vendredi 23 avril 2021

ثمرات دمعة فاضت من خشية الله

ثمرات البكاء في خلوة من خشية الله

الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله  وأشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير وأشهد أن سيدنا وحبيبنا واسوتنا وقدوتنا محمد بن عبد الله رسوله المصطفى أدى الأمانة وبلغ الرسالة اللهم آت سيدنا محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة وابعثه الله المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد

أما بعد أيها المسلمون أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من بين السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه من بين السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه

ذكر الله خاليا الخلوة مع الله يعني انعدام الرياء لا يراه أحد إلا الله لا يسمع به أحد إلا الله ولذلك أكد الحديث على أن هذا الرجل هو خاليا في بعد عن رؤية الناس وعن سمع الناس ففاضت عيناه أدى العقل والقلب دوره في تقوية الايمان وفي تقوية معاني التوحيد الدمعة غالية بهذا الاعتبار الدمعة أيها المسلمون إما أن تذرف في الدنيا وإما أن تذرف في الآخرة فاختر لنفسك أي الدمعتين ادفع الثمن كاملا اليوم لأن اليوم عمل بلا حساب وغدا حساب بلا عمل الطريقة العملية سهلة : أن تمنح لنفسك وقتا من حياتك متى آخر مرة جلست لوحدك خاليا وتفكرت ذنوبك ومعاصيك وظلمك للناس وتفكرت وتفكرت في تقصيرك في عبادتك وفي حق الله سبحانه وتعالى فذرفت عيناك خشية من الله وخوفا من الله وطمعا في رحمة الله الطريقة العملية امنح لنفسك دقيقة واحدة لا أقول في اليوم امنح لنفسك دقيقة في الشهر امنح لنفسك دقيقة واحدة في السنة اغمض فيها عينيك اجلس لوحدك ابتعد عن هم الدنيا اغمض عينيك أحضر قلبك ثم احرق ذنوبك بنار الندم ثم إلهج بالاستغفار لله سبحانه وتعالى ليطهر قلبك عندها يحدث الأثر وتنجح الصفقة وتجني الأرباح باذن الله

ما هي الأرباح التي تجنيها ؟

أول ربح أن هذا يقوي فيك الإخلاص وينزع منك الرياء والسمعة وحب الظهور أمام الناس ومع ذلك فهناك من الأرباح الشيء الكثير الذي يبكي في خلوته من خشية الله ويبكي من خوف الله ويبكي طمعا ورجاء في مغفرة الله يوم القيامة يجني أرباحا كثيرة أذكر في هذه الخطبة الجمعية من الأرباح التي تجنيها من هذه الدقيقة التي تقف فيها لوحدك مع الله مرة في الشهر أو حتى مرة في السنة اسمعوا جيدا ماهي الأرباح العظيمة من هذه الدقيقة

أولا أنت في ظل العرش أنت يوم القيامة في ظل عرش الرحمن وعدك النبي عليه الصلاة والسلام وعدك الصادق الصدوق وهل يخلف النبي وعده؟ وعد من النبي بأن تكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله لماذا لأن الذي يفعل مثل هذا الفعل يختلي بنفسه مع الله ويسكب الدمعة خوفا ورجاء في الله  هذه علامة أن هذا الرجل قد امتلأ قلبه خشية من ربه فتفيض الدمعات والعبرات على خده فهذا دليل على صفاء قلب هذا الانسان فيثيبه الله جزاء بما فعل في الدنيا لما قاس حرارة الخوف من الله في الدنيا كان جزاؤه من جنس العمل عافاه الله من حر يوم القيامة وأظله بظله هو في الدنيا قلبه يقاسي ويشعر بحرارة الخوف من الله الله يجازيه من نفس الفعل فيوم القيامة يعافيه من حر النار ومن حر يوم القيامة هذه واحدة

من الأرباح التي يجنيها من يبكي من خشية الله في الدنيا أن يكون يوم القيامة في مأمن من عذاب الله أخرج الترمذي في السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : عينان لا تمسهما النار وعد من النبي فذكر من بين العينين عين بكت من خشية الله عين ذرفت الدمع في الدنيا خشية من عين الله هي عين ناجية باذن الله يوم القيامة بوعد من النبي عليه الصلاة والسلام ولو كان هذا الدمع مرة بعد أشهر ذكر بعض العلماء أن شعرة من جفن عين انسان تستأذن يوم القيامة ربها لتشهد لك بالبكاء من خوفه فيغفر لك سبحانه وتعالى شعرة الجفن يوم القيامة تقوم بمهمة الشاهد الذي يحسم بشهادته القضية وتجلب لك الحكم بالبراءة وتعفيك من العذاب أن تكون في مأمن من عذاب الله هذه هي الدموع المباركة التي تقي صاحبها عذاب الله سبحانه وتعالى ولذلك الدموع لا تمس موضعا إلا حمته الدموع إذا مست موضعا من وجهك أو أي عضو من أعضاء جسدك في الدنيا حمته من عذاب الله في الآخرة

ثانيا  من هذه الأرباح أيضا أن يكون في كنف محبة الله الحديث خرجه الترمذي في السنن عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ليس شيء أحب إلا الله من قطرتين وأثرين منها قطرة دموع من خشية الله السر أن البكاء من خشية الله وأن حرارة الدموع التي تنزل من خشية الله هي أبلغ دليل على أن خوف الله في قلبك طرد الخوف ممن سواه أصبحت تخشى الله حق الخشية لا خوف ولا وجل ولا رجاء ولا توكل ولا رغبة ولا تعلق إلا بالله سبحانه وتعالى الذي تتصدع الجبال لو أنزل عليها كلامه "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله

القلوب تنفطر إذا تليت عليها آياته هذه القشعريرة تسري في القلب ثم تنتقل من القلب إلى العين فتترجمها دموعا جارية ولذلك هذا المعنى ترجمه بعض الصلحاء والأخيار فقال من كان يريد القرب من الله فليكثر البكاء على ذنوبه

من منا لم يذنب ؟ من منا يستطيع أن ينزه نفسه عن ارتكاب المعاصي والذنوب إن لم تكن كل ساعة فكل يوم ؟ لذلك قال بعض الصالحين من كان يريد القرب من الله فليكثر البكاء على ذنوبه

من الأرباح كذلك غفران الذنوب وهي الغاية البكاء على الخطيئة يحط الخطايا كما تحط الريح الأوراق اليابسة الحافظان الملكان يحصيان عليك أنفاسك ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد يسجلان همساتك والوضع لما يكون في حالة بكاء يختلف ولذلك من بكى على ذنب من ذنوبه محيت خطاياه ولذلك قال الشاعر : كتبت بأدمعي في صحن خدي كتابا بالتضرع لله والخضوع فقالوا قد عفونا عنك لما محوت قبيح فعلك بالدموع

من يبكي ذنبه يغفر ذنبه لأن البكاء علامة الندم

من هذه الأرباح التوبة الصادقة علامة التائب اسبال الدمعة والعزم على عدم العودة إلى الذنب ولذلك لما كثر الزيغ في الناس وعم البهرج في الناس وأحيانا يلبس المرائي لباس الأبرار ويتقن بعضهم فن التصنع واحتراف التمثيل على الناس فإن هذا لا يمكن أن ينطلي على ملائكة الرحمن الذين يسجلون ذنوبه فلذلك احتاجت التوبة إلى دليل إلى اعتراف والاعتراف كما يقولون سيد الأدلة وليست هناك قرينة أقوى من الدموع إذا خلوت بنفسك مع الله سبحانه وتعالى

المسافر لما تطول غيبته وتنقطع أخباره نترحم عليه ونعده في الأموات ولذلك نحن قد طالت غيبتنا إذا كان القلب لا يخشع ولا يبكي ولا يختلي في خلوة مع الله سبحانه وتعالى إذا كنت تواظب على هذا المعنى فهناك أمل و إلا فعظم الله أجرك وأحسن عزاءك في الدنيا قبل الآخرة يجب أن يتذكر الانسان وأن يجعل لنفسه ساعة حتى دقيقة في الشهريحاسب و يراجع فيها نفسه ماذا فعل في الدنيا ليس من إنجازات الدنيا وماذا  ترك للورثة ربما ترحموا عليه وربما نسوه ولكن ماذا قدم بين يديه ليوم القيامة ولذلك لا خير في عين لا تبكي ولا خير في انسان لا يحاسب نفسه في الدنيا قبل أن يحاسب ولا خير يرجى من قلب قاس  قحط العينين وعدم البكاء من خشية الله كقحط الأرض من علامات قسوة القلب والقلب القاسي يستوحش حتى الخطيئة ويسبح في قسوته  حتى يصبح كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله ولذلك قالوا كل شيء له دليل ودليل خوفك من الله البكاء بين يديه والتضرع إليه

النبي صلى الله عليه سلم في الحديث الذي خرجه ابن حبان في سننه أخبر في الحديث القدسي عن الله سبحانه وتعالى أنه قال : وعزتي وجلالي لا أجمع لعبدي أمنين و لا  خوفين إن أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع عبادي وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع عبادي

والنبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه ابن ماجه في السنن عن أنس بن مالك رضي الله عنه حدثنا عن صفة هذا البكاء في كلمات من لم يبكي في الدنيا كيف سيبكي في الآخرة والله قال في الحديث القدسي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين

النبي حدثنا عن صفة البكاء في الآخرة لمن لم يبك من خوف الله في الدنيا ولولا أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أخبر بهذا لحسبناه لونا من الخيال ولكن النبي صلى الله عليه وسلم يصف لنا هذا المشهد حتى تستعد  فيقول يرسل البكاء على أهل النار من الندم والحسرة فيكون حتى تنقطع الدموع  ثم يكون الدم والعياذ بالله حتى يصير في وجوههم كهيئة الأخدود يترك آثاره في الجباه والخدود فهذا جزاء من لم يبكي في الدنيا ومعنى هذا من لم يخف الله سبحانه وتعالى ويقدم بين يديه يوم القيامة ويحاسب نفسه فإن حسابه يكون عسيرا ولذلك أخبرنا النبي عن مثل هذه المشاهد حتى تكون لنا وقاية وحماية وصيانة واستعداد لليوم الآخر ان شاء الله

أخلص إلى القول لتجلس مع نفسك قف وقفة تأمل قف وقفة تفكر في حياتك وانظر إلى ما قدمت في سالف أعمالك وانظر ما ينتظرك بين يدي الرحمن واعلم أن البكاء من خشية الله وأن الجلوس على انفراد وفي خلوة مع الله تذكره دون أن يراك أحد فيه من الخيرات ومن الأرباح الكثير فإن النبي صلى الله عليه وسلم يعدك بأن تكون تحت ظل عرش  الرحمن يوم لا ظل إلا ظله وأن تكون في مأمن عند الله سبحانه وتعالى وأن تكون في محبة الله وفي كنفه وأن تتمتع بمغفرة الذنب وأن تكتب لك التوبة الصادقة باذن الله

أسال الله لي ولكم التوفيق والسداد والرشاد والعفو والعافية والمغفرة والنجاة أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبالله ثقتي و أستعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

أيها المؤمنون الذنب والسيئة التي تفعلها في الدنيا هي علامة هوان عند الله وعلامة ذل عند الله أنت حين ترتكب الخطيئة وحين ترتكب الذنب تصبح ذليلا عند الله ولذلك قالوا الذنب علامة هوان ارتكابك للذنب في الدنيا يمنع الرحمات  وينزع البركات ويوجب اللعنات ويدني من النار ويبعدك عن الجنة ولو مات كل عبد فور ارتكابه لذنبه لختم لجميع الناس بالسوء ولكن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل كل هذا يدفعك إذا تفكرت واعتبرت يدفعك إلى أن تغسل السيئة والذنب بالدموع وأن ترفع هذه السيئات وهذه الزلات وهذه الانحرافات بالندم والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى

الحسن البصري سيد التابعين وصفه بعضهم فقال : كأن النار لم تخلق إلا له كان دائما يعتبر أنه إذا نزلت مصيبة في المجتمع فهو السبب لأن الله أنزل العذاب والنقمة واللعنة بسببه هو لماذا؟ لأنه يقرأ دائما في نفسه النقص ودائما يظن أن غيره أفضل منه ولذلك يمكن أيها الانسان بانحراف من انحرافاتك وبذنب من ذنوبك أن يعم العذاب على فئة بسببك بهذا المعنى وبهذا التصور يصبح الانسان إيجابيا في مجتمعه كان له من التفكر في ذنوبه باع عظيم كان غزير الدمع لما قيل له في ذلك قال : ما يؤمنني إذ طلع علي في بعض ذنوبي فقيل لي اذهب لا غفر لك من يدريك أن ملائكة الرحمن وأن الكرام البررة اطلعت على ذنب أو سيئة تظن أنك تقترفها دون أن يراك أحد فكيف تجترئ على ملائكة الرحمن وكيف تجترئ على خالقك وهوينظر إليك ويعلم السر وأخفى ثم تتجرأ على المعاصي والانحراف والسيئات ولذلك كيف لا يبكي في الدنيا من تتجدد عليه الذنوب كل ساعة ولذلك أيها المسلم ما ظنك بيوم كل ينادي نفسي نفسي شفقا من شدة غضب الرحمن ومن شدة هول عذاب الرحمن يوم يذهل فيه الناس تطيش فيه العقول لما يروا ما لا طاقة لهم به وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ذلك اليوم الذي يقف فيه الناس خمسين ألف سنة مما تعدون الناس كلهم يشهدون ويشاهدون وينتظرون أدوارهم ينادي أهلها بأعلى صوتهم يا مالك قد حق علينا الوعيد قد أثقلنا الحريق يا مالك قد نضجت منا الجلود يا مالك أخرجنا منها فإنا إليها لن نعود فيرد عليهم برد يشبه الصاعقة : إنكم ماكثون لا ينجيهم الندم بفعلهم في الدنيا ولا ينفعهم الأسف بمعاصيهم في الدنيا غرقى في النار طعامهم نار شرابهم نار لباسهم نار فراشهم نار فهم بين عذاب النار وسرابيل القطران وضرب المقامع وثقل السلاسل تغلي بهم النار كغلي الحميم يهتفون فيها بالويل والثبور يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود لهم مقامع من حديد هذه مقتطفات من آيات  القرآن الكريم تهشم بها جباههم ينفجر الصديد من أفواههم هكذا أخبرنا النبي تنقطع من العطش أكبادهم كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب وغلت أيديهم إلى أعناقهم وجمع بين نواصيهم وأقدامهم يمشون على النار بوجوههم يطؤون أشواك الحديد بخدودهم لهيب سار في بواطن أجسامهم فبالله عليكم أيها المستمعون هل لأحد منا طاقة على تحمل لحظة واحدة من البقاء في هذه النار ألا نفتدي أنفسنا بلحظة واحدة فيها نبكي إلى الله ونطلب مغفرة الله ونطلب رحمة الله بنعيم الدنيا كلها أين العاقل وأين السامع وأين المتفكر وأين المنتبه ؟ والله الذي لا إلاه إلا هو لو كانت عندنا عقول في نفوسنا لخرجنا توا بعد الجمعة ولأرجعنا الحقوق لأصحابها وما أراد منا انسان شيئا له إلا أعطيناه إياه ولتزاحمنا على بعضنا البعض كل يقبل الآخر يريد منه أن يسامحه وأن يرد له ما كان قد افتكه منه ماذا أقول والوقت يسارع ولا أستطيع أن أكمل أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبلنا برحمته وأن يتقبلنا بعفوه وأن لا يؤاخذنا بما يفعله السفهاء منا إنه ولي ذلك والقادر عليه هذا وصلوا وسلمواعلى النبي المختار فقد أمركم الله بذلك في محكم التنزيل فقال: إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أعلم أعلم به منا أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير اللهم اغفر لنا وارحمنا اللهم لا تؤاخذنا بما يفعله السفهاء منا اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين اللهم ارشدنا إلى طريق الهدى والتقى اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين اللهم أبعدنا عن السيئات والذنوب إنك رحيم ودود يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم إن الله يأمر بالعدل والإحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون اذكروا الله يذكركم وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله

 

 

samedi 17 avril 2021

هل البشرية في حاجة للقرآن الكريم اليوم؟



لماذا القرآن؟ خطبة 17ماي12رمضان1440

 

هدى للمتقين

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان

الإجابة عن الأسئلة الوجودية الثلاث التي عجز الفلاسفة عن الإجابة عنها: من نحن؟ من أين أتينا؟ ولماذا جئنا؟ وإلى أين سنذهب؟

مصدر الكون:

الفلاسفة : الصدفة خلقت الطبيعة الخ

القرآن: ٱلَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ ٱلرَّحْمَـٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَٱرْجِعِ ٱلْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ

إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفِ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱلْفُلْكِ ٱلَّتِي تَجْرِي فِي ٱلْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن مَّآءٍ فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ ٱلرِّيَاحِ وَٱلسَّحَابِ ٱلْمُسَخَّرِ بَيْنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ

التوحيد : انقاذ البشرية من عبادة الأصنام والبشر والطبيعة : وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه

وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ

مصدر الانسان:

الفلاسفة : اصله حيوان

القرآن : { وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } * { وَٱلْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ }

كرامة الانسان: { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ } * { فَسَجَدَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } * { إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ ٱلسَّاجِدِينَ }

دور الانسان في الحياة : العبادة : وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } * { مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ }

{ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ }

العبادة : السير على منهج الله : تغطي هذه العبادة دوائر عدة في حياة المسلم، أولها: علاقته مع الله خالقه، وثانيها: ما يتعلق بالإنسان من آداب خاصة كالنظافة الشخصية وآداب الممارسات الحياتية، كالطعام والشراب والنوم والجنس وقضاء الحاجة واللباس، وثالثها: علاقته مع أسرته ومجتمعه، ورابعها: علاقته مع الأسرة الإنسانية، وأخيراً: علاقته مع بيئته والكون من حوله.

وضع تشريعات وأحكام :

أَفَحُكْمَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ

وَأَنِ ٱحْكُم بَيْنَهُمْ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَٱحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَاسِقُونَ

إلى أين ؟

القلاسفة : أرحام تدفع وأرض تبلع

القرآن : الحياة تتواصل مع الخلود حيث لا موت

{ كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ } * { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ } * { وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلْفِرَاقُ } * { وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ } * { إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمَسَاقُ }

يوم قيامة : لا اقسم بيوم القيامة

إذا زلزلت الأرض زلزالها

ونفخ في الصور فصعق من في السماوات والارض

وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ فَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يٰوَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً

وَأَشْرَقَتِ ٱلأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلْكِتَابُ وَجِـيءَ بِٱلنَّبِيِّيْنَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِٱلْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ

{ وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً } * { فَأَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } * { وَأَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ } * { وَٱلسَّابِقُونَ ٱلسَّابِقُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ } * { فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ }

وسيق الذين اتقوا ربهم ,,,

الحضارة المادية : قلق انتحار مخدرات عبث

الطمأنية النفسية والسلامة من الأمراض القلبية

ألا بذكر الله تطمئن القلوب

 يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ

وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً

جئت، لا أعلم من أين، ولكنّي أتيت

ولقد أبصرت قدّامي طريقا فمشيت

وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت

كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟

لست أدري!

أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود

هل أنا حرّ طليق أم أسير في قيود

هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود

أتمنّى أنّني أدري ولكن...

لست أدري!

أوراء القبر بعد الموت بعث ونشور

فحياة فخلود أم فتاء ودثور

أكلام النّاس صدق أم كلام الناس زور

أصحيح أنّ بعض الناس يدري؟..

لست أدري!

إن أكن أبعث بعد الموت جثمانا وعقلا

أترى أبعث بعضا أم ترى أبعث كلاّ

أترى أبعث طفلا أم ترى أبعث كهلا

ثمّ هل أعرف بعد الموت ذاتي؟..

لست أدري!

إنّني أشهد في نفسي صراعا وعراكا

وأرى ذاتي شيطانا وأحيانا ملاكا

هل أنا شخصان يأبى هذا مع ذاك اشتراكا

أم تراني واهما فيما أراه؟

لست أدري!