samedi 26 décembre 2015
vendredi 18 décembre 2015
lundi 14 décembre 2015
vendredi 11 décembre 2015
lundi 7 décembre 2015
vendredi 4 décembre 2015
mardi 1 décembre 2015
vendredi 27 novembre 2015
dimanche 22 novembre 2015
lundi 16 novembre 2015
dimanche 8 novembre 2015
vendredi 6 novembre 2015
jeudi 5 novembre 2015
شعر جميل جدا لسيدنا علي كرم الله وجهه
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنُه وإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعُها ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطنةً حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائنٍ في الآفاق قد بنيت أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها
لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها
لكل نفس وان كانت على وجلٍ من المَنِيَّةِ آمالٌ تقويها
المرء يبسطها والدهر يقبضُها والنفس تنشرها والموت يطويها
إنما المكارم أخلاقٌ مطهرةٌ الدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها والصبر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أنى لا أصادقها ولست ارشدُ إلا حين اعصيها
واعمل لدار ٍغداً رضوانُ خازنها والجار احمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيشٌ نابتٌ فيها
أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسل والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفةً تسبحُ الله جهراً في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها بركعةٍ في ظلام الليل يحييها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنها إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنُه وإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعُها ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطنةً حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائنٍ في الآفاق قد بنيت أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها
لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيها فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها
لكل نفس وان كانت على وجلٍ من المَنِيَّةِ آمالٌ تقويها
المرء يبسطها والدهر يقبضُها والنفس تنشرها والموت يطويها
إنما المكارم أخلاقٌ مطهرةٌ الدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعها والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها والصبر تاسعها واللين باقيها
والنفس تعلم أنى لا أصادقها ولست ارشدُ إلا حين اعصيها
واعمل لدار ٍغداً رضوانُ خازنها والجار احمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها والزعفران حشيشٌ نابتٌ فيها
أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسل والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطير تجري على الأغصان عاكفةً تسبحُ الله جهراً في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها بركعةٍ في ظلام الليل يحييها
dimanche 1 novembre 2015
vendredi 23 octobre 2015
mercredi 21 octobre 2015
vendredi 25 septembre 2015
jeudi 24 septembre 2015
vendredi 18 septembre 2015
قصة فتح مدينة القدس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قصة فتح مدينة القدس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه
لحظة تاريخية، جليلة، ذهبية تلك التي تسلم بها، أمير المؤمنين، خليفة المسلمين، عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مفاتيح بيت المقدس.
هذه هي جيوش المسلمين، تقتحم معاقل الفرس والروم وتدكها، ولم يبقى غير القدس هدفاً، لكن نصارى القدس، لم يحبذوا فكرة دخول المسلمين إلى الأرض المقدسة بسيوفهم، وتسيل الدماء هناك، فأرسلوا للخليفة العادل، يطلبون منه المجيء لديارهم، ليسلموها له، ويسلموه مفاتيحها.
وصل رجاءهم لخليفة المسلمين عمر رضي الله عنه، فلم يخيب رجاءهم، وكان بإمكانه، وهو قائد المسلمين أن يرفض، ويدخلها عبر السيف والدماء، ويأمر باقتحامها، كما فتحت أكثر المدن في عصره، لكنه لم يفعل، وهنا تبدأ حكاية ذلك الفتح التاريخي، والذي كلما قرأته في كتب التاريخ مرة بعد مرة، انتابني ذلك الشعور بالبكاء، والعزة والفخر، بالبكاء على حال قدسنا اليوم، وعزتي بغبار إسلامي، فكيف فتح الخليفة العادل القدس؟.
لم يمشي عمر بن الخطاب للقدس بخيل قوية مطهمة، ولا بجيوش جرارة، ولا بعظمة وأبهة غير عظمة الإيمان في قلبه، مشى إليها بناقة وخادم معه، وزاد هو عبارة عن كفايته الطريق من الماء والخبز والتمر.
ومشى إليها يقطع الفيافي، في رحلة تاريخية، من المدينة للقدس، يقطع وخادمه الصحراء، وحيدين، أعزلين، يتلوان سورة يس، كان عمر رضي الله عنه يركب ناقته ساعة، ويمشي خادمه، ثم ينزل ليركب خادمه ساعة أخرى، ويمشي هو، ثم يمشي الاثنان ليريحا الناقة، حتى الناقة كانت في حساب الاستراحة،مسافة 2400كيلومتر، في رحلة شاقة، يرافقهما لهيب الصحراء، يمشيان، ويركبان، حتى وصلا قريباً من الجيش المحاصر للقدس بقيادة أبو عبيدة الجراح، وبينهما منخفض ملئ بالماء والطين، وكان الخادم راكباً، وعمر ماشياً بيده مقود الناقة، لم يأمر عمر خادمه أن يتنحى ليركب الناقة ويجتاز الوحل أمامه، وكان الخادم يريد أن ينزل ليمشى ويركب أمير المؤمنين إلا أن الخليفة العادل أبى ذلك كله، وبعظمة العدل والرحمة والتواضع، خلع أمير المؤمنين نعليه، قائد جيوش الفتوحات الإسلامية الكبيرة، هازمة الروم والفرس، خلعهما ووضعهما على عاتقه، شمّر ثيابه إلى ما فوق ركبتيه وخاض الوحل، حتى يجتاز المنخفض من جهة قواد جيوش المسلمين!!!!، فتمرغت ساقاه بالوحل، وعندما علمت جيوش المسلمين بمقدم أمير المؤمنين، هب قائدها أبو عبيدة مع قواده الأربعة ليستقبلوه استقبالا يليق بمقام خليفة المسلمين، حين شاهد أبو عبيدة ما ناب ساقي أمير المؤمنين من الوحل قال له عن طيب نية، والحرص على أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه:" يا أمير المؤمنين لو أمرت بركوب، فإنهم ينظرون إلينا".
غضب عمر بعد مقولة أبي عبيدة هذه غضبته التاريخية الشهيرة، وصاح بوجه هذا القائد الذي هزم الدولة البيزنطية، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، صاح به قائلا مقولته التاريخية الشهيرة:" والله لو غيرك قالها يا أبا عبيدة لجعلته عبرة لآل محمد صلى الله عليه وسلم!!! لقد كنا أذلة فأعزنا الله بالإسلام، فإذا ابتغينا عزاً بغير الإسلام أذلنا الله".
الله! الله! ما أعظمه من درس تاريخي يا عمر، تخبأه لجند فلسطين اليوم، تحثهم على استمرارهم في مسيرة تحرير القدس من اليهود الغاصبين، المحتلين، بالإسلام فقط سنحرر فلسطين، وبهجره نخسرها ونخسر القدس أجمعين، ونخسر مكانتنا وقيمتنا بين الأمم والشعوب.
لم يمكث عمر الوقت الطويل عند أبي عبيدة، فهو لم يأتي للسياحة والتنزه والاستراحة، فالوقت غال وثمين، وفتح القدس قاب قوسين وأدنى، بل واصل الركب المسير باتجاه القدس، إذ هي قريبة من مركز القيادة، وكان عمر رضي الله عنه راكباً، وخادمه ماشياً، يقرآن سورة يس، وانتهت المدة التي يستريح بها أمير المؤمنين فوق الناقة، ويجب أن يستريح خادمه، ياااااااااه لعدلك يا عمر ورحمتك ورأفتك!!!!! وكم نفتقد لأمثال ذلك بيننا في أيامنا هذه، فنزل عمر عن الناقة ليمشي، وركب خادمه، وأخذ عمر بزمام الناقة، ورجلاه لا تزالا ممرغتين بالوحل.
وصل الركب الفاتح، المثل الأعلى للحضارة، والقيم الرفيعة العظيمة والنبل السامية ممثلةً بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب، إلى باب دمشق، أحد أسوار القدس، والخليفة يمشي يقود الناقة، وخادمه راكب، وحشود الروم من عسكريين ومدنيين متجمهرين عند الأسوار، يتفرجون مذهولين مصعوقين غير مصدقين، لأغرب مشهد تاريخي حضاري لا يحلمون برؤيته، ولا حتى نحن جيل القرن الواحد والعشرين، وقد كان هناك فنانون ورسامون فرسم أحدهم صورة له تحدث عنها بعض الكتب العربية فجاء فيها : " كتاب يوناني مخطوط في دير المصابة، يذكر حادثة مجيء الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتسلم بيت المقدس، ومع النص رسم يمثل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه حين دخوله القدس، وقد رسموه في ثياب أهل الجزيرة العربية، ملتحياً داخلاً من باب دمشق، باب العمود، ذا مهابة ووقار، ماشياً على قدميه في تواضع المخلصين الأبرار، آخذاً مقود الراحلة بيسراه، وإلى أعلى الرسم غلام أجرد أسود، مستقراً فوق رحلها، رافعاً في وجه القوم عصاه، مستنكراً سجودهم لمولاه_يعني عمر بن الخطاب_، صائحاً فيهم: ويحكم! ارفعوا رؤوسكم، فانه لا ينبغي السجود إلا لله."
حتى إذا استقر الركب عند الباب، نزل إليه رئيس الأساقفة " صفر يانوس"، البطريرك، وبيده مفاتيح القدس، وبعد أن سلّم عليه، قال له: إن صفات من يتسلم مفاتيح إيلياء (بيت المقدس) ثلاثة، وهي مكتوبة في كتابنا - يقصد شروح الإنجيل- :
أولها: يأتي ماشياً وخادمه راكب.
