خطبة 7ديسمبر 2012 حب العمل وحق العامل والمحافظة
على أمن البلاد واقتصادها
وَبَشِّرِ ٱلَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ
أَنَّ لَهُمْ جَنَّٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَٰرُ كُلَّمَا رُزِقُواْ
مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـٰذَا ٱلَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ
وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَٰبِهاً وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَٰجٌ مُّطَهَّرَةٌ
وَهُمْ
فِيهَا خَٰلِدُونَ
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ
وَلَكُمْ مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ
قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ
رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ
مُخْلِصُونَ
إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ
ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ
عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
يومَ
تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن
سُوۤءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً
وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ
359آية
تتحدث عن العمل في كتاب الله بصيغ مختلفة ملخصها: لا ايمان ولا اسلام بلا عمل
وكان رسول الله يقبل يد العامل ويقول: هذه
يد يحبها الله ورسوله
إنما خلقت الايدي لتعمل فإن لم تجد في
الطاعة عملا وجدت في المعصية أعمالا فاشغلها بالطاعة تشغلك عن المعصية عمر بن
الخطاب
يعظم الإسلام من شأن العمل فعلى
قدر عمل الإنسان يكون جزاؤه, فقال الله في القران
الكريم ((مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ
أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ
أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (97))) سورة النحل،
فالأنبياء الذين هم أفضل خلق الله قد عملوا فقد
عمل ادم بالزراعة, وداود بالحدادة, وعيسى بالصباغة,
ومحمد برعي الغنم والتجارة
,
فلا
يجوز للمسلم ترك العمل باسم التفرغ للعبادة أو التوكل على الله, ولو عمل في أقل
الأعمال فهو خير من أن يسأل الناس فقال النبى (لأن يأخذ أحدكم حبله, ثم يغدو إلى
الجبل فيتحطب, فيبيع فيأكل ويتصدق, خير له من أن يسأل الناس) و لا يحث الرسول(صلي
الله عليه و سلم)علي مجرد العمل و لكن علي اتقانه أيضا فيقول(ان الله يحب أحدكم
إذا عَمِلَ عملاً أن يتقنه، قيل وما اتقانه يا رسول الله؟ قال :" يخلصه
من الرياء والبدعة).
مناسبة الأجر للعامل
فمن حق العامل الأجر المناسب لقدراته ومواهبه. فيقول
الله (ولا تبخسوا الناس أشيائهم),أي لا تنقصوا أموالهم, كما يحذر الله من سوء
العاقبة إذا لم يتناسب الأجر مع العمل كما في قوله تعالى ((وَيْلٌ
لِّلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ
(2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3))) سورة المطففين. والطبري يفسر معني المطفف بأنه المقلل حق صاحب
الحق وأصل الكلمة من الطفيف أي القليل
يجب على العامل ان ياخذ اجرة بقدر عملة وجهدة في العمل
سرعة دفع الأجر
فالإسلام يقرر سرعة دفع الأجر للعامل بعد الانتهاء من
عمله مباشرة لقول الرسول (أعطوا الأجير أجره, قبل أن يجف عرقه), ويروي البخاري أن
النبي قال (قال الله: ثلاثة أنا خصمهم يوم
القيامةومن كنت خصمه
خصمته، رجل أعطى بي ثم غدر, ورجل باع حرا فأكل ثمنه, ورجل استأجر أجيرا فاستوفى
منه ولم يعطه أجره)
[]مناسبة العمل
للعامل
فالله جعل التكليف في دائرة التوسع والطاقة فقال تعالى:
((لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا
مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا
رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن
قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا
وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ
الْكَافِرِينَ (286))) سورة البقرة.
والقصة رواها البخاري و مسلم في صحيحيهما عن عبد
الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
قال: ( بينما
ثلاثة نفر يتماشون أخذهم المطر ،فمالوا إلى غار في الجبل ،فانحطت على فم غارهم
صخرة من الجبل ،فأطبقت عليهم ،فقال بعضهم لبعض : انظروا أعمالا عملتموها لله صالحة
،فادعوا الله بها لعله يفرجها ،فقال أحدهم : اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران
،ولي صبية صغار كنت أرعى عليهم ،فإذا رحت عليهم فحلبت ،بدأت بوالدي أسقيهما قبل
ولدي ،وإنه ناء بي الشجر ،فما أتيت حتى أمسيت ،فوجدتهما قد ناما ،فحلبت كما كنت
أحلب ،فجئت بالحِلاب ،فقمت عند رءوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما ،وأكره أن أبدأ
بالصبية قبلهما ،والصبية يتضاغون عند قدمي ،فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر
،فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك ،فافرج لنا فرجة نرى منها السماء ،ففرج
الله لهم فرجة حتى يرون منها السماء ،وقال الثاني : اللهم إنه كانت لي ابنة عم
أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء ،فطلبت إليها نفسها ،فأبت حتى آتيها بمائة دينار
،فسعيت حتى جمعت مائة دينار ،فلقيتها بها ،فلما قعدت بين رجليها قالت : يا عبد
الله ،اتق الله ولا تفتح الخاتم ،فقمت عنها ،اللهم فإن كنت تعلم أني قد فعلت ذلك
ابتغاء وجهك ،فافرج لنا منها ،ففرج لهم فرجة ،وقال الآخر : اللهم إني كنت
استأجرت أجيرا بفَرَقِ أَرُزٍّ ،فلما قضى عمله قال : أعطني حقي ،فعرضت عليه حقه
،فتركه ورغب عنه ،فلم أزل أزرعه ،حتى جمعت منه بقرا وراعيها ،فجاءني فقال : اتق
الله ولا تظلمني ،وأعطني حقي ،فقلت : اذهب إلى ذلك البقر وراعيها ،فقال : اتق الله
ولا تهزأ بي ،فقلت : إني لا أهزأ بك ،فخذ ذلك البقر وراعيها ،فأخذه فانطلق بها
،فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك ،فافرج ما بقي ،ففرج الله عنهم
لذلك وجب علينا في هذه الفترة الحساسة من تاريخ البلاد والصعبة جدا الاقبال على العمل والكف عن الاضرابات والصبر حتى تتحسن وضعية البلاد وتقف على قدميها ورفض الاستجابة لنداء أناس يتصارعون على السلطة ملقين من أجل تحقيق مصالحهم بمصلحة البلاد عرض الحائط
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire