jeudi 7 août 2014

شروط النصر في الاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
شروط النصر للمسلمين
 الحمد لله نحمده، ونستعين به ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل لـه، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغـاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسـلم رسول اللـه سـيد الخلق والبشر مـا اتصلت عين بنظر، أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، وعلى ذريته ومن والاه ومن تبعه إلى يوم الدين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
 أيها الأخوة،وانتصرت غزة على الصهاينة على الظلم على القهر على الاستبداد على الخيانة وتحقق وعد الله :إن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم تحقق على الأرض وأمام عيون العالم مصداق قوله تعالى :  كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ
 موضوع النصر من أقرب الموضوعات إلى المسلمين اليوم أين النصر؟ هل له أسباب؟ بيد من؟ هل له شروط؟ ما هي هذه الشروط؟ إن كان له أسباب ما هي أسبابه؟

 أيها الأخوة الكرام: هذا محور خطبة اليوم، لا شك أنكم تسمعون، وترون أن الكفار والمشركين والمجرمين والمعتدين والطغاة والإباحيين هم في أعلى درجات القوة، ما من شيء محرم عندهم، كل شيء مباح لهم، حتى درجات من الانحطاط قد لا يتصورها الإنسان، يعيشون للذاتهم، ومصالحهم، ومستعدون أن يضحوا بثلثي سكان الأرض من أجل مستوى معيشتهم، مستعدون أن يرتكبوا أقبح الجرائم من أجل دخلهم، مستعدون أن يفعلوا أشنع الأعمال من أجل بقائهم وهم أقوياء، ويفرضون إرادتهم على الشعوب كلها وهذا واقع، وسامحونا لقول الحقيقة المرة: يفرضون إرادتهم وثقافتهم وأنماط حياتهم وإباحيتهم وعولمتهم، وليتهم اكتفوا أن ينتصروا بالقوة المسلحة، أرادوا أن يغيروا المناهج، وأن نغير ثقافتنا، تجاهلوا ديننا وثقافتنا، وصلوا إلى نبينا صلى الله عليه وسلم.
 أيها الأخوة الكرام، هذه المفارقة الحادة جداً نحن معنا وحي السماء، وكتاب الله وسنة نبيه، وشباب خشّع، وشيوخ ركّع، وأطفال رضّع، وبهائم رتّع، ومع ذلك أمرنا ليس بأيدينا، والمستقبل مظلم.
﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾
تخلي الله عن المسلمين لعدم التزامهم بأمره :
 أيها الأخوة الكرام، هذه المفارقة الحادة كيف تفسرونها؟ كيف تفسر أمة معها كتاب الله ومعها سنة رسول الله ومع ذلك ليس أمرها بيدها ولأعدائها ألف سبيل وسبيل؟ وكيف تفسر أمة لا تعرف عن القيم شيئاً ولا عن العدل ولا عن الذوق شيئاً ومع ذلك تفرض كل ما تريد على كل شعوب الأرض؟ لعل الساعة قد اقتربت.
أيها الأخوة: أنا لا أضيف إلى ثقافتكم شيئاً بهذا الكلام، لكنني أتساءل معكم كيف نفسر هذا التناقض وهذه المفارقة الحادة؟
 الحقيقة أيها الأخوة أننا محسوبون على الإسلام ولسنا مسلمين، طبعاً بأكثريتنا ولا أعمم، ولأننا لا نقيم الإسلام في بيوتنا ولا في أعمالنا ولا نأخذ به، فالله عز وجل مستحيل وألف ألف مستحيل أن ينزل نصره علينا، لكن الطرف الآخر:
﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾[ سورة الأنعام: 44]
 ما من آية تنطبق على واقع الطرف الآخر كهذه الآية:
وما من آية تنطبق علينا كقوله تعالى:﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾
وهذه الآية أيها الأخوة عميقة جداً، المسلم حينما لا يلتزم أمر الله، المسلم حينما لا يقيم أمر الله في بيته يتخلى الله عنه، فيأتي الكافر فيرى أن إنساناً يدّعي أنه على حق، ويدّعي أن معه الوحي والتنزيل وهو مسيطر عليه، ماسك بمقاتله، فماذا يتوهم الكافر؟ أنه على حق، من الذي أقنع الكافر بكفره؟ نحن المسلمون، من الذي حمل الكافر أن يتشبث بكفره؟ نحن المسلمون من الذي أغرى الكافر بكفره؟ نحن المسلمون، لأننا بتقصيرنا وعدم تطبيق منهج ربنا تخلى الله عنا، وجعلنا في قبضة أعدائنا، العدو ماذا يرى؟ أنه هو القوي، لو كنا على حق لما كنا في قبضته ولا تحت سيطرته ولما تفرقنا، اجتمعوا على كفرهم وتفرقنا على حقنا. أيها الأخوة الكرام: المشكلة هي انطباق الآية علينا.﴿رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا﴾
أين المسلمون؟ وأين مروءتهم وغيرتهم وشرفهم وورعهم؟ وأين حبهم للحق واتباعهم لمنهج نبيهم؟على المسلمين مراجعة حساباتهم و ترتيب أوراقهم :
 أيها الأخوة الكرام، يجب أن نراجع أنفسنا، ونعيد ترتيب أوراقنا، ونبحث في الأولويات، ولا يؤلم الغيور على هذا الدين إلا أن يرى المسلمين غارقين في جزئيات مرتبتها بعد المئة ألف في سلم الأولويات، وينسى هذا المسلم أن وجوده بقي في خطر، وأن دينه بقي في خطر، وأن مناهج تعليم أولاده بقيت في خطر، وأن الغرب وصل إلى غرفة نومه وإلى بيته وتسلم أولاده منه، الغرب تسلمهم منا، هو يوجههم بدءاً من سن مبكرة جداً عن طريق هذه الأفلام الكرتونية التي تشيع في الطفل الإباحية والإلحاد، دون أن نشعر ودون أن نراقب، وتفعل فعلها بشبابنا وشاباتنا، والآباء غافلون والأمهات غافلات وكادت عدوى الإباحية تنتقل إلى بلاد المسلمين، لا أقول نحن مثلهم ولكننا نقترب منهم، جرائم أخلاقية ما كنت تسمع بها في بلاد المسلمين هي الآن تزداد رقعتها في بيوتات المسلمين.
 أيها الأخوة الكرام:
أنت حينما تكون مؤمناً صادقاً، وملتزماً، وواعياً، وورعاً، ومطبقاً، ومخلصاً، ومقبلاً يأتيك نصر الله، فيكون هذا النصر حجة لك أمام خصمك، أما حينما يتخلى الله عنك، وتدعي أنت أنك على حق فيأتي الطرف الآخر ليشمت بك، وليتشبث بكفره ، وليعتقد أنه على حق وأنه على صواب.
أيها الأخوة الكرام: منهج الله عز وجل منهج موضوعي لو أخذ به الكافر لقطف ثماره في الدنيا، لذلك رحم الله من قال: إن الله ينصر الأمة الكافرة العادلة على الأمة المسلمة الظالمة! كلام صحيح، وقال أيضاً: إن الدنيا تصلح مع الكفر والعدل ولا تصلح مع الظلم.
 لذلك أيها الأخوة كملخص لهذه المقدمة المعركة بين حقين لا تكون، لأن الحق لا يتعدد، والمعركة بين الحق والباطل لا تطول لأن الله مع الحق، وهو القوة المطلقة في الكون، فإذا كانت مع جهة فهي منتصرة في أقصر وقت، أما المعركة بين باطلين فلا تنتهي إلى يوم القيامة، فيمكن أن تعرف هوية المتحاربين من هذه المقولات الثلاث: المعركة بين حقين لا تكون، وبين حق وباطل لا تطول، وبين باطلين لا تنتهي.
أنواع النصر :
1 ـ النصر الاستحقاقي :
 أيها الأخوة الكرام: بعض العلماء تحدث عن النصر الاستحقاقي:
﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ﴾[ سورة آل عمران: 123 ]
 النصر استحقاقي، كيف نستحق النصر؟ وهذا أهم شيء في هذه الخطبة، نستحقه بشرطين أو بسببين؛ الشرط الأول أن نكون مؤمنين لا على توهمنا، ولكن وفق مصطلحات القرآن والسنة، والإيمان الذي يقبله الله منا هو الإيمان الذي يحملنا على طاعة الله، الإيمان الذي يترجم إلى حركة، وإلى موقف، وعطاء ومنع، وغضب ورضا، وصلة وقطيعة، الإيمان الذي يترجم إلى مواقف وسلوك والتزام، هذا هو الإيمان الذي أراده الله، لذلك يخاطب الله المؤمنين المقصرين فيقول:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا﴾
هم مؤمنون، يا رب أنت وصفتهم بأنهم مؤمنون، إيمانهم لا ينجيهم، أليس إبليس مؤمناً؟ ألم يقل: ربي فبعزتك؟ ألم يقل: خلقتني من نار وخلقته من طين؟ ألم يقل: أنظرني إلى يوم يبعثون؟ آمن بالرب وبالعزيز وبالخالق وبالآخرة، فهل إيمانه ينجيه؟
 أيها الأخوة، النصر الاستحقاقي يحتاج إلى إيمان مقبول عند الله، منج لصاحبه، لذلك ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((من قال لا إله إلا الله بحقها دخل الجنة، قيل وما حقها؟ قال: أن تحجبه عن محارم الله)) [
 حق لا إله إلا الله أن تحجزه عن محارم الله،
والشرط الثاني أن نعد لأعدائنا القوة المتاحة، تسمعون أحياناً بطائرة تسمى B52 هذه الطائرة صنعت عام ألف وتسعمئة وستين، وهي صالحة لعام ألفين وأربعين، تطير خمساً وثلاثين ساعة من دون توقف، فيها ثمانية محركات، تستطيع أن تقصف أي مكان في الأرض وتعود لقاعدتها، أعددنا لهم أم أعدوا لنا؟ قال تعالى:﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾
والقوة جاءت نكرة لتدل على كل أنواع القوة، فقد تكون المعلومات قوة، أو الأقمار الصناعية، هذه الأقمار قد ترصد من مكان قريب من القمر إنساناً على الأرض مضطجعاً يقرأ قصة، وإلى جانبه حاجة من الحاجات، المعلومات قوة، والأقمار قوة، والاتصالات قوة، والإعداد قوة، والقيادة قوة، والجهد البشري قوة، والتنظيم قوة، والأسلحة قوة، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ ثُمَامَةَ بْنِ شُفَيٍّ أَنَّهُ سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ:
(( } وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ } أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ أَلَا إِنَّ الْقُوَّةَ الرَّمْيُ ))
كيف يفتخر بالسلاح اليوم؟ بدقة الإصابة،
فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ وَلِيُبْلِيَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاۤءً حَسَناً إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }
تعلق بي أخلص نيتك أعد ما استطعت من قوة  سأرعبهم وسأرمي عنك
 إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ فَٱضْرِبُواْ فَوْقَ ٱلأَعْنَاقِ وَٱضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ
ما استطعتم : صواريخ بسيطة صنعها الفلسطينيون ما استطعتم أدخلت الرعب في الصهاينة  وشلت حياتهم وأغلقت مدارسهم وجعلتهم يختفون في الملجئ
طائرة تجسس بسيطة تصوركل المواقع غيرت كل الحسابات
ما استطعتم من قوة : نظام الأنفاق : يبدا النفق من داخل غزة وينتهي داخل الكيان الصهيوني طوله 2كم متفق أشد الاتقان عمق أكثر من 30متر تحت الأرض
استغلت حماس جهودها وأموالها في استراجيتين : الصواريخ والأنفاق
الإعلام قوة : التوثيق عبر الفيديوات الصفحات الاجتماعية  ربحت الرأي العام
أيها الأخوة الكرام، الشرط الثاني أن نعد لهم لا أن يكون بأسنا بيننا، فيقع اختراقنا عبر التجسس والخيانة  السرية المطلقة من أسباب النجاح في الحروب (أنواع الأسلحة وما أعده أبناء غزة للحرب لم يعلم به الصهاينة رغم قوة مخابراتهم)
أن نعد جميعنا لأعدائنا، لأن المسلمين جميعاً على اختلاف مللهم ونحلهم مستهدفون، لأن هناك حرباً عالمية ثالثة مستهدفة على المسلمين، فإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام عندهم أكبر إرهابي فكل المسلمين مستهدفون.
 أيها الأخوة الكرام، النصر الاستحقاقي يحتاج لأمر يقبله الله، ولإيمان ينجي صاحبه من المعاصي والآثام، وهذا الإيمان من لوازمه التوكل، هذا الذي يتوهم أن النصر عن طريق زيد أو عبيد، أو أن تكون صديقاً لزيد أو عبيد، أو متحالفاً مع زيد أو عبيد، أو إن كانوا يغطونك حين الخطر فهذا هو الشرك بعينه، ومهما اعتززنا بغير الله أذلنا الله.
ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم
فتكون ذليلا طائعا منقادا لهم تنفذ ما يطلبونه منك عبر موت بطيء كما وقع للهنود الحمر في شمال القارة الأمريكية
 ـ النصر المبدئي :
 أيها الأخوة الكرام، شيء آخر: هناك نصر مبدئي ونصر واقعي، والنصر المبدئي متاح لنا جميعاً، يكفي أن يموت الإنسان على دين الإسلام، ويكفي أن يموت على الإيمان، ويكفي أن يكون مستقيم السلوك وذا عمل صالح، فهذا كيفما مات لو مات ظلماً وغدراً، هذا يموت على الإيمان، لأن الله سبحانه وتعالى أثنى على أصحاب الأخدود.
﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾
[ سورة البروج: 8-9]
 هم لم ينتصروا بل أحرقوا ومع ذلك أثنى الله عليهم، قال العلماء: هم المنتصرون من حيث المبدأ، والذي أحرقهم هو المنهزم من حيث المبدأ، فإن لم يتح لنا النصر الواقعي، النصر الذي يفرح به المؤمنون، النصر بالمفهوم المألوف التقليدي في الأرض، فينبغي أن ننتصر انتصاراً مبدئياً.
 أيها الأخوة الكرام، حاول قدر إمكانك أن تصلح من حولك، فإن لم تستطع فأصلح نفسك، حاول أن تصلح من حولك من أقربائك، فإن لم تستطع فاكتف ببيتك.
﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾[سورة التحريم: 6]

 أيها الأخوة الكرام، درسان بليغان من بدرس2 للهجرة  والمسلمون قلة وحنين س8للهجرة، والمسلمون كثرة
الحديث ليس عن مسلمين مقصرين عندهم المعاصي والآثام متبعثرين مشرذمين مشركين شركاً خفياً غارقين في شهواتهم ومعاصيهم وآثامهم، يقلدون الكفار في أدق حياتهم، في كل دقائق حياتهم، الحديث عن أصحاب رسول الله صفوة البشر، هم الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه، همْ هم وفيهم سيد الخلق ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾[سورة التوبة: 25]
حينما قال أحدهم  : لن نغلب من قلة فتخلى الله عنهم، فما بال المسلمين اليوم وفيهم من عقائد الشرك والانحراف في السلوك ما لا يعد ولا يحصى؟ ومع ذلك بسذاجة ما بعدها سذاجة، وبتفكير طفولي ما بعده تفكير، ينتظرون أن ينصرهم الله عز وجل بمعجزة، ويجأرون بالدعاء وليسوا مستعدين أن يغيروا من حياتهم شيئاً، ليسوا مستعدين أن يبذلوا شيئاً لهذا الدين ولهذه الأمة، هذا درس حنين، أما درس بدر حينما افتقروا إلى الله، وتوكلوا عليه، وأخذوا بالأسباب فنصرهم الله عز وجل،
 درسان آخران، درس أحد؟، لماذا لم ينتصر المسلمون في أحد؟ لأنهم عصوا، ولو أنهم انتصروا لسقطت طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يريدنا الله عز وجل أن نكون في صف واحد، وعلى قلب واحد ورأي واحد، أما في حنين فلم ينتصروا لأسباب عقائدية، هم قالوا: لن نغلب من قلة، اعتدوا بكثرتهم ولم يتوكلوا على الله، فالإنسان ينهزم إما لأسباب في اعتقاده، أو لأسباب في سلوكه، فكيف بالمسلمين اليوم وفيهم انحرافات خطيرة في اعتقاداتهم وسلوكهم؟ لذلك من السذاجة بمكان أن ينتظر المسلمون معجزة تنصرهم على أعدائهم وهم قاعدون وخاملون وكسالى وعبيد شهواتهم ومصالحهم، هؤلاء المسلمون وهذه حالهم لا يقيم الله لهم يوم القيامة وزناً، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((فَأَقُولُ أَصْحَابِي أَصْحَابِي فَقِيلَ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، قَالَ: فَأَقُولُ: بُعْدًا بُعْدًا، أَوْ قَالَ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي))
أيها الأخوة الكرام، هذه بعض النقاط المتعلقة بالنصر، والنصر هدف أكبر لكل المسلمين، ليسلكوا المنهج الصحيح، يسلكوا منهج الكتاب والسنة،
 أيها الأخوة الكرام: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم، واعلموا أن ملك الموت قد تخطانا إلى غيرنا وسيتخطى غيرنا إلينا، فلنتخذ حذرنا، الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله الأماني.
* * *
الخطبة الثانية :
 أشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صاحب الخلق العظيم، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الخلاصة : كي ينصرالله المسلمين في حروبهم وهذه شروط خاصة بهم يجب توفير الشروط التالية
1 أن تكون الحرب من أجل قضية عادلة إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم
 2   الاعتقاد الجازم أن النصر بيد الله وأن النصر لا يكون بكثرة العدد والعدة
3اخلاص النية وابتغاء رضا الله
4اعداد العدة من تخطيط وسلاح واعلام الخ ما استطعنا

إذا توفرت هذه الشروط فإن الله :1 يثبت الذين آمنوا2 يلقي في قلوب الأعداء الرعب 3 يرسل ملائكة تقاتل مع المسلمين إن لزم الأمر 4 يصوب ويسدد رمي المسلمين
النتيجة : النصر من الله
الدعاء :

 اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك ونتوب إليك، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك يا رب العالمين، اللهم بفضلك ورحمتك أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام وأعز المسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين، اللهم دمر أعداءك أعداء الدين، اللهم شتت شملهم واجعل تدميرهم في تدبيرهم، واجعل الدائرة تدور عليهم يا رب العالمين، اللهم بفضلك ورحمتك وفق ولاة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى ما تحب وترضى، اجمعهم على الحق والخير والهدى، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire