jeudi 24 avril 2014

قدرة الله المطلقة من خلال سورة الملك خطبة الجمعة 25أفريل 2014

خطبة الجمعة 25أفريل 2014
قدرة الله المطلقة من خلال سورة الملك
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعُنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة الكرام... مع الدرس الأول من سورة المُلك..﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾»قال عليه الصلاة والسلام منوِّهاً إلى فضل هذه السورة:
وددتُ أن تبارك الذي بيده الملك في قلب كل مؤمن
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
سورة الملك من قرأها في ليلةٍ فقد أكثر وأطيب
وروي عنه أيضاً أنه: من قرأها في ليلةٍ لم يضرَّه الفتَّان " أي: الشيطان ««
تبارك الذي بيده الملك : افتتحت السورة بما يدل على منتهى كمال الله تعالى افتتاحاً يؤذن بأن ما حَوتْه يحوم حول تنزيه الله تعالى عن النقص الذي افتراه المشركون لمّا نسبوا إليه شركاء في الربوبية والتصرف معه والتعطيل لبعض مراده
وفعل { تَبَاركَ } يدل على المبالغة في وفرة الخير، وهو في مقام الثناء و يفيد أن كل وفرة من الكمال ثابتة لله تعالى وهو مشتق من البَركة، وهي زيادة الخير ووفرته، وتقدمت البركة عند قوله تعالى:{ وبركات عليك
وتقدم { تَبَارَكَ } عند قوله تعالى: تبارك الله رب العالمين }في أول [الأعراف: 54].
{ تبارك الذي بيده الملك }.. فهو المالك له، المهيمن عليه، القابض على ناصيته، المتصرف فيه.. وهي حقيقة. حين تستقر في الضمير تحدد له الوجهة والمصير؛ وتخليه من الاعتماد أو الطلب من غير المالك المهيمن المتصرف في هذا الملك بلا شريك؛ كما تخليه من العبودية والعبادة لغير المالك الواحد، والسيد الفريد!
فكلمة تبارك تعني: تعاظم خيره، فربنا عزَّ وجل يبيِّن لنا أن خيره عظيم، وقدرته لا حدود لها، وأنه خلقنا ليُسعدنا، وخلقنا لجنةٍ عرضُها السماوات والأرض.
أراد أن يبين هنا شيئاً آخر.. وهو أن المُلك بيد الله، وهذه كلمةٌ لها ما وراءها.
فإذا كان الملك بيد الله فلا تخشَ أحداً إلا الله، و لا ترجو غيره، ولا تضعضع لسواه، و لا تبذل ماء وجهك أمام إنسانٍ ضعيفٍ مثلك..
﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ﴾ فهو ملِك كل شيء، من أدَقِّ الأشياء إلى أكبرها، و من أقربها إلى أبعدها، ومن أخطرها إلى أَجَلِّها، فكل شيءٍ بيده خلقاً وتصرُّفاً ومصيراً، فهو الذي خلق..
﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ «62» ﴾ سورة الزمر «
﴿ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ سورة الأعراف «
﴿مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً﴾ سورة الكهف «
﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ «55» إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ «56» ﴾
فأنت حينما تتأكَّد أن الأمر بيده وحده لا تتجه إلى سواه، ولا ترجو سواه، ولا تخاف من سواه، ولا تَعْقِدُ الأمل على غيره، ولا تتكل إلا عليه، ولا تَسعد إلا بقربه.
وفي معنى هذه الآية قوله تعالى: قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء { وهو على كل شيء قدير }.. فلا يعجزه شيء، ولا يفوته شيء، ولا يحول دون إرادته شيء، ولا يحد مشيئته شيء. يخلق ما يشاء، ويفعل ما يريد، وهو قادر على ما يريده غالب على أمره؛ لا تتعلق بإرادته حدود ولا قيود.. وهي حقيقة حين تستقر في الضمير تطلق تصوره لمشيئة الله وفعله من كل قيد فيتوقعون من قدرة الله كل شيء بلا حدود. ويكلون لقدرة الله كل شيء بلا قيود.
فالمال الذي في أيدي الناس ملك لله تعالى وحده، والدليل قوله تعالى :
﴿ وَءَاتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي ءَاتَاكُمْ ﴾
لقد سمى الله المال الذي في أيدي الناس مال الله، إلا أن الله جل جلاله تفضل على عباده باستخلافهم فيه، قال تعالى :
﴿ ء َامِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾
[سورة الحديد الآية: 7]
ومن آثار تمكنه المطلق من الملك وتصريفه له، وآثاره قدرته على كل شيء وطلاقة إرادته.. أنه خلق الموت والحياة.
فالليل مهما طال فلا بدَّ من طلوع الفجر، والعمر مهما طال فلا بدَّ من نزول القبر
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلةٍ حدباء محمول
فإذا حملت إلى القبور جنازةً فاعلم بأنك بعدها محمول
من هو العاقل ؟ العاقل هو الذي يُعِدُّ لهذه الساعة عدتها، فلا بدَّ لك من يومٍ تخرج فيه من بيتك ولا تعود إليه إطلاقاً، تخرج لكن ليس على قدميك ولكنك ستخرج محمولاً، ولا أحد مستثنى من هذا الحكم أبداً،
والموت يشمل الموت السابق على الحياة والموت اللاحق لها. والحياة تشمل الحياة الأولى والحياة الآخرة. وكلها من خلق الله كما تقرر هذه الآية، التي تنشئ هذه الحقيقة في التصور الإنساني؛ وتثير إلى جانبها اليقظة لما وراءها من قصد وابتلاء. فليست المسألة مصادفة بلا تدبير إنما هو الابتلاء لإظهار سلوك الناس على الأرض، واستحقاقهم للجزاء على العمل: { ليبلوكم أيكم أحسن عملاً }.. واستقرار هذه الحقيقة في الضمير يدعه أبداً يقظاً حذراً متلفتاً واعياً للصغيرة والكبيرة في النية المستسرة والعمل الظاهر. ولا يدعه يغفل أو يلهو
لماذا قدم الله عز وجل الموت على الحياة ؟؟
1 - قال بعض العلماء: ربنا جلَّ جلاله قدم الموت على الحياة، لأن الموت من أوضح مظاهر القهر، فسبحان من قهر عباده بالموت، فالإنسان يكبر ويكبر، و لكن لا بدَّ من ساعةٍ يغادر فيها الدنيا، لأن مظهر القهر في الموت أَشَد، الإنسان يُقْهَرُ بالموت، والموت من نعم الله الكبرى، و الموت أحياناً يكون ستراً للإنسان ونعمةً له، لكن دعاء النبي كان:اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي»«من صحيح البخاري: فالإنسان يفوِّض أمره إلى الله، لكن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:»« خيركم من طال عمره وحسن عمله»« فقد أثنى النبي على إنسانٍ عاش حياةً مديدةً بعملٍ صالحٍ كبير، فأول معنى: أنه قدَّم الموت على الحياة لأن في الموت قهراً للإنسان، فالحياة لا يوجد فيها قهر، فإذا ولد طفل فليس هناك قهر، بل إنه يكون قد أقبل على الدنيا، أما في الموت فيخسر فيه الإنسان الذي جَمَّعُه في عمرٍ مديد يخسره في ثانيةٍ واحدة، ثم لا يملك بعدها شيئاً، ولا حتى سِنَّه الذي صنع من الذهب ولا قطعة من أساس بيته ولا مقتنياته كلها تؤخذ منه، يقال لك: الحي أفضل، ثم يذهب إلى القبر بلا شيء، و يُخَلِّفُ ماله وراءه.
2 - وقد قدَّم الموت على الحياة لأن الإنسان إذا عاش أمامه خيارات كثيرة، أما حينما يموت» فوالذي نفس محمدٍ بيده ما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار
صار لديه خيار صعب، إما نجاةٌ وإما هلاك، هذا المعنى الثاني.
3 - المعنى الثالث: قال عليه الصلاة والسلام: إن الله تعالى أذل بني آدم بالموت، وجعل الدنيا دار حياةٍ ثم دار موت، وجعل الآخرة دار جزاءٍ ثم دار بقاء
حياة وموت، جزاء وبقاء، لذلك ورد أن:
اعمل لدنياك بقدر بقائك فيها، واعمل لآخرتك بقدر مُقامك فيها، واتقِ النار بقدر صبرك عليها، واعمل لله بقدر حاجتك إليه
ماهو الموت ؟؟ أيها الإخوة الكرام... الموت ليس عدماً مُطلقاً وليس عدماً نسبياً لكنه انفصال الجسم عن النفس وعن الروح، و الإنسان جسمه وعاءٌ له، و نفسٌه هي ذاته، وفيه قوةٌ محرِّكة هي الروح، فالنفس تذوق الموت ؛ أي تخلع عنها هذا الوعاء الذي كانت بداخله، فالموت ليس عدماً لكن انتقال من حالٍ إلى حال والدليل هو الشهيد المضرج بدمائه ماذا يقول الله عنه ؟﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾سورة آل عمران «فحينما انتهت معركة بَدر وانتصر فيها النبي وأصحابه الكرام على كفار قريش، خاطب النبي الكريم القَتلى واحداً واحداً بأسمائهم فقال»« يا فلان، ويا فلان، ويا فلان بأسمائهم واحداً واحد، أوجدتم ما وعد ربكم حقاً ؟ فإني وجدت ما وعدني ربي، حقاً لقد كذَّبتموني وصدقني الناس، وأخرجتموني وآواني الناس، وخذلتموني ونصرني الناس. قالوا: يا رسول الله أتخاطب قوماً جَيَّفوا ؟!! قال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يجيبوا إليَّ ««فالموت ليس نهاية الحياة، الموت بداية الحياة الأبدية والدليل قول الله عزَّ وجل﴿ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي «24» فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ «25» وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ «26» ﴾»
﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ ﴾
نحيا لنموت ونموت لنحيا، الحياة الدنيا تنتهي بالموت، والحياة الآخرة تنتهي بالأبد، بالبقاء، الدنيا دار عمل، والآخرة دار جزاء، الدنيا دار تكليف والآخرة دار تشريف، الدنيا محدود والآخرة طليقة، وما أخذت الدنيا من الآخرة إلا كما يأخذ المخيط إذا غمس في مياه البحر، وإن المؤمن حينما يموت ينطلق من ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة كما ينطلق الجنين من ضيق الرحم إلى سعة الدنيا، هو:﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ ﴾ ليمتحنكم، إن عِلَّة وجودنا في الأرض الامتحان والابتلاء، والدليل:
﴿ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ﴾ سورة المؤمنون «﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾» سورة العنكبوت « كل شيءٍ تنطوي عليه نفسك سوف ينقلب إلى عمل، و سوف يُجَسَّد ويظهر، فالكريم يظهر كرمه، واللئيم يظهر لُؤمه، والبخيل يظهر بخله، والسخي يظهر سخاؤه، والمستقيم تبدو استقامته، والمنحرف يظهر انحرافه، والصادق يظهر صدقه، والكاذب يظهر كذبه.
أيها الإخوة الكرام... الحياة تُظْهِر ما في الناس، وفي هذا ابتلاء..﴿ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ﴾ العمل الصالح سر وجودك، والناس معادن:
هناك استنباط رائع جداً، وهو أن الإنسان خُلِقَ للعمل الصالح، لأن العمل الصالح ثمن الجنة، لذلك الإنسان حينما يموت لا يندم إلا على شيءٍ واحد تقصيره في العمل الصالح:﴿ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ «99» لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ ﴾ سورة المؤمنون «
والنقطة الدقيقة هي أن سرُّ وجودك وعِلَّته أن تعمل عملاً صالحاً يصلح للعرض على الله كي يكون سبباً لدخوله الجنة:﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾الإنسان يبدو معدنه.. فيوجد لدينا ذهب أربعة وعشرين، وهناك ذهب ثمانية عشر، ، وهناك نحاس مغطَّى بالذهب، و نحاس مُلَمَّع، كما أن هناك معدناً خسيساً، والناس معادن.. فهناك إنسان كالجوهرة بأخلاقه وعدله، وإنصافه، وورعه، ورحمته، وحبِّه للخير، فهو مصدر عطاء، و مصدر أمن للناس، وهناك إنسان يعيش كالطحالب على أنقاض الناس، يبني غناه على إفقارهم،و يبني حياته على موتهم، فالناس معادن..
﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾
فهناك إنسان يتزوَّج فيزداد قرباً من الله، وهناك إنسان يتزوج فيفسق، هناك إنسان يسافر فيتفلت، وإنسان يسافر فيزداد قرباً من الله، كما قال الإمام الشافعي: " السفر يزيد التقي تقىً والفاجر فجوراً ". هناك إنسان يغتني فيتفلَّت، وإنسان يغتني فيزداد عملاً صالحاً، هناك إنسان يفقر فيكفر، و إنسان آخر يفقر يصبر، فأنت مُمْتَحن كل دقيقة، ممتحن فيما أعطاك وفيما حرمك، فالذي أعطيته أنت ممتحن به، و مادة امتحانك مع الله، فإن أُعطيت الغنى أنت ممتحنٌ بالغنى، قدَّر الله أن تكون فقيراً، أنت ممتحنٌ بالفقر، أُعطيت وسامةً ممتحن بالوسامة، لم تعط الوسامة، ممتحن بعدم الوسامة، أعطيت طلاقة لسانٍ ممتحن بطلاقة اللسان، لم تعط هذه الطلاقة أنت ممتحن بعملك، ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ ﴾
أعطيت زوجةً تمتحن بها، هل تضبطها ؟ هل تأخذ بيدها إلى الله أم تطلق لها العنان ما دامت ترضيك ؟ أنت ممتحن بالأولاد، ممتحن في كل ثانية، في كل حركة وسكنة.
﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾
فالآية دقيقة جداً، لذلك كان النبي كما قلت في أول الخطبة يتمنى عليه الصلاة والسلام أن تكون تبارك الذي بيده الملك في قلب كل مؤمن.
﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾
أنت ممتَحن.﴿ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ﴾أنت مراقَب.﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾سورة الفجر «
﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ سورة النساء «
لينظر كيف تعملون ؟ كيف تعامل زوجتك ؟ كيف تعامل والديك ؟ كيف تعامل أولادك؟ كيف تعامل إنساناً جاهلاً جاء لعندك يستنصحك وأنت موثوق عنده، أتنصحه أم تغُشُّه ؟ أتنصح له أم تبتز ماله ؟، من يعرف ذلك ؟ الله وحده يعرف ذلك، أنت ممتحن، في كل حركة، في كل سكنة، في كل عطاء، في كل منع، في كل صلة، في كل قطيعة، في كل غضب، في كل رضا، أنت ممتحن. الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾
فمثلاً إذا طرق بابك إنسان صاحب حاجة في وقت غير مناسب، أتطرده أم تشتمه أم تُلَبِّي حاجته وترى أن الله ساقه إليك ؟ أنت ممتحن فهل تعطيه أم تمنعه ؟ وَطِّن نفسك على أنك ممتحن في كل لحظة، في كل ثانية، في كل ظرف، في كل مكان، في كل زمان، وإذا مشت أمامك امرأة متبرجة فأنت ممتحن بها أتملأ عينيك منها أم تغض بصرك عن محارم الله لتذوق حلاوةً إلى يوم تلاقاه ؟ فالحياة الدنيا خضرةٌ نضرة، والفتن يقظة، وأنت ممتحنٌ فيها فهنيئاً لمن نجح بالامتحان، هنيئاً لمن وصل إلى الله من خلال طاعته..
﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾
وهو العزيز الغفور } العزيز هو الغالب هو الشريف هو القوي هو النادر هو الذي يحتاج إليه وهو لا يحتاج لأحد ليسكب الطمأنينة في القلب الذي يرعى الله ويخشاه. فالله عزيز غالب ولكنه غفور مسامح. فإذا استيقظ القلب، وشعر أنه هنا للابتلاء والاختبار، وحذر وتوقى، فإن له أن يطمئن إلى غفران الله ورحمته وأن يقر عندها ويستريح!اللهم اغفر لنا وارحمنا واعف عنا وصل اللهم على سسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
J’aime ·  · 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire