vendredi 19 mai 2017

خطبة حول وفاة الطالبة سيرين بورماش رحمها الله وأسكنها فراديس الجنان




حول وفاة الطالبة سيرين بورماش رحمها الله وأسكنها فراديس الجنان

ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا
 مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي ٱلأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِٱلّبَيِّنَٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ بَعْدَ ذٰلِكَ فِي ٱلأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ
قد جاء في الصحيحين وغيرهما من رواية أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: بينما رجل يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئرا فشرب منها ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه ثم أمسكه بفيه ثم رقي فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له، قالوا يا رسول الله: وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: في كل كبد رطبة أجر. وفي حديث آخر في الصحيحين أيضا عن أبي هريرة مرفوعا: بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر لها به.
والظاهر من هذه الأحاديث أن الله تعالى غفر لهما بهذا الفعل الذي ينم عن الشفقة والرحمة التي هي سبب من أسباب رحمة الله تعالى لمن تخلق بها.
فقد روى الترمذي وصححه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.
وقال الحافظ في الفتح: فشكر الله له فغفر له: أي أثنى عليه وقبل عمله وجازاه بفعله. فالفاء تفسيرية، وقال القرطبي: فشكر الله له: أي أظهر ما جازاه به عند ملائكته فأدخله الجنة. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية معلقا على قصة هذه المرأة: فهذا لما حصل في قلبها من حسن النية والرحمة إذ ذاك..
ولا مانع أن يكون وفقها للتوبة والهداية، ولكن الأحاديث لم تذكر ذلك؛ وإنما ذكرت أن الله تعالى غفر لها بسبب هذا الفعل، والمقطوع به هو أن الله تعالى وفقها لهذا العمل الصالح الذي غفر لها بسببه، والله تعالى يغفر الذنوب جميعا ما لم تكن شركا؛ كما بين ذلك في محكم كتابه فقال: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ {النساء: 48}
والله أعلم.
سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى"
القانون الدولي وأيضا قانون بلادنا: حق الحياة يضمنه الدستور
حق العلاج يضمنه الدستور
من واجب الدول رعاية صحة مواطنيها وعلاجهم بل حتى أسرى الحروب
انقاذ انسان في حالة خطر واجب والتبليغ عليه واجب
في أوروبا : مداواة اللاجئين ومن هم بدون وثائق إقامة مجانا
وفي تونس؟ بلاد الإسلام وبلاد التونسي رحمة للتونسي

قرأت منذ قليل خبر وفاة الطالبة سيرين بورماش وقد راعني ملابسات الوفاة . الطالبة سيرين هي أصيلة صفاقس وكانت تلميذة متألقة في معهد إبن رشيق بساقية الزيت حيث تحصلت على البكالوريا بملاحظة حسن جداً وتزاول تعليمها الجامعي بكليات الهندسة الإعلامية بمنوبة وكنت تستعد لإمتحانات أخر السنة قبل أن تتعرض لإنخفاض حاد في الدورة الدموية مما توجب نقلها إلى مستشفى عزيزة عثمانة  و بسبب االإكتظاظ الحاصل في المستشفى لم يتم ايوائها
كان على المستشفى وعلى وزارة الصحة  نقلها إلى مصحة خاصة ويتكفل المستشفى بخلاص العيادة لأنه لم يوفر لها مكانا للايواء
فتم نقلها إلى مصحة خاصة التي رفضت قبولها بدون صك بنكي كضمان بقيمة خمسة الأف دينار و هو ما عجزت الطالبة عن توفيره لبعدها عن العائلة و النتيجة كانت وفاتها.

 القضية بقدر ما هي مأساة تفتح بشدة الملف الطبي في تونس هل يعقل أن يمنع مواطن تونسي من العلاج ؟ لابد من مراجعة مجلة المهنة و مراجعة القوانين ، أين قسم الطبيب ؟ ما هو الهدف الأسمى في المهنة ، هل هو الجشع المادي أم إنقاذ الأرواح البشرية ؟ إن كان هذا هو الحال في العاصمة فما هو الحال في بقية جهات البلاد ؟

والله كلنا مسؤولون على موتها وموت غيرها مرضا أو جوعا أمام الله
سيسألنا الله تعالى : بأي ذنب قتلت؟؟
يلزم تشريع قانون يفرض فرضا على المصحات الخاصة قبول المرضى وعلاجهم قبل كل شيء
يوم كان عمر يتفقد رعيته، وكان معه عبد الرحمن بن عوف، فرأيا قافلةً مقيمةً في ظاهر المدينة، فقال:
((تعال نحرسها، فبكى طفلٌ، فقال عمر لأمه: أرضعيه، فبكى ثانيةً, فقال: أرضعيه، فبكى ثالثة, فقال: يا أمة السوء أرضعيه، قالت: وما شأنك بنا إنني أفطمه، قال: ولماذا؟ قالت: لأن عمر لا يعطينا العطاء إلا بعد الفطام، فضرب عمر جبهته بيده, وقال: ويحك يا بن الخطاب! كم قتلت من أطفال المسلمين؟))
وفرض لكل طفل 100درهم تصرف له طيلة طفولته
انقاذ هذه الفتاة من الموت بالمرض أو انقاذ غيرها من الموت جوعا فرض عين على المسؤولين المباشرين يحاسبون عليه يوم القيامة وفرض كفاية علينا إن لم يقم به أحد فكلنا مسؤولون ومحاسبون عليه يوم القيامة
في كتاب الأمة حين تجثو كل أمة على ركبتيها تنتظر حسابها  كتاب فيه فروض الكفاية التي أهملتها الأمة
فالموقف موقف عصيب، موقف رعب وهَوْل وهلع بحيث لا يتمكن الناسُ من القعود على مقاعدهم فيقعدون على رُكَبهم، فإنْ اشتدَّ الهول وقفوا على أطراف أصابعهم، وهي وقفة مَنْ ينتظر الخطر 
نسأل الله السلامة اللهم سلم اللهم سلم
ربنا لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا
اللهم ارفع غضبك عنا









Haut du formulaire

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire