vendredi 30 mai 2025
| فضل العشر الأوائل من ذي الحجة وحديث عن الأضحية خطبة 30 ماي 2025
| فضل العشر الأوائل من ذي الحجة وحديث عن الأضحية خطبة 30 ماي 2025
إن من حكمة الله سبحانه أنه قد فاضل بين الأماكن وبين الأزمنة، فهذا شأنه وهذا تدبيره جل جلاله {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} آية 68 سورة القصص. فإنه سبحانه قد فضّل أماكن على غيرها، ففضّل المساجد، كل المساجد على غيرها من بقاع الأرض، وفضّل ثلاثة مساجد على غيرها من المساجد بأن جعلها لا تشدّ الرحال إلا إليها كما قال رسول الله ﷺ: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى"، ففضّل هذه المساجد على غيرها، وفضّل المسجد الحرام على المسجد النبوي والمسجد الأقصى.
ومثلما فضّل الله أماكن على غيرها، فإنه سبحانه فضّل أزمنة وأوقاتًا على غيرها. ففضّل شهر رمضان على غيره من الشهور، وفضّل يوم الجمعة على غيره من الأيام، وفضّل ليلة القدر على غيرها من الليالي، وفضّل يوم عرفة على غيره من الأيام، وها نحن بين يدي أيام هي خير الأيام، إنها الأيام العشر الأوّل من ذي الحجة التي أقسم الله بها في قرآنه تعظيمًا لشأنها {وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ*وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} آية 1-3 سورة الفجر. {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ} آية 203 سورة البقرة. {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ} آية 28 سورة الحج. وإن رسول الله ﷺ قد شهد أن هذه الأيام أعظم وأفضل وأشرف أيام الدنيا، وأن العمل الصالح فيها أعظم من غيرها "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر". "ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتحميد والتكبير".
إنها الأيام العشر الأول من ذي الحجة والتي ستكون بدايتها يوم الأربعاء القريب، ومنها يوم عرفة ويوم النحر يستحب فيها للمسلم التوبة النصوح {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} آية 31 سورة النور. ويستحب فيها المحافظة على الطاعات والإكثار من النوافل من الصلاة والصدقات وقراءة القرآن والدعاء والصيام والذكر "فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد". عن حفصة رضي الله عنها قالت: "أربع لم يكن يدعهن النبي ﷺ: صيام عاشوراء، والعشر، وثلاث أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة" أي الركعتان قبل صلاة الفجر، ومن أفضل الأعمال في أيام العشر الأضحية لغير الحاج.وصوم يوم عرفة
لقد حدّثنا القرآن الكريم عمّن يشترون الجنة بأثمن ما يملكون، فيدفعون مقابلها أموالهم بل أرواحهم {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} آية 111 سورة التوبة. وإذا كان هناك من يشترون الجنة بأموالهم، فإن هناك من يشترون النار بأموالهم والعياذ بالله تعالى.
فالأضحية ثوابها عظيم يغفر الله بها لصاحبها قال صلى الله عليه وسلم ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من اهراق الدم.إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها .وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسا
الأضحية سنة مؤكدة سميت أضحية لوقوعها وقت الضحى
عبادة خالصة لله فقط فيها أجر وثواب عظيم
تسن للقادر على ثمنها
تكون من الضأن والعنز والبقر والإبل والذكر أفضل من الأنثى
سن الضأن من 6 أشهر فما فوق ودون أي عيب فيها
تذبح يوم العيد النحر بعد صلاة العيد فصل لربك وانحرالأفضل يذبحها بيد المضحي
لا يجوز الاشتراك في ثمنها ويشمل ثوابها جميع من تنفق عليه
تأكل وتهدي وتتصدق بالمقدار الذي تشاء
من لم يضحي فقد ضحى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
الخطبة 2
وإذا كان هناك من يشترون الجنة بأموالهم، فإن هناك من يشترون النار بأموالهم والعياذ بالله تعالى.فالذي أنفق ماله في شراء الأضحية أليس قد اشترى الجنة؟
فالذي ينفق ماله في شرب الخمر التي هي أم الخبائث وقد حرّم الإسلام شربها، أليس قد اشترى النار بماله؟!
والذي يذهب إلى الكازينوهات في البلاد أو يسافر إلى خارج البلاد للعب القمار وهناك يضيّع ماله وتضيع كرامته ورجولته، أليس هو قد اشترى النار بماله وهو يعلم نهي الإسلام عن القمار والميسر؟!
والذي يذهب لشراء وجبته من الحشيش والمخدر والهروين وغيرها من أنواع المخدرات، أليس هو قد اشتراها بماله مع علمه بأنها حرام، أليس يكون بذلك قد اشترى النار وجهنم بماله؟!
أليس الذي يسلك سبيل الزنا من أجل نزوة وغريزة بهيمية وهناك يذهب ماء وجهه ويهدر كرامته تحت أقدام الفاسدات ويدفع ماله، أليس هو قد اشترى جهنم بماله؟!
فإذا كان من الناس من أكرمهم الله بالإيمان فإنهم على استعداد لشراء الجنة بأثمن ما يملكون أموالهم وأرواحهم، فإن هناك من أخزاهم الله وأذلّهم بمعاصيهم فإنهم يشترون النار بأموالهم، لا بل إن من الناس من يدخل الجنة من غير تكلفة سوى أنه يؤدي فرائض الله، الصلاة والصيام والذكر وقراءة القرآن، ولا يتعدى حدود الله بالمعاصي. فأيهما أعقل ، الذي يشتري النار بخالص ماله فيكون قد خسر الدنيا والآخرة أم الذي يشتري الجنة بهذا المال ينفقه في سبيل الله تعالى وابتغاء مرضاته، فيكون بذلك قد فاز بجنّة عرضها السماوات والأرض؟
وإنها هذه الأيام العشر من ذي الحجة، فإنها أفضل توقيت وأشرف زمان لعقد هذه الصفقة مع الله بشراء موقع في الجنة عبر الإكثار من الطاعات.
اشتكى السلطان العثماني مراد الرابع توفي سنة 1640 م ذات ليلة من ضيق شديد في الصدر، فاستدعى إليه رئيس الحرس وأخبره وطلب منه مرافقته للخروج والمشي ليلًا خاصة أنه كان من عادة السلطان أن يتخفّى ويخرج ليلًا ليتفقد أحوال الناس. وصل السلطان ومعه كبير حرسه إلى حارة من الحارات على أطراف إسطنبول، وإذا بهم يجدون رجلًا ملقى على الأرض بلا حراك. حرّكه السلطان بيده يمنة ويسرة ليتبين أن الرجل كان ميتًا. وكانت دهشة السلطان أعظم وهو يرى الناس يمرون من حوله غير مكترثين، فما كان منه إلا أن نادى بأعلى صوته: لماذا هذا الرجل ميّت ولا أحد يحمله؟ من يعرف الرجل؟ من يكون؟ ومن يكون أهله؟!.
أمام سؤال السلطان عن الرجل ومن يكون، كانت الأجوبة من أكثر من شخص أنه فلان الزنديق، الزاني، شارب الخمر. فكان جواب السلطان بحدة وغضب: أليس هو من أمة محمد ﷺ؟ احملوه معي إلى بيته، ففعل الناس.
دخل السلطان وما يزال لا يعرفه أحد ومعه رجال يحملون الميت إلى بيته، فلما رأته زوجته ميتًا انفجرت باكية وهي تقول: رحمك الله يا وليّ الله، أشهد أنك من عباد الله الصالحين. تعجّب السلطان وهو يسمع ما تقوله زوجة الرجل وما تزال تقرع أذنيه كلمات قالها الناس عنه أنه الزنديق، الزاني، شارب الخمر. فقال للمرأة: وكيف يكون زوجك من أولياء الله الصالحين وشهادة الناس ومعرفتهم به أنه زان وشارب خمر وزنديق؟ قالت المرأة: لا أستغرب ما يقوله الناس لأن لهم الظاهر، أما باطن زوجي وما أعرفه عنه فإنه غير ما عرفوا عنه. إنه كان كل ليلة يذهب إلى الخمارة في قارعة الشارع فيشتري من الخمر بمقدار ما كان يملكه من مال ثم يحضر الخمر الذي اشتراه إلى البيت ويصبّه في المرحاض وهو يبتسم ويقول: أخفف بهذا عن المسلمين، فلعلّ مسلمًا يأتي ليشتري الخمر فلا يجد فيرجع إلى بيته من غير أن يشتري الخمر أو يشربها. وكان يذهب إلى بيت امرأة عرفها الناس أنها تمتهن الفاحشة لمن يأتيها مقابل المال، فكان يدخل إليها ليلًا ويقول لها هذه الليلة على حسابي، خذي هذا المال وأغلقي عليك بابك حتى الصباح، فيخرج من عندها وهو يقول: الحمد لله لقد انقذت شابًا من شباب المسلمين من الزنا هذه الليلة.
تضيف زوجته وتقول وهي تبكي: فكان الناس يشاهدونه وهو يشتري الخمر، ويشاهدونه وهو يدخل بيت المرأة البغي فيتهامسون ويتهامزون فيه وعليه، فقلت له ذات مرة: أنك لو متّ فلن تجد أحدًا من المسلمين يغسّلك ولا يصلّي عليك ولا يمشي في جنازتك، فكان يبتسم ويقول: فلسوف يصلي عليّ سلطان المسلمين وخليفتهم. ما أن سمع السلطان مراد الرابع ما قالته المرأة حتى انفجر باكيًا، وكانت المرأة لا تزال لا تعرف أن من يقف أمامها هو السلطان، ثم قال السلطان: صدق والله، فأنا السلطان مراد وغدًا إن شاء الله نغسّله ونصلّي عليه وندفنه. في اليوم التالي جاء السلطان ومعه حاشيته والعلماء والمشايخ وخيار الناس وصالحوهم يصلّون عليه ويشيّعونه.
فإذا كان من يشتري الخمر بماله يشربها فتُذهب عقله ويُغضب ربه ويكون من الفاسقين. وإذا مات على ذلك من غير توبة فإنه يكون قد اشترى له موقعًا في جهنم، فإن هذا الرجل اشترى الخمر بماله وأفسدها لئلّا يشربها شاب من شباب المسلمين، فكان بهذا الفعل من عباد بل من أولياء الله الصالحين وقد اشترى بذلك له موقعًا في الجنة.
إن من الناس من علاقتهم مع الله تعالى هي علاقة المضطر فقط، فإذا ذهب عنه ما هو فيه من البلاء والضرّ، عاد إلى ما كان عليه.
إن علاقتنا مع الله يجب أن لا تكون كالعلاقة بغرفة الطوارئ وسيارة الإسعاف لا نتصل بها إلا عند البلاء والشدّة، بل يجب أن تكون علاقة دائمة في السرّاء وفي الضرّاء، في العسر وفي اليسر. فإذا كان الإنسان عند حاجته لمركز الإسعاف والنجدة فإنه يتصل على الرقم "190" ولعلّه في بعض الأحيان يكون الاتصال متأخرًا أو أن النجدة تصل متأخرة، فما على المسلم إلا أن يكون اتصاله في هذا الزمان حيث الخذلان والشدّة والبلاء ليس 190 وإنما بالله الواحد الأحد الفرد الصمد
لقد وصل أهلنا في غزة إلى هذا اليقين، فلما إنهم اتصلوا بمجلس الأمن والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، واتصلوا بذوي القربى والجيران عربًا ومسلمين، فلم يسمعهم أحد ولم يستجب لهم أحد فقطعوا الاتصال ولم يعودوا يقولون: وينكم يا عرب، وينكم يا مسلمين، بل أصبحوا لا ينادون ولا يتّصلون ولا يستغيثون إلا بالله الواحد الأحد يقولون: حسبنا الله ونعم الوكيل، ويقولون: اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس،
فيا أهلنا في غزة: ابقوا على ما أنتم عليه من اليقين بالله وحسن ظنكم به، فإنه سبحانه لن يخزيكم ولن يخذلكم.
فأنتم إلى الفرج أقرب فأبشروا.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ستكون صلاة العيد باذن الله تعالى يوم الجمعة القادم على الساعة 5 و30 دق
لا نتسوا صيام يوم عرفة
دعاء
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالمُشْرِكِينَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُوَحِّدِينَ.
اللَّهُمَّ يَا قَوِيُّ يَا مَتِينُ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بالظالمين الْغَاصِبِينَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُمْ أَذِلَّةً صَاغِرِينَ.
اللَّهُمَّ انْصُرْ الْمَظْلُومِينَ الْمُسْتَضْعَفِينَ في فلسطين وفِي كُلِّ مَكَانٍ، اللَّهُمَّ كُنْ لَهُمْ مُعِينًا وَنَصِيرًا وَمُؤَيٍّدًا وَظَهِيرًا اللَّهُمَّ اجْبُرْ كَسْرَهُمْ وَارْحَمْ ضَعْفَهُمْ وَتَوَلَّ أَمْرَهُمْ، وَانْصُرْهُمْ عَلى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ، وَاكْفِهِمْ شَرَّ الأَشْرَارِ، وَكَيْدَ الْكُفَّارِ، بِرَحْمَتِكَ يَا عَزِيزُ يَا غَفَّارُ.
اللَّهُمَّ ارْحَمْ هذَا الْجَمْعَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ والمؤْمِنَاتِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِهنا، وآَمِنْ رَوْعَاتِهنا وارْفَعْ دَرَجَاتِهنا في الجناتِ واغْفِرْ لَنا ولآبَائِنا وَأُمَّهَاتِنا واجْمَعْنَا وإيَّاهُمْ ووالدِينَا وإِخْوَانَنَا وذُرِّيَّاتِنَا وَأَزْوَاجَنَا وجِيرَانَنَا ومشايخَنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا في جَنَّاتِ النَّعِيمِ.
Inscription à :
Articles (Atom)