samedi 26 janvier 2013

محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم




الحمدُ للهِ ثمَّ الحمدُ لله ، أحمدُكَ ربِّي كما ينبغي لجلال ِوجهكَ وعظيم ِسُلطانِكَ ، لكَ الحمدُ مِلأ َ السماواتِ والأرض ِ، ومِلأ َما شئتَ من شيءٍ بعدَهُمَا، لكَ العُتبى حتى ترضى، ولا حولَ ولا قوة َ إلاَّ بك . وأصلي وأسلمُ على نـبيِّكَ  ، الرحمةِ المُهداهِ ، محمدٍ بن ِعبدِ اللهِ ، صاحبِ الرسالةِ المُجتباةِ ، والأمَّةِ المُصطفاةِ ، وعلى آلهِ وأصحابهِ وأتباعهِ ومن والاهُ ، صلاة ًدائمة ًطيبة ًمباركاً فيها . وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أن سيدَنا محمداً عبدُهُ ورسولـُهُ ، وصفيُّهُ من خيرةِ خلقهِ وخليلـُهُ، بَلـَّغ َرسالتهُ، وأدَّى أمانتـَهُ، ونصحَ أمَّتـَهُ صلى عليكَ اللهُ يا علمَ الهُدى ، وإمامَ التقى، ما هبتِ النسائمُ، وما ناحت على الأيكِ الحمائمُ
 وبعدُ أيُّها المُسلمونَ : ( لقد جاءَكم رسولٌ مِنْ أنفسِكُم عزيزٌ عليهِ ما عنِتـُّم حريصٌ عليكم بالمؤمنينَ رؤوفٌ رحيم{128}) التوبة فاحمدوا الله واشكروه على هذه النّعمة العظيمة واتّقوه حقّ تقاته ولا تموتنّ إلاّ وانتم مسلمون.
في مثل هذا الشّهر على أصحّ الرّوايات ولد نبيّ الهدى والرحمةِ ، ولا يمكن ان ندع هذه المناسبة تمرّ دون أن نجدّد العهد والذّكرى بما يرضي المولى ،دون وقوع في محظور يغضب عنّا المولى فاللّهج بذكر النبيّ ليس مناسبتيّ إنّما هو ملا زم لكلامنا وسلامنا وصلاتنا ونسكنا ويكفي أن نعلم أنّ  غاية إرسالِهِ صلّى الله عليه وسلّم أنهُ رحمة ٌ للعالمينَ، وهداية ٌللموقنينَ,لأنهُ كما مَدَحَهُ ربُّهُ،عزيزٌ ورؤوفٌ ورحيمٌ ، وغيرِهَا منَ الأوصافِ التي ما وَصَفهَا لنبي ٍقبلـَهُ قط , وكلـُّهُم كـُرَماءُ على اللهِ ، ولكنـَّهُ أكرَمُ الأكرمينَ ، وسيدُ المُرسلينَ، محمدٌ وأحمدٌ ومحمودٌ في العالمين. 
وُلِدَ الهُدى فالكائناتُ ضياء    وَفمُ الزمان ِتبسُّمٌ وثناءُ
أجلْ،أكرمَ اللهُ الخلقَ بمولدِهِ،فهلت بهِ بشائرُ الإسلام ِالعالميِّ العظيم، فقد كانَ عليهِ السلامُ خاتمَ النبيينَ لآخرِ وخيرِ أمَّةٍ أخرجتْ للناس ِأجمعين . وقد قالَ اللهُ تباركَ وتعالى بحقـِّهِ: (يا أيُّها النبيُّ إنا أرسلناكَ شاهداً ومبشراً ونذيراً{45} وداعياً إلى اللهِ بإذنِهِ وسراجاً منيراً{46}) الأحزاب
وُلدَ الحبيبُ المُصطفى، فاصطفاهُ ربُّهُ من خِيرَةِ خلقهِ واجتباهُ، فكانَ المُصطفى ولم يجعل ِاللهُ في الكون ِكلـِّهِ رجلاً مَحلَّ تأس ٍوإقتداءٍ إلاَّ هو. كيفَ لا وقد قالَ فيهِ ربُّهُ جلَّ في عُلاهُ: ( لقد كانَ لكم في رسول ِ اللهِ أسوة ٌحَسَنة ٌ لمن كانَ يرجوا اللهَ واليومَ الآخرَ وذكرَ اللهَ كثيراً{21} ) الأحزاب. فهوَ النـَّـبيُّ المُوحى إليهِ من ربِّهِ. 

عبادَ الله، الإيمانُ بأنَّ محمّدًا عبد الله ورسولُه أحَدُ ركنَيِ التّوحيد، فلا إسلامَ لعبدٍ حتى يحقِّقَ شهادةَ أن لا إله إلا الله وشهادةَ أنَّ محمدًا عبده ورسولُه، فيشهد حقَّ اليقين أنَّ محمّدَ بن عبد الله رسولُ الله إلى الخلق أجمعين، وأنَّ الله ختم به الرسالةَ، كما ختم بشريعتِه جميعَ الشرائع، فلا نبيَّ بعده، بل هو خاتمُ الأنبياء والمرسلينَ،
  مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ  [الأحزاب:40].
جعَل الله رسالتَه عامّةً لجميع الخلقِ بعدَ مَبعثه إلى أن يرثَ الله الأرض ومن عليها وهو خيرُ الوارثين،  قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا  [الأعراف:158]،
  وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ  [سبأ:28].
أخَذ الله الميثاقَ على الأنبياءِ قبلَه أنَّ من أدرك منهم محمّدًا آمن به واتَّبعه، وأخذوا المواثيقَ على أتباعِهم مَن أدرك منهم محمّدًا آمن به واتَّبعه،  وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ  [آل عمران:81].بعَثَه الله بشريعةٍ كامِلة، فأكمل الله به الدّينَ، وأتمَّ به النّعمة، ووضع ببِعثتِه عن أمّته الآصارَ والأغلال،  وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ  [الأعراف:157].
جعل الله طاعتَه طاعةً لله، ومعصيتَه معصية لله،  مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ[النساء:80].أمَرَنا أن نمتثِل أمرَه ونجتنبَ نهيَه: وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُفَانْتَهُوا [الحشر:7].جعل الله اتِّباعَه عنوانَ الهدى:  وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا  [النور:54].
أيّها المسلم، إنَّ محبّةَ هذا النبيّ   أصلٌ من أصول الإسلام، وكمال محبّتِه من كمالِ الإيمان.

أيّها المسلم، إنّ محبّةَ هذا النبيّ الكريم أمرٌ مستقرّ في نفوس أهل الإيمان. ادَّعى قومٌ محبّةَ الله فامتحنَهم الله بقوله:  قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ  [آل عمران:31]، فاتِّباعُه   محبّةٌ لله، وطاعته طاعةٌ لله، صلوات الله وسلامه عليه أبدًا دائمًا إلى يوم الدين.
اختارَه الله فجعله سيّدَ ولد آدم، فهو سيِّد الأنبياء والمرسلين، وله المقام المحمودُ يومَ القيامة الذي يغبطُه فيه الأوَّلون والآخرون،  وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا  [الإسراء:79].
أيّها المسلم، إنَّ محبّةَ هذا النبيّ الكريم ليس بمجرَّد دعوى تُدَّعَى، ولكنّها حقائق إن حقَّقها المسلم كان حقًّا ما يقول، فقد جعَل الله شرطَ الإيمان محبّةَ هذا النبيّ الكريم، يقول  : ((لا يؤمِنُ أحدكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من ولدِه ووالدِه والناسِ أجمعين))أخرجه البخاري في الإيمان وحلاوةُ الإيمان يجدها المسلم في قلبِه عندما يتَّبع هذا الرسولَ ويؤمن به وينقاد لشريعتِه،
أيّها المسلم، لهذا النبيِّ الكريم على أمّته حقوقٌ عظيمة، فأعظم الحقِّ الإيمانُ به والتّصديق برسالته واعتقاد أنه خاتمُ أنبياء الله ورسُله، وأنَّ من حادَ عن شريعته فهو كافِرٌ خالِد مخلَّد في النار، ففي الحديث عنه  : ((لا يسمع بي يهوديّ ولا نصرانيٌّ ثم لا يؤمِن بي إلا دخَل النار)) أخرجه البخاري في الإيمان.
أيّها المسلم، ومن حقِّ هذا النبي الكريم عليك أن نسمَعَ له ونطيع، فنسمَع له أمرَه، ونجتنِب نهيَه، يقول  :((فما نهَيتكم عنه فاجتَنِبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم)) أخرجه البخاري في الاعتصام
ومِن حقِّ هذا النبي الكريم علينا أن نحكِّم سنّتَه ونتحاكم إليها ونقبَلَ حكمَه علينا بطمأنينةِ نفسٍ ورِضا،  فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء:65].
ومِن حقِّه علينا   أن نحرصَ على الاقتداء به والتأسِّي بسنّته واتِّباع شريعته ما وجدنا لذلك سَبيلاً، يقول الله تعالى:  لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب:21].
أيّها المسلم، إنَّ أصحابَه الكرام نقَلوا لنا سنّتَه القوليّة والفعليّة، نقلوا لنا كلَّ أحواله وأخلاقِه وسيرتِه في كلِّ شؤون حياته، في حضره وإقامَتِه، في مَسجده وفي سفره، في كلِّ أحواله؛ لأنهم يرونَ أنَّ ذلك قدوتُهم وإمامهم، فنقلوه لمن بعدَهم ليتأسَّوا به ويسيروا على سنَّته، حتّى في حياته صلّى الله عليه وسلّم قد تقلّب في كلّ الأحوال ليجد كلّ منّا فيه ضالّته ليهتدي بهديه ،،فكان الأب والزّوج والجدّ وعاش اليتم والفقر والغنى وبكى وضحك وفرح وحزن وانتصر وانهزم وصام وأفطر ،،،،


أيّها المسلم، إنَّ أصحابَه الكرام تمكّنَ حبُّه من قلوبهم، فعظَّموا شريعتَه، واستقاموا عليها، وظهَر أثرُ ذلك في أقوالهم وأعمالهِم وسلوكِهم رضي الله عنهم وأرضاهم، محبَّةٌ صادِقة، محبّة تامّة، محبّة مبنيّة عن قناعةٍ ورضا واطمئنان نفوس.
جاء رجلٌ منَ الصحابة إلى النبيِّ   فقال: يا رسولَ الله، إني كلَّما تذكَّرتُك لا تطمئنّ نفسي ولا تقرّ عيني حتى أخرجَ من بيتي وأنظرَ إليك، ولكنِّي فكَّرتُ بعد موتي وإِن دخلتُ الجنّةَ فأنت في أعلَى العليِّين، فكيف الوصولُ إليك؟! فأنزل الله:  وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا  [النساء:69
 فإن كان هذا الصّحابيّ قد متّع نظره برؤية الحبيب ومتّع سمعه بكلامه العذب ومتّع نفسه بقربه ورفقته  وتمنّى على الله مجالسته في الآخرة فماذا عنّا نحن وقد حرمنا  ذلك كلّه؟؟؟ ،
نسأل الله تعالى أن يرزقنا رؤيته يوم القيامة ، نسأل الله أن يسقينا من يده الطّاهرة شربة لا نظمأ بعدها أبدا، والصّلاة والسّلام عليه  كما يحبّ ربّنا ويرضى
بقلم الشيخ خالد التلمودي
 الخطبة بالفيديو









Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire