رسالة المسجد ودور الإمام
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من
يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا ولا نصيرا.وأشهد ألاّ إله إلاّ
الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كلّ شيء قدير وأشهد
أنّ محمّدا عبده ورسوله أرسله الله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه ولو
كره المشركون وأصلّي وأسلّم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه الطيّبين
الطّاهرين أيّها المؤمنون اتّقوا الله حقّ تقاته ولا تموتنّ إلاّ وأنتم مسلمون
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا واعلموا أنّكم إليه منقلبون وعلى أعمالكم
محاسبون فلتنظر نفس ما قدّمت لغد
أمّا بعد أيها الإخوة المؤمنون،
قال الله تعالى :" إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ
اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِين "التّوبة 18
لقد شهد تعالى في هذه الآية بالإيمان لعمار المساجد، كما جاء في الحديث، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد، فاشهدوا
له بالإيمان. "وعن أنس ابن مالك قال: " قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم :" إنما عمار المساجد هم أهل الله " رواه الحافظ أبو بكر البزار.
وقال الإمام أحمد عن معاذ بن جبل، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن
الشيطان ذئب الإنسان، كذئب الغنم، يأخذ الشاة القاصية والناحية، فإيّاكم والشعاب وعليكم
بالجماعة والعامة والمسجد "
. أيها الإخوة المؤمنون،يا عمّار بيت
الله ما أحوجنا اليوم للحديث عن المساجد وعمّارها لنرتقي ببيوت الله إلى
الدّرجة التي بوّأها الله ، فكانت في موقع من الأرض بإذن بارئها " في بيوت
أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه " وها أنّ مساجد الله في كلّ مكان من بقاع
الأرض وفي هذا البلد الطيّب تحديدا ولكن ما نحن مطالبون به ومحاسبون عليه
عمّار بيوت الله .فالأصل الذي ينبغي أن نكون عليه هو الصلاح والاستقامة و الإيمان
والقدوة والمثال، وعمارتها تكون بتنظيفها وتنويرها بالمصابيح وتعظيمها
واعتيادها للعبادة والذكر، ومن الذكر درس العلم بل هو أجلّه وأعظمه وصيانتها
فيا أيها الإخوة المؤمنون، يا من
ترغبون في الأمن والأمان يوم العرض على الله، إن نبيّكم يبشركم بالأمن إذ يفزع
الناس، وباستحقاق أن تكونوا في ظل الله عز وجل يوم القيامة:فقد روى الإمام
مالك عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أنّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ
لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: فذكر فيما ذكر وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ
بِالْمَسْجِدِ إِذَا خَرَجَ مِنْهُ حَتَّى يَعُودَ إِلَيْهِ، و معناه - والله أعلم
- ينوي الرجوع إليه، ويرتقب وقت توجهه نحوه، فهذا مما يستديم الحسنات، لأن من نوى
حسنة فلم يعملها كتبت له حسنة وإن عملها كتبت له عشرا. وبهذا يبقى المصلّي موصولا
بربّه على مدى اليوم كلّه من خلال بيت الله ....
إن المسجد يا عباد الله رمز الحياة
الإسلامية ومحور اهـتمام المسلمين، ومركز المدينة أو القرية ، وحوله يتجمع نشاط
المسلمين بكل مظاهره فبناؤه يعد أول خطوة من أجل ذلك، لذا فقد كان أول عمل قام به
النبي صلى الله عليه وسلم حين هاجر من مكة إلى المدينة المنورة، هو بناء المسجد
النبوي
الخطبة الثّانية
بسم الله والحمد لله والصّلاة
والسّلام على رسول الله وأشهد ألاّ إله إلاّ الله و أشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله .
أمّا بعد :
فإمام المسجد له دورٌ مهم في حيه ، وله
تأثيره الواضح على المصلين معه ، فهو ذو تأثير في العلاقات الحميمة بين جيران
المسجد ، وربط القلوب مع بعضها البعض ..
أهمية الإمام : الإمام
في حيه كالملح للطعام ، فلا يُستغنى عنه مطلقاً ، فهو المرشد ، والموجه ، والمشرف
، والمعلم ، هو المحذر من الشرور ، والدال على الخير ، هو من ينبه على الخطأ ويقول
للمخطئ أخطأت ، ويقول للمحسن أحسنت ، إلى غير ذلك من الأمور الدالة على أهمية
الإمام .
الإمامة مسؤولية عظمى ، وأمانة كبرى ، لابد أن
يحقق أهدافها السامية ، ليرضي ربه ويبرئ ذمته أمام خالقه سبحانه,و توعية أهل الحي
بالحقوق الشرعية ، والآداب الإسلامية ،
بلاغ وزارة الشؤون الدينية :فيه تحميل
المسؤولية كاملة للإمام لقول الحق وبيان دين الله
تبعا لما أثير من تساؤلات حول طبيعة
الخطاب الدّينيّ وحياديّة المساجد حيال الوضع العامّ بالبلاد؛ يهمّ وزارة الشّؤون
الدّينيّة أن توضّح للرّأي العامّ ما يلي:
- إنّ الوزارة حرصت على تولية المنابر
لمختصّين أكفّاء مؤهّلين علميّا لطرح القضايا بشكل علميّ وميزان شرعيّ دقيق.
- أكّدنا مرارا أنّ حياد المساجد في
سياستنا يعني النّأي بها عن التّوظيف الحزبيّ.
- تؤكّد الوزارة أنّها لا تتدخّل لفرض خطاب
معيّن ولا تفرض على الخطيب موضوعا معيّنا.
- تؤكّد الوزارة أنّ الخطاب الدّينيّ يجب
أن يكون حرّا في تناول مختلف القضايا لأنّ ذلك من جوهر الدّين وشموليّته، وقد كان
للمساجد إبّان الثّورة دور بارز في الدّعوة إلى إغاثة الملهوفين ومنع الاعتداء على
المواطنين.
- نؤكّد على أنّ الحرّيّة لا تتجزّأ فكما
أنّ الإعلاميّ والسّياسيّ والمثقّف حرّ في إبداء وجهة نظره فالخطيب كذلك حرّ في
إبداء رأيه في سائر القضايا ما لم يكن في خطابه دعوة للعنف أو تحريض على التّباغض
والفتنة بما يهدّد بالأمن العامّ؛ فلا يحقّ للسّلطة التّنفيذيّة أن تتدخّل.
عباد الله إنّكم في يوم عظيم ،
في بيت من بيوت الله التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يوم تشهده الملائكة
الكرام ويذكرنا الله في ملئ خير منه واعلموا أنّكم في ضيافة الله الكريم المنّان
وحقّ للضّيف أن يكرمه ضيفه ، فلنسال الكريم من خيري الدّنيا والآخرة ونحن موقنون
بالإجابة
اللهمّ لك الحمد
على نعمك الجليلة وآلائك العظيمة ولك الحمد أن هديتنا إلى الصّراط المستقيم صراط
الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالين اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على
نبيّك خير الدّعاة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة اللهمّ فزدنا
يقينا وهداية وتوفيقا وسدادا ورشادا ، وأرنا الحقّ حقّا وارزقنا إتباعه وأرنا
الباطل باطلا وجنّبنا إتباعه
اللهمّ إنّا نسألك بأنّك الله لا إله
إلاّ أنت بجلالك ونور وجهك الذي ملأ أركان عرشك وبنورك الذي ملأ السّماوات
والأرض أن تجعل لنا نصيبا من هذا النّور فتنوّر به قلوبنا وأبصارنا وأسماعنا وأن
تجعله عن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ومن تحتنا وأن تجعل لنا نورا في حياتنا
كلّها تحمينا به من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا ومن وساوس الشّياطين ومن كيد
الكائدين ومكر الماكرين وحسد الحاسدين وسحر السّحرة الفاسقين وأن تجعلنا من
الدّعاة إلى الخير ومن الذين يقولون ما يفعلون
اللهمّ إنّا نسألك أن تجعل مساجدنا
عامرة بذكرك وشكرك وحسن عبادتك وتلاوة كتابك وأن تحفظها من العابثين والمنافقين
والكائدين ، نسألك يا ربّنا أن توحّد بها صفوفنا وتطهّر بها قلوبنا وتعلّقها
بها يا كريم حتّى نلقاك وأنت راض عنّا، حتّى تظلّنا بظلّك يوم لا ظلّ إلاّ ظلّك ،
اللهمّ اجعل هذا الجامع سفينة أمان يوم القيامة تعبر بروّاده إلى جنّة الخلد مع
الصّديقين والشّهداء والصّالحين واجعلنا في صحبة النبيّ الكريم صلّى الله عليه
وسلّم وجازي المتصدّقين والمحسنين وكلّ المساهمين في بيوت الله وكلّ من ساهم في
جامعنا هذا بالمال والجهد والتدبير والنّظافة والتّنوير اللهمّ ابن لهم جميعا قصرا
في الجنّة وبارك لهم في أموالهم وصحّتهم وذرّياتهم ما أحييتهم
اللهمّ إنّا نسألك أن تجعل القرآن
العظيم ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا ونور عقولنا وشفاء صدورنا وشفاء
لنا من كلّ داء وكاشفا لكلّ بلاء اللهمّ ذكّرنا منه ما نسّينا وعلّمنا منه ما
جهلنا واجعلنا ممّن يقرأه آناء الليّل وأطراف النّهار على الوجه الذي يرضيك عنّا
وعلّمه لأبنائنا وزوجاتنا واحفظهم به من الزّيغ والأهواء وكيد الأعداء اللهمّ اشف
مرضانا وعاف مبتلانا واهد ضالّنا وثبّتنا على الهدى والصّلاح والاستقامة
اللهمّ انصر كلّ من نصر الدّين واخذل كلّ من خذل الإسلام والمسلمين
وانصر إخواننا في سوريا وبورمة وفلسطين نصرا من عندك مبين تهزم به الأعداء
وتعزّ به الأذلاّء وترحم به الضّعفاء ،وتقسم به الجبّارين والمتكبّرين فإنّك تقدر
ولا نقدر وإنّه لا حول ولا قوّة إلاّ بك وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ
العالمين