ثانيها: يأتي ورجلاه ممرغتان في الوحل.
وثالثها: لو سمحت أن أعدّ الرقع التي في ثوبك.
فعدّها، فإذا هي سبع عشرة رقعة! فقال: وهذه هي الصفة الثالثة، يا سلام، لا تسلم مفاتيح القدس إلا لقائد أمير يمتلك أوسمة ثلاثاً هي من أرفع أوسمة التاريخ وأشرفها وأعلاها وأغلاها قيمة، ركب الخادم، الوحل، والرقع على الثوب، وهل هناك بعد من أوسمة أخرى أعلى من هذه الأوسمة لتفتح بها القدس مسرى رسولنا الكريم، وهل أعلى من هذا الشرف ليسلم البطريرك المفاتيح، نعم هذه هي أوسمة الإسلام الذهبية، حين تأكد البطريرك من ثبوت العلامات الثلاث سلّم أمير المؤمنين مفاتيح القدس، واتجه إلى زاوية يبكي، فأتاه عمر رضي الله عنه يسليه ويعزّيه، بسماحة القائد المنتصر، بدلا من اهانته وتحقيره والاستعلاء عليه والتعاظم والتفاخر، كما يحصل في أيامنا هذه، بل تقدم عمر العادل من البطريك"صفر" وقال له برحمة المسلمين "إن الدنيا دول وأنشد: فيوم علينا ويوم لنا ويوماً نُساءُ ويوماً نُسرّ"
فأجابه بطريرك القدس:" ما حزنت لأنكم دخلتم دخول الفاتحين الغزاة، لتكون الدنيا دول بيننا، ونستردها يوماً ما، ولكنكم ملكتموها إلى الأبد بعقيدة الإسلام وحكم الإسلام، وأخلاق الإسلام".
وضاع منا اليوم الإسلام فخسرناها خسران الفاشلين الجبناء الصامتين.
وبعد أن تسلم الفاروق مفاتيح بيت المقدس، وقّع مع أهلها النصارى" الوثيقة العمرية" والتي سأنقل لكم بعضاً من نصها حيث للأسف تعرض جزء منها ،والتي احتفظ بنسخة مصورة منها، لبعض التلف وقد وضعت النقاط في الأماكن التي تعرضت للتلف ولم أستطع قراءة مضمونها:
" بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم. ولكنائسهم .... وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم. ولا ينتقص منها ولا من حيزها. ولا من صلبهم، ولا شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم،*ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود.
وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن. وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص. فمن خرج... فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم. ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية....
...أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم حتى يبلغوا... ومن كان بها من أهل الأرض فمن شاء منهم قعد، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار.... ومن شاء رجع إلى أهله، لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم. وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله ... رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية"
شهد على الوثيقة: خالد بن الوليد ،عمرو بن العاص. كتب وحضر سنة 15هـ عبد الرحمن بن عوف، معاوية بن أبي سفيان، عمر بن الخطاب
وقد نصت الوثيقة على أن يعامل فيها أهل إيلياء بالمساواة، بالحقوق والواجبات، من دون تمايز الفاتحين على المغلوبين ومن دون تفضيل المسلمين على النصارى في المعاملات، وسجل في الوثيقة أن لأهل إيلياء ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين، كما اشترط أهل إيلياء النصارى على خليفة المسلمين عمر رضي الله عنه أن لا يسمح ليهودي أن يسكنها معهم كما هو مبين في نص الوثيقة أعلاه*" ولا يسكن بايلياء معهم أحد من اليهود". فوافق على ذلك، لعلمه بما كان هناك من أحقاد وضغينة ومجازر فظيعة قام بها اليهود، وبما يكيد اليهود دائما من الدسائس وفوضى، فأمر عمر بإخراجهم منها.
ثم دخل الفاروق القدس، ودخل كنيسة القيامة، وتروي بعض كتب التاريخ أنه رأى بعض آثار هيكل سليمان وما تبقى منها وعليه التراب، فانحنى إليه يمسحه بطرف ثوبه، فأقبل من ورائه الجند يزيحون عنه الغبار، حتى تلألأ ، ورمم عمر من الهيكل ما استطاع، وبنى فيه الجامع المنسوب إليه جامع عمر، ويعلق المؤرخون على ذلك: أن لو كان للهيكل لسان لقال: هذه حرية الإسلام، وعدالة الإسلام، والهياكل محرّمة في الإسلام، وهيكل اليهود لا يقرّه الإسلام ولا يعترف بقدسيته، ولكنه احترام لمشاعر أهل الكتاب، وترك الحرية التامة لهم بممارسة شؤونهم الدينية من غير تدخل في شؤونهم، ولو كانت طقوسهم مغايرة أو مضادة لعقيدة المسلمين.
ثم جاء وقت الصلاة، وهو في كنيسة القيامة، فأعلن لمن معه أن الكنيسة مكان عبادة الله، ومسموح له أن يصلي فيها، ولكن يخاف أن يأتي يوم يقول فيه المسلمون : أن عمر الفاروق صلى هنا، فيقتطعون من الكنيسة مسجداً لهم، فخرج وصلّى على بعد 500متر منها، حيث أشيد مكان صلاته مسجد سمّي بمسجد عمر، وهو يبعد كذلك بنفس المسافة عن الأقصى الذي كان منه معراج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء.
ولعمري هذا هو ما كنت أتكلم عنه وما نعنيه اليوم من سماحة الإسلام تجاه أهل الكتاب، واحترام مشاعرهم وشعائرهم وتقاليدهم.
بعد كل نصر تاريخي، يكون هناك احتفال تاريخي، لكن احتفال عمر والمسلمين بفتح القدس كان احتفالاً نوعي متميّز، كفتحهم النوعي المجيد، فأمضى الليل والمسلمين بالابتهال لله والدعاء والقيام، وكان عمر رضي الله عنه إذا اعتدل من سجوده، رأوه يبكي، قالوا له يا أمير المؤمنين أتبكي ساعة النصر؟ ! قال نعم ذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بما معناه : { لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تقبل عليكم الدنيا، كما أقبلت على من كان قبلكم فتنافسوا كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم.}
ولم تزل مفاتيح كنيسة القيامة حتى اليوم بأيدي إحدى الأسر المسلمة العريقة، التي سلمها إياها المسيحيون من سكان إيلياء، حين تسلم الفاروق للقدس، ثقة منهم بالفاتحين الأبرار من المسلمين.
منقول
هذه هي جيوش المسلمين، تقتحم معاقل الفرس والروم وتدكها، ولم يبقى غير القدس هدفاً، لكن نصارى القدس، لم يحبذوا فكرة دخول المسلمين إلى الأرض المقدسة بسيوفهم، وتسيل الدماء هناك، فأرسلوا للخليفة العادل، يطلبون منه المجيء لديارهم، ليسلموها له، ويسلموه مفاتيحها.
وصل رجاءهم لخليفة المسلمين عمر رضي الله عنه، فلم يخيب رجاءهم، وكان بإمكانه، وهو قائد المسلمين أن يرفض، ويدخلها عبر السيف والدماء، ويأمر باقتحامها، كما فتحت أكثر المدن في عصره، لكنه لم يفعل، وهنا تبدأ حكاية ذلك الفتح التاريخي، والذي كلما قرأته في كتب التاريخ مرة بعد مرة، انتابني ذلك الشعور بالبكاء، والعزة والفخر، بالبكاء على حال قدسنا اليوم، وعزتي بغبار إسلامي، فكيف فتح الخليفة العادل القدس؟.
لم يمشي عمر بن الخطاب للقدس بخيل قوية مطهمة، ولا بجيوش جرارة، ولا بعظمة وأبهة غير عظمة الإيمان في قلبه، مشى إليها بناقة وخادم معه، وزاد هو عبارة عن كفايته الطريق من الماء والخبز والتمر.
ومشى إليها يقطع الفيافي، في رحلة تاريخية، من المدينة للقدس، يقطع وخادمه الصحراء، وحيدين، أعزلين، يتلوان سورة يس، كان عمر رضي الله عنه يركب ناقته ساعة، ويمشي خادمه، ثم ينزل ليركب خادمه ساعة أخرى، ويمشي هو، ثم يمشي الاثنان ليريحا الناقة، حتى الناقة كانت في حساب الاستراحة،مسافة 2400كيلومتر، في رحلة شاقة، يرافقهما لهيب الصحراء، يمشيان، ويركبان، حتى وصلا قريباً من الجيش المحاصر للقدس بقيادة أبو عبيدة الجراح، وبينهما منخفض ملئ بالماء والطين، وكان الخادم راكباً، وعمر ماشياً بيده مقود الناقة، لم يأمر عمر خادمه أن يتنحى ليركب الناقة ويجتاز الوحل أمامه، وكان الخادم يريد أن ينزل ليمشى ويركب أمير المؤمنين إلا أن الخليفة العادل أبى ذلك كله، وبعظمة العدل والرحمة والتواضع، خلع أمير المؤمنين نعليه، قائد جيوش الفتوحات الإسلامية الكبيرة، هازمة الروم والفرس، خلعهما ووضعهما على عاتقه، شمّر ثيابه إلى ما فوق ركبتيه وخاض الوحل، حتى يجتاز المنخفض من جهة قواد جيوش المسلمين!!!!، فتمرغت ساقاه بالوحل، وعندما علمت جيوش المسلمين بمقدم أمير المؤمنين، هب قائدها أبو عبيدة مع قواده الأربعة ليستقبلوه استقبالا يليق بمقام خليفة المسلمين، حين شاهد أبو عبيدة ما ناب ساقي أمير المؤمنين من الوحل قال له عن طيب نية، والحرص على أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه:" يا أمير المؤمنين لو أمرت بركوب، فإنهم ينظرون إلينا".
غضب عمر بعد مقولة أبي عبيدة هذه غضبته التاريخية الشهيرة، وصاح بوجه هذا القائد الذي هزم الدولة البيزنطية، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، صاح به قائلا مقولته التاريخية الشهيرة:" والله لو غيرك قالها يا أبا عبيدة لجعلته عبرة لآل محمد صلى الله عليه وسلم!!! لقد كنا أذلة فأعزنا الله بالإسلام، فإذا ابتغينا عزاً بغير الإسلام أذلنا الله".
الله! الله! ما أعظمه من درس تاريخي يا عمر، تخبأه لجند فلسطين اليوم، تحثهم على استمرارهم في مسيرة تحرير القدس من اليهود الغاصبين، المحتلين، بالإسلام فقط سنحرر فلسطين، وبهجره نخسرها ونخسر القدس أجمعين، ونخسر مكانتنا وقيمتنا بين الأمم والشعوب.
لم يمكث عمر الوقت الطويل عند أبي عبيدة، فهو لم يأتي للسياحة والتنزه والاستراحة، فالوقت غال وثمين، وفتح القدس قاب قوسين وأدنى، بل واصل الركب المسير باتجاه القدس، إذ هي قريبة من مركز القيادة، وكان عمر رضي الله عنه راكباً، وخادمه ماشياً، يقرآن سورة يس، وانتهت المدة التي يستريح بها أمير المؤمنين فوق الناقة، ويجب أن يستريح خادمه، ياااااااااه لعدلك يا عمر ورحمتك ورأفتك!!!!! وكم نفتقد لأمثال ذلك بيننا في أيامنا هذه، فنزل عمر عن الناقة ليمشي، وركب خادمه، وأخذ عمر بزمام الناقة، ورجلاه لا تزالا ممرغتين بالوحل.
وصل الركب الفاتح، المثل الأعلى للحضارة، والقيم الرفيعة العظيمة والنبل السامية ممثلةً بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب، إلى باب دمشق، أحد أسوار القدس، والخليفة يمشي يقود الناقة، وخادمه راكب، وحشود الروم من عسكريين ومدنيين متجمهرين عند الأسوار، يتفرجون مذهولين مصعوقين غير مصدقين، لأغرب مشهد تاريخي حضاري لا يحلمون برؤيته، ولا حتى نحن جيل القرن الواحد والعشرين، وقد كان هناك فنانون ورسامون فرسم أحدهم صورة له تحدث عنها بعض الكتب العربية فجاء فيها : " كتاب يوناني مخطوط في دير المصابة، يذكر حادثة مجيء الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتسلم بيت المقدس، ومع النص رسم يمثل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه حين دخوله القدس، وقد رسموه في ثياب أهل الجزيرة العربية، ملتحياً داخلاً من باب دمشق، باب العمود، ذا مهابة ووقار، ماشياً على قدميه في تواضع المخلصين الأبرار، آخذاً مقود الراحلة بيسراه، وإلى أعلى الرسم غلام أجرد أسود، مستقراً فوق رحلها، رافعاً في وجه القوم عصاه، مستنكراً سجودهم لمولاه_يعني عمر بن الخطاب_، صائحاً فيهم: ويحكم! ارفعوا رؤوسكم، فانه لا ينبغي السجود إلا لله."
حتى إذا استقر الركب عند الباب، نزل إليه رئيس الأساقفة " صفر يانوس"، البطريرك، وبيده مفاتيح القدس، وبعد أن سلّم عليه، قال له: إن صفات من يتسلم مفاتيح إيلياء (بيت المقدس) ثلاثة، وهي مكتوبة في كتابنا - يقصد شروح الإنجيل- :
أولها: يأتي ماشياً وخادمه راكب.
ثانيها: يأتي ورجلاه ممرغتان في الوحل.
وثالثها: لو سمحت أن أعدّ الرقع التي في ثوبك.
فعدّها، فإذا هي سبع عشرة رقعة! فقال: وهذه هي الصفة الثالثة، يا سلام، لا تسلم مفاتيح القدس إلا لقائد أمير يمتلك أوسمة ثلاثاً هي من أرفع أوسمة التاريخ وأشرفها وأعلاها وأغلاها قيمة، ركب الخادم، الوحل، والرقع على الثوب، وهل هناك بعد من أوسمة أخرى أعلى من هذه الأوسمة لتفتح بها القدس مسرى رسولنا الكريم، وهل أعلى من هذا الشرف ليسلم البطريرك المفاتيح، نعم هذه هي أوسمة الإسلام الذهبية، حين تأكد البطريرك من ثبوت العلامات الثلاث سلّم أمير المؤمنين مفاتيح القدس، واتجه إلى زاوية يبكي، فأتاه عمر رضي الله عنه يسليه ويعزّيه، بسماحة القائد المنتصر، بدلا من اهانته وتحقيره والاستعلاء عليه والتعاظم والتفاخر، كما يحصل في أيامنا هذه، بل تقدم عمر العادل من البطريك"صفر" وقال له برحمة المسلمين "إن الدنيا دول وأنشد: فيوم علينا ويوم لنا ويوماً نُساءُ ويوماً نُسرّ"
فأجابه بطريرك القدس:" ما حزنت لأنكم دخلتم دخول الفاتحين الغزاة، لتكون الدنيا دول بيننا، ونستردها يوماً ما، ولكنكم ملكتموها إلى الأبد بعقيدة الإسلام وحكم الإسلام، وأخلاق الإسلام".
وضاع منا اليوم الإسلام فخسرناها خسران الفاشلين الجبناء الصامتين.
وبعد أن تسلم الفاروق مفاتيح بيت المقدس، وقّع مع أهلها النصارى" الوثيقة العمرية" والتي سأنقل لكم بعضاً من نصها حيث للأسف تعرض جزء منها ،والتي احتفظ بنسخة مصورة منها، لبعض التلف وقد وضعت النقاط في الأماكن التي تعرضت للتلف ولم أستطع قراءة مضمونها:
" بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم. ولكنائسهم .... وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم. ولا ينتقص منها ولا من حيزها. ولا من صلبهم، ولا شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم،*ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود.
وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن. وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص. فمن خرج... فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم. ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية....
...أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم حتى يبلغوا... ومن كان بها من أهل الأرض فمن شاء منهم قعد، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار.... ومن شاء رجع إلى أهله، لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم. وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله ... رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية"
شهد على الوثيقة: خالد بن الوليد ،عمرو بن العاص. كتب وحضر سنة 15هـ عبد الرحمن بن عوف، معاوية بن أبي سفيان، عمر بن الخطاب
وقد نصت الوثيقة على أن يعامل فيها أهل إيلياء بالمساواة، بالحقوق والواجبات، من دون تمايز الفاتحين على المغلوبين ومن دون تفضيل المسلمين على النصارى في المعاملات، وسجل في الوثيقة أن لأهل إيلياء ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين، كما اشترط أهل إيلياء النصارى على خليفة المسلمين عمر رضي الله عنه أن لا يسمح ليهودي أن يسكنها معهم كما هو مبين في نص الوثيقة أعلاه*" ولا يسكن بايلياء معهم أحد من اليهود". فوافق على ذلك، لعلمه بما كان هناك من أحقاد وضغينة ومجازر فظيعة قام بها اليهود، وبما يكيد اليهود دائما من الدسائس وفوضى، فأمر عمر بإخراجهم منها.
ثم دخل الفاروق القدس، ودخل كنيسة القيامة، وتروي بعض كتب التاريخ أنه رأى بعض آثار هيكل سليمان وما تبقى منها وعليه التراب، فانحنى إليه يمسحه بطرف ثوبه، فأقبل من ورائه الجند يزيحون عنه الغبار، حتى تلألأ ، ورمم عمر من الهيكل ما استطاع، وبنى فيه الجامع المنسوب إليه جامع عمر، ويعلق المؤرخون على ذلك: أن لو كان للهيكل لسان لقال: هذه حرية الإسلام، وعدالة الإسلام، والهياكل محرّمة في الإسلام، وهيكل اليهود لا يقرّه الإسلام ولا يعترف بقدسيته، ولكنه احترام لمشاعر أهل الكتاب، وترك الحرية التامة لهم بممارسة شؤونهم الدينية من غير تدخل في شؤونهم، ولو كانت طقوسهم مغايرة أو مضادة لعقيدة المسلمين.
ثم جاء وقت الصلاة، وهو في كنيسة القيامة، فأعلن لمن معه أن الكنيسة مكان عبادة الله، ومسموح له أن يصلي فيها، ولكن يخاف أن يأتي يوم يقول فيه المسلمون : أن عمر الفاروق صلى هنا، فيقتطعون من الكنيسة مسجداً لهم، فخرج وصلّى على بعد 500متر منها، حيث أشيد مكان صلاته مسجد سمّي بمسجد عمر، وهو يبعد كذلك بنفس المسافة عن الأقصى الذي كان منه معراج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء.
ولعمري هذا هو ما كنت أتكلم عنه وما نعنيه اليوم من سماحة الإسلام تجاه أهل الكتاب، واحترام مشاعرهم وشعائرهم وتقاليدهم.
بعد كل نصر تاريخي، يكون هناك احتفال تاريخي، لكن احتفال عمر والمسلمين بفتح القدس كان احتفالاً نوعي متميّز، كفتحهم النوعي المجيد، فأمضى الليل والمسلمين بالابتهال لله والدعاء والقيام، وكان عمر رضي الله عنه إذا اعتدل من سجوده، رأوه يبكي، قالوا له يا أمير المؤمنين أتبكي ساعة النصر؟ ! قال نعم ذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بما معناه : { لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تقبل عليكم الدنيا، كما أقبلت على من كان قبلكم فتنافسوا كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم.}
ولم تزل مفاتيح كنيسة القيامة حتى اليوم بأيدي إحدى الأسر المسلمة العريقة، التي سلمها إياها المسيحيون من سكان إيلياء، حين تسلم الفاروق للقدس، ثقة منهم بالفاتحين الأبرار من المسلمين.
منقول
dimanche 26 juillet 2015
vendredi 17 juillet 2015
lundi 13 juillet 2015
jeudi 25 juin 2015
من درر سورة العلق
تفسير سورة العلق خطبة 26جوان بجامع أم المؤمنين السيدة
عائشة رضي الله عنها
شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ
وإذا سمعت { أُنْزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ } فافهم أن هناك كلمات " أنزل " و " نَزّل " و " نزل " ، فإذا سمعت كلمة " أنزل " تجدها منسوبة إلى الله دائما:إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ وهو الانزال جملة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا أما في كلمة " نَزَلَ " فهو سبحانه يقول": نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ " الشعراء" من السماء الدنيا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدأ بمطلع سورة العلق
عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال اقرأ قال ما أنا بقارئ قال فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ قلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم فرجع بها رسول الله: صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة وأخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة كلا والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل ابن عم خديجة وكان امرأ قد تنصر في الجاهلية وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له خديجة يا ابن عم اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة يا ابن أخي ماذا ترى فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى فقال له ورقة هذا الناموس الذي نزل الله على موسى يا ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أومخرجي هم قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي
ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ } * { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ } * { ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلأَكْرَمُ } * { ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ } * { عَلَّمَ ٱلإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }
* { كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ } * { أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ} * { إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰ } *
{ أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يَنْهَىٰ } * { عَبْداً إِذَا صَلَّىٰ } * { أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَىٰ ٱلْهُدَىٰ } * { أَوْ أَمَرَ بِٱلتَّقْوَىٰ } * { أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } * { أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ } * { كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ } * { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } * { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ } * {سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ } * { كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب }
سورة العلق هي فاتحة التنزيل وسورة الفاتحة هي فتحة الترتيل
تنقسم السورة إلى محاور أساسية
1الأمر بالقراءة وطلب العلم وتدوينه
2سبب طغيان الانسان وعلاجه
3مثال من طغيان الانسان :محاربة التدين
4 وموقف المسلم من الطغاة: عدم الطاعة والتصدي لهم
المحور الأول هو أمران بالقراءة اقرا باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرا وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم
جعل الله سبحانه وتعالى هذه السورة فاتحة للتنزيل مثلما جعل الفاتحة فاتحة للترتيل لتأسيس الحضارة الاسلامية والمجتمع الاسلامي قائما على القراءة وهي قراءة باسم الرب الخالق لان القراءة بغير اسم الله هي قراءة بالاستغناء عن الله تسبب الطغيان
فالقراءة التي لا تكون باسم الله تكون قراءة مصلحية ضيقة تخرب الكون وتنشر الحروب الاقتصادية والعسكرية لاستعباد الشعوب بسلاح العلم الذي يكون في النهاية خرابا عليها
أهمية التعليم بالقلم "ن والقلم وما يسطرون "لأن المعرفة لا تكون كاملة إلا بالكتابة فالقلم هو وسيط حضاري به ينقل الانسان تجارب الأجيال عبر التاريخ بالتدوين لأن الذاكرة تضعف والمعلومات تموت بموت الحفاظ لذلك لما كثر القتل في حفاظ القرآن قرر المسلمون جمع القرآن وتدوينه في مصحف واحد حتى لا يضيع بموت حفاظه
فسورة العلق تأمر بالقراءة في الكون المنظور في جميع ما خلق الله وتامر بالقراءة في الكتاب المسطور لتنظيم عالم الأرض
اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم : أكرم بني آدم بالعلم وميزه به عن جميع مخلوقاته :"وعلم آدم الأسماء كلها "
لذلك اصلاح منظومة التربية لا يكون فاعلاوجديا إلا إذا ربطنا في مدارسنا العلم بالايمان والعلم بالأخلاق
المحور الثاني :كلا إن الانسان ليطغى أن رآه استغنى والمقصود بالاستغناء هو ليس الاستغناء الحقيقي عن الله لأنه ليس في امكان مخلوق فعل ذلك بل هو توهم الاستغناء "أن رآه استغنى "في الخلق والتكوين والاهتداء إلى الصراط المستقيم
الآيات بينت سبب الطغيان وهو الخروج عن الحد وهو مخالفة الوسطية ومخالفة التوازن فليس المقصود به الدكاتورية فقط أو طغاة العالم من الحكام فقط بل كل انحراف عن الصراط المستقيم طغيان كل شيء زائد عن الحد هو طغيان "إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية "الأمة الاسلامية عندما تخرج عن حد الوسطية تطغى إما نحو التشدد أو نحو التسيب والفساد ومتى يطغى الانسان عندما يتوهم في نفسه الاستغناء
ثم بينت الآية أن علاج الطغيان هو الايمان بأنه ليس خالدا في الدنيا ويؤمن بأنه عائد إلى ربه ليحاسبه "إن إلى ربك الرجعى"فسيعرف قدره وضعفه وعجزه وربما يعود الى الصراط المستقيم
المحور الثالث :
وختمت السورة ببيان نموذج من سلوك الطغاة :"أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى ؟أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ؟ أرأيت إن كذب وتولى؟ ألم يعلم بأن الله يرى؟
هذا الطاغية همه أن ينهى الناس عن العبادة نهيه عن الصلاة أي نهيه عن كل عبادة وعن كل مظهر من مظاهر التدين وهو ضد حرية التدين
أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى ؟هذا انموذج في مكة في عهد رسول الله ص فكيف عالجت السورة هذا الطغيان وهذه المقاومة لمظاهر التدين؟
تعاملت معه بثلاثة طرق
النصيحة ثم تفسير السلوك وبيان الانحراف ثم التهديد
عندما قال : :"أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى ؟أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ؟ أرأيت إن كذب وتولى؟ ألم يعلم بأن الله يرى؟
أما كان خيرا عوض أن يمارس العنف ضد المتدينين وضد المصلين وأن ينهى عن الصراط المستقيم كما يفعل الشيطان أما كان الأولى له أن يكون على الهدى؟وأن يكون آمرا بالتقوى؟ ولا يستطيع أن يأمر بالتقوى إلا إذا كان على الهدى ولكنه مادام على صراط أعوج فإنه ينهى عن التقوى يقوم بالعكس
الله سبحانه وتعالى يقول : { وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلٰوةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
}العكس المنافقون والمنافقات { ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِٱلْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
لا يستثمرون ولا يفعلون الخير وهو ضد التنمية الاجتماعية والاقتصادية
هذا الطاغية ينهى عن الصلاة
ثم فسرت سبب نهيه عن الصلاة وهو التكذيب بالرسالة محمد صلى الله عليه وسلم والتولي والاعراض
قد نزلت في أبي جهل إذ مر برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يصلي عند المقام. فقال (يا محمد. ألم أنهك عن هذا؟ وتوعده. فأغلظ له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وانتهره..) ولعلها هي التي أخذ فيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بخناقه وقال به: { أولى لك ثم أولى } فقال: يا محمد بأي شيء تهددني؟ أما والله إني لأكثر هذا الوادي نادياً، فأنزل الله: { فليدع نادية... } وقال ابن عباس لو دعا ناديه لأخذته ملائكة العذاب من ساعته. ولكن دلالة السورة عامة في كل مؤمن طائع عابد داع إلى الله. وكل طاغ باغ ينهى عن الصلاة، ويتوعد على الطاعة، ويختال بالقوة.. والتوجيه الرباني الأخير { كلا! لا تطعه واسجد واقترب }..
ثم جاء التهديد :كلا لئن لم ينته,,,,,, ثم تهديد مباشر لهم
والزبانية هي ملائكة جهنم غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون سيدفعونه في جهنم بمقدم رأسه وهي الناصية وهي موطن الوعي في الدماغ وهي التي يتحكم الله بها في الجسد: ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاءك الناصية هي جوهر مسؤولية الانسان في اتخاذ القرار لذلك نسب الله سبحانه الكذب والخطأ لها كاذبة في عقيدتها خاطئة في سلوكها
ثم التفت الخطاب الى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وإلى جميع المسلمين الى يوم القيامة
"كلا لا تطعه واسجد واقترب "لماذا قال واسجد واقترب ؟لأن أكثر الناس تسجد دون اقتراب سجود لا خشوع فيه ولا روحانية في الصلاة فهذا سجود فقط ليس فيه اقتراب من الله من هنا كان السجود مقترنا بالاقتراب كما قال ص : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأخلصوا في الدعاء "
فاسجد واقترب فكأننا هنا أمام سجودين سجود بالجسد وهو الحركة وسجود بالقلب وهو الاقتراب من الخالق
جسدك عندما يقف ينقطع عن السجود وقلبك ينقطع عن السجود عندما يغفل عن ذكرالله
Haut du formulaire
samedi 20 juin 2015
dimanche 14 juin 2015
كلمتي في افتتاح ندوة اصلاح التعليم بسوسة31ماي2015
توأمان لا يفترقان علم وايمان ,تربية وتعليم .قراءة في المصحف الكبير الكون وقراءة في المصحف المرتل القرآن ,قراءة باسم الرحمن لصالح البشرية "اقرا باسم ربك "وتقديس للقلم "الذي علم بالقلم " وتدوين للعلوم : "ن والقلم وما يسطرون"
vendredi 12 juin 2015
lundi 8 juin 2015
jeudi 4 juin 2015
lundi 1 juin 2015
lundi 25 mai 2015
dimanche 24 mai 2015
mardi 19 mai 2015
lundi 18 mai 2015
dimanche 17 mai 2015
vendredi 15 mai 2015
mercredi 13 mai 2015
خواطر حول الاسراء والمعراج خطبة الجمعة 15ماي 2015
خواطر حول الاسراء والمعراج خطبة الجمعة 15ماي 2015
بجامع الحنفية سوسة المدينة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين،
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا،
وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل
باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك
في عبادك الصالحين . أيها الإخوة المؤمنون، ﴿ سُبْحَانَ
الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى
الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه
هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ : الموضوع متعلق بمعجزة الإسراء،التر حدثت ليلة 27رجب من السنة العاشرة للهجرة بعد الحصار الخطير والقاتل للمسلمين لماذا بدأت هذه المعجزة بقول الله سبحانه وتعالى :
﴿ سُبْحَانَ ﴾ و(سُبْحَان) اسم يدلُّ على الثبوت والدوام، فكأن تنزيه الله موجود وثابت له سبحانه قبل أن يوجد المنزِّه، كما نقول في الخلق، فالله خالق ومُتصف بهذه الصفة قبل أنْ يخلق شيئاً.
إذن: كلمة (سُبْحَان) جاءت هنا لتشير إلى أنَّ ما بعدها أمرٌ خارج عن نطاق قدرات البشر، فإذا ما سمعتَه إياك أنْ تعترضَ أو تقول: كيف يحدث هذا؟ بل نزِّه الله أن يُشابه فِعْلُه فِعْلَ البشر، فإن قال لك: إنه أسرى بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيتَ المقدس في ليلة، مع أنهم يضربون إليها أكباد الإبل شهراً، فإياك أن تنكر.
فربك لم يقُلْ: سَرَى محمد، بل أُسْرِي به. فالفعل ليس لمحمد ولكنه لله، وما دام الفعل لله فلا تُخضعْه لمقاييس الزمن لديك، ففِعْل الله ليس كفعل البشر.
إذن: تنزيه الله ثابت له قبل أن يوجد مَنْ يُنزِّهه سبحانه، فإذا وُجِد المنزّه تحوَّل الأسلوب من الاسم إلى الفعل، فقال سبحانه:
{ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ }
وهل سبَّح وسكت وانتهى التسبيح؟ لا، بل:{ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْض].
على سبيل الدوام والاستمرار، وما دام الأمر كذلك والتسبيح ثابت له، وتُسبِّح له الكائنات في الماضي والحاضر، فلا تتقاعس أنت أيُّها المكلَّف عن تسبيح ربك، يقول تعالى:
{ سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلأَعْلَىٰ }
أي: سبّحْ، ومعنى سبحْ أي: نزّه، ومعنى سبّحْ أي: مجّد، نزّه ومجد . ما علاقة التسبيح بهذه المعجزة التي كانت في حق النبي عليه الصلاة والسلام؟ العلاقة هي أن ينتقل إنسان من مكة إلى بيت المقدس، وأن يعرج إلى السماوات، وأن يصل إلى سدرة المنتهى، وأن يعود إلى مكة في جزء يسير من الليل، هذا فوق طاقة البشر، لا يمكن أن يُحْدِثَ هذا إلا خالق الكون الذي بيده أن يعطل قوانين المكان والزمان، فالزمان له قانون، والمكان له قانون، الله سبحانه وتعالى عطّل قانون المكان، وقانون الزمان، فجاء النبي عليه الصلاة والسلام، وانتقل بجسده الطاهر وبروحه الشريفة من مكة المكرمة إلى بيت المقدس، ومن بيت المقدس إلى السماء، فالانتقال من مكة المكرمة إلى بيت المقدس إسراء، والانتقال من بيت المقدس إلى السماوات العلا معراج . إذاً: جاءت كلمة ( سبحان ) أي نَزّه هذا الرب، وعظّمه، ومَجَّدَهُ، فهو الذي بيده كل شيء، بيده المكان، ولو شاء لألغى قوانين المكان، وبيده الزمان، ولو شاء لألغى قوانين الزمان، إذاً : ( سبحان ) تعني ما أعظم الخالق الذي بيده كل شيء، لا يحدث شيء إلا بأمر الله وعلمه وقدرته وتقديره .إذاً: مناسبة أن تأتي كلمة ( سبحان )في مطلع سورة تشير إلى معجزة تمت للرسول عليه الصلاة والسلام بانتقاله من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ومن المسجد الأقصى إلى السماوات العلا، في جزء يسير من الليل، هذه معجزة فيها خرق لقوانين المكان والزمان، ولا يستطيع أن يفعلها إلا خالق الكون، وخالق المكان، وخالق الزمان .
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ﴾ سبّح أيها القارئ، أيها المؤمن، أيها المسلم، ونَزِّه وَمَجِّد وَعَظِّم . ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ﴾ كان المعنى: أنه أسرى بعبده ليلاً .
فالحق سبحانه أسرى بعبد، فالفعل لله تعالى، وليس لمحمد صلى الله عليه وسلم فلا تَقِسْ الفعل بمقياس البشر، ونزِّه فِعْل الله عن فِعْلك، وقد استقبل أهل مكة هذا الحدث استقبال المكذِّب. فقالوا: كيف هذا ونحن نضرب إليها أكباد الإبل شهراً، وهم كاذبون في قولهم؛ لأن رسول الله لم يَدَّع أنه سَرَى بل قال: أُسْرِي بي.
. لماذا جاءت كلمة ليلاً؟ العلماء قالوا: جاءت كلمة
ليلاً لتؤكد أن الإسراء تم بالليل! ﴿ سُبْحَانَ
الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ﴾ تأكيد على أن هذه المعجزة تمت في
الليل لماذا قال الله عز وجل : ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ﴾
أن الليل جاء ليؤكد أنه وقت المناجاة والتجلي والاتصال، وبعض العارفين بالله كان
يناجي ربه : يا رب، قد هجعت الطيور إلى أعشاشها،
وأغلقت الملوك أبوابها، وآوى كل حبيب إلى حبيبه، وأنا واقف ببابك، أرتجي جنابك يا
رب . الليل وقت المناجاة، ووقت الاتصال، ووقت
التهجد، ووقت الإقبال والتضرع، سبحانك لا يطيب الليل إلا بمناجاتك، ولا يطيب
النهار إلا بخدمة عبادك، لا تطيب الدنيا إلا بذكرك، ولا تطيب الآخرة إلا ببرك .
إذاً أول معنى: أن الليل تأكيد إلى أن الإسراء تم في الليل . والمعنى الثاني: دليل
على أن هذه المعجزة التي تحتاج إلى سنوات وسنوات تمت في جزء يسير من الليل ! القمر
يعد أقرب شيء للأرض، يكاد القمر والأرض يكونان كوكباً واحداً ! القمر يبعد عنا
ثانية ضوئية، فإذا تألق ضوء في القمر وصل إلينا في ثانية واحدة، والشمس تبعد عنا
ثماني دقائق، والمجموعة الشمسية قطرها ثلاث عشرة ساعة، وطول درب التبانة مئة
وخمسون ألف ثانية ضوئية، وبعض المجرات تبعد عنا ستة عشر ألف مليون سنة ضوئية ! ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ(75)وَإِنَّهُ
لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ أما النبي العدنان عليه الصلاة والسلام
فأسرِي به من مكة، إلى بيت المقدس، إلى السماوات العلا ذهاباً وإياباً وعودة،
والفراش لا يزال ساخناً، وعُطِّلَت قوانين الزمان، وعُطِّلَت قوانين المكان، ولا
يفعل هذا إلا الواحد الديان ! ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا ﴾
لعبد كلمة تُطلق على الروح والجسد معاً، هذا مدلولها، لا يمكن أن تُطلَق على الروح
فقط.
لكن، لماذا اختار الحق سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم هذه الصفة بالذات؟
أي: أُسْرِي به؛ لأنه صادق العبودية لله، وما دام هو عبده فقد أخلص في عبوديته لربه، فاستحق أنْ يكون له مَيْزة وخصوصية عن غيره، فالإسراء والمعراج عطاء من الله استحقَّه رسوله بما حقّق من عبودية لله.
وفَرْق بين العبودية لله والعبودية للبشر، فالعبودية لله عِزٌّ وشرف يأخذ بها العبدُ خَيْرَ سيده، وقال الشاعر:
وَمِمّا زَادَني شَرَفاً وَعِزّاً وكِدْتُ بأخْمُصِي أَطَأَ الثُّريَّا
دُخُولِي تَحْتَ قولِكَ يَا عِبَادِي وَأنْ صَيَّرت أحمدَ لِي نبيّاً
أما عبودية البشر للبشر فنقْصٌ ومذلَّة وهوان، حيث يأخذ السيد خَيْر عبده، ويحرمه ثمره كَدِّه.
ويكفيك عِزّاً وكرامة أنك إذا أردتَ مقابلة سيدك أن يكون الأمر في يدك، فما عليكَ إلا أنْ تتوضأ وتنوي المقابلة قائلاً: الله أكبر، فتكون في معية الله عز وجل في لقاء تحدد أنت مكانه وموعده ومُدّته، وتختار أنت موضوع المقابلة، وتظل في حضرة ربك إلى أن تنهي المقابلة متى أردتَ.
لكن، لماذا اختار الحق سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم هذه الصفة بالذات؟
أي: أُسْرِي به؛ لأنه صادق العبودية لله، وما دام هو عبده فقد أخلص في عبوديته لربه، فاستحق أنْ يكون له مَيْزة وخصوصية عن غيره، فالإسراء والمعراج عطاء من الله استحقَّه رسوله بما حقّق من عبودية لله.
وفَرْق بين العبودية لله والعبودية للبشر، فالعبودية لله عِزٌّ وشرف يأخذ بها العبدُ خَيْرَ سيده، وقال الشاعر:
وَمِمّا زَادَني شَرَفاً وَعِزّاً وكِدْتُ بأخْمُصِي أَطَأَ الثُّريَّا
دُخُولِي تَحْتَ قولِكَ يَا عِبَادِي وَأنْ صَيَّرت أحمدَ لِي نبيّاً
أما عبودية البشر للبشر فنقْصٌ ومذلَّة وهوان، حيث يأخذ السيد خَيْر عبده، ويحرمه ثمره كَدِّه.
ويكفيك عِزّاً وكرامة أنك إذا أردتَ مقابلة سيدك أن يكون الأمر في يدك، فما عليكَ إلا أنْ تتوضأ وتنوي المقابلة قائلاً: الله أكبر، فتكون في معية الله عز وجل في لقاء تحدد أنت مكانه وموعده ومُدّته، وتختار أنت موضوع المقابلة، وتظل في حضرة ربك إلى أن تنهي المقابلة متى أردتَ.
وما أحسنَ ما قال
الشاعر:
حَسْبُ نَفْسِي عِزّاً بِأَنِّي عَبْدٌ يَحْتَفِي بِي بِلاَ مَواعِيدَ رَبُّ
هُو في قُدْسِه الأعَزِّ ولكِنْ أنَا أَلْقَى متَى وَأَيْنَ أُحِبُّ
حَسْبُ نَفْسِي عِزّاً بِأَنِّي عَبْدٌ يَحْتَفِي بِي بِلاَ مَواعِيدَ رَبُّ
هُو في قُدْسِه الأعَزِّ ولكِنْ أنَا أَلْقَى متَى وَأَيْنَ أُحِبُّ
فما بالك لو حاولت لقاء
عظيم من عظماء الدنيا؟ وكم أنت مُلاقٍ من المشقة والعنت؟ وكم دونه من الحجّاب
والحرّاس؟ ثم بعد ذلكَ ليس لك أن تختار لا الزمان ولا المكان، ولا الموضوع ولا
غيره.
اجعل لربك كل عـز ك
يستقر ويثبت فإذا اعتززت بمن يموت فإن عزك ميت
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا بعبده، الهاء ضمير غائب يعود على الله سبحانه وتعالى، هل من تشريف أعظم من أن يضاف العبد إلى سيده؟ ومن أن يضاف إلى خالقه؟ ومن أن يضاف إلى الذات العلية ؟ وإلى صاحب الأسماء الحسنى والصفات الفضلى، وإلى واجب الوجود، وإلى الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، وإلى رافع السماوات بغير عمد بعبده،
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ﴾معنى : الحرام : و معنى الحرام أن هذه الكعبة المشرفة، ومكة المكرمة، جعلها الله بلداً حراماً، يحرم القتال بها في الأشهر الحرم، ويحرم الصيد فيها، ويحرم قطع النبات فيها، لأنها بلد مقدس، ومن أجل أن تكون أمناً للناس، ومثابة، وكذلك المسجد الأقصى، المسجد البعيد، تقول : الشرق الأدنى، والشرق الأقصى، والمسجد الأقصى أي : المسجد البعيد عن أهل مكة، رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعرج حتى أسري به إلى المسجد الأقصى وكذلك أمة الاسلام لن تنهض وتقف على قدميها وترتقي ولن تعرج في مدارج الرقي حتى تسري إلى المسجد الأقصى مادام المسجد الأقصى معطلا وما دمنا خارج دائرة الاسراء أي خارج العزم على تحريره واستئصال هذا الورم الصهيوني من الجسم الاسلامي فصعب أن نصل إلى المعراج أي إلى مدارج الرقي بين الأمم وتكون لنا الرفعة والمكانة والعزة ولذلك القضية الأم عند المسلمين يجب أن تكون قضية القدس وليست قضايا أخرى هامشية عنف وارهاب وقتل بعضنا بعضا
﴿ مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ﴾
لذلك لما سمع أبو جهل خبر الإسراء طار به إلى المسجد وقال: إن صاحبكم يزعم أنه أُسْرِي به الليلة من مكة إلى بيت المقدس، فمنهم مَنْ قلّب كفَّيْه تعجُّباً، ومنهم مَنْ أنكر، ومنهم مَن ارتد.
أما الصِّدِّيق أبو بكر فقد استقبل الخبر استقبالَ المؤمن المصدِّق، ومن هذا الموقف سُمِّي الصديق، وقال قولته المشهورة: " إن كان قال فقد صدق ".
إذن: عمدته أن يقول رسول الله، وطالما قال فهو صادق، هذه قضية مُسلَّم بها عند الصِّدِّيق رضي الله عنه.
ثم قال: " إنَّا لَنُصدقه في أبعد من هذا، نُصدِّقه في خبر السماء (الوحي)، فكيف لا نُصدّقه في هذا "؟
إذن: الحق سبحانه جعل هذا الحادث مَحكّاً للإيمان، ومُمحِّصاً ليقين الناس، حتى يغربل مَنْ حول رسول الله، ولا يبقى معه إلا أصحاب الإيمان واليقين الثابت الذي لا يهتز ولا يتزعزع.
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا بعبده، الهاء ضمير غائب يعود على الله سبحانه وتعالى، هل من تشريف أعظم من أن يضاف العبد إلى سيده؟ ومن أن يضاف إلى خالقه؟ ومن أن يضاف إلى الذات العلية ؟ وإلى صاحب الأسماء الحسنى والصفات الفضلى، وإلى واجب الوجود، وإلى الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، وإلى رافع السماوات بغير عمد بعبده،
﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ﴾معنى : الحرام : و معنى الحرام أن هذه الكعبة المشرفة، ومكة المكرمة، جعلها الله بلداً حراماً، يحرم القتال بها في الأشهر الحرم، ويحرم الصيد فيها، ويحرم قطع النبات فيها، لأنها بلد مقدس، ومن أجل أن تكون أمناً للناس، ومثابة، وكذلك المسجد الأقصى، المسجد البعيد، تقول : الشرق الأدنى، والشرق الأقصى، والمسجد الأقصى أي : المسجد البعيد عن أهل مكة، رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعرج حتى أسري به إلى المسجد الأقصى وكذلك أمة الاسلام لن تنهض وتقف على قدميها وترتقي ولن تعرج في مدارج الرقي حتى تسري إلى المسجد الأقصى مادام المسجد الأقصى معطلا وما دمنا خارج دائرة الاسراء أي خارج العزم على تحريره واستئصال هذا الورم الصهيوني من الجسم الاسلامي فصعب أن نصل إلى المعراج أي إلى مدارج الرقي بين الأمم وتكون لنا الرفعة والمكانة والعزة ولذلك القضية الأم عند المسلمين يجب أن تكون قضية القدس وليست قضايا أخرى هامشية عنف وارهاب وقتل بعضنا بعضا
﴿ مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ﴾
لذلك لما سمع أبو جهل خبر الإسراء طار به إلى المسجد وقال: إن صاحبكم يزعم أنه أُسْرِي به الليلة من مكة إلى بيت المقدس، فمنهم مَنْ قلّب كفَّيْه تعجُّباً، ومنهم مَنْ أنكر، ومنهم مَن ارتد.
أما الصِّدِّيق أبو بكر فقد استقبل الخبر استقبالَ المؤمن المصدِّق، ومن هذا الموقف سُمِّي الصديق، وقال قولته المشهورة: " إن كان قال فقد صدق ".
إذن: عمدته أن يقول رسول الله، وطالما قال فهو صادق، هذه قضية مُسلَّم بها عند الصِّدِّيق رضي الله عنه.
ثم قال: " إنَّا لَنُصدقه في أبعد من هذا، نُصدِّقه في خبر السماء (الوحي)، فكيف لا نُصدّقه في هذا "؟
إذن: الحق سبحانه جعل هذا الحادث مَحكّاً للإيمان، ومُمحِّصاً ليقين الناس، حتى يغربل مَنْ حول رسول الله، ولا يبقى معه إلا أصحاب الإيمان واليقين الثابت الذي لا يهتز ولا يتزعزع.
لذلك قال تعالى في آية
أخرى: وَمَا
جَعَلْنَا ٱلرُّؤيَا ٱلَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ.. }
وهذا دليل آخر على أن الإسراء لم يكُنْ مناماً، فالإسراء لا يكون فتنة واختباراً إلا إذا كان حقيقة لا مناماً، فالمنام لا يُكذِّبه أحد ولا يختلف فيه الناس.
المعراج هو انتقال علم رسول الله صلى الله عليه وسلم من علم غيبي بواسطة جبريل عليه السلام إلى علم شهادة بمعنى أن رسول الله لما يخبرنا بنا رآه لا يخبرنا عن غيب بل يخبرنا عن غيب صار شهادة بالنسبة إليه
مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ } * { أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ } * { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ } * { عِندَ سِدْرَةِ ٱلْمُنتَهَىٰ } * { عِندَهَا جَنَّةُ ٱلْمَأْوَىٰ } * { إِذْ يَغْشَىٰ ٱلسِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ } * { مَا زَاغَ ٱلْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ } * { لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ ٱلْكُبْرَىٰ }
*إراءة الآيات للنبي خاصة بعد الشدة والضيق : إذاً هذه المعجزة خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم، جاءت بعد سنوات عجاف، بعد امتحان مرير،بعد حصار دام 3سنوات بعد عذاب ورمي بالحجارة في الطائف توفي عمه أبو طالب، وتوفيت زوجته خديجة رضي الله عنها، وكانت مؤنساً له، وخير زوجة مخلصة له . وحينما صلّى بالأنبياء على بعض الروايات في بيت المقدس عرف أنه سيد ولد آدم ولا فخر، وعرف أنه سيد المرسلين، وانه إمام المرسلين، ﴿ الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾
والله سبحانه وتعالى أطلع هذا النبي الكريم على مقامه العظيم، في هذا الإسراء والمعراج فُرضت الصلاة، وهي الهدية التي عاد بها إلينا والتي هي معراج المؤمن، بها يعرج إلى الله عز وجل، كلما استقام قبلها، كلما تقرب إلى الله بفعل الخيرات، وكانت صلاته معراجاً له
المطلوب العملي الثاني بعد التسبيح: مناجاة الله بركعتين ليلا
وهذا دليل آخر على أن الإسراء لم يكُنْ مناماً، فالإسراء لا يكون فتنة واختباراً إلا إذا كان حقيقة لا مناماً، فالمنام لا يُكذِّبه أحد ولا يختلف فيه الناس.
المعراج هو انتقال علم رسول الله صلى الله عليه وسلم من علم غيبي بواسطة جبريل عليه السلام إلى علم شهادة بمعنى أن رسول الله لما يخبرنا بنا رآه لا يخبرنا عن غيب بل يخبرنا عن غيب صار شهادة بالنسبة إليه
مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ } * { أَفَتُمَارُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ } * { وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ } * { عِندَ سِدْرَةِ ٱلْمُنتَهَىٰ } * { عِندَهَا جَنَّةُ ٱلْمَأْوَىٰ } * { إِذْ يَغْشَىٰ ٱلسِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ } * { مَا زَاغَ ٱلْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ } * { لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ ٱلْكُبْرَىٰ }
*إراءة الآيات للنبي خاصة بعد الشدة والضيق : إذاً هذه المعجزة خاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم، جاءت بعد سنوات عجاف، بعد امتحان مرير،بعد حصار دام 3سنوات بعد عذاب ورمي بالحجارة في الطائف توفي عمه أبو طالب، وتوفيت زوجته خديجة رضي الله عنها، وكانت مؤنساً له، وخير زوجة مخلصة له . وحينما صلّى بالأنبياء على بعض الروايات في بيت المقدس عرف أنه سيد ولد آدم ولا فخر، وعرف أنه سيد المرسلين، وانه إمام المرسلين، ﴿ الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾
والله سبحانه وتعالى أطلع هذا النبي الكريم على مقامه العظيم، في هذا الإسراء والمعراج فُرضت الصلاة، وهي الهدية التي عاد بها إلينا والتي هي معراج المؤمن، بها يعرج إلى الله عز وجل، كلما استقام قبلها، كلما تقرب إلى الله بفعل الخيرات، وكانت صلاته معراجاً له
المطلوب العملي الثاني بعد التسبيح: مناجاة الله بركعتين ليلا
.الدعاء:
إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفِ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ }
* { ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلأَرْضِ رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } * { رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ
ٱلنَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } * { رَّبَّنَآ إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ
أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلأَبْرَارِ }
*
{ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ }
{ لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَٱعْفُ عَنَّا وَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَٰـنَا فَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ }
https://youtu.be/TAoAd7du5hs
إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفِ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ }
* { ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلأَرْضِ رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } * { رَبَّنَآ إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ
ٱلنَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } * { رَّبَّنَآ إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ
أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلأَبْرَارِ }
*
{ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ }
{ لاَ يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا ٱكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَآ أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَٱعْفُ عَنَّا وَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلَٰـنَا فَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ }
https://youtu.be/TAoAd7du5hs
Haut du formulaire
Bas du formulaire
mardi 12 mai 2015
lundi 11 mai 2015
dimanche 10 mai 2015
dimanche 3 mai 2015
lundi 27 avril 2015
أن تشهد أن محمدا رسول الله من خلال ثلاثة حوادث بمكة ثم بالشام ثم بالحبشة
الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله
الحادثة الأولى في مكة الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر
بن مخزوم أحد قادة قريش في العصر الجاهلى ووالد الصحابي خالد بن الوليد من أغنى أغنياء قريش حيث ورد أنه بنى ركن من أركان الكعبة الأربعة عندما
قامت قريش بترميمها واشتركت باقى القبائل في الباقي وورد كذلك أنه كان في موسم
الحج وطول الاربعين ليلة يذبح للحجيج كل يوم 10 من الابل وقيل أن
قافلة تجارته تقدر بمائة بعير حتى يقال انها لاتدخل من
باب واحد بل من جميع أبواب مكة حتى تصل الجمال في وقت واحدكانت قريش تسميه الوحيد
أو وحيد مكة لان قبائل قريش تكسوا الكعبه عام وهو وحده عام.
لما نشبت حرب بدر
الكبرى جاء الأخنس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة إلى أبي جهل ابن هشام بن
المغيرة ولما اختلى به سأله قائلاً أترى محمداً يكذب؟ فقال أبو جهل ماكذب قط وكنا
نسميه الأمين ولكن إذا كان
في بني هاشم السقاية والرفادة والمشورة ثم تكون فيهم النبوة فأي شيء لبني مخزوم؟ فمن هذا يتبين أن
بني مخزوم يرون أنفسهم في درجة بني هاشم وسبب امتناعه من الإسلام كما ذكره الأمام البغوي في تفسيره أن النبي
في المسجد قرأ ((حم. تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب
شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير)) وكان الوليد يسمع قرأته ففطن له
(أي انتبه) رسول الله وأعاد الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه فقال [[ميديا:]]:
والله لقد سمعت
من محمد آنفاً كلاماً ما هو من كلام الأنس ولا من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه
لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وأنه يعلو وما يعلى عليه.
ثم انصرف إلى منزله
فقالت قريش صبأ والله الوليد، وهو ريحانة قريش والله لتصبأن قريش كلهم فقال أبو
جهل أنا أكفيكموه فانطلق فقعد إلى جنب عمه الوليد حزيناً فقال له الوليد مالي أراك
حزيناً يا ابن أخي؟ فقال: وما يمنعني أن أحزن؟ وهذه قريش يجمعون لك نفقة يعينونك
على كبر سنك ويزعمون أنك زينت كلام محمد وإنك تدخل على ابن أبي كبشة وابن قحافة
لتنال من فضل طعامهم فغضب الوليد وقال: ألم تعلم قريش أني من أكثرها مالاً
وولداً؟ وهل شبع محمد وأصحابه ليكون لهم فضل؟ ثم قام مع أبي جهل حتى أتى مجلس
قومه فقال لهم: تزعمون أن محمداً مجنون فهل رأيتموه يحنق قط؟ قالوا اللهم لا، قال:
تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه تكهن قط؟ قالوا اللهم لا، قال: تزعمون أنه كذاب فهل
جربتم عليه شيئاً من الكذب؟ قالوا لا، فقالت قريش للوليد فما هو؟ فتفكر في نفسه ثم
نظر وعبس فقال: ما هو إلا ساحر أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه
فهو ساحر وما يقوله سحر يؤثر فذلك قول الله في سورة المدثر : "{ ذَرْنِي
وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } * { وَجَعَلْتُ
لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } * { وَبَنِينَ
شُهُوداً } * { وَمَهَّدتُّ
لَهُ تَمْهِيداً } * { ثُمَّ
يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ } * { كَلاَّ
إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا عَنِيداً } * { سَأُرْهِقُهُ
صَعُوداً } * { إِنَّهُ
فَكَّرَ وَقَدَّرَ } * { فَقُتِلَ
كَيْفَ قَدَّرَ } * { ثُمَّ
قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } * { ثُمَّ
نَظَرَ } * { ثُمَّ
عَبَسَ وَبَسَرَ } * { ثُمَّ
أَدْبَرَ وَٱسْتَكْبَرَ } * { فَقَالَ
إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ } * { إِنْ
هَـٰذَآ إِلاَّ قَوْلُ ٱلْبَشَرِ } * { سَأُصْلِيهِ
سَقَرَ } * { وَمَآ
أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ } * { لاَ
تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ } * { لَوَّاحَةٌ
لِّلْبَشَرِ } * { عَلَيْهَا
تِسْعَةَ عَشَرَ } " وقد مات الوليد بن
المغيرة بعد الهجرة بثلاثة أشهر عن خمس وتسعين سنة ودفن في الحجون بمكة (كذا في ابن الأثير والحلبية)
2الحادثة الثانية في فلسطين
الاطار الزماني للحادثة : صلح
الحديبية هو صلح
عقد في شهر شوال من العام
السادس للهجرة (مارس 628 م) بين المسلمين
وبين قريش بمقتضاه
عقدت هدنة بين الطرفين مدتها عشر سنوات.
المكان : غزة بفلسطين الشام
هذه القصة العظيمة رواها البخاري ومسلم
وأبو داود والإمام أحمد ووردت في عدد من كتب السنة، وفيما يلي نص هذه القصة كما
جاءت في صحيح البخاري، وما بين القوسين فهي زيادات وجدناها في الروايات الأخرى.
روى البخاري عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما (أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَبَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَيْهِ مَعَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى لِيَدْفَعَهُ إِلَى قَيْصَرَ.
وَكَانَ قَيْصَرُ لَمَّا كَشَفَ اللَّهُ عَنْهُ جُنُودَ فَارِسَ مَشَى مِنْ حِمْصَ إِلَى إِيلِيَاءَ شُكْرًا لِمَا أَبْلَاهُ اللَّهُ فَلَمَّا جَاءَ قَيْصَرَ كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم،
روى البخاري عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما (أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَتَبَ إِلَى قَيْصَرَ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَبَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَيْهِ مَعَ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ وَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى لِيَدْفَعَهُ إِلَى قَيْصَرَ.
وَكَانَ قَيْصَرُ لَمَّا كَشَفَ اللَّهُ عَنْهُ جُنُودَ فَارِسَ مَشَى مِنْ حِمْصَ إِلَى إِيلِيَاءَ شُكْرًا لِمَا أَبْلَاهُ اللَّهُ فَلَمَّا جَاءَ قَيْصَرَ كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم،
كتاب الرسول لهرقل
رسالة النبي محمد إلى هرقل
«"بسم
الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله إلى هرقل عظيم الروم: سلام على من اتبع
الهدى، أما بعد فإنى أدعوك بدعوة الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن
توليت فعليك إثم جميع الآريسيِّين". {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا
إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ
وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ
دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} آل
عمران:64.»
قَالَ حِينَ
قَرَأَهُ الْتَمِسُوا لِي هَا هُنَا أَحَدًا مِنْ قَوْمِهِ لِأَسْأَلَهُمْ عَنْ
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ أَنَّهُ كَانَ بِالشَّأْمِ فِي رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدِمُوا تِجَارًا فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ.
قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَوَجَدَنَا رَسُولُ قَيْصَرَ بِبَعْضِ الشَّأْمِ فَانْطُلِقَ بِي وَبِأَصْحَابِي حَتَّى قَدِمْنَا إِيلِيَاءَ فَأُدْخِلْنَا عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسِ مُلْكِهِ وَعَلَيْهِ التَّاجُ وَإِذَا حَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ)، وَدَعَا بِتَرْجُمَانِهِ
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَأَخْبَرَنِي أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ أَنَّهُ كَانَ بِالشَّأْمِ فِي رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدِمُوا تِجَارًا فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَبَيْنَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ.
قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَوَجَدَنَا رَسُولُ قَيْصَرَ بِبَعْضِ الشَّأْمِ فَانْطُلِقَ بِي وَبِأَصْحَابِي حَتَّى قَدِمْنَا إِيلِيَاءَ فَأُدْخِلْنَا عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسِ مُلْكِهِ وَعَلَيْهِ التَّاجُ وَإِذَا حَوْلَهُ عُظَمَاءُ الرُّومِ)، وَدَعَا بِتَرْجُمَانِهِ
أسئلة ذكية موجهة
مختارة لا تترك مجالا للمخبر لأن يبدي رأيه ذكاء هرقل ودهاءه
فقال أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي
يزعم أنه نبي فقال أبو سفيان فقلت أنا أقربهم نسبا فقال أدنوه مني
وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره
ثم قال لترجمانه قل لهم إني سائل هذا
عن هذا الرجل فإن كذبني فكذبوه
أبو سفيان الكافر المعادي لرسول
الله يعطي الخبر الصحيح حياء من الكذب
وهذا درس لكل صحفي أن يكون ذا حياء ومحايد
فوالله لولا الحياء من أن يأثروا علي كذبا لكذبت
عنه
السؤال عن النسب
ثم كان أول ما سألني عنه أن قال كيف نسبه فيكم
قلت هو فينا ذو نسب قال فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله قلت لا قال فهل كان من
آبائه من ملك قلت لا
عن أتباع الدعوة
قال فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم فقلت بل
ضعفاؤهم قال أيزيدون أم ينقصون قلت بل يزيدون قال فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه
بعد أن يدخل فيه قلت لا
السؤال عن سلوك القائد وخصاله
قال فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن
يقول ما قال قلت لا قال فهل يغدر قلت لا ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها
قال ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة
السؤال عن مواقفه في الحرب
قال فهل قاتلتموه قلت نعم قال فكيف كان
قتالكم إياه قلت الحرب بيننا وبينه سجال ينال منا وننال منه
السؤال عن محتوى الدعوة
قال ماذا يأمركم قلت يقول اعبدوا الله
وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف
والصلة
هرقل يستخلص العبر من الأسئلة بعد
تحليلها :
فقال للترجمان قل له سألتك عن نسبه
فذكرت أنه فيكم ذو نسب فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها
وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول
فذكرت أن لا فقلت لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت رجل يأتسي بقول قيل قبله
وسألتك هل كان من آبائه من ملك فذكرت أن لا قلت
فلو كان من آبائه من ملك قلت رجل يطلب ملك أبيه
وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن
يقول ما قال فذكرت أن لا فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله
وسألتك أشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم
فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل
وسألتك أيزيدون أم ينقصون فذكرت أنهم
يزيدون وكذلك أمر الإيمان حتى يتم
وسألتك أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن
يدخل فيه فذكرت أن لا وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب
وسألتك هل يغدر فذكرت أن لا وكذلك
الرسل لا تغدر
وسألتك بما يأمركم فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا
الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف
النتيجة: الاذعان للحق
فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي
هاتين (تحقق ذلك بعد9سنوات فقط)
وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظن أنه
منكم
فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت
لقاءه
ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد
الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما
بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن توليت فإن عليك
إثم الأريسيين و { يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد
إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا
فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون }
قال أبو سفيان فلما قال ما قال وفرغ من قراءة
الكتاب كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات وأخرجنا فقلت لأصحابي حين أخرجنا لقد بلغ
أمر بن أبي كبشة إنه يخافه ملك بني الأصفر فما زلت موقنا أنه سيظهر حتى أدخل الله
علي الإسلام
أذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بحمص ثم أمر
بأبوابها فغلقت ثم اطلع فقال يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد وأن يثبت
ملككم فتبايعوا هذا النبي فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب فوجدوها قد غلقت فلما
رأى هرقل نفرتهم وأيس من الإيمان قال ردوهم علي
وقال إني قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم فقد رأيت فسجدوا له ورضوا عنه
فكان ذلك آخر شأن هرقل رواه صالح بن كيسان ويونس ومعمر عن
الزهري
كيف ومتى تحقق فتح الشام تصديقا لقول
هرقل: فإن كان ما تقول حقا فسيملك
موضع قدمي هاتين
وفى عهد عمر بن الخطاب استطاع المسلمون فتح بلاد الشام بأكملها بعد معارك في محيط كافة المدن في مناطق سوريا وكافة بقاع الشام، وفى معركة اليرموك (15هـ - 636م) التي
كانت قرب نهر اليرموك جنوب سوريا وكانت بقيادة خالد بن الوليد
الحادثة الثالثة في الحبشة اثيوبيا الآن
سيدنا جعفر بن ابي طالب أمام النجاشي
أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام،
ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوي منا
الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفافه،
فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة
والأوثان وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن
المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة،
وأمرنا أن نعبد الله وحده, لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام.
ثم عدد عليه أمور الإسلام.. ثم قال - فصدقناه وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به. فعبدنا الله وحده, فلم نشرك به شيئًا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا، وشقَّوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا, خرجنا إلى بلدك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك
ثم عدد عليه أمور الإسلام.. ثم قال - فصدقناه وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به. فعبدنا الله وحده, فلم نشرك به شيئًا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا، وشقَّوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا, خرجنا إلى بلدك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك
ثم تلا عليه مطلع سورة
مريم
لم يتحمل
النصارى أثر تلك الكلمات المعجزة، فما تمالكوا أن انهمرت دموعهم غزيرة فياضة، وبكى
النجاشي حتى ابتلت لحيته، وبكى الأساقفة، ولم تقف هدايا عمرو حائلاً بين كلام الله
وبين قلوب السامعين، وهنا وبوضوح أخذ النجاشي القرار
وقال:

"إن هذا
والذي جاء به موسى (وفي رواية: عيسى) ليخرج من مشكاة واحدة". وإن هذا ليعد
إقرارًا منه بصدق الرسالة، وصدق رسول الله
وصِدق
جعفر ومن معه. ثم التفت إلى عمرو وعبد الله بن أبي ربيعة وقال لهما: "انطلقا،
فوالله لا أسلمهم إليكم أبدًا".

Inscription à :
Articles (Atom)