vendredi 31 janvier 2020

لماذا يتساقط بعض العلماء؟



التزكية قبل
التعلم حتى لا نكون خزائن متنقلة دون تقوى خطبة 31جانفي2020
اللَّهُمَّ آتِ نَفْوسنا  تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ
خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا
وَمَوْلَاهَا اللَّهُمَّ إِنِّا نعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ
وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا
يُسْتَجَابُ لَهَا
 إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ
وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ
إِلاَّ ٱلنَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَلاَ
يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 174 البقرة
إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ
وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـٰئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ
وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَلاَ
يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 77 آل عمران
 وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ
لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ
وَٱشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ 187 آل عمران
وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ لَمَن يُؤْمِنُ
بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَٰشِعِينَ للَّهِ
لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَـٰتِ ٱللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلـٰئِكَ لَهُمْ
أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ 199 آل عمران
وكثيرا ما نرى ونسمع أناسا لهم شهائد عليا في شتى العلوم
وخاصة في علوم الشريعة الإسلامية  يحفظون
القرآن والسنة الشريفة ويعتلون المنابر الإعلامية ولكننا نسمع منهم انكارا للدين
وونقضا لأسسه وسلوكا بعيدا عن الإسلام بعد السماء عن الأرض فنتساءل لماذا
؟
لماذا نجد من أكابر علماء
السعودية من يترجم القرآن للغة العبرية ويغير في ترجمته قرابة 300 آية لارضاء بني
إسرائيل؟
لماذا نجد علماء في الدين
يبررون لحكامهم الاعتداء على الغير؟لماذا علماء أجلاء خزائن من العلم في مصر والسعودية
والإمارات يخذلون قضية فلسطين ويساندون الصهاينة ويصفون المجاهدين في فلسطين
بالارهابيين؟ وربما فيهم من يمجد صفقة القرن التي تم اجهاضها قبل ولادتها من جميع
شعوب العالم الأحرار؟
وعنونت الجريدة الغرديان
البريطانية للافتتاحية في نسختها الرقمية قائلة "خطة ترامب للسلام: احتيال
وليست صفقة" بينما عنونت في النسخة الورقية قائلة "ترامب ونتنياهو
يساعدان نفسيهما لا عملية السلام
". لكن الفلسطينيين يرون رجلا محتالا لارغبة
لديه لتقديم شيء سوى وعود فارغة
".
لماذا نجد علماء يغيرون أحكام
الله بفتاوى غريبة إرضاء للحاكم؟
لماذا يتساقط العلماء
أمام المغريات ؟ وهم يعرفون الدين أكثر مما نتصور
لماذا نجد أطباء بلغوا درجة
عليا في الطب يرتكبون جرائم كسرقة الأعضاء واجهاض الجنين ؟
لماذا نجد قضاة ومحامين بلغوا
درجة من العلم يعرفون الحق ويعرفون الظالم والمظلوم ويقفون إلى جانب الظالم ؟
لماذا نجد خبراء في الاقتصاد وفي المالية رؤساء للبنوك يسرقونها ؟ لماذا نجد مديري
شركات نقل تم تعينهم حسب شهائدهم العلمية يفلسون شركاتهم ؟
لماذا نجد سياسيين يبحثون عن
مصالحهم ويقع شراء ذممهم ويباعون ويشترون بأبخس الأثمان على حساب وطنهم وفقراء
بلادهم؟
لماذا ولماذا ولماذا؟ الخلاصة
لماذا في كل ميدان نجد مختصين أكفاء ذوي شهائد علمية عليا ولا قيم ولا أخلاق لهم
ولا خوف من الله ولا رحمة في قلوبهم ؟
لأن قلوبهم خاوية رؤوسهم ملآى
بالعلم وعلى قلوب أقفالها...
في هؤلاء ضرب لنا الله فيهم مثلا في سورة الجمعة مثلهم
بالحمير الحمار الذي يحمل الكتب بنقلها من مكان لآخر ولا يدرك ما فيها ولا يشبع
نفسه بما فيها من خير وبركة وعلم فيترجم سلوكا وينعكس نورا على وجهه قال تعالى في
اليهود الذين غيروا التوراة وأولوها وأهملوا ما فيها: مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ
ٱلتَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً
بِئْسَ مَثَلُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ لاَ
يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ
السؤال هنا لماذا لم يترجم القرآن سلوكا في
حياتهم؟ لماذا هؤلاء المسلمون ينسفون الدين من قواعده بالدعوة إلى الفساد
والانحراف والمثلية لماذا؟
لأن هؤلاء تعملوا الدين وتعلموا شتى أنواع العلوم  دون معرفة الله دون تزكية النفوس بقي الدين مجرد
معلومات في عقولهم ولم تخشع قلوبهم إلى ذكر الله بل على قلوبهم أكنة ...
دعا إبراهيم عليه
الصلاة والسلام ربه فقال :
 رَبَّنَا وَٱبْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ
يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ
وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلعَزِيزُ ٱلحَكِيمُ  البقرة 129
4 مهمات :
تلاوة الآيات تعليم الكتاب تعليم الحكمة تزكية النفس

استجاب ربنا إلى دعاء
رسوله إبراهيم صلى الله عليه وسلم ولكن لاحظوا الترتيب:
لَقَدْ مَنَّ
ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ
يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَابَ
وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ 164 آل عمران
 هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلأُمِّيِّينَ رَسُولاً
مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ
ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ 2
الجمعة
الترتيب :
تلاوة الآيات التزكية تعليم الكتاب تعليم الحكمة

وهذا يعود إلى ترتيب
الأولويات والأهمية في الخطابين، فعندما دعا ابراهيم ربه أن يرسل رسولاً أخّر
جانب تزكية الأخلاق إلى آخر مرحلة بعد تلاوة الآيات وتعليمهم الكتاب والحكمة
.

في آية سورة الجمعة
وسورة البقرة (151) وسورة آل عمران فالخطاب من الله تعالى بأنه بعث في الأميين
رسولاً يتلو عليهم آياته ويزكيهم قبل مرحلة يعلمهم الكتاب والحكمة لأن الجانب
الخُلُقي يأتي قبل الجانب التعليمي ولأن الإنسان إذا كان غير مزكّى في خلقه لن
يتلقى الكتاب والحكمة على مُراد الله تعالى والرسول 
 من
أهم صفاته أنه على خلق عظيم كما شهد له رب العزة بذلك في قوله (وَإِنَّكَ لَعَلى
خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) القلم)
.

والتزكية هي ربع
المهمّة المحمدية (تلاوة الآيات، تعليم الكتاب، تعليم الحكمة، التزكية)
.
أيها الأخوة الأكارم... أربع آياتِ مُتشابهات. النبي عليه الصلاة والسلام يتلو
على أمَّته، أو على أصحابه آياتِ الله، ورد في "تفسير القاسمي " أن
الآيات هنا الآيات الدالة على عظمة الله، لابدَّ من التعريف بالله، لابدَّ من أن
تَعْرِفَ الله من خلال آياته، فوردت هذه الكلمة في أربع آياتٍ
..
﴿ يَتْلُو
عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ ﴾
سورة آل عمران: 164 ]﴿ يَتْلُو
عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا ﴾سورة القصص: 59
]
 تلاوة الآيات أيْ التذكيرُ بها..
﴿ قُلِ
انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾
سورة يونس: 101]
﴿
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ ﴾
سورة الطارق: 5]
﴿
فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴾
سورة عبس: 24]
﴿
وَكَأَيِّنْ مِنْ آَيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا
وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ
[ سورة يوسف: 105]
 آيات الله في جسمك، آيات الله في طعامك، آيات الله في شرابك، آيات الله في
الماء الذي تشربه، في الهواء الذي تتنفَّسه، في النبات الذي تراه ينمو أمامك، في
الأطيار تُحَلِّق في السماء، في الأسماك تَمْخُر عُباب الماء، هذه كلها آيات الله
.
تعريف الناس بالله من خلال آياته في السموات و الأرض :
 لذلك:
﴿ كَمَا
أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا ﴾
سورة البقرة: 151]
 وقد يقول قائل: لِمَ لمْ تكن آيات القرآن الكريم؟ نجيبه لأنه بعد قليل:
﴿
وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾
[ سورة البقرة: 151]
 والكتاب هو القرآن الكريم، وإذا أردت الجمع بين المعنيين، فلعل الله عزَّ وجل
يريد: يتلو عليهم آياتنا الكونية التي هي في القرآن الكريم، على كلٍّ كأن هذه
الآيات الأربعة تريد أن تؤكِّد أن الدعوة إلى الله ينبغي أن تتجه أولاً إلى تعريف
الناس بالله؛ من خلال الآيات التي بثَّها الله في السموات والأرض، ففي الآيات
الأربعة وردت كلمة (يتلو عليهم آياتنا)
.
معاني التزكية :
 وأما:﴿ وَيُزَكِّيهِمْ ﴾سورة البقرة:
129
]
 فالتزكية لها معنيان أيها الأخوة: معنى التَخْلية ومعنى التَحْلية، معنى
الطهارة ومعنى النمو، إذا قُلنا عن الزكاة
:﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ
صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾
سورة التوبة: 103 ]أي تطهِّر المال من حق الغَيْر، وتزكي المال أي تنمِّيه.
إذا قلنا
:﴿ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ
وَيُزَكِّيهِمْ ﴾
سورة آل عمران: 164 ]أي يعرفهم بالله بعظمته بقوته بمراقبته منذ 
الصغر مثل وصايا لقمان لابنه وهو يعضه

يٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ
حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوْ فِي
ٱلأَرْضِ يَأْتِ بِهَا ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ
 } يٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ وَأْمُرْ
بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَ إِنَّ
ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ
 }{ وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ
وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ
فَخُورٍ
 }

 يطهِّرهم من الشِرك،  يطهرهم من قبائح الذنوب، يطهرهم من المعاصي،
يطهِّرهم من اتباع الشهوات، يطهِّرهم من مفاسد الأخلاق، يطهِّرهم من الدنايا،
يطهِّرهم من الموبقات، وينمي فيهم حب الخير، وحب الحق، يسمو بنفوسهم فيجعلها زكيةً
طاهرة، يجعل النفس راقيةً مستبشرة، يجعل النفس مُنْصفةً، يجعل النفس آمرةً
بالمعروف ناهيةً عن المنكر، تحب الحق، تحب العدل تكره الظلم ترحم الخلق، تعطي ولا
تخاف الفقر، تستعد للتضحية من أجل الحق ورفع الظلم لا ترضى بالذل عزيزة كريمة هذا
معنى يزكيهم نشأة منذ الصغر
.

 
إذاً أية دعوة إلى الله لا تتصل بتزكية النفس، وتطهيرها من الشَكِّ، والشرك،
والدنايا، والموبقات، والمعاصي، والفجور إنها دعوةٌ لا تستمر، ولا تقف على قدميها،
لأن أساس التديّن الصحيح الخلُق القَويم، بل إن هناك علاقةً لازمةً بين التديُّن
الصحيح وبين الخُلُق القويم
..
(( لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له))
﴿ أَرَأَيْتَ
الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴾ ﴿ فَإِنْ
لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ﴾
[الرسول الكريم فصّل آيات القرآن الكريم و شرح أحكامه :
 أيها الأخوة الأكارم... أما الآية التي في سورة البقرة والتي رقمها واحدٌ
وخمسون بعد المئة فهي
:
﴿ كَمَا
أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً ﴾
سورة البقرة: 151]
 دققوا في معنى (كما)..﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ
رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا ﴾

 يطهِّركم، وينمي فيكم الفضائل..﴿ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ ﴾
 القرآن الكريم، كلام رب العالمين، الحبل المتين، النور
المُبين، الدستور الحكيم، المَنهج القويم
..﴿ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ ﴾
 وقد فسَّره النبي، قيَّد مُطْلَقَهُ، وبيَّن مضمونه،
وشرح أحكامه، وفصَّل آياته إنها السُنَّة النبوية، وللإمام الشافعي رحمه الله
تعالى رأيٌ حصيف في كلمة (الحكمة)، إنها السنة النبوية المُطَهَّرة
.

 
إذاً الدعوة إلى الله ينبغي أن تتجه إلى التعريف بالله أولاً، وإلى تزكية
النفس ثانياً، وإلى تعلُّم منهج الله ثالثاً. معرفةٌ بالله، ومعرفةٌ بمنهجه، ثم
تزكيةٌ للنفس، هذه الفِقَرات وردت في الآيات الأربعة المتشابهة، مع تقديمٍ وتأخير،
وتفصيلٍ وتبيين
..
(اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ
خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا
وَمَوْلَاهَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ
وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا
يُسْتَجَابُ لَهَا

الخطبة 2
من نعمة الله الكبرى علينا أن النبي من أمتنا و ينطق بلساننا :
﴿ كَمَا
أَرْسَلْنَا ﴾
151كما الخطاب موجَّه
للمؤمنين
..﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ
رَسُولاً مِنْكُمْ ﴾
نعمة الله الكبرى أن النبي جاءنا من بني جلدتنا، من
أُمَّتنا، من بيئتنا، ينطق بلساننا، هذا شيءٌ يدعو إلى الشكر الجزيل لله رب
العالمين، هو منَّا، من جِلْدَتِنا، من أمتنا، من عِرْقِنا
..
﴿ كَمَا
أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ ﴾
 وبعضهم يقول: (منكم) أي
بشر، من بني البشر؛ يحسُّ بما تحسون، ويتألَّم بما تتألمون، ويشعر بما تشعرون
..
﴿ لَقَدْ
جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ﴾
سورة التوبة: 128]
  أيها الأخوة الأكارم... هذا معنى قول الله عزَّ وجل:
﴿ كَمَا
أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ ﴾﴿ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا
وَيُزَكِّيكُمْ﴾
 إما أنه يزكيكم بتوجيهكم، هذه نهانا عنها، وهذه أمرنا بها، وهذه كرِهها، وهذه
أقرَّها، وهذه حذَّرنا منها، وهذه أنذرنا منها، إذاً هو يزكينا بأقواله، ويزكينا
بأحواله
.

 
حنظلة كان يبكي في الطريق، مرَّ به الصديق قال له: ما لك يا حنظلةُ تبكي؟ قال:
نافق حنظلة، قال: ولِمَ يا أخي؟ قال: نكون مع رسول الله ونحن والجنة كهاتين، فإذا
عافسنا الأهل ننسى، فقال الصديق رضي الله عنه: أنا كذلك يا أخي، انطلق بنا إلى
رسول الله، فانطلقا إليه، وقصَّا عليه القصة، فقال عليه الصلاة والسلام
:
(( نحن معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا ))
[ ((لو أنكم تكونون على كل حال على الحالة التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة
بأكفهم ولزارتكم في بيوتكم
))
يا أيها الأخوة الأكارم... الآية مفتاحها في آخرها:
﴿ كَمَا
أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا
وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا
لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾
سورة البقرة: 151]
 أين جواب (كما)؟ كما فعلت معك كذا وكذا وكذا، لو أنني سكت لقلت: لماذا أفعل؟
أين تتمة الكلام؟ الكلام مُتَّصل، كلمة (كما) تحتاج إلى جواب
..
﴿ كَمَا
أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا
وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا
لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾
سورة البقرة: 151]
 الجواب:﴿ فَاذْكُرُونِي ﴾سورة البقرة: 152]أين فَاذْكُرُونِي؟ لعبادي..﴿ أَذْكُرْكُمْ ﴾ سورة البقرة: 152]
 إذاً هذه دعوة من الله عزَّ وجل إلى المؤمنين، كما ذَكَّرَكَ الله عزَّ وجل،
كما مَنَّ الله عليك فهداك إلى دينه، كما منَّ الله عليك فعرَّفك بآياته، كما
مَنَّ الله عليك فعرَّفك بكتابه، كما منَّ الله عليك فعرَّفك بسنة نبيه، ما مهمتك
أيها الأخُ الكريم؟ أيها المؤمن؟ يا من اهتديت إلى الله، يا مَن عرفت شرع الله، يا
مَن طبَّقت سنة رسول الله ما مهمتك؟ قال
:﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ
﴾سورة البقرة: 152
]
شكر نعمة الهدى :
 وإن من شكر الله عزَّ وجل لنعمة الهُدى أن تكون سبباً في هدى الآخرين، إن من
شكر الله استنباطاً من قوله تعالى
:﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ
وَاشْكُرُوا لِي ﴾
سورة البقرة: 152]
 أيْ إن ذكرته للناس فهذا شكر نعمة الهدى، هذا زكاة نعمة الهدى، إن ذكرته للناس
فقد شكرت له الهدى الذي مَنَّ الله به عليك
.

 
إذاً أيّ مؤمنٍ مطالبٌ أن يبيّن كما عرف، أن يهدي كما اهتدى، أن يبيِّن للناس
كلام الله كما فهمه، أن يبين للناس سنة النبي كما عرفها، أن يسعى في تزكية الآخرين
كما تزكَّى، فزكاة الهدى، وزكاة تزكية النفس، وزكاة معرفة منهج الله بيان الآيات،
وبيان القرآن الكريم والسُنة، والسعيّ لتزكية الآخرين، هذه الآية الأولى
:
﴿ كَمَا
أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا
وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا
لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ* فَاذْكُرُونِي ﴾

1)طلب مني أحد الإخوة أن تكون الخطبة حول صفقة القرن وهي
صفقة لا تحتاج لسذاجتها إلى خطبة لأنن :خطة ترمب  او غيره لحل القضية الفلسطينية مصيرها كمئات
الخطط التي سبقتها وصاغوها عدة رؤساء أمريكيين سابقين منهم البعض مازالوا أحياء
الى مزبلة التاريخ وترمب خطته ترمي لتغطية فشله السياسي العنصري وتوجيه الأنظار عن
قضية عزله فقط خطة نظرية مادام لا يزال في الحكم اما عندما تنتهي عهدته في الحكم
تنتهي معه كل خططه اما بالنسبة للقضية الفلسطينية حلها لا يكون إلا إسلاميا برجال
مؤمنين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ما عدا ذلك كلها تراهات وخرافات سواء من العرب
او غيرهم ومسرحيات سيئة الإخراج وحملات انتخابية
2)فيما يخص الوباء الذي ظهر في الصين حديث
لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه :فإذا وقع الوباء بأرض وأنتم بها فلا
تخرجوا منها فراراً منه، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها
[رواه
البخاري ومسلم]. وانظروا معي إلى هذه الوصفة النبوية الرائعة، وهي ما يسميه
العلماء بالحجر الصحي
.
الإمام مالك يقول إذا خرج منها بنية التداوي فلا بأس بينما علماء آخرون يحرمون
الخروج..سيدنا عمر : أتفر من قدر الله يا عمر؟ فأجاب : بل نفر  من قدر الله إلى قدر الله
دعاءجعلني الله وإيّاكم من الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه، هذا وصلّوا
وسلّموا على نبيّكم خير من صلّى وصام وقام وتصدّق ، كما ربّكم بذلك
فقال: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
تَسْلِيمًا"الأحزاب/56وأكثروا عليه من الصلاة يعظم لكم ربكم بها أجرا، فقد
قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا"
.

اللهم صل
وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء، أبي بكر
وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحابك أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم
الدين، وعنا معهم بعفوك ومنك وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين
.
اللهم أعز
الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعدائك أعداء الدين، وانصر عبادك
الموحدين، واحمي حوزة الدين
.

اللهم انصر
دينك وانصر من نصر دينك واجعلنا من أنصار دينك يا رب العالمين
.

اللهم فرج هم
المهمومين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين
اللهم انصر
اهل فلسطين على من عاداهم اللهم صوب رميهم اللهم ثبت الارض تحت اقدامهم اللهم احرس
المسجد الاقصى من مكر الماكرين اللهم اقتل من قتل المسلمين


اللهم انصر
شعب فلسطين على اعدائك و اعدائهم اليهود


اللهم اجعل
لاهل فلسطين النصره والعزه والغلبه والقوه والهيبه في قلوب اعدائهم


اللهم اشفي
جرحاهم واطلق اسر اسراهم اللهم انصر مجاهديهم في سبيلك في برك


وبحرك وجوك
يا رب العالمين اللهم عليك باليهود الظالمين اللهم منزل الكتاب مجري السحاب هازم
الأحزاب اهزمهم وزلزلهم اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك قتلة الرسل والأنبياء


اللهم حرر
المسلمين في فلسطين ياذا الجلال والعزة اللهم فك أسرهم واشف مريضهم واكشف كربتهم
اللهم بدل خوفهم امنا ياذا الجلال والعزة اللهم اعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك
والمشركين ودمر أعداء الدين


واحمي بلاد
الإسلام واجمع كلمة المسلمين على الحق


ربنا آتنا في
الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
.

اللهم اغفر
لنا ولآبائنا ولأمهاتنا ولأولادنا ولأزواجنا. ولجميع المسلمين والمسلمات.
والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
.

اللهم نور
على أهل القبور من المسلمين والمسلمات قبورهم اللهم واغفر للأحياء ويسر لهم أمورهم
.

عباد اللهإِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى
عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ*