خطبة
بعنوان: الإسراء والمعراج دروسٌ وعبرٌ
بعنوان: الإسراء والمعراج دروسٌ وعبرٌ
بتاريخ: 22 رجب 1440هـ - 29 مارس 2019 م
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد
الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم،
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا
اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون
أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين . أيها الإخوة المؤمنون، ﴿ سُبْحَانَ
الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى
الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه
هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ :
الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم،
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا
اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون
أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين . أيها الإخوة المؤمنون، ﴿ سُبْحَانَ
الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى
الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه
هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ :
الدرس الأول: بعد المحن تأتي المنح
الدرس الثاني: الصداقة الحقيقة بين الواقع والمأمول
الدرس الثالث : ذكر الله على كل حال
الدرس الرابع : شرف العبودية { أسرى بعبده }
الدرس الخامس: مكانة المسجد عموما
الدرس السادس : أهمية ومكانة المسجد الأقصى
الدرس السابع: أهمية الصلاة وسبب فرضيتها في السماء دون
بقية العبادات!!
بقية العبادات!!
الدرس الثامن: تسليم القيادة والريادة للنبي محمد صلى
الله عليه وسلم
الله عليه وسلم
الدرس التاسع: رؤية الحقائق الغيبية وأثرها في تثبيت
القلب وزيادة الإيمان
القلب وزيادة الإيمان
الدرس العاشر: حرمة أكل مال اليتيم
الدرس الأول: بعد المحن تأتي المنح
من المعلوم أن الرسول
صلى الله عليه وسلم أسرَّ بدعوته ثلاث سنوات؛ وحينما أمره الله بالجهر بالدعوة لقي
صلى الله عليه وسلم أشد أنواع الإيذاء والاضطهاد منذ أن جهر بالدعوة على جبل الصفا
؛ وكان أول من وقف ضده أقرب الناس إليه عمه أبو لهب قائلا: تبا لك يا محمد ألهذا
جمعتنا؟! ونزل في ذلك سورة المسد؛ ثم توالى الإيذاء بالسب والشتم تارة؛ وبرمي سلا
الجزور عليه وهو ساجد أخرى؛ وبالحصار في الشعب ثالثة؛ وأشق من ذلك كله عليه فقدان عمه أبو طالب وزوجه
خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وتبع ذلك عندما ذهب إلى أهل الطائف يطلب منهم الوقوف
بجانبه وأن يدخلوا الإسلام؛ فعمد إلى نفر من ثقيف، فآذوه إيذاءً شديداً؛ وسلطوا
عليه الصبيان يرمونه بالحجارة حتى أدموا عقبه؛ ثم عاد صلى الله عليه وسلم إلى مكة؛
فنزل جبريل عليه قائلاً بلسان الحال قم يا محمد: إذا كان أهل مكة آذوك وطردوك فإن
رب البرية لزيارته يدعوك!! فكانت رحلة الإسراء والمعراج؛ وبعد المحن تأتي المنح.
صلى الله عليه وسلم أسرَّ بدعوته ثلاث سنوات؛ وحينما أمره الله بالجهر بالدعوة لقي
صلى الله عليه وسلم أشد أنواع الإيذاء والاضطهاد منذ أن جهر بالدعوة على جبل الصفا
؛ وكان أول من وقف ضده أقرب الناس إليه عمه أبو لهب قائلا: تبا لك يا محمد ألهذا
جمعتنا؟! ونزل في ذلك سورة المسد؛ ثم توالى الإيذاء بالسب والشتم تارة؛ وبرمي سلا
الجزور عليه وهو ساجد أخرى؛ وبالحصار في الشعب ثالثة؛ وأشق من ذلك كله عليه فقدان عمه أبو طالب وزوجه
خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وتبع ذلك عندما ذهب إلى أهل الطائف يطلب منهم الوقوف
بجانبه وأن يدخلوا الإسلام؛ فعمد إلى نفر من ثقيف، فآذوه إيذاءً شديداً؛ وسلطوا
عليه الصبيان يرمونه بالحجارة حتى أدموا عقبه؛ ثم عاد صلى الله عليه وسلم إلى مكة؛
فنزل جبريل عليه قائلاً بلسان الحال قم يا محمد: إذا كان أهل مكة آذوك وطردوك فإن
رب البرية لزيارته يدعوك!! فكانت رحلة الإسراء والمعراج؛ وبعد المحن تأتي المنح.
أيها المسلون؛ أيها
الدعاة: إن هذه المحن والابتلاءات والشدائد التي نمر بها في حياتنا تعلِّمنا أن
الدنيا منزل ترح لا منزلُ فرح ، وأن من عرفها لم يفرح لرخاء ، ولم يحزن لشقاء ،
وأن الله قد جعلها دار بلوى ، وجعل الآخرة دار عقبى ، فجعل بلاءَ الدنيا لعطاء
الآخرة سبباً ، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً ، فيأخذ ليعطي ويبتلي ليجزي
.
الدعاة: إن هذه المحن والابتلاءات والشدائد التي نمر بها في حياتنا تعلِّمنا أن
الدنيا منزل ترح لا منزلُ فرح ، وأن من عرفها لم يفرح لرخاء ، ولم يحزن لشقاء ،
وأن الله قد جعلها دار بلوى ، وجعل الآخرة دار عقبى ، فجعل بلاءَ الدنيا لعطاء
الآخرة سبباً ، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً ، فيأخذ ليعطي ويبتلي ليجزي
.
إنها تُعلمنا أن للمحن
والمصائب حِكَماً جَليلة، منها أنها تسوق أصحابها إلى باب الله تعالى، وتُلبسهم
رداءَ العُبودية، وتُلجئهم إلى طلب العون من الله .
والمصائب حِكَماً جَليلة، منها أنها تسوق أصحابها إلى باب الله تعالى، وتُلبسهم
رداءَ العُبودية، وتُلجئهم إلى طلب العون من الله .
إنها تُعلِّمنا أنَّه لا
ينبغي أن تَصدَّنا المحن والعقبات، عن متابعة السير في استقامة وثبات .
ينبغي أن تَصدَّنا المحن والعقبات، عن متابعة السير في استقامة وثبات .
إنها تُعلِّمنا أنه لولا
الجهادُ والصبر ، ما عُبِدَ الله في الأرض ، ولا انتشر الإسلام في الخافقين ، ولا
قُمنا في هذا المكان ، وعلى أمواج الأثير نوحِّدُ الله ونُسبِّحه ، وندعو إليه .
الجهادُ والصبر ، ما عُبِدَ الله في الأرض ، ولا انتشر الإسلام في الخافقين ، ولا
قُمنا في هذا المكان ، وعلى أمواج الأثير نوحِّدُ الله ونُسبِّحه ، وندعو إليه .
إنها تُعلِّمنا أن اليسر
مع العُسر ، وأن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب .
مع العُسر ، وأن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب .
الدرس الثاني: الصداقة الحقيقة بين الواقع والمأمول
فحينما عاد صلى الله عليه وسلم من رحلة الإسراء والمعراج
وقص على قريش ما حدث كذبوه فيما قال؛ وعلى رأسهم المطعم بن عدي الذي قال: أنا أشهد
أنك كاذب، نحن نضرب أكباد الإبل إلى بيت المقدس مصعدا شهرا ومنحدرا شهرا، أتدعي
أنت أتيته في ليلة؟! واللات والعزى لا أصدقك. وانطلق نفرٌ من قريش إلى أبي بكر رضي
الله عنه يسألونه عن موقفه من الخبر ، فقال لهم: " لئن كان قال ذلك لقد
صدق" ، فتعجّبوا وقالوا: " أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء
قبل أن يصبح ؟! " ، فقال: " نعم؛ إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك ،
أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة " ، فأطلق عليه من يومها لقب "
الصديق". (عيون الأثر , وسبل الهدى والرشاد)
وقص على قريش ما حدث كذبوه فيما قال؛ وعلى رأسهم المطعم بن عدي الذي قال: أنا أشهد
أنك كاذب، نحن نضرب أكباد الإبل إلى بيت المقدس مصعدا شهرا ومنحدرا شهرا، أتدعي
أنت أتيته في ليلة؟! واللات والعزى لا أصدقك. وانطلق نفرٌ من قريش إلى أبي بكر رضي
الله عنه يسألونه عن موقفه من الخبر ، فقال لهم: " لئن كان قال ذلك لقد
صدق" ، فتعجّبوا وقالوا: " أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء
قبل أن يصبح ؟! " ، فقال: " نعم؛ إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك ،
أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة " ، فأطلق عليه من يومها لقب "
الصديق". (عيون الأثر , وسبل الهدى والرشاد)
ولا ننسى لهفة أبي بكر وحبه لصحبة الرسول صلى الله عليه
وسلم في الهجرة؛ وهذا الحب هو الذي أبكى أبا بكر فرحاً بصحبته صلى الله عليه وسلم!!
إن هذا الحب هو الذي أرخص عند أبي بكر كل ماله ليؤثر به الحبيب صلى الله عليه وسلم
على أهله ونفسه.
وسلم في الهجرة؛ وهذا الحب هو الذي أبكى أبا بكر فرحاً بصحبته صلى الله عليه وسلم!!
إن هذا الحب هو الذي أرخص عند أبي بكر كل ماله ليؤثر به الحبيب صلى الله عليه وسلم
على أهله ونفسه.
وفي طريق الهجرة كما ذكر ابن القيم في زاد الميعاد،
والبيهقي في الدلائل: " أن أبا بكر ليلة انطلق مع رسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ إلى الغار، كان يمشي بين يديه ساعة، ومن خلفه ساعة، فسأله، فقال: أذكر
الطلب (ما يأتي من الخلف) فأمشي خلفك، وأذكر الرصد (المترصد في الطريق) فأمشي
أمامك، فقال صلى الله عليه وسلم: " لو كان شيء أحْبَبْتَ أن تُقتل دوني؟ "،
قال: أي والذي بعثك بالحق، فلما انتهيا إلى الغار قال: مكانك يا رسول الله حتى
أستبرئ لك الغار، فاستبرأه "
والبيهقي في الدلائل: " أن أبا بكر ليلة انطلق مع رسول الله ـ صلى الله عليه
وسلم ـ إلى الغار، كان يمشي بين يديه ساعة، ومن خلفه ساعة، فسأله، فقال: أذكر
الطلب (ما يأتي من الخلف) فأمشي خلفك، وأذكر الرصد (المترصد في الطريق) فأمشي
أمامك، فقال صلى الله عليه وسلم: " لو كان شيء أحْبَبْتَ أن تُقتل دوني؟ "،
قال: أي والذي بعثك بالحق، فلما انتهيا إلى الغار قال: مكانك يا رسول الله حتى
أستبرئ لك الغار، فاستبرأه "
لقد ضرب الصديق لنا مثلا رائعا في أن الصداقة مبادئ
ومواقف، وليست شعارات وأقوالا؛ وهكذا الصداقة الحقيقية, ولله در من قال:
ومواقف، وليست شعارات وأقوالا؛ وهكذا الصداقة الحقيقية, ولله در من قال:
جزى الله الشدائد كل خير * * * * * عرفت بها عدوي من
صديقي
صديقي
وإنك لو نظرت إلى واقعنا المعاصر تجد أن الصداقة من أجل
المصلحة والمنفعة والفائدة؛ فإذا انتهت المصلحة والفائدة انقطع حبل الصداقة؛ وتجد
الشخص يتودد إليك بالكلام المعسول؛ ويقابلك بالقبلات والأحضان والمعانقة؛ فإذا
احتجت إليه وقت العسر والشدة كأنه لا يعرفك؛ وكان أبعد الناس منك؛ وفي ذلك يقول
لقمان الحكيم: ثلاثة لا يعرفون إلا عند ثلاثة: لا يعرف الحليم إلا عند الغضب؛ ولا
يعرف الشجاع إلا عند الحرب؛ ولا يعرف الأخ إلا عند الحاجة إليه.( المجالسة وجواهر
العلم للدينوري)؛ وكفي بالواقع المعاصر
على ذلك دليلا!!!
المصلحة والمنفعة والفائدة؛ فإذا انتهت المصلحة والفائدة انقطع حبل الصداقة؛ وتجد
الشخص يتودد إليك بالكلام المعسول؛ ويقابلك بالقبلات والأحضان والمعانقة؛ فإذا
احتجت إليه وقت العسر والشدة كأنه لا يعرفك؛ وكان أبعد الناس منك؛ وفي ذلك يقول
لقمان الحكيم: ثلاثة لا يعرفون إلا عند ثلاثة: لا يعرف الحليم إلا عند الغضب؛ ولا
يعرف الشجاع إلا عند الحرب؛ ولا يعرف الأخ إلا عند الحاجة إليه.( المجالسة وجواهر
العلم للدينوري)؛ وكفي بالواقع المعاصر
على ذلك دليلا!!!
الدرس الثالث
: ذكر الله على كل حال
: ذكر الله على كل حال
تبدأ سورة الإسراء بكلمة " سبحان " فيها
التنزيه والتعظيم والإجلال لصاحب هذه المعجزة من ألفها إلى يائها ، فكانت المعجزة
كلها بقدر الله وبقدرة الله عز وجل ، ولكي تتعلم الأمة درس التسبيح والتعظيم
والتمجيد لله عز وجل ومفاد ذلك :
التنزيه والتعظيم والإجلال لصاحب هذه المعجزة من ألفها إلى يائها ، فكانت المعجزة
كلها بقدر الله وبقدرة الله عز وجل ، ولكي تتعلم الأمة درس التسبيح والتعظيم
والتمجيد لله عز وجل ومفاد ذلك :
أن تعيش الأمة مسبحة لله ... أن تعيش الأمة ذاكرة لله
.......... أن تعيش الأمة موصولة بذكرها وتسبيحها لله عز وجل ، ولما لا تعيش الأمة
مسبحة لربها والكون كله مسبح لله يقول تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ
يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ}(الإسراء: 44) .
.......... أن تعيش الأمة موصولة بذكرها وتسبيحها لله عز وجل ، ولما لا تعيش الأمة
مسبحة لربها والكون كله مسبح لله يقول تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ
يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ}(الإسراء: 44) .
فكل عبادة في هذا الدين الحنيف لها حد ووقت إلا الذكر
ليس له حد ولا وقت ولا حال يقول تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ
وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ
يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ
فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً
سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }(آل عمران: 190 – 191)؛ فهذا الرجل الذي
سأل النبي- "- عن عباده يسهل يطبقها وترفع درجته عند ربه فقال له المعصوم-
" -: " لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله ".(أحمد والترمذي)
ليس له حد ولا وقت ولا حال يقول تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ
وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ * الَّذِينَ
يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ
فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً
سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }(آل عمران: 190 – 191)؛ فهذا الرجل الذي
سأل النبي- "- عن عباده يسهل يطبقها وترفع درجته عند ربه فقال له المعصوم-
" -: " لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله ".(أحمد والترمذي)
ومن العجيب أيضا أن عبادة ذكر الله كانت وصية خليل الله
إبراهيم للمعصوم- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- في هذه الرحلة المباركة
فعندما صعد النبي- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- إلى السماء السابعة وجد
خليل الله إبراهيم ساندًا ظهره إلى البيت المعمور فقال له: يا محمد أقرئ أمتك مني
السلام؛ وأخبرهم أن الجنةَ طيبة التربة وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله والحمد
لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله"..
إبراهيم للمعصوم- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- في هذه الرحلة المباركة
فعندما صعد النبي- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- إلى السماء السابعة وجد
خليل الله إبراهيم ساندًا ظهره إلى البيت المعمور فقال له: يا محمد أقرئ أمتك مني
السلام؛ وأخبرهم أن الجنةَ طيبة التربة وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله والحمد
لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله"..
فينبغي أن يكون للمرء ورد ذكر في يومه وليلته، فما ترك
رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرًا إلا وعلمنا فيه ذكرًا ودعاءً، ذكر الاستيقاظ
من النوم، دخول الخلاء والخروج من الخلاء، لبس الثياب، الطعام، الخروج من المنزل،
ركوب الدابة.. كل شيء حتى تعود إلى نومك.. فهل شغلنا أنفسنا بذلك وكانت ألسنتنا
رطبةً بذكر الله عبيدًا وعبادًا؟
رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرًا إلا وعلمنا فيه ذكرًا ودعاءً، ذكر الاستيقاظ
من النوم، دخول الخلاء والخروج من الخلاء، لبس الثياب، الطعام، الخروج من المنزل،
ركوب الدابة.. كل شيء حتى تعود إلى نومك.. فهل شغلنا أنفسنا بذلك وكانت ألسنتنا
رطبةً بذكر الله عبيدًا وعبادًا؟
الدرس الرابع : شرف العبودية { أسرى بعبده } :
يقول المولى سبحانه: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى
بِعَبْدِهِ }( الإسراء: 1)؛ ولماذا لم يقل
برسوله أو نبيه أو حبيبه أو خليله ، فلله عز وجل في كونه عبيد وعباد، فكلنا عبيد
الله؛ الطائع فينا والعاصي والمؤمن فينا والكافر، ولكن عباد الله هم الذين أخلصوا
له فاتحد اختيارهم مع منهج الله سبحانه وتعالى ، ما قال لهم افعلوه فعلوه وما
نهاهم عنه انتهوا؛ ولذلك عندما يتحدث القرآن عنهم بين خلق الله لا يسميهم عبيد
ولكن يسميهم عبادًا يقول تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى
الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا }(الفرقان:
63).
بِعَبْدِهِ }( الإسراء: 1)؛ ولماذا لم يقل
برسوله أو نبيه أو حبيبه أو خليله ، فلله عز وجل في كونه عبيد وعباد، فكلنا عبيد
الله؛ الطائع فينا والعاصي والمؤمن فينا والكافر، ولكن عباد الله هم الذين أخلصوا
له فاتحد اختيارهم مع منهج الله سبحانه وتعالى ، ما قال لهم افعلوه فعلوه وما
نهاهم عنه انتهوا؛ ولذلك عندما يتحدث القرآن عنهم بين خلق الله لا يسميهم عبيد
ولكن يسميهم عبادًا يقول تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى
الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا }(الفرقان:
63).
والحق قد استخدم كلمة عبده ليدلنا إلى حقيقتين هامتين؛
الأولى: أن الإسراء بالروح والجسد ولم يكن منامًا، والثانية والأهم: أن الله جل
جلاله يريد أن يثبت لنا أن العبوديةَ له هي أسمى المراتب التي يصل إليها الإنسان،
فالعبودية لله عزة ما بعدها عزة ، وعطاء ما بعده عطاء؛ وفي ذلك يقول الحق سبحانه
وتعالي: { فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا
وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا}( الكهف: 65).
الأولى: أن الإسراء بالروح والجسد ولم يكن منامًا، والثانية والأهم: أن الله جل
جلاله يريد أن يثبت لنا أن العبوديةَ له هي أسمى المراتب التي يصل إليها الإنسان،
فالعبودية لله عزة ما بعدها عزة ، وعطاء ما بعده عطاء؛ وفي ذلك يقول الحق سبحانه
وتعالي: { فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا
وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا}( الكهف: 65).
إن العبودية لله شرف ، والعبودية للبشرية نقيصة وذلة ؛
لأن السيدَ يريد أن يأخذ خير عبده وأن يجرده من كل حقوقه وماله، ولكن الله سبحانه
وتعالى يعطي بغير حساب فكفى بالمرء عزًا أن يكون عبدًا وكفى به فخرًا أن يكون الله
له ربًا ، ولقد خُيِّر رسول الله- صلى الله عليه وسلم - بين أن يكون نبيَّا ملكًا
أو عبدًا رسولاً فاختار أن يكون عبدًا نبيا..( دلائل النبوة للبيهقي) ؛ وبهذه
العبودية وصل رسول الله- صلى الله عليه وسلم - إلى مكانٍ لم يصل إليه ملكٌ مقربٌ
ولا نبي مرسل، بل كان رسول الله يجتهد أن يصل إلى هذه العبودية الحقة بقيامِ الليل
حتى تورمت أقدامه؛ فلما أشفقت عليه زوجه عائشة- رضي الله عنها- وقالت: يا رسول
الله هون على نفسك فأنت الذي غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر.. فقال:"
يا عائشة، أفلا أكون عبدًا شكورًا ؟!" (متفق عليه)؛ بل طلبَ من أمته ذلك؛
فقال- صلى الله عليه وسلم -: " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم؛ فإنما
أنا عبده؛ فقولوا عبد الله ورسوله".(البخاري)
لأن السيدَ يريد أن يأخذ خير عبده وأن يجرده من كل حقوقه وماله، ولكن الله سبحانه
وتعالى يعطي بغير حساب فكفى بالمرء عزًا أن يكون عبدًا وكفى به فخرًا أن يكون الله
له ربًا ، ولقد خُيِّر رسول الله- صلى الله عليه وسلم - بين أن يكون نبيَّا ملكًا
أو عبدًا رسولاً فاختار أن يكون عبدًا نبيا..( دلائل النبوة للبيهقي) ؛ وبهذه
العبودية وصل رسول الله- صلى الله عليه وسلم - إلى مكانٍ لم يصل إليه ملكٌ مقربٌ
ولا نبي مرسل، بل كان رسول الله يجتهد أن يصل إلى هذه العبودية الحقة بقيامِ الليل
حتى تورمت أقدامه؛ فلما أشفقت عليه زوجه عائشة- رضي الله عنها- وقالت: يا رسول
الله هون على نفسك فأنت الذي غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر.. فقال:"
يا عائشة، أفلا أكون عبدًا شكورًا ؟!" (متفق عليه)؛ بل طلبَ من أمته ذلك؛
فقال- صلى الله عليه وسلم -: " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم؛ فإنما
أنا عبده؛ فقولوا عبد الله ورسوله".(البخاري)
وليعلم كل مسلم أن التمكين والنصر والتأييد والأمن لا
يكون إلا لعباد الله عز وجل المخلصين قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ
كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ
الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا
يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} (النور: 55).
يكون إلا لعباد الله عز وجل المخلصين قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ
كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ
الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا
يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} (النور: 55).