"بل
الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ولو ألقى معاذيره"
أقوى حجة على
الإنسان أنه يعلَم نفسه قطعاً، يعلَم ما إذا كان على حقٍ أو على باطل، يعلَم ما
إذا كان صادقاً أو كاذب، يعلَم ما إذا كان مخلصاً أو منحرفاً أو خائناً، يعلَم
كلَّ شيءٍ عن نفسه، جهتان لن تستطيع أن تكذب عليهما ولا لثانيةٍ واحدة: الله جلَّ
جلاله ونفسك، الله جلَّ جلاله متطَّلعٌ على السرائر: يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى
يعلَم جَهْرَكَ، ويعلَم سِرَّك، ويعلَم ما خفي عنك، ويحول بين المرء وقلبه، أقرب
شيء لك هو قلبك والله بينك وبين قلبك، يعلَم خائنة الأعين ولن يستطيع إنسان على
وجه الأرض أن يضبط خيانة العين.في غزوة الأحزاب أراد المنافقون أن يرجعوا بالجيش
فاستأذنوا وقالوا بيوتنا عورة فكشفهم الله :وَإِذْ قَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ
يٰأَهْلَ يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَٱرْجِعُواْ وَيَسْتَئْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ
ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن
يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً
طبيب يفحص امرأةً، مكان الألم هنا، إن اختلس نظرةً إلى مكانٍ آخر هل هناك في الأرض من يستطيع
أن يضبطه ؟ أبداً، يعلَم السِّر، يعلَم الخواطر، يعلَم الأفكار، يعلَم النوايا،
يعلَم البواطن، لذلك النيَّة لا يعلَمها إلا الله حتى الملاك لا يعلَّمها.
إنسان ذهب إلى بلد غربي وتزوج إمرأة وفي نيَّته أن يطلِّقها بعد الحصول على
أوراق الإقامة هل في الأرض كلِّها إنسان يستطيع أن يعلَم ذلك ؟ أبداً لكن الله
وحده يعلَم، أنت مكشوف أمام الله عزّ وجل،
ما دمت هكذا
ينبغي أن تكون مخلصاً، ينبغي أن تكون سريرتك كعلانيتُك، ينبغي أن يكون باطنك
كظاهرك، ينبغي أن تكون خلوتك كجلوتك، هذا الإخلاص،
وهذا الذي
قاله عليه الصلاة والسلام:تركتكم على بيضاء نقية ليلُها كنهارها لا يزيغ عنها إلا
هالك المال من أروع ما في المؤمن الوضوح، لا يوجد
عنده سر، ما في قلبه على لسانه، ما ينطق به في قلبه، لا يستحي من شيء في
حياته(أموره كلَّها شرعية) لا في بيته، ولا في علاقته بزوجته، ولا في علاقته
بأولاده، ولا ببناته، ولا بأصهاره، ولا بجيرانه، ولا بزبائنه، ولا برعيته
انظروا برامج المترشحين في الأحزاب في العالم يكذبون على الناس المؤمن لا يكذب ولا يغش، لا
يوجد عنده نقطة ضعف يضعف أمامها، لماذا المؤمن عزيز النفس ؟ لأنه مستقيم، لا يخشى
في الله لومة لائم، نقطتا الضعف الخطيرتان في الإنسان: المال والنساء، حصَّن نفسه
من النساء بالعفَّة ومن المال بالورع، لن تستطيع أن تصل إلى إنسان إلا بإحدى هاتين
النقطتين، بمالٍ أخذه حراماً، أو بعلاقةٍ مشبوهة
ا فلذلك
الإنسان أمام ربه مكشوف، فالله جلَّ جلاله لا تستطيع أبداً أن تُخْفي عليه
شيئاً.﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ﴾﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ
السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾(سورة فاطر: آية " 43 " )﴿وَمَا
ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)﴾(سورة البقرة)
ونفسك أيضاً لن تستطيع أن تخدعها، تكشفك على حقيقتك.﴿الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ
بَصِيرَةٌ هذه فيها مبالغة(شديد البصر). الإنسان له على نفسه حجة لأنه يعلَمها
حقيقة العِلم.إلا أنه أوتي ذكاءً، أوتي عقلاً يستخدمه لتغطية انحرافه هذا المنطق
التبريري، والإنسان منطقي فعندما ينحرف يبرر، يأتي بحجج واهية ليغطِّي بها
انحرافه، هذا المنطق لا قيمة له عند الله.
وَجَآءُوۤا أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ } * { قَالُواْ يَٰأَبَانَآ إِنَّا
ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ
وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ }عشاء مع ظلمة الليل حتى
لا يرى الكذب على وجوههم بل إن الله عزّ وجل حينما سَوَّى هذه النفس.﴿وَنَفْسٍ
وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا أي إنه ألهمها حينما
تفجر أنها فاجرة، وألهمها حينما تتقي أنها مُتَّقية.المؤمن لا يكذب:
هذا يتضح
أحياناً من إنسان كان تائهاً شارداً منحرفاً، فعندما تواجهه بخطئه يغلي ويأتي بحجج
ضعيفة و واهية، لكن لو أن هذا الإنسان تاب إلى الله ورجع إليه يقول لك: والله كنت أكذب.
ذات مرَّة كان رجل وسيم الصورة يُستخدم للإعلان لبعض أنواع الدخان فمات
بسرطان بالرئة بسبب الدخان، وهو على فراش الموت قال هذه الكلمة: كنت أكذب عليكم
الدُخان قتلني. فالإنسان أحياناً يكذب وكثيراً ما يكذب وربما لا يَصْدُق، وربما
يكذب كلَّما تَنَفَّس، والمؤمن لا يكذب.( يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلالِ
كُلِّهَا إِلا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ
اليهود يغشون رسول الله عند التحية والله كاشفهم:أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ
ٱلنَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِٱلإِثْمِ
وَٱلْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ
يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ وَيَقُولُونَ فِيۤ أَنفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا
ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ
فالإنسان
بصيرٌ على نفسه.﴿وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)﴾الستائر على العيوب
هذه المعاذير يُلقيها للناس ليخدعهم، ليُغَطِّي انحرافه، ليغشَّهم،
ليضللهم لكنه يعرف الحقيقة، الأنعام)﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ
(14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)﴾معاذيره في الدنيا (الله غالب ربي يقدر علي
مانيش متعمد
قال بعضهم: " تستطيع أن تكذب على الناس بعض الوقت ولكن ليس كل الوقت إمرأة عزيز
مصر : قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ
حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوۤءٍ قَالَتِ ٱمْرَأَتُ ٱلْعَزِيزِ
ٱلآنَ حَصْحَصَ ٱلْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدْتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ
ٱلصَّادِقِينَ
لأن الله
سيكشفك ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ
حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾ سورة آل عمران: آية " 179
"﴿فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ
اللَّهِ تَحْوِيلاً (43)(سورة فاطر )
لا بدَّ من أن يفرز المؤمنين إلى صادقين وإلى مقصَّرين ثم إلى منافقين، فهذا الشيء
لو الإنسان أيقن به ينخلع قلبه، لا بدَّ من أن يكشف ربنا الحقيقة، هو الحق، كل
أساليب الذكاء في الخديعة لبعض الوقت، للباطل جولةٌ ثم يَضْمَحِل، الله عزّ وجل
يكشف ؛ يكشف المنافقين، يكشف المنحرفين، وقد يرخي الحبل إلى أمد من أجل أن يأخذ
الإنسان أبعاده كلَّها فإذا وصل إليها كشف الله الحقيقة،
{ قَالَ هَلْ
عَلِمْتُمْ مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ }
* { قَالُوۤاْ أَءِنَّكَ لأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـٰذَا أَخِي
قَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَآ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ
يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ} * { قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ ٱللَّهُ
عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ }
والإنسان ينبغي أن يستحي من الله، ينبغي أن لا يجعل الله أهون الناظرين إليه، إذا
استحييت من الله ألقى عليك السِتْر(سَتَرَك)، إذا استحييت من الله حفظك، إذا
استحييت من الله ألقى عليك الهيبة، إذا استحييت من الله خدمك أعداؤك، أما حينما
ينخلع أو يُهتك السِتر الذي بينك وبين الله عندئذِ يكشف الله الستر الذي بينك وبين
الناس.وتكون الفضيحة
سيدنا الصديق(رضي الله عنه)ما قرأتُ دعاءً أكثر أدباً وتواضعاً من هذا الدعاء
مُدِح فقال: " اللهمَّ أنت أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهمَّ
اجعلني خيراً مما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون ".
هذا عن قوله
تعالى: ﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ
الخيانة
والكذب من صفات المنافقين و هي أبعد ما يكون عن المؤمنين:
اللهمَّ صلِ على سيدنا محمد في عقِب غزوة تبوك جاء المنافقون يعتذرون واحداً تلو
الآخر، استمع إليهم وقَبِلَ منهم أعذارهم ودعا لهم، فلما جاء الصادق
المُقَصِر(سيدنا كعب)
قال له:
والله لقد أوتيت جدلاً(أوتيت لساناً طليقاً)، ولو جلست إلى غيرك لخرجت من غضبه،
ولكنني جمعت أن أصدقك يا رسول الله، إني إن صَدَقتك لعلَّ الله يغفر لي، وإني إن
كَذَبْتُ عليك يوشك الله أن يفضحني(انظر إلى التوحيد) صدقه وقال له: حينما دعوتنا
إلى الذهاب إلى هذه الموقعة ليس عندي عذرٌ إطلاقاً، تخلَّفت بلا سبب، فالنبي قال
كلمة قصيرة لكنها بليغة: أما هذا فقد صدق
(سمع لثمانين
شخصاً قبله)ولا يوجد شيء يرفعك كالصدق، ولا يوجد شيء يصغرك كالكذب، والمؤمن لا
يكذب، المؤمن قد يخطئ كثيراً لكنه لا يكذب ولا يخون.
ـ في طريقة تعامل بعض من الناس مع النصوص الشرعية!
فلربما بلغ
بعضَ الناس نصٌ واضح محكمٌ، لم يختلف العلماء في دلالته على إيجاب أو تحريم، أو
تكون نفسه اطمأنت إلى حكمٍ ما، ومع هذا تجد البعض يقع في نفسه حرجٌ! ويحاول أن يجد
مدفعاً لهذا النص أو ذاك لأنه لم يوافق هواه!
يقول
ابن القيم رحمه الله: "فسبحان الله! كم من حزازة في نفوس كثير من الناس من كثير من النصوص
وبودهم أن لو لم ترد؟ وكم من حرارة في أكبادهم منها، وكم من شجى في حلوقهم منها
ومن موردها؟ "
ولا ينفع الإنسان أن يحاول دفع النصوص في صدره فالإنسان على نفسه بصيرة، وشأن
المؤمن أن يكون كما قال ربنا تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى
يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ
حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65].
أن من أكبر
ثمرات البصيرة بالنفس، أن يوفق الإنسان إلى الاعتراف بالذنب، والخطأ،
وهذا مقام الأنبياء والصديقين والصالحين، وتأمل في قول أبوينا ـ حين أكلا من
الشجرة ـ: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا
وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف: 23]}،ثم من بعدهما نوح،
وموسى،في سلسلة متتابعة كان من آخرها: ما أثبته القرآن عن الذين اعترفوا بذنوبهم
فسلموا وتيب عليهم، قال تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا
عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 102]
أسأل
الله تعالى أن يبصرنا بعيوبنا، وأن يقينا شحها.
أما يوم القيامة:يصبح الانسان بصيرة
على نفسه بنفسه تعرض الأعمال ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ
وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
(65)﴾سورة يس)
يوم تشهد
عليهم جلودهم.﴿وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا
أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ
مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(21)﴾(سورة فصلت)
جلد الإنسان،
جلد أعضائه التي مارس بها المعصية تنطق عليه يوم القيامة وتشهد عليه، إنك لن
تستطيع أن تكذب على الله، لن تستطيع أن تكذب على نفسك:﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى
نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14)
إضراب انتقالي ، وهو للترقي من مضمون ( ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر )
إلى الإخبار بأن الكافر يعلم ما فعله لأنهم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم
بما كانوا يعملون ، إذ هو قرأ كتاب أعماله فقال ( يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر
ما حسابيه ) ، وقالوا ( ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها
ووجدوا ما عملوا حاضرا ) .
وقال تعالى ( اقرأ كتابك كفى بنفسك
اليوم عليك حسيبا ) .
والكافر
يقول: * { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ
بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَٰبِيَهْ } * { وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ } * { يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ } * { مَآ أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ * هَّلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ *
وَلَوْ أَلْقَى
مَعَاذِيرَهُ :في الآخرة : رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ) ومنها قولهم (
ما جاءنا من بشير ) وقولهم ( هؤلاء أضلونا ) ونحو ذلك من المعاذير الكاذبة . حتى
يوم القيامة يقول المشركون:﴿قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ
قال: ﴿انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا
يَفْتَرُونَ
كذلك يسألون الرجعة عند معاينة العذاب يوم القيامة كما قال تعالى: وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ
فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ
دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ
مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ [إبراهيم:44] الآيات.
وَلَوْ تَرَى
إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا
وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ [السجدة:12] الآيات،
وكذلك يسألون الرجعة وهم في غمرات الجحيم وعذابها الأليم
كما قال تعالى: وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا
نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا
يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ [فاطر:37] الآيات، وقال
تعالى: قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا
اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ
إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ
المؤمن يقول : { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقْرَءُواْ
كِتَـٰبيَهْ }
* { إِنِّي
ظَنَنتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ } * { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } * { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ }
* { قُطُوفُهَا
دَانِيَةٌ }
* { كُلُواْ
وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِي ٱلأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ
جزاء المؤمن الصادق:
{ وَٱلسَّابِقُونَ ٱلسَّابِقُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ } * { فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ }
{ ثُلَّةٌ مِّنَ
ٱلأَوَّلِينَ }
* { وَقَلِيلٌ
مِّنَ ٱلآخِرِينَ }
* { عَلَىٰ سُرُرٍ
مَّوْضُونَةٍ }
* { مُّتَّكِئِينَ
عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ }
يَطُوفُ
عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ } * { بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ } * { لاَّ يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلاَ يُنزِفُونَ } * { وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ } * { وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ } * { وَحُورٌ عِينٌ }
* { كَأَمْثَالِ
ٱللُّؤْلُؤِ ٱلْمَكْنُونِ }
* { جَزَآءً بِمَا
كَانُواْ يَعْمَلُونَ }
* { لاَ
يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً } * { إِلاَّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً }
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire