jeudi 3 décembre 2020

ناصر عزيز- مرتبة الاحسان

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الاحسان


الإحسان مشتق من «الحُسن» الذي هو الجمال والبهاء لكل ما يصدر من العبد من خطرات ونبرات وتصرفات، وهو أعلى مقامات الرفعة الإنسانية والمفتاح السحري لكل أزماتها وجسر سعادتها الأبدية، وكفى الإحسان شرفا أن البشرية جمعاء اتفقت على حبه ومدحه وأجمعت على كره ضده من كافة صنوف الإساءة، ولذلك أولى الإسلام الإحسان عناية بالغة وجعله أسمى هدف تصبو إليه نفوس العابدين، وهو طريق الوصول لمحبة الله تعالى ومعيته ورحمته، بل ورؤيته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، في جنة الخلد، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

من أبلغ الأقوال في الإحسان قول من أوتي جوامع الكلم –صلى الله عليه وسلم-: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» [البخاري ومسلم]
ففي هذه الكلمات النبوية الجامعة من مقتضيات المراقبة والخشية والإنابة والإتقان والإتباع وصفاء السريرة .. ما فيه صلاح الدنيا والآخرة.

فبين صلى الله عليه وسلم أن الإحسان على مرتبتين متفاوتتين، (أعلاهما) عبادة الله كأنك تراه، وهذا «مقام المشاهدة»، وهو أن يعمل العبد على مقتضى مشاهدته لله تعالى بقلبه حيث يتنور القلب بالإيمان وتنفذ البصيرة في العرفان حتى يصير الغيب كالعيان، وهذا هو حقيقة مقام الإحسان. ولذلك لما خطب عروة إِلَى ابن عمر ابنته وهما في الطواف لم يجبه بشيء، ثم رآه بعد ذلك فاعتذر إِلَيْهِ، وقال: «كنا في الطواف نتخايل الله بين أعيننا».[الحلية، أبو نعيم]

(الثاني): «مقام المراقبة» وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه عليه وقربه منه، فإذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه فهو مخلص لله تعالى؛ لأن استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات إلى غير الله تعالى وإرادته بالعمل، قال الحارث المحاسبي: «أوائل المراقبة علم القلب بقرب الرب»، وقال بعض السَّلف: «من عمل لله عَلَى المشاهدة فهو عارف، ومن عمل عَلَى مشاهدة الله إياه فهو مخلص».


ويتفاوت أهل هذين المقامين بحسب نفوذ البصائر لذلك قال النووي –رحمه الله-: (وهذا القدر من الحديث أصل عظيم من أصول الدين، وقاعدة مهمة من قواعد المسلمين، وهو عمدة الصديقين، وبغية السالكين، وكنز العارفين، ودأب الصالحين).
وقالوا أيضا في الإحسان:

«فعل الخيرات على أكمل وجه».

«تحسين الظاهر والباطن».

«الإتيان بغاية ما يمكن من تحسين العمل المأمور به، ولا يترك شيئاً مما أمر به».

«امتلاء القلب بحقيقة الألوهية كأنه يشاهد الله عياناً».

«مراعاة الخشوع والخضوع».
وبالجملة فالإحسان هو الذي خُلقنا من أجله، قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} ثم بيّن الحكمة فقال: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [الملك:2].

والإحسان ذروة الأعمال، وهو أن تقدم الفعل من غير عوض سابق، بل يساء إليك ولا يسعك إلا أن تقدم الإحسان، كما فعل يوسف الصديق عليه السلام {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} [يوسف: 46-48] فعاملهم بالإحسان فلم يعبر لهم الرؤيا فقط بل أعطاهم الحل معه {فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ}.
بل إن الذي يستلفت النظر في قصة يوسف عليه السلام كثرة تكرار صفة الإحسان، فكان محسنا مع ربه ومع الناس –وهما متلازمان- فقد سمى الله قصته {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ} [يوسف:3] أي من أحسنه.
ورتب على الإحسان إيتاءه الحكم والعلم مع الشباب {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [يوسف:22]
ووصفه السجناء بذلك {نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف:36]
وبه مكنه الله تعالى في الأرض {وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف:56]
وقال له إخوته وهم لا يعرفونه {قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف:78]
وقال عن نفسه وأخيه {قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف:90]
ثم أثنى على ربه بإحسانه إليه {وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [يوسف:100]
فلم يذهب إحسانه سدى، فكل إحسان يفعله العبد حتى فيمن لا يستحقون لابد أن يكافئه عليه الله تعالى: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن:60] فاصنع المعروف في أهله وفي غير أهله، فإن صادف أهله فهو أهله، وإن لم يصادف أهله فأنت أهله.
والإحسان خير مكانة يتبوأها العبد لأنه إن أساء وسعه بعده الإيمان ثم الإسلام، أما من يعيشون على الحد الأدنى للإسلام فهو مع النقص مهدد بكفر الاعتقاد أو كفر النعمة.
قال ابن تيمية: (جعل النبي صلى الله عليه وسلم الدين ثلاث درجات: أعلاها الإحسان، وأوسطها الإيمان، ويليه الإسلام. فكل محسن مؤمن، وكل مؤمن مسلم، وليس كل مؤمن محسنا، ولا كل مسلم مؤمنا ..)، ثم قال: (وأما الإحسان فهو أعم من جهة نفسه، وأخص من جهة أصحابه من الإيمان، والإيمان أعم من جهة نفسه، وأخص من جهة أصحابه من الإسلام، فالإحسان يدخل فيه الإيمان، والإيمان يدخل فيه الإسلام، والمحسنون أخص من المؤمنين، والمؤمنون أخص من المسلمين).
وخلق الإحسان يتسع ليشمل القول والعمل والعبادات والمعاملات .. فهو إكسير الحياة الذي يحيلها طيبة متآلفة، لذلك جعل الله تعالى رحمته ومحبته جائزة المحسنين {وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران:134] {إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف:56]
كما أن القلوب جبلت على حب من أحسن إليها، ولذلك قال –صلى الله عليه وسلم-: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» [الترمذي]

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم** فطالما استعبد الإنسان إحسان

وأعظم ثمرات الإحسان قوله تعالى: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس:26] الحُسْنَى: أي البالغة الحسن في كل شيء، من جهة الكمال والجمال، وهي الجنة، وقد ثبت عن النبي في صحيح مسلم تفسير الزيادة المذكورة في هذه الآية الكريمة بأنها النظر إلى وجه الله الكريم في الجنة، ولا يخفى ما بين هذا الجزاء وذلك الإحسان من المناسبة، فالمحسنون الذين عبدوا الله كأنهم يرونه، جزاهم على ذلك العمل النظر إليه عياناً في الآخرة {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}[الرحمن:60] وعكس هذا ما أخبر الله به عن الكفار في الآخرة بقوله: {كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين:15] {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى}[النجم:31]
إن الإحسان هو الأمارة الدالة على الفوز والنجاة. فمن كان من أهل السعادة، عمل عمل المحسنين، ومن كان من أهل الشقاء عمل عمل المسيئين. فهو طريقك وهدفك ومحل كدك ونصبك .. روى الطبراني عن أبي سلمة عن معاذ –رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله أوصني. قال: «اعبد الله كأنك تراه، واعدد نفسك في الموتى، واذكر الله عند كل حجر وعند كل شجر، وإذا عملت سيئة فاعمل بجنبها حسنة، السر بالسر والعلانية بالعلانية» [حسن لغيره، الألباني]

د/ خالد سعد النجار

 

mardi 20 octobre 2020

منهج القاضي عبد الجبار المعتزلي في تفسير القرآن الكريم

المحاضرة التي ألقيت منذ 2015 ببيت القرآن بسوسة  وحققت أكثر من 4000 مشاهد --رغم رداءة التسجيل لعدم كفاءتي التقنية في ذلك الوقت --وحققت أيضا ردودا ونقاشا حادا في التعاليق عليها 
تمتعوا بمشاهدتها وخاصة اقرؤوا التعاليق ففي الخلاف في الرأي فوائد جمة 

vendredi 2 octobre 2020

ناصر عزيز- الدعاء والقضاء



هل يرد الدعاء القضاء؟؟
مسألة مهمة طرحها انتشار وباء كورونا وفرض الحديث فيها والتفكير
وموضوع فرض نفسه بإلحاح يتعلق بالإمكانيات المتاحة والممكنة لمواجهة ما يصيب
الانسان في حياته من أزمات وقلاقل ومصائب وفي علاقة بالموضوع الذي شغل الدنيا في
الفترة الأخيرة وحير العلماء في كل الدول بعد أن اجتاح وباء كوفيد 19 أغلب
المعمورة وأحرج الذكاء الإنساني وأعجز العقل البشري ووقف أمامه الأطباء والعلماء
عاجزين عن إيقاف انتشاره وتمدده والحد من تزايد عدد الإصابات به و عدد الوفيات
الناتجة عنه و التي بلغت في العالم أرقاما مهولة وصلت في 
إيطاليا وحده 10 آلاف حالة وفاة هذا الموضوع هو إلى جانب
الوسائل العلمية البحثية وما تنتجه الأعمال المخبرية في مراكز البحث والمخابر
الطبية من حلول ولقاح وأدوية لعلاج المرضى المصابين بالفيروس ومحاصرة الظاهرة
الوبائية هل ينفع الدعاء والتسبيح والابتهال والتقرب إلى الله بالعبادة في التخفيف
عما يصيب الإنسان من مخاطر بسبب هذا الوباء ؟ وهل يفيد الدعاء مع مصيبة وأزمة هي
في نظر المؤمن من قضاء الله وقدره ؟ وما جدوى الذكر والتوسل إلى الله بكلماته في
ما يحصل للإنسان من أوبئة وأمراض حلها في استعمال العقل وفي ايجاد دواء ولقاح لها
؟ وكيف نفهم الدعوات الكثيرة التي نجدها اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي والتي
تدعوا الناس إلى الالتجاء إلى الدعاء والتسلح بالذكر لعل الله يخفف ما نزل بالإنسانية
من خطر منذر بفنائها في مسألة مادية يبحث عن حل لها في العلم والعقل والتجربة
المادية ؟


في الحقيقة وكما قلنا منذ البداية فإن استعمال الدعاء والذكر
للتخفيف عما حل بالإنسان وأصابه من ضرر من وراء انتشار هذا الوباء لا يمنع ولا
يحول اتخاذ كل الاجراءات وإتباع كل الطرق العلمية للوصول إلى حل علمي ينهي الأزمة
وينقذ البشرية ولا شيء يمنع من القيام بالأبحاث والتجارب اللازمة لاكتشاف دواء
ولقاح ولكن مع هذا الحل العلمي فإنه لا شيء يمنع من لجوء المؤمن الى وسيلة أخرى
غير العلم كالدعاء والذكر والعبادة التي تحقق له الراحة النفسية المطلوبة في مثل
هذه الظروف وتزيل عنه ما نزل به من نوازل وأزمات .عن أم المؤمنين عائشة رضي الله
عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه يقول " والدعاء
ينقع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان الى يوم
القيامة
"

قال الامام الغزالي في كتابه احياء علوم الدين تعليقا على هذا
الحديث " فإن قيل ما فائدة الدعاء مع أن القضاء لا مرد له ؟ فأعلم أن من جملة
القضاء رد البلاء بالدعاء فإن الدعاء سبب رد البلاء ووجود الرحمة ، وكما أن البدر
سبب خروج النبات من الأرض وكما أن الترس ( ما يتوقى به المحارب من طعنة السيف أو
النبل) يدفع السهم كذلك الدعاء يرد القضاء " وهذا يعني أن اعتقاد المؤمن
بقدرة العبادة على تغير ما قدره الله لنا وإيمان العبد بأن الدعاء الصادق والذكر
بقلب صادق قادر أن يجعل الله جالب الضر للإنسان أن يرفع هذا البلاء ويوقف الضرر
الذي حصل وهو يعني كذلك أن الايمان الصحيح هو ذالك الذي يعتقد في أن كل ما يصيبنا
هو مقدر لنا منذ الأزل وأن الأزمات التي تحل بنا هي قدر من أقدار الله ولكن الله
علمنا بأن التقرب إليه بالعبادة والتوسل إليه بالدعاء وطلب حضروه بيننا واستحضار
جلالته ليكون بجانبا هو كذلك قدر من أقدار الله فكما أن البلاء الذي يحصل لنا
والذي قد يكون من صنيعنا وبسبب أعمالنا وأفعالنا هو قدر كتب لنا فإن الدعاء
والتضرع إلي الله ليرفعه عنا هو كذلك قدر من أقداره لذلك
في غزوة بدر كان الدعاء سلاحا فتاكا في هزيمة المشركين
فكان الدعاء
: فاستقبل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - القبلة، ثم مد يديه فجعل
يهتف بربه: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه
العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض" فما زال يهتف بربه ماداً يديه،
مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر، فأخذ رداءه فألقاه على
منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال يا نبي الله! كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك
ما وعدك
[2]..
الحديث.



فكانت الاستجابة السريعة :قال تعالى: {إِذْ
تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ
ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ
وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ
إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 9-10]
.
وفي غزوة الأحزاب وقد التقى الجمعان ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله
عنه قال
دعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب على المشركين فقال: اللهم منزل الكتاب
سريع الحساب، اللهم اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم
.
وفي المسند عن أبي سعيد الخدري رضي
الله عنه قال
قلنا
يوم الخندق: يا رسول الله هل من شيء نقوله؟ فقد بلغت القلوب الحناجر، قال: نعم،
اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا، قال: فضرب الله عز وجل وجوه أعدائنا بالريح،
فهزمهم الله عز وجل بالريح
.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم " بأن البلاء لينزل
فيتلقاه الدعاء فيعتلجان " أي أنهما يتنازعان ويختصمان إلى يوم القيامة من
يغلب الآخر أي يضل الذكر والدعاء يتصارعان من ينتصر ويغلب الآخر إلى أن تنتهي
الحياة على وجه الأرض وهذا دليل على قيمة الدعاء ودوره في رد قضاء الله على اعتبار
أن القضاء والدعاء هما قدران من أقداره
وهذا ما أراد توضيحه الإمام الغزالي وتبيانه حينما
قال " وما فائدة الدعاء مع أن البلاء هو قضاء الله وقضاء الله لا مرد له
" أي ما فائدة الدعاء مع ما قدر من أقدار الله ؟ فكان جوابه بأن من جملة
تقدير الله بنزول البلاء تقديره كذلك بزواله ورفعه وهذا كله ينصب في إطار سنن الله
وقوانينه التي وضعها في الكون لتحكم الطبيعة ويحتكم إليها البشر فاعتماد العلم
والعقل لمعالجة ما يحل بالإنسان من مشاكل لا يمنع من اللجوء إلى الغيب والاستعانة
بالدين واستحضار الذات الالهية فالعقل والإيمان هما متلازمان و هما أسباب من أسباب
الله قال تعالى مخبرا عن ذي القرنين " إنا مكنا له في الارض وأتيناه من كل
شيء سببا فاتبع سببا " الكهف / 85 فهو رغم أنه قد توفرت له كل الأسباب وملك
القدرات المادية والمعنوية ومع ذلك لم يلغ أي سبب من الاسباب لتحقيق التفوق و أخذ
بكل الوسائل المتاحة عقلية كانت أم غيبية " فابتع سببا " فاتخاذ الأسباب
لا يلغي بعضها البعض واللجوء إلى العلم والدعاء لا تعارض فيه. فالبلاء قضاء
والدعاء هو الآخر قضاء
وشروط إجابة الدعاء ثلاثة:
الأول:
دعاء الله وحده لا شريك له بصدق وإخلاص، لأن الدعاء عبادة.
الثاني:
ألا يدعو المرء بإثم أو قطيعة رحم، وألا يستعجل؛ لما
رواه مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم
يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال : يقول : قد دعوت، وقد دعوت فلم أر
يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء .
الثالث:
أن يدعو بقلب حاضر، موقن بالإجابة، ويحسن ظنه بربه، لما
رواه الترمذي والحاكم وحسنه الألباني عن أبي
هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ادعوا
الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه .
ومن آداب الدعاء: افتتاحه
بحمد الله والثناء عليه، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وختمه
بذلك، ورفع اليدين، وعدم التردد، بل ينبغي للداعي أن يعزم على الله ويلح عليه،
وكذلك تحري أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وعند
الإفطار من الصيام، وغير ذلك .
ومن أهم أسباب إجابة الدعاء تحري
الحلال في المأكل والمشرب، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا،
وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات
واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم، وقال: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما
رزقناكم. ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب
ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام. فأنى يستجاب لذلك.
فاحرص
على الاستقامة على طاعة الله وتقواه والإكثار من سؤاله، واسأله باسمه الأعظم، ففي
المسند والسنن عن بريدة قال: سمع النبي
صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: اللهم إني أسالك بأني أشهد أنك أنت الله الذي
لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمد بيده لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي
إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب. 
اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها شملي، وتلم بها شعثي،
وترد بها أُلفَتي، وتصلح بها ديني، وتحفظ بها غائبي، وترفع بها شاهدي، وتزكي بها
عملي، وتبيض بها وجهي، وتلهمني بها رشدي، وتعصمني بها من كل سوءٍ
 
اللهم أعطني إيماناً صادقاً، ويقيناً ليس بعده كفر، ورحمة أنال بها شرف كرامتك
في الدنيا والآخرة
اللهم إني أسألك الفوز عند القضاءِ، ونزل الشهداءِ، وعيش السعداءِ، ومرافقة
الأنبياءِ، والنصر على الأعداءِ
 ((اللهم يا ذا الحَبْلِ
الشَّديدِ، والأمرِ الرَّشيدِ أسأَلُكَ الأمنَ يومَ الوعيدِ والجَنَّةَ يَومَ
الخُلودِ، مع المقَرَّبينَ الشُّهودِ، الرُّكَّعِ السجودِ، المُوفِينَ بالعهودِ،
إِنَّكَ رَحيمٌ ودَودٌ، وإنك تفعل ما تُريدُ، اللهم اجعلنا هَادِينَ مهتدينَ، غير
ضالِّينَ، ولا مُضِلِّينَ، سِلْما لأوليَائِكَ، وحَرْبا لأعدائِكَ، نُحِبُّ
بِحُبِّكَ مَنْ أَحَبَّكَ، ونُعَادي بِعَدَاوتِكَ مَن خالَفَكَ
اللهم اجعَل لي نُورا في قَلبي، ونُورا في قبري، ونورا من بين يَدَيَّ، ونُورا
من خَلفي، ونورا عن يَميني، ونورا عن شِمالي، ونورا من فَوقي، ونورا من تَحتي،
ونورا في سَمعي، ونورا في بصري، اللهمَّ أعظِم لي نورا وأعطِني نورا، واجعَلْ لي
نورا،
 سُبحَانَ الذي تَعَطَّفَ بِالعِزِّ
وقالَ بِهِ، سُبحَانَ الذي لَبِس المجدَ وتَكرَّمَ بِهِ، سبحانَ الذي لا ينبغي
التَّسبيحُ إلا لَهُ، سبحانَ ذِي الفَضْلِ والنِّعَمِ، سبحانَ ذِي المَجدِ
والكَرَمِ، سبحانَ ذِي الجَلالِ والإكرَامِ
))
اللَّهُمَّ
ارْحَمْنِي بالقُرْءَانِ وَاجْعَلهُ لِي إِمَاماً وَنُوراً وَهُدًى وَرَحْمَةً
*
اللَّهُمَّ
ذَكِّرْنِي مِنْهُ مَانَسِيتُ وَعَلِّمْنِي مِنْهُ مَاجَهِلْتُ وَارْزُقْنِي
تِلاَوَتَهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ وَاجْعَلْهُ لِي حُجَّةً
يَارَبَّ العَالَمِينَ
* اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ
عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ
لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي
كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ
*
اللَّهُمَّ
اجْعَلْ خَيْرَ عُمْرِي آخِرَهُ وَخَيْرَ عَمَلِي خَوَاتِمَهُ وَخَيْرَ أَيَّامِي
يَوْمَ أَلْقَاكَ فِيهِ
*
اللَّهُمَّ
إِنِّي أَسْأَلُكَ عِيشَةً هَنِيَّةً وَمِيتَةً سَوِيَّةً وَمَرَدًّا غَيْرَ
مُخْزٍ وَلاَ فَاضِحٍ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ المَسْأَلةِ وَخَيْرَ
الدُّعَاءِ وَخَيْرَ النَّجَاحِ وَخَيْرَ العِلْمِ وَخَيْرَ العَمَلِ وَخَيْرَ
الثَّوَابِ وَخَيْرَ الحَيَاةِ وَخيْرَ المَمَاتِ وَثَبِّتْنِي وَثَقِّلْ
مَوَازِينِي وَحَقِّقْ إِيمَانِي وَارْفَعْ دَرَجَتِي وَتَقَبَّلْ صَلاَتِي
وَاغْفِرْ خَطِيئَاتِي وَأَسْأَلُكَ العُلَا مِنَ الجَنَّةِ
*
اللَّهُمَّ
إِنِّي أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمِ مَغْفِرَتِكَ وَالسَّلاَمَةَ
مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ
وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ
*
اللَّهُمَّ
أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، وَأجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا
وَعَذَابِ الآخِرَةِ
*
اللَّهُمَّ
اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَاتَحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ
وَمِنْ طَاعَتِكَ مَاتُبَلِّغُنَا بِهَا جَنَّتَكَ وَمِنَ اليَقِينِ مَاتُهَوِّنُ
بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا
وَقُوَّتِنَا مَاأَحْيَيْتَنَا وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا
عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا وَلاَ تجْعَلْ
مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا
مَبْلَغَ عِلْمِنَا وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا
*
اللَّهُمَّ لَا
تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ وَلَا هَمَّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَلَا
دَيْنًا إِلَّا قَضَيْتَهُ وَلَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
إِلَّا قَضَيْتَهَا يَاأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ
*رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً
وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ وَصَلَّى اللهُ عَلَى
سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ
وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيراً
.

اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً،
وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل يا ربنا بيننا شقياً ولا محروماً،
 اللهم لا تدع لنا في هذا اليوم ولا في هذه
الليلة ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا عسيراً إلا يسرته، ولا كرباً
إلا أذهبته، ولا هماً إلا فرجته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا ضالاً إلا هديته، ولا
مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا هديته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مسافراً إلا
غانماً سالماً لأهله رددته
.



