vendredi 29 janvier 2016

بل الانسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره


"بل الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ولو ألقى معاذيره"
أقوى حجة على الإنسان أنه يعلَم نفسه قطعاً، يعلَم ما إذا كان على حقٍ أو على باطل، يعلَم ما إذا كان صادقاً أو كاذب، يعلَم ما إذا كان مخلصاً أو منحرفاً أو خائناً، يعلَم كلَّ شيءٍ عن نفسه، جهتان لن تستطيع أن تكذب عليهما ولا لثانيةٍ واحدة: الله جلَّ جلاله ونفسك، الله جلَّ جلاله متطَّلعٌ على السرائر: يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى يعلَم جَهْرَكَ، ويعلَم سِرَّك، ويعلَم ما خفي عنك، ويحول بين المرء وقلبه، أقرب شيء لك هو قلبك والله بينك وبين قلبك، يعلَم خائنة الأعين ولن يستطيع إنسان على وجه الأرض أن يضبط خيانة العين.في غزوة الأحزاب أراد المنافقون أن يرجعوا بالجيش فاستأذنوا وقالوا بيوتنا عورة فكشفهم الله :وَإِذْ قَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ يٰأَهْلَ يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَٱرْجِعُواْ وَيَسْتَئْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ ٱلنَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً

طبيب يفحص امرأةً، مكان الألم هنا، إن اختلس نظرةً إلى مكانٍ آخر هل هناك في الأرض من يستطيع أن يضبطه ؟ أبداً، يعلَم السِّر، يعلَم الخواطر، يعلَم الأفكار، يعلَم النوايا، يعلَم البواطن، لذلك النيَّة لا يعلَمها إلا الله حتى الملاك لا يعلَّمها.

إنسان ذهب إلى بلد غربي وتزوج إمرأة وفي نيَّته أن يطلِّقها بعد الحصول على أوراق الإقامة هل في الأرض كلِّها إنسان يستطيع أن يعلَم ذلك ؟ أبداً لكن الله وحده يعلَم، أنت مكشوف أمام الله عزّ وجل،

ما دمت هكذا ينبغي أن تكون مخلصاً، ينبغي أن تكون سريرتك كعلانيتُك، ينبغي أن يكون باطنك كظاهرك، ينبغي أن تكون خلوتك كجلوتك، هذا الإخلاص،

وهذا الذي قاله عليه الصلاة والسلام:تركتكم على بيضاء نقية ليلُها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك المال من أروع ما في المؤمن الوضوح، لا يوجد عنده سر، ما في قلبه على لسانه، ما ينطق به في قلبه، لا يستحي من شيء في حياته(أموره كلَّها شرعية) لا في بيته، ولا في علاقته بزوجته، ولا في علاقته بأولاده، ولا ببناته، ولا بأصهاره، ولا بجيرانه، ولا بزبائنه، ولا برعيته

انظروا برامج المترشحين في الأحزاب في العالم يكذبون على الناس المؤمن لا يكذب ولا يغش، لا يوجد عنده نقطة ضعف يضعف أمامها، لماذا المؤمن عزيز النفس ؟ لأنه مستقيم، لا يخشى في الله لومة لائم، نقطتا الضعف الخطيرتان في الإنسان: المال والنساء، حصَّن نفسه من النساء بالعفَّة ومن المال بالورع، لن تستطيع أن تصل إلى إنسان إلا بإحدى هاتين النقطتين، بمالٍ أخذه حراماً، أو بعلاقةٍ مشبوهة

ا فلذلك الإنسان أمام ربه مكشوف، فالله جلَّ جلاله لا تستطيع أبداً أن تُخْفي عليه شيئاً.﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ﴾﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾(سورة فاطر: آية " 43 " )﴿وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)﴾(سورة البقرة)
ونفسك أيضاً لن تستطيع أن تخدعها، تكشفك على حقيقتك.﴿الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ هذه فيها مبالغة(شديد البصر). الإنسان له على نفسه حجة لأنه يعلَمها حقيقة العِلم.إلا أنه أوتي ذكاءً، أوتي عقلاً يستخدمه لتغطية انحرافه هذا المنطق التبريري، والإنسان منطقي فعندما ينحرف يبرر، يأتي بحجج واهية ليغطِّي بها انحرافه، هذا المنطق لا قيمة له عند الله.

وَجَآءُوۤا أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ } * { قَالُواْ يَٰأَبَانَآ إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ }عشاء مع ظلمة الليل حتى لا يرى الكذب على وجوههم بل إن الله عزّ وجل حينما سَوَّى هذه النفس.﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا أي إنه ألهمها حينما تفجر أنها فاجرة، وألهمها حينما تتقي أنها مُتَّقية.المؤمن لا يكذب:

هذا يتضح أحياناً من إنسان كان تائهاً شارداً منحرفاً، فعندما تواجهه بخطئه يغلي ويأتي بحجج ضعيفة و واهية، لكن لو أن هذا الإنسان تاب إلى الله ورجع إليه يقول لك: والله كنت أكذب.

ذات مرَّة كان رجل وسيم الصورة يُستخدم للإعلان لبعض أنواع الدخان فمات بسرطان بالرئة بسبب الدخان، وهو على فراش الموت قال هذه الكلمة: كنت أكذب عليكم الدُخان قتلني. فالإنسان أحياناً يكذب وكثيراً ما يكذب وربما لا يَصْدُق، وربما يكذب كلَّما تَنَفَّس، والمؤمن لا يكذب.( يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلالِ كُلِّهَا إِلا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ

اليهود يغشون رسول الله عند التحية والله كاشفهم:أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ نُهُواْ عَنِ ٱلنَّجْوَىٰ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ ٱلرَّسُولِ وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ وَيَقُولُونَ فِيۤ أَنفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا ٱللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ

فالإنسان بصيرٌ على نفسه.﴿وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)﴾الستائر على العيوب
هذه المعاذير يُلقيها للناس ليخدعهم، ليُغَطِّي انحرافه، ليغشَّهم، ليضللهم لكنه يعرف الحقيقة، الأنعام)﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)﴾معاذيره في الدنيا (الله غالب ربي يقدر علي مانيش متعمد

قال بعضهم: " تستطيع أن تكذب على الناس بعض الوقت ولكن ليس كل الوقت إمرأة عزيز مصر : قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوۤءٍ قَالَتِ ٱمْرَأَتُ ٱلْعَزِيزِ ٱلآنَ حَصْحَصَ ٱلْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدْتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ ٱلصَّادِقِينَ

لأن الله سيكشفك ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ﴾ سورة آل عمران: آية " 179 "﴿فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً (43)(سورة فاطر )

لا بدَّ من أن يفرز المؤمنين إلى صادقين وإلى مقصَّرين ثم إلى منافقين، فهذا الشيء لو الإنسان أيقن به ينخلع قلبه، لا بدَّ من أن يكشف ربنا الحقيقة، هو الحق، كل أساليب الذكاء في الخديعة لبعض الوقت، للباطل جولةٌ ثم يَضْمَحِل، الله عزّ وجل يكشف ؛ يكشف المنافقين، يكشف المنحرفين، وقد يرخي الحبل إلى أمد من أجل أن يأخذ الإنسان أبعاده كلَّها فإذا وصل إليها كشف الله الحقيقة،

 { قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ } * { قَالُوۤاْ أَءِنَّكَ لأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـٰذَا أَخِي قَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَآ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ} * { قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ }

والإنسان ينبغي أن يستحي من الله، ينبغي أن لا يجعل الله أهون الناظرين إليه، إذا استحييت من الله ألقى عليك السِتْر(سَتَرَك)، إذا استحييت من الله حفظك، إذا استحييت من الله ألقى عليك الهيبة، إذا استحييت من الله خدمك أعداؤك، أما حينما ينخلع أو يُهتك السِتر الذي بينك وبين الله عندئذِ يكشف الله الستر الذي بينك وبين الناس.وتكون الفضيحة

سيدنا الصديق(رضي الله عنه)ما قرأتُ دعاءً أكثر أدباً وتواضعاً من هذا الدعاء مُدِح فقال: " اللهمَّ أنت أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهمَّ اجعلني خيراً مما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون ".
هذا عن قوله تعالى: ﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ  وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ
الخيانة والكذب من صفات المنافقين و هي أبعد ما يكون عن المؤمنين:
اللهمَّ صلِ على سيدنا محمد في عقِب غزوة تبوك جاء المنافقون يعتذرون واحداً تلو الآخر، استمع إليهم وقَبِلَ منهم أعذارهم ودعا لهم، فلما جاء الصادق المُقَصِر(سيدنا كعب)
قال له: والله لقد أوتيت جدلاً(أوتيت لساناً طليقاً)، ولو جلست إلى غيرك لخرجت من غضبه، ولكنني جمعت أن أصدقك يا رسول الله، إني إن صَدَقتك لعلَّ الله يغفر لي، وإني إن كَذَبْتُ عليك يوشك الله أن يفضحني(انظر إلى التوحيد) صدقه وقال له: حينما دعوتنا إلى الذهاب إلى هذه الموقعة ليس عندي عذرٌ إطلاقاً، تخلَّفت بلا سبب، فالنبي قال كلمة قصيرة لكنها بليغة: أما هذا فقد صدق

(سمع لثمانين شخصاً قبله)ولا يوجد شيء يرفعك كالصدق، ولا يوجد شيء يصغرك كالكذب، والمؤمن لا يكذب، المؤمن قد يخطئ كثيراً لكنه لا يكذب ولا يخون.
ـ في طريقة تعامل بعض من الناس مع النصوص الشرعية!
فلربما بلغ بعضَ الناس نصٌ واضح محكمٌ، لم يختلف العلماء في دلالته على إيجاب أو تحريم، أو تكون نفسه اطمأنت إلى حكمٍ ما، ومع هذا تجد البعض يقع في نفسه حرجٌ! ويحاول أن يجد مدفعاً لهذا النص أو ذاك لأنه لم يوافق هواه!

يقول ابن القيم رحمه الله: "فسبحان الله! كم من حزازة في نفوس كثير من الناس من كثير من النصوص وبودهم أن لو لم ترد؟ وكم من حرارة في أكبادهم منها، وكم من شجى في حلوقهم منها ومن موردها؟ "
ولا ينفع الإنسان أن يحاول دفع النصوص في صدره فالإنسان على نفسه بصيرة، وشأن المؤمن أن يكون كما قال ربنا تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65].
أن من أكبر ثمرات البصيرة بالنفس، أن يوفق الإنسان إلى الاعتراف بالذنب، والخطأ،
وهذا مقام الأنبياء والصديقين والصالحين، وتأمل في قول أبوينا ـ حين أكلا من الشجرة ـ: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف: 23]}،ثم من بعدهما نوح، وموسى،في سلسلة متتابعة كان من آخرها: ما أثبته القرآن عن الذين اعترفوا بذنوبهم فسلموا وتيب عليهم، قال تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 102]
أسأل الله تعالى أن يبصرنا بعيوبنا، وأن يقينا شحها.
أما  يوم القيامة:يصبح الانسان بصيرة على نفسه بنفسه تعرض الأعمال ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65)﴾سورة يس)

يوم تشهد عليهم جلودهم.﴿وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ(21)﴾(سورة فصلت)
جلد الإنسان، جلد أعضائه التي مارس بها المعصية تنطق عليه يوم القيامة وتشهد عليه، إنك لن تستطيع أن تكذب على الله، لن تستطيع أن تكذب على نفسك:﴿بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14)

إضراب انتقالي ، وهو للترقي من مضمون ( ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر ) إلى الإخبار بأن الكافر يعلم ما فعله لأنهم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ، إذ هو قرأ كتاب أعماله فقال ( يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه ) ، وقالوا ( ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ) .

وقال تعالى ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) .
وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ :في الآخرة : رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت ) ومنها قولهم ( ما جاءنا من بشير ) وقولهم ( هؤلاء أضلونا ) ونحو ذلك من المعاذير الكاذبة . حتى يوم القيامة يقول المشركون:﴿قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ قال: ﴿انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ

كذلك يسألون الرجعة عند معاينة العذاب يوم القيامة كما قال تعالىوَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ [إبراهيم:44الآيات.
وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ [السجدة:12الآيات، وكذلك يسألون الرجعة وهم في غمرات الجحيم وعذابها الأليم
 كما قال تعالىوَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ [فاطر:37الآيات، وقال تعالىقَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ
جزاء المؤمن الصادق:


jeudi 7 janvier 2016

خطبة الجمعة 8جانفي 2016 تفسير الآية الكريمة : ايحسب الانسان أن لن نجمع عظامه؟؟؟


خطبة الجمعة 8جانفي 2016 تفسير الآية الكريمة : ايحسب الانسان أن لن نجمع عظامه؟؟؟
أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَىٰ قَادِرِينَ عَلَىٰ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ
قال القرطبي : نزلت في عدي بن ربيعة قال للنبيء صلى الله عليه وسلم يا محمد حدِّثْني عن يوم القيامة فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عدي : لو عاينتُ ذلك اليوم لم أصدقْك أوَ يجمع الله العظام . فنزلت هذه الآية ،
من يُحيي العظام وهي رميم } [ يس : 78 ] { أإذا كنا عظاماً ورفاتاً إنا لمبعوثون } [ الإسراء : 49 ] { أإذَا كنا عظاماً نخرة } [ النازعات : 11 ] فهم احتجوا باستحالة قبول العظام للإِعادة بعد البِلى
ذكر العظام لأنها مايبقى من الانسان بعد موته مدة طويلة ثم تنذثر وتصبح رميما وهي 206 قطعة وزنها من 4الى 6 كغ عند الرجال ومن 3الى 4كغ عند النساء أكبرها عظم الفخذ وأصغرها عظم في الأذن يتحرك ليعطي الصوت وهي الهيكل الذي يحمل الجسم وترتبط به العضلات ويحمي الأعضاء الهامة كالقلب والرئتين والمخ داخله
أَوْ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِـي هَـٰذِهِ ٱللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَٱنْظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَٱنْظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَٱنْظُرْ إِلَى ٱلعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير
قال الله عز وجل:
﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا ﴾
قال المفسرون: إنه سيدنا عزير أحد أنبياء بني إسرائيل، مرّ على قرية، وقالوا: هي القدس، وهي خاوية على عروشها، دمرت هذه المدينة وهجرها أهلها، ولم يبق منها إلا الهياكل، أنقاض، فقال سيدنا عزير:
﴿ قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾قرية مهدمة، أنقاض، بيوت متداعية، كيف يُعاد بناءُ هذه القرية؟ فقال الله عز وجل:﴿ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ﴾قالوا: إنه مات بعد شروق الشمس، وبُعِثَ قُبيل غروبها..﴿ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ﴾تصور أنه نام بعد الشمس، واستيقظ قبل غروب الشمس..﴿ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ﴾قال: لبثت يوماً، فلما رأى الشمس لم تغب بعدُ، قال: أو بعض يوم، وقد لبث مئة عام.قال الله له:﴿ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ﴾طعامك الذي كان في حوزتك، وشرابك الذي كان في حوزتك هو هو؛ طازجٌ بخضرته، وزهوته، وطراوته، وكل صفاته التي تركته عليها.﴿ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ ﴾حمارهُ كومةٌ من العظام..﴿ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ ﴾عظام الحمار..﴿ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً ﴾
هذه العظام تجمَّعتْ، وتشكَّلتْ، وتراكبت فكانت هيكلاً كاملاً، ثم جاء اللحم فكساها، وجاء الجلد فكسا هذه العضلات، وهذه آية من آيات الدالة على عظمته.
أخواننا الكرام؛ في تفسير هذه الآية لا بد من توضيح، هذا الكون كون مُعْجِز بوضعه الراهن، وفق قوانينه، وفق سننه، وفق معطياته، كون معجز، وهو يدل على الله عز وجل دلالة ما بعدها دلالة، ولكن لحكمة أرادها الله عز وجل جَعلَ بعض آياته في خرق هذه القوانين، هذا الكون من دون أن تخرق قوانينه معجزة، هذا الكون في وضعه الراهن معجزة، وإذا خرقت قوانينه معجزة،لأنّ الإنسانَ لم يألفه، لكنه يقبل عقلاً، لأن الذي خلق هذه القوانين هو الله، والذي قنَّنها هو الله، والله عز وجل في أيّة لحظةِ يعدِّلها أو يبدِّلها أو يغيِّرها..هذا ماء، قوامه سائل، هذه الطاولة صلبة، قوامها صلب، هذا الهواء الذي نتنفسه غاز قوامه مرن، أي أنه يتشكل في أي مكان، حجمه متغير، كتلته متغيرة، لكن لو شاء الله أن يجعل هذه الطاولة هواءً لكان، لأنه على كل شيء قدير، ولو شاء الله أن يجعل هذا الماء بخاراً لكان، نحن بالتبريد نستطيع أنْ نجعله صلباً، وبالغليان نجعله بخاراً، هذا أكبر مثَل، فتحوُّلُ المواد من طبيعة إلى طبيعة قضيةٌ عند الله، كن فيكون بل إن من أغرب ما قرأته في الفيزياء أنّ بعض العناصر يكون قوامه صلباً، والعنصر الذي يليه في الترتيب البنائي يكون قوامه غازاً، كل عنصر له نواة وألكترون يدور حولها، 2ألكترون يتحول عنصر ثانٍ، ثلاث ألكترون عنصر ثالث، رتبت العناصر في الأرض أكثر من مئة عنصر، بالتسلسل؛ الكترون، اثنين، ثلاثة، بين عنصرين متناقضين أحدهما غاز والثاني صلب، إلكترون واحد ( + أو - ) يقلبه من غازٍ إلى صلب، كلمة كن فيكون، فعندما ضرب سيدنا موسى عليه السلام البحر أصبح طريقاً يبساً، كن فيكون، سائل، أعطاه الله أمراً: كن صلباً فكان.
المعجزة مقبولة عقلاً، لأن الذي غيّر القانون هو خالقه، الذي غيّر هذا القانون هو الذي قننه، الذي غير هذه السنة هو الذي سنها، ولكنّ المعجزة غير مألوفة عادةً، البحر بحر، والطريق طريق، وبعض الناس حينما ينكرون بعض المعجزات ينكرونها بفعل العادة، فما ألِف الناس أن النار لا تحرق، ولكن الله عز وجل حينما ألقي إبراهيم في النار:﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾وقد وقف العلماء عند هذه الآية:﴿ يَا نَارُ كُونِي بَرْداً ﴾لو قال الله عز وجل: يا نار كوني برداً فقط، لمات إبراهيم من البرد، لكنه قال:﴿ يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلامَاً﴾
لو اكتفى الله عز وجل بأنه قال: كوني برداً وسلاماً، ولم يقل على إبراهيم، لبطل مفعول النار إلى يوم القيامة، لكن:
﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾فقط.
إذاً الله عز وجل قادر أن يجمع هذه العظام، وأن يجعلها متراكبة، وأن يجعلها هيكلاً، ثم يكسوها لحماً، ويكسوها جلداً، ويعود الحمار حياً كما كان، لكنْ هذا ممّا لم يألفه الناسُ، إذاً هو معجزة أجراها الله على يد بعض أنبيائه لتكون أداة تأييدٍ لهؤلاء الأنبياء..
﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ﴾
طبعاً هذا يذكِّرنا أن الإنسان يوم القيامة حينما يستحق النار يُسأَل: كم لبثت في الأرض عدد سنين؟ ماذا يقول؟ لبثت يوماً أو بعض يوم، من أجل يوم أو بعض يوم يستحق الإنسانُ النارَ إلى أبد الآبدين؟! من أجل أيام تمضي! الإنسانُ زمن، إنسان عاش كذا سنة، ثم توفاه الله عز وجل، وصار خبراً، كان رجلاً فصار خبراً، كان شخصاً فصار رقماً، كان ملء السمع والبصر فصار تحت التراب، كان فوق التراب يهابه الناس فأصبح تحت أطباق الثرى، كان إذا نظر نظرةً خاف الناس، إذا هو الآن مسجىً في النعش، هكذا.
الكون وحده معجزةً بكل ما في هذه الكلمة من معنى :
قال تعالى:﴿ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ﴾أي لم يفسد، على ما هو عليه، طعام مضى عليه مئة عام هو هو، طازج، بلونٍ زاهٍ، طريٌ..
﴿ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ ﴾من آيات الله الدالة على عظمته، طبعاً حماره رآه كومة من العظام..﴿ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ﴾أي نركبها بعضها فوق بعضٍ..﴿ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾لكن الإنسان إذا ضعف إدراكه احتاج إلى خرقٍ للعادات، أما إذا كان مفكراً يقظاً، كفاه الكون معجزة، وقد ورد في الأثر: " أنْ حسبكم الكون معجزة "، الكون وحده معجزةً بكل ما في هذه الكلمة من معنى.
اثم يقول الله عز وجل:
﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى ﴾
الحقيقة سيدنا إبراهيم عليه السلام مؤمن، ومؤمن إلى درجة اليقين، ولكن اليقين أنواع؛ نوع استدلالي، ونوع شهودي، أنت إنْ رأيتَ دخاناً وراء جدار، تقول: لا دخان بلا نار، أنت متأَكِّدٌ من وجود النار خلف الجدار، هذا يقين استدلالي، فإذا وقفت في الطرف الآخر من الجدار، ورأيت النار بعينك، هذا يقين شهودي، فسيدنا إبراهيم متيقنٌ يقيناً استدلالياً، لكنه الآن يريد اليقين الشهودي..
﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾بعضهم تأوَّل هذه الآية: بأن هذا النبي الكريم من شدة محبّته لله، أراد أن يرى أثر فعل الله عز وجل، وكأنه تمنَّى أن يرى عظمة الله من خلال هذه الآية، وليس شاكّاً في قدرة الله، ولا في علم الله، ولا في حكمة الله، ولكنه تطلَّع إلى أن يرى أثر قدرة الله عز وجل..
﴿ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ﴾أي كي أنتقل من يقينِ الاستدلال إلى يقين المعاينة، من يقين الاستدلال إلى يقين الشهود.
مقال تعالى:قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ﴾أي قطعهن قطعاً قِطعاً..﴿ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ﴾طاووس، ودجاجة، وما إلى ذلك، أربعة أنواع من الطيور، قطعها قطعاً قطعاً، وجعل على كل قمة جبل بعض هذه القطع، قال:﴿ ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾فلما دعاهن، تراكبت هذه الأعضاء، والتحم بعضها ببعض، وسرن إليه خاضعين لأمر الله عز وجل. مرة ثانية هذه المعجزات وقعت مرة واحدة، ولن تقع مرة ثانية، شبَّهها بعض علماء التوحيد كعود الثقاب تألق مرة واحدة ثم انطفأ، فأصبح خبراً يصدقه مَن يصدقه، ويكذّبه مَن يكذّبه، ولكن أي مؤمن يقرأ كلام الله عز وجل يؤمنُ إيماناً راسخاً أن هذا الخرق قد وقع، وهناك مَن يكذِّب بهذا لأنه ما عرف الله عز وجل، وأنّ أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، رأى أن هذا غير مألوف عادةً فأنكره، ولكن الشيء الذي كرمنا الله به هو: أن معجزة النبي عليه الصلاة والسلام معجزةٌ مستمرةٌ إلى يوم القيامة، فهذا الكتاب بين أيدينا، فيه آيات كثيرة لا يمكن أن تفسَّر إلا بحالةٍ واحدة؛ أنها آيات من عند الله.
الشيخ علي الطنطاوي ( رحمه الله)
يقول:
-------------------------------
عند موتك لا تقلق….
لا تقلق ولا تهتم بجسدك البالي
فالمسلمون سيقومون باللازم :
يجردونك من ملابسك
يغسلونك….
يكفنونك…..
ويخرجونك من بيتك إلى مسكنك الجديد ؟؟ ( القبر ) !!
وسيأتي الكثيرون لتشييع جنازتك بل سيلغي الكثير منهم أعماله لأجل دفنك ، وقد يكون الكثير منهم لم يفكر في نصيحتك يوماً….
أغراضك سيتم التخلص منها :
(مفاتيحك ،كتبك، حقيبتك، أحذيتك ،ملابسك)
وإن كان أهلك موفقين فسوف يتصدقون بها لتنفعك
وتأكد بأن:الدنيا لن تحزن عليك!! ولا العالم
واﻻقتصاد سيستمر!
ووظيفتك سيأتي غيرك ليقوم بها …
وأموالك ستذهب حلالاً للورثة !!
بينما أنت الذي ستحاسب عن
النقير والقطمير !!!
الحزن عليك سيكون ثلاثة أنواع :
1-الناس الذين يعرفونك سطحياً سيقولون مسكين !!!
2-أصدقاؤك سيحزنون ساعات أو أياماً ثم يعودون إلى سوالفهم وضحكهم !!
3-الحزن العميق في البيت!! أهلك أسبوع أسبوعين شهر شهرين أو حتى سنة …. ؟؟
ومن ثم سيضعونك في أرشيف الذكريات !!
وهكذا ” انتهت قصتك بين الناس ”
وبدأت قصتك مع الحقيقة وهي الآخرة !!
لقد زال عنك المجد والمال والصحة والولد
لقد فارقت الدور والقصور والزوجة ؟؟
وبدأت الحياة الحقيقية….
والسؤال هنا :ماذا أعددت لقبرك وآخرتك؟
هذه حقيقة تحتاج الى تأمل ؟؟؟؟؟
احرص على :
الفروض …
النوافل …
صدقة السر …
خبيئة عمل صالح …
صلاة الليل ..
لعلك تنجو !!!!!!