mercredi 22 janvier 2014

ماذا لو يوم القيامة استوت حسناتك وسيآتك؟ إنك من أصحاب الأعراف

ماذا لو يوم القيامة استوت حسناتك وسيآتك؟ 


عن جابر بن عبد الله قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن استوت حسناته وسيئاته، فقال: " أولئك أصحاب الأعراف، لم يدخلوها وهم يطمعون "
وَنَادَىۤ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَابَ ٱلنَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ } * { ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ كَافِرُونَ } * {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى ٱلأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ } * { وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَآءَ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَآ أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ } * { أَهَـۤؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحْمَةٍ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } * { وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } * { ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا فَٱلْيَوْمَ نَنسَـٰهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هَـٰذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَٰتِنَا يَجْحَدُونَ

روي أن هؤلاء الرجال الذين يقفون على الأعراف - الحجاب الحاجز بين الجنة والنار - جماعة من البشر، تعادلت حسناتهم وسيئاتهم، فلم تصل بهم تلك إلى الجنة مع أصحاب الجنة، ولم تؤد بهم هذه إلى النار مع أصحاب النار.. وهم بين بين، ينتظرون فضل الله ويرجون رحمته.. وهم يعرفون أهل الجنة بسيماهم - ربما ببياض الوجوه ونضرتها أو بالنور الذي يسعى بين أيديهم وبأيمانهم - ويعرفون أهل النار بسيماهم - ربما بسواد الوجوه وقترتها، أو بالوسم الذي على أنوفهم التي كانوا يشمخون بها في الدنيا، كالذي جاء في سورة القلم: سنسمه على الخرطوم 
! وها هم أولاء يتوجهون إلى أهل الجنة بالسلام.. يقولونها وهم يطمعون أن يدخلهم الله الجنة معهم!.. فإذا وقعت أبصارهم على أصحاب النار - وكأنما يصرفون إليهم صرفاً لا عن إرادة منهم - استعاذوا بالله أن يكون مصيرهم معهم!
{ وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى ٱلأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ } * { وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَآءَ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِين 
ثم يبصرون برجال من كبار المجرمين معروفين لهم بسيماهم. فيتجهون إليهم بالتبكيت والتأنيب:وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَآ أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ}!
فها أنتم هؤلاء في النار، لا جمعكم نفعكم، ولا استكباركم أغنى عنكم!
ثم يذكرونهم بما كانوا يقولونه عن المؤمنين في الدنيا من أنهم ضالون، لا ينالهم الله برحمة:أَهَـۤؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحْمَةٍ؟؟؟ 
انظروا الآن أين هم؟ وماذا قيل لهم:ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ  
وأخيراً. ها نحن أولاء نسمع صوتاً آتياً من قبل النار، ملؤه الرجاء والاستجداء:

وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ 
وها نحن أولاء نلتفت إلى الجانب الآخر نسمع الجواب ملؤه التذكير الأليم المرير:
قَالُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى ٱلْكَافِرِينَ. ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا 
ثم إذا صوت البشر عامة يتوارى، لينطق رب العزة والجلالة، وصاحب الملك والحكم:
فَٱلْيَوْمَ نَنسَـٰهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هَـٰذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَٰتِنَا يَجْحَدُونَ
 { وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }
وهكذا تتوالى صفحات المشهد لمحة في الآخرة ولمحة في الدنيا. لمحة مع المعذبين في النار، المنسيين كما نسوا لقاء يومهم هذا وكما جحدوا بآيات الله، وقد جاءهم بها كتاب مفصل مبين. فصله الله - سبحانه - على علم - فتركوه واتبعوا الأهواء والأوهام والظنون.. ولمحة معهم - وهم بعد في الدنيا - ينتظرون مآل هذا الكتاب وعاقبة ما جاءهم فيه من النذير؛ وهم يُحذّرون أن يجيئهم هذا المآل. فالمآل هو ما يرون في هذا المشهد من واقع الحال!

عن جابر بن عبد الله قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن استوت حسناته وسيئاته، فقال: " أولئك أصحاب الأعراف، لم يدخلوها وهم يطمعون "
وقال عبد الله بن المبارك عن أبي بكر الهذلي قال: قال سعيد بن جبير، وهو يحدث ذلك عن ابن مسعود قال: يحاسب الناس يوم القيامة، فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة، دخل الجنة، ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة، دخل النار، ثم قرأ قول الله: فَمَن ثَقُلَتْ مَوَٰزِينُهُ ، ثم قال: الميزان يخف بمثقال حبة، ويرجح. قال: ومن استوت حسناته وسيئاته، كان من أصحاب الأعراف فوقفوا على الصراط، ثم عرفوا أهل الجنة وأهل النار، فإذا نظروا إلى أهل الجنة، نادوا: سلام عليكم، وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم، نظروا أهل النار { قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ } تعوذوا بالله من منازلهم. قال: فأما أصحاب الحسنات، فإنهم يعطون نوراً يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم، ويعطى كل عبد يومئذ نوراً، وكل أمة نوراً، فإذا أتوا على الصراط، سلب الله نور كل منافق ومنافقة، فلما رأى أهل الجنة ما لقي المنافقون، قالوا: يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا }التحريم: 8] وأما أصحاب الأعراف، فإن النور كان بأيديهم، فلم ينزع، فهنالك يقول الله تعالى: { لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ } فكان الطمع دخولاً.
قال: ابن مسعود: إن العبد إذا عمل حسنة، كتب له بها عشر، وإذا عمل سيئة، لم تكتب إلا واحدة، ثم يقول: هلك من غلبت آحاده عشراته. رواه ابن جرير.
 عن ابن عباس قال: الأعراف: السور الذي بين الجنة والنار، وأصحاب الأعراف بذلك المكان، حتى إذا بدا الله أن يعافيهم، انطلق بهم إلى نهر يقال له: نهر الحياة، حافتاه قصب الذهب، مكلل باللؤلؤ، ترابه المسك، فألقوا فيه حتى تصلح ألوانهم، وتبدو في نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها، حتى إذا صلحت ألوانهم، أتى بهم الرحمن تبارك وتعالى، فقال: تمنوا ما شئتم، فيتمنون، حتى إذا انقطعت أمنيتهم، قال لهم: لكم الذي تمنيتم، ومثله سبعون ضعفاً، فيدخلون الجنة وفي نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها، يسمون مساكين أهل الجنة، والله أعلم.
قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: يعرفون أهل الجنة ببياض الوجوه، وأهل النار بسواد الوجوه. وكذا روى الضحاك عنه، وقال العوفي عن ابن عباس: أنزلهم الله تلك المنزلة ليعرفوا من في الجنة والنار، وليعرفوا أهل النار بسواد الوجوه، ويتعوذوا بالله أن يجعلهم مع القوم الظالمين، وهم في ذلك يحيون أهل الجنة بالسلام، لم يدخلوها، وهم يطمعون أن يدخلوها، وهم داخلوها إن شاء الله، وكذا قال مجاهد والضحاك 
إذن العملة الصعبة يوم القيامة هي : الحسنات   هيا نجمع الحسنات
إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا
مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ
مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
 قال سمعت ابن عباس   عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ربكم رحيم من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت عشرا إلى سبع مائة إلى أضعاف كثيرة ومن هم بسيئة فلم يعملها - كتبت له حسنة فإن عملها كتبت واحدة 
عن أبي هريرة   عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين يخرج الرجل من بيته إلى مسجده فرجل تكتب حسنة ورجل تمحو سيئة 
عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ صَدَقَةٌ " .
عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف
 الظلم يأكل الحسنات 
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتدرون ما المفلس؟" قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال:" إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا و ضرب هذا فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار".
وحاصل معنى الحديث: أن العبد ينبغي عليه أن يحافظ على حسناته من الضياع، وذلك بترك مثل هذه الأفعال المذكورة في الحديث، والتي تدور تحت معنى الظلم، أي ظلم الغير إما بالشتم أو القذف أو الاعتداء أو نحوه، فكل هذه الأفعال تكون سبباً لجعل العبد مفلسًا
الدعاء :
عبد الله بن السائب قال   سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بين الركنين   ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار   
( في الدنيا حسنة ) : أي العلم والعمل أو العفو والعافية والرزق الحسن ، أو حياة طيبة أو القناعة أو ذرية صالحة 
( وفي الآخرة حسنة ) : أي المغفرة والجنة والدرجة العالية ، أو مرافقة الأنبياء ، أو الرضاء أو الرؤية 
( وقنا ) : أي احفظنا ( عذاب النار ) : أي شدائد جهنم من حرها وزمهريرها وسمومها وجوعها وعطشها ونتنها وضيقها وعقاربها وحياتها ..
آمين اللهم آمين وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى اه أ عليه وسلم

mardi 14 janvier 2014

رسول الله أسوتنا نفديه بأرواحنا خطبة بمناسبة المولد النبوي الشريف 12ربيع الانور1435 جانفي 2014



رسول الله أسوتنا نفديه بأرواحنا خطبة بمناسبة المولد النبوي الشريف 12ربيع الانور1435 جانفي 2014

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
الحمدُ للهِ ثمَّ الحمدُ لله ، أحمدُكَ ربِّي كما ينبغي لجلال ِوجهكَ وعظيم ِسُلطانِكَ ، لكَ الحمدُ مِلأ َ السماواتِ والأرض ِ، ومِلأ َما شئتَ من شيءٍ بعدَهُمَا، لكَ العُتبى حتى ترضى، ولا حولَ ولا قوة َ إلاَّ بك . وأصلي وأسلمُ على نـبيِّكَ  ، الرحمةِ المُهداهِ ، محمدٍ بن ِعبدِ اللهِ ، صاحبِ الرسالةِ المُجتباةِ ، والأمَّةِ المُصطفاةِ ، وعلى آلهِ وأصحابهِ وأتباعهِ ومن والاهُ ، صلاة ًدائمة ًطيبة ًمباركاً فيها . وأشهدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أن سيدَنا محمداً عبدُهُ ورسولـُهُ ، وصفيُّهُ من خيرةِ خلقهِ وخليلـُهُ، بَلـَّغ َرسالتهُ، وأدَّى أمانتـَهُ، ونصحَ أمَّتـَهُ فقالَ : ( تركتـُكُم على المِحَجَّةٍ البيضاءَ ليلِـهَا كنهارِهَا لا يزيغُ عنها إلاَّ هالك، ولا يتنكـَّبُهَا إلاَّ ضالٌ أو مُضل) صلى عليكَ اللهُ يا علمَ الهُدى ، وإمامَ التقى، ما هبتِ النسائمُ، وما ناحت على الأيكِ الحمائمُ
 وبعدُ أيُّها المُسلمونَ : ( لقد جاءَكم رسولٌ مِنْ أنفسِكُم عزيزٌ عليهِ ما عنِتـُّم حريصٌ عليكم بالمؤمنينَ رؤوفٌ رحيم{128}) التوبة فاحمدوا الله واشكروه على هذه النّعمة العظيمة واتّقوه حقّ تقاته ولا تموتنّ إلاّ وانتم مسلمون.

﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾سورة القلم
هذا الرسول الرحمة المهداة، هذا الرسول الخاتم التي جاءت الرسالة التي لخصت كل الشرائع، وتضمنت كل الشرائع، وبرسالته، بمقدمه، بمولده، وبنزول هذه الرسالة، وبتكليفه بالرسالة، وبانتقاله إلى الرفيق الأعلى ينتهي عهد الرسالات إلى الأرض فتكون الرسالة الخاتم هي لكل زمان ومكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
إذا قال ربنا عز وجل:﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾إذا قال ربنا عز وجل عن النبي:
﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾سورة الفتح الآية: 29 )
إذاً: هذه الدعوة نقلت الأمة، ونقلت الإنسانية من مواقع جهل وظلام، إلى مواقع حضارة ونور، وتقدم وعلم، وحب وجمال، صاحب هذه الذكرى، وصاحب هذه الرسالة، وهذا الرجل لا قبل الرسالة، ولا بعد الرسالة، لم يُعهَد عنه أي شيء كان فيه سوء خلق، بل كان يسمى الصادق، الأمين في مكة قبل أن تتنزل عليه الرسالة، ألا يحق لنا أن نحتفل بالذكرى وصاحبها ؟ ألا يحق لنا أن نفرد لهذه الذكرى الاحتفال الذي عهدناه، وكذلك في مساجدنا، وفي كل بيوتاتنا، وفي كل محافلنا، هنالك لغط في هذه المسألة، هنالك من يقول: الاحتفال بالمولد بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة إلى النار، مباشرة الطريق مفتوح إلى النار، كيف نتناول هذه المسألة ؟ وما هو الواقع العلمي الشرعي الحقيقي قبل كل شيء أريد أن أوضح شيئين: الاحتفال بالفلكلوري غير مقصود لذاته:
الأول: هناك احتفال فلكلوري بعيد المولد، وقد ألفناه من أعوام طويلة، والذي نتمناه أن يكون هناك احتفال حقيقي بعيد المولد، ما الفرق بينهما
الاحتفال الفلكلوري أن نقيم الزينات، وأن نلقي الكلمات، أن نشيد بصاحب الذكرى. أنا أرى أن الاحتفال الحقيقي هو أن نقتدي بسنته، لأنه  ما يعانيه المسلمون اليوم في شتى أقطارهم من حالة لا ترضي، لرفضهم اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن الله عز وجل يقول:﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾ سورة الأنفال الآية: 3 )
صيغة: ( وما كان الله ) من أشد حالات النفي، مستحيل، وألف ألف ألفِ ألف مستحيل أن تعذب أمته ومنهج النبي قائم في حياتهم، في بيوتاتهم، في أعمالهم، في كسب أموالهم، في حلهم، في ترحالهم، في أفراحهم، في أتراحهم، في تعاملهم، في سلمهم، في حربهم، ما دام منهج النبي عليه الصلاة والسلام مطبقاً في حياة المسلمين أقول لك وأعني ما أقول: مستحيل وألف ألف ألف مستحيل أن يعذبنا الله عز وجل.
إذاً يمكن أن نربط ما يعانيه المسلمون اليوم من حالة لا ترضي لا ترضي الصديق وتشمت العدو، بعدم اتباع رسول الله.إذاً أنا لا أريد احتفالاً فلكلوريا أنا أريد احتفالاً حقيقياً بعيد المولد.
الحقيقة مقام النبي أكبر بكثير أن نذكره يوماً في العام، مقام النبي يقتضي أن نذكره كل يوم، أن نطبق منهجه في بيوتنا، في علاقتنا، في زوجاتنا، بأولادنا، بجيراننا بعملنا، بكسب أموالنا، بإنفاق أموالنا،﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾
قال علماء التفسير: الآية واضحة جداً في حياة النبي، ما دام شخص النبي بين ظهرانيكم أنتم في أمن من عذاب الله، لكن ما معنى الآية بعد انتقال النبي عليه الصلاة والسلام ؟ المعنى ما دام أمر النبي سنته، منهجه، خلقه، مبادئه، مواقفه مطبقة في حياة المسلمين لا تستطيع قوى الأرض أن تنال منهم،
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾لذلك أنا أريد أن أضيف إلى الاحتفال الفلكلوري احتفالا حقيقيا باتباع هذا المنهج القويم، لأنه منهج رب العالمين.أؤكد لكم أنه ما من مشكلة على وجه الأرض إلا بسبب خروج عن منهج الله، عن تعليمات الصانع، عن تعليمات افعل ولا تفعل.
الإنسان أعقد آلة في الكون، وله صانع حكيم، ولهذا الصانع الحكيم تعليمات التشغيل والصيانة .إذاً: نحن نحتفل حقيقة بعيد المولد، حينما نقتني شيئاً من سيرته، كيف كان في بيته، مع زوجته، مع أولاده، مع جيرانه، كيف كان مع إخوانه، مع أصحابه، في حلقاته في آلامه، في أفراحه، في أحزانه،
قل لي من تتمنى أن تكون على منهجه أقل لك من أنت، فكل إنسان له شخصية يكونها، وشخصية يكره أن يكونها، وشخصية يتمنى أن يكونها
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ﴾
( سورة الأحزاب الآية: 21 )وقلت: مقام رسول الله أعظم بكثير من أن نذكره في يوم واحد.الآن: الله عز وجل يقول:﴿ وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ﴾( سورة هود الآية: 120 )
إذا كان قلب سيد الخلق، وحبيب الحق يزداد ثبوتاً بسماع قصة نبي دونه، فلأن يمتلئ قلبنا إيماناً، وتألقاً، ونضارة، وحماسة، لأن نكون على منهج الأبطال بسماع قصة سيد الأنام.هذه الآية الأولى، وهي الشاهد الأول لوجوب أن نتعرف إلى رسول الله،﴿ وَكُلّاً نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ﴾هذا الخطاب للنبي عليه الصلاة والسلام، عن قصص الأنبياء دونه.
نعم هو قمة الأنبياء، سيد الأنبياء والمرسلين، يزداد إيماناً بسماع قصة نبي دونه، ونحن المؤمنون المقصرون إذا سمعنا، أو استمعنا إلى قصة سيد الأنبياء، نتألق، هذا شاهد.الشاهد الثاني:
﴿ أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ﴾ سورة المؤمنون الآية: 69 )يدعونا الله إلى معرفة رسوله، لأن معرفة رسول الله جزء من الدين، بل هي شطر الدين، لأن كلمة الإسلام الأولى: " لا إله إلا الله محمد رسول الله "، ولأن المبادئ وحدها لا تكون كافية لإقناعنا بالمثالية، ما لم تجسد في الإنسان، يحس بما نحس، يتمنى ما نتمنى يخاف مما نخاف، يشتهي ما نشهتي.﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ﴾
( سورة التوبة الآية: 128 )لولا أنه بشر، تجري عليه كل خصائص البشر لما كان سيد البشر، لأنه بشر، ولأنه يخاف مثلنا، ويتألم مثلنا، ويقلق مثلنا، فَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَلَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ، وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ، وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَيْءٌ يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلَالٍ )) أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجة]لولا أنه بشر تجري عليه كل خصائص البشر لما كان سيد البشر، لقد انتصر على بشريته، فكان سيد البشر.إذاً: هذا النبي الكريم الذي يدعونا الله إلى معرفته، ﴿ َبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ﴾
هذا الشاهد الثاني:﴿ أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ ﴾
1 – الآية الثالثة:الشاهد الثالث.﴿ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ﴾ سورة سبأ الآية: 46 )ما الذي يمنع أن نجتمع في بيت من بيوت الله، أو في بيت من بيوتاتنا، ونتحدث عن هذا النبي، عن هذا القائد العظيم، عن هذه الأخلاق الرائعة، عن شمائله الحميدة، عن مقامه الرفيع، عن منهجه القويم، عن تواضعه، عن عدله، عن رحمته، عن لطفه، عن وفائه ؟ والله الكلام عن رسول الله يملأ القلب سعادة.إذاً: ما الذي يمنع أن نجتمع في بيت من بيوتات الله، أو في بيت من بيوتنا، ونتحدث عن هذا النبي الكريم، لأن معرفة رسول الله جزء من الدعوة، بل هي شطر الدين بل إننا لا نستطيع أن نقنع بمنهج الله إلا إذا طبق من خلال إنسان.
لذلك قالوا: الكون قرآن صامت، والقرآن كون ناطق، والنبي عليه الصلاة والسلام قرآن يمشي، كان خلقه القرآن، بصدقه، بأمانته.
إذاً: أنا حينما أدرج التعريف برسول الله، بشمائل النبي، بأخلاق النبي، بكمالات النبي، بتواضع النبي، بعدل النبي، برحمة النبي، أنا حينما أجعل تعريف الناس برسول الله ككمال مجسد في بشر، هذا يندرج تحت الدعوة إلى الله، لكنني ممنوع أن أقول: إنه عبادة، فإذا قلت: هو عبادة فهو بدعة، لأن العبادات الأصل فيها الحظر، ولا تشرع عبادة إلا بالدليل القطعي والثابت بنص، أما الأشياء فالأصل فيها الإباحة، ولا يحرم شيء إلا بالدليل القطعي والثابت.الحقيقة وسط بين طرفين،
الأستاذ علاء:الآن اخوتي  من خلال ما قدمت، ما أجمل أن يأتي الأب والأم الأخ الكبير، الأخت الكبيرة في البيت، وأن تشتري بعض الحلوى، أن تزين في البيت، وأن تجمع إخوتها، أو أن يجمع أولاده، ثم يقص على أولاده، يجمعه بجلسة سهرية عائلية.
أكاد أقول هذا واجب، لا أقول مباح، واجب، لأنه أدبوا أولادكم على حب نبيكم، والحقيقية من السذاجة والسخف أنا أقول لابني: يا بني أحبَّ رسول الله، هذا كلام ما له معنى، أما حينما أجلس معه، أبين له محبته للصغار، أبين له كيف أن الحسن والحسين كانا يركبان على ظهره في أثناء السجود، وكيف يطيل السجود كي يرتاحا، أنا حينما أبين كيف كان وفاءه لزوجته، تقول له السيدة عائشة: كيف حبك لي ؟ يقول لها كعقدة الحبل، تسأله من حين لآخر: كيف العقدة ؟ يقول: على حالها، كان زوج من الطراز الأول، أب رحيم جار كريم، صديق حميم، وفي.
أنا حينما أرى شخصية تمتلئ كمالاً، ورحمة، وعفة، وأدباً، وتواضعاً، أقتدي بها، أرى أن المؤمن الحقيقي طموحه دائماً أن يكون على منهج رسول الله، طموحه أن يكون على سنته، طموحه أن يكون مقترباً من كمالاته البشرية.
الأستاذ علاء النبي عليه الصلاة والسلام هو الأسوة، وهو القدوة، وقلت: إن كل إنسان من أهل الدنيا له مثل أعلى أما المؤمن فمثله الأعلى هو النبي، فالعاقل فمثله الأعلى هو النبي عليه الصلاة والسلام، والحكيم فمثله الأعلى هو النبي عليه الصلاة والسلام، لأنه جاء بمنهج هذا المنهج يصلح لكل زمان ومكان، ووازن بين الدنيا والآخرة، جاء بالشمائل والخلق حتى كف الجوارح عن كل ما لا يليق، وليس فقط عن المحارم ب
كان إذا دخل بيته لف ثوبه لئلا يزعج أهله، كان قمة في الأدب، امرأة تزيل القمامة، من المسجد، توفيت، أصحاب النبي الكريم رأوا من ضعف شأنها أنها أقلُّ من أن يخبر عنها النبي، تفقدها بعد أيام، قالوا: ماتت، قال: هلا أعلمتموني ؟ قالوا: والله يا رسول الله اجتهدنا أنه شيء عادي جداً، فذهب إلى قبرها، وصلى عليها استثناء، صلى عليها، وهي في القبر.
وفاءه لأصحابه عجيب، تواضعه لهم عجيب، خدمته لهم عجيبة، كان مع أصحابه في سفر أرادوا أن يعالجوا شاةً، فقال أحدهم: عليّ ذبحها، وقال الثاني: عليها سلخها، وقال الثالث: وعليّ طبخها، فقال عليه الصلاة والسلام: وعليّ جمع الحطب، فقالوا: نكفيك ذلك، فقال: أعلم أنكم تكفونني ذلك، ولكن الله يكره أن يرى عبده متميزاً على أقرانه.
