرد الدعاء يريحهم، لماذا ولم يُجَابوا بعد؟
وفي موضع آخر قال تعالى عنهم:
{ كَانُواْ قَلِيلاً مِّن ٱللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ }[الذاريات: 17] ثم يقول سبحانه: { يَدْعُونَ رَبَّهُمْ.. } [السجدة: 16] أي: يدعون ربهم وهم على حال التعب، كأن الدعاء مجرد الدعاء يريحهم، لماذا ولم يُجَابوا بعد؟
يجيب الشيخ العالم محمد متولي الشعراوي فيقول قالوا:
لأنهم وضعوا حاجاتهم وطلبهم عند قادر على الإنفاذ، ثم إن حلاوة لقائهم بربهم في
الصلاة تُنسيهم التعب الذي يعانون.
والمؤمنون يدعون ربهم { خَوْفاً وَطَمَعاً.. } [السجدة: 16] أي: خوفاً مما حدث منهم من تقصير في حق الله، وأنهم لم يُقدِّموا لله تعالى ما يستحق من التقوى ومن الطاعة { وَطَمَعاً.. } [السجدة: 16] أي: في المغفرة {
والمؤمنون يدعون ربهم { خَوْفاً وَطَمَعاً.. } [السجدة: 16] أي: خوفاً مما حدث منهم من تقصير في حق الله، وأنهم لم يُقدِّموا لله تعالى ما يستحق من التقوى ومن الطاعة { وَطَمَعاً.. } [السجدة: 16] أي: في المغفرة {
وقال صلى
الله عليه وسلم: أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس
نيام، تدخلوا الجنة بسلام. رواه الترمذي، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
2- أنه
سبيلٌ إلى القيام بشكر نعمة الله على العبد، والشاكرون قد وعدهم الله بالزيادة
وَإِذْ تَأَذَّنَ
رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي
لَشَدِيدٌ
وقالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله علية وسلم يقوم من
الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكوراً؟.متفق عليه.
3- أنه
يقربُ إلى الله عز وجل، وهو سببٌ في تكفير سيئات العبد ومغفرةِ ذنوبه، فعن عمرو بن عنبسة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: أقرب ما يكون الرب عز وجل من العبد في جوف الليل، فإن
استطعت أن تكون ممن يذكر الله في
تلك الساعة فكن. رواه أبو
داود والترمذي واللفظ له، وقال
حديث حسن صحيح، والحاكم على شرط مسلم.
4- أنه
ينهى صاحبه عن الإثم والفساد بل قيام الليل
هو أكبر مقاوم للفساد قال
تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ
اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ. {العنكبوت:45}.
5-
أنه مطردة للداء عن الجسد فهو سبب لذهاب الأسقام وإبعاد الآلام فقد قال صلى الله
عليه وسلم: عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم, وقربة إلى الله تعالى,
ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات،
ومطردة للداء عن الجسد. أخرجه الترمذي.
6- أنه
يكسو وجه صاحبه نورا فإن الجزاء من جنس العمل فإنهم لما احتملوا ظلمة الليل وهانت
عليهم مكابدتها جازاهم الله بأن نور وجوههم، فقد قال سعيد بن المسيب رحمه الله : إن الرجل ليصلي بالليل، فيجعل الله في
وجهه نورا يحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قط فيقول: إني لأحبُ هذا الرجل.
وقيل للحسن البصري رحمه
الله: ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها ؟ فقال لأنهم خلوا بالرحمن
فألبسهم من نوره.
7- أنه
سبب فى زيادة الرزق قال تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ
بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ
وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى.{طه: 132}.
8- أنه
يعرض صاحبه للنفحات الإلهيه ويكون سببا لإجابة دعائه وإعطائه سؤله وقت نزول الرب
عز وجل إلى سماء الدنيا، فعن أبي
هريرة رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربنا
تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني
فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له. رواه البخاري ومالك ومسلم والترمذي وغيرهم.
يقول الدكتور محمد راتب النابلسي : حديث
عجيب كلما جاءني مهموم أغلقت في وجهه الدنيا أعرض عليه هذا الحديث وعديد منهم
أخبرني بكرامات حدثت لهم كجلب الرزق والشفاء من مرض مستعص وفتح للابواب الموصدة
أمامهم
9- أنه
يُحصّل لصاحبه الثواب المضاعف فقليله يُزيلُ عنه اسم الغفلة، ومتوسطه يكسوه اسمَ
القنوت، وكثيره يجلبُ له قناطير الأجر، فعن عبد
الله بن عمرو بن العاص رضي الله
عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من
قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من
المقنطرين. رواه أبو داود.
10- {الحصول
على الزيادة لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ وَلاَ
يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ
هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } وفي حديث خرّجه النسائي عن
صُهيب قال: " قيل
لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هذه الآية: { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ
وَزِيَادَةٌ } قال: «إذا دخل أهلُ الجنة الجنةَ وأهلُ
النار النارَ نادى منادٍ يا أهل الجنة إن لكم موعداً عند الله يريد أن
يُنْجِزكُموه قالوا ألم يبيّض وجوهنا ويُثقل موازينَنا ويُجِرْنا من النار قال
فيكشِف الحجابَ فينظرون إليه فوالله ما أعطاهم الله شيئاً أحب إليهم من النظر ولا
أقَرّ لأعينهم» "
هذا وصلوا
وسلمواعلى النبي المختار فقد أمركم الله بذلك في محكم التنزيل فقال: إن الله
وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صل
على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى
آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اللهم
اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أعلم أعلم به منا أنت
المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير اللهم اغفر لنا وارحمنا اللهم لا تؤاخذنا
بما يفعله السفهاء منا اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين اللهم ارشدنا إلى طريق
الهدى والتقى اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين اللهم أبعدنا عن السيئات والذنوب
إنك رحيم ودود يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم إن الله يأمر
بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم
تذكرون اذكروا الله يذكركم وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله
mercredi 22 février 2017
mardi 21 février 2017
samedi 18 février 2017
vendredi 17 février 2017
ثمرات البكاء في خلوة من خشية الله
ثمرات البكاء في خلوة من خشية الله
الحمد لله الذي
هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
وأشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو
حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير وأشهد أن سيدنا وحبيبنا واسوتنا
وقدوتنا محمد بن عبد الله رسوله المصطفى أدى الأمانة وبلغ الرسالة اللهم آت سيدنا
محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه الله المقام المحمود الذي وعدته
إنك لا تخلف الميعاد
أما بعد أيها
المسلمون أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من بين السبعة الذين يظلهم الله في ظله
يوم لا ظل إلا ظله رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه من بين السبعة الذين يظلهم الله
في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
ذكر الله خاليا
الخلوة مع الله يعني انعدام الرياء لا يراه أحد إلا الله لا يسمع به أحد إلا الله
ولذلك أكد الحديث على أن هذا الرجل هو خاليا في بعد عن رؤية الناس وعن سمع الناس
ففاضت عيناه أدى العقل والقلب دوره في تقوية الايمان وفي تقوية معاني التوحيد
الدمعة غالية بهذا الاعتبار الدمعة أيها المسلمون إما أن تذرف في الدنيا وإما أن
تذرف في الآخرة فاختر لنفسك أي الدمعتين ادفع الثمن كاملا اليوم لأن اليوم عمل بلا
حساب وغدا حساب بلا عمل الطريقة العملية سهلة : أن تمنح لنفسك وقتا من حياتك متى
آخر مرة جلست لوحدك خاليا وتفكرت ذنوبك ومعاصيك وظلمك للناس وتفكرت وتفكرت في
تقصيرك في عبادتك وفي حق الله سبحانه وتعالى فذرفت عيناك خشية من الله وخوفا من
الله وطمعا في رحمة الله الطريقة العملية امنح لنفسك دقيقة واحدة لا أقول في اليوم
امنح لنفسك دقيقة في الشهر امنح لنفسك دقيقة واحدة في السنة اغمض فيها عينيك اجلس
لوحدك ابتعد عن هم الدنيا اغمض عينيك أحضر قلبك ثم احرق ذنوبك بنار الندم ثم إلهج
بالاستغفار لله سبحانه وتعالى ليطهر قلبك عندها يحدث الأثر وتنجح الصفقة وتجني
الأرباح باذن الله
ما هي
الأرباح التي تجنيها ؟
أول ربح أن هذا
يقوي فيك الإخلاص وينزع منك الرياء والسمعة وحب الظهور أمام الناس ومع ذلك فهناك
من الأرباح الشيء الكثير الذي يبكي في خلوته من خشية الله ويبكي من خوف الله ويبكي
طمعا ورجاء في مغفرة الله يوم القيامة يجني أرباحا كثيرة أذكر في هذه الخطبة
الجمعية من الأرباح التي تجنيها من هذه الدقيقة التي تقف فيها لوحدك مع الله مرة
في الشهر أو حتى مرة في السنة اسمعوا جيدا ماهي الأرباح العظيمة من هذه الدقيقة
أولا أنت في ظل
العرش أنت يوم القيامة في ظل عرش الرحمن وعدك النبي عليه الصلاة والسلام وعدك
الصادق الصدوق وهل يخلف النبي وعده؟ وعد من النبي بأن تكون من السبعة الذين يظلهم
الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله لماذا لأن الذي يفعل مثل هذا الفعل يختلي بنفسه مع
الله ويسكب الدمعة خوفا ورجاء في الله هذه
علامة أن هذا الرجل قد امتلأ قلبه خشية من ربه فتفيض الدمعات والعبرات على خده
فهذا دليل على صفاء قلب هذا الانسان فيثيبه الله جزاء بما فعل في الدنيا لما قاس
حرارة الخوف من الله في الدنيا كان جزاؤه من جنس العمل عافاه الله من حر يوم
القيامة وأظله بظله هو في الدنيا قلبه يقاسي ويشعر بحرارة الخوف من الله الله
يجازيه من نفس الفعل فيوم القيامة يعافيه من حر النار ومن حر يوم القيامة هذه
واحدة
من الأرباح التي
يجنيها من يبكي من خشية الله في الدنيا أن يكون يوم القيامة في مأمن من عذاب الله
أخرج الترمذي في السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول : عينان لا تمسهما النار وعد من النبي فذكر من بين العينين عين بكت من
خشية الله عين ذرفت الدمع في الدنيا خشية من عين الله هي عين ناجية باذن الله يوم
القيامة بوعد من النبي عليه الصلاة والسلام ولو كان هذا الدمع مرة بعد أشهر ذكر
بعض العلماء أن شعرة من جفن عين انسان تستأذن يوم القيامة ربها لتشهد لك بالبكاء
من خوفه فيغفر لك سبحانه وتعالى شعرة الجفن يوم القيامة تقوم بمهمة الشاهد الذي
يحسم بشهادته القضية وتجلب لك الحكم بالبراءة وتعفيك من العذاب أن تكون في مأمن من
عذاب الله هذه هي الدموع المباركة التي تقي صاحبها عذاب الله سبحانه وتعالى ولذلك
الدموع لا تمس موضعا إلا حمته الدموع إذا مست موضعا من وجهك أو أي عضو من أعضاء
جسدك في الدنيا حمته من عذاب الله في الآخرة
ثانيا من هذه الأرباح أيضا أن يكون في كنف محبة الله
الحديث خرجه الترمذي في السنن عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال : ليس شيء أحب إلا الله من قطرتين وأثرين منها قطرة دموع من خشية الله
السر أن البكاء من خشية الله وأن حرارة الدموع التي تنزل من خشية الله هي أبلغ
دليل على أن خوف الله في قلبك طرد الخوف ممن سواه أصبحت تخشى الله حق الخشية لا
خوف ولا وجل ولا رجاء ولا توكل ولا رغبة ولا تعلق إلا بالله سبحانه وتعالى الذي تتصدع
الجبال لو أنزل عليها كلامه "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا
متصدعا من خشية الله
القلوب تنفطر إذا
تليت عليها آياته هذه القشعريرة تسري في القلب ثم تنتقل من القلب إلى العين
فتترجمها دموعا جارية ولذلك هذا المعنى ترجمه بعض الصلحاء والأخيار فقال من كان
يريد القرب من الله فليكثر البكاء على ذنوبه
من منا لم يذنب ؟
من منا يستطيع أن ينزه نفسه عن ارتكاب المعاصي والذنوب إن لم تكن كل ساعة فكل يوم
؟ لذلك قال بعض الصالحين من كان يريد القرب من الله فليكثر البكاء على ذنوبه
من الأرباح كذلك
غفران الذنوب وهي الغاية البكاء على الخطيئة يحط الخطايا كما تحط الريح الأوراق
اليابسة الحافظان الملكان يحصيان عليك أنفاسك ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد
يسجلان همساتك والوضع لما يكون في حالة بكاء يختلف ولذلك من بكى على ذنب من ذنوبه
محيت خطاياه ولذلك قال الشاعر : كتبت بأدمعي في صحن خدي كتابا بالتضرع لله والخضوع
فقالوا قد عفونا عنك لما محوت قبيح فعلك بالدموع
من يبكي
ذنبه يغفر ذنبه لأن البكاء علامة الندم
من هذه الأرباح
التوبة الصادقة علامة التائب اسبال الدمعة والعزم على عدم العودة إلى الذنب ولذلك
لما كثر الزيغ في الناس وعم البهرج في الناس وأحيانا يلبس المرائي لباس الأبرار
ويتقن بعضهم فن التصنع واحتراف التمثيل على الناس فإن هذا لا يمكن أن ينطلي على
ملائكة الرحمن الذين يسجلون ذنوبه فلذلك احتاجت التوبة إلى دليل إلى اعتراف
والاعتراف كما يقولون سيد الأدلة وليست هناك قرينة أقوى من الدموع إذا خلوت بنفسك
مع الله سبحانه وتعالى
المسافر لما تطول
غيبته وتنقطع أخباره نترحم عليه ونعده في الأموات ولذلك نحن قد طالت غيبتنا إذا
كان القلب لا يخشع ولا يبكي ولا يختلي في خلوة مع الله سبحانه وتعالى إذا كنت
تواظب على هذا المعنى فهناك أمل و إلا فعظم الله أجرك وأحسن عزاءك في الدنيا قبل
الآخرة يجب أن يتذكر الانسان وأن يجعل لنفسه ساعة حتى دقيقة في الشهريحاسب و يراجع
فيها نفسه ماذا فعل في الدنيا ليس من إنجازات الدنيا وماذا ترك للورثة ربما ترحموا عليه وربما نسوه ولكن ماذا
قدم بين يديه ليوم القيامة ولذلك لا خير في عين لا تبكي ولا خير في انسان لا يحاسب
نفسه في الدنيا قبل أن يحاسب ولا خير يرجى من قلب قاس قحط العينين وعدم البكاء من خشية الله كقحط
الأرض من علامات قسوة القلب والقلب القاسي يستوحش حتى الخطيئة ويسبح في قسوته حتى يصبح كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما
يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية
الله ولذلك قالوا كل شيء له دليل ودليل خوفك من الله البكاء بين يديه والتضرع إليه
النبي صلى الله
عليه سلم في الحديث الذي خرجه ابن حبان في سننه أخبر في الحديث القدسي عن الله
سبحانه وتعالى أنه قال : وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين و لا خوفين إن أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع عبادي
وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع عبادي
والنبي صلى الله
عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن ماجه في السنن عن أنس بن مالك رضي الله عنه
حدثنا عن صفة هذا البكاء في كلمات من لم يبكي في الدنيا كيف سيبكي في الآخرة والله
قال في الحديث القدسي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين
النبي حدثنا عن
صفة البكاء في الآخرة لمن لم يبك من خوف الله في الدنيا ولولا أن النبي صلى الله
عليه وسلم هو الذي أخبر بهذا لحسبناه لونا من الخيال ولكن النبي صلى الله عليه
وسلم يصف لنا هذا المشهد حتى تستعد فيقول
يرسل البكاء على أهل النار من الندم والحسرة فيكون حتى تنقطع الدموع ثم يكون الدم والعياذ بالله حتى يصير في وجوههم
كهيئة الأخدود يترك آثاره في الجباه والخدود فهذا جزاء من لم يبكي في الدنيا ومعنى
هذا من لم يخف الله سبحانه وتعالى ويقدم بين يديه يوم القيامة ويحاسب نفسه فإن
حسابه يكون عسيرا ولذلك أخبرنا النبي عن مثل هذه المشاهد حتى تكون لنا وقاية
وحماية وصيانة واستعداد لليوم الآخر ان شاء الله
أخلص إلى القول
لتجلس مع نفسك قف وقفة تأمل قف وقفة تفكر في حياتك وانظر إلى ما قدمت في سالف
أعمالك وانظر ما ينتظرك بين يدي الرحمن واعلم أن البكاء من خشية الله وأن الجلوس
على انفراد وفي خلوة مع الله تذكره دون أن يراك أحد فيه من الخيرات ومن الأرباح
الكثير فإن النبي صلى الله عليه وسلم يعدك بأن تكون تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله وأن تكون في مأمن عند
الله سبحانه وتعالى وأن تكون في محبة الله وفي كنفه وأن تتمتع بمغفرة الذنب وأن
تكتب لك التوبة الصادقة باذن الله
أسال الله لي ولكم
التوفيق والسداد والرشاد والعفو والعافية والمغفرة والنجاة أقول قولي هذا وأستغفر
الله لي ولكم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
الحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبالله ثقتي و أستعين ولا حول ولا قوة
إلا بالله العلي العظيم
أيها المؤمنون
الذنب والسيئة التي تفعلها في الدنيا هي علامة هوان عند الله وعلامة ذل عند الله أنت
حين ترتكب الخطيئة وحين ترتكب الذنب تصبح ذليلا عند الله ولذلك قالوا الذنب علامة
هوان ارتكابك للذنب في الدنيا يمنع الرحمات
وينزع البركات ويوجب اللعنات ويدني من النار ويبعدك عن الجنة ولو مات كل
عبد فور ارتكابه لذنبه لختم لجميع الناس بالسوء ولكن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا
يهمل كل هذا يدفعك إذا تفكرت واعتبرت يدفعك إلى أن تغسل السيئة والذنب بالدموع وأن
ترفع هذه السيئات وهذه الزلات وهذه الانحرافات بالندم والرجوع إلى الله سبحانه
وتعالى
الحسن البصري سيد
التابعين وصفه بعضهم فقال : كأن النار لم تخلق إلا له كان دائما يعتبر أنه إذا
نزلت مصيبة في المجتمع فهو السبب لأن الله أنزل العذاب والنقمة واللعنة بسببه هو
لماذا؟ لأنه يقرأ دائما في نفسه النقص ودائما يظن أن غيره أفضل منه ولذلك يمكن
أيها الانسان بانحراف من انحرافاتك وبذنب من ذنوبك أن يعم العذاب على فئة بسببك
بهذا المعنى وبهذا التصور يصبح الانسان إيجابيا في مجتمعه كان له من التفكر في
ذنوبه باع عظيم كان غزير الدمع لما قيل له في ذلك قال : ما يؤمنني إذ طلع علي في
بعض ذنوبي فقيل لي اذهب لا غفر لك من يدريك أن ملائكة الرحمن وأن الكرام البررة
اطلعت على ذنب أو سيئة تظن أنك تقترفها دون أن يراك أحد فكيف تجترئ على ملائكة
الرحمن وكيف تجترئ على خالقك وهوينظر إليك ويعلم السر وأخفى ثم تتجرأ على المعاصي
والانحراف والسيئات ولذلك كيف لا يبكي في الدنيا من تتجدد عليه الذنوب كل ساعة
ولذلك أيها المسلم ما ظنك بيوم كل ينادي نفسي نفسي
شفقا من شدة غضب الرحمن ومن شدة هول عذاب الرحمن يوم يذهل فيه الناس تطيش فيه
العقول لما يروا ما لا طاقة لهم به وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم
بسكارى ولكن عذاب الله شديد ذلك اليوم الذي يقف فيه الناس خمسين ألف سنة مما تعدون
الناس كلهم يشهدون ويشاهدون وينتظرون أدوارهم ينادي أهلها بأعلى صوتهم يا مالك قد
حق علينا الوعيد قد أثقلنا الحريق يا مالك قد نضجت منا الجلود يا مالك أخرجنا منها
فإنا إليها لن نعود فيرد عليهم برد يشبه الصاعقة : إنكم ماكثون لا ينجيهم الندم
بفعلهم في الدنيا ولا ينفعهم الأسف بمعاصيهم في الدنيا غرقى في النار طعامهم نار
شرابهم نار لباسهم نار فراشهم نار فهم بين عذاب النار وسرابيل القطران وضرب
المقامع وثقل السلاسل تغلي بهم النار كغلي الحميم يهتفون فيها بالويل والثبور يصب
من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود لهم مقامع من حديد هذه مقتطفات
من آيات القرآن الكريم تهشم بها جباههم
ينفجر الصديد من أفواههم هكذا أخبرنا النبي تنقطع من العطش أكبادهم كلما نضجت
جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب وغلت أيديهم إلى أعناقهم وجمع بين
نواصيهم وأقدامهم يمشون على النار بوجوههم يطؤون أشواك الحديد بخدودهم لهيب سار في
بواطن أجسامهم فبالله عليكم أيها المستمعون هل لأحد منا طاقة على تحمل لحظة واحدة
من البقاء في هذه النار ألا نفتدي أنفسنا بلحظة واحدة فيها نبكي إلى الله ونطلب
مغفرة الله ونطلب رحمة الله بنعيم الدنيا كلها أين العاقل وأين السامع وأين
المتفكر وأين المنتبه ؟ والله الذي لا إلاه إلا هو لو كانت عندنا عقول في نفوسنا
لخرجنا توا بعد الجمعة ولأرجعنا الحقوق لأصحابها وما أراد منا انسان شيئا له إلا
أعطيناه إياه ولتزاحمنا على بعضنا البعض كل يقبل الآخر يريد منه أن يسامحه وأن يرد
له ما كان قد افتكه منه ماذا أقول والوقت يسارع ولا أستطيع أن أكمل أسأل الله
سبحانه وتعالى أن يتقبلنا برحمته وأن يتقبلنا بعفوه وأن لا يؤاخذنا بما يفعله
السفهاء منا إنه ولي ذلك والقادر عليه هذا وصلوا وسلمواعلى النبي
المختار فقد أمركم الله بذلك في محكم التنزيل فقال: إن الله وملائكته يصلون على
النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صل على محمد وعلى آل
محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت
على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اللهم اغفر لنا ما قدمنا
وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أعلم أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت
على كل شيء قدير اللهم اغفر لنا وارحمنا اللهم لا تؤاخذنا بما يفعله السفهاء منا
اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين اللهم ارشدنا إلى طريق الهدى والتقى اللهم لا
تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين اللهم أبعدنا عن السيئات والذنوب إنك رحيم ودود يا أرحم
الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم إن الله يأمر بالعدل والإحسان
وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون اذكروا الله
يذكركم وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله
jeudi 16 février 2017
mercredi 15 février 2017
vendredi 10 février 2017
jeudi 9 février 2017
التحذير من تغيير أحكام الميراث
التحذير من
تغيير أحكام الميراث
الحمد
لله الذي قسم الميراث بنفسه وهو أعدل من قسم وهو الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم
يعلم. وأشهد ألا إله إلا اله إلا الله وحده لا شريك له في عبادته وهو أعلم وأحكم
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أصدق البرية لساناً وأعلاها مقاماً وأعظمها شأناً صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ
يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71] ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ
اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا
زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ
الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ
رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
أما بعد:
أيها
المسلمون إن من المواضيع الهامة التي يشتكي منها كثير من المسلمين والمسلمات
ونشاهدها في كثير من المجتمعات قضية الحرمان أو التحايل على أكل الميراث فكم من
امرأة حرمت من ميراثها.وكم من يتامى أكلت حقوقهم وكم من
ضعفاء لم يجدوا لهم ناصرا.ومما يزيد من الألم ويفجع الفؤاد أن يكون
الظلم من الإخوة للأخوات ولله در الشاعر إذ يقول:
وظلم ذوي
القربى أشد مضاضة ♦♦♦ على
النفس من وقع الحسام المهند.
لقد حرم الله - عز وجل - الظلم على
نفسه، وحرمه على عباده، كما في الحديث القدسي: (يَا عِبَادِي
إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ
بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا) رواه مسلم.والله - عز وجل - توعد الظالمين
بالعذاب فقال تعالى: ﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ
اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ
تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ ﴾ [سورة إبراهيم، 42]. وقال: ﴿ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴾ [سورة هود، 18].
لذا كان لزاما وأجل مسمى أن نتكلم أن عن
هذه القضية:
العنصر
الأول: الميراث وصية الله تعالى لعباده.
أيها
الأحباب: الميراث هو وصية الله تعالى لعباده والذي يتأمل في فرائض الإسلام ليرى
أمرا عجيبا فالله تعالى فرض علينا الصلاة ولم يبين في القران عدد الركعات وتركها
لنبيه - صلى الله عليه وسلم ليبينها لنا عن طريق السنة التي هي المصدر الثاني
للتشريع وكذا الزكاة، أما الميراث فبينه - سبحانه وتعالى - فبين لنا نصيب كل فرد
وبين لنا أحوله.
إنه
- سبحانه - يوصي بتقسيم الميراث تقسيمًا إسلاميًّا على منهج القرآن الكريم،
وهذا يعني أنه - سبحانه - وإن كان قد وصَّى بالتوحيد والتقوى -
وهما من أعظم أمور الدين - مرة واحدة، فقد وصَّى وما زال يوصي إلى
الآن - بل إلى قيام الساعة - بالْتِزام المنهج القرآني عند تقسيم
الميراث، فقال:﴿ يُوصِيكُمُ ﴾ [النساء: 11] بالفعل المضارع الذي يدلُّ على التجدُّد والاستمرارية،
وفي ذلك إشارة واضحة إلى الاهتمام البالغ من القرآن بتقسيم الميراث تقسيمًا
شرعيًّا مصدره الوحي المعصوم.
أيها الناس، إن من عادة كل إنسان أن
يُنَفِّذ وصيَّة مَن له مكانة عنده، وكلما عَلَت مكانة الموصِي، كان تَنفيذ
وصيَّته ألْزَمَ، ولا سيَّما إن كرَّر نفس الوصية وأمَر بتنفيذها.
إن الله - جل في علاه - أعظم
من كلِّ عظيم، وأكبر من كلِّ كبير، وأعلى من كلِّ عليٍّ؛ لذا نقول: إنَّ وصيَّة
الله في الميراث أَوْلَى أن تُنَفَّذ.
{ يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِيۤ أَوْلَٰدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ
ٱلأُنْثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَآءً فَوْقَ ٱثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا
تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا ٱلنِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ
مِّنْهُمَا ٱلسُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُنْ
لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ ٱلثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ
إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ ٱلسُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَآ أَوْ دَيْنٍ
آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً
فَرِيضَةً مِّنَ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } * { وَلَكُمْ نِصْفُ مَا
تَرَكَ أَزْوَٰجُكُمْ إِنْ لَّمْ يَكُنْ لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ
وَلَدٌ فَلَكُمُ ٱلرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَآ
أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ ٱلرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُنْ لَّكُمْ
وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ ٱلثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن
بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَآ أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ
كَلَٰلَةً أَو ٱمْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا
ٱلسُّدُسُ فَإِن كَانُوۤاْ أَكْثَرَ مِن ذٰلِكَ فَهُمْ شُرَكَآءُ فِي ٱلثُّلُثِ
مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَىٰ بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ
ٱللَّهِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ } * { تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ
يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
وَذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ آيات 11 النساء
ثم قال في آخر السورة : { يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ ٱللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي
ٱلْكَلاَلَةِ إِن ٱمْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ
مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَآ إِن لَّمْ يَكُنْ لَّهَآ وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا
ٱثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا ٱلثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُوۤاْ إِخْوَةً
رِّجَالاً وَنِسَآءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ ٱلأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ
لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } آية 176 النساء
أ / خصائص نظام
الإرث في الإسلام :
* نظام
رباني : تكفّل الله بتحديد
الورثة وأنصبتهم وشروط استحقاقهم للتركة
* نظام شمولي : يشمل الإرث الرجال والنساء وأطفال والقادر
والعاجز
* نظام عادل
: لا يحرم الوارث من الإرث بسبب جنسه
*
نظام متوازن : يحترم خصائص المجتمع
المسلم والأحكام المؤطرة له ، ويترك
للهالك حق التصرف في ثلث التركة ، ويندب إلى الإنفاق على غير الوارث
ب / مقاصد نظام الإرث
* تحقيق مبدأ الاستخلاف في المال : بتأكيد مبدأ أنّ المال مال الله
، وأن الإنسان مستخلف فيه
* تحقيق العدالة الاجتماعية : من خلال إعادة توزيع التركات على
الأصول والفروع والحواشي للهالك
* تفضيل بعض الورثة على البعض الآخر بحسب القرب من الهالك
* إنعاش الدورة المالية وتسهيل تداول المال بمنع تكديس الثروة
ج / تنبيهات مهمّة :
* إنّ الله سبحانه وتعالى
توكّل بذاته العلية تفصيل الإرث فلم يتركه للنبي صلى الله عليه وسلم ليبيّنه في
سنته الغراء ، كما فعل في كثير من الأوامر الأخرى كالصلاة والزكاة والحج وغير ذلك
ممّا تولت السنة المباركة تبيانه وتوضيحه ، وإنّما نجد في آيات المواريث
تفصيلا دقيقا للفروض والمقادير
والتفصيل فيه يوقف زحف الطامعين ويأخذ حق
المستضعفين ويحقن الدماء ، حيث يعرف كل
واحد أن الله سبحانه وتعالى هو الذي قرر كيفية توزيع الإرث لا أحد غيره
* أن الإرث يقع تحت
القاعدة الفقهية " الغُرْم بالغُنْم " ومعنى هذا
أن الذي يأخذ الإرث الشرعي له حق في ذلك ،
ولكن بالمقابل عليه واجبات ، فإنما أعطاه الله حق الإرث مقابل ما يجب أن يقدمه من
رعاية وولاية وتربية وصرف بعض الأوقات للتوجيه والعناية بمن تركهم المتوفى
د / من مميّزات الميراث في
الإسلام
* كثيرا ما نسمع في دول أوروبية أنه توفي
أحدهم وله من الثروات والمقدرات لا حصر لها تركها لقطة أو لكلب كان يربيه صاحب
المال ، أو تذهب النقود كلها لخادمة أو لجمعية
... أما في الإسلام فقد أعطى الحرية للتصرف في الإرث فقط في حد الثلث ، ولا
وصية لوارث ولا تجوز الوصية لجهة ممنوعة ، ومن أهمّ سمات الإرث في الإسلام أنّه :
قدّر الوارثين بالفروض السهام المقدرة
كالربع والثمن والسدس والنصف ما عدا أصحاب التعصيب ، وهذا لا مثيل له في بقية
الشرائع
* جعل للمرأة نصيباً من الإرث فالأم والزوجة والبنت وبنت الابن والأخت وأمثالهن يشاركن فيه، وجعل للزوجة الحق في استيفاء المهر والصداق إن لم تكن قد قبضته من دون نصيبها في الإرث فهو يعتبر ديْنا يجب سداده قبل تقسيم الإرث ولا يعتبر من نصيبها في الميراث
* جعل للمرأة نصيباً من الإرث فالأم والزوجة والبنت وبنت الابن والأخت وأمثالهن يشاركن فيه، وجعل للزوجة الحق في استيفاء المهر والصداق إن لم تكن قد قبضته من دون نصيبها في الإرث فهو يعتبر ديْنا يجب سداده قبل تقسيم الإرث ولا يعتبر من نصيبها في الميراث
* شجّع على
إعطاء جزءا ولو كان بسيطا من
التركة للأقارب الذين لا نصيب لهم في التركة ، تطييبا لأنفسهم وكذلك التصدق على من
حضر من اليتامى والمساكين وذلك في قوله تعالى "وَإِذَا حَضَرَ
الْقِسْمَةَ أُوْلُواْ الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُم
مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفا "ً
* أمر بعدم هضم حقوق صغار الورثة من الذكور والإناث عند القسمة من
قبل كبار الورثة ، وكذلك الحفاظ على أموال هؤلاء اليتامى من قبل إخوانهم أو
أعمامهم أو من هم في كفالتهم وخاصة في غياب رقابة الدولة على إجراءات قسمة التركة
وذلك في قوله تعالى "وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ
خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ
وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ
الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ
سَعِيراً"
إن نظام الإرث الذي جاء به القرآن الكريم
نظام مبتكر وفريد لم يسبق للبشر أن تعاملوا بمثله ولن يتمكنوا كذلك من أن يأتوا
بنظام مثله أبدا ، فهذا النظام قد تم وضعه على أسس واضحة ولأهداف بينة وليس بطريقة
اعتباطية
ه / الإسلام أكرم المرأة
وأعطاها ما يناسب حالها من الميراث
إنّ توريث المرأة على النصف من الرجل ، ليس
موقفا عامّا ولا قاعدة مطّردة في نظام الإرث في الإسلام ، فالقرآن لم يقل : "
يوصيكم الله للذكر مثل حظّ الأنثييْن " وإنّما
قال : " يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظّ الأنثيين " ،
فالتمايز في أنصبة الوارثين والوارثات ، لا يعود إلى مقياس الذكورة والإنوثة ،
وإنّما يعود إلى حِكم إلهيّة ومقاصد ربانيّة
ويمكن أن نكشف عن فلسفة التشريع الإسلامي
في هذا التمايز من خلال هذه المعايير الثلاثة ، وهي :
المعيار الأوّل : درجة القرابة من الميّت : فالبنت أقرب إليه من أبيه وأمّه ، لذلك
تستحقّ أوفر منهما نصيبا
المعيار الثاني : موقع الجيل الوارث من التتابع الزمني للأجيال : فالأجيال التي
تستقبل الحياة عادة ما يكون نصيبها أكبر من نصيب الأجيال التي تستدبر الحياة
وتتخفّف من أعبائها بصرف النظر عن الذكورة والأنوثة من الوارثين والوارثات ، فبنت
الميّت ترث أكثر من أمّه وكلتاهما أنثى ، وترث البنت أكثر من الأب حتى ولو كانت
رضيعة لم تدرك بعد ، ولو كان الأب هو مصدر ثروة ابنه المتوفّى والتي تنفرد البنت
بنصفها ، وكذلك يرث الابن أكثر من الأب ، وكلاهما من الذكور وهذا لا علاقة له
بالذكورة والأنوثة إطلاقا
المعيار الثالث : الواجبات المالية التي يفرض الشرع على الوارث تحمّلها ، وهذا
المعيار الوحيد الذي يؤخذ فيه بعين النظر اعتبار الذكورة من الأنوثة ، لكنه لا
يفضي إلى ظلم المرأة بحكم ما على عاتق الرجل من أعباء مالية في المنظور الإسلامي
وذلك أن الإسلام يُلزم الرجل بأعباء
وواجبات مالية لا تُلزَم بمثلها المرأة ، كالمهر والسكن والإنفاق على البيت
والأولاد ، لقوله تعالى:" الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا
فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ
"
أما المرأة فليس عليها شيء من النفقة ، لا
على نفسها ولا على أولادها ، فطرح عنها تلك الأعباء وألقاها على الرجل، ثم أعطاها
نصف ما يأخذ الرجل ، فمالها يزداد، ومال الرجل ينقص بالنفقة عليه وعلى زوجته
وأولاده وما ربك بظلام للعبيد والله عليم حكيم
وعليه ، فإذا تساوى الوارثون في درحة
القرابة وفي موقع الجيل الوارث ، أخذ بعين الاعتبار المعيار الثالث ، ولذلك لم
يعمّم القرآن هذا التفاوت في عموم الوارثين
وباستقراء حالات الميراث تبيّن أنّ هناك
أكثر من ثلاثين حالة تأخذ فيها المرأة مثل الرجل ، أو أكثر منه ، أو ترث هى ولا
يرث نظيرها من الرجال ، فى مقابلة أربع حالات محددة ترث فيها المرأة نصف الرجل ،
وفيما يلي بيان لذلك
أ ـ أربع حالات فقط ترث فيها
المرأة نصف الرجل
* فى حالة وجود أولاد للمتوفى ، ذكوراً وإناثا ، لقوله تعالى " يوصيكم الله فى أولادكم ، للذكر مثل حظ الأنثيين "
* فى حالة وجود أولاد للمتوفى ، ذكوراً وإناثا ، لقوله تعالى " يوصيكم الله فى أولادكم ، للذكر مثل حظ الأنثيين "
* فى حالة التوارث بين الزوجين ، حيث يرث الزوج من زوجته ضعف ما
ترثه هى منه ، لقوله تعالى " ولكم
نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهنَّ ولد ، فإن كان لهنَّ ولد فلكم الربع مما تركن
، من بعد وصية يوصينَ بها أو دين ، ولهنَّ الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد ،
فإن كان لكم ولد فلهنَّ الثمن مما تركتم من بعد وصية توصونَ بها أو دين"
* يأخذ الأب ضعف الأمّ إذا لم يكن لإبنهما فرع وارث ، فيأخذ الأب الثلثان والأم الثلث
* يأخذ الأب ضعف الأمّ إذا كان عند ابنهما المتوفى ابنة واحدة ، فهى لها النصف ، وتأخذ الأم
السدس ويأخذ الأب الثلث
ج ـ أكثر من خمسة عشر حالة ترث
فيها المرأة أكثر من الرجل
* إذا مات الرجل وترك بنتا
وأما وأبا ، فالبنت تأخذ النصف ، والأم تأخذ السدس ، وأمّا الأب فيأخذ السدس فرضاً
والباقى تعصيباً ، وبذلك تكون البنت قد أخذت 150% لميراث الأب
* إذا مات الرجل وترك ابنتين وأبا وأما ، فلكل ابنة الثلث ، وللأب السدس وللأم السدس ، فتساوى الأب مع الأم،
* إذا مات الرجل وترك ابنتين وأبا وأما ، فلكل ابنة الثلث ، وللأب السدس وللأم السدس ، فتساوى الأب مع الأم،
الخطبة
الثانية
إخوتي الكرام
وأنتم تدخلون المسجد طاهرين تفوح منكم رائحة
العطر ما جئتم لتسمعوا كلامي ولا لتعرفوا رأيي بل جئتم بنداء من الله تعالى لتسمعوا
كلام الله وحكم الله ولتعرفوا شرع الله فيجب علي وأنا فوق منبر رسول الله أن أترك
قناعاتي وأفكاري وآرائي وانتماآتي الفكرية والسياسية وغيرها خارج المسجد وأنتم
كذلك وأنتم تحضرون الجمعة عليكم أن تتركوا انتماآتكم السياسية والفكرية خارج بيت
الله والانصات إلى قول الله والتعرف على شرع الله والرضا به والالتزام به والدعوة
إليه تطبيقا لقوله تعالى : وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن
يكون لهم الخيرة من أمرهم "
بعد هذه المقدمة نعود إلى موضوع خطبتنا
استعمل الله سبحانه وتعالى لحماية هذا
التشريع من كل تلاعب به أسلوب الاقناع أولا ثم أسلوب الاغراء من جهة والتهديد من
جهة أخرى
يقول سبحانه أنه سن هذا التشريع بنفسه ولم يترك لنا حرية
التصرف فيه لأنه أعلم منا وأكثر حكمة وأن هذا التشريع فريضة أي مفروض على المسلمين
لا خيار لهم فيه : آبَآؤُكُمْ
وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ
ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } * {
ثم
يقول سبحانه بعد بيان الأحكام وتحديد نصيب كل فرد حاميا هذا التشريع من كل تلاعب
أو تغيير :
} * { تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا وَذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { وَمَن يَعْصِ
ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا
وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ
أي كل من التزم بهذا التشريع في القسمة يعتبر مطيعا لله ولرسوله
وسيكون جزاؤه جنات تجري من تحتها الأنهار خالدا فيها وهو فوز عظيم
وكل من عصى ربه ورسوله وغير هذا التشريع مصدرا قوانين تخالفه كما يدعو
الآن بعض الناس تحت اسم المساواة في الميراث يعتبر متعديا لحدود الله وغير راض
بقسمة الله وتوزيعه سيكون مصيره نارا خالدا فيها وله عذاب مهين
فالأمر خطير جدا فيه إما فوز في الآخرة أو خسران وعذاب مهين
إذن فكر في ربح الآخرة يا مسلم وما هذه الدنيا إلا أيام تنقص من عمرك
واحذر أن تخالف ربك بقول أو فعل واعلم أنك
مراقب : أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي
ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ
هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَىٰ مِن
ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ ثُمَّ
يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ
عَلِيمٌ
عباد
الله: إن الله تعالى قد أمرنا بأمر بدأ فيه بنفسه فقال سبحانه:
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
اللهم صلّ وسلم على عبدك ورسولك نبينا
محمد، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء: أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ وعن بقية الصحابة
أجمعين، وأهل بيته الطيبين الطاهرين. وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم
الدين، وارض عنا معهم بمنك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين واجمع كلمتهم
ووحد صفوفهم، واهدهم سبل السلام، وأخرجهم من الظلمات إلى النور.
للهم إنا
نعوذ بك من الظلم والظالمين ونسألك اللهم أن تجعلنا من العادلين المقسطين.
اللهم آمنا في دورنا وأصلح ووفق ولاة أمورنا واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين وارزقهم بطانة صالحة ناصحة يا رب العالمين.
اللهم آمنا في دورنا وأصلح ووفق ولاة أمورنا واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين وارزقهم بطانة صالحة ناصحة يا رب العالمين.
اللهم
انصر جيوش المسلمين وثبت أقدامهم واربط على قلوبهم وانصرهم على القوم الكافرين.
اللهم أذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين. اللهم اخذل الصهاينة وأعوانهم وأتباعهم، اللهم أنزل الرعب في قلوبهم
وشتت شملهم وفرّق جمعهم، واجعل الدائرة عليهم.وحرر المسجد الأقصى المبارك وكامل
فلسطين وارزقنا الصلاة فيه إنك أنت القوي
العزيز.
اللهم لا
تترك لنا مريضا إلا شفيته
عباد
الله اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما
تصنعون.
Inscription à :
Articles (Atom)