jeudi 3 septembre 2020

الحجاب ودعاء ختم القرآن الكريم



الحجاب

إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه،
ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا، ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من
يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ
وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ
وصحبِهِ، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين
.
موضوع الحجاب تمت إثارته هذه الأيام
على صفحات التواصل المناسبة عدة فنانات أوروبيات وأمريكيات أسلمن ووضعن الحجاب
وعدة فتيات مسلمات يتعرضن للعنف من طرف أقاربهن وهن صنفان صنف لأنهن لبسن الحجاب
وصنف لأنهن خلعن الحجاب
هات نفركو هذه الرمانة
هل الحجاب فرض أم سنة أم عادة ؟
هل الحجاب يدل على انتماء سياسي
هل هناك آية تتحدث على الحجاب؟
هل هناك حديث صحيح يتحدث على الحجاب
لماذا عديد الدول العربية والإسلامية
تفرض على المرأة الحجاب وأخرى تحاربه وتطارد الفتيات المحجبات وتمنعهن من الدراسة
ومن العمل وحتى من التداوي بالمستشفيات؟منشور 106
بل أعرف أستاذة حلقت شعرها كاملا
نظرة من التاريخ قبل بعثة رسول الله
كانت الفتيات النصرنيات يلبسن في الكنائس وخارجه لباسا يغطي كامل جسمها إلا وجهها
وكفيها
وكانت وما زالت المرأة اليهودية لا
تذهب الى المعبد إلا ساترة كامل جسمها وشعرها وساقيها كلاسط ولباس طويل
وكانت المرأة العربية لا تلبس لباسا
فاضحا بل ساترا وتغطية الشعر حرة إن أرادت فعل ذلك أم رفضت لكن وهذا ثابت كانت
المرأة العربية قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم في موسم الحج تطوف بالبيت
الحرام عارية نعم عارية تماما والرجال كذلك
جاء الأسلام وصحح هذا الأمر فأنزل
تعالى آيات الحجاب وهي:
"
يا أيّها النبيّ قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ ذلك
أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً" – سورة الأحزاب 59،
ودعم هذا الامر بآية ثانية أكثر وضوحا :
﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ
أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا
مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾
 [النور: 31]؛ قال الإمام القرطبي في
"الهداية إلى بلوغ النهاية" (8/ 5071): [أيْ: وليلقين خمرهن، وهو جمع
خمار على جيوبهن، ليسترن شعورهن وأعناقهن] اهـ
.
يزيد يفسر هذه الآية رسولنا الكريم بقوله:
الله سبحانه وتعالى لا يقبل
صلاة مسلمة إلا ساترةً عورتَها بحجابها؛ فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى
الله عليه وآله وسلم قال: «لَا يَقْبَلُ اللهُ صَلَاةَ حَائِضٍ -من بلغت سن
المحيض- إِلَّا بِخِمَارٍ» رواه الخمسة إلا النسائي
ويزيد يوضح الأمر أكثر مع
السيدة أسماء أخت السيدة عائشة زوجته رضي الله عنها وأرضاها
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ
فَأَعْرَضَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ :
( يَا أَسْمَاءُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتْ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ
يُرَى مِنْهَا إِلا هَذَا وَهَذَا ) - وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ


أمَّا بعدُ: فيا أيُّها الناسُ،
اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى
.
يقول الله -جل وعلا-: (وَمَا
كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ
يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً
) [الأحزاب:36].
أخيَّ المسلم: إنَّها آية تمحيص
وابتلاء لتضع المؤمن على محك الإيمان الصحيح، ليتبين صادقُ الإيمان من ضده،
وليتبين الكيس من العاجز، إنَّها تكشفُ حقيقةَ الإيمان عندما يصطدمُ أمر الله وأمر
رسوله بهوى النفوس ومشتهياتها، إنَّها آيةٌ يتوقف عندها المسلمُ عند معانيها ثم
يفكر في واقعيه وحياته، هل هو مُطبقٌ لهذه الآية؟ هل هو مقابلٌ لأوامر الله أم
يختار ما يهواه ويرفض ما سوى ذلك؟
!.
إنَّها آيةٌ تتضمن الإسلام الصحيح،
وهو الاستسلام لأوامر الله والانقياد لها، وأن أوامر الله ورسوله يقبلها المسلم،
ويستجيب لها وإن خالفت الهوى وعادات مجتمع الناس، وأيُّ اعتبار آخر فلا قيمة لذلك،
أمرُ الله وأمرُ رسوله مُقدم عند المسلم على كلِ اعتبار
.
أيُّها المسلم: إن الله -جل وعلا-
أمرنا بطاعته وبطاعة رسوله، ونهانا عن اتباع الهوى وخطوات الشيطان، قال الله -جل
وعلا
-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ
) [الأنفال:20].
وقال -تعالى-:
(
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ
) [الأنفال:24]،
وقال -جل وعلا
-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ
) [النساء:59]،
وقال
: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا
الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى
رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ
) [المائدة:92].
وحذرنا من خطوات الشيطان فقال: (يَا
أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا
خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ
)
[
البقرة:168]، وقال: (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا
خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ
)
[
البقرة:208]، ورسول الله -صلى
الله عليه وسلم- يقول
: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما
جئتُ به
".
أيُّها المسلم: لطاعة الله وطاعة
رسوله ثمرات عظيمة للمسلم، فأول ذلك أن طاعة الله وطاعة رسوله علامة الإيمان
: (وَأَطِيعُوا
اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ
)
[
الأنفال:1].
ومنها: أن طاعة الله وطاعة رسوله
سببٌ في دخول الجنة، قال -جل وعلا
-: (وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
)
الخلاصة
حجاب المرأة المسلمة فرضٌ على
كلِّ مَن بلغت سن التكليف، وهو السن الذي ترى فيه الأنثى الحيض وتبلغ فيه مبلغ
النساء؛ فعليها أن تستر جسمَها ما عدا الوجهَ والكفين، وزاد جماعة من العلماء
القَدَمَين في جواز إظهارهما، ، وأمّا وجوب ستر ما عدا ذلك فلم يخالف فيه أحد
من المسلمين عبر القرون سلفًا ولا خلفًا؛ إذْ هو حكمٌ منصوصٌ عليه في صريح
الوحْيَيْن الكتاب والسنة، وقد انعقد عليه إجماع الأمة
.



ولم يكن لباس
المرأة مشكلةً منذ فرضه الله تعالى ولا دار حوله نقاش ولا تخلّت عنه المسلمات إلاّ
بعد دخول الاستعمار البلادَ الإسلامية واستفحال التبعية للغرب واستهداف حملات
التشويه لكلّ ما يلتزم به المسلمون ،خاصة ما تعلّق بالأخلاق والعفّة والتميّز
الإيماني
.
عندي صور
لتلاميذ المعهد الثانوي ذكور يلبسون كلهم شاشية وقرات منشورا للسلط الفرنسة
الاستعنارية تأمر بطرد كل تلميذ لا يعري راسه


ويكذب من
يزعم أن الحجاب يحبس المرأة في ظلمة الجهل
ويقزّم شخصيّتها ويعطّلها عن العطاء
العلمي والعملي، والواقع يرد هذه التّرّهات من أساسها
.

هذه أهمّ
ثوابت المرأة المسلمة، وهي الهدف الدائم المستمرّ للمؤامرات المتستّرة بتحرير
المرأة وترقيتها، فعلى المسلمة الثبات على دينها والاستعانة بربّها وإحباط
المخططات المعادية بمزيد من الالتزام والفهم الصّحيح
.
أيتها المسلمة: أن الله يريد لك
الخير، ويريد لك اجتناب الضلال واتباع الشهوات والميل مع الشهوات والشبهات
.
أيتها المرأة المسلمة: إن الله أمرك
بطاعته وطاعة رسوله، وعدك الخير، والثواب العظيم، 
أيتها المرأة المسلمة: يدعوك إسلامك
إلى الاستقامة على دين الله، والمحافظة على القيم والفضائل والمكارم، فهل تطيعين
مَن هو أولى بك منك؟ أم مَن يريدون تحررك من القيم والفضائل وإبعادك عن كل الأخلاق
والمكارم؟ من يريدون الزج بك في كل هاوية لا تحمدين عقباها، تحت مظلة الطمع المادي
فقط، فاتقي الله في نفسك، والزمِي شرع الله؛ ففيه العزة والكرامة لك في الدنيا
والآخرة
.
احذري طاعة من يريد أن يعرضك لذئاب
البشر، وضعفاء النفوس، وعُبَّاد الشهوات، اتقي الله تقوى يحفظك الله بها عن
الحرام، كوني مسلمة مؤمنة تربين أجيالا صالحة تخدم المجتمع بعزٍ وكرامة وتمسّك
بالقيم والفضائل، فاتقي الله في نفسك تقوى تحمين بها نفسك عن محارم الله، غضي
البصر، واحفظي الفرج، وابتعدي عن كل المغريات التي يعمى بها ضعفاء الإيمان
.
أسأل الله أن يحفظ الجميع بالإسلام،
وأنَّ يثبتنا وإيَّاكم على قوله الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، إنَّه على كل
شيء قدير
.
واعلموا -رحمكم اللهُ- أنّ أحسنَ
الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمورِ
محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ
.
وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ
اللهِ على الجماعةِ، ومن شذَّ شذَّ في النار
.
وصَلُّوا رَحِمَكُم اللهُ على عبد
الله ورسوله محمد كما أمركم بذلك ربكم قال تعالى
: (إِنَّ
اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
) [الأحزاب:56].
اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على
سيدنا محمد
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن
توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق ولا
يُقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، لك
الحمد على ما قضيت، نستغفرك ونتوب إليك، اللهم هب لنا عملاً صالحاً يقربنا إليك.
اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا،
اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا بها جنتك،
ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا،
ودنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً
لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين. اللهم اكفنا
بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك. اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا
تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك يا رب العالمين. اللهم إنا نعوذ بك من الخوف إلا
منك، ومن الفقر إلا إليك، ومن الذل إلا لك، نعوذ بك من عضال الداء، ومن شماتة
الأعداء، ومن السلب بعد العطاء. اللهم إنا نعوذ بك من كل ما يضرنا وما يؤذينا يا
رب العالمين.اللهم ما رزقتنا مما نحب فاجعله عوناً لنا فيما تحب، وما زويت عنا ما
نحب فاجعله فراغاً لنا فيما تحب
. اللهم
بفضلك وبرحمتك أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام، وأعز المسلمين، وخذ بيد
ولاتهم إلى ما تحب وترضى، إنك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير
اللَّهُمَّ
ارْحَمْنِي بالقُرْءَانِ وَاجْعَلهُ لِي إِمَاماً وَنُوراً وَهُدًى وَرَحْمَةً
*
اللَّهُمَّ
ذَكِّرْنِي مِنْهُ مَانَسِيتُ وَعَلِّمْنِي مِنْهُ مَاجَهِلْتُ وَارْزُقْنِي
تِلاَوَتَهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ وَاجْعَلْهُ لِي حُجَّةً
يَارَبَّ العَالَمِينَ
*
اللَّهُمَّ
أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ
الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي،
وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً
لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ
*
اللَّهُمَّ
اجْعَلْ خَيْرَ عُمْرِي آخِرَهُ وَخَيْرَ عَمَلِي خَوَاتِمَهُ وَخَيْرَ أَيَّامِي
يَوْمَ أَلْقَاكَ فِيهِ
*
اللَّهُمَّ
إِنِّي أَسْأَلُكَ عِيشَةً هَنِيَّةً وَمِيتَةً سَوِيَّةً وَمَرَدًّا غَيْرَ
مُخْزٍ وَلاَ فَاضِحٍ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ المَسْأَلةِ وَخَيْرَ
الدُّعَاءِ وَخَيْرَ النَّجَاحِ وَخَيْرَ العِلْمِ وَخَيْرَ العَمَلِ وَخَيْرَ
الثَّوَابِ وَخَيْرَ الحَيَاةِ وَخيْرَ المَمَاتِ وَثَبِّتْنِي وَثَقِّلْ
مَوَازِينِي وَحَقِّقْ إِيمَانِي وَارْفَعْ دَرَجَتِي وَتَقَبَّلْ صَلاَتِي
وَاغْفِرْ خَطِيئَاتِي وَأَسْأَلُكَ العُلَا مِنَ الجَنَّةِ
*
اللَّهُمَّ
إِنِّي أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمِ مَغْفِرَتِكَ وَالسَّلاَمَةَ
مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ
وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ
*
اللَّهُمَّ
أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، وَأجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا
وَعَذَابِ الآخِرَةِ
*
اللَّهُمَّ
اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَاتَحُولُ بِهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ
وَمِنْ طَاعَتِكَ مَاتُبَلِّغُنَا بِهَا جَنَّتَكَ وَمِنَ اليَقِينِ مَاتُهَوِّنُ
بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا
وَقُوَّتِنَا مَاأَحْيَيْتَنَا وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا
عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا وَلاَ تجْعَلْ
مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا
مَبْلَغَ عِلْمِنَا وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا
*
اللَّهُمَّ لَا
تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ وَلَا هَمَّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَلَا
دَيْنًا إِلَّا قَضَيْتَهُ وَلَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
إِلَّا قَضَيْتَهَا يَاأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ
*رَبَّنَا
آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ
النَّارِ وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ
وَأَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيراً
.


اللّهُمَّ افْتَحْ لنا فيهِ
أبوابَ فَضْلِكَ، وَأنزِل عَلَيَنا فيهِ بَرَكاتِكَ، وَوَفِّقْنينا فيهِ
لِمُوجِباتِ مَرضاتِكَ، وَأسْكِنِّا فيهِ جَنّاتَكَ، يا مَجيبَ دَعوَةِ
المُضْطَرِّينَ.
 اللهم هذا الشهر الذي انزلت فيه القرآن وانزلت
فيه ايات بينات من الهدى والفرقان اللهم ارزقنا صيامه واعنا على قيامه وان تكتبنا
من العتقاء من النار و أن تطيل أعمارنا وأن  وتوسع علينا من الرزق الحلال يارب العالمين
. اللهم اختم لنا شهر رمضان
برضوانك، وأجرنا فيه من عقوبتك ونيرانك، وجُدْ علينا بفضلك ورحمتك ومغفرتك
وامتنانك، وهب لنا ما وهبته لأوليائك، واجعلنا ممن وفرت له أقسامه فأسعدته بطاعتك
برحمتك يا أرحم الراحمين!
اللهم اجعلنا عند ختم رمضان
من الفائزين، وعند الثواب من الحائزين، وعند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من
الصابرين، ولا تجعلنا ممن استهوته الشياطين، فقذفته في الجحيم، برحمتك يا أرحم
الراحمين.
اللهم آتنا في الدنيا حسنة
وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ،
اللهم إنا نعوذ بك من
الفقر، والقلة والذلة ونعوذ بك من ان نظلِم أو أنظلَم، يامقلب القلوب ثبت قلبوبنا
على دينك، اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل، ونعوذ بك من
عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات، اللهم إني نسالك الهدى والسداد.

اللهم احسن عاقبتنا في
الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم إنا نعوذ بك من شر ما عملنا
ومن شر ما لم نعمل.
اللهم إنا نعوذ بك من يوم
السوء، ومن ليلة السوء، ومن ساعة السوء، ومن صاحب السوء، ومن جار السوء ،
. اللهم إني أسألك يا الله
بأنك الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد أن تغفر لي
ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم،
 لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله
رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم،
 اللهم إني أسألك الجنة وأستجير بك من النار.
اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والبخل والهرم وعذاب القبر،
 اللهم آت نفسي تقواها زكها انت خير من زكاها،
أنت وليها ومولاها.
اللهم إني أعوذ بك من علم
لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها.
اللَّهُمَّ لَا
تَدَعْ لَنَا ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ وَلَا هَمَّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ وَلَا
دَيْنًا إِلَّا قَضَيْتَهُ وَلَا حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
إِلَّا قَضَيْتَهَا يَاأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ
*رَبَّنَا
آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ
النَّارِ وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ
وَأَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيراً
.