لما شبه النبوات السابقة ببناء شامخ محكم، وبقيت لبنة، قال: وأنا هذه اللبنة ، ما هذا التواضع ؟ هو سيد الأنبياء والمرسلين، من يحتاج هذه المعاني ؟ أصحاب المصالح مدراء الشركات، أصحاب الصناعات المتشابهة، لئلا يتنافسوا، أقول: وأنا هذه اللبنة، بناء شامخ محكم، النبوات السابقة، وبقيت لبنة، فأنا هذه اللبنة، جعل نفسه لبنة في بناء شامخ هذا التواضع.
حينما نتأسى بهذا النبي الكريم تحل مشكلاتنا، تزول الأحقاد بيننا، تزول الخلافات والبغضاء، فنحن في أمس الحاجة إلى سنته الآن.
اخوتي يجب  أن يتأكدوا أنه يجب أن يعرفوا سنة رسول الله القولية، والعملية، أن معرفة سنة رسول الله القولية، ومعرفة سنته العملية فرض عين على كل مسلم بالدليل، ولولا الدليل لقال من شاء ما شاء، هذا الدين شيء خطير مصيري، لا يجرؤ إنسان على وجه الأرض أن ينطق برأيه بكلمة واحدة، القضية متعلقة بالأبد، أن معرفة سنة رسول الله القولية والعملية فرض عين تماماً لأن الله عز وجل قال:﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾
أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده, لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام. 
ثم عدد عليه أمور الإسلام.. ثم قال - فصدقناه وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به. فعبدنا الله وحده, فلم نشرك به شيئًا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا، وشقَّوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا, خرجنا إلى بلدك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك
لحمد لله، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، يسبح له ما في السماوات وما في الأرض، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهمّ صلّ وسلّم وبارك على  إمامنا وأسوتنا وحبيبنا محمداً عبدك ورسولك، البشير النذير والسراج المنير، وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته واهتدى بسنته وجاهد جهاده إلى يوم الدين،  اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا، وفي أهلينا وأموالنا، اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا، واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا، اللهم اجعل يومنا خيراً من أمسنا، واجعل غدنا خيراً من يومنا، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا ومن عذاب الآخرة، اللهم اجمع كلمة هذه الأمة على الهدى وقلوبها على التقى، ونفوسها على المحبة وعزائمها على عمل الخير وخير العمل، ونياتها على الجهاد في سبيلك،لتكون كلمتك هي العليا  اللهمّ أعزّنا بالإسلام وقوّنا بالإيمان ووفّقنا إلى الإقتداء بسيّد الأنام  واجعله شفيعنا يوم القيامة واسقنا من يده الكريمة الطّاهرة شربة لا نظمأ بعدها أبدا . اللهمّ من أراد بالإسلام خيرا فوفّقه إلى كلّ خير ومن أراد بالإسلام شرّا فاجعل كيده في نحره اللهمّ وفّقنا لتلاوة القرآن على الوجه الذي يرضيك عنّا حتّى نقرأه فنرقى إلى أعلى عليين  اللهمّ نوّر به قلوبنا وأطلق به ألسنتنا واشف به أمراضنا وفرّج به كرباتنا  وألّف به بيننا واجعله لنا من النّار سترا وحجابا .
اللهمّ يا حيّ يا قيّوم يا من تعلم السرّ وأخفى نسألك بأنّك الله لا إله إلاّ أنت الرّحمن الرّحيم  أن ترحم ضعفنا وتجبر كسرنا وتشفي مرضانا وتهدي ضالّنا وترحم موتانا  اللهمّ انصر نبيّك نصرا مبينا على كلّ أعداء الدّين  وارحم والدينا وارحم من علّمنا واهد زوجات المسلمين وأزواج المسلمات  وآخر دعوانا أن الحمد لله  ربّ العالمين .