خطبة يوم الجمعة 2ماي 2014 :
صفات عباد الرحمان
تفسير:وعِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَىٰ ٱلأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن خطر الشهوات إلى جنّات القربات.
وَعِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَىٰ ٱلأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً } * { وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً } * { وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } * { إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً
فهاهم عباد الرحمن، الذين يعرفون الرحمن، ويستحقون أن ينسبوا إليه، وأن يكونوا عباده. ينبغي أن يتشرفوا بذلك الحقيقة لا يستحق الإنسان أن يكون عبداً للرحمن إلا إذا انصاع بقلبه وعقله وحواسه وجوارحه، بعمله ونشاطاته، بلهوه وجده، بإقامته وسفره، بعزوبيَّته وزواجه، بغناه وفقره، لا يستحق الإنسان أن يكون عبداً للرحمن إلا إذا انصاع لأوامر الرحمن، أن تكون عبداً للرحمن وأنت مقيمٌ على معصيته ؟ تعصي الإله وأنت تظهر حبه ذاك لـعمري في المقال بـديع لو كـان حبك صادقاً لأطعته إن الـمحب لمن يحب يطيـعُ
ها هم أولاء بصفاتهم المميزة في نفوسهم وسلوكهم وحياتهم. وهؤلاء هم الذين يستحقون أن يعبأ بهم الله في الأرض، ويوجه إليهم عنايته؛ فالبشر كلهم أهون على الله من أن يعبأ بهم، لولا أن هؤلاء فيهم، ولولا أن هؤلاء يتوجهون إليه بالتضرع والدعاء إذن أعطيكم الصفات صفة صفة وأنتم تسجلون الصفات الناقصة فيكم لإضافتها أو تصحيحها لتكون من عباد الرحمن.
الفرق بين العبيد والعباد: ورد في القرآن عبيد وعباد، والفرق بينهما كبير
العبيد جمع عبد القهر و العباد جمع عبد الشكر،فأيّ إنسان ولو كان ملحداً، ولو كان كافراً، ولو كان فاجراً هو عبد لله، بمعنى أن حياته متوقفة على إمداد الله له، لو توقف القلب فأملاكه بالمليارات تنتقل إلى غيره، كان رجلاً فأصبح خبراً، قال تعالى:﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ ﴾حتى العتاة، الطغاة، المستكبرون، الملحدون، الكافرون هم عبيد لله قهراً، فلذلك أي إنسان مهما كان قوياً، ومهما كان متجبراً فهو عبد لله قهراً، هذه عبودية القهر، لكن المؤمن حينما عرف الله، وأحبه، وأقبل عليه، وأطاعه، وتقرب إليه فهذا عبد لله أيضاً من نوع آخر، هذا عبد الشكر، لذلك عبد القهر تجمع على عبيد.﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾بينما عبد الشكر تجمع على عباد.﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ﴾
فالعبودية لله عزَّ وجل تعني الاستسلام القلبي، واستسلام الجوارح والحواس، واستسلام الحركات والسكنات، واستسلام كل النشاطات إلى شرع الله وإلى أمره، لذلك لقبٌ كبير ومقامٌ عظيم ولكي تبلغه يجب أن تكون عبداً للرحمن.
يروى أن النبي عليه الصلاة والسلام وهو في سدرة المنتهى، سأل الله عزَّ وجل أن يكون عبده، أي أن يكون في مستوى العبودية لله، وكلما عبدت الله عزَّ وجل زادك الله رفعةً، وكلما عبدت غيره زادك الله ضَعَةً، إما أن تكون عبداً لله، وإما أن تكون عبداً لعبدٍ لئيم.
سبحانك إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، أتكون عبداً لله ويذلُك الله عزَّ وجل هذا مستحيل.
اجعل لربك كل عزك يستقر ويــثـبـت فإذا اعـتززت بمـن يموت فإن عزك ميت
وهذا هو الفرق الكبير بين عبيد وعباد.من موسوعة الدكتور :راتب النابلسي
كلمة عباد تضاف إلى لفظ الجلالة، فالذين يعبدون الله يضافون للفظ الجلالة؛ فيزدادون تشريفاً، فيقال عباد الله كما
ورد في سورة الفرقان "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً "
أما كلمة عبيد فهي تُطلق على عبيد الناس والله معاً، وعادة تضاف إلى الناس، والعبيد تشمل الكل محسنهم ومسيئهم،
كما ورد في سورة ق "مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ
الرحمان:الرحمان صفة مبالغة من الرحيم لأنه يرحم بها المؤمن والكافر وفي الآخرة رحيم لأنه لا يرحم إلا المؤمنين يا رحمان الدنيا ويا رحيم الآخرة
ها هي ذي السمة الأولى من سمات عباد الرحمن: المتواضعون غير المتكبرين لأن المتكبر لن يدخل الجنة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار قال سبحانه :{ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق } (الأعراف: 146) ، وقال سبحانه : { إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } (غافر: 60) ، وثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) .) المتكبر هو من يعجب بنفسه هو العلامة وهو السيد عباد الرحمن يمشون على الأرض مشية ليس فيها تكلف ولا تصنع، وليس فيها خيلاء ولا تصعير خد يٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } { وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }{ وَٱقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ } فالمشية ككل حركة تعبير عن الشخصية، وعما يستكن فيها من مشاعر. والنفس السوية المطمئنة الجادة تخلع صفاتها هذه على مشية صاحبها، فيمشي مشية سوية مطمئنة جادة. فيها وقار وسكينة، وفيها جد وقوة. وليس معنى: { يمشون على الأرض هوناً } أنهم يمشون متماوتين منكسي الرؤوس، ؛ كما يفهم بعض الناس ممن يريدون إظهار التقوى والصلاح!
والمشي الهَوْن: فهو مخالف لمشْي المتجبرين المعجَبين بنفوسهم وقوتهم. وهذا الهَوْن ناشىء عن التواضع لله تعالى والتخلُّق بآداب النفس العالية وزوال بطر أهل الجاهلية فكانت هذه المشية من خلال الذين آمنوا على الضد من مشي أهل الجاهلية. وعن عمر بن الخطاب أنه رأى غلاماً يتبختر في مِشيته فقال له «إن البخترة مِشية تُكْره إلا في سبيل الله». وقد مدح الله تعالى أقواماً بقوله سبحانه { وعباد الرحمٰن الذين يمشون على الأرض هوناً } التواضع ضد الاعجاب بالنفس والرزق والمال فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا يٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ النتيجة :{ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ ٱلأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُنتَصِرِينَ
وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.
{ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَداً } * { وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً }
النتيجة : وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً }
بعض المفسرين قال: " يمشون على الأرض هوناً أي لا يفسدون في الأرض "، فمن أفسد في الأرض فهو لا يمشي هوناً، تسرَّع، أفسد علاقات الناس بعضها ببعض، أفسد أخلاق الناس بكتابٍ ألَّفَهُ، أفسد عقائد الناس بفكرٍ روَّجَهُ، أفسد شعور الشباب بقصةٍ ماجنةٍ ألَّفها، هؤلاء الذين يفسدون في أقوالهم، وفي أعمالهم، وفي كتاباتهم، وفي حركاتهم، هؤلاء لا يمشون على الأرض هوناً.
﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا (63)﴾
بعضهم قال: " هم الذي لا يمشون في إفسادٍ ومعصية، لا يعصي الله ولا يفسد العلاقات "، هذا معنى هوناً، ابن عباسٍ رضي الله عنهما يقول: " يمشون هوناً أي بالطاعة والمعروف والتواضع "، علماء آخرون فسروا هذه الآية يمشون هوناً: أي إن جَهِلَ عليهم جاهلٌ لا يجهلون "، لا يستفزهم جاهل، لا يسمحون لإنسانٍ جاهل أن يستفزَّهم، هم كالجبال رسوخاً، بعضهم قال: " يشمون هوناً أي لا يتكبرون "، هذه المعاني المتفرقة، يجمعها معنىً واحد وهو: أن علمهم بالله، وخوفهم منه، ومعرفتهم بأحكامه، وخشيتهم من عذابه وعقابه كل هذه المعاني مجتمعةً تدفعهم لأن يكونوا كما وصفهم الله عزَّ وجل يمشون على الأرض هوناً.
صفات عباد الرحمان
تفسير:وعِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَىٰ ٱلأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن خطر الشهوات إلى جنّات القربات.
وَعِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَىٰ ٱلأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُواْ سَلاَماً } * { وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً } * { وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً } * { إِنَّهَا سَآءَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً
فهاهم عباد الرحمن، الذين يعرفون الرحمن، ويستحقون أن ينسبوا إليه، وأن يكونوا عباده. ينبغي أن يتشرفوا بذلك الحقيقة لا يستحق الإنسان أن يكون عبداً للرحمن إلا إذا انصاع بقلبه وعقله وحواسه وجوارحه، بعمله ونشاطاته، بلهوه وجده، بإقامته وسفره، بعزوبيَّته وزواجه، بغناه وفقره، لا يستحق الإنسان أن يكون عبداً للرحمن إلا إذا انصاع لأوامر الرحمن، أن تكون عبداً للرحمن وأنت مقيمٌ على معصيته ؟ تعصي الإله وأنت تظهر حبه ذاك لـعمري في المقال بـديع لو كـان حبك صادقاً لأطعته إن الـمحب لمن يحب يطيـعُ
ها هم أولاء بصفاتهم المميزة في نفوسهم وسلوكهم وحياتهم. وهؤلاء هم الذين يستحقون أن يعبأ بهم الله في الأرض، ويوجه إليهم عنايته؛ فالبشر كلهم أهون على الله من أن يعبأ بهم، لولا أن هؤلاء فيهم، ولولا أن هؤلاء يتوجهون إليه بالتضرع والدعاء إذن أعطيكم الصفات صفة صفة وأنتم تسجلون الصفات الناقصة فيكم لإضافتها أو تصحيحها لتكون من عباد الرحمن.
الفرق بين العبيد والعباد: ورد في القرآن عبيد وعباد، والفرق بينهما كبير
العبيد جمع عبد القهر و العباد جمع عبد الشكر،فأيّ إنسان ولو كان ملحداً، ولو كان كافراً، ولو كان فاجراً هو عبد لله، بمعنى أن حياته متوقفة على إمداد الله له، لو توقف القلب فأملاكه بالمليارات تنتقل إلى غيره، كان رجلاً فأصبح خبراً، قال تعالى:﴿ وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ ﴾حتى العتاة، الطغاة، المستكبرون، الملحدون، الكافرون هم عبيد لله قهراً، فلذلك أي إنسان مهما كان قوياً، ومهما كان متجبراً فهو عبد لله قهراً، هذه عبودية القهر، لكن المؤمن حينما عرف الله، وأحبه، وأقبل عليه، وأطاعه، وتقرب إليه فهذا عبد لله أيضاً من نوع آخر، هذا عبد الشكر، لذلك عبد القهر تجمع على عبيد.﴿ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾بينما عبد الشكر تجمع على عباد.﴿ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ﴾
فالعبودية لله عزَّ وجل تعني الاستسلام القلبي، واستسلام الجوارح والحواس، واستسلام الحركات والسكنات، واستسلام كل النشاطات إلى شرع الله وإلى أمره، لذلك لقبٌ كبير ومقامٌ عظيم ولكي تبلغه يجب أن تكون عبداً للرحمن.
يروى أن النبي عليه الصلاة والسلام وهو في سدرة المنتهى، سأل الله عزَّ وجل أن يكون عبده، أي أن يكون في مستوى العبودية لله، وكلما عبدت الله عزَّ وجل زادك الله رفعةً، وكلما عبدت غيره زادك الله ضَعَةً، إما أن تكون عبداً لله، وإما أن تكون عبداً لعبدٍ لئيم.
سبحانك إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، أتكون عبداً لله ويذلُك الله عزَّ وجل هذا مستحيل.
اجعل لربك كل عزك يستقر ويــثـبـت فإذا اعـتززت بمـن يموت فإن عزك ميت
وهذا هو الفرق الكبير بين عبيد وعباد.من موسوعة الدكتور :راتب النابلسي
كلمة عباد تضاف إلى لفظ الجلالة، فالذين يعبدون الله يضافون للفظ الجلالة؛ فيزدادون تشريفاً، فيقال عباد الله كما
ورد في سورة الفرقان "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً "
أما كلمة عبيد فهي تُطلق على عبيد الناس والله معاً، وعادة تضاف إلى الناس، والعبيد تشمل الكل محسنهم ومسيئهم،
كما ورد في سورة ق "مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ
الرحمان:الرحمان صفة مبالغة من الرحيم لأنه يرحم بها المؤمن والكافر وفي الآخرة رحيم لأنه لا يرحم إلا المؤمنين يا رحمان الدنيا ويا رحيم الآخرة
ها هي ذي السمة الأولى من سمات عباد الرحمن: المتواضعون غير المتكبرين لأن المتكبر لن يدخل الجنة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( قال الله عز وجل : الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار قال سبحانه :{ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق } (الأعراف: 146) ، وقال سبحانه : { إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } (غافر: 60) ، وثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) .) المتكبر هو من يعجب بنفسه هو العلامة وهو السيد عباد الرحمن يمشون على الأرض مشية ليس فيها تكلف ولا تصنع، وليس فيها خيلاء ولا تصعير خد يٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } { وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }{ وَٱقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ } فالمشية ككل حركة تعبير عن الشخصية، وعما يستكن فيها من مشاعر. والنفس السوية المطمئنة الجادة تخلع صفاتها هذه على مشية صاحبها، فيمشي مشية سوية مطمئنة جادة. فيها وقار وسكينة، وفيها جد وقوة. وليس معنى: { يمشون على الأرض هوناً } أنهم يمشون متماوتين منكسي الرؤوس، ؛ كما يفهم بعض الناس ممن يريدون إظهار التقوى والصلاح!
والمشي الهَوْن: فهو مخالف لمشْي المتجبرين المعجَبين بنفوسهم وقوتهم. وهذا الهَوْن ناشىء عن التواضع لله تعالى والتخلُّق بآداب النفس العالية وزوال بطر أهل الجاهلية فكانت هذه المشية من خلال الذين آمنوا على الضد من مشي أهل الجاهلية. وعن عمر بن الخطاب أنه رأى غلاماً يتبختر في مِشيته فقال له «إن البخترة مِشية تُكْره إلا في سبيل الله». وقد مدح الله تعالى أقواماً بقوله سبحانه { وعباد الرحمٰن الذين يمشون على الأرض هوناً } التواضع ضد الاعجاب بالنفس والرزق والمال فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا يٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ النتيجة :{ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ ٱلأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُنتَصِرِينَ
وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.
{ وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَداً } * { وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً }
النتيجة : وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَآ أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً }
بعض المفسرين قال: " يمشون على الأرض هوناً أي لا يفسدون في الأرض "، فمن أفسد في الأرض فهو لا يمشي هوناً، تسرَّع، أفسد علاقات الناس بعضها ببعض، أفسد أخلاق الناس بكتابٍ ألَّفَهُ، أفسد عقائد الناس بفكرٍ روَّجَهُ، أفسد شعور الشباب بقصةٍ ماجنةٍ ألَّفها، هؤلاء الذين يفسدون في أقوالهم، وفي أعمالهم، وفي كتاباتهم، وفي حركاتهم، هؤلاء لا يمشون على الأرض هوناً.
﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا (63)﴾
بعضهم قال: " هم الذي لا يمشون في إفسادٍ ومعصية، لا يعصي الله ولا يفسد العلاقات "، هذا معنى هوناً، ابن عباسٍ رضي الله عنهما يقول: " يمشون هوناً أي بالطاعة والمعروف والتواضع "، علماء آخرون فسروا هذه الآية يمشون هوناً: أي إن جَهِلَ عليهم جاهلٌ لا يجهلون "، لا يستفزهم جاهل، لا يسمحون لإنسانٍ جاهل أن يستفزَّهم، هم كالجبال رسوخاً، بعضهم قال: " يشمون هوناً أي لا يتكبرون "، هذه المعاني المتفرقة، يجمعها معنىً واحد وهو: أن علمهم بالله، وخوفهم منه، ومعرفتهم بأحكامه، وخشيتهم من عذابه وعقابه كل هذه المعاني مجتمعةً تدفعهم لأن يكونوا كما وصفهم الله عزَّ وجل يمشون على الأرض هوناً.
وهم في جدهم ووقارهم وقصدهم إلى ما يشغل نفوسهم من اهتمامات كبيرة، لا يتلفتون إلى حماقة الحمقى وسفه السفهاء، ولا يشغلون بالهم ووقتهم وجهدهم بالاشتباك مع السفهاء والحمقى في جدل أو عراك، ويترفعون عن المهاترة مع المهاترين الطائشين: { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا: سلاماً } لا عن ضعف ولكن عن ترفع؛ ولا عن عجز إنما عن استعلاء، وعن صيانة للوقت والجهد أن ينفقا فيما لا يليق بالرجل الكريم المشغول عن المهاترة بما هو أهم وأكرم وأرفع.قال أحد الصالحين : كل ينفق مما عنده في جيبه
الجاهلون الذي لا يعرفون الله، قد يحصِّل الإنسان علم الدنيا، وهو عند الله جاهل، فالجهل أن تجهل ما عند الله من ثواب، وأن تجهل ما عنده من عقاب، وأن تجهل ما في أوامر الدين من حكمة، وأن تجهل حقيقة الدنيا، وأن تجهل أين كنت وإلى أين المصير ؟ وأن تجهل لماذا خلقت ؟ هذا هو الجهل، فلو حَصَّلَ الإنسان أعلى شهادة ولم يكن بالمستوى المطلوب فهو جاهل، لذلك ربنا سبحانه وتعالى حينما وصف الكفار قال:
﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ(7سورة الروم
وقال: ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) ﴾
وقتهم ثمين، ليس عندهم وقتٌ يضيِّعونه مع الجهلة، مع السُفهاء، والسلام هنا ليس من التسليم بل من السلامة، أي ينجون من جهل الجهلاء، ومن سَفَه السفهاء، ومن حُمق الحمقى، ومن ضلال الضالين، ومن خزعبلات المنجمين، يبتعدون عن هذه المجتمعات الموبوءة، عن أهل الفساد، عن أهل الجهل، عن أهل الانحراف، لا يلوِّثون نفوسهم بمصاحبتهم.هذا نهارهم مع الناس فأما ليلهم فهو التقوى ومراقبة الله، والشعور بجلاله، والخوف من عذابه.
{ والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً. والذين يقولون: ربنا اصرف عنا عذاب جهنم. إن عذابها كان غراماً. إنها ساءت مستقراً ومقاما
اللهم اجعلنا من عبادك الصادقين ومن عبادك المتقين نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار اللهم أصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا واهدنا سواء السبيل واخرجنا من الظلمات إلى النور اللهم أفرج الهم عن المهمومين واكشف الكرب عن المكروبين وغير حالنا وحال المسلمين إلى أحسن حال اللهم إنا نسألك ايمانا دائما وقلبا خاشعا وعلما نافعا ودعاء متقبلا وعينا دامعة ولسانا ذاكرا اللهم اجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر اللهم اهنا واهد بنا واجعلنا هداة مهديين اللهم استعملنا في طاعتك اللهم استعملنا في عبادتك اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين يا رب العالمين اللهم احفظ أبناءنا وبناتنا ونساءنا من شر الفتن ما ظهر منها وبطن احفظهم يا رب من كل هم وغم وكرب اللهم احفظهم من كل فتنة ومعصية إنك سميع مجيب الدعوات عباد الله إن الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون اذكروا الله يذكركم واستغفروه يغفر لكم وأقم الصلاة
الجاهلون الذي لا يعرفون الله، قد يحصِّل الإنسان علم الدنيا، وهو عند الله جاهل، فالجهل أن تجهل ما عند الله من ثواب، وأن تجهل ما عنده من عقاب، وأن تجهل ما في أوامر الدين من حكمة، وأن تجهل حقيقة الدنيا، وأن تجهل أين كنت وإلى أين المصير ؟ وأن تجهل لماذا خلقت ؟ هذا هو الجهل، فلو حَصَّلَ الإنسان أعلى شهادة ولم يكن بالمستوى المطلوب فهو جاهل، لذلك ربنا سبحانه وتعالى حينما وصف الكفار قال:
﴿ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ(7سورة الروم
وقال: ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) ﴾
وقتهم ثمين، ليس عندهم وقتٌ يضيِّعونه مع الجهلة، مع السُفهاء، والسلام هنا ليس من التسليم بل من السلامة، أي ينجون من جهل الجهلاء، ومن سَفَه السفهاء، ومن حُمق الحمقى، ومن ضلال الضالين، ومن خزعبلات المنجمين، يبتعدون عن هذه المجتمعات الموبوءة، عن أهل الفساد، عن أهل الجهل، عن أهل الانحراف، لا يلوِّثون نفوسهم بمصاحبتهم.هذا نهارهم مع الناس فأما ليلهم فهو التقوى ومراقبة الله، والشعور بجلاله، والخوف من عذابه.
{ والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً. والذين يقولون: ربنا اصرف عنا عذاب جهنم. إن عذابها كان غراماً. إنها ساءت مستقراً ومقاما
اللهم اجعلنا من عبادك الصادقين ومن عبادك المتقين نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار اللهم أصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا واهدنا سواء السبيل واخرجنا من الظلمات إلى النور اللهم أفرج الهم عن المهمومين واكشف الكرب عن المكروبين وغير حالنا وحال المسلمين إلى أحسن حال اللهم إنا نسألك ايمانا دائما وقلبا خاشعا وعلما نافعا ودعاء متقبلا وعينا دامعة ولسانا ذاكرا اللهم اجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر اللهم اهنا واهد بنا واجعلنا هداة مهديين اللهم استعملنا في طاعتك اللهم استعملنا في عبادتك اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين يا رب العالمين اللهم احفظ أبناءنا وبناتنا ونساءنا من شر الفتن ما ظهر منها وبطن احفظهم يا رب من كل هم وغم وكرب اللهم احفظهم من كل فتنة ومعصية إنك سميع مجيب الدعوات عباد الله إن الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون اذكروا الله يذكركم واستغفروه يغفر لكم وأقم الصلاة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire