vendredi 17 octobre 2014
vendredi 10 octobre 2014
قصة الشريكين من بني اسرائيل10أكتوبر14
يخبر تعالى عن أهل الجنة أنه أقبل بعضهم على بعض يتساءلون، أي: عن أحوالهم، وكيف كانوا في الدنيا،
وماذا كانوا يعانون فيها، وذلك من حديثهم على شرابهم، واجتماعهم في تنادمهم
ومعاشرتهم في مجالسهم، وهم جلوس على السرر، والخدم بين أيديهم يسعون ويجيئون بكلخير عظيم؛ من مآكل ومشارب وملابس، وغير ذلك مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطرعلى قلب بشر
وماذا كانوا يعانون فيها، وذلك من حديثهم على شرابهم، واجتماعهم في تنادمهم
ومعاشرتهم في مجالسهم، وهم جلوس على السرر، والخدم بين أيديهم يسعون ويجيئون بكلخير عظيم؛ من مآكل ومشارب وملابس، وغير ذلك مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطرعلى قلب بشر
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن عرفة،
حدثنا عمرو بن عبد الرحمن الأبار، أخبرنا أبو حفص قال: سألت إسماعيل السدي عن هذه
الآية: { قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّى كَانَ لِى قَرِينٌ يَقُولُ أَءِنَّكَ
لَمِنَ ٱلْمُصَدِّقِينَ } قال: فقال لي: ما ذكرك هذا؟ قلت: قرأته آنفاً، فأحببت أن
أسألك عنه، فقال: أما فاحفظ، كان شريكان في بني إسرائيل، أحدهما مؤمن والآخر كافر،
فافترقا على ستة آلاف دينار، لكل واحد منهما ثلاثة آلاف دينار، ثم افترقا فمكثا ما
شاء الله تعالى أن يمكثا، ثم التقيا، فقال الكافر للمؤمن: ما صنعت في مالك؟ أضربت
به شيئاً؟ أتجرت في شيء؟ فقال له المؤمن: لا، فما صنعت أنت؟ فقال: اشتريت به أرضاً
ونخلاً وثماراً وأنهاراً بألف دينارــــ قال: ــــ فقال له المؤمن: أو فعلت؟ قال:
نعم، ــــ قال: ــــ فرجع المؤمن، حتى إذا كان الليل، صلى ما شاء الله تعالى أن
يصلي، فلما انصرف، أخذ ألف دينار فوضعها بين يديه، ثم قال: اللهم إن فلاناً ــــ
يعني: شريكه الكافر ــــ اشترى أرضاً ونخلاً وثماراً وأنهاراً بألف دينار، ثم يموت
غداً ويتركها، اللهم إني اشتريت منك بهذه الألف دينار أرضاً ونخلاً وثماراً
وأنهاراً في الجنة ــــ قال: ــــ ثم أصبح فقسمها في المساكين ــــ قال ــــ ثم
مكثا ما شاء الله تعالى أن يمكثا، ثم التقيا، فقال الكافر للمؤمن: ما صنعت في
مالك، أضربت به في شيء؟ أتجرت به في شيء؟ قال: لا، قال: فما صنعت أنت؟ قال: كانت
ضيعتي قد اشتد علي مؤنتها، فاشتريت رقيقاً بألف دينار يقومون لي فيها، ويعملون لي
فيها، فقال له المؤمن: أو فعلت؟ قال: نعم ــــ قال: ــــ فرجع المؤمن، حتى إذا كان
الليل، صلى ما شاء الله تعالى أن يصلي، فلما انصرف، أخذ ألف دينار فوضعها بين يديه
ثم قال: اللهم إن فلاناً ــــ يعني شريكه الكافرــــ اشترى رقيقاً من رقيق الدنيا
بألف دينار، يموت غداً فيتركهم، أو يموتون فيتركونه، اللهم إني اشتريت منك بهذه
الألف الدينار رقيقاً في الجنة ــــ قال: ــــ ثم أصبح فقسمها في المساكين ــــ
قال: ــــ ثم مكثا ما شاء الله تعالى أن يمكثا، ثم التقيا، فقال الكافر للمؤمن: ما
صنعت في مالك؟ أضربت به في شيء؟ أتجرت به في شيء؟ قال: لا، فما صنعت أنت؟ قال: كان
أمري كله قد تم إلا شيئاً واحداً، فلانة قد مات عنها زوجها، فأصدقتها ألف دينار،
فجاءتني بها ومثلها معها، فقال له المؤمن: أو فعلت؟ قال: نعم، قال: فرجع المؤمن،
حتى إذا كان الليل، صلى ما شاء الله تعالى أن يصلي، فلما انصرف، أخذ الألف الدينار
الباقية، فوضعها بين يديه وقال: اللهم إن فلاناً ــــ يعني شريكه الكافر ــــ تزوج
زوجة من أزواج الدنيا بألف دينار، فيموت غداً فيتركها، أو تموت غداً فتتركه، اللهم
وإني أخطب إليك بهذه الألف الدينار حوراء عيناء في الجنة ــــ قال ــــ ثم أصبح
فقسمها بين المساكين ــــ قال: ــــ فبقي المؤمن ليس عنده شيء.
حدثنا عمرو بن عبد الرحمن الأبار، أخبرنا أبو حفص قال: سألت إسماعيل السدي عن هذه
الآية: { قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّى كَانَ لِى قَرِينٌ يَقُولُ أَءِنَّكَ
لَمِنَ ٱلْمُصَدِّقِينَ } قال: فقال لي: ما ذكرك هذا؟ قلت: قرأته آنفاً، فأحببت أن
أسألك عنه، فقال: أما فاحفظ، كان شريكان في بني إسرائيل، أحدهما مؤمن والآخر كافر،
فافترقا على ستة آلاف دينار، لكل واحد منهما ثلاثة آلاف دينار، ثم افترقا فمكثا ما
شاء الله تعالى أن يمكثا، ثم التقيا، فقال الكافر للمؤمن: ما صنعت في مالك؟ أضربت
به شيئاً؟ أتجرت في شيء؟ فقال له المؤمن: لا، فما صنعت أنت؟ فقال: اشتريت به أرضاً
ونخلاً وثماراً وأنهاراً بألف دينارــــ قال: ــــ فقال له المؤمن: أو فعلت؟ قال:
نعم، ــــ قال: ــــ فرجع المؤمن، حتى إذا كان الليل، صلى ما شاء الله تعالى أن
يصلي، فلما انصرف، أخذ ألف دينار فوضعها بين يديه، ثم قال: اللهم إن فلاناً ــــ
يعني: شريكه الكافر ــــ اشترى أرضاً ونخلاً وثماراً وأنهاراً بألف دينار، ثم يموت
غداً ويتركها، اللهم إني اشتريت منك بهذه الألف دينار أرضاً ونخلاً وثماراً
وأنهاراً في الجنة ــــ قال: ــــ ثم أصبح فقسمها في المساكين ــــ قال ــــ ثم
مكثا ما شاء الله تعالى أن يمكثا، ثم التقيا، فقال الكافر للمؤمن: ما صنعت في
مالك، أضربت به في شيء؟ أتجرت به في شيء؟ قال: لا، قال: فما صنعت أنت؟ قال: كانت
ضيعتي قد اشتد علي مؤنتها، فاشتريت رقيقاً بألف دينار يقومون لي فيها، ويعملون لي
فيها، فقال له المؤمن: أو فعلت؟ قال: نعم ــــ قال: ــــ فرجع المؤمن، حتى إذا كان
الليل، صلى ما شاء الله تعالى أن يصلي، فلما انصرف، أخذ ألف دينار فوضعها بين يديه
ثم قال: اللهم إن فلاناً ــــ يعني شريكه الكافرــــ اشترى رقيقاً من رقيق الدنيا
بألف دينار، يموت غداً فيتركهم، أو يموتون فيتركونه، اللهم إني اشتريت منك بهذه
الألف الدينار رقيقاً في الجنة ــــ قال: ــــ ثم أصبح فقسمها في المساكين ــــ
قال: ــــ ثم مكثا ما شاء الله تعالى أن يمكثا، ثم التقيا، فقال الكافر للمؤمن: ما
صنعت في مالك؟ أضربت به في شيء؟ أتجرت به في شيء؟ قال: لا، فما صنعت أنت؟ قال: كان
أمري كله قد تم إلا شيئاً واحداً، فلانة قد مات عنها زوجها، فأصدقتها ألف دينار،
فجاءتني بها ومثلها معها، فقال له المؤمن: أو فعلت؟ قال: نعم، قال: فرجع المؤمن،
حتى إذا كان الليل، صلى ما شاء الله تعالى أن يصلي، فلما انصرف، أخذ الألف الدينار
الباقية، فوضعها بين يديه وقال: اللهم إن فلاناً ــــ يعني شريكه الكافر ــــ تزوج
زوجة من أزواج الدنيا بألف دينار، فيموت غداً فيتركها، أو تموت غداً فتتركه، اللهم
وإني أخطب إليك بهذه الألف الدينار حوراء عيناء في الجنة ــــ قال ــــ ثم أصبح
فقسمها بين المساكين ــــ قال: ــــ فبقي المؤمن ليس عنده شيء.
قال: فلبس قميصاً من
قطن، وكساء من صوف، ثم أخذ مراً فجعله على رقبته، يعمل الشيء، ويحفر الشيء بقوته.
قال: فجاءه رجل فقال له: يا عبد الله أتؤاجرني نفسك مشاهرة شهراً بشهر تقوم على
دواب لي، تعلفها وتكنس سرقينها؟ قال: أفعل، قال: فواجره نفسه مشاهرة شهراً بشهر
يقوم على دوابه، قال: وكان صاحب الدواب يغدو كل يوم ينظر إلى دوابه، فإذا رأى منها
دابة ضامرة، أخذ برأسه فوجأ عنقه، ثم يقول له: سرقت شعير هذه البارحة ــــ قال
ــــ فلما رأى المؤمن هذه الشدة قال: لآتين شريكي الكافر، فلأعملن في أرضه،
فليطعمني هذه الكسرة يوماً بيوم، ويكسوني هذين الثوبين إذا بليا، قال: فانطلق
يريده، فانتهى إلى بابه وهو ممس، فإذا قصر مشيد في السماء، وإذا حوله البوابون،
فقال لهم: استأذنوا لي على صاحب هذا القصر؛ فإنكم إذا فعلتم سره ذلك، فقالوا له:
انطلق إن كنت صادقاً فنم في ناحية، فإذا أصبحت فتعرض له. قال: فانطلق المؤمن فألقى
نصف كسائه تحته ونصفه فوقه ثم نام، فلما أصبح أتى شريكه فتعرض له، فخرج شريكه
الكافر وهو راكب، فلما رآه عرفه، فوقف وسلم عليه وصافحه، ثم قال له: ألم تأخذ
المال مثل ما أخذت؟ قال: بلى، قال: وهذه حالي وهذه حالك؟ قال: بلى، قال: أخبرني ما
صنعت في مالك؟ قال: لا تسألني عنه، قال: فما جاء بك؟ قال: جئت أعمل في أرضك هذه،
فتطعمني هذه الكسرة يوماً بيوم، وتكسوني هذين الثوبين إذا بليا، قال: لا، ولكن
أصنع بك ما هو خير من هذا، ولكن لا ترى مني خيراً حتى تخبرني ما صنعت في مالك،
قال: أقرضته، قال: من؟ قال: المليء الوفي، قال: من؟ قال: الله ربي، قال: وهو
مصافحه، فانتزع يده من يده، ثم قال: { أَءِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُصَدِّقِينَ أَءِذَا
مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَـٰماً أَءِنَّا لَمَدِينُونَ } قال السدي:
محاسبون، قال: فانطلق الكافر وتركه، قال: فلما رآه المؤمن، وليس يلوي عليه، رجع وتركه،
يعيش المؤمن في شدة من الزمان، ويعيش الكافر في رخاء من الزمان، قال: فإذا كان يوم
القيامة، وأدخل الله تعالى المؤمن الجنة، يمر فإذا هو بأرض ونخل وثمار وأنهار
فيقول: لمن هذا؟ فيقال: هذا لك، فيقول: يا سبحان الله أو بلغ من فضل عملي أن أثاب
بمثل هذا؟ قال: ثم يمر فإذا هو برقيق لا تحصى عدتهم، فيقول: لمن هذا؟ فيقال: هؤلاء
لك، فيقول يا سبحان الله أو بلغ من فضل عملي أن أثاب بمثل هذا، قال ثم يمر، فإذا
هو بقبة من ياقوته حمراء مجوفة، فيها حوراء عيناء، فيقول: لمن هذه؟ فيقال: هذه لك،
فيقول: يا سبحان الله أو بلغ من فضل عملي أن أثاب بمثل هذا؟ قال: ثم يذكر المؤمن
شريكه الكافر، فيقول: { إِنِّى كَانَ لِى قَرِينٌ يَقُولُ أَءِنَّكَ لَمِنَ
ٱلْمُصَدِّقِينَ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَـٰماً أَءِنَّا
لَمَدِينُونَ } قال: فالجنة عالية، والنار هاوية، قال: فيريه الله تعالى شريكه في
وسط الجحيم من بين أهل النار، فإذا رآه المؤمن عرفه فيقول: { تَٱللَّهِ إِن كِدتَّ
لَتُرْدِينِ وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبِّى لَكُنتُ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ أَفَمَا
نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلاَّ مَوْتَتَنَا ٱلأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ
إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ
ٱلْعَـٰمِلُونَ } بمثل ما قد منّ عليه.
قطن، وكساء من صوف، ثم أخذ مراً فجعله على رقبته، يعمل الشيء، ويحفر الشيء بقوته.
قال: فجاءه رجل فقال له: يا عبد الله أتؤاجرني نفسك مشاهرة شهراً بشهر تقوم على
دواب لي، تعلفها وتكنس سرقينها؟ قال: أفعل، قال: فواجره نفسه مشاهرة شهراً بشهر
يقوم على دوابه، قال: وكان صاحب الدواب يغدو كل يوم ينظر إلى دوابه، فإذا رأى منها
دابة ضامرة، أخذ برأسه فوجأ عنقه، ثم يقول له: سرقت شعير هذه البارحة ــــ قال
ــــ فلما رأى المؤمن هذه الشدة قال: لآتين شريكي الكافر، فلأعملن في أرضه،
فليطعمني هذه الكسرة يوماً بيوم، ويكسوني هذين الثوبين إذا بليا، قال: فانطلق
يريده، فانتهى إلى بابه وهو ممس، فإذا قصر مشيد في السماء، وإذا حوله البوابون،
فقال لهم: استأذنوا لي على صاحب هذا القصر؛ فإنكم إذا فعلتم سره ذلك، فقالوا له:
انطلق إن كنت صادقاً فنم في ناحية، فإذا أصبحت فتعرض له. قال: فانطلق المؤمن فألقى
نصف كسائه تحته ونصفه فوقه ثم نام، فلما أصبح أتى شريكه فتعرض له، فخرج شريكه
الكافر وهو راكب، فلما رآه عرفه، فوقف وسلم عليه وصافحه، ثم قال له: ألم تأخذ
المال مثل ما أخذت؟ قال: بلى، قال: وهذه حالي وهذه حالك؟ قال: بلى، قال: أخبرني ما
صنعت في مالك؟ قال: لا تسألني عنه، قال: فما جاء بك؟ قال: جئت أعمل في أرضك هذه،
فتطعمني هذه الكسرة يوماً بيوم، وتكسوني هذين الثوبين إذا بليا، قال: لا، ولكن
أصنع بك ما هو خير من هذا، ولكن لا ترى مني خيراً حتى تخبرني ما صنعت في مالك،
قال: أقرضته، قال: من؟ قال: المليء الوفي، قال: من؟ قال: الله ربي، قال: وهو
مصافحه، فانتزع يده من يده، ثم قال: { أَءِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُصَدِّقِينَ أَءِذَا
مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَـٰماً أَءِنَّا لَمَدِينُونَ } قال السدي:
محاسبون، قال: فانطلق الكافر وتركه، قال: فلما رآه المؤمن، وليس يلوي عليه، رجع وتركه،
يعيش المؤمن في شدة من الزمان، ويعيش الكافر في رخاء من الزمان، قال: فإذا كان يوم
القيامة، وأدخل الله تعالى المؤمن الجنة، يمر فإذا هو بأرض ونخل وثمار وأنهار
فيقول: لمن هذا؟ فيقال: هذا لك، فيقول: يا سبحان الله أو بلغ من فضل عملي أن أثاب
بمثل هذا؟ قال: ثم يمر فإذا هو برقيق لا تحصى عدتهم، فيقول: لمن هذا؟ فيقال: هؤلاء
لك، فيقول يا سبحان الله أو بلغ من فضل عملي أن أثاب بمثل هذا، قال ثم يمر، فإذا
هو بقبة من ياقوته حمراء مجوفة، فيها حوراء عيناء، فيقول: لمن هذه؟ فيقال: هذه لك،
فيقول: يا سبحان الله أو بلغ من فضل عملي أن أثاب بمثل هذا؟ قال: ثم يذكر المؤمن
شريكه الكافر، فيقول: { إِنِّى كَانَ لِى قَرِينٌ يَقُولُ أَءِنَّكَ لَمِنَ
ٱلْمُصَدِّقِينَ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَـٰماً أَءِنَّا
لَمَدِينُونَ } قال: فالجنة عالية، والنار هاوية، قال: فيريه الله تعالى شريكه في
وسط الجحيم من بين أهل النار، فإذا رآه المؤمن عرفه فيقول: { تَٱللَّهِ إِن كِدتَّ
لَتُرْدِينِ وَلَوْلاَ نِعْمَةُ رَبِّى لَكُنتُ مِنَ ٱلْمُحْضَرِينَ أَفَمَا
نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلاَّ مَوْتَتَنَا ٱلأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ
إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ لِمِثْلِ هَـٰذَا فَلْيَعْمَلِ
ٱلْعَـٰمِلُونَ } بمثل ما قد منّ عليه.
قال: فيتذكر المؤمن ما مر عليه في الدنيا من
الشدة، فلا يذكر مما مر عليه في الدنيا من الشدة أشد عليه من الموت.
الشدة، فلا يذكر مما مر عليه في الدنيا من الشدة أشد عليه من الموت.
المال مال الله عز
وجل، وقد استخلف ـ تعالى ـ عباده فيه ليرى كيف يعملون، ثم هو سائلهم عنه إذا قدموا
بين يديه: من أين جمعوه؟ وفيمَ أنفقوه؟ فمن جمعه من حله وأحسن الاستخلاف فيه فصرفه
في طاعة الله ومرضاته أثيب على حسن تصرفه، وكان ذلك من أسباب سعادته، ومن جمعه من
حرام أو أساء الاستخلاف فيه فصرفه فيما لا يحل عوقب، وكان ذلك من أسباب شقاوته إلا
أن يتغمده الله برحمته.
وجل، وقد استخلف ـ تعالى ـ عباده فيه ليرى كيف يعملون، ثم هو سائلهم عنه إذا قدموا
بين يديه: من أين جمعوه؟ وفيمَ أنفقوه؟ فمن جمعه من حله وأحسن الاستخلاف فيه فصرفه
في طاعة الله ومرضاته أثيب على حسن تصرفه، وكان ذلك من أسباب سعادته، ومن جمعه من
حرام أو أساء الاستخلاف فيه فصرفه فيما لا يحل عوقب، وكان ذلك من أسباب شقاوته إلا
أن يتغمده الله برحمته.
وحديث: "من
أفضل العمل: إدخال السرور على المؤمن: يقضي عنه ديناً، يقضي له حاجة، ينفس له
كربة"(4). بل إن الصدقة لتباهي غيرها من الأعمال وتفخر عليها؛ وفي ذلك يقول
عــمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ: "إن الأعمال تتباهى فتقول الصدقة: أنا
أفضلكم"(5).
أفضل العمل: إدخال السرور على المؤمن: يقضي عنه ديناً، يقضي له حاجة، ينفس له
كربة"(4). بل إن الصدقة لتباهي غيرها من الأعمال وتفخر عليها؛ وفي ذلك يقول
عــمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ: "إن الأعمال تتباهى فتقول الصدقة: أنا
أفضلكم"(5).
إذ البلاء لا يتخطى الصدقة؛ فهي تدفع المصائب والكروب والشدائد
المخوِّفة، وترفع البلايا والآفات والأمراض الحالَّة، دلت على ذلك النصوص، وثبت
ذلك بالحس والتجربة.
فمن الأحاديث الدالة على ذلك قوله صلى
الله عليه وسلم : "صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات"
(14)، وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ: "وفعل
المعروف يقي مصارع السوء" (15)، ومنها: حديث رافع بن خديج ـ رضي الله عنه ـ
مرفوعاً: "الصدقة تسد سبعين باباً من السوء"(16).
المخوِّفة، وترفع البلايا والآفات والأمراض الحالَّة، دلت على ذلك النصوص، وثبت
ذلك بالحس والتجربة.
فمن الأحاديث الدالة على ذلك قوله صلى
الله عليه وسلم : "صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات"
(14)، وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد ـ رضي الله عنه ـ: "وفعل
المعروف يقي مصارع السوء" (15)، ومنها: حديث رافع بن خديج ـ رضي الله عنه ـ
مرفوعاً: "الصدقة تسد سبعين باباً من السوء"(16).
ومنها: قوله ـ تعالى ـ: من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة
{البقرة: 245} قال الجصاص مبيناً علة تسمية الله للصدقة قرضاً: "سماه الله قرضاً تأكيداً
لاستحقاق الثواب به؛ إذ لا يكون قرضاً إلا والعوض مستحق به"(27)، وعلل ذلك
ابن القيم بأن "الباذل متى علم أن عين ماله يعود إليه ولا بد؛ طوعت له نفسه،
وسهل عليه إخراجه، فإن علم أن المستقرض مليء وفيّ محسن، كان أبلغ في طيب فعله
وسماحة نفسه، فإن علم أن المستقرض يتجر له بما اقترضه، وينميه له ويثمره حتى يصير
أضعاف ما بذله كان بالقرض أسمح وأسمح، فإن علم أنه مع ذلك كله يزيده بعطائه أجراً
آخر من غير جنس القرض... فإنه لا يتخلف عن قرضه إلا لآفة في نفسه من البخل أو الشح
أو عدم الثقة بالضمان"(28).
ومنها: قوله ـ عز وجل ـ: مثل الذين
ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله
يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم {البقرة: 261} والتي لها أثر عظيم في دفع العبد
إلى الصدقة؛ إذ يضاعف الله له بلا عدة ولا حساب، من رحمته ـ سبحانه ـ ورزقه الذي
لا حدود له ولا مدى(29).
ومن الأحاديث الدالة على عظم أجر الصدقة: قوله صلى
الله عليه وسلم : "ما تصدق أحد بصدقة من طيب ـ ولا يقبل الله إلا الطيب ـ إلا
أخذها الرحمن بيمينه ـ وإن كان تمرة ـ فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل؛
{البقرة: 245} قال الجصاص مبيناً علة تسمية الله للصدقة قرضاً: "سماه الله قرضاً تأكيداً
لاستحقاق الثواب به؛ إذ لا يكون قرضاً إلا والعوض مستحق به"(27)، وعلل ذلك
ابن القيم بأن "الباذل متى علم أن عين ماله يعود إليه ولا بد؛ طوعت له نفسه،
وسهل عليه إخراجه، فإن علم أن المستقرض مليء وفيّ محسن، كان أبلغ في طيب فعله
وسماحة نفسه، فإن علم أن المستقرض يتجر له بما اقترضه، وينميه له ويثمره حتى يصير
أضعاف ما بذله كان بالقرض أسمح وأسمح، فإن علم أنه مع ذلك كله يزيده بعطائه أجراً
آخر من غير جنس القرض... فإنه لا يتخلف عن قرضه إلا لآفة في نفسه من البخل أو الشح
أو عدم الثقة بالضمان"(28).
ومنها: قوله ـ عز وجل ـ: مثل الذين
ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله
يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم {البقرة: 261} والتي لها أثر عظيم في دفع العبد
إلى الصدقة؛ إذ يضاعف الله له بلا عدة ولا حساب، من رحمته ـ سبحانه ـ ورزقه الذي
لا حدود له ولا مدى(29).
ومن الأحاديث الدالة على عظم أجر الصدقة: قوله صلى
الله عليه وسلم : "ما تصدق أحد بصدقة من طيب ـ ولا يقبل الله إلا الطيب ـ إلا
أخذها الرحمن بيمينه ـ وإن كان تمرة ـ فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل؛
samedi 4 octobre 2014
Inscription à :
Articles (Atom)